الفصل التاسع

البارت التاسع..
غفران..
✍️نسمة مالك✍️..

"عهد"..

جذبها غفران علي ساقيه، وضمها لصدره برفق وبدأ يتفحصها بلهفه وقلق بادي علي محياه، انكمشت هي داخل حضنه وإزداد ارتجاف جسدها ممسكه بمعدتها تأن بألم حاد بصوت خفيض جعلت "غفران" يسرع بحملها بين يديه غير عابئ لجرح كتفه وأسرع بها نحو الحمام بعدما استشعر حاجتها للتقيؤ..

بضعف شديد همست "عهد" بأذنه قائله..
"غفران نزلني علشان كتفك"..
رمقها بنظره عاتبه وهتف بصوت دافء حنون..
"فداكي غفران كله يا عهد،وفي حد في الدنيا يفطر كبده وسجق؟! قولتلك قبل كده بلاش تاكلي من بره وانا اعملك الأكل اللي تحبيه هنا في البيت مسمعتيش الكلام، واديكي تعبتي اهو عجبك كده دلوقتي؟!"..

حركت "عهد" رأسها بالنفي عدة مرات، وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..
"انا متعبتش من الأكل"..
تمسكت بكنزته بكل قوتها و أجهشت بالبكاء أكثر وبوهن أكملت..
" انا خايفه أوي يا غفران"..

نبرة صوتها المرتعشه والتي تدل حقاً علي شدة خوفها جعلت" غفران"يطبق جفنيه بعنف،وهمس بأذنها بصوت هادئ رغم نيران قلقه وخوفه عليها المتأججه داخل قلبه وهو يري شحوب وجهها الدال علي شدة فزعها، ورعبها..
"عهد طول ما أنتي معايا مافيش حاجه في الدنيا تقدر تخوفك"..

أنزلها بحرص ويده مازالت ملتفه حول خصرها يضمها لصدره بحمايه، ليتهاوي جسدها اكثر بين يديه، ليسرع "غفران" ويجلس بها أرضاً وقام بتوجهها نحو المرحاض ومازالت يده تضمها بقوه..

جعل ظهرها مقابل صدره،ويربت براحة يده علي معدتها برفق شديد،
لتبدأ "عهد"تتقيأ بضعف، وتتأوه بصوت أشبه بالصراخ مردده بغصه مريره..
"كنت هخسرك انت كمان، كنت هتموت زي ماما واخواتي، وتسبني يا غفران"..
تشكلت ابتسامة على ثغره قمعها سريعاً حينما استشعر خوفها عليه الذي جعل قلبه يتراقص فرحاً..

"أهدي يا عهد انا هنا و مستحيل أسيبك أبداً"..
همس بها "غفران" بأذنها كمحاول منه لبث الطمأنينه بقلبها ولو قليلاً،

ولكن دون جدوى فقد إزداد أرتجاف جسدها، وبدأت تتقيأ بعنف أكبر، وبضعف شديد تردد بصعوبه من بين شهقاتها الحاده..
"غفران انا خايفه"..

تأوهت بشده،وضغطت علي يده الملتفه حول خصرها تضمها بقوه لصدره،وبصوت يكاد يسمع تابعت..
"متسبنيش"..

مال علي وجهها يزيح خصلات شعرها بوجهه متعمد ملامسة وجنتيها ببشرته الخشنه، ودفن وجهه بعنقها لتلفح انفاسه الساخنه برودة بشرتها تبث بقلبها رجفه قويه، وهمس بصوت مبحوح قائلاً..
"هششش قولتلك أهدي انا هنا، وانتي معايا ومش هسيبك ابداً يا عهد"..

فعلته هذه جعلت وتيره رعبها، وفزعها تهدأ كثيراً، وتوقفت عن التقيأ، ومالت بجسدها عليه براحة وأمان غلف قلبها لم تشعر بهما منذ فتره طويله..

عدل هو وضعها داخل حضنه، وبأمر همس بأذنها..
"لفي ايدك حولين رقبتي ياعهد"..
جملته هذه كانت بمثابة الضوء الأخضر لتحقيق مرادها،بنظرها هو زوجها، وقلبها اكثر من مرحب بهذه الزيجه،أما عقلها ينهرها ويعنفها بشده إلا تنجرف وراء عشقه الذي إزدهر بأعماق قلبها حتي لا تكون سبب بهدم أسرته وتفرقته عن أطفاله..

ولكن هي كل ما تحتاج اليه الآن هو معانقته بكل قوتها ليمحي عنها كافة الآلام والحزن التي عاشتهم طوال حياتها..

ضربت كل شئ عرض الحائط،وانصاعت له في الحال، استدارت بستحياء شديد ونفذت ما ألقاه علي سمعها ملتفه بكلتا يدها حول رقبته، متعمده عدم النظر لعينيه حتي لا يري شوقها الشديد اليه..

انبلجت ابتسامة على محياه الوسيم فشل بالسيطره عليها وهو يري عينيها التي تهرب من مواجهته،شدة عشقه لها جعلت يدرك ما يدور بخاطرها، وما تريده منه..

بهذه اللحظه تأكدت ظنونه وأصبح علي يقين أن "عهد" علي علم إنها زوجته، أخذ نفس عميق ودون سابق أنظار كان أخذها في عناق محموم ملتف بيده السليمه حول خصرها وحملها لداخل حضنه حتي أصبحت قدميها لم تعد لامسه الأرض..

انفلت منها شهقه خافته، وانتفض قلبها بقوه بين يديه بعدما انعكس دفء جسده القوي علي جسدها الصغير، لتستكين بين ضلوعه دون أرادتها وتزيد من جذبه لها وصوت نشيجها يتعالي..

عناقه لها انتشالها من قاع أحزانها، وادخل علي قلبها فرحة غامرة جعلتها تصل لعنان السماء،تناست كل شئ اي شئ مكتفيه بوجودها بين حنايا صدره..

حتي انها لم تشعر به أثناء سيره بها خارج الحمام متوجهاً نحو غرفتها،متمسكه به بكل ما أوتت من قوه، مستقبلها هو بكل ترحاب، ولا يمانع أبداً ان يخفيها بقلبه بين ضلوعه..

ليتشنج جسده وبدأ يفقد السيطره علي مشاعره معها حين أجبرها خوفها من فقدانه علي التمسك به حتي بقدميها ملتفه بهم حول خصره مصدرة آهة متألمة بصوت خفيض..

الطريقة التي تفوهت بها أطارت اللب من عقله، وتسارعت دقاقات قلبه وأصبح يتنفس بصوت عالِ للغايه، وبهمس تفوه أسمها بنبره متوسله يستجديها أن ترأف بقلبه الملتاع ولو قليلاً..
"عهد بصيلي"..

همسه بأذنها أعادها لواقعها وادركت مدي خطورة وضعهم الحالي والذي إذا انصاعت له ونظرت لعينيه هذه المره سينتهي الأمر بها أن تلقي بنفسها بقاع بحور عشقه لها وستصبح زوجته فعلاً وليس فقط قولاً..

استجمعت قوتها،ولملمت شتات نفسها، وابتعدت عنه بصعوبه شديده،رسمت الجمود علي ملامحها وتنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وتحدثت بجديه متفاديه النظر لعينيه..
"من فضلك سبني لوحدي يا غفران"..
هم "غفران" بالاعتراض لتتابع هي بتوسل..
"أرجوك أمشي وسبني دلوقتي"..
استدارت موليها ظهرها وتابعت بنفاذ صبر..
"عايزه اكلم بابي براحتي وبعدها هنام شويه"..

تأملها "غفران" قليلاً يستشف ما يدور برأسها فتفهم انها تجاهد لتلجم مشاعرها معه، حرك رأسه بالايجاب وهتف بحنو وهو يسير لخارج الغرفه..
"طيب يا عهد انا هفضل قاعد بره لو احتاجتي؟!"..

قطعته عهد بصراخ..
"مش عيزاك معايا في نفس المكان ياغفران، ولو ممشتش دلوقتي يبقي همشي انا"..

"طيب اهدي خلاص انا هوصل البيت عندي اطمن على والدتي، وولادي وارجعلك يا عهد"..
هتف بها "غفران" وهو يقترب منها بخطوات حذره ومال علي شعرها قبله بعشق لتسرع "عهد" بالأبتعاد عنه مصطنعه عدم شعورها بقبلته وتحدثت بصوت مرتجف قائله..
" خليك مع عايلتك انهارده وتعالي الصبح، وانا أوعدك إني مش هحاول أهرب انهارده لأني مش قادره للأسف"..

تخبره بطريق غير مباشر ان وجوده معها اليوم سيشكل خطر كبير عليهما، خصتاً بعد اندلاج نيران العشق المتأججه بقلب كلاً منهما، تستجديه أن يذهب من أمامها الآن حتي لا يقعو بالمحظور من وجهة نظرها غافله عن تتوقه وشوقه لكل ذره بها..

" حاضر يا عهد انا همشي، وهبات الليله مع عايلتي"..
هتف بها "غفران" بصوت لا يخلو من الغضب، وسار لخارج الغرفه صافعاً الباب خلفه بعنف..

لتضع "عهد" قبضة يدها علي قلبها كمحاوله منها لتهدئة سرعة دقاته، وظهرت شبه ابتسامة علي محياها، وركضت نحو هاتفها طلبت رقم والدها ووضعت الهاتف علي أذنها تنتظر الرد بلهفه وقد حسمت أمرها انها ستخبر والدها انها استمعت لما دار بينه وبين غفران بشأن زوجها، وقد انتصر قلبها علي عقلها وستقبل بهذه الزيجه..
.......................................................
"استني عندك ياشهد"..
هتف بها "فاتن" بأمر بعدما عاد صوتها الباكي لصرامته من جديد..
نبرة صوتها الحازمه جعلت رجفه طفيفه تجتاح قلب "شهد"،ضغطت علي اللاب الخاص بها تستمد منه بعض القوه، وابعدت قبضة يدها عن الباب المغلق واستدارت لها ببطء تطلع اليها بابتسامة مستهزءه، وبملل قالت..
"عايزه تقولي حاجه يا طنط؟!"..

رمقتها "فاتن" بنظره محتقره، وهبت واقفه واقتربت منها بخطوات واثقه حتي وقفت أمامها مباشرة، وبهدوء ما يسبق العاصفه تحدثت برزانه وابتسامة مصطنعه تزين ملامحها المشتعله بغضب عارم..
"انا كنت بعتبرك بنتي ومورتكيش غير وشي الطيب، وطبتي معاكي خلتك تفكري اني ست ضعيفه وهتقدري تهدديني وتكسريني لما تصوريني وانا بستحمي في حمام بيتي"..

أنهت حديثها بصفعه قويه هبطت علي وجه شهد جعلتها تشهق بتفاجئ وقد دب الرعب بأوصلها، ونظرت لفاتن بنظرات منذهله..

لم تمهلها "فاتن"لذهولها كثيراً وبلحظه كانت قبضت علي عنقها بقوة جعلت شهد تنقطع أنفاسها وتابعت بأسف..
" انتي لعبتي بالنار اللي هتحرقك انتي اول واحده يا مرات ابني، وان الأوان اللي تعرفي فيه مين هيا فاتن الأسيوطي مرات المقدم الشهيد عبد الرحمن المصري"..

دفعتها بعنف فور انتهاء حديثها، وسحبت اللاب من يدها بلمح البصر وقامت بضربه بالحائط جوارها حتي تحطم تماماً،ونظرت لشهد التي تجاهد لالتقاط أنفاسها بصعوبه،وبتحدي أكملت..
" هادي ابني ومراته هيسافرو اسكندريه ويعملو ما بدالهم براحة راحتهم ووريني انتي هتقدري تمنعيهم إزاي يا شهد يا اسم علي غير مسمي"..

اشتعلت النيران بقلب "شهد" وهمت بالصراخ بوجهها، وليس فقط بل بالهجوم عليها لكن طرقات هادئه علي باب الغرفه يليها صوت "غفران" يتحدث بهدوئه المعتاد جعلها تتراجع عن ما كانت ستفعله سريعاً..
" امي انتي صاحيه؟!"..

" صاحيه يا حبيبي، ومراتك معايا كمان هتفتحلك حالاً"..
هتفت بها "فاتن" بابتسامة شامته وهي ترمق شهد بنظرات متفشيه بعدما رأت رعبها البادي علي ملامحها..

أسرعت "شهد"باخفاء اللاب أسفل إحدى الارائك، واخفاء وجنتيها ايضاً التي صفعتها عليها فاتن بشعرها الحريري،رسمت ابتسامة باهته علي محياها، وبيد مرتجفه اقتربت من باب الغرفه وفتحته ببطء متجنبه النظر لزوجها..
لتشهق" فاتن" بقوه حين خطي "غفران" لداخل الغرفه، ولمحت الحامل الطبي الموضوع به ذراعه..

استغلت "شهد" الموقف ولطمت وجنتيها بعنف تخفي بها صفعه فاتن لها وببكاء اقتربت من غفران وتحدثت بلهفه وخوف حقيقي يظهر عليها لأول مره..
"غفران ايه اللي جرالك؟"..

"ماله دراعك يا حبيبي؟"..
هتفت بها" فاتن" ببوادر بكاء..
ابتسم لهم ابتسامه مطمأنه وهو يقول..
"اطمنو الحمد لله انا كويس قدامكم اهو،اصابه بسيطه كالعاده مش اكتر"..
تنقل بنظره بينهما، وبقلق تحدث موجه حديثه لوالدته..
"انتي كويسه يا امي؟".. نظر لزوجته مكملاً..
" في حد مزعلك؟"..

" محدش يقدر يزعلني يا حبيبي"..
هتف بها "فاتن"بثقه وهي ترمق شهد المبتعده عنها بنظرها وتنظر لزوجها بتأمل كأنها تراه لمرتها الأولى..

انهمرت دموعها بغزاره اكبر وتعالت شهقاتها والقت بنفسها داخل حضن غفران تضمه بقوه مردده..
"سلمتك يا حبيبي"..
" متعيطيش يا شهد انا كويس قدامك اهو"..
قالها غفران بلامبالاه وقد اعتلت الدهشه ملامحه حينما رأي خوفها الزائد ولهفتها عليه رغم انها لم تكن إصابته الأولى..

"خد مراتك وروح أرتاح في اوضتك يا ابني"..
قالتها "فاتن" بتعقل..
علي مضض حرك "غفران"راسه بالايجاب، وهم بالخروج من الغرفه ليوقفه شقيقه الذي خطي مندفعاً نحوه وتحدث بقلق..
"غفران انت كويس؟"..

"كويس يا ابني متقلقش"..
تفوه بها غفران بابتسامة هادئه، وبأمر تابع..
" يله خد مراتك انت واتكل علي الله شوف رايحين فين، وابقي كلمني طمني لما توصلو"..

"وخد بالك من مراتك يا واد يا هادي، وحطها جوه قلبك وعنيك، وابقي صورهالي لما تقولها علي المفاجأه اللي محضرهالها وابعتلي الفيديو"..
هتف بها "فاتن" ببرود شديد وهي ترمق شهد بابتسامة مصطنعه..

" مفاجأه ايه يا ماما فاتن"..
قالتها "رغد" بفرحة طفوليه لتنتبه علي لاصابه غفران، فتابعت بشهقه خافضه..
" الف سلامة عليك يا جوز اختي"..

" الله يسلمك يارغد"..
قالها"غفران" وهو يسير خلف" شهدكالتي تجذبه نحو لخارج الغرفه وهي تقول ببكاء..
" ممكن تخليني اطمن عليك"..
نظرت لشقيقتها نظره تحمل الكثير من الحقد، وبابتسامة مزيفه قالت..
" لو طنط فاتن قالتلك مش هتبقي مفاجأه يا رغد، وخلي بالك من نفسك ومتتاخريش علينا"..

انهت جملتها واغلقت باب غرفتها بوجهها قبل حتي ان ترد عليها، والتفت لزوجها الذي يخلع معطفه بحذر..

................................................
غيرة قاتله!!..

أشعر أن هناك امرأة تقف حائل بيني وبين زوجي..
امرأة تمتلك قلبه، وتسيطر علي كافة مشاعره،ولكنها فشلت ان تمتلك عقله..

انا علي ثقه أنه يجاهد قدر استطاعته حتي لا ينجرف وراء أشتياقه لها، يتهرب بعينيه مني حتي لا أرى حزنه الدائم معي، لا انكر انه كان دائماً يسعي جاهداً لأرضائي،

ولكن الآن اصبح بلحظاتنا الخاصة وانا بين ضلوعه تكون هي الحاضرة وانا الغائبه حتي أنه همس أسمها هي أكثر من مره أثناء علاقتنا الحميميه وحين انتبه لحالته انتفض بعيداً عني كمن لدغته حيه سامه..

اسمها يعاد بذاكرتي دون توقف "عهد" من انتي؟، ومن اين ظهرتي أيتها الحمقاء التي ستجعليني ارتكب أبشع الجرائم حتي أبعدك عن زوجي..

كلمات تتردد بذهن "شهد" الجالسه علي الفراش تتابع "غفران" الذي يلهو مع صغاره غير عابئ لوجودها علي الإطلاق..

"انا بحبك اوي يا بابي حتي اكتر من مامي"..
هتفت بها صغيرته " مكه" بعفويه وهي تضم "غفران" لها بحب شديد..

ليسرع شقيقها "مالك"بتقليدها واحتضن "غفران"بحب أكبر وهو يقول..
" انا اللي بحبك يا بابي اكتر من كل الدنيا كلها"..

ضمهما "غفران"داخل صدره مقبلاً جبهتهما مرات متكرره مغمغماً بفرحة غامرة..
"انت واختك حبايب قلبي يا مالك"..
تنهد بشتياق وتابع محدثاً نفسه بابتسامة شارده..
"ونبض قلبي انتي يا عهد"..

لمحت "شهد" ابتسامته وملامحه التي يظهر عليها حاله من العشق الخالص فصكت علي أسنانها بغيظ وهبت واقفه اقتربت منه بخطوات بطيئه، رسمت ابتسامة زائفه علي محياها وهي تقول..
" كوكي حبيبي خد اختك وروحو اطمنو علي نانا وانا هجيب بابي واجي وراكم علشان اعملكم كيك بالنوتيلا اللي بتحبو"..

"يسسسس"..
صرخ بها الصغيران، وركضو لخارج الغرفه تحت نظرات "غفران" التي تتابعهما بابتسامة لم تبرح محياه..

انتظرت"شهد" حتي خرجا الصغيران واغلق الصغير الباب خلفه، واقتربت من "غفران" الذي تلاشت ابتسامته وحل مكانها الضيق حين التصفت به وتحدث بغنج قائله..
"بتهرب مني يا غفران ولا انا بيتهيائلي؟!"..

"بهرب منك ازاي يا شهد؟"..
هتف بها "غفران" بجمود متعمد عدم النظر لها..
مالت على أذنه وهمست من بين قبلاتها المتفرقه على كافة وجهه وعنقه متعمده ترك صك ملكيتها عليه وبأنفاس متهدجه تحدثت قائله..
"كأنك ماصدقت ولادك خبطو علينا علشان تبعدني عنك ودي مش عوايدك أبداً يا غفران"..

تحشرج صوتها بالبكاء مكمله..
"بقالنا كتير بعيد عن بعض ولما تيجي فرصه نقرب تبعدني عنك كده ليه انا موحشتكش؟!"..

أنهت جملتها ولثمت شفتيه بقبله عنيفه للغايه حتي انها شعرت بطعم دمائه بفمها أثر جرح تركته بشفتيه عن قصد ..
عدم استجابة "غفران"لها جعلها تبتعد عنه وتنظر له بصدمة من حالة اللامبالاه الذي يعاملها بها والجديده عليه كلياً..

وهمت بالجلوس علي ساقيه لكنه دفعها بعيداً عنه برفق، وهب واقفاً تحت نظرتها المنذهله من تغيره المفاجئ معها، وببرود تام تحدث قائلاً..
"بطلي اللي بتعمليه دا علشان انا مليش مزاج ليكي حالياً يا شهد"..

" أمال ليك مزاج لمين بالظبط يا حضرة الظابط؟!"..
هتفت بها "شهد" بنبره ساخره وهي تعقد يدها أمام صدرها وترمقه بنظرات مشتعله تدل علي شدة غضبها، وغيظها الشديد..

رفع أنامله ومسح شفتيه بطرف سبابته، وابتسم لها ابتسامة مصطنعه وهو يقول..
" من أمتى وانتي بتشغلي بالك بمزاجي؟! خليكي أنتي في الكيك اللي هتروحي تعمليه للولاد وسبيني انام شويه وإياكي تفكري تصحيني وانا اسبلك البيت كله مش بس الاوضه وأروح لمراتي التانيه"..

أنهي حديثه وتمدد علي الفراش ساحباً الغطاء عليه حتي رأسه تحت نظرات "شهد" التي اتسعت عينيها علي أخرها وأخذت حديثه هذه المره علي محمل الجد محدثه نفسها بعدم تصديق..
" شكلك عملتها فعلاً واتجوزت عليا يا غفران؟!"..

مسحت علي جبهتها، وشعرها بعنف مكمله..
" طبعاً ليه حق ما انا بقالي شهور مانعه نفسي عنه وهو راجل ومش اي راجل كمان"..
دارت حول نفسها، وبوعيد تابعت..
"لو كلامك دا حقيقي يا غفران يبقي عليا وعلي أعدائي هعرفك يا عهد الكلب ومبقاش انا شهد لو مجبتكيش من شعرك تحت رجلي"..

أخذت تفكر كيف تستطيع الوصول لها حتي تذكرت حديث شقيقها "احمد" الذي أخبرها ان زوجها ذهب لعنده برفقة فتاه أخبرته ان أسمها "عهوده"..
ابتسمت بشر مردده بسرها..
" يبقي حماده حبيب اخته الحلو الأسمر اللي مدوخ قلوب العذارا هو اللي هيجبلي تاريخها"..
..........................................
"عهد"..

تتحدث بهاتفها ببكاء قائله..
"واحشتني أوي يا بابي، هترجع امتي؟"..

"وانتي كمان يا حبيبتي واحشتيني يا بنتي"..
هتف بها "عزت"بصوت مختنق بالبكاء، وبابتسامة باهته تابع..
" قريب يا عهد بإذن الله هرجعلك قريب"..

أجهشت "عهد" بالبكاء أكثر وبصعوبه قالت..
"عايزه اقولك حاجه يا بابي"..
"خير يا بنتي ليه بتعيطي اوي كده قلقتيني؟"..
تفوه بها "عزت" بلهفه..

اجابته "عهد"بستحياء..
"انا سمعت اتفاقك مع غفران"..
شحب وجه "عزت"، وازدارد لعابه بصعوبه، بينما ظهرت ابتسامة عاشقه علي ملامح عهد، وبفرحة ظاهره بنبرة صوتها اكملت..
"يعني انا كده مرات غفران يابابي صح؟"..

اعتلت الدهشه ملامح "عزت"وبذهول قال..
" انتي فرحانه انك مرات غفران، ومش زعلانه مني يا عهد؟!"..
عبست بملامحها وبغضب مصطنع تحدثت..
"طبعاً انا زعلانه منك يا بابي علشان مختش رأيي، وخبيت عليا كل الوقت دا"..

"حقك عليا يا حبيبتي، والله انا عملت كده من خوفي عليكي، وغفران الوحيد اللي هبقي مطمن وانتي معاه يا عهد، واطمني انا اول ما ارجع هيبقي جوازك منه منتهي؟"..

قاطعته "عهد"بلهفه واندفاع كعادتها..
"لا انا مش عايزه جوازي من غفران ينتهي"..
انتبهت علي ما تفوهت به فشهقت بعنف محدثه نفسها بعتاب..
" يا عهوده يا نوتي"..

ابتسم والدها بخبث بعدما تفهم ما يدور بعقل صغيرته وتحدث بجدية قائلاً..
" افهم من كده انك موافقه علي جوازك من غفران؟"..

"لو حضرتك موافق طبعا يا بابي"..
همست بها "عهد"بخجل شديد، لتتهلل اسارير "عزت" وبفرحة تحدث..
"انا موافق ومرحب كمان يا بنتي دي امنيتي الوحيده اللي بدعي بيها ربنا ليل و نهار انك تكوني من نصيب غفران علشان هو راجل من ضهر راجل وهيصونك ويحميكي بروحه يا عهد"..

" بس هو متجوز وعنده طفلين صغيرين يا بابي وانا مستحيل اكون السبب في تدمير حياته وبيته ومش عارفه اعمل ايه؟"..
بكت بحرقه اكبر وباسف تابعت..
" انا قلبي عشقه يا بابي مش هقدر أبعد عنه"..

" غفران مش أول راجل في الدنيا يتجوز اتنين، ولا هيكون اخر راجل يا عهد"..
هتف بها "عزت" بصرامه، وبحزم تابع..
" انتي دلوقتي عرفتي انك مراته وموافقه علي جوازك منه، وغفران كانت الفرحة باينه علي وشه لما طلبت منه يتجوزك وهو راجل مقتدر وهيعرف يوفق بينكم يبقي اتكلمي معاه واتفاهمو مع بعض يا بنتي علشان تقدري تاخدي قرار، واي ان كان قرارك انا هوافق عليه يا عهد"..

تنهدت "عهد"برتياح وبحماس قالت..
" كلامك صح يا بابي انا هتكلم معاه وهرجع اكلمك تاني أبلغك بقراري"..
......................................
وحياة عينيك وفداها عينيا

أنا بحبك قد عينيا
                           وحياة عينيك وفداها عينيا
أنا بحبك قد عينيا
                               لا قد روحي لا لا شوية
طب قد عمري برضو شوية
                                         حيرتني توهتني
غلبتني وياك كده ليه
                              نستني كنت هقولك إيه آه
وحياة عينيك وفداها عينيا
                                   أنا بحبك قد عينيا

تغنيها "هاله" داخل مطبخها الصغير وهي تصنع أشهى المأكولات بحب شديد لزوجها الحبيب، لتشهق بصوت خفيض حين شعرت بيد "علي" التي التفت حول خصرها، وسحبتها لداخل حضنه بقوه، ومال علي عنقها يلثمه ببطء مردداً..

" انا اللي بحبك اد قلبي وعنيا وعمري كله يا هاله"..
تعمق بقبلاته اكثر مكملاً بانفاس ساخنه تلفح بشرتها تجبرها علي اغلاق عينيها بستمتاع..
" وعايز اخلف منك دستة عيال كلهم شبهك يا احلي واجمل هاله"..

"علي انت لسه تعبان"..
همست بها "هاله" بصوت يكاد يسمع بعدما أصبحت علي وشك الانصهار بين يديه من شدة خجلها..

عدل وضعها داخل حضنه واحتضن وجهها بين كفيه، لتفتنه باحمرار وجنتيها الملتهبه وعينيها اللمعه التي تصرخ بعشقه وتستجديه أن يقترب ويطفئ نيران شوقها له، ولكنها تخشي عليه حتي من نفسها..
تنتظره ليستعيد عافيته بنفس راضيه، وبصدر رحب..

ابتسم لها ابتسامة ماكره تفهمت هي منها مقصده، فأسرعت بالابتعاد عنه، وتحدثت بجديه مصطنعه..
"تصدق انا قلقانه اوووي علي عهد بعد مكالمة اللي اسمه غفران دا ليك، ياتري هيكون عايز يقابلك ليه يا علي؟"..

"اكيد لما اعرف هبقي احكيلك يا لولتي"..
هتف بها "علي" وهو يحملها بين يديه جعلها تشهق بعنف وخوف عليه، ليتابع هو بلهفه..
"انتي فكراني هقدر ابعد عنك اكتر من كده يا هاله!!"..

سار بها نحو غرفتهما، وغمز لها بعبث مكملاً..
"انتي ناسيه اننا اتجوزنا اسبوع واحد بس وبعدها عملت انا الحادثه، وملحقتش اشبع منك"..

لفت يدها حول عنقه وجذبته عليها مستنده بجبهتها علي جبهته، وبهمس قالت..
"يعني نعتبر لسه عرسان، وهنعمل شهر عسل جديد يا علولي"..

"شهر واحد بس!!، ربنا يقدرني واخلي حياتك معايا كلها عسل في عسل يا ست قلب علولك،ويله خليني اشبع منك رغم ان دا عمره ما هيحصل"..
هتف بها "علي" أمام شفتيها وهو يميل بها علي الفراش ليغرقا معاً بقاع بحور عشقهما..
..........................................
"عهد"

تقف مقابل منضدة الزينة تتأمل" كنزة"غفران البيضاء التي انتقتها من بين ثيابه وارتدتها بعدما اخذت حماماً دافء..

رغم انها واسعه جدا جدا عليها، وبالكاد تصل لمنتصف فخذها إلا انها جعلتها بغايه الاثاره والفتنه..

بابتسامة عاشقه بدأت تمشط شعرها الرطب محدثه نفسها..
"اكلمه اقوله يجي، ولا هيبقي شكلي وحش بعد ما قولتله يخليه مع عيلته؟!"..

نفخت بضيق والقت الفرشاه من يدها وامسكت هاتفها وطلبت رقمه مكمله بطفوله..
"هقوله يجي علشان عهوده خايفه"..

لحظات واتاها صوته الناعس يتحدث بقلق..
"عهد انتي كويسه؟؟"..
صمتت لبرهه وبنبره مختنقه بالبكاء همست..
" غفران تعالي انا لسه خايفه وعايزاك"..

هتف بلهفه وهو يغادر الفراش مسرعاً..
"دقايق وابقي عندك، ولو عايزه تفضلي معايا علي الفون خليكي يا عهد"..
اجابته وهي تدمدم بتفكير..
"اممم لا اقفل علشان انا بسرح شعري، بس متتاخرش عليا"..

"مش هتاخر اطمني"..
تفوه بها" غفران"بنبره حانيه، وانتظر حتي اغلقت هي وترك هاتفه واختفي داخل حمام الغرفه غير منتبه لزوجته الواقفه بشرفة الغرفه تستمع بتمعن لما قاله، وركضت نحو هاتفه بسرعة البرق واخذت رقم عهد دونته بهاتفها ووضعت الهاتف مره أخرى وسارت لخارج الغرفه متجهه نحو فاتن الجالسه برفقه احفادها جلست جوارها وبهمس من اسفل أسنانها قالت..

"ابنك علي علاقه بواحده غيري، وشكله كده وقع لشوشته يا حماتي"..
"ياريت والله دا انا طول الوقت بدعيله يرزقه بواحده تستاهل قلبه"..
هتفت بها فاتن ببرود وهي ترمقها بنظرات محتقره..

"انتي فاكره اني هسمحله؟، ولا هعدي القلم اللي انتي ادتهولي دا بالساهل، دا انا هكون عملك الاسود انتي وولادك لو ابنك فكر بس انه يتجوز عليا"..
تفوهت بها" شهد"بوقاحة شديده جهلت فاتن تحرك رأسها بيأس وباسف قالت..

"وانا اللي بفكر اديكي فرصه علشان خاطر ولادك، وبقول يمكن تفوقي وتندمي وترجعي لعقلك، لكن انتي مصره تخليني اربيكي من اول وجديد"..

هبت" شهد"واقفه وبابتسامة مصطنعه قالت..
" انا متربيه احسن تربيه يا حماتي، وبالنسبه للاب اللي كسرتيه فأحب اطمنك ان عندي بدل النسخه ميت نسخه من الفيديوهات اللي شوفتيها"..

"وبعدين؟".. هتفت بها فاتن بنبره ساخره، لتكمل"شهد" بتحذير..
" بلاش تقفي قصادي علشان مدمركيش واقضي علي سمعتك قبل سمعة ولادك، انا لحد دلوقتي هاديه، وساكته وراضيه بعشتي مع ابنك رغم اني مش طيقاه؟"..

قاطعتها" فاتن"بضحكه عاليه وبسخريه قالت..
" خلف انت بتكدب يا خلف"..
هبت واقفه هي الأخرى، ونظرت لعينيها بتمعن مكمله..
"لهفتك عليه، وغيرتك وحرقتك دي بتقول انك مش بس بتحبي غفران، تؤ انتي بتموتي فيه كمان بس بتكدبي نفسك علشان طماعه وحاطه عينك علي اللي ليكي واللي مش ليكي"..

همت "شهد" بالرد عليها وقد اشتعل وجهها بغضب عارم، ولكن صوت فتح باب غرفتها وخروج غفران جعلها تلتزم الصمت..

اقترب منهم يتطلع لهم بستغراب قائلاً..
" مالكم واقفين كده ليه؟"..
" هبقي اقولك يا حبيبي بس مش دلوقتي"..
هتفت بها فاتن وهي ترمق" شهد"بنظرات حارقه..
عقد "غفران" حاجبيه، وتحولت ملامحه للغضب، وبتساؤل قال..
"اوعي تكون شهد مزعلاكي يا ام غفران؟"..

"محدش يقدر يزعلني يا حبيبي اطمن"..
دب الرعب بقلب شهد ، وازدردت لعابها بصعوبه، وبتوتر وابتسامه باهته تحدثت..
"انت رايح فين يا غفران، مش قولت هتنام شويه؟"..

قبل غفران يد والدته وجبهتها، وهو يقول..
"جالي تليفون شغل ولازم انزل"..
انهي جملته وسار للخارج بخطوات شبه راكضه مكملاً ..
" اشوفكم علي خير ، ولو في حاجه كلموني"..

انتظرت "فاتن" حتي اختفي غفران عن عينيها، وبأمر حدثت شهد..
" احسنلك تخفي من قدامي، وتراجعي نفسك كويس وتيجي تعتذريلي بدل ما ازعلك يا شهد"..

ابتسمت لها شهد ابتسامه مزيفه وبهدوء تحدثت..
"حاضر هخفي من قدامك، واسبلك الولاد واروح اطمن علي مامتي، وأخويا حبيبي"..
..............................................
"غفران"..

يقف أمام الشقه القاطنه بها "عهد" يحدث نفسه بخبث..
" لو فعلاً عهوده بتحبك يبقي هيبان عليها لما تشوف اللي عملته شهد في شفايفك ورقبتك ياواد يا غفران، لو بقي انت مش فارق معاها هتبقي عادي بالنسبالها وربنا يقدرني واخليه انا مش عادي"..

ويحك غفران فعلتك هذه ستفجر غضب انثي عاشقه ستحرق الأخضر واليابس..
فتح باب الشقه وخطي للداخل يبحث عنها بعينيه، وابتسامة مشتاقه تزين محياه، وبلهفه قال..
" عهد انا جيت"..

استمعت لصوته فركضت بكل سرعتها وقد حسمت أمرها انها ستخبره عن مدي عشقها له، ولكن ستعانقه اولاً فقد راقها عناقه كثيراً..

رفع حاجبيه بدهشه حين لمحها تركض بتجاهه مرتديه كنزته التي خطفت قلبه وانفاسه من شدة جمالها عليها..

لهفتها عليه جعلت الندم يزحف لقلبه،
وقفت أمامه تنظر له بشتياق  وابتسامه عاشقه تلاشت تدريجياً حين لمحت أثار لأمراءه أخرى على محياه..

فتحت عيناها على وسعهما، وشهقت بصوت خفيض حين لمحت هيئته المزريه،يجاهد "غفران" حتي لا تلتقي عينيه بعينيها فنظرتها له تعتصر قلبه بقبضه من فولاذ..

ينظر بجميع الاتجاهات ويتلاشى النظر تجاهها..
تنقلت بعينيها بين شفتيه المجروحه أثر قبله عنيفه، وعنقه المملوء بالكثير من العلامات الزرقاء والحمراء تدل علي أنه قضي ليله ملحميه برفقة ما تدعي بزوجته..

إزدردت ريقها بتوتر، ورسمت الجمود علي محياها، وتحدثت بابتسامة مصطنعه تخفي بها ملامحها المتألمه قائله..
"هكلم أحمد يجبلي أكل اعمل حسابك معايا؟"..

"احححم لا انا مش جعان، وياريت بلاش انتي كمان تاكلي من بره تاني، وكفايه اللي حصلك يا عهد"..
قالها "غفران" بنبره حنونه بعدما شعر بما تحاول إخفاءه عنه..

"مترفعش التكليف بنا تاني يا حضرة الظابط"..
تفوهت بها "عهد" بصراخ مقهور و قد تلون وجهها بحمرة قاتمة في ثوان..
نظر لها بصدمة في البادئ لتستطرد دون أن تمنحه فرصة للرد..
"متنساش نفسك بعد كده علشان أنت هنا الحارس بتاعي وبس"..

ساد الصمت بينهما قليلا، قاطعه "غفران" وتحدث بنبرة راجيه..
" عهد ممكن نتكلم؟"..
"ماااافيش بناااا كلااااام، واجهز انت والقوه بتاعتك لاني همشي من هنا حاااااالاً"..
هتفت بها "عهد" بصراخ وبوادر انهيار،فقلبها اشتعلت به نيران الغيره المتأججه التي تحرق روحها بلا رحمه..

هيئتها جعلت قلب غفران ينقبض بفزع،نظرتها الزائغه، انفاسها التي تلتقطها بصعوبه، جسدها المرتجف بوضوح يدل انها علي مشارف الدخول بنهيار عصبي حاد..

اقترب منها بخطوات حذره وهو يقول..
"عهد انتي مش قولتيلي انك لسه خايفه،انا اهو تعالي في حضني"..
هم بنتشلها لداخل حضنه، لكنها لكمته بكلتا يدها مردده بصراخ..
"قولتلك التزم حدود وظفتك وبسسسس يا حضرة الظابط"..

سيطر علي حركتها الهستريه بصعوبه لكنه فشل حين لكمته بكتفه المصاب بعنف شديد، ودفعته بعيداً عنها بكثير من الاشمئزاز، وبلحظه ودون ذرة تفكير كانت خلعت كنزته عن جسدها والقتها أرضاً ووقفت شبه عاريه تماماً أمام عينيه المتيمه بها عشقاً..

انتهي البارت..
وأستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي