8

الفصل الثامن:
(لقد كان عمل مذهل للغاية)

ثم قال الأخ:
"أنا بخير يا أخي، سوف أكذب لمدة عشرة أيام ونصف، واجلس أسفل العربة كلما رأيتها لأدعي أنها صدمتني لأجني المال، وستكون هذه صفقة مُربحة فلدي أخ كبير له سمعة عطرة ولن يعمل بشيء كهذا".

قال الأخ شين جياندو:" هذا صحيح،أذهب إلى مدينة شوانوو لصنع الخزف كل يوم لكسب المال.

شقيقه الأصغر جيد معه ولكن بالتأكيد لن يثق بكلامه، لأن ساقه المكسورة إن لم تُشفَ، سيموت بسرعة.

سأل شين لانغ وهو ينظر لساق أخيه: متى حصل هذا؟

قال الأخ الأصغر:
"لأنني لم أسمع أخبارك قرابة الشهر، ذهبت إلى منزل شو للسؤال عنك، ولكنهم لم يسمحوا لي بالدخول، وعندما عُدت وفي طريقي للمنزل، عارضتني عصابة وقاموا بعطب ساقي اليمنى."

قام شو بإخفاء مرض شين لانغ الخطير لذلك لم يعرف أحد في المنزل عنه، ولكن كان هناك رابط روحي بين الأم والطفل لذا حينما لم يسمعا أي خبر عن شين لانغ لمدة طويلة لم يطمئن الوالدين للأمر، لذا قاموا بإرسال الابن الأصغر للسؤال عن أخباره.

بعد أن خرج أخ شين لانغ الأصغر من منزل عائلة شو، قاطعوه في الطريق قطاع طرق وكسروا ساقه، ولكن شين يعتقد أن الأمر ليس له علاقة بعائلة شو.

كانت عينا شين لانغ قلقتان كما أن وجهه أصبه الذهول
" أنهم أشخاص سامون للغاية"

شين لانغ: "سأساعدك على جبر كسر ساقك، ستؤلمك حتماً، لذا عليك أن تتحملها".

قال الأخ الأصغر: "أخي هل ستشفى ساقي على يدك؟"

بدأ شين لانغ الأمر بمساعدة الأم لجبر كسر قدمين أخيه.

في العالم الحديث، كان شين المشوه يقوم بمعالجة الناس بشكل يومي لإنقاذهم، وعلى الرغم من أنه ليس من الأطباء المشهورين إلا أنه يتمتع بخبرة واسعة بسبب تشخيصه السريري لكل حالة مرضية.

لذا كان من السهل بالنسبة له علاج أبيه وأخيه سوياً، فهو يستطيع النظر بمنظور الأشعة السينية،رغم أن الظروف الطبية متراجعة في هذا العالم القديم المختلف.

شين لانغ: "أمي، سأذهب إلى الجبال لجلب بعض الأعشاب."

ركضت الأم للخارج مباشرة خائفة، قائلة:" شين لانغ، خُذ نيانغ برفقتك، فهناك وحوش على الجبل."

لقد كانت تعتبر شين طفل، ولا يمكن تركه وحيداً في الجبال.

تحدث شين لانغ على عجل، قائلاً:

"أمي، قومي بغلي بعض الماء في القدر، وابحثي عن أداة حادة لشحذ السكين لتصبح حادة، وقومي بتجهيز إبرة سميكة وقطعة قماش قطنية وضعيها بالماء المغلي، ريثما أعود."

كان شين لانغ يتحدث بسرعة ولكن كلماته كانت واضحة ويَسهل فهمها وإتباعها.

نظرت إليه الأم دون أن تسأله، ثم أومأت برأسها قائلة: "حسناً، سأفعل."

بالنسبة لها كلام ابنها مقدس ويجب تنفيذه.

حمل شين لانغ سلة مصنوعة من الخيزران، مجوفة وصغيرة، ثم غادر المنزل متجه إلى الجبل، وكان يرافقانه الحارسين الثالث عشر والرابع عشر التابعين لتيان، الذين استمرا في المشي خلفه.

وقد كانوا يلاحقون شين بأنظارهم ينتظرون إنتهاء المدة المعطاة، فإن لم يجلب المال سوف يقتلانه.

بينما كان شين لانغ ينظر حوله بخوف حيث كان هناك شيء أهم يقلقه؛ فالأرض هنا مختلفة لذا لن تكون النباتات متشابهة بين العالمين، وعلى الرغم من وجود العديد من النباتات التي لم يعرفها إلا أنه وجد عدد قليل جداً من النباتات المتشابهة بين العالمين.

كان هناك العديد من الأدوية العشبية الصينية المضادة للالتهابات، والجبل الخلفي كان عبارة عن غابة مورقة خضراء.

بعد مرور ساعة وبعض الدقائق من الوقت، قطف شين الكثير من الريحان وزهر العسل والهندباء، وكلها يمكن استخدامها في التقليل من الالتهاب.

لسوء الحظ، بأنها لم تكن أرض صحراوية جافة، ولا أرض عشبية، لذلك لايوجد عرق سوس، ولكن من الجيد أن شين لانغ قام بالحفر والبحث عن جذور.

في الأرض الحديثة، تُعرف الجذور الزرقاء بالطب السحري الشامل، لذا قام شين لانغ بالحفر وأخذ عشرات من أنواع الأدوية العشبية الصينية على التوالي، والتي تساعد على إيقاف النزف وخفض الحرارة وما إلى ذلك.

ولسوء الحظ أيضاً، بأنه لم يتم العثور على الماندالا، لذلك كان من المستحيل عمل مخدر.

عند حلول المساء، كان شين لانغ يحمل الكثير من الأعشاب، وكانت الأم قد أعدت كل شيء طلبه منها بالفعل.

فحص شين لانغ ساق الأخ الأصغر المكسورة بمنظور الأشعة السينية، ولحسن الحظ كان العظم المكسور لا يزال مسطحًا وليس مدبباً، لذلك لم يكن هناك ثقب في الأوعية الدموية المهمة.

قامت الأم بشحذ السكين، ومن ثم وضعها بالماء المغلي للتعقيم.

فتح شين لانغ ثقبًا في العظام المكسورة لأخيه، مما سمح بتدفق الدم، لذا أصبح بإمكانه إزالة العظام بدقة أكبر.

من سوء الحظ كانت الظروف هنا بسيطة جداً، ومن المستحيل دق المسامير الفولاذية لتعديل العظام المكسورة، كما أنه لا يوجد مادة الجص التي تساعد على تثبيت القدم المكسورة، ولا يوجد سوى الأعواد الخشبية.

بدأ شين لانغ يُخيط الجرح بالإبرة المعقمة بالماء المغلي، ثم وضع الأعشاب الصينية المطحونة على الجرح، واستخدم ثلاث عصي خشبية مقطوعة بشكل طولي وقام بوضعها مقابل بعضها على الساق ثم ربطها بشرائط من القماش بشكل جيد.

ثم قال شين لانغ:
" لايجب أن تمشي على ساقك أبداً من الأفضل عدم التحرك، كي لايتخلل مكان العظام، عليك أن تبقى مستلقياً في غضون شهرين لتُشفى.

لقد كان متردد قليلاً في القيام بالعملية، ولكنها لم تستغرق وقت طويل بل أنتهت في أقل من ساعة.

على الرغم من أن أخيه الصغير كان يتصبب عرقاً، إلا أنه لم يصرخ وأكتفى بعض العصا الخشبية وهو يكتم ألمه.

لم يجرأ الوالدان على النظر أو التحدث، بل كانوا يحبسوا أنفاسهم خوفاً طَوال العملية.

إن هذا رائع حقاً، عاد شين لانغ إلى المنزل وتغير بشكل مثير للدهشة، فهو لم يتخلص من الغباء فحسب، وأنما أصبح قوياً وذكياً جداً.

في الوقت الحالي رأى الوالدين بوضوح كم كانت حركات شين لانغ سريعة وحاسمة وعيناه حازمتين تعرف وتفهم ما تريده، وليس كما كان من قبل.

بعد انتهاء شين لانغ من العملية ولف ساق أخيه، ألقى الأخ الصغير العصا الخشبية التي كان يعض عليها

ثم تحدث وهو ينظر إلى شين لانغ مذهول بما حدث، قائلاً:"
أخي، أنت بالفعل طبيب عظيم! فبعملك هذا لم أشعر بألم شديد ولم تتورم ساقي، لقد رأيت العديد من الأطباء كيف يعالجون الأرجل المكسورة، ولكنني لم أرى طبيب مثلك سريع وقوي بهذا الشكل!"

على الرغم من أن شقيقه الأصغر (شن جيان) كان يقدم العلاج للماشية الضائعة والمصابة، فهو يعلم ماهو شعور الألم خصوصاً بعد أن كَسُرت ساقه هو.

ولكن يد شين لانغ كانت سحرية بالفعل، سواء إن كانت عن  مهارة أو عن معرفة فهو أفضل بكثير من الأطباء الذين يعالجون الرجال المسلحة حينما يصابون.

كيف يمكن أن يحصل مثل هذا التغيير الكبير الآن؟ من أين حصل على هذه القوة؟

ولكن الغريب بالأمر بأن شين لانغ هذا هو نفسه شين لانغ السابق، الطالب الكسول جداً.

إن الأسرة حقاً مصدومة وسعيدة بنفس الوقت.

بعد ذلك، بدأ شين لانغ بمعالجة والده، وكانت الخطوة الأولى هي سحب الدم من الرئتين، وإلا ستصبح إصابته أكثر خطورة على حياته.

لقد كان أصعب من سحب الدم هذا، هو معرفة مكان التجلطات الدموية في داخل أوردة الرئتين، أنها غير مرئية للعين المجردة وهذا مستحيل بالنسبة للناس العادية، ولن يستطيع القيام به أي طبيب آخر في العالم.

ولكن بالنسبة لشين لانغ الأمر سهل للغاية، ويمكنه بواسطة منظور الأشعة السينية تحديد المواقع بدقة ورؤية تدفق الدم.

قامت الأم بشحذ الإبر السميكة التي يبلغ قطرها حوالي ثلاثة ميليمترات والتي تستخدم خصيصاً لخياطة الجلود، ثم وضعتها في الماء المغلي لتعقيمها، ثم قام الوسيم بإنشاء ثقب بالرئتين ووضع فيه قطعة من جذع نبات محفور من الداخل يستخدم بدل الأنابيب البلاستيكية المتعارفة عليها لسحب الدم من داخل الرئتين للخارج.

لقد كان يبلغ قطر جذع النبات المستخدم 2 أو 3 مليمترات، منزوع لبه الداخلي وقاسيٍ بدرجة كافية تسمح لتصريف الدم.

وبهذه الطريقة قد فتح شين لانغ عدة ثقوب في رئتي والده، ثم بدأ بإمتصاص التخثرات من الداخل بواسطة فمه.

بعد مرور أكثر من ساعة قد أزالَ أغلب التخثرات الدموية من الأوردة الرئوية لوالده، كما زالت الانسدادات فيها، ولايهم إن كان هناك انسداد بسيط؛ فمع الوقت ممكن للجسم امتصاصه تدريجياً.

لقد كان تأثير علاج شين لانغ فوري، ولوحظَ بشكل مباشر.

رغم هذا لايزال والده يسعل، ولكن تنفسه أصبح أفضل بكثير، لأنه في السابق كلما حاول التنفس يجد صعوبة في ذلك ولا يدخل الهواء للرئتين بشكل كافي بسبب الانسدادات، فقد كاد أن ينفجر من شدة الألم الذي يشعر به، كانت الحياة سيئة جداً أشبه بالموت.

أما الآن أصبح التنفس جيداً ولم يعد هناك أوردة مسدودة في صدره، وهذا شعور مريح للغاية.

"لم أتخيل بأن يكون لدي ابن يستطيع فعل هذا بواسطة القليل من الأدوات البسيطة، لقد كان الأمر رائعاً بالفعل بإستخدام ابتكارات ذكية." قال الأب

"هل من الممكن أن توجد مثل هذه المهارات لدى طفل؟ فقد قلت بأنني لم أراه منذ ثلاثة أشهر." قالت الأم

أصبحت كلمات والده مليئة بفخر لايضاهيه شيء:
" ابني مذهل حقاً"

" والدي أنت أكثر راحة الآن، أليس كذلك؟" قال شين لانغ

بدأت الأم تُمعن النظر في شين لانغ وعيناها مليئة بالحب، قائلة:
"أنا حقاً لا أصدق أن ابني أصبح قوياً وذكياً للغاية."

ثم تسائلت :
"أنت لست غبي بالمقارنة مع شين لانغ السابق، فقد كان أحمق"

ثم قاطعها الأب قائلاً:
" لايهم، لا تسألي، مايهم بأننا سعداء الآن بعودته، فلما نحتاج لتحطيم هذه السعادة بهذه الكلمات البالية، لتتلاشى سعادتنا؟"

أومأت الأم برأسها بقوة، ثم تحدثت بسعادة:

"نعم،  هذا صحيح، مايهمنا على أي حال عودتك، بارك الله بما حصل، ققد أصبح لدى دالانغ مثل هذه المهارات، لذا لن نلوم بعد الآن الأرملة ليو من تطلب افتتاح كلية الطب، أوووه، وهكذا يمكننا توفير مايكفي من المال من زعيم القرية."

بعد هذا لم يعد يتحدث الوالدان والشقيق الأصغر عن تغير شين لانغ، فقط كانوا سعداء بهذا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي