الفصل السابع عشر

البارت السابع عشر..
غفران..
نسمة مالك✍️..


كهرباء!!..

.. فلاش باااااااااااك..

"غفران"..
يجلس أمام "أحمد" شقيق زوجته يستمع لحديثه بهدوء..

يتحدث "أحمد" بمتنان..
"انا مش عارف أشكرك علي ايه ولا ايه يا غفران..
علي صبرك علي غلطات اختي اللي انا عارف انها متتغفرش ، ولا علي وقفتك معايا..انا عمري ما هنسي جميلك دا ابداً"..

ابتسم "غفران" له قائلاً.. "مافيش جمايل بنا يا احمد.. انا بعتبرك زي هادي اخويا، وانت شاب جدع وراجل ملكش في اللف والدوران ودا كبرك في نظري أكتر"..

"أحمد" بابتسامه بشوشه.." تسلم وتعيش يا غالي"..
صمت لبرهه وتابع مستفسراً..
"طيب انا كده هعمل ايه في جوازي من بنت معالي الوزير.. هطلع ندل معها واسبها يوم فرحها زي ما؟"..
كاد ان يكمل حديثه بأن هذا ما تريده شقيقته "شهد"، ولكنه تراجع سريعاً وتنحنح بحرج مكملاً..

" انسه "عهد" مصممه اننا نتجوز يا غفران مع إني صريح معاها وقولتلها انها زي"رغد" اختي، واني بحب واحده تانيه ومستحيل اتجوز غيرها"..

اجابه" غفران" قائلاً.. "عهد مراتي يا احمد"..
جعل احمد تتسع عينيه بدهشه مغمغماً بذهول..
"مراتك يا غفران؟"..

"غفران".. "ايوه مراتي، وبتعمل كده علشان مش عايزه تكون سبب مشكله بيني وبين شهد.. فبتعدني عنها وفاكره بلي بتعمله دا إني هطلقها"..

تبدلت ملامح لأخرى غاضبه، وتابع حديثه قائلاً..
" وانا مستحيل اطلقها عهد مراتي وهتفضل مراتي، وانا اللي هبقي عريسها فعذرني إني مش هحضر فرحك"..
ابتسم بمكر مكملاً.." علشان هيبقي يوم فرحي انا كمان"..

" وشهد اختي يا غفران؟!"..
هتف بها "احمد" بنبره غاضبه..
اخذ "غفران" نفس عميق، وبأسف تحدث قائلاً..
"اختك انا عمري ما قصرت معاها، وكنت ومازلت شيلها جوه عنيا، ومراعي ربنا فيها، ولا كان يخطر علي بالي في يوم اني اتجوز عليها.. بس هي عملت ايه مقابل دا؟!"..

صمت للحظات يلتقط أنفاسه، واكمل بأسف..
" مش هقولك اختك عملت ايه يا احمد لانك أخوها واكيد عارفها أكتر مني بدليل الكلام اللي قالته لحماك،وكانت هتحرمك من اللي بتقول عليها حب عمرك، والكلام اللي كانت بتقولهولي علشان امنع هادي يتجوز رغد اللي هي اختها،وانتو اهلها من لحمها ودمها علشان بس مش عايزه حد يبقي احسن منها ولا حتي زيها.. دايما بصه للي في ايد غيرها ولابسه وش غير حقيقتها.. بعد كل اللي عملته معاكو وانتو اهلها هسيبك بقي تتخيل اختك عملت فيا انا واهلي ايه"..

ابتسم ابتسامه مصطنعه وهو يقول..
"وتتخيل كمان انا ناوي اعمل فيها ايه؟!"..

" أحمد"..بأسف.. "متزعلش مني يا غالي بس لو عملت حاجه في اختي انا اللي هقفلك يا غفران.. لأنها مهما عملت فهتفضل اختي، ومتنساش انها هتفضل ام عيالك"..

ربت" غفران" علي كتفه وبابتسامه قال..
" مش بقولك انت راجل جدع يا أحمد.. اللي ملوش خير في اهله ملوش خير في حد.. وأطمن انا صابر علي شهد لحد دلوقتي بسبب ولادي بس دا ميمنعش انها غلطت ولازم تتعاقب وإلا هتتمادي في غلطها دا واللي آخرته هتبقي دمااار علي الكل"..

.. نهاية الفلااااااااش باااااااك..

بحديقة منزل" غفران"..

تقف "عهد" واضعه كلتا يدها بخصرها، وبغضب مصطنع تتحدث بأمر قائله..

"بقولك شيلني حالاً يا ظبوطه هفضل واقفه كده كتييير وانا عروسه؟!"..
سارت نحوه ولكزته بكتفه بقبصه يدها وتابعت بفرحه طفوليه ..
" يله بسرعه عيزاها تشوفك وانت شايلني بفستاني اللي يجنن دا يا ظبوطتي"..

وجه "غفران" نظره لوالدته التي تفهمت نظرته فبتسمت له وهي تقول..
" ولادك مع هادي وهيباتو عنده انهارده"..

حرك رأسه بالايجاب، واقترب من "عهد" ومال عليها استعداداً لحملها وبهمس تحدث بإذنها..
" سيادتك انا مش عايز مشاكل ووجع دماغ من أولها وياريت تخليكي في حالك وملكيش دعوه بأم مالك، وهي كمان مش هيكون ليها علاقه بيكي نهائي"..

حملها بين يديه واضعاً يد اسفل ركبتيها، والاخري حول خصرها وضمها لصدره بلهفه دون ارادته، وبدأ يصعد بها الدرج..
لتسرع هي بلف يدها حول عنقه، ونظرت له ببراءه وبغنج همست وهي تركل بقدميها في الهواء بسعاده..
" اطمن يا ظبوطه عهوده كيوت خالص ومش بتحب المشاكل"..

أنهت جملتها ورمشت بعينيها مرات متتاليه، وبغضب مفاجئ اكملت موجهه حديثها ل "هاله"..
"زرغطي يا لولو"..

"زرغطي!!!".. أردف بها "غفران" محدثاً نفسه بذهول..
لتتعالي ضحكات "هاله، وفاتن" بقوه حتي ادمعت عينيهما، وبصعوبه توقفت "هاله" عن الضحك، وبدأ تطلق سيل من الزغاريط حتي وصل بها لشقته وخطي بها للداخل وعينيه تبحث عن شهد بقلق بدأ يشق طريقه لقلبه..

" ادخل بيها علي اوضتكم علي طول يا غفران"..
هتفت بها "فاتن" بتوتر هي الأخرى من رد فعل شهد الغير متوقع..

"اتجوزت عليا يا غفران؟!!!"..
قالتها "شهد" التي خرجت من إحدي الغرف بضعف شديد، ليصعقو جميعهم من هيئتها المزريه.. فعينيها متورمه للغايه اثر بكائها الشديد، ووجنتيها يظهر عليهما آثار أصابعها التي كانت تصفع نفسها بهما بعنف حتي سالت الدماء من انفها وفمها..

أقتربت منهم حتي وقفت أمامهم وتنقلت بنظرها بينهم جميعاً بنظرات حارقه، وبكت بنحيب أكبر، وبدأت تمزق ثيابها مردده بنهيار..
"اتجوزت عليااااااا.. جوزتيه يا فاااتن"..

لتصفق "عهد" بيدها فجأه وبإعجاب مزيف قالت..
"وااااو برافو عليكي تمثيلك حلو اووي"..

"عاااااهد"..
قالها "غفران"بغضب، وبنبره محذره.. وانزلها بحرص ونظر لوالدته وتابع برجاء..
"خدي عهد لأوضتها من فضلك يا أمي"..

"طيب انا هروح يا عهوده وهبقي اجيلك يا حبيبتي"..
هتفت بها "هاله" وهي تقترب من" عهد" واحتضنتها بحب وبهمس تابعت.." خلي بالك من نفسك شهد شكلها هتعمل نصيبه"..

ابتعدت عنها واعطتها حقيبه بيضاء تابعه لفستانها بها أدوات عهد الخاصه وغمزت لها والقت السلام على الجميع وسارت للخارج غالقه الباب خلفها..

اقتربت" شهد" من "عهد" حتي وقفت أمامها مباشرة ترمقها بنظرات ساخره متفحصه من منبت شعرها حتي قدميها، وعهد تبادلها النظره بأخرى مبتسمه بتساع تظهر جميع أسنانها بستفزاز شديد..

تأملهما "غفران" بنظرات متسعه متمتماً بسره..
"استر يارب انا شامم ريحة حرب عالميه تالته هتقوم في بيتي"..

همت "شهد" برفع يدها والهجوم علي "عهد" بشراسه وغل شديد..كاد أن يمنعها "غفران" و إذ فجأه تخرج "عهد"
Electric detonator "صاعق كهربائي" وتصعق "شهد" به بلمح البصر أمام أعين غفران وفاتن المنذهله..

دفع" غفران" يد "عهد" بعنف جعل الصاعق يسقط من يدها..
وسقطت" شهد" أيضاً فاقده الوعي وقبل ان ترتطم بالأرض كانت يد "غفران" التقطتها وبغضب نظر ل "عهد" الممسكه بيدها، وتتأوه ببكاء مصطنع..
"انتي اتجننتي يا عهد بتكهربيها؟!"..

اجابته "عهد" بصوت اشبه بالصراخ..
"دي كانت هتضربني يا ظبوطه يا همجي، وانا بدافع عن نفسي؟!"..
قطعت حديثها وشهقت بقوه حين حمل غفران شهد علي يده، وبغيظ شديد تابعت بأمر من بين أسنانها..
"نزلها يا غفران احسنلك بدل ما اكهربك وانت شيلها"..

أنهت جملتها وحملت فستانها وركضت نحو الصاعق جذبته واسرعت بالركض خلفهما وقد اعمتها غيرتها وحسمت أمرها بصعقهما مردده بصراخ..
" انت تشلني انا بس، وإياك تشيل حد غيري"..

"حوشي المجنونه دي يا أم غفران"..
قالها" غفران" وهو يركض ب" شهد"حول الأثاث بعدما تفهم ما تفكر به مجنونته..

حاولت "فاتن" منعها قائله..
"اهدي يا عهد وخلينا نفوق اللي كهربتيها دي ليكون جرالها حاجه"..
بصراخ قالت "عهد".. "دي لو فاقت هتموتني يا نانا.. انا شوفت الشر اللي ناويه عليه معايا في عنيها"..

نظرت ل" غفران" وأكملت بصراخ..
"انت لسه شايلها؟!!"..
ابتسمت ابتسامه زائفه.. "خليك زي ما انت وانا هزودلكم الفولت شويه يا ظبوطه علشان يكفيكم انتم الاتنين"..
ضغطت علي الصاعق ليصدر منه صوت الكهرباء أعلى، ورفعت كلتا قدميها خالعه حذائها بالهواء ونزعت زيل الفستان والقته أرضاً..

أذدارت "غفران" لعابه وهو يري نيران غيرتها تتأجج وملامحها الطفوليه تحولت لأخرى شريره وغير مبشرة بالخير علي الأطلاق..
..........................

غضب عاشق!!..

"انت فعلاً خايف على شهد دي مني، وجاي تفتكر انهارده يوم فرحنا انها ام ولادك يا غفران؟!!"..
همست بها "عهد" المحتضنه وجه "غفران" بين كفيها..

"فرحنا!!"..
قالها "غفران" بدهشه، وكأنه انتبه للتو أنها اصبحت زوجته أمام العالم اجمع..
الوحيده التي عشقها قلبه يحملها بين يديه بفستانها الأبيض..

تلاشت نظرته الغاضبه، واعتلت ملامحه فرحه غامره فشل في اخفائها، وضمها لصدره بقوه مستنداً علي جبهتها بجبهته مغمغماً بذهول..
" انتي مراتي يا عهد؟!"..

لفت يدها حول عنقه، وسارت بأنفها علي وجهه تستنشق عبير أنفاسه بهيام، وعشق ليس كمثله عشق وهي تردد..
"اممم مراتك.. مراتك يا ظبوطه"..
دفنت وجهها بعنقه ليشعر بعبراتها الساخنه تهبط علي بشرته ببطء مكمله..
"وانت جوزي يا غفران.. اللي عايزه اخلف منه ويكون ابو ولادي"..

قربها منه الي هذا الحد اطاح بعقله، واعترفها هذا الذي جعل نبض قلبه يعلو لعنان السماء بل أوشك علي فقدان صوابه وإلقاء كل شئ عرض الحائط ويقذف نفسه داخل اعماق حضنها والتنعم بعشقها حتي الثماله..

لم تمهله ليلتقط أنفاسه التي سلبتها منه ولو قليلاً، ورفعت رأسها ونظرت لعينيه المبتعده عن عينيها، وهمست بصوت متحشرج بالبكاء قائله..
"غفران بصلي"..
أخذ الأمر منه لحظات ليرسم الجمود علي ملامحه، ونظر لها نظره جامده، ولكنها تفهمتها جيداً..

يعاتبها بعينيه.. حقاً اردتي الزواج من رجل غيري؟!..
فأطبقت جفنيها بعنف حين استشعرت مدي حزنه، وغضبه منها، وبصوت مرتجف قالت..
"انا مكنتش اقصد اللي فهمته..قبلت جانب شفتيه برقه مكمله.. انا بحبك يا غفران بس كنت ببعد عنك علشان مش عايزه اكون السبب في تدمير حياتك؟ "..

لم يستمع من حديثها سوا "انا بحبك يا غفران فقط" جعلت عشقها بقلبه يتزايد لاضعاف حتي استحوذ علي عقله، وفقد السيطره علي مشاعره التي تتأجج بنيران عشقها، وأصبح قلبه يستجديه ليطفئ تلك النيران ويرتوي من عشقها..صراع شديد بين عقله، وقلبه وبالأخير انتصر قلبه..

شهقت بقوه حين ارتمي بها علي الفراش فجأه، واجلسها علي ساقيه، ورفع يده أمسك ذقنها بين أنامله،ويده الأخري تفتح سحاب فستانها ببطء مريب..

بينما ملامحه انبلجت عليها ابتسامه متراقصه تزين محياه، وبفرحه حقيقيه همس..
"انهارده فرحنا زي ما بتقولي..خليني اباركلك بطريقتي علشان تبقي حرم المقدم غفران المصري قولاً وفعلاً يا عهوده"..

اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل، وبدأت ترتجف بين يديه حين امطرها بسيل قبلاته الساخنه، ويده تفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر بلهفه،وقد اشتعلت عينيه برغبه حارقه، وهم بغمر شفتيها بقبله عاشقه لتسرع عهد بوضع أناملها علي شفتيه جعلته ينظر لها بنظرات منذهله حين رأي عينيها الغارقه بالعبرات، وخوفها البادي علي ملامحها..

ليزداد نشيجها اكثر، وبصعوبه همست..
"غفران انا خايفه"..

تطلع لها بصدمه.. فجملتها ألمت قلبه بشده..أيعقل ان تكن خائفه منه؟!..
تأملها للحظات، وبلمح البصر كان انتشلها لداخل صدره وضمها بل اعتصرها بين ضلوعه وقد عاد لصوابه،وجاهد ليهدأ موجة عشقه لها..
"هششش أهدي متخفيش يا عهد"..

تمسكت به بكل قوتها، وبكت بنحيب وصوت شهقاتها تتعالي، وهو يربت علي ظهرها بحنان بالغ..
ظل محتضنها لفتره ليست بقليله حتي هدأت وتوقفت عن البكاء، وشعر بتراخي جسدها علي جسده، وانتظام أنفاسها فعلم أنها ذهبت بثبات عميق..

مال بها علي الفراش ووضعها بحذر،وبعد عنها فستانها لتستطيع النوم براحه، وانسحب من حضنها علي مضض.. دثرها جيداً بالغطاء..

اغلق ازرار قميصه ، وهندم ثيابه.. وسار نحو الخارج غالقاً الباب خلفه بهدوء..

"سبت عروستك وخرجت ليه يا غفران؟!"..
هتفت بها "فاتن" بدهشه..

دار "غفران" بعينه يبحث عن "شهد" وهو يقول..
"عهد راحت في سابع نومه.. اليوم كان تعب عليها انهارده أوي"..

نظر لها وتابع بتساؤل..
"شهد فين؟!"..
اجابته "فاتن".. "هتصدق لو قولتلك انها راحت عند اهلها؟!.. انا نفسي مش مصدقه، وحاسه انها ناويه علي الشر يا ابني، وعهد كان معها حق الشر باين في عنيها يا غفران"..

قال "غفران".. بلامبالاه.." سيبك منها خالص، ولو مكنتش راحت لأهلها كنت انا هوديها بنفسي"..
أنهى جملته، وسار لخارج المنزل.. ليوقفه صوت" فاتن"بلهفه قائله..
" انت رايح فين يا حبيبي؟"..

" غفران".. "محتاج اكون لوحدي.. بس هجبلك ولادي من عند عمهم الأول لأن اكيد شهد هتروح علشان تاخدهم، وهادي هيرفض يدهملها"..
..............................
..بعد مرور اسبوع..

"هاله"..

تقف داخل مطبخها تعد طعام الغداء لزوجها.. لتصرخ بفزع حين التفت يد" علي" حول خصرها فجأه وحملها داخل حضنه.. ظهرها مقابل صدره، وتحدث بهمس داخل اذنها قائلاً..
" واحشتيني يا ست قلبي"..

" اخس عليك يا علولي كنت هتوقف قلبي"..
قالتها "هاله" بعتاب، وبانفاس متلاحقه..
عدل وضعها داخل حضنه، وقبل موضع قلبها بعمق مغمغماً..
"يدوم لي نبض قلبك يا هاله"..

تأملت هيئته التي أصبحت تخطف القلب قبل العين، وابتسمت له بهيام متمتمه بسرها..
" عيني عليك بارده.. ربنا يحفظك ليا يا علولي"..
داعبت أنفه بأنفها وبفخر تابعت.. "من ساعة ما روحت الجيم وانت بقيت احلي من ممثلين السيما"..

"الفضل يرجعلك يا هاله.. لولاكي كان زماني ميت"..
هتف بها "علي" بمتنان وعينيه ترمقها بنظرات عشق..

لتبادله "هاله" النظره بأخرى عاتبه، وبلهفه قالت..
" بعيد الشر عنك يا حبيبي.. اوعي تقول كده تاني.. انا مليش فضل عليك يا علي.. دا واجبي وحقك عليا"..

قبل جبهتها قبله طويله يبث مدي حبه لها، وبابتسامه تحدث..
"وحقك انتي كمان عليا يكون عندك أحلى شقه، واجمل عفش يليق فعلاً بعروسه يا هاله"..

جملها بين يديه، وسار بها لخارج المطبخ رغم اعتراضها مبرره..
" سبني اعمل السلطه بس يا علي، والاكل كله جاهز علشان تتغدا يا حبيبي"..

خطي بها لداخل غرفتهما، وغمز لها بشقاوه وهو يقول..
" هناخد الغدا، ونتغدا في شقتك الجديده يا ست قلب حبيبك"..
..................................
"عملتي اييييه انطقي"..
هتفت بها "شهد" بلهفه شديده..
اجابتها" سعديه" بأسف..
" وافق علي الزياره وهروحله بكره الساعه 9اصبح السجن"..

ابتسمت "شهد" ابتسامه خبيثه، وبأمر قالت..
" تاخدي معاكي التليفون علشان عايزه اكلمه بنفسي"..
ضحكت "سعديه" بسخريه وهي تقول..
" انتي متعرفيش زكريا يا شهد، وتفكيرك مصورلك انه هيفرح بيكي ويقول بنتي حبيبتي"..

حركت رأسها بالنفي مكمله..
" زكريا معندوش عزيز، ومبيهموش حد غير نفسه وبس"..
"وهو دا المطلوب يا سعديه.. انا عيزاه يفكر في نفسه، وإزاي هطلعه من السجن.. دا مهما كان يبقي أبويا ومش هسيبه يتعدم، وتروح عليا كل ثروته دي"..

قالت" سعديه" بثقه.." كنت عارفه انك سبتي بيتك، وجوزك اللي اتجوز عليكي واحده تانيه وجيتي تقعدي معايا هنا، وبتعملي كل دا علشان توصلي لفلوس زكريا"..

" بالظبط كده انا عايزه اوصل لفلوس زكريا علشان اقدر انتقم براحتي من الكل، وأولهم انتي وولادك يا سعديه"..

ابتسمت لها" سعديه" ابتسامه مزيفه، وبتحذير قالت..
"حسابك قرب، وهتندمي قوي يا بنتي علي كل اللي عملتيه في حقنا، وفي حق نفسك قبلنا"..
...................................
" عهد"..
تسير ذهاباً واياباً أمام فاتن الجالسه تضحك بقوه علي جنانها، وما تتفوه به..
"الظبوطه ابنك سبني وانا عروسه، واختفي فين بقاله أسبوع يا نانا فاتن"..

اجابتها" فاتن"قائله بتعقل..
"اعذريه يا بنتي.. هو محتاج يهدي علشان يقدر يفكر كويس وياخد قرار صح يا عهد"..

جف حلق "عهد" وهي تقول..
"قرار ايه بالظبط؟.. هو ممكن يطلقني؟!"..
حركت "فاتن" رأسها بالنفي سريعاً وهي تقول..
"مستحيل يقدر يبعد عنك انتي بالذات"..

بكت "عهد" وهي تقول..
"لا قدر بدليل بقاله اسبوع بعيد عني"..

" فاتن".. " غفران بيجي كل يوم بعد ما تنامي، ويفضل جنبك للصبح، ولما يحس انك هتصحي بيمشي علي طول"..

اتسعت أعين "عهد"بدهشه، وتحدثت بذهول قائله..
"يعني حضنه اللي بحلم بيه كل يوم دا حقيقه مش حلم؟ طيب هو بيعرف منين اني نمت؟"..

تهربت" فاتن"بعينيها منها.. لترفع" عهد" حاجبيها، وتقترب منها تجلس جوارها، وتتابع بتساؤل..
" نانا فاتن يا قمرايه انتي اللي بتقولي لظبوطه ابنك اني نمت صح؟"..

"فاتن" ببراءه مصطنعه.. "اححم ايوه انا يا عهوده"..
ارتمت" عهد"بحضنها، وتحدثت ببكاء مصطنع وبتوسل شديد..
" علشان خاطري يا نانا كلميه دوقتي قوليله عهوده نامت وخليه يجي.. انا هتجنن عليه ومش عارفه هو بيعمل معايا كده ليه بس؟!"..

ربتت" فاتن" على ظهرها وهي تقول.. " انتي اللي نمتي وسبتيه ليله فرحكم يا عهوده ولا نسيتي"..

"عهد".. "انا مش بس نمت وسبته يا نانا.. دا انا كمان قولتله اني خايفه، وهو اكيد فكر اني خايفه منه"..
بكت بنحيب..
" ميعرفش اني خايفه عليه، وخايفه اخسره، وبعده عني دا واجع قلبي اوي"..

"فاتن".. "طيب اهدي، وانا هكلمه اقوله انك نمتي، وهو هيجي جري زي كل يوم..، وانتي ادخلي اوضتك  البسي واتشيكي زي العرايس بلاش بيجامات ميكي ماوس اللي بتنامي بيها دي واستنيه علي ما يجي"..

قبلتها "عهد" بحب شديد، وفرت راكضه نحو غرفتها وهي تقول..
" كلميه بسرعه يا نانا، وانا هجهز واعمل نفسي نايمه"..

انتهي البارت..
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي