الفصل الثالث عشر

البارت الثالث عشر..
غفران..
✍️نسمة مالك✍️..

حمل كاذب!!..

"شهد"..

تمتلك شراسه ووحشيه غير متوقعة، بكل ما تملك من قوة دفعت شقيقها، ومن ثم والدتها وبغضب عارم تحدثت..
"ضربكم ليا دا والله لدفعكم تمنه غالي أوي"..

رمقت والدتها التي سقطت ارضاً من قوة الدفعه تبكي بصمت، ليسرع "احمد" ويقترب منها بلهفه ويحملها بحذر ويجلسها علي إحدي الارائك..

لتصراخ "شهد" بجنون وهي تقول..
"مين زكريا دا اللي بتقولي اني بنته؟!..يعني انا مش بنت محمد بياع البطاطا؟!"..

انفجرت "سعديه" بنوبة بكاء حاد، واصبح جسدها ينتفض بقوه، ليصرخ "احمد" بوجه "شهد" وهو يضمن والدته لصدره ويربت علي ظهرها بحنان بالغ كمحاوله لتهدأتها..

" انتي مش شايفه حالة امك يا حيوانه انتي، عايزه يجرلها حاجه وتقع مننا، يله امشي غوري من هنا بدل ما ورب الكعبه اقوم اخلص عليكي يا شهد"..

ضحكت" شهد"بصطناع، ورمقت والدتها بنظره مشمئزه، وبهدوء مريب تحدثت..
" همشي وماله، بس رجعلك يا سعديه، وغصب عن عينك هتفهميني كنتي تقصدي ايه بكلامك دا بالظبط"..

أنهت حديثها،وجمعت اشيائها ولفت حجابها بأهمال، وسارت لخارج الشقه غالقه الباب خلفها بعنف..
سارت بخطوات شبه راكضه نحو السياره التي تقف بنتظارها..

فتحت الباب وصعدت بالخلف، وبأمر تحدثت..
" وديني لغفران يا اسطي عاطف"..
جحظت اعين عاطف من هيئتها، ووجهها الظاهر عليه أثار الضرب، وبتوتر تحدث..
"هو فين غفران باشا يا هانم"..

فتحت "شهد" حقيبتها واخرجت منها مرأه وكثير من أدوات المكياج محدثه نفسها بابتسامة ساخره. 
"كنت واثقه انكم هتعملو فيا كده يا عايله حوش علشان كده عملت حسابي"..

ليكرر "عاطف" سؤاله مره أخرى قائلاً..
"شهد هانم اتحرك علي مكتب الباشا، ولا البيت؟"..
انبلجت ابتسامة خبيثه علي وجه "شهد" ونظرت لعاطف طويلاً محدثه نفسها..
"انت اكيد عارف مكانه يا عاطف الكلب انت كمان ما انت دراعهم اليمين، وانت اللي هتوصلني لزفته اللي اسمها عهد دي"..

اخذت نفس عميق، وتحدثت بثبات..
"غفران قالي خلي عاطف يجيبك هو عارف مكاني"..
عقد "عاطف" حاجبيه مغمغماً بستغراب..
"بس الباشا مكلمنيش، هكلمه واسأله؟"..

انتفض بفزع حين صرخت به" شهد" بأمر..
"بقولك وديني عنده حالاً يابني آدم يلي مبتفهمش انت"..

ظهر الحزن علي وجه" عاطف" ، وبدأ يقود بصمت، لتسرع" شهد" وتضع من مساحيق التجميل بحترافيه تخفي بها اثار صفعات شقيقها، ووالدتها..
....................................
بالاسكندريه..

"للأسف نبض الجنين وقف، والمدام ضعيفه جداً وعندها انيميا حاده وحالتها صعبه ولازم تدخل عمليات حالاً "..
هتف بها الطبيب بعمليه ل"هادي" الواقف أمامه بوجه شاحب كشحوب الموتي..

يرتجف جسده بوضوح، وعينيه تهبط منها العبرات لا إرادياً وبصعوبه بالغه تحدث بنبره متوسله..
"انقذو مراتي، أبوس رجليكم اعملو اي حاجه بس مراتي تخرجلي بسلامه"..

" اتفضل حضرتك انزل الحسابات ادفع تكاليف العمليه علشان نقدر ندخلها"..
قالها الطبيب ببرود اشعل غضب "هادي" اضعاف، وبهدوء ما قبل العاصفه تحدث..
"حاضر انا هتصرف في الفلوس وادفعها بس الحقوها الأول اتوسل اليك يا دكتور"..

حرك الطبيب رأسه بالنفي، وبجمود قال..
" حضرتك لازم تدفع علشان نقدر نفتح أوضة العمليات؟ "..

دون سابق انظار كان قبض" هادي" علي عنقه بعنف شديد، وبصراخ تحدث داخل أذنه..
"وانا بقولك الحقو مراتي علي ما اتصرف في الفلوس وإلا والله لرتكب جنايه لو مراتي جرالها حاجه يا ولاد***"..

هرول اكثر من شخص بالمستشفي نحوهم يحاولون إبعاد" هادي"عن الطبيب، ليفقد صوابه ويبدأ يلكم كل من يقترب منه بكل قوته غير عابئ ان كان يضرب رجل او امرأه وبصوت عالِ للغايه تحدث..
" انا اخويا مقدم في الشرطه وهخليه يقفلكم المستشفى دي ياولاد ال*** لو مراتي جرالها حاجه"..

تمكنو الأمن من الأمساك به ودفعوه خارج المستشفي بعنف حتي انه كاد ان يسقط أرضاً ولكنه تمالك نفسه سريعاً..

لتلجمه الصدمة حين اخترق سمعه صراخ الطبيب الذي كان قابض علي عنقه يتحدث بأمر..
" أرموله مراته بره المستشفي ملهاش مكان هنا"..
...................................
"دهشه اعتلت وجه عهد وهاله ايضاً حين اخبرهما الحارس بوجود" شهد" ورغبتها برؤية
"عهد"..

لتسرع" هاله"وتتحدث بقلق..
"بلاش تقبليها يا عهد دي حيه وحنش زي ما قولتلك قبل كده، وممكن تأذيكي يا حبيبتي"..

رسمت "عهد" شجاعه مزيفه علي محياها، وبفضول تحدثت..
" خليني أشوف ضرتي شكلها ايه يا لولو"..
نظرت للحارس، وتابعت.. "خليها تدخل"..

حبست أنفاسها وهي تطلع للباب التي ستخطو منه "شهد"..
لتنذهل حين رأت امرأه جميله حد الفتنه تسير نحوها بخطوات واثقه حتي توقفت أمامها مباشرة ترمق "هاله" بنظرات مندهشه من وجودها الغير متوقع برفقة" عهد" التي أصبحت ألد اعدائها..

لتسرع "عهد" برسم الامبالاه علي ملامحها  وبتساؤل تحدثت..
"خير يا مدام شهد؟"..

"ايه اللي جابك هنا يا هاله يابنت كوثر بتاعت الكشري؟!"..
هتفت بها "شهد" بنبره ساخره دون النظر ل" عهد" متعمده تجاهلها..

"جايه لصحبتي وحبيبتي يا ابله شهد يا بنت خاله سعديه علشان انا مؤدبه"..
قالتها "هاله" بابتسامه مصطنعه تظهر جميع أسنانها..

رمقتها "شهد"بنظرة حارقه، وببطء التفتت تنظر ل" عهد"بتمعن، وتفحص شديد من منبت شعرها حتي أصابع قدميها، ورفعت يدها أشارت عليها بتعالي وهي تقول..
" انتي بقي الهبله اللي ماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش انا عهوده ومفكره نفسها هتعرف تشغل جوزي المقدم غفران المصري؟!!"..

" احترمي نفسك يا ابله شهد وحاسبي علي كلامك واعرفي انتي بتكلمي مين الأول بدل ما تندمي"..
هتفت بها "هاله" بغضب شديد..

"هكون بكلم مين يا متخلفه انتي،واحده ملهاش اهل ولا حاكم يعدلها ويعرفها العيب وان ميصحش انها تبص لواحد متجوز ومخلف"..
هتفت بها" شهد"ببرود وهي ترمق" عهد"بنظرات محتقره..

اقتربت منها" عهد" خطوه واحده، وبابتسامة هادئه تحدثت..
"كونك انك تيجي لغاية هنا وتقوليلي الكلام دا بحرقه اوي كده بتحاولي تخبيها"..

ضحكت بقوه وبغنج تابعت..
" يبقي انا تأثيري علي غفران أقوى منك انتي ومقدرتيش تقنعيه يبعد عني فقولتي تجيلي انا يمكن تقدري تخليني ابعد عنه صح؟"..

نظرت لها "شهد" لبرهه وقد تحولت ملامحها لأخري منكسره وأصطنعت البكاء وهي تقول..
" انتي صح، ومدام الشده مش هتتفع معاكي يبقي انا معنديش مانع ابداً اني ابوس جزمتك علشان تسبيلي جوزي ابو ولادي ومتخربيش بيتنا"..

اجهشت ببكاء كاذب أمام اعين هاله المتسعه بذهول فهي علي درايه كامله بما تفعله هذه الشهد، وبتقطع اكملت..
"حرام عليكي تحرمي ولادي من ابوهم لأني هاخدهم منه وهطلق لو فضلتي انتي في حياته"..

وضعت يدها علي بطنها وبخداع تابعت..
" وهتبقي حرمتي غفران من ولاده التالته لاني لسه عارفه انهارده اني حامل في تلت اسابيع بس"..

جملتها الأخيره كانت بمثابة طعنه نافذه بقلب "عهد" التي انسحبت الدماء من عروقها وجف حلقها وبحسره تمتمت لنفسها..
" أزاي قدر يلمسها وهو بيقولي انا ليكي لوحدك؟!"..

"دي حربايه يا عهد وبتتلون علي كل لون اوعي تصدقيها، واتصلي علي غفران خليه يجي يرميها من هنا"..
هتفت بها "هاله" بصوت اختنق بالبكاء بعدما رأت هيئة عهد التي جعلت القلق يزحف لقلبها..

ولكن "عهد" تحولت لكتله من بركان علي وشك الانفجار، لتتنهد" شهد"براحة بعدما وصلت لمبتغاها، ورأت تأثير حديثها علي وجه" عهد"..

سارت نحو الخارج بخطوات بطيئه وهي تقول..
"انا هسيبك لضميرك لو فضلتي في حياة غفران تبقي قبلتي انك تخربي بيته وتحرميه من ولاده"..

"استني عندك"..
هتفت بها "عهد" بصوت يحمل من الغضب أطنان، صكت" شهد" علي أسنانها ووقفت بمكانها دون الالتفات لها..

سارت نحوها "عهد" وبأسف تحدثت..
"انا طبعاً مقبلش أكون السبب في خراب بيت حد، بس من ساعة ما هاله حكتلي عنك وعن عمايلك المقرفه، وانا في حاجه نفسي اعملها بصراحة"..

استدارت" شهد" ونظرت لها، وبملل قالت..
"ياتري ايه هي؟!"..

ابتسمت لها "عهد" ببرائه، وبلحظه كانت هجمت عليها وبدأت تلكمها بمهاره واحترافيه جعلت شهد عاجزه عن الدفاع عن نفسها، وبغضب شديد تقول..
" هسبلك ذكري من عهوده اللي بتقولي عليها هبله متنسهاش طول عمرك"..
.......................................
" غفران"..
اقتحم فيلا زكريا خلفه قوته الخاصه، ليصرخ زكريا بغضب قائلاً..
"ايه اللي بيحصل دا بالظبط، ازاي تدخلو بيتي بالطريقه دي؟"..

"انت مقبوض عليك يا زكريا باشا بتهمة محاولة اغتيال عهد البحيري"..
أقترب منه ووضع الأصداف الحديديه بيده مكملاً..
"اتفضل معانا بهدوء لو سمحت"..

ليصدع رنين هاتف "غفران" جعل زكريا يضحك بصوت عالِ وهو يقول بأمر..
" طيب رد علي أخوك يمكن تلحقه هو ومراته"..

شحبت ملامح" غفران" وارتعد قلبه وهو يضغط علي زر الفتح ليأتيه صوت شقيقه الباكي يتحدث بصراخ..
"الحقني يا غفران مراتي بتموت مني وانا هموت نفسي وراها"..

احتواء عاشق!!..

"هادي"..

جثي علي ركبتيه أمام زوجته التي اخرجوها له من المستشفي علي كرسيي متحرك وهي شبه فاقده الوعي..

ممسك هاتفه يتحدث به ببكاء حاد قائلاً..
"رمونا بره المستشفى ومراتي هتموت مني يا غفران"..

لم يجد حليفه سوا الصمت، لم يرد عليه غفران مطلقاً، ليكمل هادي بصراخ شديد..
"غفرررران رد علياااااا؟"..

صوت سيارات كثيره بينهم سيارة إسعاف جعله يتوقف عن صراخه ويتطلع نحوهم بلهفه..

ليتفاجئ بوقوف سيارة الاسعاف أمامه مباشرة، وخلفها قوه من القوات الخاصه تركض نحوهم وتحاوطهما بحمايه هو وزوجته..

اقترب منه قائد القوه وتحدث بعمليه..
"اتفضل معانا يا هادي باشا احنا تبع مديرية امن الاسكندريه بعتنا اخوك المقدم غفران المصري"..

هنا التقط "غفران" أنفاسه ووجد صوته أخيراً وبأمر تحدث..
"روح معاهم يا هادي علي ما اجيلك"..

"حاضر حاضر يا غفران"..
هتف بها "هادي" وهرول بحمل زوجته وصعد بها داخل سيارة الإسعاف لتنطلق بهما لمستشفي تابعه للشرطه حتي تكن أكثر اماناً..

ليسرع الطبيب بالكشف علي" رغد" أمام اعين" هادي"المرتعده حتي انتهي، ونظر له بابتسامة مطمئنه قائلاً..
" الحمد لله المدام و الجنين بخير، وهديها حقنه حالاً توقف النزيف اطمن، واغمائها دا بسبب خوفها الزياده مش اكتر"..

اذدارت "هادي" لعابه بصعوبه، وببكاء وضحك وعدم تصديق ومشاعر مختلطه كثير تحدث..
"انت قولت مراتي واللي في بطنها بخير؟! يعني الجنين عايش مماتش"..

"ايوه والله اطمن حضرتك، واول ما نروح المستشفي هسمعك نبض قلبه بنفسك كمان"..
هتف بها الطبيب بتأكيد..

بلهفه كان ضم" هادي"زوجته لصدره بقوه مردداً بأذنها بهمس..
"الف حمد وشكر لله، حقك علي قلبي وعيني، انا كنت غلط وانتي صح يا رغد، الفلوس تتعوض لكن انتو متتعوضوش وانا هعتبر الخساره اللي خسرتها فداكي انتي واللي في بطنك يا حبيبتي"..
..................................
"كنت متأكد من قذارتك دي يا زكريا باشا، وكنت عارف انك هتعمل المستحيل علشان تعجزني ومقدرش اقبض عليك"..

هتف بها" غفران"بصرامته المعتاده، وبابتسامة مصطنعه تابع وهو يقترب منه ويسحبه نحو الخارج ببعض العنف..
" علشان كده عملت حسابي كويس اوي لالعيبك دي والمرادي مافيش هروب يا زكريا"..

" انت عارف اني خارح خارج يا حضرة الظابط"..
هتف بها" زكريا"بثقه..

هتخرج جثه بعون الله يا باشا لما نثبت عليك تهمة اغتيال مرات الوزير وولاده وتسمع اعترفات رجلتك عليك اللي قالوها علي ايدي، واللي هتخلي القاضي يحكم عليك بالإعدام من اول جلسه"..

قالها "غفران" بأسف مصطنع
شحبت ملامح "زكريا"، وبدأ جسده ينتفض وظهر الفزع والهلع علي ملامحه حتي انه لم يعد يستطيع الوقوف علي قدميه واوشك علي السقوط..

ليسرع" غفران" بأسناده وهو يقول..
" ايه يا زيكو ركبك شخشخت ولا ايه تحب اشيلك ابح؟"..

أنهى جملته وسحبه نحو سيارة الشرطه ليسير معه "زكريا" بصمت بعدما علم انه وصل لنهاية طريق الشر....
......................................
"بعد مرور شهر"..

أمام افخم فنادق القاهره يجلس غفران داخل سيارته ينتظر اتصال هام ليستطيع التحرك..

استند برأسه علي المقود وبتنهيده حدث نفسه..
"كده يا عهد لدرجاتي قرارك حاسم!!وقدرتي تفضلي شهر بحاله بعيد عني رافضه حتي تشوفيني، وتتنقلي من فندق لفندق كل ما تعرفي اني وصلتلك"..

لتداهمه ذكري اليوم الذي حدثه إحدي عساكره المكلف بحراسة "عهد"..

" فلاش بااااااااك"..
"غفران"..
كان بطريقه للاسكندريه ليطمئن علي شقيقه ليصدع رنين هاتفه برقم احدي قواته فاسرع بالرد قائلاً بقلق..
" ايوه يا ابني طمني ايه الأخبار"..

"غفران باشا عهد هانم منهاره وعماله تصرخ ومصره تمشي حالاً"..
هتف بها العسكري بأسف..

" اقفل وافضل ثابت انت واللي معاك لحد ما اكلمك تاني"..
اغلق معه دون سماع رد، وعبث بهاتفه ويشاهد كل ما يحدث..

"اقسم بالله لو ما سبتوني امشي لموت نفسي"..
هتفت بها" عهد" بصراخ وبكاء حاد..

لتسرع" هاله"وتربت علي ظهرها بحنان وببكاء لبكائها تحدثت..
"يا عهد بحلفك بالله تهدي يا حبيبتي وكلمي باباكي تاني وقوليله مادام غفران قبض علي اللي بيهددكم  يبقي يغيرلك الحرس زي ما كنتي عايزه"..

عهد.. "اهدي ايييه يا هاله وشهد الحيه دي بتقولي حامل منه، وبابي مش موااافق قالي مش هينفع ابعد عن غفران علشان يفضل هو مطمن واولع انا عادي"..
هتفت بها "عهد" بغصه مريره ابتلعها غفران بدلاً عنها، وهو يخبط علي جبهته بكف يده ويتوعد ل"شهد" قائلاً..
"هطلقك، والله لاكون مطلقك يا شهد"..

" متصدقهاش، وكلمي غفران وأسأليه لان شهد دي اكيد بتكدب علشان تغيظك وتوصلك للي انتي فيه دا، انا عارفها كويس يا بنتي"..
قالتها هاله بتعقل وهدوء..

قالت "عهد" بضعف.. "وقدرت تغظني وتحرق قلبي وتوجعني يا هاله"..

"هاله".. "وجعتك ايه يا هبله دا انتي اللي كلتيها علقه محترمه وكسرتي عضمها كمان يا بت يا عهوده وفشيتي غليلي منها والله"..

" عهد"ببكاء.."كنت بضربها علشان هي ام ولاده وانا لاء"..
ظلت تبكي بنهيار مردده..
"يوم ما اعشق اقع في عشق راجل متجوز وعنده اطفال يا هاله، وانا خت قراري ومستحيل احرمهم من ابوهم لاني عارفه معني الحرمان، ولو غفران جبرني افضل هنا يبقي والله لاموت نفسي"..

حديثها الجاد جعله يدرك انها الآن بقمة غضبها ويجب ان يحتوي هو هذا الغضب ويتعامل معها بتعقل حتي لا يخسرها للأبد..

أطبق جفنيه بعنف وبأسف تحدث بهاتفه قائلاً..
" محدش يمنعها سبوها تمشي وافضلو وراها من غير ما تاخد بالها"..

.. نهايه الفلاش بااااااك..

انتبه من شروده علي صوت رنين هاتفه فأسرع بالرد وتحدث بتساؤل..
"اتحرك؟!"..

"ايوه يا باشا اتحرك بسرعه لأن الروم سيرفز قالت ان الهانم دخلت الحمام حالاً، وانا بنفسي مستنيك في الاسانسير ومعايا نسخة من مفتاح الجناح"..
هتف بها إحدي العاملين بالفندق، بسرعة البرق كان غفران يسير لداخل الفندق قاصداً المصعد..

لحظات قليله وكان يسير بالطابق الخاص بجناح مجنونته حتي وصل له وفتحه بخفة فهد..
وخطي لداخل غرفتها بقلب ينبض بلهفه وشوق ظاهر علي محياه بوضوح..

اغلق الباب خلفه واستنشق عبير رائحتها التي تملئ المكان بعمق غالقاً عينيه بستمتاع محدثاً نفسه بشتياق..
"واحشتيني يا عهوده، وهتجنن علي حضنك"..

سار نحو خزانتها وفتحها بحذر شديد، وتناول إحدي ثيابها ورفعها علي وجهه يقبلها مرات ومرات مغمغماً لنفسه..
"عشقك يا عهد ظهر فيا إنسان جديد مكنتش اعرف انه موجود"..

انتبه علي حالته سريعاً، ووضع ثيابها بمكانها مره أخرى، وأخرج كاميرا صغيره للغايه ووضعها بحرس بجوار مصباح إضاءة وقام بظبط وضعها علي هاتفه لمراقبه الغرفه بأكملها ، وسار لخارج الغرفه بخطوات راكضه، ومن ثم لخارج الفندق بأكمله..

ارتجل سيارته وسار بها حتي ابتعد عن المكان، وصفها بجانب الطريق وبلهفه امسك هاتفه وبدأ يشاهد ويسمع كل ما يحدث بغرفة معشوقته..

خرجت "عهد" من الحمام ترتدي مئزر الاستحمام القصير،لتبطء خطواتها عندما اخترقت رائحة عطر قويه جميع حواسها، رائحه تحفظها هي عن ظهر قلب..

اخذت نفس عميق تملئ رئتيها بها بشتياق وقد ترقرقت عينيها بالعبرات لكنها سيطرت علي بكائها، وظهرت ابتسامة خبيثه علي ملامحها حين أدركت أن "غفران" كان متواجد بغرفتها وبالتأكيد هو الآن يتابعها ويري كل ما تفعله..

سارت بغنج وهي تبعد عن أكتافها المئزر قليلاً، وامسكت هاتفها و ارتمت علي الفراش بأهمال، وبدأت ترسل رسائل صوته بصوت رقيق للغايه قائله..
"بجد يا أحمد كلامك دا كبرك في نظري اوي خالص"..

طريقة حديثها جعلت "غفران" يفتح فمه علي أخره ومن ثم اغلقه ثانياً وصك علي أسنانه بعنف، وبغضب عارم حدث نفسه..
"ورحمة أبويا أول ما تقعي تحت أيدي لكون واكلك حته علقه يا عهد"..

رفع حاجبيه بدهشه حين انقلبت فجأه وتمدت علي بطنها مستنده بركبتيها علي الفراش بهيئه مغريه للغايه وتابعت بأسف وميوعه..
"مش كل اللي بنحبهم هيكونو لينا علي رأي إليسا يا حماده"..

"بالظبط هي دي اللي هكلك عليها العلقه لحد ما تقوليلي ارحمني يا حواش اححم قصدي يا غفران"..
هتف بها وهو يعض علي شفاتيه بإيحاء ويضيق عينيه بنظره ماكره..

لتلجمه جمله اوشكت علي توقف قلبه القتها "عهد"  قائله..
" انا مصره اتجوزك يا احمد لاني مش عايزه ابقي لوحدي"..

بكت بقوه وتابعت بتقطع من بين شهقاتها..
" عايزه يبقي عندي عايله، وابقي ام وعندي أولاد يملو عليا حياتي"..

انتهى البارت..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي