الفصل التاسع والعشرون

وصلت يارا للمنزل ودموعها تملئ وجنتيها ووجهها احمر قاني من اثر بكائها فما راته من حب معاذ لساندي ليس قليلا فهو لن ينساها ابدا لن يستطيع العيش بدونها حتي لو تخلي عنها ورضخ لما تريده سيظل ساكن حبها في قلبه فما ان راها عمها اسرع اليها وهو يسالها عن ما بها لتهز راسها فقط وهو لا يعرف ما الامر ولا يفهم عليها ساعدها عمها وادخلها لغرفتها فتيطحت علي الفراش وهي تهزي وتقول لقد كادت ان تموت لقد انقطعت انفاسها وحاولوا انعاشها حتي نبض قلبها مجددا ومعاذ قد انهار كليا علي ما حدث لها وظل يبكي كثيرا فلم اجد لي مكان بينهم فتحدث عمها يقطع عليها حديثها قائلا

(( هل اخبرتيهم بانك حامل .))

هزت راسها بالايجاب فسالها بعينيه عن ما كان جوابهم لتنهار مجددا في البكاء وهي تتذكر حديث معاذ وما طلبه منها لقد ارادها ان تقتل طفلها من اعتقدت بانه من سيقربها منه ويجعله يعود اليها مره ثانيه ..



كانت حنان جالسه مع عامر تخبره بان عليهم ان يتصرفوا وينهوا الامر قبل ان يعرف كمال بانهم هم وراء خطف زوجة ابنه فامسك بالهاتف واتصل علي حازم يخبره بالمكان الذي سيضع فيه المال ليحصل علي زوجته مقابل المال ما ان انهي عامر المكالمة شعر بالتوتر والقلق مما هو قادم اتفق مع حنان بعد ان ينتهي من ذلك الامر يعقدوا قرانهم ويذهبوا للخارج ليقضوا شهر العسل معا وافقته حنان فهي تحبه وتريد قربه اليوم قبل الغد ولكن عليها ان تنتهي من كمال اولا لتغلق صفحته للابد ...



كانت متسطحة علي الفراش في المشفي تنظر لسقف الغرفه بضياع تتمني لو لم تكن علي قيد الحياه لتراه مرة ثانيه كم تمنت الموت علي العيش معه مجددا ستظل تحاول الي ان تحصل علي حريتها وجدت مقبض الباب يتحرك واحد يفتحه ويدخل لثواني لم تستوعب بانه هو هنا يقف امامها لتغمض عينيها بقوه وهو يجلس بجوارها علي طرف الفراش وامسك بكفها كم ارادت انتزاع كفها من بين كفيه ولكنها لم تستطع فليس لديها القوة الجسدية الكافيه فجسدها ما زال يؤلمها بقوه وتشعر بالتخدر الذي يسري في جسدها ككل فتحت عيناها وهو يقول

(( حمد لله على سلامتك لا تعرفين كيف مرت عليا الساعات وانا انتظر ان يسمح لي الطبيب برؤيتك ..))

ابتلعت غصة حلقها وهي تقول بتعب

(( كم تمنيت الموت فأنا ابغض رؤيتك .))



نظر اليها نظرة مليئة بالالم فلم يكن يتوقع ان تقول ذلك الحديث الان فاغمض عينيه قليلا ليحافظ علي رابطه جأشه ثم قال

(( كل ذلك لانني تزوجت دون اخبارك اعتذر منك حبيبتي سامحيني ولنبدا معا من جديد ساحاول ان اعوضك عن ماحدث قدر استطاعتي ..))

ابتسمت ابتسامة مريره وهي تقول

(( لقد تمنيت الموت وفضلته علي ان اكون معك افهم واعرف جيدا بأنني لن اعيش معك حدقيقة بعد ان اخرج من هنا واذا غصبتني علي شئ سأقتل نفسي ولن اتواني عن المحاولة الا اذا طلقتني او قتلتني ..))


احتقر نفسه بعد ما تفوهت به هل هو اذاها بذلك الشكل دمرها ودمر حياتها دون ان ينتبه لما يقترفه في حقها نزلت دموعه امامها ولم يحاول اخفائها وهو يقول

(( انا اعتذر منك اعرف بانني لو ظللت اعتذر منك لمدة لسنه لن اكفر عن ذنبي .))

رمقته بنظرة تعجب من تغيره ولكنها ظلت مصره علي قرارها فهي لن تعيش معه لدقيقة واحده بعدما طالها بسببه
بينما كان فراس ووالده ذهبوا لمنزل كمال ليعرفوا ما استجد في امر اختطاف ابنته ويعرف كافة التفاصيل من زوجها فهو لم يعد في استطاعته ان يبقي اكثر من ذلك ينتظر ان يتحدث احدا معه ويخبره اي شئ عن ابنته فتحدث معاذ بعد ان صمت قليلا ودموعه تتساقط من عينيه قائلا

(( انا احررك مني انتي طالق يا ساندي .))

ثم استدار مغادرا الغرفة بسرعه قصوي بينما تنهدث ساندي براحه وهي تشعر بانها حرة اخيرا ستخرج من هنا قريبا وتنعم بشعور الحرية ..

ما ان خرج من الغرفة انهار كليا ونزلت دموعه بقوه فأقتربت منه والدته وربطت علي كتفه وهي تقول

(( ذلك ما كان عليك فعله من قبل ان يتطور الامر ويصبح ذلك هو حالها .))

اومأ لوالدته تأكيد علي حديثها وتحرك بهدوء من امامها ليختلي بنفسه ويبقي بمفرده ..


وصل رافت وفراس لمنزل كمال فوقفوا يطرقوا علي الباب لتفتح لهم الخادمة واصطحابتهم للداخل وذهبت لتخبر كمال جلس رافت وفراس ينتظروا قدوم كمال وصل كمال حيث يجلسوا ليتحدث رافت وهو يضع حقيبة امامه قائلا

(( تلك الحقيبة فيها المال الذي طلبه ذلك المختطف فأنا من سأدفعه .))

لم يجيبه كمال للحظات وهو يبادله النظرات ثم تنازل اخيرا وهو يقول

(( لقد اصبحت زوجة ولدي وحازم هو من سيدفع المال ليرجع زوجته سالمة ..))


اتفق رافت مع كمال عن ما عليهم فعله ليتم الامساك بمن اختطفها ليعرفوا السبب الحقيقي وراء الخطف ثم غادروا منزل كمال بعدما وافق كمال علي ما قاله له رافت ...


في القبو كانت تجلس كالتائهه والخائفه فجاسم عندما سطعت الشمس قرر الذهاب حتي لا يراه والده ويفتعل شجار معه فيكفي بانها امامه ومعه في نفس المكان ظلت تتذكر حازم هل هو سعيد ببعدها عنه ام يبحث ويتمني ان يصل اليها كم تتمني ان تراه ولو لمرة واحده لتعترف له وتخبره كم تحبه وتريد منه ان يبادلها نفس شعورها هل ستموت هنا في ذلك القبو دون الخروج ورؤيته تتمني لو يكون يفكر فيها كما تفكر هي تساقطت دموعها لتجد الباب يفتح ويدخل عامر يخطؤ تجاهها وهو يضع كفيه في جيب بنطاله ينظر اليها نظرة كلها ثقه وهو يقول

(( ستظلين معنا للغد فقط وبعدها تستطيعين الذهاب لزوجك وعائلتك .))

تنهدت اسيل براحه وهي تشرد وتهمس لنفسها بأنها اخيرا ستعود لمنزلها وتريد زوجها وتنعم بأحضانه ليخرجها من شرودها وهو يقول بسخريه

(( سأفتقد وجودك هنا ..))


ظل حازم يدور في الغرفة وهو يعد الساعات والدقائق التي تفصله بين الغد ليجتمع بزوجته من جديد فكم يفتقد وجودها فهو يعترف لنفسه بانها احبها وكأنه لم يحب فتاة قبلها ولن يحب احدا بعدها يريد ان يراها الان ويعترف لها بما يحمل لها من مشاعر فهي من ملكت الفؤاد وسكنته ..



ذهب جاسم للقبو وجلس علي النافذة كما فعل في المرة السابقه وظل يتحدث معها ويخبرها بأشياء حدثت معه منذ مده وتطرف للحديث معها عن تلك المرة التي جمعته بها فأعتذر منها واخبرها بانه لم يكن يقصد ما حدث لتشعر اسيل بأن جاسم يحمل لها مشاعر ارادت ان تخبره بانها تحب زوجها ولن تنفصل عنه مثلما قال لها لوا علي ذلك الحال الي ان سطعت شمس الصباح تعلن عن بداية يوم جديد ليودعها جاسم علي امل اللقاء في الليل فلقد احب وجودها هنا واختطافها لكي تكون بجواره فلقد عشق الجلوس معها في الليل والتحدث معها عما في داخله فلاول مره يجد من يستمع اليه ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي