الفصل السابع

ظل يدور حول نفسه والجميع يجلسون مترقبون لمعرفة أي شئ عنها وجد رنين هاتفه يتصاعد وصديقه يخبره بانه عثر علي سيارتها في نقطة قريبة من الفيلا زاد غضبه وقلقه في ذات الوقت فليس لديها احدا قد تلجئ إليه جلسمقابلا لوالده يعتصر رأسه لعله يتذكر أي مكان قد تذهب إليه ولكنه لم يستطع أقتربت منه والدته وجلست بجواره وربطت بكفها علي كفه رفع بصره ينظر إليها وعيناه تملئها الحزن ثم تحدث قائلا

((ماذا أفعل يا أمي لا أستطيع العيش بدونها .))


تحدثت والدته قائله

(( لا تقلق سنجدها اهدي لنستطيع التفكير لاي مكان يمكنها الذهاب .))

ثحدث بنبرة مستهزئه قائلا

(( يبدو أنها كانت تخطط منذ مده لتركي فقد سحبت جميع الاموال التي وضعتها بإسمها في البنك حتي لا استطيع العثور عليها عن طريق البطاقة.))


تحدث رأفت بهدوء ورزانه قائلا

((لا تقلق سأجدها لاعرف منها اولا ما الذي دفعها لتفعل ذلك فمنذ ان دخلت منزلي وانا اعتبرها ابنتي فلم تترك المنزل بتلك الطريقة كاللصوص بدون سببا يذكر .))


نظر لوالده بتوتر ثم اشاح ببصره يأخذ نفسا قويا يملي به رئتيه ثم أخذ يزفره ببطء حتي يهدي توتره ..

استأذن منهم وطلع للطابق الثاني متجها لغرفته ما ان دخل واغلق الباب اسقط عنه قناعه واخذ يلكم بكفه صدره عدة مرات متتاليه وهو يكتم صرخات موجعه بداخله وقع بصره علي الورقة الموضوعه علي طاولة صغيرة بجانب الفراش فأقترب منها بخطوات سريعه وأمسكها بتوتر بين اناملها وأخذ يقرأ ما سطرت عليها منذ ساعات مضت ..


(( أحببتك أكثر مما ينبغي لتشعر بأنني حق مكتسب أحببتك حتي الضياع فانا بدون حبك شخص بلا هويه أحببتك حتي آمنت بأنني من غير حبك سالقي حتفي أعترف بأنني أحببتك ولكني أخطئت لأنني أخترت شخصا لا يستحق حبي ففي ذلك اليوم المشؤوم شعرت بأنني أكاد أن أتسمم من تلك المرارة التي شعرت بها والغصة التي كادت تقتلني وأنت تقف أمامي تخبرني بأنك تحب غيري وكأن امري لا يعنيك فأنا من اتخذت القرار بالابتعاد عنك قبل أن تفعل أنت وداعا يا من ملكت قلبي .))


ظل يقرأها عدة مرات وهو يلعن نفسه بأنه السبب في جعله تتركه فلم يضع ذلك في الحسبان فأنهارت حصونه وتساقطت دموعه فجثي علي أرضية الغرفه وهو ينادي عليها بصوت مرتفع سمعه جميع من في الفيلا وقفت والدته من مكانها تريد الذهاب إليه فأوقفها زوجها قائلا

(( أتركيه مع نفسه لعله يفهم خطأه ))

اومات له بقلق وبخوف علي إبنها ولكنها وافقت زوجها فهي كانت تلاحظ الحالة التي وصلت لها ساندي في الفترة الاخيره ولكنها أرادت ألا تتدخل وتسألها عما يحدث بينهما اخذت تأنب نفسها تفكر لو سألتها لكانت حاولت حل المشكلة بينهما وما كانت لتكون هذه هي النتيجة ..



بينما في الشقة عند فراس ذهب إلي الغرفة التي تتواجد بها وعد ووقف يطرق علي بابها بطرقات خفيفة ينتظر أن تأذن له بالدخول ولكنها لم تجيبه بشئ فأمسك مقبض الباب وحاوله فتحه ولكنه لم يستطيع فقد اغلقته بالمفتاح من الداخل فوقف يستند برأسهعلي الباب وتحدث قائلا

((سأذهب الان علي العودة للمنزل ولكني سأعود في أقرب وقت لا تقلقي سأترك حارسا علي الباب لو احتاجت لشئ اخبريه وهو سيبلغني ))


لم تجيبه أيضا بأي شئ فاستدار يلملم أشياءه من علي الطاولة واتجه يفتح باب الشقه ليغادر ما ان خرج من الشقه وقف يدير المفتاح بالباب يغلقه عليها حتي لا تستطيع الهروب منه فهو لن يسمح لها بتركه طلب من احد حراسه ان يلازم الباب ولا يتحرك من امامه لحين عودته وغادر ينزل درجات السلم واستلقي سيارته وخلفه باقي حراسه .


شعر بشي مريب لا يستطيع السيطرة علي سيارته هناك خطب ما بالسيارة ، فالسيارة تسير بسرعة قصوي والفرامل لا تعمل شعر بالذعر والقلق فحاول تفادي السيارات علي قدر إستطاعته وخلفه سيارة الحرس لا تعرف ما يحدث معه تحاول اللحاق به ولكنه لم يتوقف إلا أن أرتطم بقوة بعمود إنارة لتتوقف السيارة ويتصاعد الدخان منها وصلت سيارة الحرس وحاولوا إخراجه من السيارة ونقله المشفي في اسرع وقت ..


وصل للمشفي لا يستطيع تحريك ذراعه ورأسه تنزف بقوه عالجه الطبيب وقد اخبره بانه بخير ولا يوجد شئ خطير غير كسر ذراعه وبعض الرضوض في سائر جسده طلب منه البقاء في المشفي الليله للإطمئنان عليه والمغادرة في الصباح ولكنه رفض وقرر الخروج من المشفي فشكر الطبيب وغادر المشفي عائدا للبيت في سيارة الحرس ..


كان اياد جالسا علي طاولة الطعام يرفض تناوله حاولت معه
أسيل كثيرا ليتناول طعامه ولكنه يأبي ان يمسه قبل عودة فراس بينما الجميع لم يذق احدا منهم طعامهم فمنذ ان عرفوا بما حدث مع معاذ وساندي وهم يرفضون تناول طعامهم فليس لديهم شهيه ..

وجدوا من يقتحم المكان بهيئة مستعصية شهقت والدته ما ان رأته ووقفت مكانها من الصدمة لا تستطيع ان تتحرك بينما اسيا اطلقت العديد من الصرخات وتحركت تقترب منه وترتمي بداخل أحضانه تبكي وهو يمسد علي شعرها اقترب والده منه يشعر بالخوف علي ابنه يتهته في الحديث قائلا

((ما الامر ؟ ما الذي حدث معك؟))

تحدث فراس قائلا

((لا شئ يا ابي مجرد حادث بسيط فلا تقلق انا بخير ))

شعر والده بتوهان وعقله أخذه لمكان أخر فنطق بكلمة واحده قائلا

(( كيف حدث ))

اخبره فراس عما حدث معه منذ أن صعد للسياره إلي أن عاد للمنزل الان نظر بإتجاه والدته وجدها تبكي وكفيها ترتعش بقوه فأقترب منها وجسي علي ركبتيه أمامها ممسكا بكفها بين كفه السليم يدعكه بانامله لتهدي ويلثمه فاحتضنت رأسه وهي تبكي تتحسسه لتتاكد بانه بخير ..


انسحب رافت لغرفة مكتبه والغضب يرتسم علي ملامحه فامسك بالهاتف يضغط علي لوحة المفاتيح يطلب رقما ثم وضعه علي أذنه ينتظر أن يجيبه الطرف الاخر ..

ما أن اجاب كمال عليه اطلق العنان لغضبه يراد ان يكون امامه ليفتك به فتحدث بغضب مستتر قائلا


(( أخبرتك أكثر من مره بانه ليس لي ذنب انا او عائلتي بمقتل إبنك فإبحث عن قاتله بعيدا عن اولادي وإلا ستندم فأنا لن اتغاضي عما فعلته فإذا اردتها حرب فلتكن .))


ما ان اخرج ما بداخله انهي المكالمة دون الاستماع إليه فجلس علي مقعد مكتبه وتذكر منذ عشرة سنوات كان فراس في مرحلة الثانويه توفي صديقه قاسم ولم يعرف احد كيف او اي شئ عما حدث وقتها ليكتشف بعد ذلك بان هناك من اوقع بينه وبين صديقه فهو وكمال كانوا اعز اصدقاء ولكن منذ تلك الحادثه تغير كل شئ ليكتشف بعدها بأنه يقول بان فراس هو السبب في موته وان لديه الدليل علي ذلك ففضل عدم تدخل الشرطه في الامر لياخذ بثائر ولده انتظر مرور تلك السنوات الطوال ليعذبنه ويكويه في كل لحظه تمر عليه والقلق ينهش قلبه ليحدث ما لا يحمد عقباه الان فلن يمررها مرور الكرام فهو من بدأ وعليه أن يدافع عن إبنه حتي تزهق انفاسه ..


وضع كمال الهاتف علي الطاولة وهو ينظر لإبنه قائلا


(( لم يحدث له شيئا ورافت قد عرف بأنني من خلفها والان يتصل ليهددني بكل وضوح بانه سيرد الصاع صاعين.))


تحدث حازم بغضب وهو ينظر لوالده قائلا

(( أخبرتك أكثر من مره بأن تترك الامر لي فلا داعي لهؤلاء الرجال فلم أنت قلق .))


دار والده حول مكتبه ووقف خلف حازم فوضع كفه علي كتفه وتحدث بتوتر قائلا


((اوقات كثيره اشعر بأن رافت صادق في حديثه وأن فراس لم يقتل قاسم وانني اتبع الشخص الخطأ .))

استدار حازم ينظر لوالده بنظرات مبهمه ثم اجابه قائلا

((هل تعني ما تفوهت به أبي لاخر مرة ساخبرك بان فراس هو من قتل قاسم لقد رايت الدليل بعينيك .))


((وجود ساعة فراس بجانب جثة قاسم لا يعني بأنه من قتله ))

ذلك كان رد كمال علي ولده ولكنه مشتت لا يعرف ما يفعله هل يأخذ بثائر ولده وهو غير مقتنع اقتناعا كليا بان فراس هو الجاني أم ينتظر لعله يظهر جديد تحدث كمال وهو يتحاشي النظر في عين إبنه قائلا

(( انتظر قليلا بعد ولا تمس فراس بدون اذني سأخبرك متي يمكنك فعلها .))

نظر إليه حازم غير مصدق بان والده من يتحدث ثم استدار مغادرا للغرفة يغلق الباب خلفه بقوه تدل علي إنزعاجه وغضبه الشديد من والده ...


اقتربت منها تنادي إسمها بهدوء لتصحو فزعت ساندي وجلست علي الاريكة تنظر حولها الي ان تذكرت اين هي وما حدث علي مدار الساعات الماضية فمالت تستند بمرفقيها علي ركبتيها تخفي رأسها بين كفيها فاقتربت منها سعاد وتحدثت بنبرة حنونه افتقدتها ساندي منذ زمن فما ان استمعت إليها لم تستطع التحكم في دموعها فعرفت طريقها لتتساقط علي ركبتيها فأقتربت منها سعاد واخذت تمسد علي ظهرها برفق وهي تتحدث قائله

(( الطعام جاهز تعالي نتناول الطعام معا ثم نجلس بعده وتخبريني بحكايتك كامله .))

رفعت رأسها تنظر إليها بإبتسامة لم تتعدي شفتيها فسحبتها سعاد لتتجه معها حيث طاولة الطعام ..




في مركز الشرطه يقف والد وعد يتحدث مع الضابط يطلب منه ان يساعده في العثور علي ابنته .

تحدث الشرطي بلامبالاه قائلا

((هناك شهود تقول بان ابنتك لم تخطف بل صعدت للسيارة مع شاب وغادرت فماذا نفعل نحن فتلك ليست قضيتنا ابحث عنها بعيدا عنا فهي ليست قاصرا او بها عله لنجلبها لك بل هي فتاة راشده ومتعلمه يبدو بأنك أصريت علي زواجها مما جعلها تهرب منك حتي لا تتزوج فهيا اذهب وابحث عنها بنفسك ولا تعود مجددا .))


ضغط علي اسنانه بغضب وهو يتمني ان يعثر عليها ليهشم عظمها فهي السبب فيما يطاله من سخرية الجميع ثم خرج من مركز الشرطه وصعد لسيارته واشغل محركها وذهب .


وقف يطرق علي الباب بقوه وغضب وهو ينظر ان تفتحه له فما ان فتحت الباب وراته اسرعت لتغلقه ولكنه منع محاولتها ودفعه بقوه اسقطتها جالسة عل الارضيه تنظر إليه برعب جلي فأقترب منه وتحدث بنبرة جليديه ارسلت الرجفة في الصاله قائلا

((اين ابنتك فأنا لن اسمح لها بوضع راسي وكرامتي في الارض واكون في موضع المتفرج لن اسمح لها بتكرار ما فعلته والدتها من قبل سأقتلها واغسل عاري فكم اندم علي عدم فعلي لذلك معك فالفتاة تشبه والدتها حتي في خيانها.))


ازداردت ريقها بخوف وتحدثت قائله

(( لا اعرف حتي لم تخبرني بأنها ستخطب لقد عرفت بالصدفة من صديقتها دارين وهي تسألني عنها .))

اقترب منه ووقف امامها بشموخ يرمقها بنظرات مشتعله بينما هي علي نفس هيئتها ثم دفعها بقدمه واستدار ليغادر وهو لا يفكر في شئ غير العثور عليها .


عندما تاكدت بانه غادر خرجت من الغرفه وظلت تفتش في الشقة لعلها تجد شيئا قد يساعدها للخروج من هنا بحثت كثيرا عن هاتفها او اي هاتف اخر ولكنها لم تجد اي شئ وكأنه كان مخططا لذلك منذ وقت مضي ضربت الارض بقدمها غاضبة منه ومستاءة مما يخطط له ..


اشغلت التلفاز وجلست علي الاريكة تتنقل بين محطاته بشرود غير منتبه لما يعرض عليه فكم تشعر بالفراغ تريد العودة لمنزلها ومتابعة عملها حاولت اشغال نفسها باي شئ ولكنها لم تجد شيئا قد يشغلها تفتقد كل شئ في حياتها تريد ان تتحدث مع دارين بالساعات كما تفعل دائما تخبرها بما يحدث معها اولا باول ولكن أين هي من دارين الان فهي في سجن ممنوع عنها جميع وسائل الاتصالات فلا تستطيع التحدث مع احدا ولا ان تشتكي ما يحدث معها لاقرب الناس اليها لا تعرف لمتي سيستمر بها الحال في ذلك المكان عليها بالتأقلم حتي يمل منها ويطلق سراحها ..



وقفت وظلت تستكشف الشقه ثم ذهبت للغرفة تستكشفها ففتحت الخزانه ووقفت تنظر للملابس التي تملئها بغضب وغيرة تقتلها فجميع الملابس الموجودة بداخلها ملابس نسائيه ولكنها لا تصلح للارتداء لقد خجلت عندما راتها فكيف تتخيل نفسها ترتديها عن تلك الجمله ووقفت تفكر لمن تلك الملابس هل جلبها من اجلي أم هي لزوجته أم يجلب فتيات إلي هنا هل يخون زوجته ويخونني ايضا فهو لا يكف عن التشدق بحبه لي فكيف يسمح لنفسه بفعل ذلك هل يري تلك الملابس علي الفتيات التي يجلبهم لهنا هل فراس رجل خائن ظلت تعصف بها كل تلك الاسئله فلم تصل لجواب ، جلست علي طرف الفراش تقرض في اظافرها وهي تفكر فيما تفعله بتلك الملابس فوقفت مرة واحدة كمن لسعها عقرب واقتربت من الخزانه لتسقط تلك الملابس علي الارضيه ووقفت تفكر فيما تفعله بعد لمحت حقيبة سفر كبيرة اعلي الخزانه زجزحت مقعدا من مكانه ووقفت فوقه تجاهد لتحصل علي الحقيبه نجحت في انزالها فذهبت بإتجاه المطبخ ووقفت تبحث عن شئ ما وما ان وجدته فرحت والتقطته بين اناملها واستدارات عائدة للغرفة من جديد جلست امام كومة من الملابس الخليغه تمسك بكفها قطعة منها و تمسك بالمقص بين انامل كفها الاخر واخذت تغير في شكله وتعدل من قصته وما ان تنتهي من قطعه تضعها بداخل الحقيبه وتفعل المثل مع غيره لتشغل وقتها حتي لا تشعر بالفراغ ..


في الشقة التي تعلوها كانت هايدي تخطط وتفكر كيف توقع فراس في شباكها في اسرع وقت فهو من سينقذها من تلك الكارثة التي اوقعت نفسها بداخلها ولكنها قلقة فالموضوع ليس سهلا ويحتاج منها تخطيط دقيق حتي لا تخطي في شئ قد يكشفها ويخرب عليها ما تخطط من اجله عليها ان تجعله هو من يصعد إليها ولكن كيف تجعله يصعد لشقتها دون أن تخبره هي بذلك تريده ان يصعد من تلقاء نفسه لتستطيع تنفيذ خطتها والايقاع به دون ان يشعر بانها قصدت فعل ذلك ظلت تفكر إلي أن أهتدت لفكرة شيطانيه فقد خطرت علي بالها فكرة وقررت تنفيذها في الغد فلما التاخير فوضعها لا يحتمل يوما واحدا ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي