24

الفصل الرابع والعشرين:
(صفعة قوية في حفل الزفاف)

لم تكن تتخيل شو وي بأن يكون العريس المتخفي خلف القناع الفضي هو زوجها السابق الأحمق شين لانغ.



كيف يمكن لشيء هذا بالحدوث؟ كان من المستحيل تصديقه حتى ولو غربت الشمس من المشرق.

ثم كيف تمت الاجتماع والتوافق بينهما، فكيم تعتبر أسطورة وأميرة شوانوو، وشين لانغ غبي وذو جسد هزيل وغير نافع بشيء، فكيف لشخص مثلها قد تفكر بشخصية شبيهة بالنفايات القذرة؟

لقد كانت صدمة ساحقة وغير متوقعة من قبل الجميع.


وهذا غير أن شو وي قامت بطرده من منزلها قبل يومين، بتهمة السرقة والاعتداء على الخادمات، فكيف لهم بأن يقبلوا أو يختاروا شخص سيء السمعة ويصبح صهر إيرل؟


لا، لم تستطع عقولهم تقبل شيء كهذا.



ثم بدأت تحادث نفسها بصدمة وهي تنظر عن بعد إلى شين:"شين لانغ، أيها الوضيع، لقد طردتك من منزلي، وكان يجب أن تختفي من الوجود وتتحول إلى غبار، أو تتحول لكومة من القذارة والناس تدوس عليها، ولكن الآن بدلاً من ذلك تزوجت من امرأة أجمل وأنبل مني، كيف من الممكن حدوث هذا؟ أليست هذه مزحة يا الله؟"




وبجانبها كان يقف تشانغ الذي يشعر بالقرف وبدأ يتقيأ دماً وهو يراهما متقاربان لهذه الدرجة من بعضهما وهو كان يتوق على احتضانها.



تشانغ بينه وبين نفسه:"لماذا؟"


فقد كانت كيم أميرة، لذا لم يجرؤ تشانغ حتى على التخيل بأن يستطيع أن يحتضنها بين ذراعيه لتهدئة نار شوقه، والآن حينما رأى من اختارت، صُعق وكانت صفعة مؤلمة أذابت مشاعره بنيران الغيرة.

ثم تحدث مع نفسه وهو يفكر:"كيف؟ ولماذا تتزوج أميرة مثلها بشين لانغ؟


"هاهاهاها..."


فجأة انفجر تشانغ بالضحك، وعلت صوت قهقهته المكان، لذا لفت انتباه الجميع الذين التفوا نحوه وهم ينظرون إليه باستغراب.

ثم قال تشانغ بصوت مرتفع:"آنسة كيم، حتماً حفل زفافك هذا مزيف، أنه مؤامرة فقط"


أجابت كيم ببرود:"ولما أنت متأكد؟ ولماذا تقول مثل هذا الكلام؟"



ثم أشار تشانغ على الفور وهو يرتجف بإصبعه نحو شين
وقال:"أتعرفين من هذا الرجل الذي اخترتيه؟ أنه شين لانغ وهو رجل غبي وأحمق، ولم يتعلم أكثر من ألف كلمة على مدار العشر سنوات التي درسها قبل أن يتم طرده من مدرسته هانشوي تاون التي فقدت أملها من استيعابه في أي شي ولم يقبل أحد من المعلمين على تدريسه أيضاً، وبعد دخوله لمنزل عائلة شو، قاموا بطرده أيضاً بتهمة السرقة والاعتداء على الخادمة، لذا كيف لقصر إيرل أن ينظروا لمثل هذا الأحمق؟ وكيف لشخصية مثلك تقبل به كشريك حياة؟ لذا، لا يمكن أن يكون هذا صائباً، لا بد أن حفل الزفاف هذا مزيف."


"نعم نعم" صرخ جميع الشباب العظيمة من حوله والذين يتمتونها.



فالجميع شك بالأمر، وأعتقد بالفعل بأنه مزيف، فكيف يمكن لأميرة بأن تتزوج شخص لا قيمة له؟


بعد تعليق الحشد عن الأمر، فكر تشانغ في نفسه، فهو ابن ابن عائلة نبيلة وشين كان أقل من مكانته.


فجأة، خرج من بين الحشد عالم ثري.
وقال بصوت عالٍ:"هذا صحيح، يمكنني إثبات صحة هذا الكلام بأن شين غبي ومتخلف عقلياً، لأنني درست معه ذات مرة في مدرسة هانشوي تاون."



أدرك شين حينها ذلك، وعرف الرجل بالفعل، كان اسمه يان شيونغ، وقد كان بالفعل زميله في مدرسة هانشوي تاون.




ابتسم شين من داخله بحرج، فالأشخاص الذين يعرفهم ظهروا الآن لطعنه في هذه اللحظة وأمام مسامع الجميع.



في الحقيقة، لم يكن يان شيونغ المسكين مؤهلاً لحضور حفل زفاف هذا المساء، ولكنه بعد أن اجتاز الامتحان العلمي، استطاع الوصول إلى معلم جيد، اسمه تشانغ بو يان، وهو ذات صيت معروف في مدينة شوانوو، لذلك استطاع المجيء معه.



بالطبع لم يأتي بفضل يان شيونغ فقط، بل كانت علاقته جيدة مع تشانغ جين واستطاع تكوين علاقة مع عائلة تشانغ.



فيما مضى، في مدرسة هانشوي، كان يان شيونغ مدير المدرسة وقد كان يتنمر على شين ويسخر منه يومياً.


ولم يكن يتوقع بأن شخص مثل شين يستطيع الدخول لقصر إيرل أو يتزوج من كيم، أميرة شوانوو، كيف استطاع شخص مثله الحصول عليها؟



لذا نسيّ للحظة أخلاقه الرفيعة، والتقت عيناه على الفور بتشانغ جين وهو يحدق بغضب.



نهض شين، ثم أدار رأسه باتجاههم وقال بصوت لطيف وساحر:"يان شيونغ، أنت تقول بأنني متخلف عقلياً صحيح؟حسناً، أرنا دليلك، لإثبات ذلك."






قهقه يان شيونغ وسخر منه، ثم قال:"أنت لا يمكنك أن تتعرف على ألف كلمة حتى بعد مرور عشر سنوات، أليس هذا دليل كافٍ؟اممم، حسناً، حسناً، سأعطيك إثبات آخر، سأكتب بضع كلمات، وإذا كنت تستطيع التعرف عليها، فسأقوم بالتأكيد بسحب كلامي، مارأيك؟



أرادت شو وي التدخل، والتحدث بعلانية والتأكيد على صحة غبائه، ولكن شين تحدث قبلها
وقال:"حسناً، هذا جيد، أرني."


"أحتاج إلى حبر وفرشاة وورقة" قال يان شيونغ.



في البداية شعر شيونغ بالخوف والتوتر وكان ساقيه ترتجفان، لأن مشهد كهذا في القصر لن يكون سهلاً إن لم يثبت لهم شيئاً، ولكن سرعان ما تلاشت مخاوفه حينما وجد الجميع من حوله يدعمه ويسانده كالنجوم التي تحمل القمر، لذا أراد التباهي بينهم، والأفضل من كل هذا هو إنهاء زواج شين من كيم في هذه اللحظة.




لم يرغب أحد من قصر إيرل في إعطاءه المواد التي طلبها، ولكن هناك العديد من الضيوف الذين أحضروا له هذه المواد كهدية له، حيث إنَّ أحد الشخصيات المحترمون جبلها على الفور لأجله.



التقط يان شيونغ الفرشاة بيده، ثم كتب بضع كلمات على ورقة حمراء.




سار الحشد باتجاهه وازدحما وشكلا دائرة حوله وهم ينظرون للكلمات التي باتت مألوفة ولكنهم لم يفهموا منها شيء، تنهدت قلوبهم التي تشعر بالخوف سراً، وسرت قشعريرة في ظهورهم توحي بشيء مخيف.





أنه لأمر سخيف بالفعل، أن الأشخاص الموهوبين بفنون الدفاع عن النفس التي لا يعرفهم الحاضرون، وحتى بعضهم لا يعرف العلماء المشهورين، فكيف لهم بأن يعرفوا معنى هذه الكلمات، فمن يفهمها دون مبرر فهو حتماً عديم الفائدة.





ثمانية من أصل عشرة مواهب علمية حاضرة، لم يتمكنوا من التعرف على الكلمات الثلاثة البسيطة التي كتبها يان شيونغ، لذا كان من الصعب فك الشيفرة وفهم الكلمات، لذا سيكون صعب على أحمق بأن يحظى بفرصة لفهم شيء منها.




ثم تحدث يان شيونغ بفخر:"هذه الكلمات الثلاثة البسيطة، إذا تعرفت عليهن، فسأعترف حينها بأنك لست غبياً، وإن لم تستطع، فما عليكَ سوى الاعتراف بأنك أحمق وغير نافع بشيء أمام الجميع."

نظرت كيم مولان على الكلمات، وعبست فجأة.

بالطبع لقد تعرفت على هذه الكلمات، على الرغم من أنها كانت تدرب الشباب على فنون الدفاع عن النفس، إلا أنها غالباً ما تقرأ الكتب بجد كما يفعل العالم، لقد كانت الشخصيات المكتوبة نادرة جداً، وإن لم يقرأها لن يتم التعرف عليهن إطلاقاً، لأنه نادراً مايتم ذكرهم في الكتب.


عندما نظر شين لانغ، كانت هذه الكلمات الثلاث هي:
أوزة، العائلة المالكة، لقب عائلة مالكة من العصور القديمة



فعلى الرغم من تخرجه من جامعة طبية مرموقة، إلا أنه لم يتعرف إلا على الكلمة الأولى من الكلمات الثلاثة، والأخيرتان لم يعرف أياً منهما.



ضحك يان شيونغ، ثم قال:"حسناً، أعلم بأنك لم تتمكن من التعرف عليهن، لذا هيا أعترف وقل بأنك أحمق وغبي، فبعد عشر سنوات من الدراسة، أنت حتى لم تستطع التعرف على هذه الكلمات الثلاثة البسيطة."




شعر كثير من الناس المتواجدة بالخجل، فقد درسوا أكثر من عشر سنوات، واجتازوا امتحان الباحث إلا أنهم لم يعرفوا معاني الكلمات أيضاً.




ابتسم شين، فعلى الرغم من عدم معرفته معاني الكلمات، إلا أنه مطمئن بوجود جهاز حاسوب محمول في دماغه يستطيع الاستعانة به متى يشاء، لذا سحب قاموس ليتعرف على الشخصيات المكتوبة، وقد كان من السهل العثور عليهن.




وقد كان هذا الحاسوب أكثر تقدماً في ذهنه، في زمن كهذا، وستظهر الإجابة في عينه من خلال مسحة واحدة، ولا يزال هناك العديد من الاجابات في ذهنه أيضاً.




في هذه اللحظة اتجهت الأنظار كلها باتجاه شين، وهم ينتظرون كلامه وتبريره وهو يخدع نفسه أمام الجميع.




تحدث شين بثقة:"الكلمة الأولى هي مرادف لكلمة أوزة، وهي نوع من أنواع النباتات التي يمكن استخدامه كدواء، وهي موجودة أيضاً في كتاب الأناشيد، ويمكنك أن تجده في الكتب الكلاسيكية الخمسة.



ارتجف جسد يان شيونغ، وصدم للغاية وهو يسمع شين يتحدث بطلاقة بمعنى الكلمة، فعلى الرغم من أنها أبسط كلمة من بين الموجودات، إلا أنه من الصعب أن يتعرف عليها شين.




ثم حاول تهدئة نفسه، لأنه واثق بأن شين لن يتعرف على الكلمتين التاليتين.



ولكن الصدمة بأن شين استمر بالحديث وهو يقول:"أما الكلمة الثانية، فهي تعني اليشم الملطخ، أو بمعنى العائلة المالكة."





وقبل أن يتاح ليان شيونغ الوقت للرد، تابع شين مسترسلاً:"أما الكلمة الثالثة، فهي نادرة حقاً، ولديها الكثير من المعاني وتنطق بأكثر من شكل، أحد أشكال نطقها كالقراءة وهو قراءته بشكل عمودي، أما النوع الثاني من النطق هو الاتصال بخط آخر، إما من الأعلى أو من الأسفل، أما النوع الثالث من النطق لهذه الكلمة، تعني الرحيل أو التراجع، ويمكن أن تأتي بمعنى لقب عائلة ملكية من العصور القديمة، ويمكن أن يسجل هذا في الكتب الخمسة الكلاسيكية."




تم تدمير تاريخ هذا العالم فقط، ليتم التنقيب عنه كحقيقة قديمة، كانت تعبر للتنوير والحقيقة النبيلة، وهناك العديد من التلميحات التي تأتي من الكتب قد لا يكون بالضرورة تاريخ هذا العالم، ولكن مع ذلك فإنه لا يزال ينظر إليه على أنه الحقيقة.



ثم التفت شين إلى يان وهو يظهر له ابتسامة نصر:" ماذا الآن؟ هل أبدو على حق؟"




لم يستطع يان شيونغ تصديق ماسمعه، فمن الممكن أن يستطيع نطق الكلمتين الأوليين ومعرفة معنى الكلمة الأولى فقط، ولكن كيف له أن يعرف التاليتين، بالطبع هو لا يفهم الاثنين في نظره.



ثم تسأل بينه وبين نفسه:"أليس هذا شين الغبي الذي كنت أدرس معه في السابق؟ لقد كان أحمق بالفعل، ولم يستطع حتى قراءة الكلمات المتعارف عليها، فكيف يمكنه التعرف على الكلمات النادرة والتي لا يعرفها الكثير؟



ثم نظر شين نحو معلم يان شيونغ، قائلاً:"أيها السيد تشانغ، أنت واسع المعرفة ولديك ألمام باستخدام الكلمات ومعانيها ولديك معرفة من النواحي العسكرية والثقافية، هل يتم نطق الكلمات الثلاثة بهذا الشكل؟ هل ما قلته صحيح؟"




نظر معلم يان شيونغ بلطف وهو يحدق بتلميذه، ثم ضحك وأومأ برأسه:"نعم، هذا صحيح."



عندما نطق المعلم بهذه الكلمات، صُدم الجميع، وبالأخص شو وي وتشانغ جين

فقد كان شين لانغ هو نوع من الأشخاص الغبية الذي فهم وعرف معاني هذه الكلمات، هل هو أفضل من شو وي؟

لقد كانت الكلمات واضحة بالنسبة لها، وتدرك تماماً معانيها، إلا أنها لم تعرف معنى الكلمة الثالثة، لقد فشل شين في دراسته في السنوات العشر الماضية، لذا كيف استطاع فهمهن؟

كيف أمكنه ذلك؟


ثم تابع شين متحدياً:"يان شيونغ، بما أنك تريد التنافس في محو الأمية، فما رأيك بأن اكتب لك بضع كلمات لتتعرف أنت عليها؟ القرار متروك لك، إن كنت ترغب بالمنافسة."





سخر يان شيونغ منه وقال:"ههه، يعود لي إذاً؟ حسناً، ما هي الكلمات التي قد لا أتعرف عليها؟ هذا مضحك بالفعل."


ابتسم شين بهدوء، ثم أمسك بالفرشاة وكتب على الورق

اسمحوا لي بأن أكون قاسياً

حصان الموجة العظمى، دخل حشد كبير وكنت قائدهم

إنه سخيف.

تأتي الحماقة من افتراء على الدماغ.

إجبار الصرصور على ابتزاز الصرصور الأخضر

بعد كتابة هذه الكلمات، سأل شين لانغ: "يان شيونغ، ما الذي تستطيع أن تتعرف عليه من هذه الكلمات؟ فإن استطعت على معرفة أكثر من أربع كلمات، فسأخدمك."



نظر يان شيونغ إلى العشر كلمات وتوسعت عيناه وأحمر وجهه.

ثم تنهد وتحدث مع نفسه بخوف:" ما هذه الكلمات، يا إلهي."

ولكن لحسن الحظ بأنه تعرف على بعض الكلمات ونطقهن بسرعة بالتتالي:"أنا غبي، صرصور،مجبر."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي