الفصل الرابع عشر

البارت الرابع عشر..
غفران..
✍️نسمة مالك✍️..

غضب عاشق!!..

بشقة غفران الخاصه به وبمجنونته..

"فاتن"..

اقتربت من "غفران" وربتت علي كتفه برفق وتحدثت بتعقل قائله..
"يا ابني اهدي شويه علشان تقدر تفكر كويس"..

"أهدي ايييه يا أمي بقولك عهد مصممه تتجوز احمد وهي علي زمتي"..
هتف بها "غفران" بعدم تصديق، وهو يمسح علي وجهه وشعره بعنف كاد ان يقتلعه من جذروه..

فاتن بهدوء.."البنت دي بتعمل كده علشان تشوف رد فعلك هتسبها فعلاً تتجوز وترجع انت لمراتك وولادك، ولا هتوقف جوازها دا وترجعها ليك"..

سارت لأقرب مقعد وجلست عليه وبابتسامة تابعت..
" من يوم ما شهد رجعت مضروبه وعرفت ان عهد هي اللي ضربتها وانا اتأكدت أنها بتعشقك يا غفران وممكن تعمل اي حاجة وكل حاجه علشان عشقك دا"..

" اه فعلاً بتعشقني بدليل أنها عايزه تتجوز واحد غيررري"..
هتف بها" غفران" بغصه مريره..

" فاتن" بصرامه.."اسمعني يا ابني البنت عامله حساب لولادك مش عايزه تاخدك منهم وانت سمعتها وهي بتقول كده بنفسك، واختارت انها تبعد عن طريقك،فلو انت عايزها يبقي تروحلها وتقولها انتي مراتي وعايزك تفضلي مراتي"..

"ومش هتكون غير مراتي يا ام غفران"..
هتف بها "غفران"بثقه عمياء، وتابع بوعيد..
" بس لازم اعقابها الأول علي تهورها وتسرعها دا لاني قولتلها انا هفهمها كل حاجه وهي رمت كلامي ورا ضهرها ومشيت بدماغها"..

ابتسمت" فاتن"بخبث وهي تقول..
"عقابها براحتك بس بما انك مصمم انها هتفضل مراتك تبقي هتعيش معانا في البيت لحد ما أمورنا الماديه ترجع زي الأول ونعوض الخساره اللي خسرها أخوك"..

تفهم" غفران" مقصدها فحرك رأسه بأسف وهو يقول..
"انا هطلق شهد يا أمي بس لما اتأكد أن مافيش معاها اي فيديوهات لاخويا تاني"..

"فاتن" بغضب.."مش هطلقها قبل ما تدفع تمن كل اللي عملته معانا وغلطها فينا، ومافيش حاجه تكيد الست إلا الست واللي هتجبلنا حقنا منها وهتحسرها فعلاً عليك وتعرفها قيمتك هي عهد يا غفران"..

هم غفران بالرد عليها، ليقطع حديثه صوت رنين هاتفه فأسرع بالرد قائلاً..
"افندم معالي الوزير اكيد سيادتك متصل تعزمني علي فرح بنت معاليك"..
قالها بنبره ساخره،، ليضحك" عزت" بقوه وبصعوبه تحدث..
" فعلاً انا بكلمك علشان اقولك ان عهد حددت ميعاد الفرح الأسبوع الجاي وانت لازم تتصرف وترجعها عن اللي في دماغها دا بس بالعقل يا ابني"..

"غفران".. "عقل!؟ وهي عهد فيها عقل ولا هتخلي فيا انا عقل"..
اطبق جفنيه بعنف وتابع بصوت عالِ للغايه..

"بنتك وصل بيها جنانها انها عايزه تتجوز غيري سيااااتك وهي لسسسسسه مراااااااااتي وعلى زمتي"..
هتف بها "غفران" بغضب عارم ، وهو يدور حول
نفسه كالأسد الحبيس،وقبل ان يتحدث "عزت" كان تابع "غفران" بوعيد..
"ورب الكون اللي زرع عشقها في قلبي لكون مربيها من أول وجديد"..

صمت لوهله يحاول التقاط أنفاسه المتلاحقه مكملاً بابتسامة ماكرة..
" وهوريكي يا" عهد" عقاب غفران جوزك هيبقي شكله ايه"..

"يا غفران عهد لسه صغيره اوعي تقسى عليها"..
هتف بها "عزت" بنبره راجيه وصمت لبرهه وتابع بصوت اختنق بالبكاء..
" عايزك تحتويها ومتسبهاش لوحدها وتقرب منها علي اد ما تقدر علشان تمهدلها روجعنا"..

هدأ غضب "غفران"واخذ نفس عميق وبتساؤل تحدث..
" سيادتك ناوي ترجع انت و"..
نظر لوالدته التي تطلع له بستغراب من هدوءه المفاجئ واكمل حديثه بجمله جعلت اعين "فاتن" تتسع بذهول حين قال..
" والدتة عهد واخواتها هيرجعو معاك؟"..

" عزت".." والدتها عايزه ترجع حالاً وانا مانعها بالعافيه لحد ما تفهم عهد احنا عملنا كده ليه"..

" غفران" بهدوء مريب.. "اطمن انا همهدلها وهفهمها كل حاجه بس هعقبها الأول"..
...........................................
" يعني شهد مش اختي؟!"..
هتف بها" احمد" بصدمه، لتسرع" سعديه" وتتحدث بلهفه قائله..
" اختك يا حبيبي بس مش من أبوك"..

رمقها بنظرات مندهشه وحرك رأسه بالنفي مردداً..
" انتي أشرف ام في الدنيا أوعى تفكري تقوليلي انك غير كده"..

تنهدت "سعديه" بحزن وتحدثت ببكاء..
"من 30سنه كنت شابه صغيره وحلوه بس كنا فقيره وابويا علي اد حاله أوي، اشتعلت في مصنع ملابس علشان اساعده في مصاريف اخواتي، واتعرفت في المصنع بقمر اللي شغالين معايا طلعوها عليا، وصاحب المصنع كان راجل طيب وتقي بس كان عنده ابن صايع وبتاع ستات بيجي المصنع علشان يعاكس البنات اللي شغاله فيه وحظي الأسود انه شافني"..

همت بإكمال حديثها، ولكن طرقات عنيفه علي الباب جعلتها تلتزم الصمت، واسرع احمد بفتح الباب ليجد" شهد" تقف أمامه تنظر لها باعين تطاير منها الشرار..

دفعته بكتفه وخطت لداخل وهي تقول..
" ها يا سعديه يله كملي"..
" انتي ايه اللي جابك يابت انتي؟"..
هتفت بها "سعديه" بعدما رمقتها بنظره محتقره..

"شهد" بصراخ مكتوم.."جايه اعرف انا بنت مين بالظبط يا شريفه"..
هم "احمد" بالهجوم عليها وصفعها، لتسرع بامساك يده وبتحذير قالت..
"اقسم بالله لو مديت ايدك عليا مره تانيه لكون مولعه فيك وفي امك يا احمد"..

" عايزه تعرفي انتي بنت مين يا شهد؟"..
هتفت بها سعديه بابتسامة مصطنعه..
اذدرادت" شهد"لعابها بصعوبه، وبصوت مرتجف قالت..
" ا ايوه انطقي"..

"بنت زكريا الباشا الحيوان قتال القتله وتاجر المخدرات اللي اتقبض عليه وهياخد إعدام وصوره مغرقه التلفزيون"..
هتفت بها بشماته واضحة بنبرة صوتها..

اقتربت منها وربتت علي وجنتيها باناملها ببعض العنف وتابعت بأسف..
"واحتمال تحصلي ابوكي وتدخلي السجن انتي كمان لو فضلتي ماشيه في طريقك دا"..

ترقرقت اعين" شهد"بالعبرات وبعدم تصديق قالت..
" يعني انا بنت حرام؟!"..

" اخرررسي قطع لسانك"..
هتفت بها "سعديه" وهي تصفعها علي وجهها بقوه، وبأسف تابعت..
"كان جوزي بس كان واخذني لمزاجه ولما حملت فيكي رماني في الشارع بعد ما خلي اللي شغالين عنده يضربوني علشان يسقطوني ومسابونيش غير لما نزفت بس انتي كنتي متبته في الدنيا ومنزلتيش، ولو كنت روحتله وقولتله انك بنته كان قاتلني وقتلك لانه بيكره خلفة البنات"..

انهمرت دموع "شهد" لأول مره تبكي بصدق، ونظرت ل" سعديه"وتحدثت بتحدي..
" طيب انا بقي هروحله واقوله اني بنته اللي هتقف في ضهره احسن من ميت راجل وهطلعه من السجن حتي لو ههربه وهخليه يحاسبكم كلكم ومش هسمي علي حد فيكم يا سعديه"..
..........................................
بالفندق..
داخل حمام سباحة خاص للنساء..

"اللي بتعمليه دا غلط يا عهد وانا مش معاكي فيه ابداً"..
هتفت بها" هاله"بتعقل شديد..

عبست" عهد"بملامحها وبتساؤل قالت..
" ليه بس يا لولو؟"..

" هاله".." يعني احمد طلع صريح معاكي وقالك مستحيل يتجوز واحده غير حبيبته، ومش هيقدر يكون ليكي زوج وانتي برضه مصره تتجوزيه يا عهد؟!"..

" ما انا معرفش حد غيره يا هاله علشان اتجوزه"..
هتفت بها "عهد" ببكاء مصطنع..
"هاله" بابتسامة مزيفه.. "يااااربي علي جنانك يابنتي تتجوزي ازاي وانتي اصلاً متجوزه"..

ابتسمت لها" عهد"وتحدثت بخبث..
" انا بعمل اللي عليا وببعد عن غفران علي اد ما اقدر علشان مشلش ذنب ولاده، لكن لو هو بقي صمم انه يقرب مني وافضل علي زمته خصوصاً انه محاوطني في كل مكان يبقي اكيد مش هيسبني اتجوز غيره"..

هبت واقفه وتابعت وهي تفتح رباط مئزر الاستحمام..
"وساعتها هيبقي هو كده اللي اختار اكون في حياته، وهو عارف اني أنانيه وعيزاه يبقي ملكي لوحدي"..

" انتي بتلعبي بالنار يا عهد وانا خايفه عليكي لان مافيش حد ليه أمان حتي احمد اخو شهد ممكن يكون بيلعب بيكي لصالح اخته وناويلك علي نيه وحشه"..
هتفت بها "هاله" بتعقل..

لم تبالي" عهد"لحديثها رغم ان القلق بدأ يزحف لقلبها، وخلعت المئزر عن جسدها حتي اصبحت بثياب السباحة عباره عن مايوه من قطعتين اسود اللون..

وقفزت داخل حمام السباحه وبدأت تسبح بمهاره حتي شعرت بالتعب فتوقفت بإحدى الجوانب ترتاح قليلاً مستنده علي حافة حمام السباحة ومالت برأسها علي يدها..

لتشعر فجأه بدوار عنيف يجتاحها، وبلحظه كانت غابت عن الوعي وتهاوي جسدها لقاع حمام السباحه..

ليدوي صرخات جميع من بالحمام حين اقتحم غفران الحمام عليهن دون سابق انظار وتحدث بأمر..
"كلو يطلع بره حالاً"..
هرول الجميع للخارج علي عجل وظلت "هاله" التي كانت ترتدي كامل ثيابها..

ركض هو بكل سرعته وقفز داخل حمام السباحه ولم يظهر إلا وهو حاملها علي يده ووضعها برفق علي حافة الحوض وصعد جوارها وحذبها لداخل صدره يحاول افاقتها قائلاً..
"عهد حبيبتي فوقي يا روحي"..

اخذ نفس عميق وغمر شفاتيها بقبله الحياه لكنها لم تفق بعد، فقتربت منهما هاله وفتحت حقيبتها واعطته زجاجه من العطر وببكاء قالت..
"خد البرفان دا كده فوقها بيه شكلها اغمي عليها علشان ماكلتش حاجه طول اليوم"..

اخذه منها غفران بيد مرتجفه من شده رعبه وخوفه عليها ونثر منه علي يده وقربها من انفها لتبدأ هي استعادة وعيها رويداً..

ليلتقط هو أنفاسها وعاد ضمها لصدره بقوه مغمغماً..
"عايزه توقفي قلبي يا عهد"..

انسحبت هاله للخارج تاركه لهما بعض الخصوصيه..
تململت هي بين يديه، وفتحت عينيها ونظرت له بجمود وتحدثت بغضب مصطنع قائله..
"انت بتعمل ايه هنا يا ظبوطه يا همجي انت؟"..

ابتسم "غفران" بمكر، وتحدث بخبث وهو يجول بنظره على جسدها بفتنان..
"انا كنت جاي أبارك لسعادتك علي جوازك فلقيتك بتغرقي قولت انقذك كده"..
أنهي جملته وأنتزع شفتاها نزعًا بقبله عاشقه إلتهم فيها شفتاها ليبث لها مدي شوقه لها..

ابتعد عنها وهما يلهثان بقوه ونظر لعينيها بعمق، وتحدث بابتسامة مصطنعه..
"مبروك يا عروسه واستعدي كويس اوي للمفاجأت اللي محضرهالك يوم فرحك"..

......................

وصفولي الصبر!!..

وصفولي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب يا دوب يا دوب ينقال..

أهرب من قلبي أروح على فين ليالينا الحلوة في كل مكان

مليناها حب احنا الأثنين وملينا الدنيا أمل أمل وحنان..

كلمات تدندن بها "عهد" الجالسه بشرود داخل شرفة جناحها المطل علي البحر مباشرة بعدما أصرت أن عرسها يقام بأفخم قري مدينة شرم الشيخ..

تبتسم تاره، وتبكي أخرى، وتطبق جفنيها بعنف، وارتجف جسدها، وانتفض قلبها بقوه حين داهمتها ذكري أخر لقاء بينها وبين عشقها الأول الذي لم ولن يأتي بعده..

.. فلاش بااااااااك..

علي حافة حمام السباحه..

بعد قبله عاشقه ابتعد "غفران"عنها وهما يلهثان بقوه ونظر لعينيها بعمق، وتحدث بابتسامة مصطنعه..
"مبروك يا عروسه واستعدي كويس للمفاجأت اللي محضرهالك يوم فرحك"..

كانت "عهد" غالقه عينيها لتستقبل قبلته بترحاب وشوق جارف، غمرها هو بلهفه أذابت قلبها وتغلبت علي عنادها، جعلتها تفتح عينيها ببطء وتتأمل ملامحه بشتياق، وبهمس يكاد يسمع تحدثت قائله..
"ولما أنت عارف إني هتجوز بتقرب مني ليه؟!"..

تمعنت النظر لعينيه تستجديه ان يخبرها أنها زوجته ولن يتركها تتزوج غيره، تترجاه بنظرتها أن يوقفها عن تهورها، ويأخذها لمنزلهما التي قضت به أروع لحظات العشق بين حنايا صدره..

تود ان يخبرها بمشاعره، وكم يعشقها، ويريدها زوجته، ومستحيل تكن غيرها حبيبته فكرمتها تمنعها من ان تبدأ هي بالاعتراف أولاً، فعشقها له كما توصفه أناني لأبعد الحدود، ولن تقبل بوجود غيرها داخل قلبه..

ساد الصمت قليلاً، وطالت نظرتهما التي تصرخ بالعشق لبعضهما،عينيها التي تلتمع ببريق عشقه، ونظرتها الهائمه به جعلته يضرب بكل شئ عرض الحائط وهم بتقبيلها بشوق ولهفه أشد، ولكن بدأت "عهد" ترتجف بين يديه جعلته يسرع بحملها واضعاً يد أسفل ركبتيها، والأخرى حول خصرها العاري..

ملمس جسده علي جسدها جعلها تنتفض اكثر، وتنكمش
علي نفسها داخل صدره دافنه وجهها بعنقه، وبخجل همست..
"هتخرج بيا وانا كده إزاي؟!"..

"دماغك اللي عايزه الضرب دي صورتلك إني هخرج بيكي وانتي بالمايوه اللي يجنن دا!"..
هتف بها "غفران" وهو يجلسها علي إحدي المقاعد، ويساعدها علي ارتداء مئزر الحمام الروز الخاص بها الذي يميزه هو من بين جميع الثياب المتناثره علي حافة الحمام..

" غفران"..
همست بها "عهد"بصوت متحشرج بالبكاء..
" نعم".. قالها بجمود مصطنع متعمد عدم النظر لها..
ابتلعت هي غصه مريره بحلقها، وتحدثت بمرح، وابتسامه تخفي بها عبراتها قائله..
"تتجوزني أنت؟"..

انتهي من غلق المئزر عليها بأحكام، ولف شعرها بمنشفه صغيره، ونظر لها بتفحص من رأسها حتي قدميها، ليصطك علي أسنانه بغيظ حين لمح قدميها ظاهره من بداية ركبتها..

امسك منشفه كبيره للغايه، ولفها حول خصرها بأحكام حتي اخفي قدميها تماماً وعاد حملها بين يديه مره أخرى وسار بها لخارج حمام السباحه وبجديه مصطنعه نظر لها وتحدث قائلاً اثناء سيره..
"انا متجوز ومستحيل اتجوز علي مراتي سيادتك"..

جملته هذه يقصدها هي بها، فهي بنظره زوجته، وحبيبته الوحيده وظن انها ستفهم مقصده، ولكن جملته اشعلت نيران قلبها وزادت من عنادها واصرارها علي إتمام زيجتها من المدعو "احمد" غير عابئه لصبر، وهدوء واحتواء "غفران" لجنانها..

.. نهاية الفلاش بااااااك..

فاقت من شرودها علي صوت "هاله" وهي تقول بصوت عالِ نسبياً..
"عهووووده يابنتي روحتي لحد فين كده؟"..

تنهدت "عهد" ونظرت لها بابتسامه يملئها الحزن وهي تقول..
"لحد غفران يا هاله"..

غمزت لها "هاله" وتحدثت بشقاوه..
"وتروحي ليه يا جميل ما غفران جه وراكي لحد هنا، والله حرام عليكي يابت يا عهوده مجننه الراجل ومخليها يلف وراكي"..

هبت "عهد" واقفه وتحدثت بفرحه غامرة ظهرت علي محياها..
"غفران جه؟، هو فين وجه امتي، ومجاش عندي ليه اول ما جه"..
همت بالركض لخارج الجناح، ولكنها توقفت فجأه حين لمحت الكثير من الحقائب، وصناديق هدايا مزينه بأروع الورد التي تخطف القلوب..

عقدت حاجبيها،واقتربت منهم وتابعت بستغراب..
"مين اللي جاب كل الحاجات دي؟!"..

"شوفتي لهفتك عليه عامله ازاي ياعهد، يارب تعرفي بقي انك بتموتي فيه، ومستحيل تقدري تكوني زوجه لراجل غيره، والحاجات دي طبعاً غفران هو اللي بعتها كلها، وانا فضلت انادي عليكي علشان في راجل علي الباب مستنيكي تمضي انك استلمتيهم وانتي في دنيا تانيه"..
هتفت بها "هاله بتعقل..

عبثت" عهد"بملامحه بطفوله، وسارت نحو باب الجناح ودونت امضتها للواقف بالخارج على عجل، واسرعت بالركض نحو إحدي الصناديق وبدأت تفتحه بفضول شديد..

"بعتلي فستان الفرح والعقد والحلق، وحتي البوكيه  ياغفران؟!"..
هتفت بها "عهد" بذهول، وهي تتأمل ذلك الثوب الأبيض الأكثر من رائع..

انهمرت عبراتها بغزاره وبعدم تصديق تابعت بابتسامه ساخره..
"لدرجاتي انا مش فارقه معاه!!"..

"انتي اللي مصممه تتجوزي يا حبيبتي اللي اسمه احمد دا حتي بعد كل اللي قالك عليه، والله انا خايفه ميجيش الفرح ولا يعمل مصيبه يكسر بيها قلبك زي ما انتي بتكسري قلب غفران بعنادك يا عهد"..

تفوهت بها "هاله" بأسف، وهي تبكي لبكاء صديقتها، واقتربت منها ضمتها لحضنها بحنان، وربتت علي ظهرها مكمله..
" بلاش الجوازه دي يا عهد انا مش مطمنه"..

" انا بقي هتمم الجوازه دي، ومش بس كده دا انا هلبس الفستان اللي بعتهولي كمان يا هاله علشان اوجع قلبه زي ما هو وجع قلبي، وقهرني"..
صرخت بها "عهد" ببكاء وهيئه تدل علي انها اوشكت علي الانهيار..

وبجنون بدأت تحطم كل ما شئ تقع عليه يدها، لتسرع
"هاله" تجاهها وتحاول منعها وهي تقول برجاء..
" اهدي يا عهد وتعالي نفكر بهدوء اللي بتعمليه دا مش هيحل حاجه يا حبيبتي "..

صوت طرقات علي باب الجناح جعل "عهد" تتوقف وتركض نحو الباب ظناً منها انه "غفران"..
مسحت دوعها بعنف، ورسمت ابتسامه ساخره علي شفتيها، فتحت الباب بغضب لتتسع عينيها بتفاجئ، وبذهول قالت.." نانا فاتن؟!"..

انتهي البارت..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي