5

الفصل الخامس:

(الطريقة الأفضل لبناء مستقبل جميل)

 لايزال صوت تشانغ يُسمع من الخارج.

تشانغ: "علينا أن نُعجل بأمر زواجنا، ولكن أولاً علينا أن نسأل عائلة تشو عن أقاربهم في شوانوو إن كان زواجهم قد أقترب أم لا، فبمجرد زواج تشو هونغشو وجين مولان أولاً، سيكون حفل زفافنا عادياً؛ كون هذين الاثنين مهمان للغاية وسيضج حفل زواجهم في المكان ولن يكون هناك اهتمام بموضوع زواجنا نحن، لذا لاتقلقي عزيزتي."

"جين مولان من إيرل شوانوو؟"  بدت ملامح التعجب على شو وي وتحدثت بنبرة غير مفهومة إلى حد ما إن كانت راضية عن الأمر أم لا.

تحدث تشانغ بطريقة غير لبقة، متباهي بتشو.

تشانغ: "نعم أنها هي، يمكن أن يُطلق عليها اسم أميرة مدينة شوانوو."

لم تعلق شو وي على الأمر، واستمر بالنظر بتعجب

ثم سألها تشانغ جين: "هل صادفتها في يوم من الأيام؟ إنها جميلة جداً كالأسطورة التي يخلدها التاريخ، كما أنها قوية جداً وماهرة في فنون الدفاع عن النفس والفنون القتالية الحربية"

تحدثت شو وي بإزدراء: "أميرة مدينة شوانوو؟! هل أنت معجب بها لهذا الحد؟ هي حتى لن تتنازل وأن تحضر حفل زفافنا، لأنها حتماً ستتجاهل الدعوة، فهي لن تسمح لأحد بدعوتها بسبب عجرفتها وتكبرها، فأنا حقاً لا أجد شيء يميزها لتكون الأفضل في مدينة شوانوو." 

أجاب تشانغ:

"بالطبع هناك مئات من الناس ذات الطبقات الراقية الثرية منذ سنين سيكونون معجبين بها ويهتمون لأمرها ويعتبرونها الأفضل"


ثم تابع تشانغ وهو يفكر بأمر زواجه: "صحيح، هذا الأمر سري، لا يجب أن نقوله لأي شخص"

تحدثت شو وي بنبرة هادئة قائلة وهي تخفض رأسها: "أنني أعرف مدى أهمية الامر، فأنا لا أريد أن تظهر عليّ سُمعة سيئة بعد انفصالي عن شين أو يقولوا بأنني قمت بإستغلاله."

......

أظهر شين لانغ ابتسامة ساخرة بعد أن سمع حديثهم من خلف الباب، وحينما غادرا عاد ونظر لنفسه في المرآة متباهياً بنفسه وغير مكترث لِماَ يحدث، فهو وجد بالفعل حلاً لكل شيء.

رغم أنه في الوقت الحالي يعلم بأن ظهوره ليس شيء مرغوب به أو محبب، بل يتمنى الجميع التخلص منه.

وحينما استرجع شين ذكرياته الماضية وفكر بالأمر بعمق،
اكتشف أشياء حدثت قبل أكثر من شهرين، حينما لمحت شو وي له عدة مرات لأمور مختلفة، منها بأن عائلتها قلقة بشأنه، لأنهم لا يريدونه أن يحصل على إرث، فهم لايجدونه يستحق شيء، ولكن حينما كان شين لانغ مُتخلف لم يفهم هذه التلميحات ولم يكن مبالٍ بها، وكان سعيداً مع عائلة شو رغم معاملة البعض السيئة له كما لو أنه قطعة قماش بالية تستخدم ثم تُرمى للخارج متى شاءوا. 

ولكنه بعد كل هذه التلميحات السيئة بحقه من شو وي حزن بشدة لأنه كان بالفعل يُحبها وقام بمساعدتها دون مقابل، ولكن فجأة بعد شهر من معاناة ألم وحزن ملئ قلبه قد عانى شين لانغ من مرض خطير وكانت أسباب مرضه معروفة؛ حيث أنه تم نقل الأرواح الشريرة إلى شين لانغ وهذا ما كان مُتفق عليه من زواجهم.

ورغم انتقال الأرواح الشريرة إلى شين إلا أنه لم يمت على الفور كما كانوا يعتقدون، ومع هذا وجدت شو وي شخص آخر لإنقاذه من تلك الأرواح.

ولكن مع الأسف الشديد بأنها لم تتمكن من إنقاذ شين لانغ، لذلك قد مات بالفعل الوسيم الغبي في هذا العالم، ولكن قبل إعلان وفاته وإخراج جثمانه حدث شيء صادم وغير متوقع، حيث دخلت إلى جسده روح شين لانغ المشوه وعبرت من العالم الحديث إلى العالم القديم هذا.


بالطبع لن يعرف أحداً بأن الوسيم المتواجد على هذه الأرض قد مات ثم عاد إلى قيد الحياة حينما أنقذته روح شين المشوه.

لم تكن شو وي السبب الرئيسي في مقتله إنما كان هناك أسباب كثيرة منها الخوف الذي زرعوه في داخله طيلة الفترة التي عاشها معهم.



لقد نفذ صبر تشانغ غوي ابن كيونجي وهو ينتظر موت شين للتخلص منه، لذا أفسد الأمر وبدأ بالصراخ والبوح بكل صراحة بأنه يريد طرده من هنا بسرعة، كما أن  شو وي ظهرت على حقيقتها وخلعت رداء المثالية التي كانت تُخبئها بلطافتها الدائمة، وأمرت بطرد شين لانغ ودفعه خارج عائلة شو وقطع العلاقة الزوجية التي تربطهما.


لقد حدثت كل هذه الأمور بسرعة هائلة، وكانت لأكثر من ساعة فقط منذ أن عبرت روحه الجديدة لهذا العالم


لقد فهم شين كل شيء يحدث وعلم بأنه سيتم طرده، لذا  يجب أن يجد مصدر رزق آخر غير هذا المكان كي يعيش بكرامته ويأكل من تعب يديه، فلم يعد بإمكانه تناول الأطعمة الفاخرة في منزل شو وي بعد الآن.

بالطبع هذا سهل كونه طبيب، إضافة إلى عمله في الأشعة السينية، فهو بذلك يستطيع تأمين حياته وحياة عائلته، ولا مانع من فتح مركز طبي خاص به لجني المال والعيش بكرامة بعيد عن تكبر عائلة شو واحتيالهم.

ولكن في حياته السابقة الأخيرة حينما كان الشخص المشوه، كان يعالج المرضى كل يوم، وقد كان منهكًا أيضاً في تلك الحياة ولا يرغب بإعادة تلك المأساة والتعب المُجهد دون راحة.

ثم تحدث بينه وبين نفسه:

'الآن أريد فقط الاستمتاع بالرفاهية والنجاح في حياتي دون الاعتماد على غيري.'

'هل من الصعب أن تعبر روحك كَطبيب؟ أنه شيء قاسي ليقال لي يوماً ما، حسناً لن أُخبر أحداً بأنني كنت طبيب، فهذا لايُصدق حتماً لطالما كنت شين لانغ الغبي في عالمهم هذا'

من المؤسف حقاً أن يكون لديك وجه جميل ووسيم وتضيعه هكذا دون نفع بالرغم أن المظهر مهم جداً كما قلنا سابقاً أننا نعيش في عالم المظاهر؛ لذا يجب أن تجد منزلاً أكثر شهرة وقوة، كي تتغير وتُصبح من خلالهم أقوى وأكثراً نفعاً لك ولعائلتك.


ولكن  الخطوة الأولى لذلك عليه أولاً شهر نفسه بشكل جيد بين الجميع، ثم نشر إعلان بأنه لم يعد متخلف عقلياً وهذا من أجل جذب الفتيات الغنيات والجميلات ذوات الطبقات الراقية.

ثم حادث نفسه متسائلاً:

''ترى من هي أغنى وأقوى فتاة متواجدة هنا بمئات المرات عن غيرها؟''

"أووووه،أنها بالطبع جين مولان، ابنة إيرل شوانو، كانت شو وي محقة، فقد قالت ذلك للتو على أنها عملاقة عصرها حيث أنها عاشت قرن من الزمان وتعتبر أميرة مدينة شوانوو، على مايبدو هذا الأمر أزعجها، هههه، وهذا جيد بالنسبة لي."

......

لم يكن لدى شين لانغ أي شيء من ممتلكات عائلة شو لتأخذه منه شو وي، لذا سيغادر مباشرة دون الحاجة للضغط عليها كي يتنازل عنها.

كانت شو وي تقف أمامه منتظرة رحيله دون أن تقول له شيء

شين لانغ:

"إذا كنتِ لا تنتظري مني شيء يجب أن أسرع وأذهب من هنا، فعلي أن أجد عمل خاص بي لتأمين حياتي."

"بعد مرور وقت من الزمن"

 خرجت شو وي ثم فتحت الباب مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت بعجرفة وازدراء.

أحضرت شو وي أربعة من أساتذة فنون القتال والدفاع عن النفس، وأسرع دينغ وأشار بإصبعه على شين لانغ، ثم قال بجرأة متهجماً: 

"عندما يكون لديك ولد فقير يسكن الريف لن يسرق الأموال من الحكومة فحسب، وأنما حتى الأشياء المعنوية لن يوفرها أيضا، هؤلاء الأشخاص كان يجب قتلهم أحياء، ولكن عائلة شو ستجعله يعيش كحياة الكلاب"

"السيد لديه أوامر بإنهاء علاقة الزواج بين شين لانغ والآنسة شو وي وطرده من عائلة شو على الفور"

أظهر شين لانغ ضحكة آخرى ساخراً حينما سمعهم يتحدثون عن الأمر.

وهذا أغضب دينغ كثيراً:

"هذا صحيح، ومن الضروري أيضاً التخلص من تبجحه وكبريائه هذا، وسكب الماء الملوث عليه، هذا السارق اللعين، فقد دخل لعائلة شو لنهبها حتماً" 


"في الأشهر الماضية القليلة لم ألمس حتى نصف العملات الفضية، هذا غير أنني لم ألمس النقود مطلقاً، إن من السخافة التعدي عليَّ واتهامي بإشياء تُهين كرامتي، أنا لستُ سارق ولا أكترث لمالكم اللعين."  قال شين لانغ


نظر إليه دينغ نظرة احتقار وهو يبتسم بسخرية قائلاً:

"ولكن عليك أن تقول أنك سرقت، وهذا من أجل حياتك البسيطة المتبقية من عمرك وحياة والديك وإخوتك بعد خروجك من هنا، وعليك أن تقول ما سنأمرك به فقط."

ثم أضاف شو جونجيا وهو يتحدث ببرودة قلب:

" أوه، لقد نسيت بأنك أصبحت تفهم ويمكن أن تقول ذلك بوضوح بعد خروجك، لذا عليك أن تقول أنك سرقت أموال عائلة شو، والاعتداء غير اللائق عليها، لذلك قد تم طردك، فإن قلت أي جملة سيئة على العائلة، حينها ستعاني حتماً أنت وعائلتك بأكملها، هل فهمت؟" 

"أجل، فهمت"  قال شين لانغ وهو يُظهر الرضا.

"هيا اذهب من هنا، لا أريد أن أراك بعد الآن."  قال شو جونجيا.

تحدث دينغ متفاخراً:

"أوه، هذا ما كان يجب أن يحصل، لقد تخلصنا من شين لانغ وأخيراً وخرج بسهولة من هنا"



قال شو جواجيا ببطء: "ابحثوا عنه، فمثل هؤلاء الأشخاص الرخيصين ليسوا صادقين، لذا لاتدعوه يسرق نصف العملات الفضية الموجودة في المنزل حينما يذهب لتوظيب أغراضه "

ذهب العديد من أفراد الأسرة مسرعين للبحث عنه، ولكن لم يكن لدى شين لانغ أي شيء على الإطلاق.

ولكنهم أمعنوا النظر إليه ووجدوا أنه يرتدي ملابس فاخرة من صنعهم.

"الملابس التي ترتديها الآن هي من الحرير، وهي تساوي بضع عملات فضية، وليس لدى شخص مثلك فرصة لإرتداء ملابس مثلها، فأنت أرخص منها." قال دينغ

  لوح شو جوانجيا بيده وقال: "تعالوا وأرمو شين لانغ في الخارج"

وبهذه الطريقة، تم طرد شين لانغ من عائلة شو من قِبل العديد من أفراد الأسرة.

.....

وعندما تم طرده من منزل شو، أشاروا إليه طوال طريق مسيره ساخرين.

ثم دار حديث بينهم

"لقد تم أخيرًا التخلص من هذا الشخص الرخيص"

"إنه رجل فقير، كان يأكل الأرز الأبيض فقط منذ بضعة أشهر في شو جياباي، إنه بالفعل رخيص"

"لقد تلطخ اسم الآنسة شو وي بأسمه رغم أنه كان زوجها لمدة أشهر فقط، ولكنه لا يتناسب مع شخصية الآنسة أبداً"

"ومع ذلك، يبدو جميلاً حقًا."

"أوووه وما النفع من ذلك؟ أنه مضيعة للوقت أن تكون وسيماً ولكن غبي لا تفهم شيء كالخنزير"


"اذهب وعد إلى بيت الكلاب الخاص بك في بلدك."  هاجمته عائلة شو منتقدة.

بعد كسر خاطره، خرج من باب منزل عائلة شو.

"يا! …..  انظروا لقد دفع الباب خلفه وأُغلقه بقوة."

كانت عائلة شو كبيرة جداً، وقد تجاوز منزلهم الكبير الذي تبلغ مساحته عشرات الأفدنة ببضع دقائق.


ثم أصبح ينظر إلى السماء الصافية، حيث كان القمر ساطع،  لقد حل الليل بالفعل.


فكر بالأمر وحاول تذكر اتجاه عائلته، ثم مشيَّ شين لانغ باتجاه الشمال الغربي.



مازال هناك أكثر من أربعين ميلاً كي يصل إلى منزله، كان الليل قد حل والطريق طويلاً للغاية ولكنه لم يستسلم واستمر بالمسير.


بعد المشي بضع مئات من الأمتار لم يطلب شين لانع المساعدة من أحد ولكنه نظر للوراء يتأمل منزل عائلة شو بغضب.

كان يتوعد بأنه سينتقم لذلك قريباً، ولن ينتظر أكثر من ثلاثة أيام.

حينها سيستمر انتقامه، بل سوف ينتقم ليلاً نهاراً منهم ليجعلهم يندمون على تصرفهم السيء هذا.

......

وقفت شو وي في أعلى مكان في الجناح الخاص بالمنزل ونظرت إلى ظهر شين لانغ وهو يمشي، قائلة:

"هذا الشاب لديه حياة بائسة بالفعل" 

كان وراءها صوت ساخر لرجل في منتصف العمر، وهو والدها مؤسس مؤسسة نودا، يدعى (شو جوانجيون).

"أبي، نحن قمنا بالكثير من العمل اليوم."

  عبست شو وي وأضافت غاضبة : "ماذا إن أفسد سمعتي؟"

قال شو جياتشو: لا مهرب من ذلك، وجب على تشانغ جين أن يرى هذا المشهد، لقد انتظرنا طويلاً حتى وصلنا لهذا اليوم، ونحتاج الآن  لدعم كبير من تشانغ جين، فهو الأفضل في لانغهو، حيث أنه يضاهي عائلتنا بالمكانة المرموقة، لذا سعادته هو أهم شيء، أما بالنسبة لسمعة عائلتنا فلا يهم الأمر"


"نعم."  أجابت شو وي.


وأضافت: "علاوة على هذا، فإن شين لانغ شاب ذو شخصية ضعيفة، أعتقد أنه لن يكون صادقاً وينفذ ما طلبنا منه عند وصوله لمنزله" 

قال شو الأب: "بالطبع لو تجرأ على قول شيء سيتحمل الذنب والديه وعائلته"

عبست شو وي مرة أخرى، ولم تكن ترغب بأن يقول والدها هذا الكلام.

......

لم ينتهي الليل بعد، ومازال ضوء القمر مشعاً وقوياً على طول الطريق، وشين مستمر بالسير طوال الليل دون تعب.

بعد المشي لمسافة نحو عشرة أميال، فجأة وقفت أمامه عدة شخصيات، فقد أحاط به خمسة من المحاربين بالسيف، ثلاثة في الأمام واثنان في الخلف.

ولا يوجد أشخاص في البرية يعيشون هنا ليطلب المساعدة منهم وينجدونه.

تحدث شين غونغزي:

"ما رأيك أن تذهب معنا في جولة؟"

صُدم شين لانغ حينها وحاول طلب العفو وتركه يرحل،
ولكن رُبطت قطعة من القماش على فمه مباشرة، مما جعله غير قادر على الكلام، كما أنهم قاموا بربط عينيه برباط آخر.

بعد ذلك، أخذ خمسة أشخاص شين لانغ وأدخلوه في الغابة وساروا لمدة ربع ساعة تقريبًا فيها.

بعد فترة، تم نقل شين لانغ إلى مكان للحجز.

وشخص ما قام بفك الرباط من على عيون شين لانغ، وقد كانت رؤيته مشوشة.

وحينما أصبح نظره واضح، تأمل المكان حوله حيث أنه كان هناك ثمانية أشخاص يحملون السكاكين، و أربعة أشخاص يحفرون حفرة طويلة وعميقة.

ثم تحدث بينه وبين نفسه:
''ساعدني يا إلهي، لقد كانت حفرة القبر جاهزة''

ولكنه صُدم بصوت أجش يقول:

"ابدأ" 

  "وضع شين في الحفرة، ثم املأها بالتربة وادفنها، ثم تذكر بعد ذلك أن تطفأ الشمعة، حتى يكون شين باردًا جدًا"

"هذا لدفن الوسيم الميت، فهو قد مات بالفعل"

"وعندما يأتي عدد قليل من الرجال خاصتي سيقتلوه"

تحدث تيان بانغ ساخراً:

"شين لانغ، الرجل الجميل الذي استطاع أن يجتاز هذه الأنهار والبحيرات التسعة، لابد أنه مات، وهذا ما سيعتقده الجميع بالفعل لأنه من الصعب السير لكل هذه المسافة للوصول إلى منزلك المهترئ"

قال شين لانغ ببرود: "تيان بانغ ستموت قريباً "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي