19

الفصل التاسع عشر:

(فوز شين بالمنافسة)

كانت جميع الأعباء والصفات السيئة على ظهر شين من بين الشباب الستة المرشحين للزواج، لأنه الشخص الوحيد الضعيف من بينهم، وليس لديه شيء مميز يجعله ينافس عليه بقوة، ومع هذا فلم يكن بطبع شين الاستسلام، بل دوماً تجده يجازف ويحاول قدر المستطاع لنيل ما يريده بطريقة ما.

ولكن الغالبية كان يعتقد بأن الفائز بهذه المنافسة هو وانغ هاو، ربما لأنه قريب إيرل.

كان وانغ يجلس بجانب إيرل وهو محرج ومتوتر ومتحمساً للغاية، لأن حدث كهذا، كان يحلم به لسنوات طويلة، لذا هو يعرف تماماً ما عليه فعله اليوم.

كان وانغ هاو من مقاطعة نوجيانغ، وكان يجب أن يكون هناك في منزله مع عائلته، للتركيز بشكل كامل على دراسته لامتحان القبول الخاص به، ولكنه بدلاً من ذلك، أتى إلى مدينة شوانوو ليصبح مسؤول السجن فيها، على الرغم من أنه لا يحب هذه الوظيفة، إلّا أنه اختارها لغرض ما، وهو الوصول لكيم مولان.

بالطبع، كان يعلم أن كيم لم ترغب أبداً في الزواج، بل الشيء الوحيد الذي كان يلفت انتباهها هي الموهبة القتالية للشباب، والتي شرعت في تجنيد أي شخص موهوب في جيشها، ووانغ هاو لم يمانع بالطبع، فهو مفتون بها منذ صغره، ويفتخر بنسبها وتاريخها الذي أمتد لمئات السنين، قرابة قرن من الزمن، هذا غير أن عائلتها تتمتع بسلطة قوية وغير محدودة.

كان ابن إيرل غير مؤهل لاستلام زمام الأمور ، لذلك قد تم تسليم كل السلطة لكيم، وحينما يصبح وانغ زوجها، سيشاركها في سلطة قصر إيرل، وسيكون له حتماً نصيب من القوة ومن الأراضي التي تمتلكها عائلة جين، والتي يبلغ طولها آلاف الكيلومترات مع آلاف من الفرسان المتواجدين تحت رعاياهم، فمن المؤكد أن الثروة التي كانت تمتلكها عائلة جين هائلة جداً ولا تحصى.



لذلك، كان وانغ هاو مصمم على الفوز، لأنه لا يوجد منافس قوي قد يهدد فوزه بنيل كيم غير العبقري في القتال (موي).

كانت كيم موهوبة في الفنون القتالية، لذا هي بحاجة لزوج عالم يُكملها، ليكونا زوجين قويين، لذا أعتقد وانغ هاو بأنه حتماً سيكون الفائز.

بالطبع لم يعتقد هو ذلك فقط، بل كان من اعتقاد الجميع، وخاصةً بأنه مقرب من إيرل، لهذا أحضره جين تشونغ شخصياً لأنه كان واثقاً بأنه سيصبح رئيس قصر إيرل قريباً.

دخلت كيم الغرفة الأولى وقد تم فصلها عن وانغ بشاشة سميكة صُلبة، ولكن شعوره بجاذبيتها لا تنقطع وهو يحدق بها بإستمرار، تسارع تنفس وانغ، كما تغلب عليه التوتر لأنه سيكون زوجها الشرعي قريباً، فقد كان متأكد بداخله من ذلك.

وبأن هناك حياة جميلة سيتشاركانها.


لقد تحققت أخيرًا أمنية العشر سنوات في أعتقاده، وهو يتخيل ما سيحدث بعد الزواج و كيف سيعيش معها.

"وانغ هاو، إذا كنتَ ستصبح زوجي، فماذا يمكنك أن تعطيني في المستقبل؟" سألت كيم مولان.

خفق قلب وانغ بشكل متسارع ووجد صعوبة في إخفاء حماسه، ثم قال بلهفة:"حسناً، بعد الزفاف، سأذهب لأخذ امتحان القبول، فنحن نُكمل بعضنا البعض، فأنت موهبتك العسكرية عالية وأنا موهبتي في السعي وراء العلم، بعد ذلك سأتأكد بأن يصبح قصر إيرل أكثر نمواً وإزدهاراً، وبأن جذور عائلة جين تنتقل لقرون قادمة آتية، سوف تتذكرنا أجيال بعد أجيال حتماً.

لقد أجابها بهذه الطريقة، مؤمناً بأن كيم هذا ما أرادت سماعه، وأن الحفاظ على التاريخ الطويل والأسس المستقرة لعائلتها كان سعيها مدى الحياة.

"شكرا لكَ، وانغ هاو" أجابت كيم، ثم خرجت.

ثم دخلت كيم الغرفة الثانية التي يتواجد فيها موي، فقد كان جالساً بهدوء تام على عكس وانغ فلم يتغير تنفسه عند وصول كيم، بل حافظ على موقف هادئ رغم أن قلبه ينبض بسرعة.

إنه عبقري في فنون الدفاع عن النفس، فلديه موهبة نادرة وغير موجودة عند هذا الجيل.

ولم يكن شوقه لأميرة مدينة شوانوو أقل من وانغ.

على الرغم من أنه عبقري في مهارات الدفاع عن النفس، إلا أنه جاء من عائلة عادية ومتواضعة، ولكن فنونه القتالية متميزة وعالية للغاية، وعلى ما يبدو بأنه سيصل القمم، ولكنه يحتاج لموارد وتقنيات ضخمة لا تُشترى بالمال، ونظراً لجذور العائلة العميقة لعائلة جين، فإنه يستطيع تحقيق مبتغاه إن تزوج من كيم.

ثم أن كيم امرأة جميلة جداً، ولن يرفض جمالها أحد حتماً، فالجميع يتمنى الوصول إليها.

"موي، إذا أصبحت زواجاً لي، فما الذي يمكنك أن تعطيني إياه في المستقبل؟" سألته كيم نفس السؤال الذي طرحته على وانغ

قال موي:"آنسة كيم، سأحضر الجيش الخاص وفرسان قصر إيرل للقتال في كل مكان، حينها سينتشر اسم عائلة جين في كل البقاع، وسنقوم ببناء أعمال جديرة بالتقدير، وبالتالي سترتفع مكانة وقوة عائلة جين إلى مستويات أعلى جديدة."

" شكراً لك موي." ثم نهضت كيم مولان وخرجت.

بعد ذلك، دخلت كيم إلى الغرفة الثالثة والرابعة والخامسة.

وسألت الثلاثة نفس السؤال المعتاد الذي سألته لوانغ وموي، وكانت إجاباتهم متشابهة نوعاً ما، لأنهم تعهدوا بالولاء واستعدادهم للموت من أجل كيم، فهم مستعدين للسير فوق الزجاج المحطم أو الجحيم من أجلها دون تردد.

لقد كان الأمر متوقع بالنسبة لها، لأن هؤلاء الثلاثة قد تمت تربيتهم من قِبل عائلة جين، وهذه هي الإجابة الوحيدة التي يعرفونها.

ثم دخلت كيم مولان الغرفة الأخيرة.

وأيضاً كانت مفصولة بشاشة، وحين دخولها، استنشق شين رائحتها فقد كانت رائحة جميلة جداً، يبدو أنه عطر نسائي ثقيل.

ابتسم شين بخفة وهو ينظر بعينين رقيقتين، حيث أنه كان يراها بوضوح من خلال الشاشة.

فجأة، تسارعت ضربات قلبه بشكل غير عادي، وهو يتمثل جمالها وجسدها المتناسق والرشيق.

"شين لانغ ، إذا دخلت منزل إيرل وأصبحت زوجاً لي، ما الذي يمكنك إحضاره لي في المستقبل؟" سألت كيم.

"ماذا؟" قال شين باستغراب.

"إنك أحمق حقاً." ابتسمت كيم مولان في قلبها، ثم سألته عن درجة الحرارة، ثم سألته: "ما هو أثمن شيء يمكن أن يعطيها إياه؟"

"عذريتي" أجاب شين غريزياً، بصوت منخفض.

لكن بالطبع لا يمكنه التحدث بأمور كهذه بصوتٍ عالٍ ولن يتجرأ على فعلها، لذا يجب أن تبقى بداخله فقط، لأنه حتماً سيُقتل في أي وقت من الأوقات لو سمعه أحدهم، فكيف يجب الإجابة على مثل هذا السؤال؟ فكر شين في معنى سؤالها للحظة.

بالتأكيد يمكنه منحها الكثير

ثم بدأ يحادث نفسه وهو يفكر فيما يستطيع فعله:

"امممم، على سبيل المثال، أنا طبيب نسائي جيد جدًا، وحينما تتألم بشدة كل بضعة أشهر، يمكنني مساعدتها في العلاج.

إضافة إلى أنني سأقوم بترقية الجيش الخاص بها، وسوف أتأكد من أن رجالها لديهم دروع أفضل وسيوف أكثر حدة، هل يا ترى تريد شيء كهذا؟

كما أن عيناي قويتان وأرى بهما بأشعة سينية، لذا لو أصابها أذى في الأوردة، فأنا أعلم كيف أساعدها."

حتى يمكنه تخيل إجابة الأشخاص الخمسة الأوائل.

حتماً أكد لها وانغ بأنهما يكملان بعضهما البعض، وأنه سيدير منزل إيرل بشكل جيد كي يزدهر، وسيدع عائلة جين ترث الأساس الذي يعود إلى قرن من الزمان ليستمر إلى الأبد.

أما موي، ولأنه عبقري عسكري، بالتأكيد سيتحدث عن جيش عائلة جين، وبأنه سينشر اسم عائلة جين في جميع أنحاء العالم من خلال القوة، لأن مزاياه ستنمو وسيصلون إلى آفاق جديدة.

أما بالنسبة للثلاثة الآخرين، فقد تمت تربيتهم بقصر إيرل، لذا ستكون إجابتهم المعقولة الوحيدة وهي تكريس ولائهم لعائلة جين.

إذاً، ماذا يجب أن يقوله شين؟ وما الذي ترغب كيم بأن تسمعه؟


قالت كيم:" شين، لم تجبني بعد،...حسناً، خذ وقتك، وفكر ببطء، لا تقلق أنا انتظر.

لقد كانت معاملتها باردة مع الآخرين، ولكنها لطيفة وودودة مع شين، لأنها كانت تعامله كأنه طفل لم يكبر بعد.

ثم فكر شين لانغ لمدة دقيقتين، ثم وجد إجابة أخيراً.

"ما يمكنني أن أعطيكِ أياه، هو أغلى شيء، وهو الحرية المطلقة، طالما بقيتِ مخلصة ولا تنامين بين الرجال ، فيمكنك فعل أي شيء تريدينه." قال شين.

عندما نطق بتلك الكلمات، تعقدت حواجب كيم وأرادت الاندفاع نحوه وصفعه لولا وجود هذه الشاشة.

ما قصده بالنوم مع الرجال؟ هل كانت كيم تمثل المرأة الوقحة؟

لكنها لم تكن مستاءة ولم تغضب منه.

"يا له من أحمق وغبي، حقاً ليس لديه عقل على الإطلاق".
نطقت كيم هذه الكلمات وهي تخرج من الغرفة.

خلف الشاشة، أظهر شين ابتسامة متعجرفة توحي بالنصر، فإذا لم تحدث مشاكل، فستختاره من بين الستة حتماً.

تُرى لما طرحت كيم مولان مثل هذا السؤال؟ يبدو أنها تريد أن تعرف طموحاتهم وإلى أي مدى يريدون الوصول، لأن أخيها الأصغر ميؤوس منه وهو بدون مستقبل، وبعد وفاة جين، ستكون قوة القصر وسلطته بين يدي كيم بالتأكيد.

هي تريد مساعدة أخيها العزيز بالطبع وبكل إخلاص ولكنها خائفة، ترى ما الذي تخاف منه كيم؟

بالطبع من الرجل الذي ستتزوجه، هل سيكون لديه طموح وجشع للاستيلاء على قصر إيرل، ومن ثم الذهاب لقتل أخيها بدم بارد، في هذه الحالة ستكون هي المذنبة الوحيدة التي سمحت لتمادي الأمور، كما أنها ستخجل من مواجهة الأجداد بالأمر حينما يسألونها.

فكل ما تريده من زوجها بأن تكون لديه مواهب مختلفة، ولكن لا يجب أن يكون لديه طموح للسيطرة واستلام زمام الأمور في القصر، لتفادي حدوث كارثة قد تحل بأسرتها لو تزوجت.

وصرحا وانغ وموي بإيماءاتهم العظيمة لتنمية سمعة عائلة جين، والعمل مع كيم للتحكم بمنصب قصر إيرل، لذا تسببت هذه الطموحات لها بالقلق.

الاثنان متعجرفان للغاية، فهل سيعطيان لكيم مكانة بعد الاستيلاء على القصر؟

ولكن إجابة شين لم تُظهر بأن لديه أي طموح.

هذه هي الإجابة التي أرادت سماعها، و هذا هو أكثر ما تهتم به كيم.

عادت كيم مولان إلى قاعة والدها.

في هذه اللحظة، كان إيرل وزوجته ينتظران بفارغ الصبر لرؤيتها تخرج، ولم يسعهما إلا أن يقولوا: "أبهذه السرعة؟"

نعم، لقد اختارت كيم زوجها المختار بأقل من ربع ساعة.

قال إيرل: "ابنتي، هل اخترتِ الزوج الصالح؟ إن كان قراركِ نهائي، فسأرسل دعواتنا على الفور إلى أكثر من عشرة أشخاص مهمين وبارزين، وسيقام الزفاف هذا المساء."

أومأت كيم: "أجل، اخترته".

نهضت الكونتيسة، وسألت بحماس: "من هو؟ هل هو وانغ هاو أو موي؟"

قالت كيم مولان: "الزوج الذي اخترته هو ... شين لانغ"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي