الفصل التاسع

بعد مرور اسبوعان بدا فراس يتعافي شرد يتذكر تلك الليلة التي أخبرته فيها بأنها موافقة علي الارتباط به ولكن كان لديها شرط وهو أن يتم الارتباط بعد أن يتعافي كليا وألا يذهب إليها في تلك الفتره حاول منع نفسه من الذهاب إليها علي قدر إستطاعته فإن ضعف وذهب يطمئن عليها سريعا ومن ثم يغادر فبعد تلك الليله التي اخبرته بموافقتها ناما محتضنها طوال الليل لتستيقظت في الصباح تجد نفسها بداخل احضانه ظلت تبكي وتنتحب وكأنه اخطأ في حقها حاول تهدئتها وافق وتقبل أي شرط اخبرته به .




كان في مكتبه بداخل شركة والده لقد بدا العمل معه يريد أن يمر الوقت سريعا ليجتمع معها فكم احبها وتمني ذلك اليوم شرد يتذكر أول مرة أخبرها بأنه يحبها ويريد الارتباط بها ما أن اخبرها صدمت في البدايه ثم ضحكت حتي ادمعت عيناها استهزئت بمشاعره وأخبرته بأنه مازال صغيرا وسيقابل فتيات كثيرة في حياته ولكنه لم يري في حياته فتاة غيرها ثم انسحبت وتركته واقفا بقلب ممزق عاد لارض الواقع ينفض تلك الذكريات الاليمة عن راسه وقف يدور حول مكتبه واستند علي جانب المكتب ينظر من النافذة الزجاجيه البعيدة عنه يفكر بأنه لم يعد يستطيع البعاد اكثر عليه أن ينهي ذلك الامر وقف مستقيما يهندم ملابسه ثم تحرك بإتجاه الباب مغادرا لغرفة مكتبه .






خرج من الشركة واستقل سيارته يطلق لها العنان ليذهب لوجهتهبينما سيارة الحرس تتبعه أينما ذهب اوقف السيارة بعد القليل من الوقت اسفل العمارة التي تقتن بها شقته ثم تحرك مغادرا للسيارة صاعدا للاعلي كانت واقفة في الشرفة تنظر لكل شئ من حولها عندما لمحت سيارته وقفت تراقبه وتفكر متي عليها البدء في خطتها عليها أن تنهيها سريعا ترددت كثيرا أن تذهب إليه وتقابله فلو فعلت ذلك لن يصدق ما تخطط له بعد ذلك .





بينما هو كان قد وصل للشقه ووقف يفتحها بالفتاح كانت جالسه امام التلفاز عندما استمعت لصوت بالخارج للحظة شعرت بالخوف والقلق ولكنه ظهر امامها فجأة فلم تتحكم في اشتياقها له واسرعت ترتمي بداخل احضانه ..




أحتضنها بذراعه يجذبها إليه بقوة يريد حبسها بداخل قفصه الصدري تنهد وهو يشدد علي احتضانها اكثر ثم ابعدها قليلا عنه ومال علي شفتيها بقبلة عاشقه ظل يقبلها لا يعرف لكم من الوقت فلم يبتعد عنها إلا عندما شعر بأنفاسها تنقطع وهي تجاهد لتلتقطها وقف يشاهدها وهي تحاول تنظيم وتيرة انفاسها المتصاعدة بوجنتين حمراوين وشفاه منتفخة من اثر تقبيله لها تضع كفها علي صدرها موضع قلبها تهدي من صوت ضرباته لم يستطع التحكم في نفسه وهو يشاهد هيئتها تلك فاقترب منها مجددا وانقض عليه يبثها حبه ومشاعره ويروي ظمأ قلبه ..






تواصلت ساندي مع مني منذ ان خرجت من المنزل بوقت قليل فهي في مكانه والدتها اخبرتها بما حدث منذ عدة ايام بينها وبين معاذ وطلبت منها ألا تخبر أي احد بأنها تتواصل معها وهددتها بانها لو اخبرتهم ستمتنع عنها وتتوقف عن مهاتفتها وافقتها مني واخبرتها بأنها لن تخبرهم وسيبقي سرا بينهما ولكنها لم تخبرها أي شئ عن مكانها التي تقتن فيه ..





أمسكت ساندي بهاتف المنزل وارادت محادثة مني لتطمئنها عليها وتطمئن عليها هي الاخر رنت عليها ووضعت الهاتف علي اذنها تنتظر أن تجيبها ..





لم يذهب للعمل اليوم فمنذ أن اختفت وهو لا يريد فعل أي شئ يسهر مع اصدقائه بالليل وينام طوال النهار كان مستلقي علي الفراش عندما استمع لصوت الهاتف الارضي يتصاعد رنينه من جانبه انتظر أن يجيب احدا عليه من الخارج فلم يحدث مد ذراعه والتقطه بين كفيه وضعه علي اذنه وجد والدته قد اجابت عليه واستمع لصوتها وهي تلقي التحيه كان علي وشك انهاء المكالمة من عندة فها هي والدة قد اجابت ولكنه استمع لصوتها المحبب لقلبه وكأنها اعادت إليه روحة المفقوده تعيد إليه الحياة و تعزف علي اوتار قلبه أستمع إليها وهي تقول


(( كيف حالك وحال الجميع في المنزل ))



اجابتها مني بعاطفة اموميه قائلا



((جميعنا بخير كيف حالك انتي ))



حاولت مدارة حزنها وبؤسها قائله


((بأفضل حال فأنا سعيدة جدا هنا .))



عند هذا الحد ولم يستطع أن يتماسك اكثر وكأنه بركان يثور ثار يتحدث بغضب وقد تعالت صوت انفاسه قائلا



((سعيده من غيري حسنا ان لم اجدك واندمك علي فعلتك تلك لم اكن رجلا امام نفسي ما حييت .))



همست بتوتر وصوتها خرج بخفوت قائله


(( معاذ انا ...))




قاطعها ينهي المكالمة وهو يتأكل من داخله والغضب مرتسم علي محياه فتحرك خارجا من الغرفة متجها حيث والدته وقفا امامها يناظرها ينظر بداخل عينيها فتحدث بغضب قائلا



(( أين هي هل انتي من سعدتها لتركي ووجدت لها مكانا تتخفي فيه مني .))




مع كل كلمة ينطقها تهز راسها بالنفي دليلا علي عدم معرفتها شيئا ولكنه لم يصدقها وتركها غادر .





اتصل بصديقه يمليه ذلك الرقم ويخبره بأنه يريد عنوان المنزل حالا أستقل سيارته واشغل محركها يتابع الطريق امامه وينظر للهاتف الممسك به بين كفه من وقت للاخر إلي أن تعالي رنين ضغط زر الايجاب وهو يستمع للطرف الاخر يخبره ما يريد معرفته شكره وانهي المكالمة وتوجه حيث اخبره .





بينما هي كانت جالسة بتوتر والهاتف بجانبها خيل إليها بأنه سيعاود الاتصال من جديد يجبرها علي العودة ولكنه لم يفعل كانت بمفردها بالمنزل فسعاد قد خرجت تحضر بعض الاشياء للمنزل استمعت لصوت جرس الباب فوقفت تتنهد بتعب ثم رسمت إبتسامة مصتنعة علي وجها واتجهت الباب .




ما أن فتحته حتي دفعها ليدخل لداخل حدود المنزل وأمسكها من شعرها بقوهنظرت إليه بعينين مصدومتين ومتسعتين صفعها علي وجهها وهو يقول




(( تهربين مني وسعيده ايضا من غيري منذ اليوم ستعيشين في جحيم سأعرفك من انا بن رداد السجون ))




نظرت له بغير فهم ولكنها خائفة منه فلاول مرة تراه علي تلك الهيئة




صفعها مجددا وتلاها عدة صفعات وساندي تصرخ من الالم حتي سقطت علي الارض وجهها ملئ بالكدمات وانفها وشفتيها ينزفان بقوه ثم مال وامسكها من ذراعيها بقوة يوقفها ثم جرها من معصمها حتي وصل لسيارته ففتح بابها ودفعها بداخله ودار حولها ليجلس في مقعد السائق ويشغل محركها منطلقا بها .




اوقف السيارة في مكان منعزل ومخيف فالظلام يحيط به من كل الاتجاهات فتحدثت بزعر وهي تنظر حولها قائلا


(( اين نحن ولما اتينا لهنا .))



لم يجيبها بل فتح باب سيارته من جهته وخرج يدور حولها يفتح بابها ويخرجها بقوه وهو ممسك بذراعها حاولت التشبث في الارض وهو يجرها خلفه إلي أن ظهر أمامهم منزلا صغيرا يبدو كالكوخ وقف يفتحه ثم دفعها بداخله واغلق الباب عليها بالمفتاح ووقف ينظر إليه وهو يحث نفسه بأنه صح وانها تستحق ان تعاقب بينما هي في الداخل تطرق علي الباب بعنف وهي تبكي وتنتحب وتتاسف لعله يرق قلبه عليها ويفتح لها الباب ولكنه لم يعيرها اي اهتمام واتجه عائدا لسيارته وصعد بداخلها مغادرا للمكان ..


ما أن استمعت لصوت السياره شعرت بالذعر والخوف حتي كادت ان تزهق روحها وهي تطرق علي الباب بقوة اكتر ولكنه كان قد غادر نظرت حولها للمكان وجدته مظلما إلا من مصباح صغير ينير المكان بإنارة خافته وباهته فلم يوضح لها معالم المكان جلست في مكانها تستند بظهرها علي الباب تستند بذقنها علي ركبتيها وبعد الكثير من الوقت اغلقت عينيها واسقط جفنيها لا تعلم إذا ما كان سلطان النوم قد زارها او اغمي عليه ولم تستطع التحمل اكثر ..



بعدما قرر مغادرتها وتركها وحيدة هنا لم يستطيع فلم يطاوعه قلبه يعلم جميع مخاوفها وانها لا تستطيع ان تظل لوحده في تلك الظلمة استمع لصوت بكائها وانهيارها وطرقاتها المرتفعة علي الباب اراد الاقتراب وفتحه او حتي طمأنتها بأنه مازال هنا في الجوار ولكنهاقنع نفسه بأنها اخطأت وعليه بمعاقبتها وعليها ان تستحمل عقابها للاخر .




اتجه نحو الباب الخلفي وفتحه بهدوء فدخل واغلقة خلفه وتحرك بهدوء يحاول ألا يصدر صوتا وجدها جالسة خلف الباب تستند عليه وتغط في نوم عميق اقترب منها وحملها بين ذراعيه ينظر إليها بنظرات مبهمة ثم اتجه لداخل الغرفة ووضعها علي الفراش يدثرها بالغطاء جيدا ثم غادر للمكان عائدا للفيلا فالشمس علي وشك السطوع .




قبل عدة ساعات

استمعت لجملة الماذون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ما ان انتهي المأذون من تزويجهما لم تستطع ان تتماسك وتخفي دموعها التي تساقطت الواحدة تلو الاخر فمنذ اليوم صارت زوجته قولا وفعلا


وقفوا ليغادر المأذون والشهود وتظل هي وهو بمفردهم أغلق الباب خلفهم واتجه إليها وقف امامها ينظر إليها بعشق خالص فتحدثت بتوتر قائلا


(( فراس هلا جلست لنتحدث قليلا ))



اجابها بتوجس وهو يغلق عينيه قليلا قائلا


(( الان ))


تحدثت بتوتر وهو تشبك انامل كفيها في بعضهما البعض قائله

(( اجل إذا سمعت ))


تنهد بتعب واقترب من الاريكه يجلس عليها وهو يشير إليها لتاتي وجلس بجواره


اقتربت منه وجلست حيث هو وتحدثت وهي تنظر للارض فباغتها ذراعيه بحملها واجلسها علي قدميه صرخت بقوه فأحتضنها يلف ذراعه حول خصرها والاخر يرفع بأنامله ذقنها للاعلي تنظر إليه فأحفض راسه لعنقها يشتم خصلات شعرها وتستقر شفتيه علي عنقها يقبلها بحنو ذابت من لمساته وابتعدت قليلا تقول بإندفاع

(( فراس لقد وافقتك علي الزواج ولكن ذلك لا يعني بانني موافقه علي ))


صمتت تتحاشي النظر إليه لا تعرف كيف تنطقها فقال فراس ببرود


(( لست موافقة علي ماذا ))



اجابته دفعة واحده قائله


(( علي ان اكون زوجتك فعليا هلا تركتني بعض الوقت لاكون اكثر استعدادا ))


ابتسم إبتسامة هادئه وهو يهز اسه بانه لا فائده معها قائلا

(( لا لن اقبل فانا لست ذلك الرجل الذي يتزوج ويوافق علي مثل تلك الشروط زواجنا سيكتمل للنهايه وافقتي ام ابيتي فانا لم انتظرك كل تلك السنوات لاحصل في الاخر علي اللاشئ .))

ثم وقف وهو يحملها وتوجه بها حيث غرفة نومهما لا يصدق بانها قد صارت زوجته وعليه ان يثبت ذلك لنفسه




شعرت بالخوف واستمعت لاصوات في المنزل وقفت عن فراشها وذهبت تنظر حولها لم تجد احد ولكنها عند استدارات لتعود وجدته واقفا في وجهه بيده سكينا حادا يلمع بشده فأطلقت لقدميها العنان واخذت تركض وتركض ولا تعرف لاين فالظلام يحيط بها من كل مكان وقفت في مكانها تبكي وتنتحب وهي ممسكة بأسفل بطنها تشعر بان روحها تسحب منها وجدته يقترب منها بهدوء وكانه يعلم بانها لن تجد مكانا لتذهب إليه فمعه حق لقد تجمدت قدماها ولصقت في الارض وصل إليها وسحبها من مرفقها ينظر إليه بإبتسامة مستفزه ترجته كثيرا ان يتركها ويدعها تذهب ولكنه لم يوافق كانت إجابته علي بكائها وترجيها له تلك الابتسامة المستفزه دفعها علي الارض واقترب منها يضربها عدة ضربات بقدمه في بطنها صرخت باعلي صوتها وكادت ان تموت من الالم وقد شعرت بسائل دافئ ينزلق علي طول قدميها شعرت بزعر بجانب توجعها الشديد وأخذت تصرخ وصوت صراخاتها يتعالي حتي انقطع تدريجيا



كان معاذ قد وصل منذ قليل ولكنه لم يغادر سيارته بعد انتظر يستجمع شجاعته ليواجهها ويتفق معها بأنه مستعد ان يبدا معها صفحة جديده ويخبرها لما تعامل معها بتلك الطريقة في الايام السابقه لانها ارادها ان تتحرر من برودها وتبادل مشاعره المشتعله نزل من السيارة وصفق بابها بعنف متجها للبيت ووقفه يفتحه بعدما دخل لداخل البيت صفق الباب ليصدر صوتا مرتفع لعلها تخرج لتري من وعندما وجدها لم تستجيب لتلك الاصوات التي يفتعلها ليحثها علي الخروج قرر التوجه إلي الغرفة ورؤيتها ..


دخل للغرفة وجدها مستلقيه علي الفراش تغوص في نوم عميق جلس بجوارها واخذ يمسد بكفه علي خصلاتها وهو ينادي اسمها بخفوت وجدها لم تستحيب لمناداته يعرف كيف يجعلها تستيقظ مال عليها يريد تقبيلها واستند بذراعه علي الفراش شعر بملمس شئ سائل تحت كفيه رفع كفه ينظر إليه وجده ذلك السائل الاحمر تبادل النظرات بينها وبين كفيه ثم سارع برمي الغطاء بعد عنها ليجد الفراش متلطخ بالدماء التي اثارها تملئ قدميها حاول افاقتها بشتي الطرق ثم حملها وتوجه سريعا للخارج وهو يلعن ويسب نفسه بافظع الالفاظ ..


كان قد وصل للمشفي وظل ينادي ويصرخ في الاطباء يهددها ان لم يستطيعوا انقاذها يا ويلهم منه بعد قليل كان واقفا يتاكله القلق عليه وقد وصل فراس وقف امامه ظل مركز نظره علي معاذ وقميصه المغطي باللون الاحمر ليساله بجزع

((مابها زوجتك))


اجابه معاذ بقلق قائلا


(( لا اعرف وجدتها تنزف بشده فاسعفتها الي هنا في الحال))


وقبل ان يسأل عن اي شي اخر ابتعد عنه معاذ فوقف يستد بظهره علي الجدار البارد خلفه يركز نظره ناحية باب غرفة العمليات لا ينكر قلقه وخوفه من ان يصيبها مكروه فالدماء التي نزفتها ليست قليله ..


في تلك الاثناء خرجت الطبيبه المسئولة من الغرفة ليلتفوا من حولها فكانوا مترقبون لما تحمله الطبيبه من اخبار


فتحدثت الطبيه قائله


((اولا حمد لله علي سلامتها رغم انها فقدت الكثير من الدماء إلا انها بخير الان ثم اضافت بنبرة اسفة قائله أسفة فالطفل لم نستطع إنقاذه لقد وصلت في حالة إجهاض ثم غادرت وتركتهم ..))



بعد أن غادرتهم ساد صمت رهيب لدقائق معدودة ولم يظهر احد اي رد فعل..

بينما هي في الداخل كانت قد افاقت تلك وهي تتذكر ذلك الكابوس الذي تسبب في فقدان طفلها تفكر هل كان كابوسا ام حقيقة ومعاذ هو السبب في فقدانه له لو لم يفعل معها ما فعله وتركها في ذلك المكان المخيف الذي تركها تعاني فيه لوحدها ستنتقم منه علي فعلته تلك لن تمررها له ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي