12

الفصل الثاني عشر:
( لا أريد الفوز،ما أريده هو صفع وجهك بقوة)

ثم تمعن شين النظر بمن حوله والتفت إلى تيان، حيث أنه كان يرتدي ملابسه السوداء، فهي علامة تدل على عصابتهم ذات الرداء الأسود.

عندما كان شين يصبغ الأصباغ في الفناء الخلفي لوحده، لم يعلم بأنهم قد حاكوا له مكيدة شنيعة أوقعت به وسط زحام من المسؤلين الكبار دون وجود جواب أو دليل يثبت براءته، وبأثناء غيابه لمدة ساعتين باع لين مو متجر جينشيو، ثم أرسل الناس لإبلاغ شو ليأتي ويرى.

ومن الواضح أن تيان الثالث عشر كان يتمنى في نفسه أخذ المزيد من المال ولم يكن ينوي التوقف عند حد ألف قطعة ذهبية وحسب، فهو لن يترك شين وشأنه وسيحصل على الكثير من المال بسببه دون ذكر بأنه صاحب هذه الأفكار.

في هذا الوقت وعلى مرأى ومسمع الجميع حاوط شين ثلاثة عمالقة من رجال العصابة ذو الملابس السوداء التابعين لتيان هنغ.

فكر شين في نفسه ووجد بأنه أذكى طريقة للخلاص الآن هي الاعتراف بأنه قد سرق الصيغة، وهكذا يتخلص من تهديدات شو و ابنته ومن ثم ينتقل للخطوة التالية لترقية أعماله في الأرز الناعم كي يمتلك القدرة على الانتقام منهم، فهو لايزال يكظم غيظه أمامهم ويحاول الثبات، ولكن على ما يبدو طريقه في الانتقام سيكون متعباً وشاقاً للغاية وهذا بسبب كيد شو وقوته ونفوذه في البلاد، حيث أن هذه الأشياء هي التي تجعل للمرء معنى في ذلك الوقت، فإن لم تكن صاحب صيت فأنت شخص بلاقيمة ومن الممكن التكالب عليك وخداعك، ولن يبالي بكَ أحد، لذا أحياناً عليكَ إما أن تكون قوياً أو حكيماً كي تجد طريق الخلاص وأن تنجو من الأيادي الطائلة.

هذا غير بأنه قد توعد مسؤول مدينة شوانوو شو وي، بأنه لو أعترف شين بأنهم أذنبوا بحقه فإنه سيدمر كل شيء بنته عائلة شو.

وشو وي من الشخصيات المهمة أيضاً؛ لذا هي تحب سمعتها وتخاف بأن يذاع عنها شيء سيء، فلو أقر شين بما فعلوه معه فهي حتماً ستنهي حياته سراً بإعطاء احدهم المال لتنفيذ الأمر ولن يبقى شين في أمان سوى هذا اليوم، أما لو اعترف بأنه قد سرق فإنها ستعوضه بدل عن ذلك بالكثير من المال ليبقى صامتاً.

ولكن...

هل من الممكن أن يقبل الوسيم أن يُرمى فوق رأسه الصيت السيء بأنه سارق ويتعامل كالقذارة بين الناس؟ وبأنه لا ينطق ألا الكذب والخداع؟

حتى وإن كانوا عشرات الآلاف لا يمكنهم تسكيته، ولن يتم تقييده بهذه الطريقة أبدًا فهو أذكى من أن يُستغل بهذا الشكل أو أن يصعد أحد على اكتافه.

أمعن شين النظر بشو وي، ثم سألها: " لقد قُلتِ بأن صيغة الصبغة الصفراء الذهبية قد سُرقت منكِ، حسناً، ماهو الدليل على كلامكِ هذا؟ أم من السهل اتهام الضعاف؟ آه، بالفعل لن يصدقني أحد لأنني لاشيء وأنتم الأفضل هنا بالطبع"

سخر شو جيا منه ثم قال: "هه أنت بالفعل لاشيء، من الجيد بأنكَ عرفت قدرك هنا، ثم إن مثل هذه العملية لصنع صبغة رائعة تحتاج لشخص ماهر وليس لشخص غبي مثلك، لقد عملت في مجال أقمشة الحرير منذ عقود، فكيف شخص تافه وبلا قيمة مثلك قد يصنع شيء أفضل مني؟ هذا لايُصدقه أحد بالفعل."

ثم تابع وهو يصرخ، معبراً عن غضبه الشديد، قائلاً:

"أنها أفضل الصُبغ لدي، وأنت لا تعلم كمية التعب والمجهود والقوى العاملة والموارد المادية والمالية التي أضعتها من أجل الحصول عليها وتطويرها، هذا غير بأن إخفاء سر الوصفة دام لمدة بضع سنوات، ولكن حينما دخلت أنت منزلي حتماً سرقتها والآن هاهي تتسرب من قِبلك أنت، وهذا لم يحدث معنا سابقاً طوال السنوات الماضية."

"فكل ما أردته هو مفاجأة بيت النسيج الملكي بأنجازي ولكنني لم أتخيل بأن تأخذه مني وتخرج بالسر للجميع بعد كل هذا التعب، فأنت لم تسرق ممتلكاتي فحسب، وأنما سرقت أثمن شيء لدي وهو المورد الأساسي بحياتي، هل تعلم حجم إساءتك لعائلة شو الآن؟"

ثم نظر باتجاه شو وي وقال: هيا تحدثي، ماهو الشيء المهم في الصيغة الجديدة التي عرفها، ولما تركتيه في الدرج؟"

شو وي: "أنا حقاً آسفة يا والدي، لقد وثقت فيه تماماً ولم أكن أعرف بأنه سيقوم بمثل هذا الشيء، لأنني كنت أعرف شين كيف يفكر ومن المستحيل أن ينجز أي شيء مفيد أو نافع.

بعد ذلك نظرت إلى شين محاولة كسب عطفه:

"حينما كُنتَ ضمن أسرة شو والخدم يتنمرون عليك بألفاظ سيئة ويتعاملون معك بشكل غير لائق، لقد قمت بمعاقبتهم وجلدهم بالسوط وهددتهم جميعهم بألا يتفوهوا بأي كلمة سيئة عنك وإلا قمت بطردهم، ألا تذكر هذا؟ لقد كنت جيدة معك بالفعل رغم معرفتي بتخلفك العقلي وعدم نفعك بشيء بسبب غبائك الشديد وكنت أجلس وأتحدث معك كل يوم، حسناً أنت لست من عائلة شو الآن ولكن لايتوجب عليك أن تنتقم منهم، كان بإمكانكَ أن تنتقم مني شخصياً، وتدع عائلتي وشأنها، لما لتفعل شيء يضر عائلتي وتهدم جذورها وسمعتها بأكاذيبك؟ ثم أننا لم نقم بطردك لولا فضائحك الشنيعة التي فعلتها، فلو كنت مهذباً ودوداً هل كانت ستطردك عائلة شو؟"

قال شين في نفسه:" تباً لكما أيها الكاذبين اللعينين"

صُدموا المسؤولين المستمعين لكلام شو وي وشعروا بأن هناك أمر غريب فيه، ومع هذا فإن نصفهم حتماً سيصدقون شو وي وشو جيا.

في الحقيقة لقد كانت عائلة شو بالفعل بارعة جداً في صناعة صباغات الحرير وإلا لن يتم التعامل معهم من قِبل بيت النسيج الملكي، ومع هذا فإن شين حينما كان بمنزلهم، كان ذو طاقة واستدراك منخفض فهو لم يتعلم منهم أي شيء، ورغم هذا هم متأكدين تماماً بأن هذه الصيغة الجديدة التي صنعها شين قد سرقها من شو جيا الذي تعب على تطويرها.

ومع هذا بقي شين مُصراً على التحايل واستغلال الوقت لصالحه علّه يجد طريقة ينفذ منها، لذا تحدث قائلاً: حسناً ليس لديكم دليل على صحة كلامكم وأيضاً لا أملك دليل لأثبت بأن ما صنعته هو ملكي ولم أسرقه، وقد أواجه صعوبة بالفعل بشرح الأمر بأنها ليست من قبل عائلة شو لأنني لن أجد من سيصدقني."

ابتسم شو جيا في سره متباهياً، ثم قال:"أنت تعرف ذلك، هذا جيد، ثم أن هذا الشيء الذي صنعته بالفعل رائع للغاية وله تركيبة صبغة ذهبية مذهلة، ولكن لم يعد هناك مبرر لعدم وضعك في السجن، أعتقد بأن الجميع قد شعر بأكاذيبك"

فجأة، ارتفع صوت شو معلناً النصر قائلاً: "لقد أصبحت الأشياء واضحة الآن وظهرت الحقيقة بأنه قام بسرقة أشياء ليست ملكه لذا سيبقى تحت التعذيب، ولا أعتقد بأنكم لم تشاهدوا كم هدر من الوقت بمماطلته الزائفة".

ابتسم شين ابتسامة ساخرة ونظر إليه قائلاً بهدوء: حسناً، ولكن لما تبدو خائفاً؟ ولما أسرة شو قلقة لهذا الحد مادمت كاذباً وسارقاً وغبياً كما نعتني؟ ولكن رغم كل ماقلته بأوصافك السيئة لي، أنا أستطيع إثبات براءتي أمام الجميع، عليك أن تعرف بأنني شخص لايستسلم وعنيد جداً.

ثم أشاح بنظره باتجاه شو وي قائلاً: آنسة شو وي، على ما أعتقد بأنك بارعة جداً في الأصباغ، لذا أريد أن أسألكِ سؤالاً، ما هو اللون الأكثر صعوبة لصنعه؟"

أجابت شو وي مستغربة: "بالطبع اللون الأرجواني هو الأصعب."

أجل لقد كان أصعب لون للصباغة في العصور القديمة هو اللون الأرجواني وليس الأصفر.

بالطبع لم يكن هناك صباغ واضح للون الأرجواني في الصين القديمة، ولكن كانوا يستخدمون كصبغة أرجوانية جذور السنفيتون وهو نبات عشبي ذو أزهار أرجوانية وله فوائد عديدة أهمها ترميم العظام في الطب الشعبي القديم ولكن اللون المستخرج منه لم يكن باهراً، لذا بعد ذلك استخدموا للصباغة بهذا اللون محارة السمور الملطخ فقد كان اللون الأرجواني المستخرج منها أفضل.

في ذلك الوقت كان يحب تشي هينجونج ارتداء الملابس الأرجوانية،حيث أنه كانت قطعة قماش أرجوانية مغطاة بخمس قطع قماش بيضاء تعتبر باهظة الثمن ونادرة.

أما في الغرب فقد تم استخدام الأصداف البحرية المصبوغة لصنع أصباغ أرجوانية، وقد أحببن ملكات سلالة بطليموس القديمة أيضًا هذا اللون الأرجواني، ليس فقط بلون الملابس، ولكن حتى الأشرعة كانت مصبوغة باللون الأرجواني.

ولكن سواء كانت محارة مصبوغة أو صدف مصبوغ لتكرير الصبغة الأرجوانية، فإن التكلفة كانت باهضة ومتعبة للغاية، لذا كان لصنع غرام واحد فقط من الصبغة يحتاج ثلاثمائة صدفة مصبوغة.

لذلك، فإن الصبغة الأرجوانية القديمة على الأرض كانت نادرة للغاية ومكلفة.

أما في هذا الوقت، لم يجد العالم الذي يقع فيه شين طريقة لاستخراج اللون الأرجواني من أصداف البحر المصبوغة والمحار المصبوغ، إذاً من أين تأتي الصبغة الأرجواني هذه؟

كان يتم صنعها من خلال الخلط المباشر بين صبغة زرقاء مع صبغة حمراء لينتج اللون الأرجواني.

ومع هذا ورغم تأثير الصباغة الجميلة لهذين اللونين لإعطاء اللون الأرجواني، ورغم أنها طريقة ذكية ومبتكرة إلا أنها غير فعالة على المدى البعيد لأن اللون يتلاشى تدريجياً إلى أن يبهت ويختفي تماماً.

شين لانغ: " هل الصبغة الأرجوانية أصعب من الصبغة الصفراء، هل هذا ماتقصدينه حقاً؟"

شو وي: " أجل، بالطبع"

لقد ساد اللون الأرجواني بين الجميع في العالم وبات الأكثر أهمية وهذا لأنه اللون الأصعب على الإطلاق ولم يجدو حل لثباته على الحرير حينما يتم صناعته.


غتحدث شين متحدياً:
"حسناً إذاً، بما أنكم تعتقدون بأن هذه الصبغة الصفراء كانت من صنعكم، اليوم أريد أن أثبت لكم بأنها بالفعل كانت من صنعي إضافة لصنع صباغ اللون الأرجواني دون مال أو أي شيء، فقط من مواد بسيطة وبمساعدة شخص واحد فقط، لذا أروني ماذا تستطيع فعله عائلة شو وكيف ستنتج اللون الأرجواني وهي التي تملك القوة والمال وأشخاص كثيرون يقومون بالمساعدة، على أي حال، في النهاية، سنقوم بمقارنة الصناعتين وندع قلة الناس الموجودة تشهد على أي منهما أكثر جمالاً وجاذبية"

حينما أقترح شين هذا الاقتراح، وجده أغلب المسؤولين مرضياً وعادلاً، لذا أومأ العديد منهم بالموافقة.

ولكن هناك من لم يرضيه الأمر أبداً، حيث كانا شو جيا وشو وي يتبادلان نظرات الازدراء، فهم لا يريدان تضييع وقت أكثر من أجل شخص تافه أو تجربة شيء آخر معه، فهم يريدون أن يوضع في السجن مباشرة.

سخر شو جيا من اقتراح شين قائلاً:
"ولماذا ندعك تضيع وقتنا؟ خذوه مباشرة للسجن لما كل هذه المماطلة، فهو لا يزال متعجرفاً ولا يعترف بذنبه."

ولكن شين يفهم ويفكر بشكل جيد ومستدرك تماماً بأنه لولا وجود مسؤولين في الوسط لما قبل أحد من عائلة شو السماح له بالأمر، ولكن من حسن حظه بأن هناك من بين المسؤولين من كان مهتماً بالأمر.

لذلك كان شين يراقب أصغر مسؤول بينهم لأنه كان يعرفه، ولكن كان يتأمله علًه يتذكره، أنه مسؤول عن سجن مدينة شوانوو وكان لديه حماس لرؤية النتائج بالفعل.

ألقى الشاب المسؤول نظرة على شين، ثم قال:"دعه يجرب الأمر، فأنا أجده عادلاً، فإذا لم يتمكن من صنع صباغ أرجواني أفضل منك، فهذا دليل على أنه قد سرق تركيبة الصبغة الذهبية منك من قبل."

حينما تحدث المسؤول بتلك الكلمات، صُدم شو وأصبح يصغر بعينيه وهو ينفث غيضاً، ثم نظر إلى الشاب المسؤول بجدية ويحادث نفسه:"أنه شخص صغير وعقله سخيف بالفعل"

ومع ذلك، وحتى لو كان شو غير راغب وغير راضي بالأمر، فقد انتهى الأمر حينما تحدث المسؤول وقرر بالفعل.

لأنه حتماً لا يُصدق بأي شكل بأن شين يستطيع صبغ أي شيء فهم أكثر دراية به من غيرهم ولا أحد يعرف شين أكثر من شو وي.

وقد تم اشتقاق هذه الصبغة الصفراء والتي تعبر أهم ركن للتباهي والتفاخر بالنسبة لشو جيا وبأنه الأكثر احترافية بها على الإطلاق، لذلك كانوا متأكدين من خسارة شين وموته مبكراً، لأنهم لن يدعوه على قيد الحياة بعد مهزلته واستعراضه السخيف هذا.

قال شو بغضب: "حسناً سوف أستوعب الأمر وأكون حكيماً وأتماشى معكم، ولكن متى سترمون هذا القذر بالسجن؟"

شين: "إذا كانت صبغتي الأرجوانية هي الأفضل، فماذا سيثبت هذا بالنسبة لكم؟"

أجابت شو وي بشكل تلقائي وعفوي: "هذا يثبت بأنك لم تسرق تركيبة الصبغة الصفراء، ونكون حينها غيورين منك فقط".

شين وهو ينظر إلى شو جيا: "حينها عليك أن تعترف بأنك رجل حقير، وحتماً سوف تعتذر لي"

كان ينظر شو جيا ببرود واطمئنان، قائلاً:" حينما تفوز نتحدث بالأمر إن كان ما ستفعله سيستحق بالفعل."

شين: "حسنًا سترى ذلك بالتأكيد وسيتم الأمر خلال ثلاث ساعات فقط، وبعدها ستظهر الحقيقة أمام الجميع، فلتكن مستعداً لذلك."

"نعم" قال أحدهم

قال شو جيا: "حسناً، سأذهب إلى منزلي على الفور وأقوم بأفضل عمل ستروه على الأطلاق، حيث ستكون صبغتي الأرجوانية الأفضل في هذه المدينة بالتأكيد، وهذه المرة ستستخدم عائلة شو كامل قوتها."

أما شين فلديه فقط شخص واحد ليساعده لإتمام عمله وهو لين مو، اتجه شين باتجاهه ثم قال:" لين مو، هل تسمح لي بأستعارة مطبخك لاستخدامه لبعض الوقت؟"

"بالطبع، لما لا." لين مو.

كان شين يحسب أسوأ الاحتمالات لذا جلب معه مكونه السري العظيم للمراهنة عليه، وبعد أن دخل المطبخ أخرج سلاحه السري الفتاك والذي سوف يُطيح بعائلة شو.

وقد كان أفضل مصدر للصبغة الأرجوانية وهو مستخرج من أشنات عباد الشمس وهو نوع من أنواع الطحالب المتواجدة في كل مكان بكثرة، والتي تستخدم أوراقه في بعض الأحيان لقياس درج حموضة أو قلوية محلول ما؛ وهذا لسهولة ذوبانها في الماء، كما أنك لتحصل عليها لاتحتاج للمال، الأمر يحتاج فقط إلى فكر واجتهاد وذكاء لتصميم شيء مبهر ومختلف عن الآخرين دون الاضطرار للمجهود العالي والتكلفة الباهظة.

في إنجلترا في القرن الثامن عشر، اكتشف كوزبرت بالصدفة أن الطحالب يمكن أن تصنع أصباغًا أرجوانية ذات لون جميل جداً.

ومنذ ذلك الحين ولأكثر من مئة عام، استمر استخدام هذه الأشنات لاستخراج اللون الأرجواني، لحين ظهور الصناعة الكيميائية والتي ألغت معظم الصناعات الطبيعية بطرق أسرع وأسهل، حيث أصبح ممكناً استخراجها بالطرق الكيميائية، وإنتاج صبغة بنفسجية اصطناعية بتكلفة أقل.

إذاً هذا ما يفسر سبب تحضير شين للأشنات في الليلة الماضية، لأن هذا هو تحضيره الأساسي الذي كان يريد المراهنة عليه كي يتغلب على عائلة شو.

على الرغم من أفكاره المدروسة وصباغته المبهرة للغاية إلا أن لين مو قدم سعر ضئيل بالنسبة لأهميتها، لذا كان شين مقرر بإخراج مثل هذه الصبغة السحرية ليستخدمها في مواجهتهم.

في البداية قام شين بسحق الأشنات(ورق عباد الشمس) ومن ثم قام بتجفيفه جيداً، ثم غليها مع قدر من رماد الفحم ومادة اليوريا.

وسرعان ما ظهر لون أرجواني نقي وجميل للغاية، وبعد ذلك وضع القليل من الشبة لتفتيح اللون.

ورغم أن التكلفة منخفضة جداً إلا أنه بالفعل قد صنع صبغة أرجوانية جميلة لم يُرى لها مثيل في شوانوو.

لا أعرف إلى أين سيذهب شو جيا بوجهه حينما تتم مقارنة مايصنعه بأفضل صبغة قد صُنعت في العالم.

بعد الانتهاء من صنع الصباغ، أخذ شين بين يديه قطعة من الحرير عديمة اللون ووضعها في الصبغة، وبعد الصباغة، تم وضعها في الشمس، وسرعان ماظهر الحرير الأرجواني الجميل.

أووووه، حتماً سيثير الجدل في هذا العالم الحرير الأرجواني هذا، بإشراقه الجذاب وحيويته الجميلة.

ومع هذا يجب على شين تجهيز شيء أكبر وأفضل من اللون الأرجواني، حيث أنه يستطيع الفوز على عائلة شو باللون الأرجواني ولكنه لايرغب بالفوز فقط، بل الطعن بكلام شو جيا أمام الجميع ونظرات الجميع له بأنه صادق وليس كاذب كما يدعي شو جيا وابنته، ومن المؤكد أن شين أصبح يهتم لسمعته أيضاً فهو لم يعد يرغب بأن يُلقب بالغبي، لذا سيسعى جاهداً لتغيير هذه النظرة بين المجتمع الراقي لكسب قلوب الفتيات الأثرياء كما كان يُخطط له.


لقد عمل شين طوال الوقت واستخدم مواد لين مو لإنشاء سبعة ألوان من الصباغ المختلفة لأجل صبغ حرير بلون قوس قزح لامع وأكثر روعة على الإطلاق.

أي قام بصنع صبغة بلون أحمر وبرتقالي وأصفر وأخضر وأزرق وبنفسجي ومن ثم قام بصبغ الحرير بها بالترتيب لتظهر كقوس قزح جميل وبراق.

حيث تتم الصباغة بالتدريج من خلال تقسيم الحرير لأجزاء وهذا يتطلب سرعة ودقة في حركة اليدين ليكون حرير قوس قزح الناتج مذهل وملفت للانتباه.

وعلى الرغم من أن شين ليس صباغاً محترفاً، إلا أنه مندفع ومتحمس لهذه الحرفة، حيث أنه حينما كان في متحف الحرير لأكثر من نصف شهر، أدمن الصباغة هناك لفترة طويلة.

وعندما دخل شين إلى منزل عائلة شو، حينها رأى العمال الذين يقومون بصباغة القماش بشكل يومي هناك، وهذا جعله يتخيل ذكرياته في ذاك المنزل وهو يراهم كل يوم يعملون بجد ونشاط دون أن يكون لهم أي قيمة على الإطلاق، فالسمعة والشهرة كانت لشو فقط.

الشيء الأكثر أهمية من كل شيء وهو أن هناك معلومات في الحاسب المحمول المتواجد داخل دماغ شين والذي يقوم بترتيب وتنسيق وحفظ كل شيء بمنتهى الدقة وخطوة بخطوة

لذا حتى ولو لم يكن احترافياً بالأمر، إلا أنه باستخدام عقله وبعض التقنيات البسيطة يستطيع التغلب عليهم.

وبعد مرور ثلاث ساعات على التمام، قد أنهى شين صباغة الحرير الأرجواني وحرير قوس قزح.

ثم تحدث بينه وبين نفسه متباهياً:
الحرير الأرجواني يكفي للفوز بشو وي وإعادتها الي، أما حرير قوس قزح هذا، فهو سحري وقاتل وغير مسبوق ظهوره في هذا العالم، لذا فهو كفيل لسحق وتدمير شو وتحويله إلى حشرة أمام الجميع.

.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي