4

الفصل الرابع: 

(هذا الإصبع الذهبي مُخزي بعض الشيء)


بعد مرور ربع ساعة، جاء الطبيب الذي أحضره جونجيا.

وحاول رفع جفون عينيّ شين وتحركيهم عدة مرات، ثم تحسس نبضه، وبعد مرور القليل من الوقت، أظهر الطبيب ملامح الاستغراب والدهشة.

قائلاً:  "إنه حقاً أمر غريب للغاية، لقد كان مريض جداً لدرجة الموت، كيف حدث هذا، أنه أمر لا يصدق بالفعل!" 

كانت بجانبه مدبرة المنزل قائلة: "الطبيب لي، هل هذا هو جسد شين لانغ حقاً؟ هل أنت واثق؟"

قال لي دافو:  "حسناً، يبدو أنه لم يعد هناك خطر على حياته"

ابتسم شو جوانجيا أيضًا ثم قال: "إن الطبيب لي جيد حقًا في المهارات الطبية، لقد أعاد الشباب لشين لانغ بمهارته"

تردد الطبيب لي للحظة متعجباًلأنه يعرف ضمنياً بأنه لم يفعل شيء، ثم قال: "كان لابد أن يكون عجوزًا الآن"

قال شو جوانجيا وهو ينظر لشين: "شين لانغ، خذ قسطاً من الراحة."

ثم غادر الغرفة مع الطبيب لي.

نزل شين لانغ من على السرير ووقف أمام المرآة للنظر إلى شكله الجديد.

لقد كان جميلاً جدًا، رغم أن جسده ضعيف للغاية، لكنه مليئ بالحيوية والنشاط.

ليس هذا فقط، فعلى الرغم من أن شين لانغ السابق كان وسيم للغاية أيضاً، ولكن عينيه كانتا كسولتان، وتعبيره الاستداركي غبي، ولذلك لا يبدو أنه جذاب أبداً، لقد كان جامد دون مشاعر كالتمثال الخشبي.


أما الآن لقد أصبح شين لانغ مختلف تماماً عما سبق، فقد أصبح يملك عينين مليئة بالحب، كما أن هناك تعابير عميقة ومعبرة لمشاعر قلبه التي أصبحت تظهر على وجهه.

فمن الجيد أن تولد من جديد.

استمرَ بمشاهدة نفسه أمام المرآة لمدة نصف ساعة، ثم جلس أمام الطاولة وأخذ كتابًا ليتصفحه.

بالطبع، لا يمكنه قراءة الكتاب وهو بهذه الحالة الغير مفهمومة، ولكنه يتظاهر بالقراءة، لأنه يفكر في أسئلة تدور في ذهنه، ترى ماالذي يفكر به شين لانغ الأول؟


فهو إضافة لإمتلاكه ذاكرة لشخصين إلا أن هناك أشياء لايمكنه تذكرها مهما حاول البحث عنها في ذهنه.



بعد ذلك، تفاجئ عندما اكتشف أن هناك سطح مكتب حاسوب يعمل في دماغه بنظام التشغيل ويندوز 10.

هذا مدهش!

هذه الصورة مألوفة له للغاية، إنه الحاسوب المحمول الخاص به من شركة ديل، فقد كان مليء بمختلف المواد والكتب والألعاب والأفلام وما إلى ذلك.

ففي العالم الحديث، لقد كان يعمل شين لانغ كل يوم، والحياة كانت مملة للغاية، غير هذا فقد كانت حالة الإنترنت في العديد من الأماكن في أفريقيا سيئة للغاية، لذا كان يضطر شين لانغ على وضع الكثيرمن الكتب والبيانات على القرص الصلب، لذا يمكن القول أن هذا الحاسوب كان يرافق شين لانغ في معظم أوقاته.

في دماغه، فتح شين لانغ عرضًا كتابًا في الحاسوب، وفيلمًا ولعبة ولم يكن هناك شيء يعيق الأمر.

هذا رائع، لقد أصبح الحاسوب المحمول بالكامل بداخل ذهنه.

وليس فقط هذا!

بل أصبح لدى شين لانغ أيضًا شعور مختلف تمامًا، ليس في الدماغ فقط، وإنما في العينين أيضاً.

لذلك، حاول تكثيف النظر والتمعن للمكان حوله بعينيه، وحدثت أشياء أكثر من رائعة.


فكل شيء قد رآه شين لانغ قبل مرضه كان مختلف تماماً عما يراه الآن، فقد تغير كل شيء، ولم يعد يرى بعينيه كما يرى الناس العاديون. 

الآن أصبح بإمكانه رؤية المقص في الدرج، كما يمكنه رؤية الماء داخل المزهرية، ويمكنه رؤية الجذور تحت تربة الأشجار الصغيرة داخل الأصيص.

نعم، يمكنه أن يرى ذلك من خلال عينيه المدهشتين.

بالطبع، هذا ليس رأي العديد من الروايات المتحضرة بأن تتمكن من رؤية ملابس النساء من خلال الأشعة السينية.

لقد أصحبت عينيه مثل جهاز الأشعة السينية المتواجد في المستشفى، والذي يمكنه من خلالها أن يرى عضلات جسم الإنسان والأعضاء الداخلية بوضوح.

  إنها أيضًا مثل جهاز الأمن لنقطة تفتيش الصناديق والحقائب بالأشعة السينية في محطة السكك الحديدية، كما يمكنه رؤية الأشياء بالداخل حتى لو كان هناك عدة طبقات من الصناديق.

ثم تذكر شين لانغ أنه عندما انفجرت القنبلة، لم يكن جسده متواجد فحسب، بل كان هناك أيضًا جهاز أشعة سينية وجهاز حاسوب محمول بجانبه.

الآن، أقتنع بالفعل بأنهم قد عبروا معه لهذا العالم، لقد كان هذا رائع.

على أي حال، لم يعد هناك أشياء غريبة آخرى لمعرفتها، بدأ الأمر يتضح له.

في هذا الوقت فُتح باب الغرفة، ودخلت نسمات من الرياح الهادئة، ثم انبعث صوت جميل وساحر. 


"شين لانغ، لقد شُفيت بالفعل، أنا سعيدة جدًا"

لم يستطع شين لانغ إلا أن يدير رأسه باتجاه الصوت لإنجذابه له.

في البداية، رأى هيكلًا عظميًا رفيعًا وأوردة وأعضاء داخلية، لأن عينيه كانا في منظور الأشعة السينية.

ثم فرك عينيه وتراجعت الرؤية بالأشعة السينية واستعاد الرؤية الطبيعية له.

لذا ظهرت أمامه إمرأة في غاية الجمال.



من المؤكد بأن إمرأة ذات وجه جميل كهذه، ذات ملمس رقيق أملس وجلد ناعم، ستحتل جميع القلوب بهذه المواصفات حتماً.

لا عجب أن هناك عددًا لا يُحصى من الشباب في مقاطعة نوجيانغ بأكملها مهووسين بهذا الجمال، فكل شيء في هذه المرأة يبدو رائعاً، من جسدها ككل وصولاً لروحها الجميلة. 



"ليس غريباً بأن يُضحى شين لانغ السابق بنفسه من أجلها، فهو حتماً كان مجنون بها."
قال هذا بينه وبين نفسه، حينما اندهش بجمالها.


فهي ليست شخصية نادرة بمظهرها فقط، وأنما كانت أنيقة في تعاملها، ولم تكن تبدو أنها ابنة تاجر بل كانت أشبه بابنة لعائلة من الطبقات الراقية المخملية بتفاصيل عريقة.

بالطبع هذه المرأة هي شو وي زوجة شين لانغ.

عندما رأت شو وي شين لانغ الجديد لأول مرة الآن صُدمت قليلاً وتفاجأت، لأنها شعرت بأن شين لانغ مختلف نوعاً ما، فقد لاحظت تغير في طباعه وروحه رغم أن الوجه هو نفسه. 



سارت بإتجاهه ثم جلست أمامه، كانت تفاصيل جسدها الأنثوية جميلة جداً.

ثم قالت بنبرة هادئة:

"شين لانغ، أنت تتحسن، أنك حقًا شخص قوي."  

"نعم."   قال شين لانغ.

صمتت شو وي للحظة ثم قالت: "في هذه الأيام، قد جاء والداك إلى منزلنا عدة مرات، أنهم يشتاقون لك كثيراً، وحتى أمك أتت ألي عدة مرات تطلب مني إعادتك إليها، أنني حزينة لأجلهم"

"نعم."  سمع شين لانغ تعليقها على الفور، لكنه لم يبدي أي ردة فعل، لدرجة أن شو وي شعرت أن المرة الأولى سابقاً التي رأى فيها شين لانغ كانت مجرد وهم.


أحست شو وي بالإحراج لأن شين لانغ لم يُظهر أي رد فعل على الأمر.

إذ أنها سألت الحكماء عن هذا الأمر وعلمت بأنه يفهمها ولكن قدرات شين الإدراكية ضعيفة ولاتزال متراجعة؛ لذلك هو لا يستجيب لكلماتها، وهذا ماجعلها لاتعرف كيف ستتحدث معه.


.......


في هذه الأثناء، تم دفع الباب بقوة ودخل رجل ذو عضلات مفتولة، فعلا ما يبدو أنه يمارس فنون القتال والكاراتيه، ثم دنى باتجاه شو وي وقبلها على شعرها من الخلف، ثم ابتسم وقال: "هذا الشخص ذو العقل المتخلف، كيف سيفهم الكلام اللطيف؟!"



ثم نظر إلى شين لانغ  بعينيه المليئة بالغرور والعجرفة قائلاً:

"اسمي تشانغ جين، لم تمت بعد، حقاً حضكَ جيد، تستطيع الآن العودة لبيت الكلاب الريفي الخاص بك الآن."


لم يفعل شين لانغ أي شيء سوى النظر إلى جسد تشانغ القوي دون أن يحمل وجهه وعينيه أي تعبير.



ثم تابع تشانغ جينداو حديثه قائلاً: "أنا لم أستطع فهم شيء منك، ولكنك الآن أصبحت بصحة جيدة ولا يمكنك حتى لمس إصبع شو وي، لذلك قد تم طردك من عائلة شو منذ ذلك الوقت، ولم يعد لك علاقة بشو وي لأنها تريد الزواج مني، هل تفهم ذلك؟"


لم يكن بوسع شين لانغ سوى النظر إلى شو وي، فهو يتذكر بأن هذه المرأة كانت لطيفة ومثالية جداً معه.

 


كانت شو وي متوترة ومنزعجة بعض الشيء لما حدث أمامها فهي أرادت أن تكون الأمور مثالية، فهي لم تكن تريد أن تُنهي زواجها مع زوجها بهذا الشكل، بل أرادت أن يتم الأمر بهدوء لولا تدخل تشانغ والتحدث معه بالأمر بشكل مباشر.



كانت عيون شين لانغ لاتزال تلاحق وجه شو وي الجميل، كما لو أنه يبحث من خلال تعابير وجهها عن إجابة نهائية لما قاله تشانغ.

أخذت شو وي نفساً عميقاً، ثم قالت بهدوء: 

"شين لانغ، أنت شخص لطيف للغاية، ولكنني أعتذر منك، فنحن لسنا مناسبين لبعضنا."


لم يعطي شين لانغ أي رد لهذه المجاملة الجيدة فهو يعلم أنه وسيم ولا ينقصه شيء كي يناسبها، فقد كان مستدرك مايحدث حوله إلا أنه لم يُظهر لهم فهمه للأمور.


ثم تحدث شو وي وهي تجد حجة للخلاص منه: "إن والديك يشتاقان إليك كثيراً ويتوسلان إلينا لكي تعود إليهم، لذا هكذا تستطيع العودة للمنزل والالتقاء بوالديك."

رغم كلامها إلا أنه لايزال يحدق بها دون النطق بأي كلمة.


كان قلب شو وي يؤلمها، ولكن شين لانغ كان يُظهر الغباء بعينيه وكلماته لم تكن مفهومة أو واضحة.


سَخر تشانغ منه، فقد نفذ صبره وهو ينتظر فهمه للأمر.



نظرت إليه شو وي قليلاً وبادلها هو النظر.

ثم تحدثت معه ببرود أكثر قائلة:

" شين لانغ، أنا ممتنة حقاً لمشاعرك تجاهي، ولكننا لسنا مناسبين، لذلك لن تعود إلى منزلنا من الآن فصاعداً، لأننا لم نعد زوجين"

نظر شين لانغ بهدوء إلى شو وي ومن ثم إلى تشانغ وابتسم 

ثم قال: "حسناً، أنا ذاهب إلى المنزل".

ابتسم تشانغ وقال: "أنه أحمق بالفعل ولايجدي نفع."


ثم خرج مع شو شياو الذي يسير بجانبه.

بعد نصف ساعة، اقترحت عائلة شو على تشانغ بأن يكون هادئاً ويتلافى الأمر، كي لا تكبر المشاكل وتصبح العواقب وخيمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي