12

وصل كل من كمال و أمير و الفرقة الثالثة الى المحطة التي كانت بالقرب من سكة القطار الحديدية القديمة و هنا كانت المفاجئة، رأو نيهان مكبلة بأحبال تلتف بها حول شجرة ضخمة بينما كان الخاطف يحادث أحداً ما على هاتفه، أقبلت الشرطة اليه و شكلت حلقة حول الخاطف حيث كانوا قد رفعوا أسلحتهم باتجاهه، بينما ركض كل من أمير و كمال الى نيهان لتحريرها من تلك الأكبال الثخينة..

و بعد أن حرراها كل من كمال و أمير اقتربت نيهان من أمير و حضنته و بدأت تبكي، بينما أمير كان قد بدأ بالتهدية من روعها و خوفها، أما كمال فلقد كان قد اطمأن بعد رؤيتها بخير إلا أنه انزعج بسبب قرب نيهان الشديد من امير..

ابتعد عنها أمير و بدأ يمسح دموعها المنسابة على وجنتيها قائلاً: هل أنتِ بخير نيهان.

نيهان و هي غارقة في دموعها: نعم أنا بخير أريد أن تأخذني من هنا.

أمير: حسناً هيا فلنذهب.

نيهان: فلتنادي كمال من أجل مرافقتنا.

أمير: حسناً لا تقلقي.

ذهب أمير الى جانب كمال و أخبره بأن نيهان قد طلبت الذهاب الى غرفتها لترتاح قليلاً لكن الشرطة أجابت قائلة..

_يجب عليها القدوم معنا من اجل الإدلاء بإفادتها.

كمال: بعد أن ترتاح ستأتي برفقتنا و ستقدم إفادتها لحضراتكم في مخفر الشرطة.

الشرطة: حسناً إذاً لا مشكلة.

و بعد مرور عدة أيام كانت نيهان لا تزال في حالة نفسية صعبة بسبب ما حدث معها و لذلك لم تكن تغادر غرفتها الا أن أمير و كمال لم يتركاها قط و قد أخذوا اذن من الشركة الخاصة بالعميل بعد أن شرحوا الظروف التي مروا بها هنا..

في غرفة نيهان كانت لا تزال في سريرها كالعادة كانت تحاول أن تنام الا أن جميع محاولاتها باتت بالفشل، و ما هي الا دقائق حتى قدم كل من كمال و أمير اليها بعد أن جلبوا لها الكثير من الاطعمة و المقبلات التي تفضلها نيهان.

دخلا غرفتها و جلسا بينما هي كانت لا تزال في قمة يأسها و إحباطها..

جلس كمال يناظرها و هو يقطب حاجباه حيث كان عابساً ثم قال لها: سنعود الى تركيا غداً.

نهضت من سريرها و هي مصدومة و قد توسعت حدقتا عيناها ثم قالت: ماذا، لكننا لم ننهي عملنا هنا.

كمال: و كيف سننهي عملنا و انتِ في هذه الحالة.

نيهان: أنتَ محق ليتني لم آتي معكم لقد أخفقتم بسببي.

أمير: لا تقلقي سنحصل على فرصة ثانية يوماً ما.


و بعد أن رحل كل من أمير و كمال بقيت نيهان لوحدها تشعر بالذنب تجاه كمال و أمير فلقد كانا متشجعان جداً بسبب هذه الفرصة الكبيرة، بينما كان كمال و أمير يجلسان في مقهى الفندق الذي يقيمان به و يتحاوران، كان أمير يضحك و يقول:

_الآن ستشعر نيهان بالذنب و ستصارع نفسها و تعود كما عهدناها سابقاً.

كمال: أتمنى ذلك لأنها انقلبت رأساً على عقب.

أمير: نيهان ستتخطى كل ما حدث معها انا متأكد من ذلك فمنذ الطفولة كانت قوية جداً و لم تكن ترضى بالخسارة و هي تدرك مدى أهمية هذه الفرصة بالنسبة لنا لذلك ستتخطى و ستتحدى و تواجه كل ما مرت به من صعاب.

كمال: نعم إنها تبدو مميزة نوعاً ما.

أمير: إنها مميزة حقاً.


حلّ المساء و كانت نيهان كالعادة في غرفتها تفكر بما حدث كانت تقول لنفسها..

"كيف لي أن أتراجع بعد اقترابي من هدفي لهذا الحد كيف لي أن أستسلم بهذه السهولة و ادمر كل ما عملتُ عليه، كيف لي أن أدمر عمل كل من كمال و أمير و أحطم أحلامهم و أمنياتهم، لا اريد أن أكون أنانية بسبب خوفي و ضعفي أريد أن أكمل عملي و أعود كما كنتُ سابقاً"

خرجت من غرفتها بعدما لملمت شتاتها و بعد أن حانت لحظة النهوض و تحدي كل الهزائم و الانكسارات السابقة و ذهبت باتجاه غرفة أمير..

فتح أمير باب غرفته بعد أن قرعت جرس الباب نيهان و خرج بعد أن توسعت عيناه من إثر صدمته بسبب نجاح خطته، كان بريق عينيه يدل على اعجابه الكبير بها و بتصرفاتها و بقوتها..

أمير: نيهان! أنتِ هنا! لماذا لم تخبريني بأنك تحتاجين لشيء ما، كان يمكنك إخباري مسبقاً حينها كنتُ سآتي اليكِ حالاً.

نيهان: هممم سلمت و شكراً لاهتمامك يا صديق طفولتي العزيز.

أمير: أحقاً هل أنتِ بخير.

نيهان: أنا بخير و في أحسن حال أيضاً لا تقلق.

أمير: إذاً هل من الممكن لصديقة طفولتي الغالية المؤنثة لقلبي أن تخبرني بسبب قدومها.

نيهان: لا تدللني كثير فربما قد أعتاد على هذا الدلال فأصبح مشكلتك الكبرى.

أمير: ههه لا مشكلة يمكنني احتمالك في جميع حالاتك.

نيهان: أحب إخلاصك يا صاح.

أمير: هيا فلتخبريني بسبب قدومك.

نيهان: حسناً أظن بأن علينا إنهاء عملنا قبل العودة الى تركيا.

امير: و ماذا عنكِ.

نيهان: أنا مستعدة للبدء من جديد.

أمير: إذاً سأخبر كمال من أجل عقد اجتماع يجمعنا بالعميل.

نيهان: اتفقنا و انا سأبدأ بالعمل على التصاميم الجديدة.


عادت نيهان الى غرفتها و بدأت بالعمل على التصاميم بينما أمير كان قد أخبر كمال و كانا سعيدين جداً بعودة نيهان الى عهدها السابق.

مرّت الأيام و انتهى عملهم بنجاح و في نهاية العمل كان هناك حفلة ختام، كانت نيهان تحضر نفسها من أجل الحفل، ارتدت فستاناً من الطراز الهندي كان عبارة عن تنورة كلوش واسعة تعلوها سترة قصيرة مزخرفة وردية اللون يتوسطها حبال ربط من الخلف كان الطراز جميل جداً و حديث بنفس الآن.

كان كل من كمال و أمير ينتظران قدوم نيهان في ممر الفندق السفلي..

كمال: لقد تأخرت نيهان.

أمير: لا أدري ما هو سبب تأخرها فهي بالعادة تنتهي من إعداد نفسها قبل أن ننتهي نحن.

قاطعهما صوت كعب نيهان أثناء قدومها اليهم، رفعا رأسيهما و بدأوا يختلسون النظر الى نيهان فلقد كانت تبدو غاية في الجمال، كانت عينيها الخضراوتان ساحرتان بينما كان زيها مناسب جداً حيث كان يليق بها بشكل مفرط.

كان كمال و أمير منشغلان في اختلاس النظر اليها بينما هي كانت متعجبة بهما فلقد وصلت و لم يتفوها بأي حرف سوى النظر اليها.

نظرت اليهم نيهان و قالت لهم: و هل أنا ابدوا سيئة لهذا الحد.

أمير: هاا ماذا لا على العكس.

كمال: تبدين جميلة جداً.

نيهان: همم شكراً شكراً على مجاملتكما و كلامكما اللطيف.


و بعد وصولهم الى الحفل جلسوا على طاولتهم المخصصة بهم، بينما كانت جميع الأنظار على نيهان التي كانت متألقة بشكل كبير في ذلك الحفل، أثناء جلوسهم أقبل العميل و تقدم لنيهان برقصة، قبلت نيهان و قامت بآداء الرقص معه بينما كان كمال ينظر بغضب و غيرة شديدة أما أمير فلم يقاوم ذلك و لذلك ذهب اليهم و أمسك بيد نيهان و بدأ يرقص معها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي