7،نهاية قايربيل

تم القبض علينا اخيرا، ظهر الحرس، عثروا علينا، لكنهم كانوا أشد رعبان هلعا، فزعا، ضخامة من كل الذين سبق ورأيتهم في عرين الشيطان هذا.

حاولت أن أتمالك نفسي وأظهر شجاعتي الواهيه، لكنهم ركضوا علينا، حاولوا القبض علينا، لكنني مسكت يد "عائشة" وهربت منهم، لم استطع مواجهتهم، أعتقد بأن ملوك الجان نفسهم، سيخافون من المردة هؤلاء.

ركضت أنا و"عائشة" بلا توقف حتى وصلنا لمكان وقفنا فيه وحملقنا بصدمة وهلع، رأينا مكتبة كالتي رأيتها في قصر إبليسن لكنها أضخم كثيرا.

لكن لفت نظري كتاب ضخم جدا، غلافه ليس من ورق أو حتى جلد بشري كـــ كتب كثير من كتب السحرة والجان.

ظهر مجددا الحرس الضخام، لم أعرف كيف فعلت هذا ولكني ركضت بكل ما أؤتيت من قوة وخطفت ذاك الكتاب الذي كان يحلق في الهواء بجوار الكتب الأخرى.

كان مكتوب جملة عليه بلغة غريبة، لم أستطع قراءتها، لكنني شعرت بأنه الكتاب المنشود، بعدما مسكته في يدي وأطبقت عليه في حضني.

رأيت الحرس وقفوا يحملقون بي بذعر وهلع، نعم بالفعل هذا ما آراه، تلك المخلوقات المتوحشة المرعبه، فزعت مني بمجرد أن أخذت الكتاب وتبت فيه بقوة.

صدمت بهم يهربون مني، لكن "عائشة" صرخت في:
_ أوقفهم يا "حسن"، أحرقهم جميعا قبل أن يبلغوا إبليس اللعين بما يحدث هنا.

لم أعرف كيف أفعل هذا؟ لكنني وجدت نفسي أمسك القلادة بيدي وفجأة خرج من فمي بضعة كلمات بلغة غريبة لا أعرفها، وفجأة أحترق بعض المردة منهم

وأستطاع أن يهرب البعض لسوء حظي اللعين، "عائشة" مسكت يدي وركضنا بسرعة جنونية نهرب من المكان.

خرجنا أخيرا من الجبل البركاني، لكننا وقفنا مصدومين بهلع، رأينا المئات من الشياطين الحرس يحاوطوننا من كل إتجاه، خافت "عائشة" لكنني تشجعت بقوة القلادة

مسكت يد "عائشة" ووضعتها معي على القلاده، بدأت اقول كلماتي السحرية الغريبة، حاربت الشياطين بالسحر السفلي، حاربتهم بسلاحهم

انتصرت عليهم بأمر الله واحرقتهم جميعا، ساعدتني "عائشة" كثيرا بتلاوتها لـ طلاسم وعزائم حرق الشياطين والمرده، أخيرا عدنا للقصر ومنه إلى الساحة

خرجنا من عالم الجن بمعجزة لم أصدقها أنا أو "عائشة"، وقفنا في شارع غريب لكنه في عالمي أنا، وقفنا أنا و"عائشة" نلتقط أنفاسنا، ضحكت وأنا أضم الكتاب بقوة

لكن "عائشة" قالت لي بجدية:
_ لا تحتفل بعد يا "حسن" هذا ليس وقت الفرحة بالانتصار، علينا أن نعود لمنزل "قايربيل" حالا قبل أن يستيقظ وتضيع علينا تلك الفرصه.

أؤمت لها موافقا فهي محقة كليا، عدنا معا إلى منزل الملعون "قايربيل"، وجدناه لا يزال نائما يغط في سبات عميق، حدقت أنا و"عائشة" في بعضنا لبرهه.

أشارت بعينيها على الكتاب في يدي، فتحت الكتاب لكنه به الكثير من اللغات، لم أفهم ما يقوله، لكنني رأيت طلسم واستطعت أن أميزه ببعض الرموز المقلوبه.

نظرت لــ"عائشة" علها تساعدني في قراءة الطلسم، لكني وجدتها متجمدة مكانها تنظر للفراش بفزع.

"عودة إلى جوسلين"
فتحت عيناها فجأة والدموع تنهمر من عيناها وهي نائمه، رفعت أناملها على خدها ووجدت انهار من الدموع، وضعت يدها بيأس وندم على رأسها

كل ما رأته كان حلما يذكرها بـالكارثة التي أوقعت نفسها بها، عادت تستكمل ذكرياتها التي حلمت ببدايتها، بعدما أستطاعت أن تصل لأحد الرجال

في الأحياء الشعبية وطلبت منه اسم وهوية أكبر مجرم تطارده الشرطة هنا في المنطقة وبالفعل، أعطاها صورة ووصف لتلك الشخصية الكريهة

عادت لــ"حليم" ورفاقه وبدأوا يصنعوا لها جسد رجل بكل ما فيه من ملامح، شعر الجسد أعضاء ذكورية، كل شئ بـ السيليكون المطاطي السويسري.

كان مادة غاية في التطور، أرتدت ذاك الجسد وأصبحت المجرم المدان "عيسى نوسلي"، عادت بهيئتها كـ فتاة وأخبرت والدها أنها ستذهب في رحلة تابعة لـ عملها

ووافق بصعوبة، لكنها صعدت لغرفتها وارتدت هيئة المجرم "عيسى" ولطخت فراشها وجدران غرفتها بـ دماء من زمرة دماءها، أطلقت صرخة هيستيريه

بعدها ركضت تجاه الدرج، وقفت حتى أستيقظ ووالدها على صراخها، أنتظرت حتى يراها، بعدها ركضت على مرآى منه، ركض خلفها وقبض عليها على أساس

أنها مجرم لص، لكن فقد الوالد صوابه بعد رؤيته لغرفتها، تحملت "جوسلين" الضرب، الصفع، التعليق في قسم الشرطة رأسا على عقب لتعترف كيف فعلت تلك الجريمة؟ وما الدافع لها؟ والأهم من كل هذا، أين جثة "جوسلين" أنا؟

تحملت كل هذا في سبيل تحقيق هدفها، أيضا "حليم" سبق وأعطاها بعض الأدوية التي تساعدها على تحمل الألم، كانت تخباءها في ثنايا السيلكون من جهة المعصم.

والأن بعدما جاهد الوالد لدخولي "سجن" أبو رواش للمدانين الأكثر خطورة في مصر، شعرت بأنها حققت أولى انتصاراتها، لكن الآن بعدما أصبحت النزيل 315، في غرفة مع قاتل سفاح

له سجل إجرامي هائل، شعرت بكم التهور والغباء، والحماقة في فعلتها، لكن هذا ليس ما أحزنها فعليا، لقد وصلتها زيارة
أمس من رجل غريب يدعى "إسماعيل نوسلي"

فهمت من الأسم أنه شقيق المجرم الخطير، خرجت تقابله بداعي الفضول، لكنه قابلها بنظرات تهكم، لم تعرف كيف تبدأ الحديث معه؟

قالت بصوتها الخشن الأجش بفعل شريحة الصوت المتطورة للغاية:
_ ما الخطب يا صاح؟ كيف وصلت إلى هنا؟ هذا المكان ممنوع فيه الزيارات كيف إستطعت الحصول على أذن الزيارة سريعا هكذا وأنا لم يمضي على تواجدي هنا سوى ليلتان؟

نظرت له بغموض لتستشف أي شئ من معالم وجهه الخبيث، لكنها صدمت به يضحك بصوت عالى، أقترب منها وقال بهمس وشماته:
_ مرحبا "جوجو"، كم أنتي حمقاء غبيه عزيزتي

لكنك تبدين رائعة في شكل شقيقي، أتظنين أيتها الغبية الحمقاء أن عاهرة مثلك أنتي يمكنها أن توقع بـ أكبر "جينيس" دولي في عالم الجريمة والإرهاب

حقا أنتي غبيه، أتظنين "عيسى" يعمل وحده أيتها القذرة، نحن منظمة دولية وكنا نختبئ في أزقة "شبرا مظلات"
لكن الحقيقة هي بأن شقيقي تموله أكبر جماعات دولية تهدف لتدمير هذه البلد الحقيره

لكن ما قمتي بفعله أصبح دين كبير علينا، بسببك ستهدأ حكومات العالم قليلا وتكف عن البحث عن شقيقي، لأن الجميع يظن بأن شقيقي هنا مسجون في قبر "غوانتانامو" العرب سجن "أبو رواش"

ضحك ضحكة عالية جدا وهو يرى نظرات الصدمة والرعب على وجهها، توقف فجأة كأنه أله ما، أقترب منها أكثر وقال بهمس حاد:
_ لا تتعجلي في تلقي الصدمات، لا يزال هناك الكثير يا قطه

لقد قتلنا كل من يعلم بتلك المهمة العبقرية، نعـــــــم قتلنا "حليم"، "رفيق" والعبقري الذكي "موسى"، أتعرفين لماذا عزيزتي؟ لكي نكمل فيلمك التافه انتزاع وجه.

عاد يضحك بجنون حتى لاحظ عناصر الشرطة ضحكاته الغير مبررة تلك، لكنه عاد يكشر وجهه بحركة مسرحية سخيفة، وقال لها وهو يضع يده على فمه كأنه أسف على ما سيقوله:
_ أووه أعتذر منك جوجو، لقد نسيت أن أخبرك بأهم نبأ سيقضي عليكي كليا،

والدك العزيز، لقد قتلناه أيضا توسل المسكين لــ حياته، لكن لا تقلقي لقد أخبرناه بما فعلتيه وكم كنتي متهورة وتسببتي في قتل والدك وأعز رفقاك.

كتم فمه وهو ينظر حوله بتمثيل ويقول:
_ لا لا تبكي عزيزتي، فمرحلة البكاء لم نصل إليها بعد، لقد قرر شقيقي أن يتركك تتعفنين هنا للأبد وسنخبر الجميع بأن المجرم الدولي

أصبح سيده، نعم سننشر إشاعة صغيرة بأن "عيسى موسلي" قبل القبض أجرى عملية تحول جنسي وأصبح إمرأة ليتخفى عن أعين الحكومات، سنخبر الجميع بأن الشرطة

المصرية المغفله اعتقلت مجرم ووضعته في سجن الرجال وهو أنثى، ياللهول، تخيلي ما سيحدث لك هنا، تخيلي كم الرجال الذين حرموا من جنسك اللطيف لسنوات

تخيلي كم منهم سيهرع لاغتصابك يا عزيزتي، أوووه، كم وددت رؤية هذان أقسم لك بأنني مستعد للاعتراف على نفسي لادخل معك هنا وأرى الحفلات التي ستقيم على جسدك القذر هذا

وأخيرا وليس اخرا، أريد أن أوصل أحر التهاني والتحية من شقيقي الأصلي "عيسى" يتمنى لك إقامة ممتعة بين حطام السجن و حطامك، تهيئي لتدميرك كليا في أي لحظة أيتها العاهرة القذرة.

وقف وهو يضحك بجنون، خرج من المكان وتركها وهي لاتزال في حالة من الصدمة، عدم التصديق، الإنهيار الداخلي البطئ جدا.

رفعت "جوسلين" وجهها والدموع تملأه بغزارة، كلما مر أحدهم بجوارها تنتفض بهلع وهي تجلس أرضا في ساحة ترابية تحت الأرض

السجن عبارة عن ثلاث أقسام، كل قسم منهم يصنف حسب الجريمة والمجرم، من حظها السيء الجيد أنها في القسم الثاني، وهو عبارة عن بضعة غرف

ذات قضبان كالمعهودة في السجون، لكن تلك القضبان متصلة بالكهرباء على الدوام ولا يتم فصل الكهرباء الا في الصباح عندما يأمروا المساجين بالخروج للعمل والكدح في الجزيره

كانت تنام على الأرض بلا غطاء، فراش، أو حتى وسادة قذره تضع رأسها عليها.

انتفضت "جوسلين" على صياح الشرطي فيها:
- انهض يا "عيسى" لقد أنتهت وقت الاستراحه، هيا لتكمل عملك أيها القذر.
وقفت بسرعة قبل أن يضربها بعصاه الجلدية المؤلمة، عملت في أحد المناجم بداخل الجزيرة لأستخراج المعادن، الفحم، المنجنيز، الفوسفات

وغيره من خيرات الطبيعة الغير مكتشفة بعد، لكن بعد برهة قصيرة أنتشر خبر جعل قلبها الرقيق ينتفض فزعا ورعبا من مكانه.

"عودة إلى حسن وعائشة"
عدت بنظري إلى "عائشة" وجدتها تحملق برعب في الفراش أمامنا، نظرت إلى الفراش وأنا أشعر بأنني اعرف ما سارى، وبالفعل رأيت جسدي يجلس على الفراش و"قايربيل"

يحملق بي وبــ"عائشة" بصدمة كأنه إنسان ورأى شبح، أو مارد بالأحرى، فتح فمي بصدمة وقال بغضب ممزوج بالذهول وعدم التصديق:
_ أنــــــــــت!! كيف خرجت بحق الجحيم؟ لقد سجنتك جيدا، كيف استطعت الهرب مني؟ وأنتي يا خائنه، لسوف أحرقك بعدما أعذبك أشد عذاب أيتها القذرة عشيقة الأنسي.

لكنني وقفت أمام "عائشة" كـ الحامي المدافع، أبتسمت له بأنتصار وشماتة وقلت له بثقة:
_ لن تستطيع إيذائها مجددا يا حقير، سوف أتصدى لك يا "قايربيل" سأجبرك على الخروج من جسدي، سأحرقك وانتقم منك اشد انتقام،

أقسم بأنني سوف سأحاسبك حساب عزيز مقتدر، ستدفع ثمن جرائمك أيها القاتل المجرم المستغل.

غضب "قايربيل" تجهم وجهه بغضب أعمى، وقف في لمح البصر وركض نحوي، لكن فجأة صدم في حاجز خفي سقط على ظهره

وقف وهو يحملق في بصدمة أكبر، انحنيت انا وأحضرت الكتاب الذي سقط مني عندما رأيته على الفراش مستيقظ، وقف "قايربيل" وهو يحدق بعدم تصديق وذهول شديد! في الكتاب في يدي.

صدمت به يحملق في الكتاب كأنه كنزا ثمينا يراه بين يدي، قال فجأة بسخرية غريبه:
_ حقا عبقري يا "حسن" أهنئك على ذكاءك، استطعت أن تصل إلى "جخام الكون"

لكن أيها الاحمق الساذج، هل ظننت لوهلة ما بأنك قادر على أستخدامه ضدي أنا؟ هل اعتقدت بأنه سيحميك مني أيها المغفل؟

حسنا يا "حسن" لنرى من منا الذكي هنا، أنا سوف أجعل عاهرتك الوضيعة هي من تقضي عليك، "عائشة" أنا آمرك أن تقضي علي، أقضي على روح حسن فورا.

فجعت "عائشة" من طلبه هذا، لم يخطر ببالي أنا أو هي أنه سيطلب طلب كهذا منها، رأيت الخوف والرعب في عيناها، قالت لي وهي تبكي بتوسل:
_ "حسن" قيدني يا "حسن"، أرجوك أفعل قبل أن اؤذيك، أنا مجبرة على طاعته، أرجوك يا "حسن" قيدني الأن.

قلت لها بصياح وأنا غير مصدق أن هذا الوغد يفعل بي وبها هذا:
_ لا يا "عائشة" قاوميه، قاومي سلطانه عليك بكل قوتك، لا تتركيه يتحكم بك، لا تتركيه ينتصر علينا يا "عائشة".

"عائشة" رغما عنها رفعت يدها وهي تقترب مني، كانت تبكي بأنهيار، حاولت أن تقاوم هذا، مسكت يدها اليسرى بيدها اليمنى لتمنعها عن الإمساك بي

لكن وشم العبودية في ذراعها أضاء فجأة كــالمصباح بلون أحمر دموي، صرخت "عائشة" بتألم شديد، قبضت مرغمة على رقبتي، صرخت أنا أيضا

قبضتها قوية كالفولاذ، ألقت الكتاب من يدي بعيدان وألقت بـروحي على الجدار، استطاعت أن تؤذي روحي كأنها تستطيع تجسدها لها لتؤذيها، لك بالطبع رغما عنها

وقفت على قدمي وأنا اتألم بشده، أقتربت مني وهو لاتزال تبكي، لكني رغم عني قلت لها بأسف:
_ آسف يا "عائشة".

قرأت عليها طلسم الربط بسرعة قبل أن تصل إلي، أؤمت لي وهي مرتاحة بعض الشئ لأنني فعلت هذا، وقفت مكانها مثبته، لكن "قايربيل" حدق فيها بغضب

ركض علي مجددا لكنه أيضا صدم في الحاجز الخفي بسبب القلادة وسقط بعنف على ظهره، صرخ بغضب وقلة حيله، لكنه لمح الكتاب ملقى بعيدا

ركض عليه بكل سرعه، لكن أنا كنت أسرع وأقرب من الكتاب، فتحت الكتاب، فتح معي على صفحة الطلسم، قال "قايربيل" لي فجأة بغضب:
_ قيدت "عائشة"، أخذت الكتاب قبلي، حصنت نفسك مني بتلك القلادة الغبيه،

فعلت كل هذا وظننت بأنك ستتغلب علي يا أحمق، أتظن أنه لأنني لا أستطيع الوصول لــروحك أنك نجوت مني هكذا، نسيت أيها الوغد بأنني أستحوذ على جسدك القذر هذا

سوف تدفع ثمن تخطيك حدودك غالي جدا يا "حسن" سوف أدمر جسدك الفاني هذا، لن أهنئك عليه، ساحطمك قبل أن تستطيع فك شفرات الطلاسم وتحرقني.

حدقت فيه برعب، حقا لم يخطر ببالي أنه سيؤذي جسدي فعليا، حدقت في "عائشة"، لكنها أشارت لي على القلادة، تذكرت ما استطاعت القلادة أن تفعل معي في عرين الشيطان

مسكت القلاده فورا ونظرت في الكتاب، بدأت الكتابات تتضح أمام عيني للغة أفهمها جيدا، بدأت أقرأ بصوت عالى وبعزم غاضب

لكن فجأة قام "قايربيل" بـ صدم جسدي في الجدار بكل قوته كــجان، صرخت بألم كمن دهسته مقطورة، سقطت على ظهري أتلوى من الألم

نظرت له وأنا ملقى أرضا، وجدته يبتسم بشماته كأنه أنتصر علي، لكنني زحفت على يدي حتى وصلت للكتاب، مسكته وعدت استكمل القراءة بعزم أكبر وإصرار

لكنه غضب اكثر، لم يكتفي بهذا بل ظل يصدع جسدي في الجدران وأنا أصرخ بألن لكنني أقاوم، لأنها لحظة حرب سعيت لها منذ أن تلبسني وأن ضعفت وأستسلمت للألم الأن سأخسر كل شئ وللأبد

قاومت بكل ما تبقى لي من قوة، لكن "قايربيل" فعل ما لم أتخيله أبدا، مسك مطرقة حديد ضخمة وبعزم ما فيه من قوة خارقة للجان، ضرب قدمي اليسرى

صرخت صراخ شعرت بأن السماء رعدت في الأعلى، الموتى انتفضوا من القبور، حتى الحيوانات هاجت ماجت في أعشاشها على صراخي العالي،

لكنني حاولت ان اكبح ألمي لأخر رمق في، عدت استكمل القراءة من حيث توقفت، صاح "قايربيل" غاضبا ومع صياحه الالي بدأت الاضواء تهتز كأن المصابيح ستنفجر، شعرت بهزات أرضية تحت قدمي

ركض "قايربيل" على الموقد، فتح كل عيون الموقد ووقف عليه، وقف على النيران وهو ينظر لي نظرة تحدي كأنه يقول لي ارني كيف ستتحمل هذا؟

صرخاتي لم أسمع لها مثيل ولا بأفلام الرعب الاجنبية، لكنني لم أعد احتمل الألم، ركضت عليه في غفلة منه ودفعت جسدي بعيدا عن الموقد

وقفت بــروحي أمام الموقد كي يمنعه حاجز القلادة من إشعال جسدي، نظرت بتعب وحزن على جسدي المسكين، كان يدمي من كل مكان في

الحرق في قدماي لا يزال يؤلمني أنا، "قايربيل" لا يشعر بأي ذرة ألم لأن هذا جسدي أنا، قرأت بتعب شديد باقي الطلسم، لم يتبقى الكثير، حفظت القسم وانا اقراه

رفعت عيني انظر على "قايربيل" صدمت بهدوءه الغريب، هل يعقل أن يكون استسلم، اسرعت في قراءة الطلسم، لكن فجأة ركض بسرعة على النافذة

ضحك ضحكة شيطانية وقال لي بتهكم ساخر:
_ لن أموت وحدي يا "حسن" سأخذك معي وهناك في جحيم السعير سأنتقم منك شر انتقام.

أنا صرخت فيه ليتوقف، لكنه قفز، قفز لأعلى، نعم فهمت ما يفعله الأن، لقد قفز لأعلى لــيسقط بكل قوته للأرض ويدمر جسدي كليا، حدقت في النافذة برعب، ركضت عليها

نظرت منها رأيته يرتفع لأعلى، أرتفع لعدة أمتار عالية جدا، خرج "قايربيل" من جسدي وتركه يتهاوى بكل قوة وعنف يسقط أرضا، وجدت جسدي يسقط من أرتفاع عالي أمام عيني

الصدمه جمدت لساني وعقلي، رأيت جسدي يمر أمام عيني ويتهاوى بسرعة عالية للأرض، أخيرا فك لجم لساني وصرخت بهلع، لكن "عائشة" صرخت بي:
_ "حســــــن" فك قيدي الأن.

حدقت لها وقمت بعكس طلسم الربط بسرعه، اختفت "عائشة" استدرت بسرعة على ضحكة "قايربيل" الساخرة، وجدته يقف أمامي متجسدا بشكله الحقيقي، بهيئته الضخمة المفزعة

وقف يضحك بأنتصار، أقترب مني وهو يمسك الكتاب الذي سقط من يدي مجددا، قال لي بسخرية وتهكم:
_ هل ظننت أنك أنتصرت علي يا بني آدم؟ سوف أدمر قلادتك الثمينة بسحر الكتاب،

سأخذ بعدها كل ما أريده بسبب هذا الكتاب، أنه حقا لـ كنز وانت بغباءك قدمته لي على طبق من ذهب، الوداع يا "حسن"، جسدك الغالي في أقل من لحظة سيدمر، ستنفجر رأسك القذرة تلك

الوداع أيها الطيني القذر، أراك في جحيم السعير، سأشتاق إليك حتى نلتقي مجددا يا "حسن".

قال آخر كلماته بسخرية كبيرة، نظرت له بغضب وقلت بحده:
_ لكنني لن أشتاق إليك يا "قايربيل" يا بنو الرماديين الأنجاس.

حملق بي بصدمة وذهول! نطقت آخر جملتين في الطلسم بنفس اللغة اللاتينية، حملق في أكثر، ألتفت حول نفسه بجنون، لكن لم يحدث أي شئ، أنا خفت، ظننت أنني أخطأت في شئ في الطلسم

نظر لي وضحك بشده، ضحكته مستفزة بشعه، لكنها لم تكتمل، فجاة ظهرت نيران زرقاء اللون خرجت من الأرض، التفت حول جسد "قايربيل" الضخم،

مسكت النيران فيه من كل إتجاه، بدأ يصرخ بجنون، خرج من النيران الزرقاء مخلوقات ضخمة مجنحة بعيون حمراء نارية

جفت الدماء في عروقي، توقف الكلام في حلقي من هول بشاعتهم، مسكوا "قايربيل" قيدوه بسلاسل نارية، صرخ بصوت حاد مؤلم كان أن يصيبني بالصم

جروه بتلك السلاسل لتحت الأرض وهو يصرخ بجنون، لكنه نظر لي ورأيت الخوف لأول مرة في عيناه الوحشية، قال لي قبل أن يسحب باقي جسده لتحت الأرض:
_ لن اتركك يا "حســــــن" سأعود إليك قريبا، سأنتقم منك يا حقيـــــــر".

أختفى "قايربيل" أخيرا انتهى ذاك الكابوس المفزع أخيرا، أحمد يا الله كثيرا وأبدا، نظرت بتوتر على البقعة التي خلفتها النيران ومخلوقات السد الموكلة بسجن الجان المتمرد

قشعرت روحي من احتراق تلك البقعة الضخمة، لكنني فجأة تذكرت شئ لا أعرف كيف نسيته؟ كم أنا أحمق بحق، صرخت بهلع وأنا أركض كالمجنون وهنا كانت الصدمة الكبيره.

يتبــــــــــع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي