17

أراد أن يضحي بسعادته من أجل سعادتها، أراد أن يقف بجانبها مهما كان بالنسبة لها، أراد أن يمنح نفسه الاطمئنان بمجرد الوجود بجانبها فوجودها اطمئنان بالنسبة له..

سيخفي حبه لها للأبد لأجل سعادتها فقط، سيحنط مشاعره و عواطفه لأجلها فقط، لن يقبل بتغيير مكانها في قلبه و لا مكانتها..

في شقة كمال كان كمال يحضر مفاجئة لنيهان من أجل أن يعترف لها بمشاعره تجاهها، كان قد زين الشقة بالورود الحمراء و الشموع و وضع لها الكثير من الصور الخاصة بها بعد أن طبعها، كان قد حضر العشاء لها..

بينما كانت نيهان تجلس في غرفتها رنّ جرس باب شقتها، خرجت لتفتح الباب و اذ بعامل التوصيل..

نيهان: تفضل من حضرتك.

عامل التوصيل: انا عامل التوصيل لدى فرع التسويق الالكتروني.

نيهان: لكنني لم أطلب أي شي.

عامل التوصيل: هذا الطرد لكِ فلقد وضع اسمك و عنوانك و رقم الشقة الخاصة بك.

نيهان: حسناً شكراً لك.

عامل التوصيل: لا شكر على واجب هل يمكنكِ التوقيع هنا ( و هو يشير الى ملف الاستلام الخاص بالطرد)..

نيهان: بالطبع، ها قد وقعت.

شكرها عامل التوصيل و ذهب في طريقه بينما تركها واقعة في دهشتها، دخلت الى الشقة و أخذت تنظر الى الطرد، مذقت غلاف الطرد ليظهر صندوق من الكرتون و قد كان أسود اللون، كان صندوق كرتوني فاخر فتحت الصندوق و اذ بفستان أحمر طويل بأكمام منتفخة و شق طويل من الاعلى للاسفل كان فستان مبهر جداً،فلقد انبهرت به نيهان، كانت تنظر للمرآة تارة و تنظر اليه تارة اخرة بعد أن وضعته عليها دون أن ترتديه، ثم ركضت للصندوق لتقرأ الرسالة و تعرف من الذي ارسل مثل هذا الفستان الرائع، فتحت الرسالة و بدأت تقرأ المكتوب..

"نيهان، أتمنى أن تقبلي هديتي، أنا بانتظارك!"
كمال.

ابتسمت نيهان بسعادة و أخذت تعانق الفستان و تدور في أرجاء الغرفة لكثرة سعادتها، كانت متحمسة للقاء كمال بالفستان، ارتدته و سرحت شعرها و ارتدت بعض الاكسسوارات ناعمة الهيكل، و وضعت بعض من المساحيق التجميلية، ثم ارتدت حذائها العالي و وضعت القليل من العطر برائحة المسك الأسود ثم ذهبت متجهة الى شقة كمال..

و قبل أن ترن جرس باب شقة كمال فتح كمال الباب بنفسه ثم قال:
_ لقد شعرتُ بمجيئك، تبدين رائعة..

نيهان بخجل و حياء: شكراً لك هذا من لطفك.

كمال: تفضلي بالدخول..

دخلت نيهان و اذ بذلك المنظر المدهش، فلقد عمل كمال طوال النهار ليبدو المنظر رائع، كانت كل التجهيزات و التحضيرات أكثر من رائعة، كانت تنظر بدهشة بينما كان كمال خلفها قد جثا على ركبته بعد أن أخرج خاتم ناعم كان جميل و أنيق بنفس الوقت، كان خاتم ظريق و هادئ بألماسة ناعمة براقة، ناداها بصوته الهادئ بينما التفتت اليه لتراه يجثو على ركبته وضعت يداها على وجهها تغطيه، كانت مصدومة و سعيدة في آن واحد، كان هناك الكثير من المشاعر المختلطة، كانت تحلق فرحاً و طرباً، كانت نظراته اليها كنظرات المغروم بلا اي ملجأ، كان بريق عيونهم دلالة لرمز حبهم، أكمل كمال قائلاً:

_ نيهان هل يمكنك أن تقبلي البقاء معي دائماً و مشاركتي كل لحظاتي، هل يمكنك مشاركتي لأنفاسي و نبضات قلبي، هل يمكنكِ البقاء لي، لي وحدي؟

كانت نيهان مصدومة و غارقة في آن واحد فكلماته اللطيفة قد أغرقتها، و قد استسلمت لشباك الحب حتى وقعت بها و أغرمت بها أيضاً..

أجابته قائلة: نعم، أقبل بك و بلحظاتك و بأنفاسك و نبضات قلبك، أقبل بك الى اللا نهاية..

ثم مدت يدها اليه و أمسكت بيده لينهض، نهض كمال و ألبسها خاتم حبهما، ثم حضنها و قبّلها..

نيهان: هل أنا بحلم أم ماذا؟

كمال و هو يضحك: إنه الواقع..

نيهان: متفاجئة منك.

كمال: لماذا؟

نيهان: ألا تذكر بأننا لم نكن على وفاق تام أبداً.

كمال: نعم في السابق كان ذلك الآن حاضري و مستقبلي معك وحدك سيكون.

نيهان: أحبك.

كمال: و أنا أعشقك.

نيهان: منذ متى و أنتَ تجهز لكل هذا من أجلي؟

كمال: منذ أول يوم رأيتك به.

نيهان: كفاك مزاح ههه.

كمال: لا على العكس فأنا لا أمزح أبداً لكنني حقاً منذ أن رأيتك و أنا منجذب اليكِ بطريقة غريبة..

نيهان: نفس شعوري..

كمال: لذلك قلوبنا اختارتنا، اختارتنا لنبقى مع بعضنا البعض، انتظريني قليلاً.

نيهان بصدمة: الى اين؟

ذهب كمال و وضع موسيقى هادئة من نوع الرومانس، ثم اقبل اليها و قدم يده اليها عازماً اياها على رقصتهم الأولى كونهم أحباء..

في الطائرة..

كان أمير يجلس في المقعد المخصص به، كانت الوحدة ظاهرة عليه، كان يناظر السماء و الغيوم، كان يحاول جنع الشجاعة و القوة من بعد الارض، كان يريد أن يسكن الصلابة، كان يريد التناسي، لقد حاول طوال تلك الفترة أن يتخطى إلا أنه لم يستطع ذلك، لم يستطع الابتعاد عن نيهان أكثر، لم يستطع أن يتركها لوحدها، لم يتمكن من التقدم، كانت تسكن ذاكرته و ذكراه قلباً و قالباً، لم يتمكن من الابتعاد أكثر..

أراد أن يضحي بسعادته من أجل سعادتها، أراد أن يقف بجانبها مهما كان بالنسبة لها، أراد أن يمنح نفسه الاطمئنان بمجرد الوجود بجانبها فوجودها اطمئنان بالنسبة له..

سيخفي حبه لها للأبد لأجل سعادتها فقط، سيحنط مشاعره و عواطفه لأجلها فقط، لن يقبل بتغيير مكانها في قلبه و لا مكانتها..

في شقة كمال كان كمال يحضر مفاجئة لنيهان من أجل أن يعترف لها بمشاعره تجاهها، كان قد زين الشقة بالورود الحمراء و الشموع و وضع لها الكثير من الصور الخاصة بها بعد أن طبعها، كان قد حضر العشاء لها..

بينما كانت نيهان تجلس في غرفتها رنّ جرس باب شقتها، خرجت لتفتح الباب و اذ بعامل التوصيل..

نيهان: تفضل من حضرتك.

عامل التوصيل: انا عامل التوصيل لدى فرع التسويق الالكتروني.

نيهان: لكنني لم أطلب أي شي.

عامل التوصيل: هذا الطرد لكِ فلقد وضع اسمك و عنوانك و رقم الشقة الخاصة بك.

نيهان: حسناً شكراً لك.

عامل التوصيل: لا شكر على واجب هل يمكنكِ التوقيع هنا ( و هو يشير الى ملف الاستلام الخاص بالطرد)..

نيهان: بالطبع، ها قد وقعت.

شكرها عامل التوصيل و ذهب في طريقه بينما تركها واقعة في دهشتها، دخلت الى الشقة و أخذت تنظر الى الطرد، مذقت غلاف الطرد ليظهر صندوق من الكرتون و قد كان أسود اللون، كان صندوق كرتوني فاخر فتحت الصندوق و اذ بفستان أحمر طويل بأكمام منتفخة و شق طويل من الاعلى للاسفل كان فستان مبهر جداً،فلقد انبهرت به نيهان، كانت تنظر للمرآة تارة و تنظر اليه تارة اخرة بعد أن وضعته عليها دون أن ترتديه، ثم ركضت للصندوق لتقرأ الرسالة و تعرف من الذي ارسل مثل هذا الفستان الرائع، فتحت الرسالة و بدأت تقرأ المكتوب..

"نيهان، أتمنى أن تقبلي هديتي، أنا بانتظارك!"
كمال.

ابتسمت نيهان بسعادة و أخذت تعانق الفستان و تدور في أرجاء الغرفة لكثرة سعادتها، كانت متحمسة للقاء كمال بالفستان، ارتدته و سرحت شعرها و ارتدت بعض الاكسسوارات ناعمة الهيكل، و وضعت بعض من المساحيق التجميلية، ثم ارتدت حذائها العالي و وضعت القليل من العطر برائحة المسك الأسود ثم ذهبت متجهة الى شقة كمال..

و قبل أن ترن جرس باب شقة كمال فتح كمال الباب بنفسه ثم قال:
_ لقد شعرتُ بمجيئك، تبدين رائعة..

نيهان بخجل و حياء: شكراً لك هذا من لطفك.

كمال: تفضلي بالدخول..

دخلت نيهان و اذ بذلك المنظر المدهش، فلقد عمل كمال طوال النهار ليبدو المنظر رائع، كانت كل التجهيزات و التحضيرات أكثر من رائعة، كانت تنظر بدهشة بينما كان كمال خلفها قد جثا على ركبته بعد أن أخرج خاتم ناعم كان جميل و أنيق بنفس الوقت، كان خاتم ظريق و هادئ بألماسة ناعمة براقة، ناداها بصوته الهادئ بينما التفتت اليه لتراه يجثو على ركبته وضعت يداها على وجهها تغطيه، كانت مصدومة و سعيدة في آن واحد، كان هناك الكثير من المشاعر المختلطة، كانت تحلق فرحاً و طرباً، كانت نظراته اليها كنظرات المغروم بلا اي ملجأ، كان بريق عيونهم دلالة لرمز حبهم، أكمل كمال قائلاً:

_ نيهان هل يمكنك أن تقبلي البقاء معي دائماً و مشاركتي كل لحظاتي، هل يمكنك مشاركتي لأنفاسي و نبضات قلبي، هل يمكنكِ البقاء لي، لي وحدي؟

كانت نيهان مصدومة و غارقة في آن واحد فكلماته اللطيفة قد أغرقتها، و قد استسلمت لشباك الحب حتى وقعت بها و أغرمت بها أيضاً..

أجابته قائلة: نعم، أقبل بك و بلحظاتك و بأنفاسك و نبضات قلبك، أقبل بك الى اللا نهاية..

ثم مدت يدها اليه و أمسكت بيده لينهض، نهض كمال و ألبسها خاتم حبهما، ثم حضنها و قبّلها..

نيهان: هل أنا بحلم أم ماذا؟

كمال و هو يضحك: إنه الواقع..

نيهان: متفاجئة منك.

كمال: لماذا؟

نيهان: ألا تذكر بأننا لم نكن على وفاق تام أبداً.

كمال: نعم في السابق كان ذلك الآن حاضري و مستقبلي معك وحدك سيكون.

نيهان: أحبك.

كمال: و أنا أعشقك.

نيهان: منذ متى و أنتَ تجهز لكل هذا من أجلي؟

كمال: منذ أول يوم رأيتك به.

نيهان: كفاك مزاح ههه.

كمال: لا على العكس فأنا لا أمزح أبداً لكنني حقاً منذ أن رأيتك و أنا منجذب اليكِ بطريقة غريبة..

نيهان: نفس شعوري..

كمال: لذلك قلوبنا اختارتنا، اختارتنا لنبقى مع بعضنا البعض، انتظريني قليلاً.

نيهان بصدمة: الى اين؟

ذهب كمال و وضع موسيقى هادئة من نوع الرومانس، ثم اقبل اليها و قدم يده اليها عازماً اياها على رقصتهم الأولى كونهم أحباء..



و بعد ان انتهيا من رقصتهم صعدا الى التراس و كان قد زين المكان كمال سابقاً، استلقيا كل من نيهان و كمال بجانب بعضهما البعض، كانا يناظران النجوم بسعادة، كان كمال يعانق نيهان أثناء الاستلقاء، كانا يناظران السماء المتلئلئة بنجومها، كانا يشعران بالاطمئنان بجانب بعضهما البعض، و كأن موطن السكينة و الأمان قد أزهر و كأن الحياة قد بدأت لتوّها، و كأن الحب قد أنبت للتو و بدأ بغزو العالم..

نيهان: هل حقاً تحبني لهذه الدرجة.

كمال: حبي لك غير محدود.

نيهان: همم.

كمال: هممم ماذا؟ ألا تحبينني يا فتاة..

نيهان: أحبك أكثر منك..

كمال: همم لقد صدقتك..

نيهان: لقد أعجبتُ بك من النظرة الأولى..

كمال: إذاً لماذا لم تعترفي لي؟

نيهان: و هل أنا مجنونة لأعترف لك؟

كمال: نعم مجنونة.

نيهان: لا لم تحذر.

كمال: في المستقبل سنعيش في منزلنا الخاص، و سنبني أحلامنا معاً.

نيهان: و أنت ستعد لي الطعام دائماً.

كمال: ههه لا مشكلة.

بينما كان أمير قد وصل و دخل شقته المشتركة مع كمال ليجد كل الترتيبات التي قام بها كمال، كان قد علم بأنّ كمال قد تقدم لحب طفولته، لقد خسر أمير بصيص الأمل المتبقي في قلبه، كان ينظر لكل الترتيبات بألم موجع، كان يشعر بحزن شديد، كان أمير منهار تماماً، لقد حاول كثيراً ألا يتأثر بكل ما يحدث من مجريات جديدة في حياته الا انه لم يحتمل، طاقة تحمله كانت ضعيفة جداً أمام خسارته الكبيرة..

كان يرى كل الخسائر تمر من أمامه لقد كان الخاسر الوحيد..

دخل الى غرفته بعد مواجهته لكل الخسائر و الهزائم، دخل بعد تجاهل كل ما رآه..

حلّ الصباح و استيقظت نيهان لتجد نفسها نائمة على يد كمال على التراس، رفعت رأسها و إذ بكمال يستيقظ هو الآخر..

نيهان:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي