22،أنت هو أميري أيها العقرب

"عودة إلى حسن وعائشة"
مرت بضعة أيام بنفس الشكل في صورة سريعة جدا، الأيام والليالي تمر سريعا وفجأة، صرخات تفزع القلوب تدوي من كل مكان،

من المنازل حولي، المحلات القليلة، والمدرسة، رأيت أشخاص ملقيين في كل مكان، جثث مشوهة، ممزقة ملقاه هنا وهناك

الدماء أصبحت كــالطلاء على جدران المنازل، مبنى المدرسة، الشجر، الأرض، حتى شعرت بأن الغيوم فوق البلدة أصبحت دامية هي أيضا

أشتعلت النيران من تلقاء نفسها في المنازل حولي، رأيت الناس تحترق أمامي في المنازل ولا يستطيعون الخروج منها، كأن منازلهم أصبحت سجن لهم لا مخرج منها

سمعت صراختهم التي تشق الليل وتمتزج من عويل الذئاب في الغابات حول البلدة، كل هذا جعل جسدي يقشعر رعبا، آلما، وفزعا.

حدقت في كل ما يجري حولي وأنا مصدوم بشدة، بدأت أشكال أهالي البلدة تتغير، الموتى عادوا للحياة مجددا، ومن أحترقوا حتى تفحمت جثثهم نهضوا مجددا

بدأوا يتحركون لكن بشكل بطئ، حركتهم شاردة غير منتظمة كأنهم أصيبوا جميعا بالعمى، وفجأة بدأوا يهجمون على بعضهم البعض ويمزقون بعضهم بشراسة بشكل مؤلم قاسي.

مشهد مقزز ومخيف في نفس الوقت، مشهد أن كنت رأيته في أحد أفلام الرعب لم أكن لأصدقه أبدا أو أقتنع به من بشاعته

لكن فجأة أخرى وسط تفكيري وأشمئزازي، لاحظت ظهور مخلوقات أخرى ضخمة، لم أتبين ملامحهم جيدا بسبب الظلام، لكنهم ضخام جدا بشكل مرعب

أهل البلدة الأموات والمحترقين كانوا يركضون من أمامهم بخوف وهلع، أنا لم أعد أفهم شيئا، هل هؤلاء زومبي، أشباح، أطياف أهل البلدة؟ أم ماذا؟

وما تلك المخلوقات التي تلاحقهم؟ شعرت بـالحيرة، الضياع، والهلع، لكن رآيت أهل البلدة المتحولون يختفون تدريجيا كأنهم دخان ويتلاشى بـالبطئ

أيضا تلك المخلوقات الضخمة بدأت تتلاشى هي أيضا، لكن ظهر فجأة واحد منهم، كان كبير في الحجم، عادت الصورة لــطبيعتها الرمادي مجددا

الليل المعتم، المكان المقفر المهجور المقبض، أختفت كل معالم الحياة البشرية من حولي، لكن ذاك المخلوق الضخم لايزال موجود، بدأ يتحرك من الظلام ويأتي نحوي

يقترب أكثر، يدخل في النور، بدأت ملامحه تظهر بوضوح على ضوء خافت مصدره مجهول لأن السماء محاق لا قمر ينيرها، ظهرت قدمه أولا

قدم كبير مليئة بالشعر الرمادي الغزير، معقوفة للخلف كـأقدام الحيوانات، ظهر صدره العريض أيضا ممتلئ بالشعر لكنه عريض مفتول بــالعضلات كأنه مصارع

ظهرت يد مشعرة كذلك لكنها تصل للأرض تقريبا وفي أصابعه مخالب حادة كـمخالب الديناصورات من قبل التاريخ، أخيرا ظهر وجهه، وجه مفزع جعل قلبي يقفز من بين ضلوعي من الرعب منه.

لقد عرفت ماهية ذاك الكائن الأسطوري، أنه المستذئب من أفلام الرعب الأجنبي، تماما كما يصورونه ويفزعوا المشاهدين به وبـقبحه المخيف

لقد ظننت بأن كل هذا وهم، خيال في عقلي وسيتلاشى كــكل شئ يحدث معي هنا، لكن بدأ يخرج من خلف الشجر مخلوقات غيره، خرج الكثير

من خلف المنازل، الشجر، والمدرسة، بدأ يقفز الكثير منهم من أعلى المباني حولي، بدأوا يقتربون مني ببطء كأنهم يريدون بث الفزع بــقلبي قبل أن ينقضوا علي

بدأت أعود بقدمي للخلف وأنا أناجي الله أن يتلاشوا كــغيرهم من الأشياء التي توهمتها هنا، لكنهم يقتربون بشدة، يا الله ما أفعل هنا؟

أين تختفي أنتي يا "عائشة" في الوقت الذي أحتاجك فيه بشدة؟ يا اللهي أنا فقط إنسان، إلى متى سأتحمل كل هذا الرعب والعذاب؟

مسكت القلادة أتحامي فيها علهم يهرعون منها، لكنهم لايزالون يقتربون، أوشكوا على الوصول إلي، تحفزت لكي أركض منهم، لكنها حركة غبية مني

حركتي آثارت حفيظتهم، تحفزوا للهجوم علي، ركضوا جميعا معا للأنقضاض على في نفس الوقت، أنا ما كان علي سوى أن جلست أرضا واضعا يدي على رأسي حتى لا آراهم وهم يلتهمونني.

لكن فجأة دوى صوت زئير عال ممزوج بتآوهات آلم، رفعت عيناي
فجأة وهنا كانت الصدمة التي كانت ستقضي علي.

"عودة إلى جوسلين والعقرب"

نظرت "جوسلين" له بــأمتنان كبير، حملها "العقرب" وبدأ يخطو بثقة بين الصخور المدببة الخطرة، وصلا لــمنتصف الطريق تقريباً، وفجأة.

دوى صوت الكلاب وصفارات رجال الحرس في كل مكان، بدأ الصوت يقترب منهم بشدة، حملقت "جوسلين" في "عماد" برعب

لكنه نظر للأمام بغضب وفجأة بدأ يخطو بخطوات واسعة بين الصخور، وصلا أخيراً عند الشلال، لمح "العقرب" الحرس وقد وصلوا

المنطقة، جذب "جوسلين" من يدها وأدخلها تحت مياه الشلال المثلجة في هذا البرد القارس، أرتعدت "جوسلين" من البرد، مد "عماد" يده على فمها وهو يضمها من ظهرها لـصدره

وهم يختبئون خلف مياه الشلال، بدأت أصوات الكلاب ممتزجة مع صوت الحرس تتعالى بشدة، "جوسلين" وهي بين يدي "عماد" كانت في حالة يرثى لها

من أرتجاف جسدها كلياً، لــشعورها بالرعب من أن يتم الإمساك بهم ولا تريد أن تتخيل ما سيحدث معها بعد أن يقبضوا عليها؟

رفع "عماد" يده من على فمها، لفت وجهها تنظر له، أشار لها على الصخور خلفهم، كانت أشبه بالمدرجات المسطحة نوعاً ما

أومأت له موافقة، أدار "عماد" جسده وبدأ يتسلق الصخور، فعلت "جوسلين" المثل، كان ينظر لها كل بضعة لحظات لــيتأكد بأنها تتسلق خلفه مباشرة.

بعد جهد جهيد، وصلا إلى مكان مقوس يشبه الكهف، دخل "عماد" إليه وهو محني جسده، مد يده لها جذبها بسهولة إلى داخل الفجوة، جلست فوراً

وهي تضع يدها على كتفها وتحركهما بسرعة علها تدخل بعض الحرارة لـجسدها وتشعر بشئ من الدفء، سألت "عماد" وهي تفعل هذا:
_هل هذا هو المكان الذي أخبرتني عنه؟

_لا ليس هو، أنها فقط فجوة في الجدار.

أشار لها بيده وهو يمد وجهه ويخرجه من المياه، فعلت مثله، أشار لها على الجهة الأخرى من الشلال

الذي كان يشبه نصف الدائرة وليس جدار مستقيم أفقياً، هم كانوا في بداية ذاك الجدار الأشبه بالنصف دائرة، أشار لها "عماد" على الجزء المقابل لهم من الشلال وهو الجزء الأخير من الجدار الذي تهطل مياه الشلال عليه

وقال لها وهو يشير لجزء علوي هناك:
_أعلى تلك البقعة هناك يكمن الكهف الذي حدثتك عنه، أنتظري حتى تهدأ الأوضاع بالأسفل وسوف نتحرك مجددا، لا تقلقي من شئ، أنا هنا معك.

تنهدت "جوسلين" بثقل كأنها تحمل جبال الألب على عاتقها، ألقت برأسها على صدره في حركة تلقائية غير متعمدة.

حضن "عماد" كتفها ببراءة هو أيضاً، لكن "جوسلين" حركت رأسها قليلاً رأت من خلف المياه المندفعة المتدفقة بعض الحرس بالأسفل من خلال شق بين المياه بسبب بعض الصخور البارزة

أشارت "جوسلين" لــ"العقرب" ونظرا معا لأسفل يتابعا الموقف وهم مترقبين لما سيحدث تالياً.

مرت الساعات والحرس لايزالون يمشطون المنطقة نظراً لأنها واسعة وبها الكثير من الجبال والكهوف التي يمكن لهم الأختباء فيها.

ضجرت "جوسلين" من مراقبتهم، أعادت رأسها على صدر "العقرب"، لكن بدأ أرتجاف جسدها يتزايد، لاحظ العقرب هذا.

رفع وجهها بيده وقال لها بهمس بسبب التعب والبرد:
_هل لاتزلتي تشعرين بالبرد كثيرا؟

_لا يا "عماد" أنا أتجمد برداً وليس فقط مجرد شعور، أعتقد بأننا سنموت هنا قريباً أن لم يرحلوا عما قريب.

نظر لها "عماد" طويلاً، كأنه يحاول البحث عن فكرة تساعدهما ف عيناها المصطنعتان، قال لها فجأة:
_أسمعي "جوس" لن أدعنا نموت هنا بهذه السهولة بعدما أقتربنا على الهرب من هذا

الجحيم، سوف نعيش، هيا أنزعي ثيابك كلها، وبحق الجحيم أنزعي وجه هذا الحقير الأن، لقد أنتهى الأمر، لما لازلتي تضعينه حتى اللحظة؟

نظرت له "جوسلين" شعرت بالحرج لأنه يريدها أن تتعرى أمامه مجدداً، لكن حياتها على المحك ولا مجال للخجل الأن، فمن خجلوا ماتوا سابقاً وهي لا تريد الموت الأن، ليس قبل أن تثبت برائتها من قتل والدها

والزج بهذا القاتل "عيسى نوسلي" إلى خلف القضبان أو على الأقل تقتله وتنتقم لوالدها ورفاقها الأبرياء.

بدأ "عماد" ينزع ثيابه ويضعهم خلفه على الصخرة بعيدا عن المياه حتى يجفوا قليلا،
تشجعت "جوسلين" وبدأت تنزع الماسك وكل تنكرها

شعرها كان جافاً بسبب الشعرالمستعار، جسدها أيضاً جاف تحت الجسد المطاط السيليكون، لكن هذا كله لم يقلل شعورها بـالتجمد ولو قليلا.

أنتهت من نزع تنكرها وأصبحت بثيابها الداخلية فقط، رفعت وجهها تنظرلــ"عماد" وتسأله ماذا سيفعلان تالياً؟ لكنها صدمت به يحملق فيها بشكل متوحش.

"جوسلين" لم ترتعب منه كما ظنت أنها ستفعل، لم تخجل منه حتى، بل أنتابتها قشعريرة غريبة وليس بفعل البرد، بل هي فقط بسبب تآثير نظراته التي أخترقت جلدها، عظامها، حتى رشقت في كيانها، وقلبها.

أخفضت عيناها أرضا وهي تعض شفتاها بتوتر، وتلعب بـأصابع يدها في بعضها، فجأة مسك "عماد" يدها بأحدى يداه

وبــاليد الأخرى رفع وجهها لــينظر إلى عيناها، قال بهمس وقد أختلج قلبه وكيانها سحر جمالها:
_لما فتاة تمتلك كل هذا الجمال الساحر تفعل في نفسها هذا الشئ المشين؟

لما دخلتي للجحيم بقدمك تلك؟ فتاة مثلك كان عليها أن ترافق أغنى وأقوى رجل في العالم، عليه أن يحميكي من نظرات المفترسين

عليه أن يهاديكي بأغلى حلي ومجوهرات، تلك اليدان التي أهلكتهم في الحفر والتكسير والتحطيم كان عليهم أن يتحلوا بأرق الألماسات

كيف تركتي جسدك البض هذا ينحل في العمل المضني والتعب كــالرجال الأشداء؟ لما لم ترافقي أحد رفاق الجامعة وتتنزهين معه على الشواطئ أو تسافرين معه لتمضية فصل الشتاء في الأقصر بين المعابد والآثريات؟

مكانك ليس هنا معنا، بل ليس في بلدنا أو على كوكبنا، فتاة مثلك مكانها بجوار القمر، بل مكانها هو عرش القمر، والنجوم والكواكب تحرسك ليل نهار

يا فتاة أنتي أميرة من كتب الأساطير، كان عليكي البحث عن أميرك، لما لم تبحثين عنه وفضلتي البحث في الجرائم الدموية يا أجمل غبية؟

"جوسلين" حدقت فيه وكأنها تحلم حلم جميل، وجدت نفسها تقول له بلا قصد منها:
_لم تكن أنت هناك كي أبحث عنك، أنت هو أميري أيها "العقرب"، كيف أكون ملكاً لأي رجل وأميري مسجون هنا على جزيرة الهلاك تلك

لعل القدر جعلني آتي إلى هنا، لكن ليس كما خططت أنا، بل لأقابلك أنت وأكتشف كم كنت حمقاء لأنني تأخرت عليك كل هذه السنوات، أنت ملكي، أميري، سيدي أيها العقرب.

بلا وعي منها ألقت بنفسها بين يداه، أنقض عليها "عماد" كــالنمر المفترس وأقبل على شفتيها يقبلهما بعنف جنوني حتى كاد أن ينتزعهما من مكانهم

مزق ثيابها عنها وبدأ ينهال على جسدها الفتي بقبلاته الحارة المشتاقة جعلها تنسى العالم كله حولها وتعالت صراخاتها

وفجأة، فرقع "عماد" سبابته بالإبهام في بعضهم أمام عيناها، فتحت "جوسلين" عيناها على وسعهم

سألها "عماد" بسخرية:
_أين شردتي بخيالك أيتها الغبية الحالمة؟ كاد الحمقى في الأسفل يسمعون صوتي وأنا أناديكي، هيا تعالي خلفي لقد عثرت على مكان بالداخل

سيكون أدفء قليلا من هذا البراد المجمد، هيا أحبي على يدك وقدمك كـالأطفال وحذاري أن تجرحي ركبتك النحيلة تلك.

"جوسلين" لم تستوعب بعد أنها كانت تحلم، بعدما نامت على صدره وهي عاريه راحت في سبات عميق لكن ما حملت به

كان أشبه بالواقع الجميل بالنسبة لها، صدمت من نفسها بشدة لأنها تمنت أن يكون هذا الحلم واقع وأن يأخذها "العقرب" بين يداه وتصبح ملكا له بجسدها وقلبها

لم تعرف أو تفهم متى عشقت هذا المغرور المتزمت الوقح، لكنها تعرف وتثق جيدا بأنها لن تندم أبدا على عشقها له، قررت أن تخبئ حقيقتها تلك في قلبها كما برعت في أخفاء هويتها عن عشرات الحرس ومئات السجناء.

"عودة إلى رقيه ويوسف"
عاشت "رقيه" ليلة أشبه بالأحلام الجميلة، رآت وجهاً جديدا لــزوجها لم تعهده من قبل

عاش معها ليلة عاطفية بكل ما في الكلمة من معني، لم يبتعد عنها حتى آذان الفجر، أخذها في حضنه بعدما أكتفى نسبياً من التمتع بها وأمتاعها.

ظنت المسكينة أن حياتها من الأن فصاعداً ستغدوا هكذا، كل ليلة إجتماع مع عائلته في النهار، وتجتمع العائلة كلها مساءاً يأكلون، يتحدثون، يمرحون، تتنوع الأحاديث المسلية بينهم

وفي الليل بعدما تدخل هي وزوجها عشهم الصغير، تبدأ حياه جديدة معه كل ليلة، حياه وردية، لا يوجد فيها سوى المتعة الجسدية والعقلية

لأنها أكتشفت أن زوجها له جانب فكاهي كوميدي في شخصيته لا يظهره إلا نادراً جداً، ومعها يظهره كثيرا حتى يلطف الأجواء ويعيشان ليلة فيها كل معاني السعادة والفرحة لكلايهما معا.

بالفعل مرت بضعة أسابيع قليلة على هذا الوضع حتى غرقت "رقيه" في عشق زوجها حتى النخاع، وكما ظنت أن تلك ستغدو حياتها في منزل زوجها كل ليلة.

لكن للأسف دوام الحال من المحال، ذات ليلة سوداء، سمعت المسكينة زوجها "يوسف" يتحدث على الهاتف في شرفة غرفة أشقاءه الرجال.

تعجبت لما يبدو سعيداً وهو يتحدث لأحدهم خلسة في غرفة أشقاءه بعيد عن العائلة كلها، وقفت تتنصت لما يقوله

لكنها صدمت بشدة عندما سمعته يقول بصدق:
_يا حبيبتي أنتي أجمل من القمر نفسه، أنتي لم تخلق كلمات لـتوصف جمالك، براءتك، وحسن أخلاقك، أنتي يا بلهاء فتاة طيبة جميلة تستحق أعظم رجل في العالم كله أن--

لم تحتمل "رقيه" أن تسمع أكثر من هذا، فزوجها يقوم بــخيانتها بكل هذه البساطة، دفعت باب الشرفة وركضت عليه

أخذت منه الهاتف وصرخت في الفتاة على الجهة الأخرى:
_أنتي أيتها العاهرة الحقيرة، لما تتحدثين إلى رجل متزوج مثله؟ أبحثي لك عن رجل عازب يا ساقطة وأتركي زوجي لي يا عاهره.

لكن فجأة، دوى صوت صفعة "يوسف" على وجهها قوياً حاداً جعل العائلة تأتي ركضا إلى الشرفة

صرخت "رقيه" من ضرب "يوسف" فيها، لكن "يوسف" لم يكتفي بــضربها بقسوة، بل صاح فيها بكل إحتقار قائلا:
_أنتي هي الحقيرة العاهرة أيتها الوقحة الرخيصة

تلك الفتاة أشرف منك ومن كل عائلتك الحقيرة مثلك.

دخل زين ويزن عليه حاولوا كتم فمه ليتوقف عن سبها، لكنه دفعهم بعيد وأكمل على المسكينة صارخا

وهو يركلها بقدمه بقوة في كل جسدها وهي ساقطة على الأرض:
_أنها أشرف منك يا حقيرة يا فتاة الملاجئ، كيف تجرؤين على سبها أيتها الرخيصة الوضيعة؟

لقد تخطيتي حدودك كثيرا يا قذرة وسوف أعلمك الآدب الذي لم تجدي من يعلمك إياه أيتها اللقيطة يا فتاة الشوارع يا قذرة.

أخيرا أستطاع أشقاءه أن يجبروه على الصمت بإعجوبة، لم تحتمل "رقيه" أكثر من هذا، وقفت وهي تركض لــغرفة شقيقاته البنات وهي لا تفكر سوى في أمرا واحدا، وهو أنها لن تعيش في هذا المنزل أكثر من هذا، سوف ترحل وتترك تلك العائلة وليحدث فيها ولها ما يحدث؟ لن تهتم بعد الأن.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي