20

تقدمت صوفيا لتخرج من المكان كله تحت أنظار أوسكار حيث استدار بجسده لينظر لها بفضول، لقد جعلته يشرد عن حديث الرجال من حوله، وبدا عليه القلق وهو يضرب جوف خده الأيسر بلسانه.

شاهد براندون يمر من قربه هو الآخر والذي كان على عجلةٍ من أمره، أوقفه ممسكًا ذراعه يمنعه من التقدم:

-أنت.

لم يكن الوقت مناسباً بالنسبة لبراندون فسأله بضيق:
-ماذا؟

نظر له أوسكار بتهديد، وشعر براندون أنه لم يعد قادرًا على تحمل هراء السلطة هذا أكثر، إلا أنه استجمع رشده وخفض نبرة صوته، فمن هذا الذي يريد جدالًا مع أحمق؟

-ماذا سيدي؟

-أجل هكذا، عليك أنه تقول سيدي، وتحسن من طريقة تعاملك معي، هل فهمت؟

-فهمت.

-أيضًا، ما رأيك أن تخبر عصفورتك الصغيرة، بأن تلتزم الصمت؛ نحن في غنىً عن انتشار تلك الأخبار المفزعة بين جنودي.

-أنا لا أصدق ما أخبرتماني به حتى الآن، وعدم تحول ماتيلدا كما تدعيان هو ما يضع النقاط على الحروف أمامي.

-هل تلمّح إلى أنني أكذب أيها الغبي؟

سأل أوسكار براندون، وكأنه لم يكذب في حياته قط.


"منذ البداية وأنت تبدو عديم الأخلاق يا رجل، هل يجب أن نذكرك بتاريخك الأسود؟!"
بالطبع براندون لم يعطه تلك الإجابة المفحمة في وجهه، وقال:

-لا سيدي، ولكن لا بد وأنه قد فاتكما شيئًا، ربما يوجد في الخارج حيوانٌ، أو حشراتٌ سامةٌ نقلت تأثيرها على الرجال في عمق الغابة، كارتر والبقية.

-ربما، وربما لا، كل ما عليك فعله هو أن تبقِ فمها مغلقًا فقط، هل هذا مفهوم؟

-حسنًا.

وأخيرًا أطلق أوسكار سراح ذراعه، وبمجرد أنه فعل حتى انطلق براندون لكي يدرك صوفيا.



وعندما أصبح في الخارج شاهدها وهي تسجد على العشب بركبتيها، وتعصر بكفيها الأعشاب الخضراء الموحلة.

بدا عليها الاختناق من طريقة تنفسها، حيث كانت تأخذ الكثير من الهواء إلى جوف صدرها.



في ذلك الوقت تمامًا، كانت جنجر قد وضعت بعض الفواكه أمام إدجار الذي راقب ما تفعله ولم يعجبه أنها أول شخص يراه في الصباح الباكر بمجرد أن فتح عينيه.


لكنه عندما شاهد الفتاة الصغيرة تقترب أدرك أنه كان مخطئًا، ها هي الأسوء بالنسبة له تتقدم بخطواتها المزعجة نحوه.

ربما عليك أن تعود إلى النوم حتى تتحاشَ كل هذا الإزعاج اللطيف جدًا والكثير عليك.


لم يلبث أن حاول إدجار ادعاء النوم حتى تحدثت جنجر:
-أحتاج أن أخبرك شيئًا.

رفع إدجار قسمه العلوي بضيق ثم أسند ظهره ضد الحائط:
-ماذا؟

-لقد حصلت صوفيا على نبلتها بعد أن وصلنا إلى هنا.

-إذًا؟

ضيق إدجار عينيه عندما سألها، لقد شعر وكأنها ستعطيه خبرًا يستحق الاستيقاظ من أجله.

-أنا أظن أن خناجرك في مقرنا.

ابتعد إدجار عن الحائط واستقام بجلسته:
-هل أنت متأكدة؟

-لا أعرف، ولكن كما تعلم في السابق، لقد تم أخذ كل الأسلحة منكم على متن الباخرة وبمن فيهم صوفيا وأنت وكل من كان يحمل سلاحًا.

وعندما دخلتُ إلى المقر لم يكن لدى صوفيا أو أي شخص آخر سلاحًا، هذا غير أنها بقيت بدونه لعدة أيام، لذا، لا بد وأنها أخذته من هناك.




ياليوم حظك يا إدجار! وها هي المزعجة جدًا بالنسبة لك، قد جلبت لك خبرًا ستفعل أي شيء من أجله، حتى وإن كان يعني الذهاب إلى ذلك المكان بنفسك.

-أين تمكثون؟

أعطته جنجر نظرةً غاضبةً وهي تصحح كلمته:
-يمكثون.

-هذا لا يهم.

-إنه مهم بالنسبة لي، توقف عن رؤيتي كجرثومة وإلا أصبحت كذلك حقًا؛ عندها ستكون أنت أول شخص أسبب له العدوى.


من خلال نبرة الغضب في تهديدها لا بد وأنها تعني ذلك يا إدجار، عليك أن تتحاشَ جعلها مستاءة وإلا قامت بأكل قطعة لحم كبيرة منك يا عزيزي.



وبالنظر لملامح وجه إدجار الجامدة لا بد وأنه قد أخذ تهديدها على عين الاعتبار، يتخيل في عقله أنها ستقوم بعضه الآن وينتهي به الأمر ليصبح كلبًا مسعورًا هائجًا.

وربما عليك أن تتوقف عن هذه الهلوسات يا رجل، هي الآن بخير. 


حتى الآن.

..




جلس براندون بقرب صوفيا وعندما حاول وضع يده على كتفها دحضته بنفور:
-لا تلمسني..

فقد براندون أعصابه في النهاية:

-إذا كان كل هذا من أجل ماتيلدا، فليكن في علمك أنني لست من قتلها، أنا هنا أحاول البقاء إلى جانبك، لذا توقفي عن التصرف وكأنني السبب بحدوث كل هذا.



نظرت له بعينيها والتي اجتمع فيها الغضب ممتزجًا مع الألم:

-ما تزال أحمقًا، وعقلك ضيق الأفق، دعني أوضح لك، أنا حزينة على صديقتي أجل، ولكنني دخلت إلى تلك المشرحة حتى أتأكد من ظنوني، ماتيلدا لم تأخذ اللقاح لكنني فعلت، مثلما أنت فعلت، والآن أتمنى أنك قد أدركت أن طفلنا الذي لم يولد بعد، في خطر، هل أنت تفهم الآن سبب استيائي؟


لقد شعر براندون بالخوف لحظة ذكرها لطفلهما، أغلق شفتيه وتنفس بتوتر واضح لها، ثم خفض رأسه للأسفل وتحدث بهدوء:
-إذًا، أنت تظنين؟

-أجل، أنا أظن أن هذا سيقتل طفلنا؛ لأنني أخذت تلك الحقنة اللعينة التي ظننا أنها مجرد لقاحٍ عادي؛ بسبب تلك اللورلاي الملعونة، والتي لا نعلم أين هي الآن حتى.


صمت براندون للحظات، يراقب الدموع في عينيها ولا يجرؤ مرة أخرى على مسحها، ثم نطق:

-أوسكار يعلم.

-ماذا؟ كيف علمت ذلك؟

-هو يتحدث معها عبر اللاسلكي كل يوم، لقد شاهدته يفعل ذلك.

-ابن العاهر.

هبت صوفيا بطولها كما لو أن الكهرباء قد صعقتها، ثم توجهت إلى المقر وهي في أوج غضبها.

خاف براندون عليها مما هي مقدمة عليه، فنهض من مكانه مسرعًا خلفها:

-بِئسًا.

وعندما دخل براندون إلى المقر، تعجب من سرعتها الفائقة بالوصول إلى وجهتها، ووجد أنها اقتحمت غرفًة لا يمكن لشخصٍ آخر غير أوسكار الدخول إليها.

أبعد مَن يقف أمام الباب مِن متفرجين، ودخل بعد أن أحكم إقفال الباب خلفه، وفي تلك الأثناء كان أوسكار يمسك بالجهاز اللاسلكي وهو ينظر لهما بتعجب.

تقدمت صوفيا نحوه فاستقام عن الكرسي أسفله ليسأل بانزعاج:
- ما الذي تفعلينه هنا؟

ضربت صوفيا سطح المكتب الخشبي بكفيها وبقوة:
-استمع إلي، إن كنت تريد متابعة اللعب وأخذ دور القائد عليك أن تجمعني بلورلاي، والآن.

-وإلا ماذا؟

-وإلا نزعت صمتي وفضحتك أمام الجميع، سوف أخبر الجميع بما ينتظرهم وبما شاهدناه جميعنا.

حدق أوسكار في براندون وهو يلعنه في سره:
-يبدو أنك لم تستطع أن تفعل ما طلبته منك.


-صوفيا حامل، عليك أن تتعاون معنا وإلا ندمت.



ظهرت الصدمة على وجه أوسكار، ومن غير المتوقع أن يكون بهذا الحال، فهو بالنسبة للجميع مجرد كلب أناني فاسق.


هل يحدث هذا لك لأن براندون انقلب من تابع مطيع إلى آخر متمرد؟ أم أنك ولربما قد بدأت تفكر في مصير ذلك الجنين؟

-تبًا، كيف أصبحتِ حاملًا هكذا فجأة؟!


أجابته صوفيا بقرف واضح:
-ماذا؟ هذا ليس من شأنك.

-أنا سيدك.

-سيد نفسك فقط.


قاطع جدالهما صوت آخر.

-أنا معك، يمكنك التحدث يا صوفيا.

كان هذا صوت لورلاي الذي خرج من القبضة اللاسلكية.

انتشلت صوفيا الجهاز من يد أوسكار ومشت حول المكتب بينما تتحدث:
-ما الذي فعلته لنا؟ أي مادة جعلتِ أتباعك يحقنونا بها؟

-عزيزتي، لقد تحدثت مع أوسكار بهذا الشأن منذ قليل، نحن لا شأن لنا بما يحدث، سوف نحاول اكتشاف ما تتحدثون عنه، لقد شاهدنا كل شيئٍ من خلال كاميرات المراقبة، نحن خائفون عليكم.

-دعي عنك هذا الهراء وفسري لي، لماذا لم تستيقظ ماتيلدا بعد موتها؟

شعرت لورلاي بالارتباك؛ لقد كان هذا سؤالًا ناقصًا وذو حدين؛ فهي لا تعلم أن ماتيلدا لم تتحول، ولا تعلم لماذا.

-لا، لا أعلم، ولكن هذهِ المعلومة بشرة خير لنا.

-لا، ليست كذلك، أنت فقط لا تعلمين لماذا، لكنني أعلم.

-لماذا إذًا؟

-لأنها لم تأخذ الحقنة.

صمتت كلتاهما وكل واحدةٍ منهما تنتظر حديث الأخرى، لقد شعرت لورلاي وكأن صوفيا في رأسها، وكذلك كان شعور صوفيا، هي على يقين تام بأن لورلاي مخادعةٌ لعينة.

-أكملي.

-عندما دخلت ماتيلدا برفقتي إلى مكان اللقاح كما ادعيتم، هي انسحبت من الغرفة دون أن يشعر بها أتباعك، لقد تصنعت أنها أخذت تلك الحقنة، ووضعت يدها على ذراعها الأخرى وخرجت.

اختفى صوت لورلاي لثوانٍ معدودةٍ، كانت تضغط على القلم بيدها بشدة وهي تفكر بما ستقوله.

-ما زلت لا أعرف ما تتحدثين عنه.

-أنت تعلمين حق المعرفة، وأنا وطفلي وكل من حولي ضحية الآن بسببك أيتها الشمطاء اللعينة، أقسم لك أنني سوف أقتلك إذا لم تصلحي ما فعلته بنا.

صرخت صوفيا في جملتها الأخيرة، عندها اندفع أوسكار غاضبًا، وقبل أن يضع يده عليها وجَهَ براندون السلاح نحوه.

-لا تفكر بذلك حتى.

نظرت صوفيا لوقفة براندون الدفاعية وإشهاره للسلاح باتجاه أوسكار، استطاعت أن ترى عظام فكيه تطحن بعضها.

هي تعرف براندون منذ مدة طويلة، رجل مثله يحافظ على هدوئه دائمًا، لكنه عندما يقرر التصرف هو لا يتراجع.


وبالنظر لملامح وجهه يبدو أنه صدق أخيرًا ما تحدثت عنه بالسابق؛ رغم إنكار لورلاي بالتورط، إلا أنها اعترفت برؤيتها لما حدث، وتفاعلت معها في سؤال وجواب.

كان هذا كافيًا ليقطع الشك باليقين.

لكنك لم تصدق صوفيا في البداية يا براندون، ولهذا السبب هي ما تزال تنظر إليك بغضب!

يا رجل، أنت ميت لا محالة.


تحدثت لورلاي بمراوغة:
-نحن لم نعلم أنك حامل، يُمنع على الحوامل والأطفال ومن هم دون السن القانوني أن يدخلوا الباخرة، ثم أنك ما زلت تشيرين إلى أننا من قمنا بالتسبب بما يحدث! ولا أعرف لماذا!

ضحكت صوفيا بسخرية:
-دعيني أحسب ما لا تعرفينه يا لورلاي، أنت حتى لا تعلمين أنه يوجد طفلة في سن العاشرة على هذه الجزيرة؟ أم أنك تعلمين ذلك وتجاهلتِه أيضًا؟ لا تخبريني أن الكاميرات الخاصة بك لم تلتقطها.


ابتلعت لورلاي ما في حلقها وشعرت بغضب شديد حاولت إخفاءه.

"اللعنة."

أسرت هذه الكلمة، ثم جهرت في صوتها الذي اصطحبته بحةً مختنقةً:
-لا، لم أعلم، ولا أعلم ما تتحدثين عنه.

بينما كانت تتحدث وتكاد أن تُكشر عن أنيابها لتظهر وجهها الحقيقي، تمت مقاطعتها من قبل ميكلاي، حيث دخل إلى غرفتها وهو يمسك ذراعه والدماء تسيل عليها:
-ما الذي حقنتني به؟ ماذا فعلت بي؟ هل سوف أموت وأتحول؟

اختفى صوته بعد أن أغلقت لورلاي بث اللاسلكي، وهنا نظرت صوفيا إلى وجه أوسكار الذي لا يمكن تفسيره.

عندها اقترب براندون من صوفيا وحاوطها بذراعه مساندًا لها، وهما يراقبان أوسكار الذي جلس على المقعد خلفه مفرغًا فمه وعينيه على أوسعها:
-لقد تم خداعي!

اختنق صوته مكملًا:
-كل هذا الترف والمال، والوعود، والمنصب، هل كان كل ذلك مجرد كذبة لعينة؟


نهض من مكانه كالمجنون، وتقدم نحوهما، وصرخ مشيرًا إلى نفسه:
-إذا كان هذا ما سيحدث بعد الموت، أنا لن أموت، هل تسمعاني؟


وضع براندون صوفيا خلفه:
تراجع

فضحك أوسكار بعصبية مفرطة جعلت عِرقًا غليظًا يظهر في جبهته:

-أنتما! لقد نجحتما حقًا بإخفاء ذلك، هل كانت تسمح لك بالدخول إلى غرفتها دون معرفة أحد؟ أم تم التستر عليكما؟ من أيضًا يعلم بعصفوري الحب غيري ها؟

لم تكن ثانية قد مرت على براندون حتى انهال على أوسكار باللكمات، كان الآخر يترنح وهو يتراجع إلى الخلف جِراء كل لكمة يتلقاها.

اصطدم أوسكار بالحائط خلفه وهز رأسه وهو يحاول العودة إلى وعيه، فلاحظ على جانبه مقعدًا من الخشب والحديد، ولم يتوارَ عن حمله وحماية نفسه من لكمة براندون التي كانت ستكون القاضية بالنسبة له.

كانت هذه اللحظات البسيطة كفيلة في جعله يستعيد توازنه، حيث استجمع قواه وركل براندون في معدته ليتراجع الآخر إلى الخلف، وهكذا انهال عليه في محاولة ضربه بالمقعد الصغير إلا أن براندون استطاع تجنبه.

ثم انقضا على بعضهما ليقعا ويتبادلان اللكمات أثناء تدحرجهما على الأرض.


كانا يستطيعان سحب السلاح وإنهاء الأمر، لكن الأمركان شخصيًا أكثر، وهذا ما بدا لصوفيا التي وقفت جانبًا دون فعل شيء.


-سيدي، اخرج أرجوك، لقد حدث أمر غريب وجنوني، هناك من يقوم بالتهام رجلٍ في الخارج.



-تبًا..

نطق أوسكار وبراندون بذلك وهما يحدقان في بعضهما، حيث توقفا عن العراك وهرعا لفتح الباب، فتبعتهما صوفيا وقلبها شارف على السقوط أسفل قدميها.


وبالعودة إلى الغابة، كان خوليو جاثيًا على ركبتيه ويديه خلف رأسه، كما هو حال الفتاتين من حوله.

في حين أن كلوديا على يمينه وسوزان على يساره، تصارعت أفكاره بمن ينقذ وكيف سينجو بالاثنتين معًا في الوقت ذاته.

كانت سوزان ترتجف وتبكي رغم محاولة كلوديا بالتخفيف عنها وهي تهمس لها بعدم الخوف.

ولكنه يعلم تمامًا أن كلماتها هذه لن تقدم أي مساعدة مع ما يشاهده أمامه في هذه اللحظة.


وضع فيليب ذراعًا بشريةً أمام خوليو وقال:
-وهل ترى هذه؟

أجاب خوليو مبتلعًا ما في جوف فمه:
-ذراع؟!

-أجل، وأنا أعرف أنها ذراع صديقي العزيز جاسبر.

أشار إلى وشم صغير على الذراع:
-هذا الوشم الصغير، لقد حصل عليه صديقي في ريعان شبابه، صديقي الذي تحول إلى أشلاء.


كان من الصعب على خوليو الصغير مواكبة ما يحدث أمامه دون أن يتأثر، لقد شعر بأن كل ما في معدته سيأخذ طريق الخروج من فمه، وبدا ذلك عليه واضحًا.

فسأل في ريبة:
-ماذا تريد منا؟

-لا شيء، سوف نستضيف صديقتيك، ويمكن لك الذهاب.

حدق خوليو في عيني فيلب بشكل مباشر، ثم أعطاه الآخر ابتسامة شريرة ليضيف:
-أوربما تفضل الذهاب بطريقة أخرى؟

وضع فيليب السلاح أمام خوليو على الأرض ثم اتكأ عليه بذراعه وهو يجثو أمامه.


هذا واضح يا خوليو، هذا الرجل المتوحش أمامك يعطيك إنذاره الأخير، ويخبرك أنه لا مجال للرفض، حيث سينتهي بك الأمر كقطع لحمٍ ميت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي