20

الفصل العشرون:

(الخبر الصادم)

"ماذا؟!" صرخ جميع الحاضرين

بعد سماعهم كلمات كيم مولان، انتصب شعر إيرل من شدة صدمته، وهو يوسع حدقة عينه.

في البداية اعتقدت الكونتيسة أنها أساءت فهمها، لذا لفظت اسم شين لانغ مرة آخرى، للتأكيد بأن ما قالته صحيح، وكان الخادم المقرب يجلس بجانب الكونتيسة، وكانا يشعران بصدمة وخوف.

قال جين إيرل وهو يرتجف:"ابنتي، هل جُننتِ؟ ألم تجدي سوى شين؟ لما لم تختاري من الأشخاص الذين رشحتهم لأجلك، أولئك يليقون بكِ، من هذا كي تختاريه؟ .... هل حقاً أخترتِ شين لانغ؟"

أنه على حق، فمن بين المرشحين الستة، كان شين أسوأهم، ولكن على ما يبدو أنه محظوظ للغاية، وغير أن وانغ وموي المشهورين والمتميزين، فإن هناك الثلاثة الآخرين هم أفضل أيضاً من شين بكثير، ولايمكن مقارنته بهم، لقد كان شين أحمق ومتخلف عقلياً، ولم يتخرج من مدرسته الابتدائية هانشوي طوال العشر سنوات، ولم ينجز أو يقوم بأي عمل مُشرف، حتى أنه لم يكن يستطيع الاعتناء بنفسه.

قال إيرل بغضب:"كيم، لماذا أخترتِ هذا الغبي، فقد كان وانغ وموي جيدان، فلما لم تختاري أحدهما؟"

تحدثت كيم بهدوء:" أبي، هذين الرجلين ممتازين بلا شك، ولا يمكنني إنكار هذا، ولكنني سألتهم عما يمكنهم بأن يعطونني إياه في المستقبل، وقد أجاب أحدهم بأنه سيجعل الجيش أكثر تفوقاً من الآخرين، وبأنه سيدير شؤون المدينة، وبأننا نكمل بعضنا البعض، وقال الآخر بأنه سيقود جيشنا ويقاتل الأعداء وبأننا سنحقق إنجازات عظيمة، وبهذا سنصل لمستويات عالية."

صمت إيرل عند سماع كلام ابنته ليفهم بمَ تفكر، ولم يرى الآخرون شيئاً خاطئاً بكلامهم هذا، لأن إجاباتهم كانت جيدة جداً.

ثم أكملت كيم:"إذا كان أبي على قيد الحياة، فلن تكن هناك مشاكل، ولكن في اليوم الذي لن يكون فيه، سيرث أخي الصغير لقب الكونت، فماذا أفعل حينما يكون لدى زوجي طموحات للحصول على سلطة قصر إيرل؟ وماذا سيحدث بعد ذلك لأخي؟ هيا أخبروني؟"

صمت إيرل، وذُهل بتفكيرها، وأدرك بعض الأشخاص المقربين حوله، سبب المشكلة التي دعتها لترفض أفضل الأشخاص.

ثم تمتم إيرل بينه وبين نفسه قائلاً:"ابنتي حقاً تفكر بشكل مدروس ولمنحى بعيد أكثر مني، وهي مخلصة تماماً للعائلة"

قالت كيم مولان بخجل: "ولكن كان رد شين لانغ هو حصولي على الحرية، طالما أنني لا أنام مع الرجال، ويمكنني فعل أي شيء أريده"


قال إيرل غاضباً:"كيم، ابنتي العزيزة، إن شين سيشكل عائق بعائلتنا، أنا أعلم بأن قلبك على والدكِ ، ولكن أريدكِ أيضاً أن تعنتي بنفسك وتختاري رجل يليق بكِ، وحتى إذ لم تستطيعي اختيار وانغ أو موي، فلما لم تختاري أحد الثلاثة المتواجدين في قصرنا؟"

قالت كيم بحزم:"لا، لايمكنني، فهم اعتادوا على أن يروني رئيستهم دائماً، فمن الغريب أن يكون أحدهم زوج لي"

قالت الكونتيسة: "ولكن هذا الغبي ذو سمعة سيئة في مدينة شوانوو، كيف سينظر الناس للأمر بعد هذا؟"


تنهد إيرل ثم قال:"لقد اعتاد ذلك الأبله على حياة النعيم في بيت شو وحينما طردوه هرع راكضاً إلينا كي نستقبله بكل رحابة صدر، والآن إن تزوجك سيصبح رجل غبي من مسؤولي القصر، أووه، هذا حقاً يدعو للجنون، كيف سينظر إلينا الناس؟ حسناً حبيبتي، أنظري، فأنا لم أعد أهتم لأمر عائلة جين وأُسسها، أنا لا أستطيع رؤيتك تدمرين سعادتك من أجل العائلة، لذا أُفضل زواجك من تشو هونغ من أن ترمي نفسك بالحضيض وتتزوجي برجل أبله ومعروف بغبائه"

تحدثت كيم بذكاء:"أبي، أنا أدرك تماماً بأن سمعة شين سيئة للغاية، وهذا الأمر جيداً بالنسبة لنا نوعاً ما، لأنه سيجعل الجنرال تشو لين مرتاحاً، أما لو تزوجت برجل قوي وذو سمعة جيدة، فلن يستسلموا من مواجهتنا ومن التخطيط للمكائد، لذا زواجي من شين سيء السمعة سيجعله مطمئناً، ويقل استيائه تجاهنا،اممم، ثم أنه من دواعي سروري بأن يراني العدو ضعيفة وغير محظوظة.

أنه تحليل منطقي بالفعل، فكيم ذكية للغاية وحكيمة وتعرف كيف تفكر الناس.


ثم نظرت إلى عيون جميع الحاضرين وابتسمت بهدوء:"في الحقيقة قد يكون شين سيء، ولكنني أعتقد أنه جيد ونافع بالنسبة لي، فأنا أريد شيء واحد من زوجي المستقبلي، وهو مظهره الجميل، وشين لانغ حسن المظهر، وهو أفضل مرشح يستحق اهتمامي."

كانت الكونتيسة تتألم كما لو أن سكينة دخلت بوسط قلبها، وأصبحت تفكر ماذا لو كان الأمر بالعكس؟ وكانت هي الضعيفة، هل سيضحي أخيها لأجلها ويكون على استعداد للزواج من فتاة لا قيمة لها مثل شين؟ هل حقاً سيسعى ويضحى كما هي تفعل الآن؟

تنهد إيرل، فلم يعد لديه شيء يناقشها به، فكل حججه انتهت، لذا قال:"كيم، هل تودين إعادة التفكير في الأمر؟"


قالت كيم:"لا، الأمر قد حُسم، والوقت يمضي، لذا أرسل الدعوات على الفور، لنستعد للزفاف، ولنجعله رائع للغاية، فمن الأفضل بأن يكون الجنرال تشو لين حاضراً الحفل بعد وصوله القصر"

ثم أكملت بعد صمت لثواني:"أبي، أمي، أنا حقاً متعبة وأحتاج للراحة لفترة قصيرة، فقد كنت أركض مع الجنود هذه الأيام، لذا دعوني أقرر مصيري"
ثم انحنت وغادرت كي ترتاح.

كان إيرل يشد على قبضة يديه بقوة وعينيه تُطلق الشرر من الغضب، فهو لم يكن مرتاحاً للأمر، لأنه لا يستطيع التنفيس عن غضبه بسبب شين، لأنه بريء من الأمر، و كل ما يحدث هو بسبب ابنه عديم الفائدة، لذا عليه تنفيس غضبه فيه.

"وماذا عن التمرد؟" قال الكونتيسة.

"سيدي، ابنك يقرأ الآن في المكتبة" قال أحد الخدم مقاطعاً حديثهم

قال إيرل وهو ينفث غضباً:" يقرأ؟ يقرأ ماذا؟ هل سيستطيع قراءة كتب تعادل عشر سنوات ضائعة؟ لا يزال هذا الشقي مضيعة للوقت ولن يفلح بشيء، ولكن لو أنه نجح بالفعل وأصبح نافع، فلما تحتاج ابنتي لتقديم مثل هذه التضحية وأن تتزوج من شين؟"

"نعم سيدي، سأذهب واسأله عن ماذا يقرأ" انحنى الخادم وهو يتصبب عرقاً من الخوف، لأن إيرل كان غاضباً للغاية.

"لا، سأذهب بنفسي، أين السوط؟ أريد أن أشوي جسده اليوم". قال إيرل

قالت الكونتيسة "زوجي، انتظر".

"هل ستوقفني زوجتي؟" قال إيرل

"لا، أريد أن أضربه معك" قالت الكونتيسة.

في هذه الأثناء، في أحد غرف المكتبة، كان رجل سمين ممتلئ الجسد، منشغل بالقراءة العلمية، وسعيد بما يفعله، فبصفته ابن إيرل شوانوو عليه تشجيع نفسه على النهوض من بداية الفجر للقراءة، وكان يعتقد أن والديه سيكونان مسرورين لرؤيته يقرأ ويحاول التعلم، وقد تخيل كيف سيمدحانه.

في هذه اللحظة، هرع إيرل وزوجته بأتجاهه.

قال الشاب السمين وهو يبتسم:"أبي، أمي، يسعدني رؤيتكما هنا، انظرا لقد استيقظت باكراً لقراءة بعض الكتب العلمية، لذا يجب أن تمدحونني أيها العجوزين، أليس هذا ما يجب أن يفعله ابن إيرل؟ لذا بصفتي ابن إيرل عليّ الالتزام بالعمل الجاد"

قال إيرل وهو ينفث غضباً:"هل حقاً تنتظر مدح؟!

"قلت التزام؟!" رفعت الكونتيسة حاجبيها وهي تفيض غضباً، ثم أخذت السوط وبدأت بجلده.

بعد لحظة، كان صراخ الشاب يملأ قصر إيرل.



صرخ الشاب:" آه، أمي، لما تضربينني؟ فأنا لم أرتكب اي خطأ اليوم، حتى أنني استيقظت مبكراً لاقرأ"

اشتعلت النيران في قلب إيرل وازداد غضبه، قائلاً:"هل نحتاج سبباً لضربك؟" وأكمل عليه ضرباً بالسوط

أمسكت الكونتيسة بالعصا وأشارت إلى جسد ابنها الممتلئ ثم أشارت على فخذيه، قائلة:"نعم، هل نحتاج إلى سبب لمعاقبتك؟ أنت بلا قيمة، انظر إلى المشاكل التي جلبتها إلينا.

"آه ... آه ... آه ...أختي، أنقذيني" صاح ابن إيرل



بعد أن عرف شين النتيجة النهائية، أخذ نفساً عميقاً، فقد انتصر بالفعل، فهو كان صهر لرجل ثري والآن سيصبح صهر لرجل ثري آخر، وأخيراً، قد بدأت الحياة المريحة التي ينتظرها، وقد وعد نفسه، منذ هذه اللحظة سيعيش حياة جيدة دون أن يضغط على نفسك، ودون أن يتعب.


فهل يوجد شيء أفضل من الحصول على امرأة جميلة وقوية؟ بالطبع لا شيء

أووه، صحيح، هناك أزمة تواجهه مع عصابة تيان هنغ ولين مو وشو جيا، وهؤلاء الثلاثة قد اتفقوا على قتله في النهاية.


ولكن الآن، يبدو أن هذه الأزمة قد انتهت.

لأنه بعد أن يصبح صهر إيرل، حتماً لن يستطيع أياً من لين مو أو شو جيا أو تيان هنغ على لمسه، وحتى لو كانت لديهم شجاعة كبيرة على ذلك، فهم لن يجرؤوا على فعل أي شيء له أو لعائلته.

ثم بدأ شين يتوعد بينه وبين نفسه:" انتظروني فقط، وسترون كيف سأنتقم منكم أنتم الثلاثة، ولن أسمح لكم بالفرار من قبضتي، فلن يكون اسمي شين إن لم أقوم بتمزيقكم لقطع صغيرة.


وقف المقرب من إيرل(جين تشونغ)أمام شين، والتف برأسه للجهة الآخرى، فقط كان ظاهر على وجهه الازدراء وكأن شين يدين له بألف قطعة ذهبية.


لقد ولد جين تشونغ في منزل إيرل، لذا هو ليس فقط خادماً، وأنما أحد أفراد عائلة جين والذي تربطه قرابة قوية بهم، وكان الخادم الأكثر ولاءً في عائلة جين.



وعلى مر السنين كان يشاهد كيف تكبر كيم، وتصبح موهوبة ومبدعة بأي أداء تقوم به، ولكنه الآن مجبر على رؤية الشابة الجميلة التي تشبه طائر الفينيق تتزوج من رجل عديم الفائدة، والذي يقف أمامه الآن، ولا يستطيع فعل شيء، فكيف له بألا يغضب؟


رغم كل شيء، هو خادم مخلص منذ مئة عام، لذا حتى ولو كان غاضباً منه أو يحتقره، فهو لن يستطيع إظهار مشاعره أو يتحدث معه بوقاحة، لذا تحدث معه بكل تهذيب.

"شين لانغ، تعال معي، سآخذك إلى غرفة الضيوف." قال جين تشونغ ببرود ثم غادر مسرعاً دون أن ينتظر رده.

تبعه شين على الفور، وسار خلفه لمدة عشر دقائق لحين وصولهم إلى الغرفة.

كان شين يحادث نفسه بتعجب ولم يخطر بباله سوى فكرة واحدة:"أوووه، أنه قصر كبير للغاية، فحتى أغنى رجل في العالم الحديث لا يملك قصراً مثله.


قال شين:"آه، بالمناسبة، من فضلك أرسل أحداً إلى منزلي ليخبر والداي بألا يقلقا"

"تم إرسال أحدهم بالفعل، لا تقلق". قال جين تشونغ ببرود.

ثم تحدث شين مرة أخرى بحرج:"اممم، هل أستطيع اصطحاب والداي وأخي إلى هنا لحضور حفل زفاف الليلة؟"



"حسناً، سأرسل شخص ما لجلب عائلتك" قال جين تشونغ، ثم أغلق الباب وغادر على الفور، فهو لم يرغب بالنظر لوجه شين ولا لنصف دقيقة حتى.

شين: "أرجوك أسرع، لأن هناك شخص ما يحاول قتل عائلتي."


ضاقت عيون جين تشونغ فهو لم يهتم كثيراً لأمر شين، وبدا مستغرباً مما قاله، وأصبح يتساءل بينه وبين نفسه:"هل حقاً هناك أشخاص في مدينة شوانوو لا يحبونه؟ ما هي المشاكل التي تسببها لهم ياترى؟

"لاتقلق يا شين، فأنا سأبقي عائلتك بأمان، استرح جيداً، سيبدأ حفل الزفاف هذا المساء."

في هذا الوقت، عند الجبال المرتفعة.

قال تيان هنغ بهدوء:"لقد انتهى الوقت تقريباً، أيها الثالث عشر، أذهب وأحضر عائلة شين، وإن قاموا في هذه اللحظة بتسليم الوصفة، اقتلهم بسرعة ودعهم يموتوا بسلام، أما إذا لم يسلموكَ إياها، عذبهم قبل أن يموتوا ودعهم يتمنوا لو أنهم لم يولدوا أبداً"

"نعم" أومأ تيان الثالث عشر برأسه.

ثم هرع بسرعة مع عشرات من المحاربين من العصابة السوداء باتجاه عائلة شين لانغ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي