3

الفصل الثالث:

(الفتى الغبي المضحك)

كانت شو وي المقيمة في مقاطعة شوانوو، تقوم بأعمال نسج الحرير والقماش، إضافة إلى أنها تمتلك مليون فدان من حقول التوت والقطن وهذا ماجعلها غنية.

كانت شو وي متواجدة في مدينة شوانوو المعروفة بجمالها الخلاب فهي منظمة ومخططة بتنسيق جميل جداً، ولكن لن تجد هذا التنظيم فقط في مدينة شوانوو بل حتى في مقاطعة نوجيانغ حيث يتجمع السياح والمشاهير فيها أيضاً.

فمنذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها، كانت تساعد والدها في أعمال عائلته وقد كانت ذكية وقوية جداً، لقد جعلها الأب من الفتيات ذات الطبقة المخملية الراقية حتى تتمكن شو وي من الاندماج بسلاسة في المجتمع الراقي لمقاطعة نوزهو في منزل والدها التاجر.

هذه السيدة الجميلة التي تعيش مع عائلة جميلة وموهوبة، كانت فتاة أحلام العديدين ويتمناها ويعشقها عدد لا يحصى من الشباب مثل جونجي، إلا أنها ليست غبية لتتبع أي أحد يريدها، على الرغم من أنه يبدو جميلًا جدًا، إلا أنهم يتواجدون في مكانين مختلفين هو و شو وي، لذا لا يمكن أبدًا أن يكونا معًا في ظل هذه الظروف، ولن تنظر إليه شو وي أو قد تُعجب به. 

ولكن لم يعتقد أحداً أن شو وي كانت مريضة مرضاً خطيراً منذ عام، وقد قام والدها (شو) بالبحث عن أفضل الأطباء في المكان لمعالجتها ولكن لم يتمكن أحداً من علاجها.

"في الوقت الحالي"

وجدت عائلة شو الكيميائي الذي قال بإن شو وي لم تكن مريضة مطلقاً، أنما كانت مُبتلية بالأرواح الشريرة التي تكمن بجسدها وأن هناك طريقة واحدة فقط لإنقاذ ابنتهم، وهي أن تتزوج وأن تكون سعيدة، كي ينتقل الحظ السيء والطاقات السلبية إلى هذا الصهر بشكل مباشر.

بالطبع، لم تُصدق عائلة شو هذا الأمر، لكن شو وي لم تكن قادرة على تنفيذ ذلك بشكل مباشر، فلم يكن بإمكان أحد مساعدتها سوى طبيب الخيول لكي تبقى على قيد الحياة، لذا تم تعيينه علنًا خصيصاً لأجل شو وي في مقاطعة نو جيانغ بأكملها.


لقد كان هناك عدد لا يحصى من الشباب المهووسين بشو وي قبل مرضها، ولكنهم لا يرغبون في كسر عزة أنفسهم والتنافس على هذا الزواج حتى لو كانت شو وي ستموت، وبالمقابل هناك أيضاً عدد لا يحصى من الأشخاص يتقاتلون ويهرعون راكضين من أجل أن يكونوا صهراً في هذا البيت.

لم يعد بإمكان شو وي الصمود والتماسك، ولكن تحاول عائلتها إسعادها، لكن الطاقة السلبية كانت تنتشر داخلها وتزيد من حالتها السيئة.

بالطبع الجميع يحبون الجمال والعملات الذهبية ولا تزال مهمة للآن، ولكن نقل الأرواح الشريرة أمر مرعب بالطبع، فأولائك الشباب المهووسين بحب شو وي والذين فكروا ذات مرة  بها، يحاولون الآن تجنبها ولا أحد على استعداد للمخاطرة والزواج منها، فلم يكن هناك أحد مستعد بالمخاطرة بنفسه من أجل أن تحيا هيا.

على عكس الشاب شين ذو البنية الضعيفة القادم من عوالم مختلفة الذي رأى شو وي بالصدفة منذ عامين، ومنذ أن سمع بالأمر وهو يُفكر بها ويسعى لأن يكون زوجاً لها لإنقاذها.

قد أحب شين لانغ الأخر أيضا شو وي، وكان يعاملها كَشيء مُقدس، تمامًا مثل فيلم "فورست غامب" حيث أن أ_ غامب كانت مهووسة جداً بجين .

فمنذ أن تم طرده من المدرسة وانتقاله للمنزل كان يكتب ويرسم على الطين كل يوم، ومعظم رسوماته كانت لشكل شو وي.

وعندما سمع  شين لانغ أن شو وي كانت مريضة بشكل خطير وتحتاج إلى رجل للزواج لنقل الأرواح الشريرة، لم يتردد في الذهاب إلى منزل شو، قائلاً لهم بإنه على استعداد للزواج من شو وي، ولم يأخذ رأي والديه في الأمر.

بالطبع أراد والديه وإخوته الذهاب مباشرة إلى عائلة شو لوقف كل هذا الزواج بعد معرفتهم بالأمر، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان فقد تزوج شين لانغ بالفعل من شو وي الذي أغمي عليه بعد زواجه منها مباشرة، ومع ذلك لم تستسلم عائلة شين وأصرت على أخذه لمنزلهم، ولكن عائلة شو اعترضت على الأمر ولم تسمح بخروج شين من منزلهم.

في ذلك الوقت، أعطت مدبرة المنزل (زوفو) لوالد شين 50 قطعة نقدية ذهبية، ولكن والده ألقى بها مباشرة على الأرض ولم يقبل بها رغم فقره.

وقال لها بنبرة غاضبة : "لن أبيع ابني مقابل المال."

وهكذا وضع شين لانغ عائلة شو بموضع مُحرج أمام عائلته.

شخص فقير ذو مظهر جميل ومعدل ذكاء منخفض جداً دخل إلى الأسرة الغنية.

بالطبع صهر كسوجيا، شين لانغ لم يقبل بهذا الزواج  من أجل الثروة، وأنما لأجل إنقاذ عشيقة أحلامه (شو وي) حتى وإن كان زواجًا شكلياً، فهذا لايَهم بالنسبة له، مايهمه الآن أنه يراها دائماً.


ولكن المفاجأة كانت بأن شو وي بعد الزواج قد أصبحت بصحة جيدة وأكثر جمالاً.

وهذا ما جعل كسوجيا تقفز فرحاً، فقد كان أمراً لا يُصدق.

ليس لدى شين لانغ أي مقومات للعيش، ولا يزال يقيم في منزله الصغير للدراسة والكتابة والرسم.

أصبح موقف شو تجاهه معقدًا إلى حد ما، بالطبع شو وي قادرة على أن تجعل عائلتها أغنياء لذا هم سعداء بسبب مهنتها بنسج الحرير، لكن شين لانغ فتى فقير وغبي للغاية، وأنه حتى لا يستحق أن يلمس أصابع شو وي. 

لذا أصبح الخدم والطامعون المتواجدون في منزل شو، يُكثرون من الفتن والثرثرة بكلام سيء عن شين لانغ، وهذا ما جعل الشك يدور في ذهن الشاب الفقير حيث أصبحت نظراتهم الدونية له واضحة.

أصبحت وجبات الطعام التي كانت تقدم لشين تزداد سوءًا تدريجياً، كما أن الجو أصبح بارداً في غرفته دون تدفئة، لذا أصبح الأمر غير محتمل، على الرغم من أن شين لانغ ولد فقيراً وعاش مع أسرته الفقيرة، إلا أنه لم يكن سعيداً في منزل عائلة شو الغنية بدءاً من الأطفال وصولاً للآباء الكبار لم يحبه أحداً منهم.

ولم يكتفوا بذلك فقط، بل تم نقله أيضًا إلى غرفة شاي الفارغة للعيش فيها، والتي لا يوجد بها حتى سرير ينام عليه، بل تم وضع الحصيرة مباشرة على الأرض ليستلقي عليها.

 التخلف العقلي لشين لانغ جعله غبياً للغاية، لذا لم يشتكي من تصرفاتهم أو حتى يتذمر خصوصاً بعد أن تعرض للتهديد، فقَبل أن يبقى صامتاً دوم شكوى.

فيما بعد، اكتشفت شو وي أن شين لانع كان مستاء بسبب معاملة الخدم السيئة، لذا أمرت بمعاقبة الخدم الذين كانوا قاسيين على الوسيم، وتم ضرب كل شخص منهم بالسوط اثنا عشر ضربة، وأعطت تنبيهاً بأنه إذا تجرأ شخص ما على التنمر على الوسيم فيما بعد، فسوف تطرده عائلة شو مباشرة.

وبذلك عاد شين لانغ إلى المكان الرائع للعيش فيه، كما أن الطعام اليومي أصبح رائعاً، و حتى كل يومين كانت شو وي تأتي للتحدث معه، وكانت هذه الأيام كما لو أنها تُشبه الجنة بالنسبة لشين لانغ.

على الرغم من أنه متزوج منذ عدة أشهر ولكن لم يكن هناك سرير مشترك بينهما، فهو لم يلمس إصبعًا من زوجته شو وي، ولكن مادام شين لانغ يستطيع رؤيتها وسماع صوتها فهو سعيد بذلك بالفعل. 

ولكن بعد نصف شهر، فجأة أصيب شين لانغ بمرض خطير لذا جَلبت شو وي عددًا قليلاً من الأطباء المشهورين لأجله، ولكن لم يعرف أحداً منهم حتى المرض الذي يعاني منه، فقد كان يَضعُف كل يوم لدرجة الموت.

وإلى يومنا هذا هو يصرخ بإستمرار، مما جعل روح الوسيم الموجود في الأرض تمر لتسكن هذا الجسد بعد حدوث ذلك الانفجار، حيث أن الأمر ارتبط بين مرض شين الغبي المزمن وبين شين الطبيب المشوه.

لذلك فإن حياته القصيرة هي مأساة بحد ذاتها، أو مأساة سخيفة!


تنهد شين لانغ من داخله.

ثم تذكر بأن هناك أشياء آخرى تدور في ذهنه، إضافة لذكرى الجسدين، فقد أراد اكتشافها في دماغه فقد كانت مليئة بالغموض السحري ولكنه لم يستطع إلا دمج روحه في هذا الجسد الخاص بشين الوسيم الغبي.

في هذا الوقت سمعَ خطوات قادمة من الخارج.

ثم سمع صوت يقول: 

"يجب أن يموت هذا القذر لأنه مازال بإمكانه مقاومتها، وحتى أنه قد نجا لأيام عديدة!"

ثم تحدث شخص آخر:
"من الجيد أن يموت حتى لا يؤخر سيدتنا"

تابع صاحب الصوت الأول، قائلاً:
"نعم ، إن هذا مضيعة للوقت، أنه صبي فقير في هذه البلاد، لم يكن ينقصه سوى التجرأ ومحاولة الزواج من عائلتنا، ومن الآنسة تشيانجين، حتى تكون حياته جديرة بهذه النعمة؟ إن مصيره الموت."

شخص آخر:

"ولكن حتى لو مات، فالأمر يستحق ذلك سيدتنا شخصية معروفة عند الجميع وبإمكانك أن تطلب منها أي شيء لتلبيه ليكن موجوداً على الفور."

ثم تابع مسترسل:

" سيدتنا إنسانة جيدة، فالأشخاص الذين يعانون من مرض مثل هذا المعتوه، تمكنوا من التحدث معها لمدة نصف ساعة كل يوم."

أمرت شو وي ذات مرة أنه لا ينبغي لأحد أن يتنمر على شين وألا ستطرده شو مباشرة، لذلك لم يجرؤ هؤلاء الخدم على السخرية منه، ولكنهم ظنوا أن في هذه الأيام شين سيموت، لذا لم يسمعوا لكلام شو وأصبحوا أكثر وقاحة.

لقد هزأ هؤلاء الخدم من شين وكانوا يفتحون الباب كل نصف ساعة عليه، ويأتون في كل مرة لرؤية جثة شين لانغ، ظناً منهم بأنه قد مات.


ثم تحدث أحدهم:

"اذهب وانظر ما إذا كان مجنونًا ويدعي الموت" 

بعد فتح الباب عليه ودخولهم، أمسكت الخادمة بأنفه.

ولكن مباشرة بعد الثانية التالية، أظهرت الخادمة ملامح تعجب وأبعدت نظرها ويدها عن شين لانغ مرتعبة.

كان شين لانغ غاضب منها كثيراً لفعلها هذا، ولكنها رأته قبل نصف ساعة وكان أشبه بالأموات.


 وإلى الآن هو لم يمت رغم انتظارهم موته السريع، وبدلاً من ذلك، جلس مباشرة على السرير رغم ضعف جسده، ورغم أنه يعاني من تخلف عقلي إلى حد ما.

صَرخت الخادمة بهلع قائلة:

"أنت، لست ميتا؟"

 شين لانغ:

"نعم، أنا لست ميتاً." 

ثم نظر بتمعن نحو العديد من الخدم حوله وهم ينظرون إليه بصدمة لمدة من الوقت.

 قالت الخادمة الكبرى: "أسرع وأخبر السيد، وقل للسيدة شو وي بأن شين لانغ لم يمت"

ثم أسرع عدد قليل من الخدم وهم يتراكضون ليخبروها بالأمر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي