الفصل الرابع عشر زوجة سرية

اتسعت عيناها في حالة صدمة، وهي تنظر إلى ملامحه في صمت، ولم تصدق أذناها وما قاله لسانها، لقد صُدمت من نطقها جملة كاملة باللغة الإنجليزية.

نظرت إليه مندهشة وظلت صامتة، مذهولة وهي تتبادل النظرات معه.

رد غيث ساخرًا، وهو يحرك شفتيه :
في الموقف الذي وجدتك فيه عارية في البحر، والآن تتحدثين عن غير قصد كلام باللغة الإنجليزية، أعتقد أنه لا توجد مشكلة في أفكارك المتحررة.

وهذه الأفعال والسلوكيات الطائشة، مكانها ليس هنا في مجتمعنا، وخاصة المكان الذي تعيشين فيه في الوقت الحالي وفي هذه اللحظة، سلوك هذا يؤكد لي شيء واحد وأنك من طبقة أخرى، وليس من طبقتنا.

لن أتحدث معك عن الحرام والحلال، وما هو الصواب والخطأ، لكنك ملزمة بالالتزام بتقاليد الناس الذين تعيشين معهم، يجب أن يتم تغطية شعرك، وعندما تعودين إلى عائلتك مرة أخرى أنزعي حجابك، إذا أردت أن تنزعيه بالكامل، فأنت حرة، ولكن ليس هنا.

هذا المجتمع الذي تعيشين فيه يجب عليك الالتزام بتقاليد، ولا يجب عليك أن تأتي في منتصف الليل لشاب عازب يعيش بمفرده، أرجوك أن تفهمي كلامي ولا تكرري ما فعلته هذا مرة أخرى.

قالت بنبرة حزينة، وهي تقضم شفتيها بحركة لا يمكن السيطرة عليها:
تقصد أنني وقحة وغير محترمة، بالتأكيد هذا هو معنى كلامك.

حاول الإجابة بهدوء:
لا أقصد أنك سيئة، أعني أنك لا تهتمين بسلوكك، وهنا يتحدث الناس، وأنا رجل يخاف على سمعته.

قالت حور بنبرة حائرة:
لماذا تخاف على سمعتك؟ إذا كان الرجل محترم ومعروف لدى الناس أنه شخصية حسنة السلوك، لماذا يخاف إذًا؟

أردف بضيق وقد فقد رغبته على الكلام:
هذا كثير على عقلي، لا يهم تقريبًا عدد المرات التي أحاول إقناعك بشيء ما، إذا كان ما في داخل عقلك هذا بريد لا يتغير.

قالت بهمس:
أنا لم أكن أريد كل هذا، كنت فقط أريد الحديث معك.

أمرها غيث قائلاً:
"تعالي يا بنت الناس المحترمين، سآخذك إلى المنزل، وأدعو الله ألا يرانا أحد.

قالت له حور بنبرة حازمة:
لقد تراجعت عن كلامي ولا أريد أن أتحدث معك عن أي شيء، لن أتحدث معك، لا أستطيع تحمل وجودي معك في نفس المكان، وتعال وأخبرني ما هو الحد الذي سوف يقام علينا، ما هذا الحد؟ ثم واصلت بنبرة ساخرة تقصد الأحد الذي يلي السبت.

زفر بقوة وهو يقول:
انظري، الأفضل لك أن تبقى صامتة على الإطلاق، وتوقفي أسئلتك الحمقاء، وتوقفي عن استفزازي بدلًا من أن أقوم برميك في البحر الذي جئت منه.

قالت حور بنبرة غاضبة:
ماذا أخطأت؟ لكي ترد عليّ بهذا الشكل.

صر على أسنانه قائلا:
لست مخطئة بشأن شيء، فأنا من ارتكب الخطأ، واستحق العقاب.

همست حور بحزن:
لا أعرف ما بي، أشعر أنني لست أنا، أشعر أن هذه ليس أنا.

قال غيث بتوتر:
في الوقت الحالي، وفي هذا الوقت، لا أريد أن الإجابة عن اسئلتك، لأنني أشعر بالغضب قليلاً الآن، لذا تحركي بسرعة حتى أتمكن من إعادتك إلى المنزل، قبل أن يلاحظنا أحدهم.

ويذهب تفكيره إلى منحنى لا أحبه، ثم أشار إليها تجاه طريق، لا يمشي فيه أحد في هذا الوقت من الليل، حتى لا يراهم أحد من المنطقة ويفكره في أمور سيئة تحدث بينهما.

وعندما اقتربوا من المنزل سمع صوتًا، اوقفهم في مكانهم، قال الشخص ببرود: غيث وحور.

في مكان آخر.

جافها النوم بسبب الأصوات العالية القادمة من المنزل المجاور، نهضت حياة من مكانها ثم دخلت إلى غرفة سندس وهزت كتفها برفق، قائلة بصوت خفيض:
استيقظي.

رد سندس بصوت نعسان بين الاستيقاظ والنوم:
هل نحن في الصباح؟

أجابت حياة بصوت ضعيف:
لا، نحن في منتصف الليل، هيا استيقظي أريد التحدث معك.

تنهدت وقالت بهدوء:
أغربي عن وجهي يا حياة، اتركيني أنام يا حياة، حرام عليك فعل هذا بي، ودعي أي كلام بيننا يكون في الصباح.

قالت بنبرة ملحة:
إنهضي عن الفراش، أريد التحدث معك عن موضوع بالغ الأهمية، ومن غير الممكن أن أقوم بتأجيله حتى الصباح، ما فائدة الاخوات؟

ثم هزتها بعنف، وقالت:
إذا لم تستيقظين، سوف أحضر كوب من الماء وأقوم بإغراقك وأنتِ نائمة، وبالتالي سوف يغرق الفراش، ولن تعرفي كيف تنامين عليها، إلا إذا غيرت الملاءة المبللة، وقمت بتعريض الفراش إلى أشعة الشمس، وبالطبع كل هذا سيستغرق وقت، لذلك من الأفضل لك هو أن تستيقظي الآن.

قال سندس بنبرة ناعسة:
لن تفعلي هذا، فأنا شقيقتك حبيبتك.

قالت حياة بهدوء:
أنت تعرفيني جيدًا، وسأفعل ذلك بالتأكيد، هل ستنهضين أم لا يا سندس؟

عندما رأت عينيها اللامعتين، وهذه النظرة التي تعرفها جيدًا، نظرة الأذى.

قالت لها بنبرة خاضعة:
أمري لله، سأقوم وأرى ما هذا الشيء المهم الذي أيقظتني من أجله.

نهضت من فراشها بهدوء وخفة وهي تنظر إلى زياد لتطمئن على نومه، عندما غادرت الغرفة، أغلقت الباب بهدوء خلفها.

عندما جلست على الأريكة، قالت لحياة التي كانت جالسة بجانبها:
ما هذا هو الموضوع المهم الذي أيقظتني من أجله.

قالت حياة بنبرة خافتة:
أريد ارز باللبن من يديك الجميلة.

اتسعت عيناها من الصدمة وهي تنظر إليها، ثم قالت:
يا مصيبتي، لقد أيقظتني من النوم، وفي منتصف الليل، من أجل إعداد الطعام لك، ماذا أفعل معك الآن؟ هل أتخلص منك؟

قالت حياة:
سأغضب منك هكذا.

فقالت بنبرة ساخرة:
أنا آسفة أختي، هل أخطأت في شخصيتك المصونة، أنا ذاهبة للنوم.

قالت حياة بنبرة مترجية:
أجلسي معي لفترة من الوقت، لا أريد أن أكون وحدي وأتمنى أيضًا أن تعلميني وصفة الأرز باللبن الخاصة بك.

قالت سندس بضيق:
يا اللهي يا فتاة، لا داعي لجنونك هذا عليَّ، دعيني أنام فأنا لدي الكثير من العمل في الغد، ولا بد لي من الراحة، عليَّ أن أرتاح.

حياة بنبرة رقيقة وناعمة:
أقول لك إنني أشعر بالاختناق، وأريد الجلوس معًا، أفتقد الجلوس والضحك سويًا.

نظرت إليها سندس بتمعن، فرأت وجهها العابس، فقالت:
الآمر الله، سوف أجلس معك.

ابتسمت لها وقالت:
أعلم أن قلبك طيب، وسوف تستمعين إلى كلماتي.

قالت لها سندس :
أعلم أن قلبي الطيب هذا، سيقودني إلى مصيبة ما، حياة من فضلك قل لي ما يدور في ذهنك.

قالت لها بهدوء:
أكل خير يا سندس، لا توجد مشكلة كبيرة، لقد كنت أفكر في فكرة ما، وقلت يجب أن آخذ رأيك فيها.

قالت سندس بفضول:
ما هي الفكرة؟

قالت حياة بابتسامة خافتة.
سأخبرك، الأمر يتعلق بالمكتبة، أنني فكرت في توسيع عملها بحيث لا يقتصر على إمداد الكتب فقط والتصوير.

قالت بنبرة فضول:
ماذا سنفعل؟

قالت حياة:
العمل سيكون هو نفسه، لكننا سنتوسع قليلاً ونضيف قسمًا للعب الأطفال والشحن الفوري.

ردت سندس بعد التفكير في فكرة سندس داخل عقلها:
أوافق، لكن التوسع في العمل يحتاج إلى مال، ونحن لا نمتلك أي مال، سوى المال المحفوظ لوقت الأزمات، ولن نأخذ جنيهًا واحدًا منه، أخبريني كيف سنحصل على هذا المال.

فأجابت بابتسامة:
على أقساط، اتفقت مع تاجر لعب يبيع بالجملة، ونأخذها على أقساط، وقد أتاح لي مكينة للشحن الفوري، وستكون أمواله على أقساط.

قالت وهي تشعر بالضيق، لأنها أخفت عنها كل هذا، وتصرفت بمفردها دون أخذ رأيها:
وكل هذا فعلته من ورائي يا حياة.

تلعثمت وهي تقول:
أردت أن أجعلها مفاجأة لك، وكنت تخشى ألا توافقين، لا تغضبي مني لأنني لم أقل لك في ذلك الوقت، والمهم هو أنني أخبرتك الآن.

ضحكت بنبرة يشوبها بعض السخرية.
اعذريني يا شقيقتي الحبيبة لأنني أشعر بالحزن بسبب سلوكك هذا.

ردت حياة:
صدقيني، أردت أن أجعلها مفاجأة لك، ولا تكوني متعنته هكذا.

قالت سندس بضيق:
أنا مستاءة منك، لأنك أخفيت هذا عني، ولم حاولي أخذ رأيي.

اقتربت من سندس واحتضنتها قائلة:
لا أريد أن أزعجك يا فتاة.

ثم قبلت رأسها، وكررت:
سامحيني، لن أفعلها مرة آخري.

حاولت سندس إبعادها عنها، لكنها فشلت، حيث استمرت في التشبث بها، وأخذت حياة تردد قائلة:
هذه المرة الأولى والأخيرة.

قالت سندس مستسلمة:
سأغفر لك، لكن ابتعدي عني، سوف أختنق هكذا.

ردت بنبرة رافضة مبتسمة.
لن أرحل إلا إذا قلت أني أسامحك يا حياة، ويكون كلامك هذا من داخل قلبك.

قالت سندس:
لقد انتهى الأمر، أقسم أنني لست مستاءة بعد الآن، لكن ابتعدي عني أريد الحصول على بعض الهواء.

قالت لها وهي تبتسم:
انتهى الأمر ولست منزعجة مني وبعد موافقتك على المشروع الجديد، انهضي وحركي هذا جسدك الجسد، وأعدي وصفة الأرز باللبن.

قاطعت سندس حديثها وقالت:
اصمتي لبعض الوقت وأغلقي فمك، أريد أن أقول لك كلمتين.

وضعت حياة يديها على فمها وقالت:
سوف أصمت، قل لي ماذا تريدين أن تقولي؟

قالت سندس:
هذا المشروع مضمون الربح أم لا؟

هزت رأسها بالإيجاب، وقالت بابتسامة:
نعم مضمون، وخاصة الشحن الفوري مما يجعله مكسب ممتاز، خاصة أنه لا يوجد في المنطقة أي شخص لديه ماكينة الدفع الفوري.

وعندما سمعت صوت موسيقي يأتي من المنزل المجاور، قالت:
عديم الذوق، لا يراعي المحيطين به.

ضحكت سندس بصوت خافت:
أخرجيه من عقلك يا فتاة.

ردت بعبوس، وهي تلوي شفتاها:
من هو الذي يفترض أن يزيل الآخر من عقله، أنا أختنق من مراقبته لي.

قالت وهي لا تزال تبتسم؛
حسنًا، لا تفكري في الأمر، الرجل يحبك ويريد إرضائك.

قالت وهي تنظر لها بصرامة:
هل ستتصرفين مثل زينات، تخبرني أن الرجل يريد طيب، لكن أنا لا أحبه، ولا أريد أن أحبه ولا أريد أن أحب أي رجل، وعندما أتزوج سوف يكون الزواج بعقلي وليس بقلبي، وليس من رجل غير معلوم النسب، نشأ في ملجأ.

قالت سندس بعبوس:
نحن لسنا أفضل منه في النسب، وهل يتيم أصبحت إهانة أم ماذا؟

ردت حياة:
أنا أفكر في المستقبل، وعندما يكون لدي أطفال ويكبرون، وعندما يُعرفون أن والدهم تربى في ميتم، أنا أريد أن أرفع نفسي إلى فوق، لا أن أدفع نفسي إلى القاع.

لمعت عين سندس بالدموع، وعندما رأت حياة دموعها قالت وهي تشعر بالذنب:
لم أقصد شيء.

ردت وهي تشعر بوجود غصة في حلقها؛
لك الحق في قول ما قلته، ومن حقك أن تختاري الأفضل لك، وفقك الله في حياتك ويسعدك.

قالت حياة:
ويسعدك أنت أيضًا حبيبتي.

هزت سندس رأسها، ونفضت ذكريات الماضي، وابتسمت وقالت بصوت خافت:
أخبريني، ومن هو هذا المحظوظ الذي أخبرتني عنه؟

فأجابت بابتسامة:
هل تعرفين الصيدلية الجديدة التي تم افتتاحها؟

هزت رأسها إيجابا، ثم قالت:
نعم، هل تقصدين الدكتور الوسيم الذي يعمل فيها.

فأجابت بابتسامة:
- نعم، يوجد بعض الكلمات اللطيفة بيننا، مع بعض النظرات والتلميح.

قالت سندس:
خذي حذرك، احتمال أنه يلهو بك.

ضحكت حياة بمرارة:
من سيضحك على من؟ أنت تعرفين أنني لست سهلة، أنا أضحك عليه وعلى عشرة مثله. هذا العالم علمني أشياء كثيرة، إذا كان يضحك عليَّ، فسوف أقول له مع السلامة.

قالت سندس:
نعم هذه هي حياة التي اعرفها، العقل الذي يفكر لا ينام، قولي لي ماذا ستفعلين مع أسمر.

هزت رأسها وقالت بلا مبالاة:
فليقم بضرب رأسه في الحائط، الزواج ليس بالقوة.

قالت سندس بملامح وجه عابسة:
نعم، ليس بالقوة، لكنه قد لا يترك هذا الأمر يمر، واحتمال أن يجعل حياتك صعبة.

قالت لها بهدوء:
دعك منه ومن سيرته التي تصيبني بالدوار، ودعينا نتكلم في السيرة الجميلة.

سألت سندس:
ما هي هذه السيرة الجميلة؟

قضمت شفتيها، ثم قالت:
إرضاء المعدة، لذة الطعام، الأرز باللبن هو العشق.

ثم رسمت شكل القلب بكلتا يديها.

ضحكت سندس وقالت:
من دواعي سروري.

قالت وهي تضحك:
لا يوجد أروع من الأكل ولا لذة الأكل.

نظرت إليها حياة بنظرات حالمة، وهى تكمل قائلة:
لا يوجد شيء سوى الطعام الذي يخرج المرء من المزاج الكئيب.

قالت حياة بابتسامة:
هذا شيء نحن الاثنتين نتفق عليه، فأنا أحب إعداد الطعام.

قالت حياة:
أنتِ لديك بعض الوصفات يا سندس، تؤهلك لكي تفتحي مطعمًا.

ابتسمت سندس وهي تقول:
أتمنى أن أفتح مطعمًا، لكن لا يوجد مال.

قالت بنبرة رقيقة:
إن شاء الله يرزقنا.

وفي مكان آخر.

لم يستطع نصار البقاء في منزله، فذهب إلى زوجته التي تزوجها سراً، وفتح باب الشقة بهدوء، ثم دخل إلى الداخل، فوجد سوسن جالسة أمام التلفاز تشاهد برنامج.

قال نصار عندما أصبح أمامها:
مساء الخير.

لم تصدق أذنيها، وأن نصار جاء إليها الليلة، فأجابت بابتسامة:
مساء الخير يا حبيبي، لست معتادة أن تأتي في هذا الوقت.

قال نصار بحدة:
أحضر إلى شقتي في الوقت الذي أريده يا سوسن.

التزمت سوسن الصمت، فهو منذ أن دخل الشقة وملامح الغضب تزين وجهه، يبدو أن هناك شيئًا أغضبه، فقررت التزام الصمت والقيام بشيء من أجل إزالة هذه الملامح العابسة من وجهه.

فذهب إلى غرفتها وارتديت أحد القمصان المفضلة لديه، في محاولة لجذب انتباهه، ثم جلست بالقرب منه حتى أصبحت ملاصقة له.

رمقها نصار بوجه عابس لقربها هذا منه، مرر بصره على ما ترتديه ثم رفع بصره لينظر لوجهها الذي كشف عن ما تنوي له معه.

سنوسن اصبحت جريئة، بعكس بداية زواجهم مما جعله يشعر بالاشمئزاز، نظر لها لثواني ثم رجع مرة للمشاهدة بعض الأخبار على هاتفه بشرود.

استمرت محاولات سنوسن في التودد إليه، رغم تهديده له بنظراته الصامتة لكي تتركه في حاله، كظم غضبه كونها لم تفهم تلميحاته الصامتة.

تحاول استغلال لقب زوجته، لكي تفعل ما تشاء من محاولات إغراء فاشلة بالنسبة له، فهو لا يشعر بالرغبة فيها، و تساءل مادام هو هكذا لماذا أتى لها مادام لا يريد قضاء الليلة معاها، أغرته بجسدها ونظراتها لتغريه لقضاء الليلة معها.

ابتسم لها نصار، لتتسع ابتسامتها، مد يده على رقبتها ولمسه بلطف، مما جعل جسدها يرتجف من لمسه لها، وأغمضت عينيها بشدة.

فجأة شهقت من الرعب وفتحت عينيها عندما ضغطت يديه بشدة على رقبتها لسحب الهواء منها تدريجياً، أمسكت بمعصمه كمحاولة ضعيفة لدفعه بعيدًا، حيث أمسك نصار رقبتها بقوة.

قال غاضبًا، رغم أن صوته كان منخفضًا:
أخبرتك من قبل، لكن من الواضح أنك نسيت وتحتاجين إلى من يذكّرك.

أصبح وجهها شاحبًا، ولم تستطع التنفس، وتوسلت إليه.

ابتسم بسخرية ليدفعها بعنف، ليقذفها بجانبه على الأريكة، حاولت إدخال الهواء في رئتيها وهي تضع يدها على رقبتها وتنفست بصعوبة.

قال نصار بحدة:
ستلتزمين حدودك معي، وتفهميني دون أن أتحدث، والآن لا أريدك، ولا أريد أن أرى وجهك هذا.

قال جملته، ثم استدار ليغادر الغرفة ثم غادر الشقة، نظرت إليه سوسن بغضب وتابعت خروجه بعيون غاضبة،

ثم شهقت بقوة ليدخل الهواء وتوعدت:
كل شيء له وقته، ووقتك يا نصار سيأتي بالتأكيد معي، والصبر بالتأكيد سيأتي بنتائج جيدة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي