الفصل الحادي عشر

البارت الحادي عشر..
غفران..
✍️نسمة مالك✍️..

عناق!!..

"عهد"..

جحظت عينيها حين انتبهت لهيئتها والمنامة الوردية الرقيقه التي ترتديها، والتي انعكست علي لون بشرتها الصافيه اعطتها رونق خاص يخطف الأنفاس..

منامة قطنيه ذات حملات رفيعه بفتحة صدر واسعه تظهر جمال عنقها ومقدمة صدرها بسخاء، وسروال يظهر جمال جسدها الممشوق..

صكت علي أسنانها بغيظ وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل بل أصبحت علي وشك الذوبان من شدة خجلها حين جذبت مقدمة المنامه ونظرت بداخلها لتتأكد أن "غفران" قام بتبديل كافة ثيابها داخلياً وخارجياً..

شهقت بعنف واسرعت بوضع يدها علي فمها تكتم شهقتها وهي تتخيل ملامحه ونظرته الماكرة لها وتعبيرات وجهه العابثه، وبالتأكيد تحول لغفران المتحرش ولم يمر الموقف مرور الكرام..

عضت شفتيها بعنف صادرة صوت غاضب وحدثت نفسها ببكاء مصطنع قائله..
"اااااه يا غفران الوزير يا ساااافل والله لعرفك مين هي عهوده يا ظبوطه يا متحرش يا قذر"..

القت هاتفها علي الفراش وهبت واقفه واندفعت نحو الخارج راكضه كطلقه ناريه غير عابئة لصوت فاتن ووجود أحد معه، تريد الوصول لعنقه حتي تقبض عليه لعلها تزهق أنفاسه والتي بمثابه أنفاسها هي بالأساس..

صوت فتح باب غرفتها وصل لسمع "غفران" الذي أنتهي للتو من تحضير وجباتها المفضله بمهارة شيف محترف..

نظر لوالدته التي تتذوق الطعام بتلذذ وابتسم بتساع وهو يقول..
"عهودتي صحيت يا أم غفران"..
أنهي جملته واستدار سريعاً لخارج المطبخ ووقف ينتظر انفجار ثورتها التي تروقه كثيراً للمره التي لا يعلم عددها ببتسامة عاشقه تزين محياه..

التفت "فاتن" هي الأخرى بلهفه تود رؤية تلك الفتاه التي استطاعت إدخال الفرحة علي قلب عزيزها ورسم الابتسامة علي وجهه..

لتتسع عينيها بدهشه حين لمحت فتاه تركض تجاه "غفران" تمتلك وجه برئ للغايه كطفله لم تتم عامها العاشر بعد، بملامح طفوليه وجسد انثي مكتملة الأنوثه، وبرغم غضبها البادي عليها إلا انها تشع برائه وحياه..

لم تفكر لوهله، وبلمح البصر كانت هجمت علي "غفران" وبدأت تلكمه بمهارة لاعبة بوكسنج، ليستقبل هو لكماتها ويتصد لها ببراعة ولم تترك الابتسامة محياه..

لتصرخ هي بوجهه دون التوقف عن لكمه قائله..
"ازاي تسمح لنفسك تتعدي حدود وظيفتك وتغيرلي هدومي يا متحرررررش"..

سيطر عليها بصعوبه وضمها لداخل حضنه، ظهرها مقابل صدره، ومال علي اذنها وهمس بأنفاس متهدجة..
"كل حاجة واي حاجة تخصك تبقي من حدود وظفتي سيادتك، واهدي خليني أعرفك علي والدتي، ولما تمشي ابقي اعملي فيا اللي انتي عيزاه كله براحتك"..

التفتت برأسها ورمقته بنظرة حارقه، بادلها هو النظره بأخرى خبيثه، وغمز لها بشقاوه، ومال بوجهه عليها قليلاً موجهاً نظره لمقدمة منامتها تحت انظار فاتن التي تطلع لهما بابتسامة بلهاء ونظرات منذهله من افعال ابنها الغريبه كلياً بالنسبه لشخصيته الصارمة..

" انت اكبر متحرش شوفته في حياتي"..
همست بها "عهد" داخل أذنه بغضب مكتوم، ابتسم لها ابتسامة لعوب، وعض علي شفاتيه بإيحاء وبهمس قال..
"معاكي انتي وبس معنديش مانع ابقي شيخ المتحرشين كلهم"..

قمعت ابتسامتها بصعوبه، ودفعته بعيداً عنها بقوة، واخذت نفس عميق تهدأ به وتيرة غضبها، ونظرت بتجاه فاتن التي تطلع لها بابتسامة حانيه..

نظرت لها "عهد" بدهشه واقتربت منها بخطوات مسرعة وقفت أمامها تتأمل ملامحها وبذهول واعين ترقرقت بالعبرات قالت..
" حضرتك شبه نانا مامت مامي الله يرحمها، ويطول بعمرك يارب كانت بتحبني اوي وحنينه عليا اوي اوي"..

"حبيبتي اعتبريني انا زي نانا"..
هتفت بها "فاتن" بنبرة حانيه وهي تضمها لصدرها وتربت علي ظهرها بحنان بالغ جعلت دمعه حارقه تهبط ببطء علي وجنتي "عهد" التي مسحتها سريعاً ورسمت الجديه علي ملامحها وابتعد عن فاتن وتحدثت بتساؤل..

" حضرتك مامة الظبوطه دا؟ "..
بابتسامة اجابتها" فاتن"..
" ايوه حبيبتي، ليه هو مزعلك ولا ايه؟"..
رفعت "عهد" حاجبيها بدهشه وهي تقول..
"ازاي قدرتي تحملي لوحدك في الانسان دا كله"..

هتفت بها وهي تشير علي "غفران" بسبابتها، لتتعالي ضحكات "فاتن و غفران" الذي اقترب منها وقف جوارها ملتف بيده حول خصرها، حاولت عهد ابعاده عنها لكنه ذاد من ضمها له وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث قائلاً..
"لا يا عهوده انا مش مولود كده"..

ضغط علي خصرها بعنف محبب جعل رجفة رائعة تأثر قلبها مكملاً بمكر..
" انا كنت طفل صغنن ومعنديش العضلات دي خاالص"..
قربه منها وطريقة حديثه جعلها تعجز عن الحديث والحركة،ابتسم غفران وبلحظه كان حملها واجلسها علي مقعد بجوار فاتن واستدار هو لداخل المطبخ وبأمر تابع..
"طيب خلينا ناكل الأول علشان جايلنا ناس كمان شويه"..

غمز ل"عهد" مكملاً..
" وبعدين هجوبك انا علي كل أسئلتك سيادتك"..
..................................
"انا مش عاااارف بنتك دي صنفها اييييه، ولا انتي يا امه كنتي بتتوحمي عليها في مين علشان تبقي بالغل والقسوة دي"..
هتف بها" احمد"بغضب عارم، وهو يجذب خصلات شعره بعنف..

تنهدت "سعديه"بتعب مغمغمه بسرها..
" ااه يا شهد يلي ورثتي الشر من؟!"..
قطع شرودها صوت احمد الغاضب وهو يقول..
" قوليلي اعمل ايييه يا امه مع البنت الغلبانه والساذجة اللي لسه قافله معايا دي وبتقولي انا هجيلك؟"..

سعديه.. " وهي يعني البنت دي صغيرة يا ابني مش هتعرف وتفهم غرضك منها؟"..

حرك احمد رأسه بالنفي وهو يقول..
" من الكام مرة اللي كلمتني فيهم بيقولو انها شبه هبله ولا ايه، بتاخد علي الناس بسرعه، وماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش هاااي انا عهوده"..

" يبقي لو  كلمتك تاني اتصل علي غفران جوز اختك وقوله من غير ما تجيب سيرة اختك خاالص يا احمد"..
هتفت بها "سعديه" بتعقل..

حرك" احمد"راسه بالايجاب قائلاً بتأيد..
" عندك حق انا هرسي غفران علي كل حاجه"..

البارت ال20..
غفران..
✍️نسمه مالك✍️..

لحظات عشق!!..

"عهد"..

تلك الليله التي فقدت بها عائلتي بحادث اغتيال، والدتي واشقائي الصغار لن تمحي من ذاكرتي، تركوني دون وداع، لم استطع حتي رؤيتهما للمره الأخيره..

فقدو حياتهما وافقدوني قلبي، تمنيت كثيراً أن القي حتفي حتي الحق بهما، حاولت الانتحار ولكني أدركت إني لن أكون برفقتهما بهذه الطريقه..

فضلت أن انتظر قدري لعل الله يكتب لي الشهاده مثلهما، ولكن بعدما اقتحمني عشقك الذي يعذب فؤادي عدت ثانياً افكر بالانتحار افضل لي من ان أراك برفقة امرأه غيري أو ربما أنجح بالهروب منك يا من امتلكت قلبي..

كلمات تتردد بذهن "عهد" وهي تطلع ل"غفران" الذي يطعمها بيده ويأكل من ورائها بابتسامة عاشقه تزين محياه..

تحت أنظار "فاتن" التي تطلع لهما بحب وتدعو من صميم قلبها قائله..
"ربنا يحفظكم من كل شر ويفرح قلبكم ياارب يا حبايبي"..

"آميييين يارب العالمين، ويباركلنا فيكي يا ست الكل"..
هتف بها "غفران" وهو يغمز ل"عهد" بعبث مكملاً..
"وميحرمكيش مني سيادتك"..

عبست "عهد" بملامحها، وهبت واقفه وهتفت بابتسامة بشوشه ل"فاتن" وهي تقول..
"مبسوطه جدا اني اتعرفت علي حضرتك يا نانا فاتن"..

ضمتها "فاتن" بحنان ويدها تربت علي شعرها قائله..
" انا اللي مبسوطه اكتر اني شوفتك يا احلي عهوده ومش هتبقي اخر مره بمشيئة الله"..

ابتعدت "عهد" عنها ورسمت ابتسامة باهته علي محياها وبتنهيده تحدثت..
"الحمد لله انا كلت ميرسيي يا حضرة الظابط علي الكشري"..

" بالهنا يا قلبي انا"..
هتف بها "غفران" وهو يلاعب لها حاجبيه، لترمقه" عهد"بنظرة حارقة مصطنعه الغضب وبتساؤل قالت..
" هي مين دي اللي قلبك؟!"..

أجابها وهو يلوك الطعام بتلذذ..
"امي سيادتك هيكون انتي مثلاً!!"..
ضربت بقدمها الأرض وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعة وبغيظ تمتمت لنفسها..
"اووف عليك ظبوطه بارد وغلس وتجنن في نفس الوقت"..

هبت "فاتن" واقفه وسارت نحو الخارج ليسرع غفران خلفها، فربتت علي كتفه وبابتسامة قالت..
"البنت جميله اووي وبتموت فيك يا غفران بس هي عنيده شويه اوعي تخسرها يا ابني"..

"انا ماصدقت لقيتها يا أمي، وعنادها دا انا بعشقه"..
قالها" غفران"بلفهه وعشق ظاهر بشدة على ملامح وجهه..

"ربنا يسعدك يا حبيبي، همشي انا علشان أروح للولاد اجبهم من النادي، وانت خلي بالك من نفسك ومتنساش اللي قولتهولك"..

قبل جبهتها، ويدها، وخطي بها داخل المصعد، وضغط علي الطابق المقصود وخرج هو سريعا وبطاعه تحدث..
" اطمني يا غاليه، ولو في اي حاجه جديده كلميني انتي علي طول"..
حركت رأسها بالايجاب ،وانغلق الباب..

ليسرع هو بالعوده لداخل الشقه غالقاً الباب خلفه وسار بخطوات اقرب الي الهرولة حتي وقف أمام باب غرفتها اخذ نفس عميق وطرق الباب برفق..

ليأتيه صوتها الغاضب تتحدث بأمر..
"متدخلش ياظبوطه"..
انبلجت ابتسامة علي محياه قمعها سريعاً وفتح الباب وخطي للداخل بخطوات بطيئه ماكره، وبهدوء تحدث قائلاً..
"انا اشترتلك شوية هدوم أون لاين وحطتهملك في الدولاب"

"هو انا مش قولت متدخلش يا غفران!! ، اتفضل اطلع بره وسبني لوحدي علشان هاله صحبتي جاية في الطريق وعايزه اقعد معاها علي راحتي"..
هتفت بها "عهد" بنفاذ صبر دون ان تنظر له، بل استدارت موليها ظهره هروباً من نظرته لها التي تبعثر مشاعرها..

لم يبالي لحديثها،يكتفي بتأملها بابتسامة هائمه بكل تفصيلها، واقترب منها كالمغيب وبلحظه كان انتشلها داخل حضنه يضمها بل يعتصرها بين ضلوعه، ومال على عنقها يلثمه بعمق جعلها تفقد القدره علي ابعاده عنها..
تقف بلا حراك بين يديه، وكأن جسدها الخائن اصبح طوع حضنه يتتوق شوقاً لهمساته ولمساته التي تثلج قلبها مهما كانت غاضبه منه..

"لما صحبتك تيجي انا هاخد جوزها ونروح مشوار مهم، وانتي اقعدي معاها براحة راحتك علي ما ارجعلك علشان نقعد انا وانتي مع بعض ونتكلم يا عهوده وافهمك كل حاجه"..
همس بها "غفران" من بين سيل قبلاته، لترتجف هي بين يديه وتغلق عينيها براحة اجتاحتها بعنف، وبصوت يكاد يسمع قالت..
"هتروح فين وتسبني"..

" مستحيل أسيبك يا عهد"..
هتف بها بلهفه وهو يزيد من ضمها داخل صدره اكثر مستندا بذقنه علي كتفها وبجديه تابع..
" انا قدرت اوصل لكذا واحد كانوا من ضمن الرجاله اللي خطفوكي ومحتاج" علي"يشوفهم يمكن يقدر يتعرف عليهم"..

"انا مشوفتش حد منهم يا غفران كانوا مغمين عيني"..
هتفت بها" عهد"بنبره اوشكت علي البكاء وبدأ جسدها ينتفض بين يديه بقوه..

"هشششش اهدي انا هنا مستحيل حد يقدر يأذيكي يا عهد"..
هتف بها وهو يحملها لداخل حضنه بيد واحده، وسار بها نحو اقرب مقعد جلس عليه وجذبها علي ساقيه وتابع بهدوء..
" عهد مش عايزك تخافي وتخلي خوفك يجبرك علي اي تصرف متهور، عايزك تهدي وتفهمي الاول وبعدين تفكري كويس وفي الاخر تاخدي قرار"..

مسد علي وجنتيها بأنامله مكملاً..
"واطمني انا تقريباً وصلت للي عايز ينتقم من سيادة الوزير وهقبض عليه في اقرب وقت، وساعتها والدك هيرجعلك ومعاه مفاجأه حلوه اوي لاحلي عهوده في الدنيا"..

" امممم طيب كويس بابي يرجعلي وارتاح منك، وانت كمان ترتاح مني وترجع لحياتك وبيتك ومراتك وولادك"..
هتفت بها بعدما ابتلعت غصه مريره بحلقها..
رمقها بنظرة عاتبه وبتساؤل قال..
"عايزه تفهميني أن هو دا اللي عيزاه يا عهد؟!"..

" دا اللي المفروض يحصل يا حضرة الظابط"...
هتفت بها بحده وهي تحاول الابتعاد عنه، ليسرع هو ويضع يده خلف رأسها وجذبها اليه مستندا بجبهته على جبهتها وبأنفاس متهدجه همس..
"دا هو اللي المفروض يحصل يا قلب حضرة الظابط"..

أنهي جملته وتناول شفاهها في قبلة عميقه يبث لها مدي عشقه ولهفته عليها، كانت تقاومه بعنف، ولكن قوة عشقه لها الذي يغمرها به جعلها تستجيب له بكل وجدانها ملتفه بكلتا يدها حول عنقه تجذبه اليها أكثر وعبراتها تهبط بغزاره علي وجنتيها بعدما حسمت أمرها انها ستبتعد عنه للأبد وستتركه لأطفاله..

ولكن تريد على الأقل ان تودعه، والتنعم بعناقه ولو قليلاً.. مرت عليهما لحظات منفصلان عن العالم، مكتفيان ببعضهما..
صوت رنين جرس الباب افاقهما بالوقت المناسب، لتنتفض "عهد" مبتعده عنه وركضت نحو حمام الغرفه واغلقته بعنف وجلست ارضاً تبكي بنحيب محدثه نفسها بعتاب..
"فوقي يا عهد دا مجرد جواز اتفاق وبس وهيسيبك ويرجع لمراته، يبقي لازم انتي تسبيه قبل ما هو يسيبك"..

انتهي البارت..
استغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي