الثاني والعشرون

ظل ينظر لها والدموع تملأ مقلتيه، وتوزع نظره إليها وعلى الطفل الصغير الذي كان يلعب معها ومع غسان ويضحك، ونظر لها وهي تضحك، وتذكر لقاءهم الأخير، حينما قالت له:
_عندما تعود لي سأفاجئك بأجمل مفاجأة.

قال في نفسه بفرحةً وشوق:
" هل هذه هي المفاجأة، هل هو طفلي، قلبي يقول لي هذا، ويشبهني كثيراً، عيناه وشعره ولون بشرته، هذا صغيرنا، ولا شأن لغسان بأمره، أجل ضحكته تشبهني كثيراً، أاخ يا ميسون."


وهنا جذبت انتباهه حينما حملت صغيرهما وقبلته قائلةً:
_كمال أحبك يا مدللي.

وسرعان ما بدأ بذاكرته إلى الماضي منذ خمس أعوام تقريباً، عندما كانا جالسان على الفراش وهو يعانقها بينما هي تداعب شعره بلطف ويتحدثان.

حكمت:
_أريد أن أحظى بفتاة جميلة تشبهك كثيراً.

فقالت بتذكر:
_أنا أريد طفلاً جميلاً يشبهك، ويكون شعره أسود مثلك وطويلٌ يلمع، حينما أحببتك واعترفنا لبعضنا البعض بحبنا، بقيت أبني أحلاماً كثيرةً، وفكرتُ بتسمية طفلنا، هل تعلم ماذا سيكون اسمه؟

فتحدث بحب وهو يرجع خصلات شعرها خلف أذنها:
_لا أعلم، ترى ما هو؟

فقالت وهي تلمس على وجنيته بحب:
_ كمال، كم أعشق هذا الاسم، لطالما حلمتُ أن يكون لدي طفلُ من الشخص الذي سيدق له قلبي، ويكون شريك حياتي وزوجي، وها هو الان قد اكتمل نصف حلمي، وأنتظر أن أحمل طفلاً منك بداخلي.

قبلها برفق وهو يحاوط بيده خصرها، ويضحكان سوياً.

عودة من الماضي...

قال في نفسه وهو ينظر لهما ويريد معانقتهم، ولكن رولا بجانبه وهكذا سيعرض حياتهم الى الخطر:

"هذا هو طفلي أنا، كنت أنظر إلى الأطفال وهم يلعبون ويمرحون مع عائلتهم، وانظر لهم من بعيد بصمتٍ، وأتمنى أن تكون معي أنتِ وطفلنا".

ظل ينظر لصغيره بحب وأكمل حواره مع نفسه.

"لم ألمس رولا، ولم أرد أن يكون لي طفلاً منها، تمنيت أن يكون لدي طفلٌ منكِ، حتى نكمل عائلتنا، وقد تحقق الحلم الآن، لن أترككما أبداً، خمس أعوام وأنا لدي صغيري، ولم أعلم، كنت أريد أن أراه وهو يكبر امامنا، لكن ستعودي لي مرةً ثانيةً".

فتح غسان المصعد وخرج مع ميسون وكمال وحكمت يراقبهم، بينما رولا مازالت غارقةً في تفكيرها، كيف ستجعل حكمت يقترب منها.

صعدت ميسون إلى غرفتها برفقة طفلها حيث غسان دلف لغرفته.

ميسون:
_كمال عزيزي، لا أريد شقاوةً منكَ سننام الآن ولترتح أنت من السفر وفي المساء سنرى.

-حسنا أمي، لننم الآن، فأنا أيضاً متعب للغاية.

حملته على ذراعها بحب وفتحت الباب ودلفا للداخل وجلس على الأريكة بتعب.

_ عزيزي هل ستنام وتترك والدتك تضع الملابس داخل الخزانة بمفردها.

فركض نحوها ودخل داخل أحضانها وهو يقول بحب وبراءة:
_ لا، بالطبع سأساعدك يا أمي الجميلة، وجاهز لفعل أي شيء سويا ثم سأنام وانت تعانقيني وتكملين لي القصة، أريد أن أعرف ماذا حدث بعدما ابتعد الأمير عن الاميرة.

_ أجل، سأفعل هكذا، هيا بنا إلى العمل.

قاما بتجهيز كل شيء حتى انتهيا، ونامت على الفراش وطفلها في حضنها وهي تروي له القصة.

_ كانت الأميرة حزينة جداً، لان الأشرار فرقوها هي والأمير اللذين كانا يعشقان بعضهما جدا، ولكن شاء القدر أن يتركوا بعضهم، وأصبحت حياة كل واحداً منهم تعيسة.

-وهل عادا إلى بعض، أنا حزين لأجلهما، وحزين على الطفل المسكين، فأنا أيضاً أشعر بالوحدة مثل هذا الطفل وأريد أبي أن يعود من السفر يا أمي.

_ سيعود قريباً لا تقلق، لا أعلم هل الأمير والأميرة سيعودان مجدداً أم لا، لكنك سترى والدك عن قريب، انا حزينة بسببك كمال.

فقال ببراءة وهو يقبل وجنتها:

_ لماذا يا أمي، لا أحب أن تحزني مني، أنا أعتذر إذا قلت شيئاً سبب حزنكِ بدون عمد، فأنت لم تحرمينني من شيءٍ فقط قلت أنني أفتقد إلى وجود أبي.

فأكمل بحزن شديد:
_ لأنني أرى الأطفال برفقة والدها ووالدتها وأحزن كثيراً، كما أنني حزين بسبب أبي أيضاً لأنه لم يشتق لي ولم يعد ليراني.

وهنا شعرت بألمه وافتقاده لحنان وحب الأب، وتذكرت حينما كانت تشتاق لوالدتها كثيراً، وكانت ستبكي لكنها ضبطت نفسها؛كي لا يشعر بشيء وعانقته بقوة وهي تغني له حتى غرق في النوم، ولكنها لم تستطع النوم من شدة الضيق الذي يملأ صدرها.

جاء المساء ودلفت ميسون وأخذت حماماً دافئاً وارتدت فستانا أسودا جميلا جداً، ثم سمعت صوت تحركات الباب، وفتحت الباب ووجدت غسان.

_ هل نمتما جيداً؟

-اجل، تفضل غسان، لقد انتهيت من تجهيز نفسي.

سمعت صوت ذلك الصغير الذي كان يتحدث بنعاس وهو يدلك وجهه.

_ لقد استيقظت يا أمي، سآخذ حماماً وارتدي ملابسي بمساعدتك.

-حسنا حبيبي، عندما تنتهي من الاستحمام، سآتي لك.

ابتسم لها وأخذ حماماً، وبعدة فترة نادى عليها، دلفت له وبدأت تساعده، حتى انتهوا وامسكت يده وأمسك غسان يده ثم نزلوا إلى مطعم الفندق وجلسوا على الطاولة وطلب غسان الأكل.

_ هذا الطعام سيعجبك للغاية يا كمال، وسنلعب بعد قليل في مدينة الألعاب، لكن انهي طعامك أولاً.

-حسنا يا عمي، أنا أريد أن ألعب كثيراً، سوف آكل وجبتي كلها.

فقالت ميسون بمرح:
_ممتاز صغيري.

أثناء حديثهم، كان يقف ذلك الرجل الذي اشتاق لهم كثيراً، وعيناه تلمع بالدموع، كان واقفاً صامتاً فهو اعتاد على ذلك، ويضع يده بجيبه، كانت ميسون تشرب العصير وفجأة التفت خلفها ورأته وانصدمت للغاية.

ظلا ينظران طويلاً لبعضها، وكانت لغة العيون هي المتحدثة، والتي كانت تعبر عن مدى الشوق والحب بينهم، كان كمال يلعب مع غسان وبدون قصد اصطدمت يده بيدها فانسكب العصير على فستانها.

_أمي أعتذر لم أقصد.

_ حسنا عزيزي اعلم، سأذهب لانضف ملابسي، العبا سوياً.

وفجأة نظرةدت أمامها لتجد أن حكمت قد اختفى، فقلقت كثيراً وخرجت للخارج، وفجأةً وجدت من يجذبها من ذراعها حتى التصق جسدها بالحائط، واقتربت من حكمت كثيراً ورأت الدموع والحزن والألم بعينيه.

انصدمت من فعلته؟د...ر واستمرا في النظر لبعضها كثيراً، نظرات مليئة بالإشتياق والحزن والكسرةيلتقيان الان، لمس وجهها بيد ترتجف، ورأى طفله يضحك مع غسان من خلال الحائط إلى كان شفافاً.

فتحدث بحزن شديد:
_ لقد كذبتي عليا، أنتِ لم تتزوجي، وهذا الطفل هو ابننا صحيح، غسان ليس زوجك كل واحد منكم يجلس بغرفةٍ بمفرده.

_ ابتعد عني ماهر، اتركونا نعيش بسلام، بعيداً عن المافيا والحرب الخاصة بكم، هل تراقبنا؟

اجل أ؟راقبتكم، فهذا فندقي وبالطبع أعلم كل شيء.

ثم ضغط على يديها بغضب ونظر لها بحدة قائلاً:
_ جاوبني هذا إبني أليس صحيح؟

بدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة قائلةً:
-اذاً سنترك هذا الفندق من الغد، كيف وجدتنا؟

_لم أجدكم، أنتم من جئتم لي.

كان قريباً منها كثيراً ولم يبعد نظره عنها وطرح سؤاله مجدداً.
_ هل كمال هو ابني،هل هذا صحيح؟

حاولت أن تتخلص من قبضته العنيفة، لكنها فشلت، فقالت بضيق وحزن مليء بالترجي:

-أرجوك ابتعد عني، لن ت يكفي ما عانيته طوال هذه الأعوام، لقد تعذبت ومازالت أتعذب.


_ لا يوجد أحد تعذب مثلي ميسون، أجيبي ددأرجوكِ، يكفي عذاب، لا تبتعدي عني، سأردك لي مجدداً، انتظريني بغرفتك أتوسل إليكِ.

كان يتحدث والدموع تنزل من عينه وقريباً منها جداً، نزلت دموعها على حالهم الذين وصلوا إليه.

تحدثت بخوف وصوتٍ يملؤه الضيق والألم:
-ماهر أرجوك اتركني وابتعد عني.

حاوط بكفيه وجهها وهو يبكي كالطفل الذي يترجى والدته أن تظل بجانبه قائلاً:

_ أنا أحبك كثيراً، اشتقت لكِ، لا تبتعدي عني لم استطيع العيش بدونك كنت أشعر أنني جسد بدون روح افتقدت كثيراً، لا تعذبيني اكثر، اطفئي نار شوقي وحزني وألمي بِحُبك، انتظريني.

لم تتحمل كلماته وبكائه وحزنه واومأت برأسها له بحزنٍ شديد.

-حسنا سأتصل بغسان ليأخذ كمال إلى مدينة الألعاب ابتعد عني.


إبتعد عنها، ثم ذهبت إلى الحديقة واتصلت بغسان قائلةً:
_غسان لن أستطيع أن آتي معكم اذهب انت وكمال، واجعله ينام بغرفتك أيضاً، لقد آتى زوجي، وفي الغد سيتعرف عليكم.

ابتسم غسان قائلاً:
-حسنا اتمنى لكِ السعادة.

وجدت من يعانقها من الخلف ويقبل عنقها برفق وحنان واشتياق، شعرت بقشعريرة تسري في كامل جسدها، وعلمت أنه ماهر فلا أحد يستطع فعل ذلك غيره، أنهت المكالمة وهي تغمض عينيها بألمٍ.

_ لم استطع التنفس وانا بعيدٌ عنك، لقد رحلتي واخذتي قلبي وعقلي، توقفت حياتي بعدما رحلتي عني.

إبتلعت لعابها ودموعها تنزل كالشلال، وهو يهمس بجانب أذنها بحب متابعا:

_لم احب أحد سواكِ، انت فقط ميسون.

لم تتحمل كلماته المؤلمة، واستدارت له وعانفته بقوة وهي تبكي من أثر الفراق، عاتقها بقوة وهنا انهارت حصونه وهو يبكي ويريد جواباً.

_ كمال هو إبننا صحيح، وهذه هي المفاجأة التي حدثتني عنها في الماضي.

اومأت برأسها بألم حينما شعرت به قائلاً:
_أجل هو إبننا، شعرت بالخوف كثيراً عليه، اختفيت كي لا يجدنا أحد ولنعيش بسلامٍ.

حينما تأكد أن لديه طفلٌ من حبيبته وزوجته انهار وبكى داخل أحضانها كالطفل الصغير، وبعد مدة فصل عناقهما وهو يمسح بأصابعه دموعها قائلاً بوجع:

_لماذا جعلتيني أشعر بالعذاب والوجع طوال هذه الاعوام، لماذا لم تخبريني؟

تنهد بحزن ودموعه لم تقف أبداً، لقد صمد كثيراً، لكنه لم يستطع الكتمان أكثر من ذلك، فهذا الرجل يبدو قويا أمام العالم، لكن بداخله أحزان لا يستطيع أحد تحملها.

_تمنيت كثيراً أن أكون أباً، لكني رفضت أن ألمس رولا، وعشت على أمل أن يكون لدي طفل منكِ، حينما وجدتك تفاجئت، بأن طفلي يكبر بعيداً عني، كنت أود أن أسمعه وهو يقول لي يا أبي، ويركض ويلعب معي، كانت مجرد أحلاماً بنيتها لنفسي.


نظرت له قائلةً بألم:
_ لقد أجبرونني وهددونني بقتل طفلي، حتى لا أخبرك، خفت عليه كثيراً.

_من الذي أجبرك؟

-حمزة أحضر لي الطبيب؛ كي يقتل طفلي لكنني دافعت عن نفسي، ومروان كان واقفاً ضدي ولكنه ساعدني لاحقا وقال لحمزة أن السيارة اصطدمت بي وفقدت الجنين، وقال لي اذا كنت احبك سابتعد عنك لأحميك واحمي نفسي وطفلي.

صمتت ولم تستطع أن تستمر في حديثها حينما تذكرت ألم الماضي.

_تحدثي اسمعكِ.

-كان صعباً علي فعل ذلك لكنني اتخذت قراري بعد معاناة كبيرة جداً، وابتعدت عنك، حتى لا يتأذى أحداً منا بسبب حبنا، انت مخطئ بالنهاية لأنك لم تخبرني بالحقيقة، ولم تعطني قلبك.

اغمض عيناه بألم حينما علم أن أقرب الأشخاص له هما السبب وكانوا يريدون قتل طفله الذي لم يخلق،ضغط على شفاهه بحزن وهو ينظر للأسفل ثم نظر لها.

_ ومن قال لكِ أنني لم أعطكِ قلبي، لقد أخذتيه حينما أحببتك، أعلم أنه خطأي، لكنني خشيتُ أن أفقدك بسبب طبيعة عملي، الذي لم اختاره، لقد خلقت ووجدت نفسي وسط المافيا والدم والقتل بقلب مثل الحجر.

مسح دموعها بغضب قائلاً بتوعد مليء بالانتقام:
_صدقيني سأجعلهم يدفعون الثمن غالياً جداً؛ لأنهم السبب في فراقنا وعذابنا طوال حياتنا، وجعل ابني يترعرع دون أب.

عانقته بحب وألم.
- لم أشعر بالأمان وأنت بعيد عني، خشيت أن يكتشف أحد أنني لدي طفل منك فيقوم بقتله، كانت الفكرة مرعبة جداً بحد ذاتها، فتخيل ما كنت أعيشه، لم تمر ليلةً الا وانا أتذكرك وأبكي.

شهقت بألم وحزن؛ لانها كانت تتحدث وهي تبكي.
-أرجوك ابتعد عني، واجعلني انا وكمال بعيدان عن ثأركم، لن اتحمل خسارته، لقد عيشت لأجله.

كانت ستبعد عنه لكنه جذبها له بسرعة، ولم يسمح لها بالهروب مجدداً.

_من المستحيل ان أتركك، يكفينا بعداً وعذاب، أرجوكِ لا تتركيني اعطني فرصة لإصحح اخطائي، وأثبت حبي لكِ، دائماً كنت أشعر بكِ.

جفف كل واحداً منهما دموع الاخر، ثم اقترب منها وقبلها بشغف واشتياق وحب، فبادلته هي الأخرى وهي تلف يدها حول رقبته، وبعد مدة ابتعد عنها ثم قبل وجنيتها وحملها صاعداً بها إلى غرفتها.

فتح الباب ودلف بها ثم اغلفه متجهها إلى غرفته، ثم أنزلها ونظر في عيناها وجذب انتباه القلادة التي كانت ترتديها فكانت قلادته المفضلة ، لقد أخذتها منه، فمازالت محتفظة بها.

_أنتِ لم تنسيني.

فأومت برأسها وهي تضم شفاها بوجع، وأصبح كل أنشٍ بوجهها أحمر من شدة البكاء.

-كيف انساك وأنت كل حياتي، ونصفي الاخر، لقد عيشت على املٍ أن تأتي لي، وها قد تحقق ما صبرتُ له، لا تبتعد عنا ارجوك، لن اتحمل صدقني.

فهز رأسه بالنفي، فقبلته باشتياق وحنين وسمحوا لمشاعرهم بأن تسيطر عليهما، ثم حملها ووضعها على الفراش، ليقضيان ليلة مليئة بالشوق والحب والحنان.

قبل شروق الشمس بمدة كانت تتوسط أحضانه وهي تنام بسلام وهو ينظر لها ويشبع اشتياقه بالنظر إليها، ثم قبل جبينها وذهب إلى رولا حيث غرفتها غوجدتها مستيقظة على الفراش.

لكن هذه المرة لم تتحدث معه قد علمت أنه مع ميسون، تركته يفعل ما يشاء فقد سئمت من أفعاله، هو استلقى على الأريكة وظل يفكر فيما سيفعله مع حمزة ومروان.

استيقظت ميسون ولم تجده، ووجدت طفلها واقفاً أمامها وهو يضع يده في خصره نظرت له وضحكت على طفولته الجميلة.

_اشتقت لك تعالى إليا.

ركض نحوها فقبلته بلطف واحتضنته ووجدت الباب يطرق:

_كمال افتح الباب، وانا سأبدل ثيابي.

فتح كمال الباب ونظر أمامه ووجد رجلاً طويلاً عريضاً، ينظر له بحنان، فقال كمال ببكاء:

-أنت أبي صحيح؟

أومأ حكمت برأسه بالقبول ثم حمله وعانقه بقوة وحنان، بينما كمال بكى وهو يعانقه، لقد أفتقد هذا العناق كثيراً.

-أبي لقد اشتقت لك كثيراً أين كنت؟ ألم تشتق لي؟

لم يتحمل حكمت كلام طفله وبكى أيضا وهو يقول بألم واعتذار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي