الفصل الثاني ضائعة

التفتت زينات حولها، وعندما تأكدت من أن الطريق خالي تمامًا من حولها، قالت بخفوت:
-أنتِ تعرفين غيث جيدًا؟

أومأت رأسها وهي تقول:
-بالطبع أعرفه، أشعر أن هناك آمر خطير، هيا أخبريني، ماذا تخفين عني؟

تمتمت زينات بخفوت:
-الصبر، سوف أقص عليك كل شيء.

قالت حياة بفضول:
-هيا، كلي أذان صاغية.

-لا أريد أي شخص أن يعرف عن هذا الحديث، عندما كان غيث يقوم بالصيد كعادته منذ مجيئه إلى البلدة، وهو في عرض البحر وجد فتاة تغرق، فقام بإنقاذها وذهب بها إلى كابينة الشاطىء، والآن هي تحتاج إلى بعض الملابس.

سألتها حياة:
-ولماذا ذهب بها إلى كابينة الشاطىء؟ ولماذا لم تذهب إلى بيتك أنت؟

ردت عليها زينات:
-الفتاة ما زالت غائبة عن الوعي ومريضة، عندما تسترد وعيها سوف آخذها إلى منزلي، وأريد طلب آخر منك يا ابنتي.

-أطلبِ يا سيدة زينات.

قالت لها بابتسامة بشوشة:
-أريد منك المساعدة معي في خدمتها حتى سترد وعيها وعافيتها.

قالت لها حياة بسرعة:
-بالطبع سوف أساعدك، أنتِ لا تحتاجين أن تسأليني عن أي شيء تريديه، هيا الآن لكي نذهب إلى مقصورتك.

قالت زينات:
-هي ليست عندي في الكابينة، ولكنها توجد في كابينة الشاطئ الخاصة بغيث، هي في منزل غيث والدكتور كان هناك منذ فترة.

قالت حياة بلهجة رافضة:
-ليس من الصواب وجود فتاة في بيت رجل أعزب، لو الناس علمت بهذا الآمر، سوف تثور الحارة، والجميع سوف يتكلم في سيرة غيث والفتاة.

لا يصح الجلوس معه، وإذا شم الناس بهذا الخبر لن يصمتوا أبدًا.

فأجابت وهي تهز رأسها:
-أنتِ محقة، لهذا السبب لا أريدك أن تتحدث عنها حتى أنقلها إلى شقتي، ونرى من هي عائلتها وأصلها.

-هذا هو الكلام الصحيح والمفروض أن يحدث، سأذهب بسرعة وأحضر لها بعض الملابس.

وبعدها مباشرة، كل واحد منهم ذهب في الاتجاه المعاكس للآخر. وصلت حياة على عجل إلى منزلها ووجدت سندس في المكتبة تحمل زياد على أحد ذراعيها، بيدها الأخرى كانت تربت على ظهره حتى يتوقف عن البكاء.

عندما رأت حياة أمامها صرخت بارتياح:
-الحمد لله أنك أتيتِ وتعالِ وخذي مكاني في المكتبة، حتى أتمكن من تهدئة زياد، هو لم يتوقف عن البكاء منذ فترة، وأنا الآن محاصرة بينه وبين عمل المكتبة.

سألت حياة بقلق :
-ما خطب زياد هذه المرة أيضا؟ عندما تركته كان بخير، ولا يعاني من أي شيء.

أضافت سندس وهي تقول بنبرة عابسة:
-لا شيء، ولكن المشكلة المعتادة، صدره وجلسات التنفس، سأذهب إلى الطبيب ليلًا للاطمئنان عليه ومعرفة ما إذا كان يحتاج إلى جلسة تنفس أم لا. تعبت يا حياة.


ربتت حياة على كتف سندس وقالت بصوت رقيق:
-أن شاء الله يشفيه الله. إنه ليس الطفل الوحيد الذي يمرض، كل الأطفال في هذا العمر يتعبون دائمًا ويخرجون من نوبة مرض إلى الأخرى مباشرة، وبالتأكيد عندما يكبرون، سوف يرتاحون.

قالت سندس:
-يا رب يا حياة، خذي مكاني الآن، أريد الدخول إلى الشقة.

ترددت حياة قبل أن تقول:
-أنا آسفة، أعطني نصف ساعة، سأذهب عند السيدة زينات وسوف وأعود إليك بسرعة.

عبس وجهها وهي تقول:
-لماذا؟

أضافت حياة:
-عندما آتي، سأقول لك، سأذهب الآن، وعندما آتي سأخبرك بكل شيء بالتفصيل. سلام.

وبعد فترة وفي بيته، داخل غرفته البسيطة، وبعد فترة من الوقت، كانت الفتاة مستلقية على سريره في شبه غيبوبة. لم تستعد وعيها حتى هذه اللحظة. نظر إليها في صمت، من الخارج، وشاهدها وهي تحرك عينيها بضعف.

فتحت عينيها بصعوبة ونظرت حولها بضعف، ثم أغمضت عينيها لبضع ثوان ثم فتحتهما مرة واحدة وكررت هذه الحركة عدة مرات حتى تعتاد عيناها على الضوء في الغرفة.

همست بصوت خافت:
-أين أنا؟ ما هذا المكان؟

تجولت عينيها في الأنحاء في محاولة لمعرفة مكانها، غرفة خشبية ونافذة مفتوحة، رأت من خلالها البحر الأزرق يمتد إلى ما لا نهاية.

سمعت أصواتًا قادمة من الخارج، ولم تستطع تحديد ما هذه الأصوات، وبعد فترة استطاعت التركيز، حيث تعرفت على صوت رجولي أجش قائلة:
-ماذا نفعل الآن سيدة أم أحمد؟

أجابت بوجه مبتسم:
-ما فعلته في ميزان حسناتك يا غيث، الطبيب قال إنها ستكون أفضل إن شاء الله، و سيستغرق الأمر وقتًا وستتعافى بعد أن يرتاح جسدها، بالتأكيد والدتها، يتألم قلبها لإختفتاء لابنتها.

أنا سوف أذهب لتحضير فطور لها، حتى يعود إليها بعض الدم في وجهها ويتحول إلى اللون الأحمر قليلاً، بدلاً من أن يكون وجهها أصفر مثل الليمون. هل أعمل حسابك معها على الفطور يا غيث.

قاطعت حياة الحوار بينهما:
-ستبقى هنا يا سيدة زينات، و سأذهب أنا لإحضار الطعام، وسآتي بسرعة، لا يصح أن تستيقظ الفتاة، وتجد نفسها مع شخص غريب في مكان واحد.

وافقت زينات على قولها:
-أنت على حق يا حياة.

كما وافق غيث على هذه الكلمات:
-الأصول هي الأصول، ولا يمكنها بالطبع البقاء بمفردها. وشكرًا على فعلت أنتِ والسيدة زينات.

ردت حياة بنبرة:
-لم أتعب في شيء يا بشمهندس.

مست زينات خديه بأصابع مجعدة خشنة؛ نتيجة التقدم في السن والعمل الجاد.

قالت له بصوت دافئ وحنون:
-تعبك راحة يا ابني، أنت مكانتك غالية جدًا، قبل أن أتركك لقد أرسلت السمك الذي اصطدته بالأمس مع إبراهيم، سيأخذه إلى السوق لبيعه بالنيابة عنك.

قالت حياة:
-سوف أنتهي من عملي بسرعة، وأحضر لكم الفطور بعد ذلك.

فأجاب بابتسامة:
-زادك من خير الله، لقد تعبت معانا.

قالت بابتسامة خفيفة:
-سلام.

قال بابتسامة خفيفة:
-وداعًا، في رعاية الله.

ثم تركته مغادرة وهي تتحرك بخطى مسرعة.


دخل غيث والسيدة زينات إلى داخل المقصورة، ورآها مستيقظة تمامًا ومدركة لكل ما حولها، وظهر الخوف على وجهها عند رؤيته.

سألت بصوت منخفض ومتقطع:
-أين أنا، وكيف أتيت إلى هنا؟ من أنت ومن وأنا؟

قال لها بهدوء:
-أنت هنا في بيتي، وكيف أتيت إلى هنا؟ سؤال غريب، لقد كنت تغرقين، وكان هناك يخت في نفس المكان الذي وجدتك فيه تغرقين. كنت حاضراً في ذلك الوقت وقريبًا منك.

قالت له بصدمة:
-لقد كنت أغرق وأنقذتني أيضًا، ماذا تقول؟ هل هذا فعلًا ما حدث لي؟

فكر في رد فعلها ونظراتها غير المنتظمة، ثم قال:
-هل تستطيع تذكر ما حدث لك بالأمس.

أمسكت برأسها بسبب شدة الصداع الذي كانت تشعر به، وقالت بنبرة متوترة:
-لا، لا أتذكر أي شيء على الإطلاق، أشعر بصداع قوي سينفجر عقلي.

سأل بشك:
-ما اسمك؟

أغمضت عينيها في محاولة للتذكر، وبعد فترة من الصمت ومحاولتها الضغط على عقلها، قالت بنبرة متعبة:
-اسمي، لا أتذكر.

تمتم بلطف:
-حاول أن تتذكري من أنتِ وما إسمك.

قالت بوهن:
-لا أتذكر أي شيء على الإطلاق.

ثم حاولت النهوض، لكنها كانت ضعيفة، وتملكها دوار شديد جعلها تضع رأسها على الوسادة مرة أخرى.

اقتربت منها زينات وقالت:
-اهدئي يا ابنتي ولا تجهدي نفسك، بالراحة على نفسك، فجسدك لا يزال ضعيفًا ولا يمكنك تحمل أي حركة.

تحدث غيث بنبرة صارمة:
-استرخِ في مكانك ولا تتحركِ على الإطلاق.

فأجابت بنبرة متوترة:
-يجب أن أمشي هنا، لا يمكنني الجلوس هنا.

هز رأسه وقال بهدوء:
-إلى أين ستذهبين؟ وأنتِ لا تتذكرين شيئًا.

ردت بحزن:
-بالتأكيد عائلتي تبحث عني الآن، وهم يقلبون العالم عليّ، قم بإيصالِ حيث وجدتني، وستجدهم بالتأكيد هناك يبحثون عني.

عبث برهة، ونظر إلى وجهها وقال:
-من المستحيل أن تجدي من يبحث عنك في وسط البحر، لأن هذا هو المكان الذي وجدتك فيه تغرقين، وبالتأكيد هناك من يبحث عنك ويموت من القلق عليك، لكن لا يمكنك المشي. بينما لا تعرفين إلى أين ستذهبين، ستبقين هنا حتى تظهر عائلتك، وسوف أبحث عن عائلتك.

أخذت نفسًا عميقًا وقالت:
-كيف سنعيش سويًا، أنا وأنت معًا حتى أتذكر.

فأجاب بهدوء:
-لا يمكنك المشي وأنتِ في هذه الحالة، ونحن لن نعيش معًا، بمجرد أن تكوني قادرة على المشي على ساقك، سوف تذهبي إلى منزل السيدة أم أحمد.

ردت بخجل:
-جيد، ثم أغلقت عينيها لأنها شعرت بصداع مفاجئ، وشبح ذكرى خيمت في مخيلتها، لكنها لم تستطع تحديد ما هي.

قال غيث:
-هل أنتِ بخير؟

قالت بنبرة متعبة:
'آسفة لم أسمعك، عقلي كان في مكان آخر، أنا لم أشكرك بعد لإنقاذي، شكرا لك، ما أسمك؟

قال بابتسامة:
-غيث الصياد.

قالت له بنبرة ضعيفة:
-شكراً غيث، لولاك لمت من الغرق وأصبحت جثة وتم دفني.

قال غيث بهدوء:
-تريدين أن تشكريني، شكرك بالنسبة لي هو البقاء هنا، ولا تمشي إلا بعد أن تكونين بخير تمامًا.

ونظر إليها متذكرًا الليلة الماضية، وأنه أنقذها من الموت، و طمأنه الطبيب بأنها ستكون بخيرعندما استيقظ، لأنها لم تشرب الكثير من ماء البحر، لكن الطبيب لم يحسب أنها ستفقد الذاكرة.

لقد أثر الغرق على ذاكرتها، سأل نفسه عما حدث وأدى إلى سقوطها من اليخت وفقدانها الذاكرة، نظر إلى عينيها البنيتين ورأى فيها لمحة من الحزن.


رأت نظراتها المتمعنة إليها، مما جعلها تشعر بالخجل، أبعدت عينيها عن عينيه ونظرت باتجاه النافذة.

شرد غيث مع نفسه وأخذ يفكر في هذه الفتاة، وبغض النظر عما حدث بالأمس، من الواضح أنها أصيبت بأذى شديد، فهي ليست جميلة ولكن هناك شيء غامض عنها يجذب تركيزه، مما جعلها تشغل أفكاره.

مالت رأسها للأسفل، وأخفت عينيها عنه، مما جعله يقول لها:
-هل أنت بخير

ردت بنبرة خافتة:
-نعم أنا بخير.

قال بصوت خشن وهو ينظر إليها:
-سأخرج حتى تتمكني من التحرك بكل راحة في الغرفة، سوف تبقى معك السيدة زينات، وإذا احتجت شيء ليس عليك سوى النداء عليَّ، قولي يا غيث وسوف آتي في الحال.

هزت رأسها مؤكدة وقالت بصوت خفيض:
-سوف أفعل وأناديك.

بعد أن طمأنت زينات على وضع الفتاة، وعندما نامت، تسللت إلى الخارج، ورأته يقف بالقرب من قارب والده المتهالك، وهو ينفث الدخان من سيجارته بقوة.

قالت له زينات بنبرة مواسية:
-لا داعي للتفكير في الماضي، وكل ما في يدك الآن هو الدعاء له بالرحمة.

فأجاب بنبرة مليئة بالذكريات:
-أدعو له كل يوم، والفتاة التي أنقذتها أعادت لي الذكريات الحزينة.

-انسى الماضي، وعيش الوقت الحاضر ولا تفكر في آي ذكرى حزينة، وكفى سجائر، السجائر سوف تدمر صحتك.

رد بنبرة غامضة:
-سأحاول قدر استطاعتي يا سيدة زينات.


بعد ساعة استيقظت حور من نومها، ثم حاولت النهوض من الفراش، لكنها لم تستطع بسبب إحساسها بالضعف، فاستسلمت للوضع، وبقيت مستلقية حتى استعادت قوتها.

بينما كانت مستلقية، سمعت ضوضاء طفيفة في الخارج، دخلت السيدة زينات إلى الداخل، وحياة تحمل صينية بها عدة أصناف من الطعام، ثم دخل غيث الغرفة أيضًا لأخذ ما كانت تحمله، حمل الصينية ووضعه على الطاولة.

اقتربت زينات من السرير، وسألت بوجه مبتسم:
-هل تشعرين بالتحسن يا ابنتي؟

فأجابت بخجل:
-نعم.

قاطع غيث الحديث قائلًا:
-أم أحمد وحياة هي التي اعتنت بك عندما كنت فاقدة للوعي، وسوف أقوم بمناداتك بإسم حور، هل يعجبك الإسم؟

قالت حور بخجل:
-نعم، شكراً لك يا سيدة زينات، شكراً لك حياة.

ردت حياة:
-العفو، إنه الواجب والأصول.

ردت زينات أيضًا بنبرة رقيق:
-عفواً يا ابنتي، لم أفعل شيئًا.

ثم نظرت زينات إلى غيث بلوم وأكملت قائلة:
-ضع الصينية بالقرب من الطاولة التي بجانب السرير، حتى تتمكن الفتيات من الإفطار.

وضع غيث الطاولة بجانب السرير، ثم قالت زينات:
-هيا يا غيث، ماذا تنتظر؟

ابتسم متظاهرًا بأنه لا يفهم:
-لا يوجد شيء خلفي.

قالت له زينات وهي تشير بيديها تجاه الباب:
-أخرج يا غيث حتى تتمكن الفتاة من التحرك وتناول الطعام دون خجل.

اتسعت ابتسامته وهو يقول:
-أنتِ تطرديني من قلعتي وملجئي الوحيد، الذي ليس لي مكان سواه.

ابتسمت له، وهي تأمره بصوت عالٍ:
-إلى الخارج يا غيث، أسمع الكلام وأخرج من الغرفة.

قال بابتسامة:
-سوف أخرج، والفتاة أصبح إسمها حور، أعتني بها جيدًا، فهي لا تتذكر من هي.
ثم اذهب إلى الخارج.

نظرت زينات إليها بتعاطف:
-هل ما قاله عنك صحيح؟ أنتِ لا تتذكرين أي شيء عن نفسك.

هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق بكلمة واحدة.

قالت زينات بنبرة شفقة:
-عيني عليك يا ابنتي، يارب يلهم عائلتك الصبر وتحمل بعدك عنهم، ليجمعك الله معهم في أقرب وقت ممكن، يا ابنتي.


كلماتها ودعواتها لها أحزنت قلبها، وشعرت بلطف هذه المرأة.

تدخلت حياة قائلة:
-أعذرني يا سيدة زينات، أنا مضطرة للمغادرة، لأن سندس تقف في المكتبة بمفردها، وعندما تكون وحدها في المكتبة تغرق في شبر من الماء، ولا تعرف كيف تعمل بشكل صحيح، خاصة إذا كان زياد مستيقظًا، فهو في الصباح يكون كتلة نشاط متحركة.

ردت زينات بابتسامة ناعمة:
-وداعًا يا حياة.

قالت حياة بنبرة سريعة:
-سلام سيدة زينات، سلام يا حور.

قالت حور:
-مع السلامة.

وتابعت زينات حديثها قائلة:
-هيا انهضي حتى تفطري، هيا.

ردت حور:
-والله لا أشعر بالجوع، وليس لدي أي رغبة في تناول الطعام.

نظر غيث برأسه من النافذة، وقال بابتسامة:
-ألست جائعة؟ منذ أمتي؟ أنا متأكد من شيء واحد الآن، هو أنكِ ستموتين من الجوع.

وبخته زينات:
-عيب يا غيث ما تقوله، لديك كلمة جميلة قولها، ليس لديك فلتصمت أحسن.

أعطته حور نظرات نارية، وهي تقول:
-لم يخبرك أحد أنك مزعج ومتغطرس.

أجابها بصراحة:
-لم يستطع أحد أن يقول هذا لي من قبل، وهذه أول مرة أسمعها.

أجابت ببرود:
-أنا استطعت وقلت ذلك، حتى تعلم أنها لا بد أن تكون هناك أول مرة لكل لشيء.

ظهر شبح الابتسامة على وجهه، لقد كانت أول، وربما آخر شخص لديه الجرأة ليخبره في وجهه أنه مزعج وثرثار، ثم أطلق ضحكة مكتومة.

قال بابتسامة خبيثة، وهو يدخل الغرفة:
-آسف يا أم أحمد، هناك داعي للدخول بعد أن قالت إنني مزعج وأتحدث كثيرًا.

عضت شفتيها بشراسة:
'قلت إنني لست جائعة.

ابتسم غيث وهو يقول:
-انظري، يا ابنة الناس الطيبين، لقد قلت إنني مزعج وأنني أتحدث كثيرًا، لذلك سأواصل الحديث ولن ألتزم الصمت، لكن سأصمت في حالة واحدة، وهي إذا أنهيت الطعام الذي أمامك.

حور بغضب مكتوم:
-هل سمعت ما يقوله يا سيدة زينات؟ كلماته كالسم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي