1
كانت الشمس توهجُ خصلات شعرها المتموجة ذات اللون البني، كانت تبدو فاتنة جداً و هي ترسم ملامح المارّة ، تبتسم تارة و تتمعّن تارةً أُخرى، كانت جميلة جداً، طويلة،عيناها خضراوتان، كانت كثيرة الابتسام ناعمة الملامح، بسيطة جداً، كانت ترتدي فستان أبيض جميل رقيق، و كانت قد وضعت طوق عنق ناعم جداً يحمل إشارة "إشارة اللا نهاية" ، كانت تائهة تحاول أن تجد نفسها من بين العابرين، كانت تحاولي تناسي المتاهة بالرسم، كانت تبوح بما في داخلها بالرسم، اقتربت منها طفلة صغيرة ، كانت تلك الطفلة بشوشة جداً، كانت جميلة جداً بشعرها الكويل و قبعتها الصغيرة، كانت بريئة جداً هادئة الملامح، كانت تلك الفتاة تناظرها من بعيد فاقتربت و وقفت تنظر اليها و هي ترسم، بدأت تتمعن بالطفلة الصغيرة و ترسم ملامحها الهادئة لتتوه من جديد، كانت ملامحها تذكرها بشخصٍ ما..
_نيهان: ما اسمكِ؟
_ايليف:ايليف و انتِ أيتها الرّسامة ما اسمك؟
_ نيهان: اسمي نيهان أيتها الأميرة الصغيرة.
_ ايليف: رَسمُكِ جميل و اسمكِ أيضاً.
_نيهان: شكراً لكِ هذا من لطفك
_ايليف: هل تأتين الى هنا دائماً لِتَرسمي؟
_نيهان: نعم لدي ذكريات كثيرة هنا لذلك آتي الى هنا كي أتعايش جميع ذكرياتي التي مضت..
_ايليف: إذاً انتِ تنتظرين أحداً ما..
نسيت نيهان أن من تبوح لها بكل ما في قلبها مجرد طفلة، كانت نيهان متألمة جداً و هي ترد على الطفلة، كانت تحتاج لشخص ما تستند إليه و تفضفض بكل ما بداخلها، كانت تحتاج لأحد ما، لقريب ما لتبوح إليه بكل المشاعر و العواطف، بكل الآلام و الخيبات و المواجع، كانت تحتاج لحضن دافئ و ملاذ آمن..
_نيهان: نعم، ليتهُ يعود!
و بعد ان انتهت من رسم الطفلة أخذت اللوحة و أهدتها لتلك الطفلة الصغيرة ايليف
ثمّ أخذت صفحة بيضاء و وضعتها على المرسم لتغوص في رسم من أحبّت و لتعود لبداية الماضي ..
اسطنبول/تركيا
(على متن الطائرة)
مضيفة الطيران: تفضّلي سيّدتي لقد طلبتِ حضور أحد المضيفين.
نيهان: نعم أشعر بالغثيان قليلاً.
مضيفة الطيران: سأجلب لكِ بعض الأدوية التي ستفي بالغرض.
نيهان: شكراً لكِ.
مضيفة الطيران: لا تقلقي ها نحن نهبط الآن.
نيهان: شكراً جزيلاً على لطفك.
الكابتن: لقد هبطنا يمكنكم أخذ أمتعتكم و النزول من الطائرة.
نيهان مع نفسها: حسناً لأنهض الآن عليّ أخذ حقيبتي.
نهضت و أخذت الحقيبة التي قد وضعتها أعلاها سابقاً و بعد أن أخذتها بيدها اقترب شاب منها، كان عريض المناكب و طويل، كان وجهه جميل جداً، أسمر اللون بعينان كبيرتان عسليتان و كان شعره كثيف جداً بالإضافة الى كثافة لحيته، كان حاجباه كالسيف المسلول لجمالهما و أناقتهما، نظرت إليه نيهان و قد بدا الاعجاب يسود ملامح وجهها، احمرّت خجلاً فلقد ظنّت أنه يريد رقم هاتفها ليتواصل معها، ظنّت أنها قد نالت إعجابه لكنّ أحلامها تلاشت كالهباء المنثور بعد أن قاطع تفكيرها و هو يقول:
_ عفواً هذه حقيبتي!
_صُدِمَت نيهان من تدخل هذا الغريب و انفجرت غضباً و هي تقول:
نيهان: ماذا؟! ألا ترى أنها حقيبتي.
_ مدّ يده ليصافحها قائلاً:مرحباً انا كمال كنتُ أجلس في المقعد المجاور لك.
نيهان: و ما شأني أنا ؟
كمال: أولاً ليس من الجيّد رفض المصافحة.
نيهان: أيضاً هذا ليس من شأنك!
كمال: ثانياً كما قلتُ لكِ هذه الحقيبة التي في يدك هي حقيبتي انا!!!
نيهان: كلا بل هذه حقيبتي.
كمال: اذاً فلتنظري لشعار إسمي المطبوع عليها!
_توسّعت عيناها من إثر صدمتها،احمرت وجنتاها خجلاً نظاً لهذا الموقف المحرج ثمّ قالت
نيهان: إنها تبدو و كأنها حقيبتي لأنها تشبهها تماماً و لذلك أخطأت!
كمال: انظري الى حقيبتك إنها بالأعلى و لا داعي لشكري أو الاعتذار مني.
نيهان: و من قال لك بأنني سأقوم بشكرك أو الاعتذار منك! لا تتأمل.
كمال: لا أدري ما الصعاب التي واجهتيها حتى تبدي هذا التصرّف، سعيد بلقائك.
نيهان: لستُ سعيدة بلقائك بتاتاً.
كمال مع نفسه: فتاة مجنونة لكنها جميلة.
وصلت نيهان الى الفندق و استلمت الغرفة الخاصة بها ثم بدأت بالرسم فلقد كان الرسم هوايتها الأحب و شغفها الأعظم، بدأت ترسم ملامح كمال ذلك الشاب الذي صادفته في الطائرة كانت ترسم ملامحه بكل حذافيرها لقد نال اعجابها بالرغم من شجارهما.
نيهان مع نفسها: هناك بريق في عينيه لم أرى مثله قط !
اوه ماذا دهاني علي أن أنام فلدي عمل متراكم للغد..
حلّ الصباح و استيقظت نيهان على رنين المنبه.
_نيهان مع نفسها:اوه لااا لقد تأخرت يجب عليّ أن أسرع اليوم مهم جداً بالنسبة لي كيف أمكنني التأخر كل هذا الوقت.
ثمّ هرعت الى خزانتها اختارت طقم رسمي أنيق وردي فاتح اللون و بعد ان ارتدته تركت شعرها منساباً كما هو بتموجه الجميل و ارتدت حذاء ذات كعب أنيق مطابق للون الطقم تماماً.
في شركة سويدري، دخل مدير الشركة كمال سويدري و وقف جميع الموظفين و الموظفات و بدأوا بالترحيب به.
السكرتارية: سيّدي لقد أحضرتُ قهوتك.
كمال: ضعيها في مكتبي.
السكرتارية : حسناً سيّد كمال كما تريد.
كمال: أين السيد أمير.
السكرتارية: في مكتبه سيّدي.
كمال: حسناً شكراً لكِ، يمكنكِ الإنصراف.
السكرتارية: لا شكر على واجب.
في مكتب أمير..
كان يجلس أمير في مكتبه و يتناقش مع العملاء عن بعد عبر الحاسب الحمول، كان يضحك تارة و يغضب تارة لتظهر تجاعيد وجهه الناعمة، كان شعره كثيف السواد ناعم الوجه، كانت عيناه سوداوتان كلون شعره كانت ابتسامته مبهرة تظهر بياض أسنانه الناصع.
كمال: أراك بكامل نشاطك لليوم يا أمير و متأنق أيضاً ما هذا اللون الجديد.
أمير: بالطبع لأن صديقة طفولتي ستعمل معنا فكيف لي ألا أكون نشيطاً، أما الطقم فلقد أخذته اليوم إنه لون نيهان المفضل، اللون الخمري و لذلك ارتديته ألا يبدو جميلاً؟
كمال: نعم يبدو جميلاً.
أمير: و أنت الى متى ستبقى ترتدي اللون الأسود هيا فلتغيّر قليلاً يا صاح!
كمال بمزاح: هذا ليس من شأنك فلتكمل عملك.
أمير: حسناً حسناً العمل هو كل شيء بالنسبة لك.
كمال: ألا يبدو أن صديقتك تأخرت!
أمير: إرحمها قليلاً يا صاح هذا اليوم الأول لها في العمل و أعدك بأنها ستكون كفئ لعملها انها موهوبة جداً و ستستطيع رسم تصاميم تبهرك.
كمال: لنتأمل خيراً.
السكرتارية: عذراً سيّدي لقد أتت الموظفة الجديدة.
أمير: سأستقبلها.
كمال: انا سأكون بانتظاركما في مكتبي
أمير: حسناً
نظر أمير الى المرآة و بدأ يهذب و يرتب نفسه و ينسّق ملابسه قائلاً: أبدو وسيماً لماذا اقلق إذاً، هيّا لأستقبل حب طفولتي.
ثمّ خرج مستقبِلاً نيهان.
أمير: حمداً لله على سلامتك.
نيهان: شكراً لك أمير و أعتذر على تأخري.
أمير: لا تقلقي، كيف كان طريق عودتك من لندن.
نيهان: جيّدة الا أنني شعرت بالغثيان قليلاً كالعادة.
أمير: ألم أوصيكِ قبل صعودك الى متن الطائرة بتناول الطعام.
نيهان: كنتُ سأتأخّر على موعد طائرتي بالفعل.
أمير: حسناً المهم أنّك بخير هيا فلندخل الى غرفة شركي المدير كمال سويدري.
نيهان: حسناً أنا متوترة قليلاً.
أمير: لا تتوتري أو ترتبكي إنه إنسان خلوق جداً.
نيهان: حسناً إذاً لندخل.
دخل أمير برفقة نيهان و هو يقول لكمال: لقد أتينا
وقفت نيهال و هي تنظر الى كمال بدهشة و صدمة: أنت!!
كمال: أنتِ!!!
أمير: اووه لحظة لحظة هل تعرفتما على بعضكما من قبل؟
كمال و نهال معاً: نعم !!
أمير: اوه انظر للصدفة الجميلة!
نيهان بغضب: لا تسيء الظن يا أمير فتلك الصدفة لم تكن جميلة بتاتاً، من هذا هل يعمل معكم أيضاً.
أمير: نهااان إنه المدير!
نيهان بعد أن تناولت الصدمة و هي تمد يدها مصافحةً لكمال: حسناً تشرفت بمعرفتك أنا نيهان.
كمال: في السابق رفضتي مصافحتي لذلك لن أصافحك لننتقل للعمل حالاً.
نيهان بغضب: متغطرس لدرجة.
كمال: هذا نوعك المفضل غالباً.
نيهان: هذا ليس من شأنك.
أمير: حسناً حسناً يكفي شجار هيا لنبدأ بالحديث عن العمل.
كمال: نعم ! العمل فقط.
نيهان: و هل تراني ميّتة للتحدث معك في مواضيع أخرى، لقد جئتُ من أجل العمل فقط.
أمير: حسناً فلنهدأ قليلاً.
نيهان: حسناً سأخرج تصاميمي لتلقوا نظرة.
كمال: فلنرى!
أمير: انا متحمّس جداً لتصاميمك الرائعة.
نيهان: هذا من لطفك أمير.
كمال: حسناً أمير بلا مبالغة!
نيهان: لا تحكم على أي شيء دون رؤيته، تفضل هذه تصاميمي!
كمال: حسناً لأرى.
أمير: دعني أشاركك النظر يا صااح.
كمال بعد أن تمعن بنظره في التصاميم التي قامت نيهان بتصميمها:حسناً إنها جيّدة لكنّها تفتقر قليلاً لعصر الموضة، فمثلاً هذا الفستان يحتاج الى بريق أكثر ليُظهر خامته و ماهيته.
نيهان غضبت من تعليقه الذي لم ينال إعجابها بتاتاً لكنّها لم تظهر أي ردة فعل تجاهه.
نيهان: سأقوم بالتعديل عليهم إذاً.
أمير: اتفقنا إذاً، ما رأيكم بتناول الإفطار معاً؟
نيهان: لا شكراً سأذهب لتعديل التصاميم.
كمال: قومي بتعديلهم بعد تناول الإفطار.
نيهان: حسناً إذاً.
في مقهى الشركة كان أمير و كمال و نيهان يجلسون على مائدة الإفطار و أثناء تناولهم للطعام بدأ أمير حديثه.
أمير: إذاً نيهان لم تخبريني عن السكن الذي وجدته.
نيهان: في الحقيقة لم اجد سكن مناسب بعد و لذلك أقيم في الفندق حالياً.
كمال: يمكنكِ السكن بالشقة المجاورة لنا فهي لي و فارغة أيضاً.
نيهان: لا شكراً سأجد سكن عمّا قريب لا أريد إتعابكم معي.
أمير: اوووه نيهان تعب ماذا أرجوكِ اعقليها، لن تتمكني من ايجاد شقة كهذه صدّقيني!
كمال: على راحتك.
نيهان: حسناً إذاً سأنتقل للشقة المجاورة لكما.
أمير: أهلا و مرحب بكِ.
كمال: بالمناسبة لا اراكِ تتناولين الإفطار.
أمير: بالفعل فهي دائماً ما تهمل صحتها بهذا الشكل.
نيهان: لا يكنني تناول الطعام أكثر من ذلك شكراً لكنا على اهتمامكما.
كمال: اذاً فلتنتقلي اليوم.
أمير: حسناً إذاً سأصطحبها.
كمال: اذاً نلتقي في المساء.
أمير: اتفقنا.
ذهب أمير برفقة نيهان الى الفندق ليأخذ أمتعتها ثم اصطحبها الى شقتها الجديدة.
نيهان: هذه الشقة تبدو جميلة جداً من الخارج.
أمير: لقد كان يعيش بها كمال و من الداخل مرتبة جداً فهو ذات طراز متفرد و جميل.
نيهان: همم جميل.
أمير: هيا فلتفتحي باب الشقة.
نيهان: حسناً إذاً لندخل، اووه إنها جميلة جداً.
أمير: كما قلتُ لكِ، إنها شقة فريدة من نوعها و لن تجدي أي شقة مماثلة لها.
نيهان: كنتَ محق.
أمير: حسناً إذاً سأتركك لترتاحي الآن.
نيهان: شكراً لك أميؤ لن أنسى معروفك بتاتاً.
أمير: و هل يوجد بين الأصدقاء شكر؟
نيهان: بين الأصدقاء لا يوجد أي شكر أو أي اعتذار.
أمير: هذه هي صديقتي.
خرج أمير قليلاً و فجأة صرخت نيهان بصوتٍ عالٍ..
يتبع..
_نيهان: ما اسمكِ؟
_ايليف:ايليف و انتِ أيتها الرّسامة ما اسمك؟
_ نيهان: اسمي نيهان أيتها الأميرة الصغيرة.
_ ايليف: رَسمُكِ جميل و اسمكِ أيضاً.
_نيهان: شكراً لكِ هذا من لطفك
_ايليف: هل تأتين الى هنا دائماً لِتَرسمي؟
_نيهان: نعم لدي ذكريات كثيرة هنا لذلك آتي الى هنا كي أتعايش جميع ذكرياتي التي مضت..
_ايليف: إذاً انتِ تنتظرين أحداً ما..
نسيت نيهان أن من تبوح لها بكل ما في قلبها مجرد طفلة، كانت نيهان متألمة جداً و هي ترد على الطفلة، كانت تحتاج لشخص ما تستند إليه و تفضفض بكل ما بداخلها، كانت تحتاج لأحد ما، لقريب ما لتبوح إليه بكل المشاعر و العواطف، بكل الآلام و الخيبات و المواجع، كانت تحتاج لحضن دافئ و ملاذ آمن..
_نيهان: نعم، ليتهُ يعود!
و بعد ان انتهت من رسم الطفلة أخذت اللوحة و أهدتها لتلك الطفلة الصغيرة ايليف
ثمّ أخذت صفحة بيضاء و وضعتها على المرسم لتغوص في رسم من أحبّت و لتعود لبداية الماضي ..
اسطنبول/تركيا
(على متن الطائرة)
مضيفة الطيران: تفضّلي سيّدتي لقد طلبتِ حضور أحد المضيفين.
نيهان: نعم أشعر بالغثيان قليلاً.
مضيفة الطيران: سأجلب لكِ بعض الأدوية التي ستفي بالغرض.
نيهان: شكراً لكِ.
مضيفة الطيران: لا تقلقي ها نحن نهبط الآن.
نيهان: شكراً جزيلاً على لطفك.
الكابتن: لقد هبطنا يمكنكم أخذ أمتعتكم و النزول من الطائرة.
نيهان مع نفسها: حسناً لأنهض الآن عليّ أخذ حقيبتي.
نهضت و أخذت الحقيبة التي قد وضعتها أعلاها سابقاً و بعد أن أخذتها بيدها اقترب شاب منها، كان عريض المناكب و طويل، كان وجهه جميل جداً، أسمر اللون بعينان كبيرتان عسليتان و كان شعره كثيف جداً بالإضافة الى كثافة لحيته، كان حاجباه كالسيف المسلول لجمالهما و أناقتهما، نظرت إليه نيهان و قد بدا الاعجاب يسود ملامح وجهها، احمرّت خجلاً فلقد ظنّت أنه يريد رقم هاتفها ليتواصل معها، ظنّت أنها قد نالت إعجابه لكنّ أحلامها تلاشت كالهباء المنثور بعد أن قاطع تفكيرها و هو يقول:
_ عفواً هذه حقيبتي!
_صُدِمَت نيهان من تدخل هذا الغريب و انفجرت غضباً و هي تقول:
نيهان: ماذا؟! ألا ترى أنها حقيبتي.
_ مدّ يده ليصافحها قائلاً:مرحباً انا كمال كنتُ أجلس في المقعد المجاور لك.
نيهان: و ما شأني أنا ؟
كمال: أولاً ليس من الجيّد رفض المصافحة.
نيهان: أيضاً هذا ليس من شأنك!
كمال: ثانياً كما قلتُ لكِ هذه الحقيبة التي في يدك هي حقيبتي انا!!!
نيهان: كلا بل هذه حقيبتي.
كمال: اذاً فلتنظري لشعار إسمي المطبوع عليها!
_توسّعت عيناها من إثر صدمتها،احمرت وجنتاها خجلاً نظاً لهذا الموقف المحرج ثمّ قالت
نيهان: إنها تبدو و كأنها حقيبتي لأنها تشبهها تماماً و لذلك أخطأت!
كمال: انظري الى حقيبتك إنها بالأعلى و لا داعي لشكري أو الاعتذار مني.
نيهان: و من قال لك بأنني سأقوم بشكرك أو الاعتذار منك! لا تتأمل.
كمال: لا أدري ما الصعاب التي واجهتيها حتى تبدي هذا التصرّف، سعيد بلقائك.
نيهان: لستُ سعيدة بلقائك بتاتاً.
كمال مع نفسه: فتاة مجنونة لكنها جميلة.
وصلت نيهان الى الفندق و استلمت الغرفة الخاصة بها ثم بدأت بالرسم فلقد كان الرسم هوايتها الأحب و شغفها الأعظم، بدأت ترسم ملامح كمال ذلك الشاب الذي صادفته في الطائرة كانت ترسم ملامحه بكل حذافيرها لقد نال اعجابها بالرغم من شجارهما.
نيهان مع نفسها: هناك بريق في عينيه لم أرى مثله قط !
اوه ماذا دهاني علي أن أنام فلدي عمل متراكم للغد..
حلّ الصباح و استيقظت نيهان على رنين المنبه.
_نيهان مع نفسها:اوه لااا لقد تأخرت يجب عليّ أن أسرع اليوم مهم جداً بالنسبة لي كيف أمكنني التأخر كل هذا الوقت.
ثمّ هرعت الى خزانتها اختارت طقم رسمي أنيق وردي فاتح اللون و بعد ان ارتدته تركت شعرها منساباً كما هو بتموجه الجميل و ارتدت حذاء ذات كعب أنيق مطابق للون الطقم تماماً.
في شركة سويدري، دخل مدير الشركة كمال سويدري و وقف جميع الموظفين و الموظفات و بدأوا بالترحيب به.
السكرتارية: سيّدي لقد أحضرتُ قهوتك.
كمال: ضعيها في مكتبي.
السكرتارية : حسناً سيّد كمال كما تريد.
كمال: أين السيد أمير.
السكرتارية: في مكتبه سيّدي.
كمال: حسناً شكراً لكِ، يمكنكِ الإنصراف.
السكرتارية: لا شكر على واجب.
في مكتب أمير..
كان يجلس أمير في مكتبه و يتناقش مع العملاء عن بعد عبر الحاسب الحمول، كان يضحك تارة و يغضب تارة لتظهر تجاعيد وجهه الناعمة، كان شعره كثيف السواد ناعم الوجه، كانت عيناه سوداوتان كلون شعره كانت ابتسامته مبهرة تظهر بياض أسنانه الناصع.
كمال: أراك بكامل نشاطك لليوم يا أمير و متأنق أيضاً ما هذا اللون الجديد.
أمير: بالطبع لأن صديقة طفولتي ستعمل معنا فكيف لي ألا أكون نشيطاً، أما الطقم فلقد أخذته اليوم إنه لون نيهان المفضل، اللون الخمري و لذلك ارتديته ألا يبدو جميلاً؟
كمال: نعم يبدو جميلاً.
أمير: و أنت الى متى ستبقى ترتدي اللون الأسود هيا فلتغيّر قليلاً يا صاح!
كمال بمزاح: هذا ليس من شأنك فلتكمل عملك.
أمير: حسناً حسناً العمل هو كل شيء بالنسبة لك.
كمال: ألا يبدو أن صديقتك تأخرت!
أمير: إرحمها قليلاً يا صاح هذا اليوم الأول لها في العمل و أعدك بأنها ستكون كفئ لعملها انها موهوبة جداً و ستستطيع رسم تصاميم تبهرك.
كمال: لنتأمل خيراً.
السكرتارية: عذراً سيّدي لقد أتت الموظفة الجديدة.
أمير: سأستقبلها.
كمال: انا سأكون بانتظاركما في مكتبي
أمير: حسناً
نظر أمير الى المرآة و بدأ يهذب و يرتب نفسه و ينسّق ملابسه قائلاً: أبدو وسيماً لماذا اقلق إذاً، هيّا لأستقبل حب طفولتي.
ثمّ خرج مستقبِلاً نيهان.
أمير: حمداً لله على سلامتك.
نيهان: شكراً لك أمير و أعتذر على تأخري.
أمير: لا تقلقي، كيف كان طريق عودتك من لندن.
نيهان: جيّدة الا أنني شعرت بالغثيان قليلاً كالعادة.
أمير: ألم أوصيكِ قبل صعودك الى متن الطائرة بتناول الطعام.
نيهان: كنتُ سأتأخّر على موعد طائرتي بالفعل.
أمير: حسناً المهم أنّك بخير هيا فلندخل الى غرفة شركي المدير كمال سويدري.
نيهان: حسناً أنا متوترة قليلاً.
أمير: لا تتوتري أو ترتبكي إنه إنسان خلوق جداً.
نيهان: حسناً إذاً لندخل.
دخل أمير برفقة نيهان و هو يقول لكمال: لقد أتينا
وقفت نيهال و هي تنظر الى كمال بدهشة و صدمة: أنت!!
كمال: أنتِ!!!
أمير: اووه لحظة لحظة هل تعرفتما على بعضكما من قبل؟
كمال و نهال معاً: نعم !!
أمير: اوه انظر للصدفة الجميلة!
نيهان بغضب: لا تسيء الظن يا أمير فتلك الصدفة لم تكن جميلة بتاتاً، من هذا هل يعمل معكم أيضاً.
أمير: نهااان إنه المدير!
نيهان بعد أن تناولت الصدمة و هي تمد يدها مصافحةً لكمال: حسناً تشرفت بمعرفتك أنا نيهان.
كمال: في السابق رفضتي مصافحتي لذلك لن أصافحك لننتقل للعمل حالاً.
نيهان بغضب: متغطرس لدرجة.
كمال: هذا نوعك المفضل غالباً.
نيهان: هذا ليس من شأنك.
أمير: حسناً حسناً يكفي شجار هيا لنبدأ بالحديث عن العمل.
كمال: نعم ! العمل فقط.
نيهان: و هل تراني ميّتة للتحدث معك في مواضيع أخرى، لقد جئتُ من أجل العمل فقط.
أمير: حسناً فلنهدأ قليلاً.
نيهان: حسناً سأخرج تصاميمي لتلقوا نظرة.
كمال: فلنرى!
أمير: انا متحمّس جداً لتصاميمك الرائعة.
نيهان: هذا من لطفك أمير.
كمال: حسناً أمير بلا مبالغة!
نيهان: لا تحكم على أي شيء دون رؤيته، تفضل هذه تصاميمي!
كمال: حسناً لأرى.
أمير: دعني أشاركك النظر يا صااح.
كمال بعد أن تمعن بنظره في التصاميم التي قامت نيهان بتصميمها:حسناً إنها جيّدة لكنّها تفتقر قليلاً لعصر الموضة، فمثلاً هذا الفستان يحتاج الى بريق أكثر ليُظهر خامته و ماهيته.
نيهان غضبت من تعليقه الذي لم ينال إعجابها بتاتاً لكنّها لم تظهر أي ردة فعل تجاهه.
نيهان: سأقوم بالتعديل عليهم إذاً.
أمير: اتفقنا إذاً، ما رأيكم بتناول الإفطار معاً؟
نيهان: لا شكراً سأذهب لتعديل التصاميم.
كمال: قومي بتعديلهم بعد تناول الإفطار.
نيهان: حسناً إذاً.
في مقهى الشركة كان أمير و كمال و نيهان يجلسون على مائدة الإفطار و أثناء تناولهم للطعام بدأ أمير حديثه.
أمير: إذاً نيهان لم تخبريني عن السكن الذي وجدته.
نيهان: في الحقيقة لم اجد سكن مناسب بعد و لذلك أقيم في الفندق حالياً.
كمال: يمكنكِ السكن بالشقة المجاورة لنا فهي لي و فارغة أيضاً.
نيهان: لا شكراً سأجد سكن عمّا قريب لا أريد إتعابكم معي.
أمير: اوووه نيهان تعب ماذا أرجوكِ اعقليها، لن تتمكني من ايجاد شقة كهذه صدّقيني!
كمال: على راحتك.
نيهان: حسناً إذاً سأنتقل للشقة المجاورة لكما.
أمير: أهلا و مرحب بكِ.
كمال: بالمناسبة لا اراكِ تتناولين الإفطار.
أمير: بالفعل فهي دائماً ما تهمل صحتها بهذا الشكل.
نيهان: لا يكنني تناول الطعام أكثر من ذلك شكراً لكنا على اهتمامكما.
كمال: اذاً فلتنتقلي اليوم.
أمير: حسناً إذاً سأصطحبها.
كمال: اذاً نلتقي في المساء.
أمير: اتفقنا.
ذهب أمير برفقة نيهان الى الفندق ليأخذ أمتعتها ثم اصطحبها الى شقتها الجديدة.
نيهان: هذه الشقة تبدو جميلة جداً من الخارج.
أمير: لقد كان يعيش بها كمال و من الداخل مرتبة جداً فهو ذات طراز متفرد و جميل.
نيهان: همم جميل.
أمير: هيا فلتفتحي باب الشقة.
نيهان: حسناً إذاً لندخل، اووه إنها جميلة جداً.
أمير: كما قلتُ لكِ، إنها شقة فريدة من نوعها و لن تجدي أي شقة مماثلة لها.
نيهان: كنتَ محق.
أمير: حسناً إذاً سأتركك لترتاحي الآن.
نيهان: شكراً لك أميؤ لن أنسى معروفك بتاتاً.
أمير: و هل يوجد بين الأصدقاء شكر؟
نيهان: بين الأصدقاء لا يوجد أي شكر أو أي اعتذار.
أمير: هذه هي صديقتي.
خرج أمير قليلاً و فجأة صرخت نيهان بصوتٍ عالٍ..
يتبع..