15

الفصل الخامس عشر:

(كيم مولان تأخذ شين لانغ )

لقد كانت شو وي فتاة متباهية بنفسها وتجد بأنها الأمثل، فهي راضية عما هي عليه.

لذا تحدثت بتكبر، كونها لاتعرف شين سوى أنه ذاك الغبي:"أنظر ألي، يمكنني بالفعل التخلي عنك ورميك في الخارج تأكلك الضباع الجائعة التي ستتكالب عليك فور خروجك من شوانوو، وأنا أريد إعطاءك فرصة بالفعل، ولكن عليك أن تبقى مفتوناً بي كما في السابق، وسأدخلك منزلي إن كنت نافع وتتبع أوامري، أما لو كنت غير نافع فسأطردك حتماً."

لم يقل شين لانغ لها أي شيء، ثم استدار وغادر المكان وهو يحادث نفسه بإستغراب:"هل كنت بهذا الغباء الشديد حتى أنخدع بها، يال سخافة ألفاظها، قد سقطت من عيني، كنت أكن لها حب كبير بالفعل."

ثم صرخت شو وي عالياً كي يسمعها:"شين إلى أين أنت ذاهب؟ لما لم تقل شيئاً؟ انظر حتى ولو كنت تستطيع صناعة الصبغ، ولكن هذا لا يغير شيء من شخصيتك التافه والمعروفة في السابق، وحتى ولو فزت، فهذا لا يعني بأنك أفضل من الحرفيين لدينا ذوي المهارات العالية، وهناك العشرات منهم ولكنهم بلا اسم يُذكر."


إن ما قالته شو وي كان صحيحاً بالفعل، فالحرفيون ليسوا سوى كلب مطيع ومتواضع يسحق نفسه لأجل عائلتهم، فهم لم يتنافسوا في شيء في هذا العالم ولم يكن لديهم مكانة مرموقة، ولن يصلوا إلى أي شيء فهم ينفعون الأشخاص ذو المكانة العالية، لذا لن يكن هناك سمعة أو عمل مُشرف تحت اسمهم.

لذا وحتى ولو استطاع شين أن يصنع صبغة جميلة ومبهجة وأرضت عيون الجميع، إلا أنه لايزال ذلك القروي البسيط الذي لايستحق الكثير من الاهتمام.



ثم تحدثت مستهزأة:"لايمكنك فعل أي شيء نافع، فأنت لايمكنك القراءة ولا حتى ممارسة فنون الدفاع عن النفس بهذا الجسد الهزيل، مستقبلك غامض، لماذا تضيع الوقت في الأمور التافهة، تعال إلينا، فنحن سنوفر لكَ كل ماتحتاجه."

ثم قالت بخبث:"وعليك ألا تنسى بأنك مازلت تدين لتيان هنغ بألف قطعة ذهبية."

بالطبع لم تتم تسوية الصفقة بين شين ولين مو ولم يحصل شين على المال المتفق عليه، لأنهم كانوا حريصين بألا يحصل على أي مال، كما أن لين مو لن يشتري صبغة شين الجديدة لأن شو جيا يريد الاستفادة منه.

فجأة ظهر تيان الثالث عشر أمامهم كالشبح، ثم قال مهدداً:"شين لانغ، أنا ما زلت متمسك بكلماتي التي قلتها لك سابقاً، إذا لم تعطنا هذه الليلة ألف قطعة ذهبية، فإن عائلتك ستموت قريباً."

ثم قام بالإشارة بسبابته وسحبها تحت ذقنه، ثم قال:"أقسم بأن عصابتي السوداء ستفعلها."


فرحت شو وي بتهديد تيان له، لذا استمرت بتخويفه قائلة:"لم يتبقى لك سوى ساعات، أي أقل من يوم، فمن أين ستستطيع جمع ألف قطعة ذهبية بهذا الوقت؟ لم يعد هناك مخرج سوى العودة ألي وأن تحتمي في منزلي، بالمقابل تقدم لنا هاتين الصبغتين بدون شروط مسبقة، وبهذا سأضمن لك تيان هنغ بأنه لن يتعرض لك ولا لعائلتك، وأتركه يحفظ ديونك لتسدها فيما بعد."



تيان الثالث عشر: "السماء للآن مشرقة، ولكن عند حلول المساء سنذهب إلى منزلك للحصول على المال، وقتك ينفذ ياهذا، فهناك أقل من سبع ساعات، عليك أن تدرك الأمر فأنا أريد أرى ما الذي تستطيع فعله، ههه."

شو وي: "شين، هل تتوقع بأن يساعدك المسؤول وانغ؟ أليس هذا ماتنتظره؟ ولكن من المؤسف بأنه لن يستطيع أن ينقذك لأن حمايتك ليست من مسؤوليته، ثم أنه من المستحيل أن يكون على استعداد لمساعدتك فأنت لاتعني له شيء، كل مافي الأمر بوقفه معك اليوم بأن لديه ضغينة مع خطيبي تشانغ، ولأنني سأتزوجه قريباً، قام عن عمد بقمع عائلة شو، هو بالتأكيد لن يهتم لحياتك أو موتك."

وكانت شو وي على حق في ذلك.


تيان الثالث عشر:"شين لانغ، يمكنك أن تكون مطمئناً لأن عصابة المحارب الأسود بالتأكيد ستجد سبباً معقولاً لاعتقال عائلتك بتهم صريحة نلبسهم إياها، بعد ذلك سنجد مكان غير معروف ونضعك فيه أنت وعائلتك لتختفون للأبد، ولن يحزن أحداً عليكم فأنتم بدون أصول وعائلة فقيرة للغاية، ترى ما الذي تستطيع القيام به؟ حتماً لا شيء."





شو وي:" قبل غروب الشمس، إن لم يكن الصباغ بين متناول يدي عائلة شو فأنا لست مسؤولة عن النتائج، فحتماً بحلول المساء ستحاوطك العصابة السوداء وتكون قاسية للغاية معك، شين، أنا أعلم بأنك لاتجيد التفكير جيداً، ولكن يجب على الأقل أن تكون أكثر ذكاءً في هذا الموقف."

ألقت إليه نظرات أخيرة ثم استدرات واتجهت إلى العربة وغادرت.

ثم التفت تيان الثالث عشر إلى الوراء، وقال: "قبل أن تغرب الشمس، نذهب إلى منزلك لنطلب المال، حيث أنني أختفي في الظلام ببطء شديد."

لم يعد تيان بحاجة بأن يتبع شين، لأنه بمجرد رؤية والديه وشقيقه مُلقى القبض عليهما، لا يمكنه الذهاب لأي مكان، وتركهم محاصرين بين أيديهم.

خلال الأداء الدرامي الذي قاما به شو وي وتيان، لم يقل شين شيئاً، فقط كان يستمع وينظر إلى هذين الشخصين كيف يبذلان قصارا جهدهما كي يحاصروه ويخيفوه.


بعد السير لمسافة بعيدة، فتحت شو وي الستائر ونظرت للخلف لترى شين، الذي كان لايزال واقفاً بمنتصف الطريق.

ثم أنفجرت بالضحك عالياً على حاله، قائلة:" في الحقيقة، الضعف هو الخطيئة الوحيدة التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه، هههه أوه ياإلهي، أنه يقف في منتصف الطريق كما لو أنه كلب ضائع"

ثم ابتسمت ابتسامة خبيثة وتابعت حديثها مع نفسها، قائلة:" شين، إن دخولك لمنزلي مرة أخرى تعتبر هدية من السماء، وبأن تعمل على خدمتي وليس كزوج، ولكن على مايبدو ستكون خادم عنيد، هذا غير أن شخص مثلك بعقل متخلف يجب أن يموت جوعاً."

هذه الكلمات السامة، تقولها شو وي حينما تكون لوحدها دون وجود أحد معها، لأن مثل هذا الكلام قد يدمر سمعتها وصورتها الحسنة التي يعرفها الناس بها.

وقف شين في منتصف الشارع مكتوف الأيدي، فقد كان كسب المال لايعني له شيئاً.

وحتى لو كانت لديه ثروات العالم، فبدون قوة ومكانة لحماية نفسه وعائلته، فإنه سيحضى دوماً بمشاكل في المستقبل، لأن الشخص القوي سيتكالب وينقض على الشخص الضعيف دون أي رحمة، وقد ينتهي به المطاف ليكون وجبة دسمة لهم.

شو جيا، لين مو، عصابة تيان هنغ السوداء.

أي من هذه القوى الثلاث هي شيء كبير بالنسبة لشين لانغ؟


سيبدأ كلاً من تيان هنغ وشو جيا التحرك في المساء ليضغطوا عليه كي يسلم صيغة الصبغ، وذلك من خلال تهديد حياة عائلته.


ولكن حتى لو قرر شين الاستسلام، فإنه لن يسلم منهم بهذا الشكل، بل سيبقى خادم متواضع لشو طيلة حياته مستغلين إمكانياته، وسيعمل بصمت كالماشية ولن يتمكن هو وعائلته من العيش بسلام.

لذا يجب حل هذه المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد.

في الأصل، كان يأمل بأن يتحقق حلمه للحصول على زوجة ثرية ليصبح أكثر نضجاً ووسامة وقوة، ولكنه كان بحاجة لوقت للاستعداد وحدوث أمر كهذا، لكن على مايبدو أن خططه الماضية قد فشلت جميعها، لذا يجب أن يتقدم بأفكار جديدة وإلا سيقع في حفرة عميقة ولن يخرج منها.


لذا خطرت على باله فكرة وسرعان مابدأ يتدرب عليها تكراراً ومراراً في ذهنه، لأن حياته أصبحت في خطر وعليه إيجاد حل جذري وعلى الفور.

في هذا الوقت، كانت السماء مشرقة.

انتهى الوقت تقريبًا، وأصبح يتعين على شين الإسراع بالخروج من المدينة والذهاب إلى منزل العائلة الأقوى في هذه البلاد وهو يبعد بضع مئات من الأميال.

أنه منزل إيرل شوانوو

في ذلك الوقت، ظهرت ضوضاء مفاجئة تختلط مع صوت الرياح، حيث ترددت أصوات الحوافر وهي تضرب على الأرض والتي باتت تهتز، فالصوت أصبح يعطي صدى ملئ المكان وكسر صمت الطبيعة.

استدار شين ورأى فرسان من القوات.

أنهم نخبة الفرسان الذين يركبون مئات من خيول الحرب ذات الرؤوس العالية، فكل واحداً منهم كان فارساً يرتدي دروعاً ضخمة ويحمل سيفاً كبيراً في خاصرته، ويمتطي على فرسه بشكل مهيب.

من النظرة الأولى تمكن شين بأن يرى المبلغ الضخم الذي يتطلبه تجميع سلاح الفرسان بهذا الحجم، وهذا السلاح هو الورقة الوحيدة الرابحة على الإطلاق في كل من الصين القديمة والعصور الوسطى إن استخدمتها ضد أعدائها.

أي نوع من الأسر القوية التي تملك نخبة الفرسان وتستعرضهم في مدينة صغيرة، ولديهم كل هذا التنسيق والرهبة.

بعد فترة وجيزة، رأى شين علم سلاح الفرسان والشارة على الدرع.

أوووه هذا هو سلاح الفرسان التابع لإيرل شوانوو

جينشي إيرل شوانو، أنه أرستقراطي حقيقي من الطبقة الراقية وعمره قرن من الزمان.

حيث قبل ثلاثمئة عام، كانت عائلة جين تحرس مدينة شوانوو، لذا حتى اسمها جاء من لقب عائلة جين إلى حد ما، لذا فإن إيرل شوانوو هو سيد مدينة شوانوو.

كان يرتدي قائد الفرسان في رأسه درعاً فضياً طويلاً ونحيلاً ولم يظهر منه سوى عينيه.

كانت العينين الوحيدتين الظاهرتين، جميلتان للغاية وباردتان كمياه الخريف.

لقد كانت إمرأة، وعلى مايبدو أنها ذات عيون جميلة وفاتنة للغاية.

رغم أن شين لم يرى ملامح وجهها إلا أنه من الواضح أنها إمرأة.

أنها الأسطورية ذات المئة عام والجمال الخلاب الذي لايوصف، كما أنها توصف بأميرة شوانوو، فهي الفتاة التي يحلم بها عدد لايحصى من الأبطال الصغار، كما كانت العمود العلوي لمنزل إيرل شوانوو.

لقد شعر شين بالفزع، لأنه بالفعل كان يخطط للذهاب لمنزل إيرل، ولكنه لم يتوقع بأن يقابل فرسانه هنا بهذا المكان، وفي اللحظة التي يحتاجها.


'كانوا الفرسان يتحركون بسرعة'

ثم انطلق صوتاً عالياً، يقول:"ابتعد عن الطريق، افسح المجال"

"هييي، انصرف"

كان المحاربان المتواجدان أمام سلاح الفرسان يرفعان الأعلام ويصرخان بصوت عالٍ وقاموا بطرد المدنيين والقرويين ومن بينهم شين الذي كان يقف في منتصف الطريق.

لأن جسد شين ضعيف، ولو أصيب من قِبل الفرسان، حتماً ستتحطم عظامه إلى قطع صغيرة وتتهشم.


تراجع بسرعة إلى حافة الطريق، وفسح المجال لسلاح الفرسان.

ومع ذلك، وبمجرد انسحابه رويداً رويداً عن الطريق، أوقع نفسه متعمداً ببطء.

لأن هناك خطة صغيرة قد خطرت في باله

'ارتطم على الأرض'

وحينما مر الفارس بالقرب من حافة الطريق، حيث كان يتواجد شين، تسببت قوة الحصان الكبيرة بدفع جسد شين وابتعاده عن الطريق.

مهلاً، آه، آه، آه

"يا امرأة، لقد ضربتني مرة واحدة قبل ثلاث سنوات، لذا من الأفضل أن تضربني مرة أخرى، ثم تأخذني إلى المنزل لتعتني بي" كان شين يحادث نفسه.

ثم قال شين في سره وهو يطير بعيداً وقبل أن يسقط على الأرض بقوة:" أنه ليس محترفاً في أعمال الاحتيال هذه، ولكن قوته وخفة حركته وتوقيته كان مثالياً."

بعد سقوطه أرضاً، لم يتأذى، لذا عض على لثته بقوة كي يسيل الدماء من فمه وتظهر إصابته بأنها قوية، لذا سرعان ما تدفق الدم من شفتيه، فهو كان بحاجة لفعل شيء كهذا لبيع نفسه لها.


ضاقت عيون كيم مولان وصُدمت بما حدث، لذا لوحت بيدها وأوقفت على الفور أكثر من مئة فارس من الفرسان.


نزل الفرسان في الصف الأول بسرعة وتقدموا نحو شين للتحقق من إصابته، ولكنهم لم يتوقعوا بأن تقفز كيم مولان من على فرسها الحربي، حيث باتت حركتها أسرع حتى من أول فارسين.

صُدم قلب شين لقدومها، لقد كانت عظيمة بالفعل.


سارت كيم مسرعة باتجاه شين ثم انحنت وخلعت قفازاتها، ثم وضعت يدها على أنفه للتحقق من تنفسه.

"هذا الشاب يبدو جميلًا جدًا؟ ويبدو مألوفًا بعض الشيء" هذا ماقالته بينها وبين نفسها، حيث أنه كان شعورها منذ أن رأته.

بالطبع لم يتأذى شين والتنفس لديه جيد وقوي، ولكنه طبيب ومن السهل بأن يتظاهر بأنه يحتضر كما لو أنه على فراش الموت، وبدأ يتنفس كما لو أنها أنفاسه الأخيرة، حيث بدا بائساً أمام كيم مولان دون أي مجهود.



لقد اعتبرت بأن جميع سكان مدينة شوانوو هم ملكها، فقد علمها والدها جيداً بأن تحب الناس كما لو أنهم أولادها.

وعلى الرغم من أن شين هو المخطئ، وهو من أغلق الطريق ولم يبتعد بسرعة، إلا أنها لن تسمح أبداً لأي مدني بريء بأن يموت بسببها.

ثم قال أحد الفرسان الحاضرين:"دعونا نأخذه إلى طبيب قريب من هنا ليتلقى العلاج."

صرخ شين في قلبه: "لا أريد، أرجوكِ أيتها المرأة، خذيني إلى منزلك"

هزت كيم مولان رأسها، ثم قالت:"لا، الأطباء العاديين ليسوا محترفين، لذا خذه إلى قصر إيرل فهناك أطباؤنا أكثر مهارة وسوف يتعاملون معه بشكل أفضل، فأنا لن أسمح بأن يموتوا الأبرياء تحت حوافر جيادنا."

"أوووه، هذا رائع، كما أن صوتها لطيفاً للغاية ومهدىء للأعصاب، فانا لايمكنني التفكير في شيء بحضرة هذا الجمال" هتف شين في نفسه

"نعم" قالت مرافقتها، ثم انحنت ورفعت الوسيم برفق وأمسكت به في حضنها، ثم وضعته فوق فرسها.

كانت مرافقة كيم مولان إمرأة، ولكنها أقوى وأكثر متانة وصلابة من معظم الرجال.

إحمرت خدود شين، فقد كان محرج للغاية بأن تحمله إمرأة مثل الأميرة، ولكنه أجبر نفسه على الاستلقاء كما لو أنه فاقد للوعي، متمني لو أنه ينسى هذا المشهد.

"حسناً، دعنا نعود بأمر من كيم مولان" تحدثت المرأة
ثم انطلقت بسرعة بفرسها إلى قصر إيرل


ذهب شين صاحب الوجه الجميل والجريح إلى منزل إيرل، حيث التقطته أسطورة وأميرة شوانوو، ياله من أمر يدعو للتباهي.

ثم بدأ شين لانغ يشجع نفسه، قائلاً:" حسناً، لقد حان الوقت لتقرير مصيرك، فهل يمكنك إنقاذ أفراد عائلتك هذه المرة، سواء من شو أو من تيان، ولكن بإمكانك تناول الأرز الطري والعيش برفاهية في المستقبل، وكل هذا متوقف على خطواتك التالية."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي