8

الفصل الثامن


"يجب أن تبدأ المسابقة بعدل."

رنت هذه الجملة في عقل إدجار كثيرًا، لقد تذكر ذلك الرجل الذي أوهمه بأن كل شيءٍ سيكون على ما يرام، وأنه سيمتلك أسلحةً لاحقًا.

تمتم بسخريةٍ وغضب:
_عدل؟ دعني أراك وسوف أجعلك تفهم ما هو العدل أيها الكاذب اللعين.

كان إدجار يسير في الطريق عائدًا، يتحاشى الأماكن المكشوفة، يمشي بحذر ويلتفت حوله، حينها سمع أصدقاء ريك وهم يتحدثون، مما أثار فضوله.

قال الأول بصوتٍ غاضبٍ:

-علينا أن نقتلهم جميعهم، ونبدأ بتلك الفتاة، إن كانت هي من فعلت ذلك بريك، سوف نقطعها ونرميها كطعامٍ للصقور.

ردّ الثّاني بملامح وجهه المقطّبة وصوته الحزين، وقد بدا لإدجار أن ما ينطق به جنون لا أكثر:

-لا بد وأنها قد أطلقت عليه ذئابًا افترسته، لا يمكنها أن تفعل ذلك بيديها المجردتين؛ هذا ليس من فعلٍ بشريٍّ، ومن عساه يرتكب هذه الوحشية؟ لا بدّ وأنّ الألم كان كالجحيم بالنسبة له.

أجاب جوناس:

-كان سافلًا ومنحدر الأخلاق، لكنه لم يكن يستحق ميتةً كهذه، لا أحد يستحقها، عندما نجدها لن يبقَ هذا لغزًا سوف نعرف ما حدث، وستتمنى تلك الوضيعة بأنها لم تولد حتى.

تحدث الأول متعجبًا وكان الذُعر يحتل تقاسيم وجهه على ما شاهده للتو، بينما كان يقلب سلاح جنجر المرقم بين يديه:

-من الغريب أنها تركت سلاحها خلفها، ثم إنهم يرقمون الأسلحة! لماذا يا ترى؟

أجاب جوناس مشبعًا فضولهم:

- في حال فُقد سلاح؛ سيعرفون المفقود من رقمه، كما هو نظام خدمة الوطن، في تلك الأيام التعيسة كنا نرقم قبعاتنا وأحذيتنا؛ لنحميها من السرقة، والأغلب كان ينام بحذائِه، من كان يستيقظ ولا يجد أشياءه يقضي كل يومه بالمنفردة.

سأل الثالث:
_ إذًا الأسلحة على عددهم، مئة فقط.



بينما يستمع إدجار لحديثهم الخطير، خطر على بالِه ملابس الرجلين حينما كانا يلاحقان جنجر، كانت ملابسهم موحدة وكذلك كانت جنجر، رداءٌ أسود ويميل للعسكري.

أجل يا إدجار، جنجر الآن ملاحقة من الفريقين، وأنت وحدك تعرف الاتجاه.

همس في عقله:
"لا، فكرةٌ سيئةٌ"

ها أنت مرة أخرى تريد ترك الجميع لمصيرهم، حسنًا لا تزعج نفسك، لا مشكلة في ذلك، أنت وغدٌ أنانيٌّ لا تحب إقحام نفسك بالفوضى التي يخلقها غيرك.


...



خرجت سيارةٌ رباعيةٌ مصفحةٌ تم صنعها خصيصًا للجيش الأميريكي، طراز "ISV العسكري" ويتربع على مقعدها الخلفي أوسكار، فاردًا ذراعيه على ظهر مقعدها الجلدي الفاخر.

ها هو الآن يضع ابتسامةً عريضةً على وجهه، مرتديًا نظاراته السوداء باهظة الثمن، والتي حصل عليها مع كل أغراضه الثمينة من قِبل مُشرفي المسابقة، "رؤساءَه بمعنى أصح"، الذين قد باع لهم روحه.

وفي المقدمة يقود كارتر وبقربه صوفيا ثم ماتيلدا، عندها نظرت صوفيا إلى أوسكار من خلال المرآة وشعرت أنه يراقبها منذ أن صعدوا.

أعطاها تلك الابتسامة المتبجحة، وردتها له بواحدةٍ صفراءَ مقيتةٍ، ثم حولت نظرها إلى الأمام وفي عقلها الكثير من الشتائم التي تصفه على وجه الخصوص.

قال أوسكار وغروره يكاد يصل إلى السماء:

-انظروا ما مقدار الرفاهية التي أقدمها لكم، عليكم أن تشكروني كل يوم.

ابتلعت صوفيا كلماتها وتبادلت النظرات الغريبة لوهلةٍ قصيرةٍ مع كارتر، والذي أظهر الرضا في ملامح وجهه مؤيدًا كلام أوسكار، فأعطته تلك النظرة الشرسة بمعنى:

"ما الذي تنظر إليه أيها الأبله"
وهكذا ركز الروبوت البشري في الطريق أمامه.

التفتت إلى يمينها حيث ماتيلدا، كانت ماتيلدا تحاول عدم التنفس أو الحراك، خوفًا من أن تسمع أي كلمةٍ مهينةٍ من قِبل المتخلفِ أوسكار.

زمت شفتيها وحركت عينيها الجميلتين جدًا بالنسبة لصوفيا بطريقة جعلتها تبتسم.


..

وصل خوليو مع الفتاتين "لجحر الأرنب" كما أطلق عليه، كان قد وجد شجرة كبيرة وحفر أسفلها بمساعدتهما حتى استطاعوا الحصول على مسافةٍ كافيةٍ للنوم والجلوس.

كان العرق يتصبب من كل أنحاء جسم خوليو، والحال لم يختلف مع الفتيات، وبمجرد أن لبثوا حتى تنبهت كلوديا لصوت سوزان الذي بات عاليًا؛ فوضعت يدها على فمها وأخذت تهمس لها:

-تنفسي ببطءٍ، خذي نفسًا طويلًا وازفريه بهوادة.

أومأت سوزان ثم حولت نظرها إلى خوليو الذي كان يحاول فعل المِثل دعمًا لها من أجل أن تصنع مثله.

ورغم الظلام إلا أن أعينهم قد حفظت أشكال بعضهم في هذا الجُحر وباتت رؤيتهم لبعضهم أسهل؛ بسبب النور الخافت جدًا والذي يصل من الفتحة الوحيدة.

ابتسمت كلوديا بامتنان وهي تشاهد جهود خوليو من أجلهما ومن أجل سوزان بالتحديد.

شعرت سوزان بالراحة، وبعد أن استقر وضعها توسدت قدم كلوديا مُريحة رأسها عليها.

حدقت كلوديا في وجه خوليو ثم حركت شفتيها دون نطق الكلمات:
‏_شكرًا لك.

رد خوليو الابتسامة بالمقابل ورفع كتفيه؛ ليرد بنفس الطريقة التي تحدثت بها:

-نحن أصدقاء، هذا ما يفترض علي أن أفعله.

اومأت كلوديا وأخذها كلامه الأخير "نحن أصدقاء، هذا ما يفترض علي أن أفعله"، هذا الكلام جعلها تتذكر جنجر ، عندما كانوا مع بعضهم في الباخرة.

عندما قالت:
"سوف أحمي ظهوركم"
وتذكرت القَسَم، والوعد بألا تتخلى إحداهن عن الأخرى.

راقب خوليو صمت كلوديا وشعر أنها ليست على ما يرام، لقد جعلته يشعر بالفضول والضيق، نقر رُكبتها بأطراف أصابعه، وعلى شعورها بلمسته رفعت بصرها تواجهه، وهناك فقط رأى عينيها الغارقتين بالدموع.

عقد خوليو حاجبيه بحزن وحرك يده بمعنى "ماذا هناك؟"
هزت كلوديا رأسها نافيةً وجود أيّ شيء، لكنه أصر عليها، فأخذت نفسًا عميقًا ثم قالت وهي تحارب نبرة البكاء:

-إنها جنجر.

تبادل الاثنان النظرات وعلمت أنه يترك لها المساحة لكي تتحدث، فاسترسلت قائلةً:
_كان من المفترض أن تكون معنا هنا.

همس خوليو مبتسمًا:
_عوضًا عني؟

نزلت دموعها على خديها:
-لا، كان يمكن أن نكون أربعة، وكنا سنتدبر أمرنا ببقاء الرابع في المخبأ والثلاثة يخرجون. لكن... لم نكن نُبصر شيئًا حينها، هكذا فقط تخلينا عنها وكان من المفترض أننا أصدقاء.

-لا بأس، توقفي عن لوم نفسك؛ هذا غير عادل، لا بد وأن حال صديقتك في ذلك الطرف أفضل من حالنا.

صمت خوليو قليلًا ثم شعر برغبةٍ شديدةٍ في الحديث:
-هناك رجلٌ أعرفه ما يزال وحيدًا حتى الآن، وهو يعلم أنه يخالف الإرشادات، لكنه لا يأبه لشيءٍ ولا يخاف أبدًا، هذا غير أنه يهددني بثقب مؤخرتي بواسطة خنجره في حال رآني أمامه.

قهقهت كلوديا:
_ لماذا يهددك بهذا؟!

تعمّد خوليو أن يجعلها تضحك ونجح فعلًا، كانت سوزان مستيقظة وتسمع كل شيء، لكنها فضلت عدم إشعارهم بذلك، لقد كانت كلوديا محقة بما قالته، وسوزان هي من بدأت بإقصاء جنجر، هي لا تكف عن التفكير بذلك.


لكنك يا سوزان تفكرين أيضًا بأن جنجر قد حظيت بمكان ومركز أفضل وأنك تغارين منها، هي لديها طعامٌ ومأوى وأسلحة، وهذا شيءٌ غير متوفرٍ لديك.

والآن وفي هذه اللحظة صديقتك المفضلة تشكو حال جنجر وتبكي عليها، لكن اطمئني؛ فكلوديا لن تتخلى عنك، أنت تعلمين ذلك أيتها الشقراء الماكرة، لا داعي للخوف.

وصل إدجار إلى مكانه، وكان عبارةً عن أغصان شجرةٍ كبيرةٍ ووفيرةٍ تغطي صخرتين تميلان على بعضهما، وقد أخذتا شكلًا بيضويًا وبقربه هيكلُ عربةٍ قديمٍ ومحترقٍ.

دخل من خلال الصخرتين، ثم خرج من الطرف الآخر حيث العربة التي زحف أسفلها ونزل إلى حفرةٍ تكفيه وحده.

أنت مثابر على البقاء وحدك يا إدجار، هذا المكان لا يتسع لدجاجة معك!

وضع إدجار صيده ثم صعد مخفيًا ما كُشف من مخبئِه، حينها سمع صوتُ طفلٍ، وقد ظنّ أنه يتوهم، لكنه سمع استغاثته مجددًا.

-طفل!

استدار حوله كثيرًا يحاول أن يميز اتجاه الصوت.

-النجدة.

"إنه صوت فتاة صغيرة! ما الذي يحدث بحق خالق الجحيم"

رغم شك إدجار بصحة ما يسمعه إلا أنه أخذ وتده الخشبي مهرولاً إلى مصدر الصوت بأقصى ما لديه.

توقف عندما رأى فتاةً صغيرةً واقعةً في فخٍ قد نصبه بنفسه من أجل الحيوانات.

اتسعت عيناه بصدمةٍ، يتساءل إن كان ما يراه حقيقة.

وسرعان ما اتضح له أن ما يراه ليس خيالًا، فقد كانت تنظر إليه برعب وتتحرك في الهواء في محاولات بائسة؛ لتخليص نفسها.

اقترب إدجار من الطفلة المعلقة بالهواء، وفور أن أمسكها، حتى تشبثت حول عنقه من شدة خوفها على نفسها.

قام بتحرير ساقها من عُقدة الحبل، ثم أنزلها ونظر إلى وجهها الملطخ بالوحل وشعرها الأشقر المتسخ والأشعث.

-من أنتِ؟ كيف أتيتِ إلى هنا؟

-أنا..

قاطعهما سماع أصوات تقترب فحملها بذراع واحدة قرب خصره واختبأ بها ثم قال محذرًا لها:
-إياكِ وإصدار أي صوت، كدتِ تتسببين بمقتلك.

أغلقت الطفلة فمها بكلتي يديها وهي تنظر إلى وجه أدجار القلق، حيث كان ينظر إليها كل حين، وما يزال غير مُصدقٍ لما يراه.

انتظر حتى تأكد أنه لم يعد هناك أحد في الجوار، ثم انخفض وهو يضغط على ذراعيها:
_ تحدثي أيتها الصغيرة.

-عمتي "آنا" مصابة، وجئت أبحث عن المساعدة، أرجوك ساعدني أيها العم.

-كيف جِئت إلى هذه الجزيرة؟

-لقد تسللت إلى السفينة الكبيرة دون علم عمتي.

وقف إدجار ونظر إلى الجهة الأخرى، "اللعنة".

هذا ما كان ينقصك، حِملٌ آخر، طفلة في مكان يعج بالقَتَلةَ! بالإضافة للحيوانات البرية المفترسة.

بالتفكير بالأمر، الفكرة الأولى هي الأسوأ بالنسبة لإدجار، من يريد أن ينتبه على طفلة في مكان كهذا؟

...


في مكانٍ آخر على حافة منحدر، وقفت جنجر تنظر إلى النهر أسفلها وتلهث بأنفاسها المضطربة.

-إنهم قادمون، يا إلهي.

كما قال المثل:
"البحر من أمامكم والعدو من ورائكم" إلا أن هذه المرة، المنحدر هو الشيء الوحيد الذي أمامك، وخلفك عدوين يا جنجر.

تحركت إلى يمينها ورأت ممرًا في الجبل الصخري قد حدث؛ بسبب التضاريس والمناخ، ثم رأت إمرأةً مصابةً تتأبط كتف امرأة أخرى تخرجان منه، هتفت بهما وبالطبع ما يتجهان إليه لن يكون خيرًا على الإطلاق؛ لأن المسعورين آتيان من هذا الإتجاه.

-إلى أين أنتما ذاهبتان!

نظرت الاثنتان إليها، وعلى الفور ظهر الخوف عليهما؛ فرفعت جنجر يدها في محاولة لعدم إخافتهن:
-لا، لا، لا تخافوا، لن أقدم على أذيتكما.

-كاذبة، لقد قام رجل منكم باطلاق النار على آنا بمجرد أن رآنا أربعة، هذا غير أنه قتل الشخص الرابع، صديقنا.

-لن أفعل شيئاً، لا يوجد لدي سلاح.

-من يدري؟ ربما تخبئين سلاحًا.

-لا، صدقيني أرجوك، والآن عودا من حيث أتيتما؛ المكان خطر.

تحدثت آنا قرب مسامع صديقتها:
-هذر أفعلي ما تقوله، هي لا تبدو كاذبة.

-لا يمكن أن أعيدك أنت تحتاجين للمساعدة.

اقتربت جنجر بضع خطوات وتركت مسافة آمنة؛ بسبب أنهما أخذا خطوات حذرة للخلف، فقالت وعلى وجهها ملامح الخوف:
-لا أريد أذيتكما حقًا، لكن يجب أن تختبئا.

نظرت آنا خلفها ثم لفت انتباهها القادم من بعيد، كان رجل يهرول مخرجًا بعضًا من لسانه ويحرك أنفه.

-هذر، فلنعد، لقد جاء أحدهم.

نظرت المدعوة هذر إلى هيئة الرجل الذي بمجرد أن رأهم ركض باتجاههم، ثم توسعت عيناها بصدمة.

أسقطت آنا الوتد الذي كان يساعدها على السير وحاوطت هذر خصرها بذراع واحدة، ثم ركضت كلتاهما تعرجان من حيث خرجتا.

نظرت جنجر إلى آنا التي كانت تئن بصوت مرتفع ولا تقاوم دموعها؛ بسبب الألم، ثم نظرت إلى المنحدر خلفها. لقد أدركت أنه لا مخرج لها إلا المواجهة، وإلا تمكن ذلك المسعور من تلك المسكينة.

أخذت الوتد الذي في الأرض ثم وقفت بوضعية الإستعداد للقتال، ولم تتساءل عن مكان الرجل الثاني؛ الآن عليها أن ترتجل.

وجهت الوتد أمامها ممسكةً به كما لو كانت محاربةً من عصرٍ قديمٍ، اقترب الرجل الهائج منها ويفصلهما عدةَ أمتارٍ بسيطة.

-هيا أيها الملعون، تعال إلى هنا... هياااااا


كانت الذكريات تتسرب إلى عقلها، تمر كالومضات اللامعة بألوان الفرح ثم تختفي على الواقع المخيف أمامها، تارةً ترى ابنتها التي تلعب وتضحك، وتارةً ترى الرجل أمامها عندما كان حيًا، لتنطفئ صورته على شكله المخيف.


جميلةٌ وضئيلة الحجم، أعصاب جسدها مشدودة، تقف بثقةٍ قد تتزعزع في أية لحظة، ورغم ذلك هي تحارب ذاتها الخائفة.

ملامح وجهها تُبدي غضبًا، خوفًا، حِرصًا، بل رُعبًا ومع ذلك بَدت شُجاعةً جدًا، وذلك بمجرد أنها رأت من هما أضعف منها لتتوقف عن الهروب وتتخذ قرار المواجهة.

-أنا لن أموت.

كانت العروق بارزة من عنقها وذراعيها المشدودين، وتباً كم تبدو هذه الفتاة جميلة عندما تكون غاضبةً.

بمجرد أن وصل إليها غرزت الوتد أسفل صدره وظنت أن هذه الضربة ستقضي عليه أو تطرحه أرضًا وتنجيها، لكنه كان مستمرًا بالاندفاع نحوها يفتح فمه ويغلقه بوحشية مظهرًا أسنانه المدمية؛ يريد افتراسها ويمد بيديه للأمام في محاولة للإمساك بها.

مظهرُ وجهه لم يكن مرعبًا بهذا الشكل من قبل، بل كان وسيمًا جدًا، يُعبر لها عن إعجابه كلما لمحها أو مرت من قربه، يغمز لها فقط ويبتسم.

كانت تبكي وهي تحاول النجاة، تختلط ملامح الماضي بملامحه الوحشية التي أمامها، تدفع بكل قوتها، لكن الوتد كان ينغرز في جسده والآخر يتقدم ولم توقفه هذه الضربة القاتلة كما توقعت.

تُطبق على أسنانها وصوت المقاومة يخرج من فمها، ترفض أن تكون نهايتها هُنا.

في حين أن أوسكار كان يمسك بجهاز تعقب، فقال وهو يضع نظاراته على رأسه الذي جزه حديثًا.

-رقم ١٢ و رقم ١٣، قريبان، على الجبل.

نظر كارتر إلى أوسكار من خلال المرآة:

-هل نذهب إليهما؟

- دعنا نُجرب هذه العربة الخارقة بصعودها إلى الأعلى.

-عُلم سيدي.

بالنسبة لصوفيا، كانت تنظر إلى كارتر الذي يتصرف وكأن أوسكار قائده العسكري منذ الأبد

"ما الذي قد يجعله يتصرف وكأنه عبد لذلك الأحمق ذو الرأس الكبير؟!"

-مختلان.

سأل أوسكار:
-هل قلتِ شيء يا حُلوة؟

-لا.

-أظن أنني سمعتك تتحدثين.

-أظن أنها سيارة رائعة.

نظر لها مظهرًا عينيه من خلف نظاراته:
-بالطبع هي كذلك، وعنيفة.

ظهرت ملامح الاستياء على وجه صوفيا، كانت تشعر بالقرف بكل معنى الكلمة، فشدت إنتباهها ماتيلدا بورقة وضعتها على ساقها.

نظرت صوفيا إلى الورقة وجعلتها تبتسم:
"هو لا يتوقف عن الغزل الرخيص، والذي يثير القرف بالطبع، أي فتاة مكانك كانت ستتقيأ، تمتلكين روح محاربة عظيمة يا صوفيا."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي