5

الفصل الخامس

-اركض واختبئ.
خاطب خوليو نفسه بصوتٍ منخفضٍ لاهثٍ، والعرق ينزل من جانبي وجهه.

كانت السماء في بداية ظلامها، حيث يقف المتسابقون في أماكنَ متفرقةٍ كلٌّ لوحده.

الجوُّ مشحونٌ بالتوتر يعزف نغمات الخطر، لا يثق أحدهم بالآخر، وفي كل نفسٍ يؤخذ دعاء من أجل النجاة.

-ثنائي

ظهر صوت لورلاي من خلال مضخمات الصوت المنتشرة.

"ثنائي"، كانت هذه الكلمة كطوق النجاة للجميع؛ من عساه يريد أن يكون وحيدًا في الظلام وعلى جزيرةٍ مجهولةٍ لا اسمها ولا مكانها معروفين.

ودون سابق إنذارٍ أو فرصةٍ للتشاور، وقف كل اثنين معًا، حيث قامت سوزان بالتمسك بصديقتها كلوديا وكانت ردة فعل جنجر الجامدة لا يمكن تفسيرها.
نظرت سوزان في وجه جنجر وتحدثت بحزم:
-جدي لنفسك مكانًا مع أحد ما وبسرعة.

شاهدت كلوديا الخيبة في عيني جنجر التي ظهر عليها الحزن والانكسار، لقد أزعجها تصرف سوزان، إلا أنها فضلت عدم الاعتراض لتقول:
-نحن أسفتان يا جنجر ليس لدينا خيارٌ آخر.


سمعت جنجر كلمات كلوديا الأخيرة ثم اختفت بين المتدافعين، وقررت أن لا ترد عليهما بعد أن تم تقرير مصيرها دون استشارة، في حين أن كلوديا حملت على وجهها علاماتُ ندمٍ واضحة.

تحدثت سوزان وهي تمسك كف صديقتها وتحثها على الجري:

-لا وقت لدينا يجب أن نهرب إلى الغابة.

-الكل يهرب إلى هناك، هل سنكون بأمان؟

-أولًا يجب أن نجد لأنفسنا مخبئاً، أسرعي.



ما الذي حدث لتصل الأمور إلى هنا؟ فلنعد قليلًا إلى الوراء عندما ووصلت الباخرة إلى الجزيرة.


-ها نحن هُنا.

قال خوليو ذلك وهو يرتب شعره الذي يصل لنهاية أذنيه، ومن بين زُحام النازلين مرّ من قربه إدجار، وبالنظر إليه بدا لخوليو أنه ما يزال مُستاءًا.

-هذا الرجل لا يبتسم أبداً!


بمجرد أن ترجل كل من في الباخرة برفقة لورلاي ورجالها، أبحرت الباخرة مرة أخرى تحت أنظار المتسابقين.

تقدمت بهم إلى أرضٍ خاليةٍ، ثم انشقت مساحةٌ مربعةٌ من الأرض العشبية، خرجت منها منصة بذات الحجم، وأمام ذهول الحضور صعدت لورلاي على المنصة تقف بشموخ لكي تتحدث:

-مرحباً بكم في وطن الصيادين الأقوياء، حيث لا مكان للضعفاء.

وبينما هي تتحدث خرجت من الأرض منصاتٌ صغيرةٌ ومستديرةُ الشكل، طولها يقارب المتر، تحمل عليها أسلحة رشاشة من نوع "ميني غن" حاوطت مساحاتٍ واسعةٍ من كل اتجاه، وبمجرد رؤية هذه الأسلحة الرشاشة انتشر الرعب في قلوب المتفرجين.

مما جعل لورلاي تقول:
-لا داع للخوف، هذا مجرد إجراءٍ روتيني؛ حرصًا على أن لا يحدث انقلابًا.


"انقلاب! ما الذي تتحدث عنه هذه المرأة؟! في نبرة صوتها وكلامها يبدو أن هناك شيئًا ما سيظهر كمفاجأةٍ مُفزعةٍ بعد قليل، شيئٌ لن يكون جيداً بالطبع"
خاطب إدجار نفسه بذلك، وشعر أن دقات قلبه تكاد تكون مسموعة وهو يقنع نفسه بالثبات، استمع لنفسك واثبت يا رجل، ربما يحاولون نشر الذعر والخوف لقمع الشغب لا أكثر.

بينما يُجري إدجار محادثةً مع نفسه أكملت لورلاي وصوتها يتردد صداه من خلال مكبرات الصوت:

-مسابقة الصيد هذه صُنعت خصيصًا من أجلكم، هنا يوجد الكثير من الطيور والأسماك والحيوانات من أجل الغذاء، ولكن هذا ليس كل ما أنتم هنا من أجله، أنتم هنا ستحاربون لأجل البقاء على قيد الحياة، لديكم أعداءٌ محددين، يجب أن تقاتلوهم أو يتم قتلكم.



بين ذهول الجميع والهمسات المختلطة أكملت لورلاي:
-الأعداء هم أنتم، لا يوجد صديق، وقد يوجد حليفٌ لمدةٍ معينةٍ؛ إتباعًا للأرقام التي سوف تحددها المسابقة، وسوف تسمعون تلك الأرقام من خلال صوتي أثناء مكوثكم هنا.

بعد أن قالت ذلك بدأت الشتائم تنفلت من الأفواه "ما هذا؟ هذا ليس هو الاتفاق، لم يخبرونا بذلك مسبقاً، لقد تم خداعنا، إنهم مجرمون، وسوف نهلك لا محالة."



بعد أن حدث ما كان يخشاه إدجار، قال مغمضًا عينيه:
-اللعنة.

وأخيرًا أدرك بطلنا أنه وقع في فخ، ربما كان عليك تركُ رسالةٍ أكثر تأثيرًا للسيدة باربرا في حال تخلص العالم من وغدٍ مثلك، فقد تدعو لك بالرحمة.

بعد أن تحدثت لورلاي بالجنون، بدأ بعض الرجال والنساء بالصراخ معترضين، وطالبوا بالرحيل والعودة لمنازلهم، فتحدثت لورلاي وكأنها جبل من جليد:

-للأسف، هذه الفرصة لم تعد موجودةً، الانسحاب في هذه المرحلة يعني أن تتم تصفيتكم، ولكن هناك خيارٌ متاح من أجل مئة شخصٍ فقط وهو أن يصبحوا مجندين لدينا.

سأل أحد المشتركين:
-هل سوف نكون بأمان إن انضممنا؟

-بالطبع، لكن ما يزال عليكم الدخول في المنافسة، أنتم على أرض المسابقة ولكن في طرفنا.

وكان قد خرج إدجار من بين الصفوف فقط من أجل رؤية لورلاي، رفع حدقتيه المشتعلة مواجهًا نظراتها الباردة ليقول:

-تقولين ذلك وكأنك العدو نفسه!


ابتسمت لورلاي ولم تعطه إجابة؛ حيث كانت هذه الابتسامة كفيلة بالرد عليه، فتجاهلته مسترسلةً في خطابها:
-العدد المسموح مئة فقط، قفوا خلف المنصة.


أنهت حديثها وتدافع الكثير من أجل الوقوف في ذلك الطرف، ومنهم المرأة ذات النبله مع أصدقائها، عندها منع الحراس المزيد من التقدم وهذا يعني أن العدد وصل حده.

وبينما وقف إدجار غاضبًا في مكانه، شدت انتباهه فتاة النبلة، ونظرت في عينيه مباشرةً ثم أعطته أفضل ابتسامةٍ شيطانيةٍ لديها.

أنت في ورطةٍ كبيرةٍ يا إدجار، يجب عليك أن تتعلم فن الاعتذار وإلا جعلتك تلك المرأة تغوص في براز الحيوانات هناك.

كان المكان قد قُلب رأسًا على عقب بينما كانت تلك المختلة لورلاي تتحدث من جديد:
-سوف يجد من بقي في الغابة الطعام الوفير، على المشترك أن يصطاد بعنايةٍ ويقطف الثمار الصالحة للأكل، لدينا الكثير من الثمار السامة، أقول ذلك حرصًا على سلامتكم.



-سلامتكم؟! مختلة لعينة، هي لا تريد موتًا عاديًا، بل تريد مطحنةً ومجازر!

عبرت كلوديا عن غضبها بهذا الكلام، ثم نظرت إلى وجه سوزان الشاحب.

في حين أن جنجر شعرت أن دموعها على وشك النزول، وهي تفكر بصغيرتها، وترفض الاستسلام.

أمسكت بيد كل واحدةٍ منهما وقالت في محاولة للتخفيف:

-الطعام البري قد يكون بعضه قاتلًا، سمه يقتل المرء ببطء ويسبب له الكثير من الألم لكن لا تقلقن؛ نحن الثلاثة سندعم بعضنا البعض.

بدأت جنجر بالدعاء، في حين أن خوليو قد ابتلع ما في حنجرته من لعاب، كان ينظر إلى حال الجميع من حوله، وشاهدهم ينقسمون إلى ثنائيات.

عاد إلى الخلف بخطواته، لا يريد أن يكون أول المفقودين، وبينما الخوف يقبض على قلبه اصطدم ظهره بظهر إدجار، الذي التفت تزامنًا للآخر وقال:

-احترس أيها الأبله.

-سيد الصمت!

كان الوقت غير مناسبًا عندما أفرج خوليو عن اللقب المبتذل الذي أعطاه لإدجار، قال ذلك تحت تأثير الصدمة والمفاجأة.

رأى إدجار وجه خوليو الخائف، كانت عيناه ذات الزُرقة السماوية تسأل النجدة، وهو يعلم تمامًا أنه سيكون أول الضحايا بهذا الوجه الجميل وخُلقه المسالم.

سأل خوليو:
-ماذا أفعل؟

-ما الذي يجعلك تظن أنني سوف أساعدك؟!

- أرجوك، أخبرني ماذا أفعل؟

تنهد إدجار وهو يفكر في وضع هذا الشاب ثم نطق وهو يبتعد عنه:

-اركض واختبئ.



هذا ما حدث بعد أن ترجل كل من كان في الباخرة، والآن على الجميع البقاء مع الحليف حتى يختلف الأمر، ولا أحد منهم يعلم ما الذي ينتظره.

الحيرة والأسئلة تغزو العقول، واللوم إما أن يقع من الشخص على نفسه، وإما أن يلوم أطرافٌ أخرى؛ بسبب توريطه لهم في هذه المسابقة الزائفة واللعينة.

لكنها ليست زائفةٌ، وإنما عكس ما كنتم تتوقعونه، يجب أن يقع اللوم على المسؤول المجنون الذي قام بإنشائها والذي نجح شر نجاح باستدراجكم كخرفانٍ صالحةٍ للأكل، أليس صحيحاً يا خروف إدجار؟



على عكس الجميع قرر إدجار أن يكون خروفًا وحيدًا، لقد ركض إلى الغابة دون انتظار، وبينما يقطع طريقه، نظر إلى يساره حيث شاهد المئة شخص حيث تم أخذهم.


في الجهة المقابلة تمامًا كانت "صوفيا" فتاة النبلة والسهام تراقبه وتتبع خطواته بعينيها الحادة.

لا بد وأنك ستلاحقينه على وجه الخصوص، فهذه النظرة لا تُبشر بالخير أبدًا.

-صوفيا!

نادى عليها رجُلٌ يقف على بعد خطوات منها، حرك رأسه مشيرًا لها:
-ما الذي تنظرين إليه؟ هيا بنا.

لم يعجبها تلقي الأوامر منه، أعطته نظرةً ساخطةً في طرف عينيها ثم تخطته دون كلام.

لحق بها وتحدث بقلقٍ واضحٍ في نبرة صوته:
-عليك أن تركزي.

-على ماذا؟ عليك؟

-توقفي عن صنع الجدال وركزي على النجاة بنفسك، هل تريدين الموت؟

-أستطيع الدفاع عن نفسي، توقف عن إصدار الأوامر أيها الأحمق، أنت لا شيء.

-ليس لديك أدنى فكرة عن خطورة البشر من حول، هل تظنين أنك قادرةٌ على قتل أحد؟

توقفت وراحت تنظر في وجهه بتحدٍ:
-صدقني، أنت لا تعلم كم أتمنى فعلها يا براندون.

في عينيها الخضراوين قرأ "براندون" أنه المقصود، وبقلة حيلة أسقط جبهته ورفع يده مدلكًا أعلى أنفه.


بعد أن هرب خوليو اختبئ خلف جذع شجرةٍ سميكٍ وحوله أوراقُ شجرٍ كثيفةٍ ساعدته في إخفاء نفسه في هذا الظلام الدّامس.

حفيف الأوراق والأنفاس التي استهلكها التعب من الجري جعلته يدركُ كمية العدد الكبير الذي مرّ من أمامه وخلفه، وفي عقله يتردد صدى كلمتين فقط "اركض واختبئ"

عليك أن تعرف متى تركض ومتى تختبئ عزيزي خوليو، ربما يُعد كِلا الأمرين هروبًا، ولكنهما يعطيان نتائج مختلفة.

لا بد وأن إدجار يفكر في ما إن كنت ستنجو أم لا، على الأغلب هو سيُراهن على أنك سوف تقع وتُسحق.

وبالحديث عن الذئب ها هو بطلنا يتخذ وضعية الصياد الحذر، فالبقاء على قيد الحياة في الطبيعة ليس أمرًا صعبًا بالنسبة لرجلٍ قضى معظم أوقاته في التنقل والصيد، ولكن وجود شخصٍ ما يتربص بك هذا أمرٌ جديد.

لقد اعتاد أن تكون رحلاتُ صيدهِ هادئةً وخاليةً من البشر، وهذه المرة لن تكون مثل سابقاتها.



بعد أن نزلت صوفيا أسفل الأرض برفقة من تم اختيارهم، وقفت صديقتها إلى جانبها، فنطقت الأولى محدقة في الوجوه من حولها:

-من الجو المحيط يبدو أن هناك مجموعات مُقسمةٌ بالفعل، ما رأيك يا ماتيلدا؟

-كل ٣ أو ٥ أشخاصٍ يحيطون ببعضهم، هذا طبيعي فنحن مجموعةٌ أيضًا.

-مع من؟ براندون وصديقاه الغبيان؟

-على مهلك يا فتاة، إنهم أصدقائي أيضًا.

قررت صوفيا تغيير الموضوع:
-انظري، بعضهم يبدو عليهم الضعف والخضوع..

قاطعتها ماتيلدا بسخرية:
-وبعضهم الآخر يبدون كمجرمين ورجال عصابات؟ وهذا هو نوعي المفضل.

-لايوجد أملٌ منك.

ظهرت لورلاي وتمركزت في منتصفهم، ثم دارت حول نفسها؛ لتتمعن النظر إلى وجوههم:

- أهلًا بكم في قطعتكم المركزية تحت الأرض، لن يصل إلى هنا أيٌ من المدافعين إلا إذا قام أحدكم بخيانة المجموعة.

سأل براندون بتعجب:
- مُدافعين؟!

-أجل، وأنتم ملاحقون؛ مجرد أسماء للتميز بينكم.


ثم قهقهت وهي تراقب نظراتهم المفزوعة لتضيف:

-لا تقلقوا، سوف نعتني بكم، أولاً، لن تخرجوا حتى الصباح، فلنعطهم فرصةً للتكيف ودراسةً المكان.



همست ماتيلدا في أذن صوفيا:
-عن أي دراسة تتحدث هذه السافلة المجنونة، الجميع في حالة ذُعرٍ، من الذي سيرى أمامه في هذا الظلام؟ قد تفترس الحيوانات الشرسة نصفهم قبل بزوغ الفجر.
-اصمتي.

أكملت لورلاي خطابها:
-ولكن هناك شيءٌ آخرٌ ومهمٌ، في حالتهم هذه هناك "مدافعٌ ومهاجمٌ" وفي العراء هناك سيكونون منافسين لبعضهم البعض.

كمثال:
(عندما يقتحم مدافعٌ المكان على مدافعٍ آخر ويريد أخذ غنيمته، في هذه الحالة سيكون مهاجمًا، أما الطرف الآخر فهو مدافع في حال فعل شيئاً لإنقاذ نفسه)

سأل براندون:
-ونحن؟

-أنتم الملاحقون، سوف يتم تفضيلكم عليهم بالسلاح والعدة والرداء والمأوى والغذاء، وهم سيعيشون مع الطبيعة، مهمتكم ملاحقتهم والحرص على اشتباكهم مع بعضهم وجعل الحياة في الخارج صعبة عليهم.


ظهر صوتٌ أنثويٌّ من بينهم:
-ماذا لو تعرض أحدنا للإصابة؟

-يمكنكم إنقاذه قبل الوصول لمرحلة الموت، هنا يوجد لديكم كل شيء.

-هل سنضطر للقتل؟

نظرت لورلاي بين الجموع وهي تبحث عن المتحدثة:
-أظهري نفسك.

ظهرت المتحدثة من خلف الواقفين، وهي تلف يدها حول معدتها ممسكةً بذراعها الأُخرى، وكأنها مصابةٌ ولكنها ليست كذلك، فوقفت لورلاي أمامها لتكون قريبة من وجهها وهي تقول:
-أنسة جنجر! أكرر مرةً أخرى، هذا يقع على عاتقكم، ففي لعبةِ الحرب هذه كل شيء مباح، ومن أجل الفوز لا بد وأن كل واحد منكم لديه ما يحارب من أجله.


حنتْ جنجر رأسها وهي تفكر بما قيل لها.
فتاتنا المزعجة، ما الذي تفعلينه هنا؟ هل بدأت تفكرين بالانتقام؟! إذا كان الأمر سيسير على هذا النحو، لا بد وأنك تفكرين بثلاثةٌ أشخاص وتتمنين أن يقعوا أمامك.





قاطع أفكار جنجر والهمسات الخافتة صوت مزعجٍ يتذكره الجميع:

-بدأت أشعر بالملل، متى سوف نبدأ بحق خالق الجحيم؟!

ظهر المتحدث من خلف الباب وهو يرفع كفيّه أمامه ويتذمر، فلفت انتباهه عدد الأشخاص الموجودين، ومع ابتسامةٍ متكلفةٍ على وجهه قال:
-وأخيراً، وصل فريقي.


ضحك بينما كان يتعرف على بعضهم ويطبطب على أكتافهم، إنه أوسكار، ذو الابتسامة المخيفة، وما يفعله الآن لا يبدو ترحيباً، لا بد وأنه يتذكر ما حدث أيها الخونة، لم يدافع أحد منكم عنه عندما تم سحبه، لا بد وأنه سيسحقكم جميعاً.


سأل أحدهم:
-أوسكار! ألم تذهب إلى المنزل؟

-كنت سأذهب، لكنني سألت عن خيار يجعلني أبقى، وهكذا تم عرض هذه الوظيفة علي، وها أنا هُنا، قائدكم.

راقب الإحباط في وجوههم:
-ما هذه النظرة على وجوهكم؟ يجب أن تفرحوا.

ابتسم أصدقاؤه الذين قاموا بالتخلي عنه من قبل وبدأوا بتحيته وتهنئته.



عادت لورلاي بخطواتها إلى الخلف:
- سوف يكون أوسكار قائدكم، إنه أول المتطوعين.


بعد أن ذكرت اسمه أطلق أوسكار عواءً كالذئب، بل يشبه الكلب أكثر ثم صرخ بحماس:
-سوف نقضي عليهم جميعاً، الساعات القادمة ستكون الأكثر جمالًا، لا خوف، لا تباطؤ، ولا خيانة.


حاوطَ خصره بيديه وعلق:
-ومن يجرؤ على فعل الأخيرة سوف يتمنى بأنه لم يولد.


اختفت ابتسامته المفزعة في نهاية كلامه وهو ينظر إليهم ومعالم وجهه تبث الخوف في نفوسهم.


وبالنظر إلى ابتسامتك الواسعة يا لورلاي يبدو أنك عرفت من تختارين أيتها الخبيثة الماكرة.

أوسكار لا شيء بالنسبة لك، لكنكِ أبدًا لم تكوني لتفرطي بأي متسابق أو تجعليه يعود إلى منزله!

أليس كذلك؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي