الفصل السادس عشر

لم تستطع النوم طوال الليل، وعندما استطاعت أن تغفو قليلاً مع خوفها الذي زاد عادت إليها كوابيسها، فصرخت واستيقظت مهلوعة..
بعد قليل وجدت عبد الرحمن دخل عليها في الغرفة مرتبكاً، سألها: هل أنتِ بخير؟
كان العرق يتصبب منها، أومأت برأسها، فأقترب منها، وأحضر لها كوباً من الماء، شربته بسرعة، كان ينظر إليها وعلى وجهه استفاهمات كثيرة، ما الذي أوصل هذه الفتاة إلى هذا الوضع الذي يراه؟ ما سبب هذا الحزن الخائم في عينيها! أين تلك الابتسامة التي رآها في ذلك اليوم عندما كانت مع تلك الطفلة وقد أعجبته، أيعقل أنها نفس القتاة؟ من قتلها على قيد الحياة، أصبحت حطام إنسان، كائن يتنفس ولكنه ميت من الداخل..
قال لها: اقترب موعد الصلاة، صلي وبعد ذلك عودي للنوم، أنا سوف أذهب إلى المسجد
ردت: حسناً
صلت بعد ذلك عادت للنوم فغفت قليلاً، استيقظت على صوت طرق على باب غرفتها، كانت ترتدي حجابها أمام عبد الرحمن، فتحت له الباب، فأخبرها بأن الإفطار جاهزاً، كان يتحدث معها وعلى وجهه حانية ذكرتها بوالدها، نظرت إليه بدهشة، قالت مرددة: الإفطار؟
قال: نعم، هيا تعالي، انتظرك
وجدته قد صنع عدة أصناف من الطعام ووضعها على الطاولة، قال لها: هل لديك مشكلة بأن نأكل معاً، لا أحب أن اتناول الطعام لوحدي
ترددت قليلاً ثم قالت: لا مشكلة
كانت متعبة جداَ، تشعر بصداع قوي سوف يفجر رأسها، أما عبد الرحمن، فقد كان مزاجه أفضل ما يكون، قال لها بتردد: هل يمكننا أن نكون أصدقاء
ردت عليه بنفاذ صبر: لا، لا أصادق الرجال
كتم ضحكته وواصل تناول طعامه في صمت لما رأى أن مزاحها متعكر..
صحيح أنه تزوجها فجأة من غير تخطيط، ولكنه لا يفكر بأن ينفصل عنها، يريد أن يحتفظ بها لنفسه إن تقبلته، ويعرف أن أبغض الحرام هو الطلاق، سوف يحاول معها، يعرف أنها مرت بظروف صعبة، فقدت والديها، وأصبحت يتيمة، تحملت عنف عمها وعنفوانه، تشعر بمسئولية كبيرة تجاه أختها الصغيرة، حلمها بالدراسة الذي كان على وشك أن ينتهي، عاشت في عمر صغير مواقف صعبة جداً..
كانت تقضي معظم الوقت في غرفتها، تغلق عليها الباب، ولا تخرج إلا للطعام، كان عبد الرحمن يحضر الطعام، وأحياناً يشتري طعاماً جاهزاً، لاحظ إلى أن أكلها قليل، تتناول قليل من الطعام ثم تنهض، ولا تتناول شيء حتي الوجبة التالية..
في يوم كانت جالسة في غرفتها كالعادة، تشعر بالملل، وشاردة في الفراغ، طرق عبد الرحمن الباب فسمحت له بالدخول، دخل عليها وعلى وجهه ابتسامته المعتادة، كان يحمل شيئا مغلفاً في يده، قال لها: هذا كتاب، لا أعرف إن كنت تحبين القراءة أم لا، اشتريته من أجلك لكي لا تشعري بالملل، وضعه بقربها ثم غادر
فتحت الكتاب فقرأت عنوانه: كوني صحابية
بدأت بقراءته، أعجبها جداً، لم تشعر بالوقت وهي تقرأ، كان يتحدث عن كثير من الصحابيات، حياتهن، أخلاقهن، والرضا الذي غلف حياتهن، كانت فاطمة متعجبة من صبرهن، تحدث الكتاب عن كثير من المواقف الصعبة التي مررن بها، ولكنهن ظللن صابرات، شاكرات، وما السبب في ذلك؟ ايمانهن بالله، ومعرفة أن أمر المؤمن كله خير، منهن من توفى زوجها وصبرت، منهن من تعذبت هي وكل عائلتها بسبب إيمانها، ومنهن من فقدت كل أبنائها عندما ذهبو إلى الجهاد ولكنها قابلت كل ذلك بالرضا التام، راضية بما كتبه الله لها..
تسائلت فاطمة، كيف يتحمل المرء فقدان عزيز عليه، هل الفقد أمراً سهلا! ولكنها أدركت أن كل من صبر كان يعرف أن هذه الدنيا دار بلاء، لا سعادة فيها دائمة ولا حزن، هي دار مرور، هي دنيا كما اسمها، نبقى فيها لكي نعمل، من أجل الآخرة، من صبر كان يعرف بأن الجزاء أكبر، وبأن له لقاء مع أحبته في جنات الخلد، حيث لا حزن ولا خوف، حيث السعادة الدائمة..
فتح الكتاب في عقلها معاني كثيرة، وأفكار كثيرة، قرأته مرات عديدة، لم تكل ولم تمل..
كان مزاجها قد تعدل قليلاً، وقد لاحظ عبد الرحمن لذلك، أثناء تناولها للطعام، سألها: هل أعجبك الكتاب؟
ردت بحماس: جداً
ابتسم ثم قال: حسناً سوف أحضر لك آخراً، ما رأيك أن تتناقشين معي في كل كتاب تقرأينه؟
قالت: حسناً، ولم لا
كان عبد الرحمن يعاملها بلطف بالغ، ولكن ذلك الموقف الذي رأته بأم عينها، كان حاجزاً بينهما، أحياناً تقول لنفسها: قد يكون تغير، كل إنسان يخطيء ويندم، ثم تعاتب نفسها وتقول: لا دخل لي، كلها فترة سوف أقضيها معه، وبعدها سوف أرى ماذا سأفعل في حياتي..كلما فكرت بالتيه الذي تعيش فيه زاد حزنها
----------
مرت عشرة أيام على زواجهما، لم يزرهما أحد في تلك الفترة نسبة لأنهما حديثي العهد بالزواج، ولكن بعد ذلك اتصلت والدته، وأخبرته بأنهم سوف يأتون لزيارتهم..
أخبر فاطمة فشعرت بالتوتر، اعتادت قليلا على عبد الرحمن ولكن عائلته لا تعرف عنهم شيئاً..
قال لها: أنا دعوتهم ليتناولو معنا وجبة الغداء، وكذلك دعوت خالتي وابنتها، لذلك لدينا عمل كثير
نظرت إليه بارتباك، ذهب وأحضر أغراض كثيرة من السوق، عندما عاد وجدها ما زالت متوترة
فهم نظراتها فقال لها: لا تعرفين كيف تطبخين صحيح؟
أومأت برأسها موافقة ثم قالت: والدي كان يخبرني بأن يداي هذه خلقت لتمسك بالمشرط والمقص، لا لأدوات المطبخ
ضحك عبد الرحمن فتابعت: كان لا يتركني أقترب من المطبخ، دائما يخبرني بأن أركز في دراستي، ويقول عندما أصبح طبيبة سوف استطيع احضار من تعمل عندي وتحضر الطعام، رغم أن رأي كان مختلفا
استغل عبد الرحمن نقطة أنها بدأت تبوح له وتتحدث معه قليلا، فسألها: وما وجهة نظرك في الأمر
قالت: أرى أن الطبخ وأعمال المنزل، هي جزء من فطرة المرأة، لا أحب أن تدخل امرأة غريبة إلى منزلي وتعمل فيه، أو قد اسمح لها ببعض الأعمال، أما الطبخ لا، نويت من قبل أن أتعلم الطبخ بعد انتهائي من الصف الثالت، ولكن لسوء الحظ لم استطع..
ابتسم عبد الرحمن وقال: حسنا، لحسن الحظ أن زوجك طباخاً ماهراً، اعتدت أن أساعد والدتي وأطبخ أحيانا بالنيابة عنها لأن أختي تزوجت ، وأختي الأخرى مدللة جداَ، أم علي فهو طائش جداً
تابع: هيا لنبدأ، لدينا الكثير من العمل، أنت ساعديني فقط..
أمسك السكين في يده وأشار إليها بمرح: وتعلمي من هذا الطباخ الماهر..
ابتسمت فنظر إليها ببلاهة، ارتبك من تلك الابتسامة التي لم يراها منذ أن جاءت..
حاول أن يستعيد توازنه وبدأ بالطبخ، كانت تساعده في غسل الخضروات، والتقطيع، وأشياء بسيطة كهذه، تراقبه وتسأله كطفلة صغيرة، ينظر إليها من حين لآخر ويضحك..
انتهيا من تحضير الطعام، ثم بعد ذلك ذهب عبد الرحمن للاستحمام، أما فاطمة فقامت بتنظيف المطبخ وترتيبه
حظرت عائلة عبد الرحمن، والدته ووالده وأخته الصغرى وعلي، وأيضاَ خالته وابنتها، تفاجأت فاطمة بأن تلك الفتاة التي تدعا رنا، خطيبة علي، تكون ابنة خالته، تذكرت ذلك الموقف، ولكنها حاولت أن تتقاضى ولا تعكر مزاجها..
حضرت لهم عصيراً وأحضرته فقال علي معاكساً: يحتاج إلى سكر يا زوجة أخي
ارتبكت قليلاً، رأى عبد الرحمن ذلك فقام من مكانه، أخد الكأس وامسك أصبع فاطمة، أدخله في الكأس ثم شربه بسرعة وقال: لم أتذوق ألذ من ذلك في حياتي
ضحك الجميع، وشعرت فاطمة بالحرج والخجل، قالت: سوف أحضر كوباً آخراً لعلي
قال عبد الرحمن: أنا سوف أحضره
بعد ذلك بدأ بتناول الطعام، الرجال معاً والنساء معاً، كانو يتحدثون بمرح، عائلته كانت لطيفة ومرحة، حتى تلك الفتاة التي تدعى رنا، كانت تتحدث مع فاطمة بلطف بالغ، كانت تمازح عبد الرحمن وهو أيضاً، شعرت فاطمة بالضيق، وإن كانت ابنة خالته، في النهاية لا يصح أن يتحدث معها بكل هذه الاريحية..
قبل أن يغادرو، كان عبد الرحمن قد ذهب إلى المطبخ وذهبت رنا خلفه، ثم بعد قليل طلبت والدته كوباً من الماء، فذهبت فاطمة لإحضاره..
تفاجأت عندما رأت عبد الرحمن يمسك يدي رنا، ويتحدث معها، كانا مندمجين لدرجة أنهما لم يلحظاها في بادي الأمر، ولكنها لم تتزحزح من مكانها..
رأتها رنا، فقالت بابتسامة وكأن شيئاً لم يحدث: فاطمة، لماذا أنتِ واقفة مكانك
تعجبت فاطمة من وقاحتها، مشت بنرفزة، أخذت كوباً من الماء وغادرت..
نظرت رنا إلى عبد الرحمن فقال لها: أظنها لا تعلم، لم أخبرها
قالت بدهشة: هل أنت جاد؟
قال: سوف أتحدث معها بعد أن تغادرو
قالت: حسناً
خرجو من المطبخ فلاحظ تبدل ملا مح وجهه فاطمة، بعد قليل غادر الجميع..
بعد ذلك توجهت فاطمة نحو المطبخ، بدأت بغسل الأطباق بعصبية
دخل خلفها، حاول أن يساعدها ولكنها رفضت، قال لها محاولاً تلطيف الجو قائلا: أعرف أن المرأة تنزعج من موقف كهذا عندما تغار على زوجها، هل تغارين؟
نظرت إليه بحدة، فأدرك أنه "زاد الطين بلة"
قالت بانفعال: عن أي غيرة تتحدث، ما يزعجني أن تلك خطيبه أخوك، كيف تفعل ذلك؟
حك رأسه بيده ثم قال: ليس كل ما نراه قد يكون هو الحقيقة يا فاطمة
قالت بنفس الانفعال: ما الذي تحاول قوله؟ تحدث بوضوح، ما مبررك لكل ما حدث؟ ليس لديك مبرر بالطبع، الأمر كان واضحاً وضوح الشمس..
قال لها مقاطعاً: رنا تكون أختي
نظرت إليه بعدم فهم فتابع: أختي بالرضاعة
تحولت نظرتها إلى الدهشة، قالت بدهشة: ما الذي تقوله؟
رد: كما أخبرتك، ليس كل ما نراه هو الحقيقة، رنا أختي بالرضاعة..
قالت بارتباك: لم أتوقع ذلك
قال متفهما: نعم، رد فعلك كان طبيعي، والآن دعيني أساعدك لأنني سوف أخرج بعد قليل
قالت: أذهب لا عليك، سوف أقوم بكل شيء
قال: شكراً، لدي عمل طاري، لذلك علي الذهاب
بعد أن غادر جلست على الكرسي في المطبخ وهي ما زالت مندهشة، تستوعب ما سمعته للتوه، هل تلك الصورة التي كونتها عن عبد الرحمن كل تلك الفترة كانت خاطئة! رنا أخته! وليس كما تعتقد! هو لا يخون أخاه وليس بذلك السوء الذي كانت تظنه!..
كان الأمر صادماً بالنسبة إليها، جلست فترة طويلة شاردة تفكر في الأمر، ثم بعد ذلك نهضت وأكملت غسل الأطباق..
عاد عبد الرحمن في المساء، أخبرها بأنه يجب عليه العودة إلى العمل، فقد حدثت أمور كثيرة وهم يحتاجونه هناك..
قالت له بتردد: أريد أن أخبرك بشيء
قال باهتمام: اسمعك
قالت: النافذة التي تفتح في فناء منزلكم، تلك التابعة للسكن، هل تذكرها
قال مستفهماً: نعم، ما بها؟
مسحت وجهها بيديها ثم نظرت إليه، أومأ إليها برأسه أن تكمل فتابعت: في الحقيقة، هي لغرفة أنا كنت أقيم فيها، والسرير بجانبها هو سريري
قال بدهشة: حقاً! يا محاسن الصدف، ثم تابع ضاحكاً: يعني أنك رأيت بيت زوجك كثيراً من قبل
قالت بارتباك: كنا لا نفتح تلك النافذة كثيراً ولكن أحياناً نفتحها
عندما ينقطع التيار الكهربائي أو ما شابه، في مرة، بعد أن رأيتك أنت وعلي أخوك ذلك اليوم عندما أحضرتم الطعام إلى السكن، وقال علي بأن رنا خطيبته..
قال: ماذا حدث؟
تابعت: رأين رنا من النافذة في اليوم التالي، كانت مع علي يجلسان في الخارج، حاول أن يمسك يدها ولكنها سحبتها منه، بعد ذلك، اتيت أنت، أمسكت يدها أيضا وضممتها
نظر إليها عبد الرحمن بعينين متسعتين، ازدرت ريقها وتابعت: لم يصور لي عقلي بأنها قد تكون أختك بالرضاعة، كنت ناسية تماماً هذه العلاقة، كل ما فهمته من الموقف ذلك اليوم، أنك تخون أخاك..
ثم نظرت نحو الأرض بخجل
وضع يديه على رأسه بصورة درامية، ثم قال: يا لسوء حظي! لم يقع ذلك الموقف ألا أمام زوجتي المستقبلية، ألهذا السبب رفضتني بحدة في بادي الأمر! جعلتني أشك في نفسي يا فتاة، وافقتِ على ذلك الرجل الكبير السيى ذو الكرش ورفضتني أنا..
ضحكت على جملته، فنظر إليها ببلاهة، لم يسمع ضحكتها من قبل، ضحكتها جميلة أسرت قلبه، قال بهمس: اللهم الثبات
قالت: ها؟
قال لها بمرح: أحم، بما أن سوء التفاهم قد حل الآن، هل يمكن أن نكون أصدقاء؟
نظرت إليه ولم ترد، فتابع: أعرف أنك لا تصادقين الرجال، ولكن هذه صداقة بما يرضي الله..
ابتسمت ثم قالت: ولم لا، موافقة
انفرجت أساريره، شعر ببصيص أمل، وأن علاقته مع فاطمة قد تنجح..
مد يده بحماس وقال: حسنا إذن، سوف أكون صديقاً رائعاً، وسوف ترين ذلك بنفسك
صافحته وردت بنفس الحماس: لنرى ذلك..
نام عبد الرحمن في ذلك اليوم مرتاحاً، أم فاطمة فلم تنم، أصبحت تخاف من كل شيء جميل، بعد أن صارت حياتها تعيسة..
في اليوم التالي خرج عبد الرحمن من المنزل باكراً، عاد ومعه كمية من الكتب، أحضرها لفاطمة وقال لها: القراءة مفيدة، وأيضاَ ممتعة، استمتعي قبل الجامعة
تابع: بالمناسبة، هل حقاً النتيجة بعد أسبوع من الآن
قالت: سمعت ذلك، ولكنني لم أعد أصدق أي شيء، في كل مرة يقولون أنها في يوم معين، ثم يأجلونها مرة أخرى
قال: الله المستعان، أتمنى أن تكون في وقتها هذه المرة
قالت: نأمل ذلك
كان عبد الرحمن يقضي معظم وقته في العمل، وتقضي فاطمة جل وقتها في القراءة، أكتشفت أن القراءة عالم كامل لوحده، تفتح عقلك على أشياء لم تكن تعرفها من قبل، توعيك وتجعلك ترى الصورة كاملة، اكتشفت أن الكتب أروع صديق على الإطلاق، القراءة تجعلك تبحر وتسافر إلى عوالم وأماكن وأنت جالس في مكانك..
كان ذوق عبد الرحمن في الكتب جميلاَ جداً، يتخير لها كتب تتحدث عن مواضيع هادفة ومهمة، كان كثير منها يتحدث عن الرضا، وحسن الظن بالله، الصبر واليقين، التفاؤل والاستمتاع بالحياة، كسب الوقت وغيرها الكثير، أراد أن يقضي على ذلك الحزن الذي سكن في عينيها، وقال: عينان جميلتان كعيناها لا تستحقان الحزن..
كانا يتناقشان في المساء عن الكتب ومحتواها، كانت فاطمة تنظر إليه، لأول مرة اكتشفت أنه وسيم جداً، ملامحه مريحة، وضحكته ساحرة، حتى حديثه مميز ولكنته جميلة، تشعر أن الحروف تتراقص وهي تخرج من فمه..
شعرت بالانس معه، وبدأت تعتاد على وجوده في حياتها..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي