الفصل الثاني

البارت الثالث..
غفران..
✍️نسمه مالك✍️..

"عهد"

من أين ظهرتي انتي لي جميلتي العنيده،جنيتي الشقيه أيعقل تكوني أنتي حبيبتي التي انتظرتها لسنوات؟!..
من تسببت بشتات أمرى ولوعتى وهجران النوم مضجعى، سيصبح قلبى نابضاً بأسمك يرتجف من سماع صوتك..

كلمات يتفوه بها قلب "غفران" ويكذبها عقله وينهره بشدة، فمنذ الوهله الاولي الذي استمع اسم "عهد" بها وهو تبدل حاله لشخص اخر لم يكن يعلم عنه شيئاً..

وعندما رأها بل وحملها بين يديه ونظر لوجهها الطفولي البرئ، وابتسامتها الحزينه التي برغم حزنها الا انها رقيقه و صافيه ذو رونق خاص سلبت أنفاسه..

يتأمل ملامحها بفتنان ودون أرادته ضمها لداخل حضنه أكثر واقترب بوجهه من وجهها ليستطيع النظر لعيونها بعمق اكبر..

تبادله "عهد" النظره بأخري مندهشة، رافعه حاجبيها معاً وإحدى شفاتيها جعلت هيئتها بغاية اللطافه، وبابتسامه مصطنعه تحدثت قائله..
"لو مش هسببلك إزعاج يا حضرة الظبوطه غفران نزلني"..

كان شارداً بل هائماً هو بها، انتبه علي حاله وعادت ملامحه لصرامتها ونظر لها نظرة حارقه وبغضب مكتوم تحدث..
"وأنتي لسه مسببتيش إزعاج؟!"..

رفع إحدى حاجبيه واقترب بأذنه من شفاتيها وتابع بذهول..
"ظبوطه غفران!! "..
ابتسمت عهد بتساع وتعلقت برقبته بكلتا يدها، وركلت بقدميها في الهواد بطفوله جعلت غفران عيناه تتسع علي اخرها بندهاش من أفعالها المجنونه وبعفويه تحدثت قائله..

" ظبوطه ليقه عليك اكتر وحلوه مع عهوده"..
أشارت بسبابتها علي صدره.. "انت ظبوطه"..
واشارت علي نفسها.. "وانا عهوده".. مدت كف يدها بالسلام بابتسامة مزيفه وتابعت بوعيد..
"اللي هتكرهك في شغلك وتخليك تستقيل وتبطل تبقي ظبوطه"..

تنقل غفران بنظره بين يدها وعيونها، لتصك هي علي اسنانه بغيظ قائله..
" ما تنزلني يا بني آدم انت هتفضل شيلني كده ولا ايه؟!"..
ضحكت فجأة بسعادة وعادت التعلق برقبته قائله..
"تصدق انا مرتاحه كده"..نظرت له بابتسامة متسعه تظهر جميع أسنانها وتابعت..
" ممكن تاخدني لحد عربيتي يا ظبوطه علشان ركبي لسه بتخبط علي بعضها من الخضة"..

جاهد غفران لكتم ضحكته علي شقاوتها المجنونه، وتحدث بصرامه وهو يسير بها لداخل الفيلا..
"بترغي كتير اوي وناسيه والدك اللي هيموت من القلق عليكي جوه"..
وضعت ساق فوق الاخري وعقدت يدها أمام صدرها وبغضب طفولي تحدثت..
" بابي واخد مني علي كده، واتفضل وديني لعربيتي علشان عندي مشوار مهم"..

تجاهل غفران حديثها وتابع سير وهو حاملها بين يديه، فبرغم اللامبالاه التي تتظاهر بها الا ان جسدها يرتجف بقوة دليل علي شدة خوفها فقد كانت حقاً علي حافة الموت لولا ستر الله عليها وارسل لها غفران الذي التقطها بين يديه قبل ان ترتطم بالأرض الصلبه..

فور دخولهم من باب الفيلا شهقت عهد بعنف وقفزت من علي يد غفران حين لمحت والدها يجلس علي إحدى الارائك واضعاً يده فوق جبهته يبكي بصوت مسموع..

اقتربت منه وجثت  ارضاً علي ركبتيها أمامه وتحدثت بمزاح وعيون ترقرقت بالعبرات قائله..
"وهي يعني اول مره احاول اهرب ولا هتكون اخر مره علشان تعيط من دلوقتي يا بابي"..
احتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها وتابعت بتاكيد..
"دا انا هفضل اهرب واهرب واهرب من الحرس اللي بتجبهوملي يا بابي علشان دي متعتي في الحياة"..

ابتسم لها عزت من بين دموعه ونظر لغفران الذي احترم خصوصيتهما ووقف بعيداً عنهم قليلاً وتحدث بثقه عمياء..
" الحرس المرادي مش هتعرفي تهربي منهم يا عهوده، وقلبي هيبقي مطمن طول ما انتي في حمي غفران من بعد ربنا"..

هبت عهد واقفه ووضعت يدها بخصرها وبضيق تحدثت..
" امممم ما انا عملت سيرش علي المقدم غفران المصري وعرفت انه من اكفاء ظباط الحراسه وصورته منورة في كذا جريده كلهم بيحكو عن مهارته و بطولاته"..

التفت ونظرت تجاه غفران الواقف بثبات وشموخ يليق به كثيرا وتابعت بوعيد..
" وانا ناوية اكتشف مهارته دي بنفسي يا بابي"..
تنهد عزت بتعب واضح وبتوسل تحدث..
" لو ليا خاطر عندك يا عهد يابنتي تخلي بالك من نفسك"..

التمعت عيناه بالعبرات مرة اخري واكمل بصوت متحشرج بالبكاء..
"انا مليش غيرك في الدنيا يابنتي بلاش تقضي علي اللي فاضل من قلبي بسبب رعبي عليكي"..

مالت عهد عليه وقبلت وجنتيه بعمق وتحدثت علي عجل وهي تركض نحو الخارج..
" متخفش علي عهوده يا بابي"..
اشار عزت لغفران علي وحيدته مسرعاً وبلهفه تحدث..
"روح معاها يا غفران اوعي تسبها لوحدها"..
صمت لوهله وباحراج وأسف تابع..
" لو حتي في الحمام متسبهاش لوحدها"..

تمكن غفران من إخفاء دهشته من ما تفوه به عزت، وحرك  رأسه بالايجاب وبعمليه تحدث..
" أوامر معاليك"..
نهي جملته وسار مسرعاً خلف عهد وهو يتحدث بجهاز الاسلكي الذي بحوزته قائلاً بأمر..
" اجهز يابني الهانم الصغيرة خارجه"..
ارتدي جاكته ونظارته الشمسيه ونظره مثبت علي عهد يتابع خطواتها وما حولها بعيون صقر متمتماً داخله بصمت..
"شكلي وقعت في حراسة طفلة مجنونه بهيئة انسة هتقرفك وتطلع عينك يا غفران"..
......................................................
.. بمنزل غفران..

تجلس شهد بجوار رغد شقيقتها وفاتن حماتهما يشاهدو التلفاز، وبين حين واخر ترمق شهد شقيقتها بنظرة يظهر بها الحقد الدفين التي تحمله بقلبها لها..

غافله عن أعين فاتن التي تتابعها بأسف وشفقه علي حالها وما ستلقي به نفسها، فنظارات وأفعال شهد اوشكت علي فضح أمرها أمام الجميع..

تتفحص شهد كل أنش برغد، شعرها الكيرلي القصير الذي يميزها بأطلاله بسيطه ورائعه، بشرتها الخمريه وعيونها السوداء الواسعه ذات الرموش الكثيفه،ملامحها المنمقة التي تليق بوجهها المستدير كثيراً جعلتها تمتلك جمال من نوعاً خاص..

لتنتبه رغد علي صوت رنين هاتفها برساله، اسرعت بقرائتها بلهفه ليشرق وجهها بابتسامة رائعه اظهرت غمازاتها وبفرحة غامرة تحدثت قائله لحماتها..
"هادي جاي في الطريق يا ماما"..

قالت فاتن بستغراب..
"هو لحق يروح شغله يابنتي؟!"..

اجابتها رغد بخجل..
"لا ما هو هياخد اجازة انهاردة علشان يوديني للدكتور"..
صفقت بكلتا يدها بفرحة طفوليه وتابعت بفخر..
"ما غفران عين هادي مدير مجلس ادارة في شركتهم يا ماما"..

ابتسمت فاتن برزانه قائله..
" غفران قالي، ربنا يقدر جوزك ويكون اد الشغل لأن غفران اتنقل لشغل جديد ومش هيكون فاضي الفترة الجاية"..

قالت شهد بنبرة ساخره دون النظر لحماتها..
"امممم ويا عالم هنشوف حضرة المقدم ابنك امتي"..

تنهدت فاتن بيأس وبتعقل تحدثت..
" غفران عمره ما اتأخر عليكي ولا قصر معاكي في اي حاجه يا شهد يابنتي وانتي عارفه دا كويس"..

تجاهلت شهد حديثها ونظرت لشقيقتها وتصنعت الابتسامه وتحدث مدعيه المزاح..
"بس ايه يا رغد البيجامه البينك اللي انتي لبساها دي من بياضك اوي لابسه بينك!! هههه دي ظاهرة سمارك خالص يا بنتي قومي غيري بسرعه قبل ما جوزك يجي يشوفها عليكي ويتخض هههه"..

ظهر التوتر علي ملامح رغد وبإحراج تحدثت..
"اللون فعلا ظاهر سماري يا شهد"..
تراقص قلب شهد بفرحة حين لمحت الإحراج علي وجه شقيقتها وباسف مصطنع تحدثت..
" ايوه يابنتي مش حلوه عليكي نهائي ومخلياكي زي العفريته"..

خفضت رغد رأسها تخفي عيونها التي لمعت بالدموع
وهبت واقفة وهمت بالسير نحو غرفتها ليوقفها صوت فاتن الحنون..
" رغد يا بنتي البجامة جميلة جدا جدا عليكي وهتعجب هادي وهتجننه كمان"..

ابتسمت رغد لها ودارت حول نفسها وبلهفه تحدثت..
" بجد يا ماما فاتن البجامه حلوه عليا وهتعجب هادي؟ "..
شهقت بخضه حين التفت يد هادي حول خصرها وضمها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره وبفتنان تحدث بأذنها..
" البجامة تجنن عليكي يا احلي واجمل رغد"..

أستدار رغد تنظر له بعشق ممزوج بشوق شديد ظاهر بعيونها وبهيام همست..
" هادي"..
اجابها وهو يقبل وجنتها بعمق..
" عيونه".. عدل وضعها داخل حضنه واضعاً يده حول كتفيها بحمايه ونظر لوالدته وتحدث بابتسامه..
"احلي فاتن في الدنيا عامله ايه يا حبيبتي؟ "..

ابتسمت له فاتن ابتسامة حانيه وهي تتمتم بسرها..
"ربنا يحفظكم ويبعد عنكم عين كل حاسد وحاقد يارب"..
اخذت نفس عميق واجابته..
" الحمد لله يا حبيبي انا بخير طول ما انتم بخير"..

نظر هادي لشهد قائلاً..
" امال فين غفران يا شهد؟ "..
تنظر لهم شهد بشرار ونظرات حارقه تكاد تقتل بها شقيقتها، انتبهت علي سؤال هادي فنظرت له هو بابتسامة هائمه فشلت في اخفائها وبحزن مصطنع قالت..
"اخوك طبعاً سيبني وفي شغله كالعادة"..

قال هادي بمزاحه المعتاد..
"تصدقي يا شهد انتي مثال أصيل للزوجة النكدية"..
عبست شهد بملامحها وتعمدت نطق أسمه بميوعه قائله..
"انا يا هادي؟"..

نفخت فاتن بضيق وهمست بسرها..
"لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ربنا يهديكي يا شهد يا مرات ابني"..

اجابها هادي..
"دا انتي منبع النكد يابنتي وهطفشي غفران منك بعميلك دي"..
قالت شهد ببوادر غضب..
"ودا ليه بقي ان شاء الله"..

اجابها هادي بعفويه..
" اخويا من يوم ما اتجوزك وانا بشوفة ليل نهار بيتشقلب علشان يراضيكي ويعرف سبب اوائك ايه وانتي تزيدي في عياطك اكتر".. صمت قليلاً وتابع بستغراب..
" انا الصراحة مش عارف غفران مطول باله عليكي اوي كده ازاي!! "..

نظر لزوجته مكملاً بأسف..
" لو انا مكانه كان زماني وكلك علقة صبح وليل علشان يبقي في سبب حقيقي تعيطي عشانه يا رغدة قلبي"..
همس بأذنها.. "الحمد لله انك مطلعتيش شبه اختك في اي حاجه كان زماني مطلقك بالتلاته"..

لكزته رغد بيدها وهمست بتحذير..
" بس يا هادي لشهد تزعل"..
تحدث هادي بعقلانيه موجه حديثه لشهد التي تنظر له بعيون لامعه بالدموع..
" انا مش قصدي ازعلك مني يا شهد انتي عارفه انتي غالية عندي اد ايه وبعتبرك اختي علشان كده لازم الفت نظرك ان عياطك ونكدك المستمر مع غفران دا هيطهقو في عيشته وهيكرهو فيكي"..

نظر لزوجته وتابع بتاكيد..
"لان اي راجل مبيحبش الست النكدية خصوصاً لو هو كمان موفر لها كل سبل الراحة"..نظر لشهد.." زي ما غفران بيعمل معاكي كده".. نظر لزوجته وغمز لها بعبث..
" وزي ما انا بعمل معاك ياواد يا سمارة يا مسكر انت"..

تنقلت شهد بنظرها بينهم ببكاء شديد، وهبت واقفة وركضت نحو غرفتها مسرعة وصوت شهقاتها تتعالي..

نظرت رغد لزوجها بعتاب قائله..
" ليه كدة بس يا هادي كسفتها قدمنا وخلتها تعيط واحنا ما صدقنا انها تبطل عياط شوية"..

قال هادي بلامبالاه..
" انا مقولتش حاجه غلط يا رغد والمفروض ان شهد كبيرة كفاية وعارفة ان اللي قولته دا لمصلحتها"..

ربتت رغد علي كتفه وبرجاء تحدثت..
"طيب علشان خاطري روح راضيها وقولها انك مش قصدك تزعلها علشان متفضلش تعيط يا هادي وولادها قربو يجو من الحضانه مينفعش يلقوها لسه بتعيط"..

قال هادي بنفاذ صبر..
" الله يكون في عون غفران وولاده والله"..
نظر لوالدته وبأسف تابع.. "دي هتخلي العيال يتعقدو بسببها"..

قالت فاتن بتمني..
" ربنا يهديها و يصلح حالها يا ابني"..
امنت رغد علي دعائها بقلب نقي وسحبت زوجها متوجه نحو غرفة شقيقتها وتحدثت برجاء..
"يله تعالي طيب خاطرها بكلمتين يا حبيبي وبلاش تبقي تنصحها قدمنا كده تاني ابقي قولها بينك وبينها علشان متحرجهاش"..

نظر هادي لزوجته بعشق لبرائتها وصفاء قلبها وتمتم محدثاً نفسه بتنهيده متألمة..
"بتمني من ربنا انك متفهميش اللي انا فاهمه في يوم من الايام يا رغد"..
..........................................................
"شيل ايدك عني بدل ما اخلي الحرس اللي انت قائدهم يعلقوك من عرقوبك"..
تفوهت بها "عهد" وهي تصك علي أسنانها بغيظ شديد..

نظر لها "غفران" بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانه وذاد من الضغط علي رسغها أكثر وبأمر تحدث غير مبالي لحديثها..
"اتفضلي سيادك اركبي ورا وانا هسوق بنفسي"..

صرخت "عهد" بنفاذ صبر قائله..
"انت ايه كمية البرود اللي عندك دي، بقولك هخرج لوحدي يعني هخرج لوحدي وانت مش هتيجي معايا يا بني أدم يبقي تقولي حاضر يا عهودة وتمشي من وشي احسنلك لو خايف علي عرقوبك"..

عض غفران علي شفاتيه السفليه بعنف واقترب بوجهه من أذنها قائلاً بستغراب..
"عرفتي كلمة عرقوب اللي انتي فرحانه بيها دي منين يابنت الوزير"..

اجابته عهد بتلقائيه..
" من هاله صحبتي".. انتبهت علي حالها فتابعت بغضب..
"ايه بنت الوزير دي اسمي عهوده قولتلك"..
رفع غفران عيناه للسماء وتمتم بصمت..
"ايه ياربي الوقعه اللي مش فايته اللي وقعتها مع المجنونه دي"..

لكزته عهد بقبضة يدها بكتفه بعنف وهي تقول بغضب طفولي..
"عهوده مش مجنونه يا ابو عرقوب انت"..

نظر لها غفران بعيون متسعه وابتسامه شريره وتحدث بوقاحه قائلاً..
"طيب انتي تعرفي العرقوب دا فين لأن انا اللي هعلقك منه حالاً يا عهوده؟"..

توردت وجنتيها بحمرة الخجل واذدرقت لعابها بصعوبه من نظرته وطريقته الجاده معها وبتقطع همست..
"غفران أنت اتجننت؟!!"..

عاد غفران لملامحه الصارمة وبتحذير تحدث..
"هتركبي سيادتك ولا تتعلقي انا مش فاضي لدلعك المايع دا"..
اتسعت اعين عهد بصدمة وبدأت تفقد اعصابها اكثر وبعناد تحدثت..
"هروح لصحبتي هاله من غيرك انت والحرس ودا اخر كلام عندي يا حضرة الظبوطه غفران لو مش عجبك اضرب دماغك في دماغ القوه بتاعتك وشد في حوجباتك"..

قال غفران بجديه مصطنعه وهو يفتح أكمام قميصه ويرفعه لساعديه..
"حواجباتي؟! امممممم اه طبعا سيادتك هتروحي لصحبتك وكلنا هنروح معاكي بابي وجدو وعمتو"..
نظر لأحدي الحرس وتابع..
"ابنك اسمه ايه يا عسكري؟"..

اجابه العسكري بعمليه..
" حمزه يا فندم"..
ابتسم غفران لعهد ابتسامه مزيفه قائلاً..
"وابو حمزه جاي معانا ولو معترضه سيادتك تقدري تنكشحي علي اوضة سيادتك يا أما تتعلقي حالاً"..
مال فجأه بوجهه علي وجهها حتي كادت انفهما تتلامس وتابع بتمني..
" وانا نفسي اعلقك من لسانك اللي عايز قطعه الصراحه سيادتك"..

رمشت عهد بعيونها اكثر من مره وبقوة مزيفة تخفي خلفها خوفها قالت..
" وانت خليت فيها سيادتك، انت ازاي تكلمني كدة يا حيوان انت؟"..
سارت نحو سيارتها وهي تقول بصراخ وغيظ شديد..
"طيب انا هخرج لوحدي ووريني هتمنعني ازا؟ "..

قطعت حديثها وشهقت بعنف حين وجدت نفسها فجأة محموله علي كتف غفران رأساً علي عقب، وبخطوات واثقه سار بها لداخل الفيلا وهو يقول بأسف..
" واضح ان سيادك من النوع اللي مبيجيش غير بالسك علي نفوخه"..

بدأت تركل عهد بقدميها بالهواء، وتلكمه بكلتا يديها علي ظهره لعله يتركها وهي تقول بصراخ..
"نزلني يا غفران احسنلك بدل ما اخلي بابي يرفدك"..

لتنذهل من والدها حين قال لغفران بأمر وهو يجاهد لكتم ضحكاته..
" اوعي تنزلها إلا لو رضيت تخليك تروح معها يا غفران غير كده سيبها متعلقه كده لا طايله سما ولا ارض"..

تنهد عزت براحه وتابع بفرحة..
"انا دلعتك كتير يا عهد ودلوقتي هتشوفي وشي التاني في غفران اللي بعتبره ابني"..

انتهي الفصل..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي