15

كان أمير متفاجئ منها بسبب طلبها نظر اليها بدهشة ثم قال لها:
عصير الرمان! و حامض و حار؟

فوليا: ألم تجرب شرب هذا العصير من قبل؟

أمير: و هل أنا مجنون لأجرب مثل هذه العصائر.

فوليا بطفولة: المجنون هو الذي لم يتذوق لذة هذا العصير من قبل.

أمير: سأجربه الآن لأرى..

ثم طلب من النادل إحضار كأس له أيضاً و ما هي الا عدة دقائق حتى عاد النادل مع طلباتهم..

و بعد مرور اليوم بالكامل، حلّ المساء حيث كانت نيهان تمشي في فناء الفندق، كانت تنتظر  قدوم أمير أما كمال فكان يجري بعض الاتصالات..

و إذ بأمير يدخل من بوابة الفندق، ركضت اليه نيهان، نظرت اليه بغضب بينما كان يتغاضى النظر اليها، أمسكت يده و قالت له:
_منذ متى و أنت تذهب دون توديعي!

أمير: لم أرد أن تتأخرا على موعد طائرتكما..

نيهان: لماذا أشعر بأنك قد تغيرت، لقد تغيرت معي جذراً، لم تكن تتكلم معي بهذا البرود ألا زلت تعتبرني صديقة طفولتك حقاً.

أمير: و من قال ذلك بل على العكس لكنني مرهق و متعب قليلاً.

نيهان: لن أذهب لأي مكان من دونك.

أمير: أنا لدي عمل هنا.

نيهان: إذاً سأبقى معك.

أمير: شركتنا بحاجة اليكِ يا نيهان.

نيهان: لا أهتم.

أمير: حسناً حسناً سأعود لكن سأعود بعد اسبوع و ذلك من أجل اتمام عملي هنا.

نيهان: حسناً لكنك لن تتأخر أكثر من اسبوع!

أمير: حسناً اتفقنا.

نيهان: كان كمال يبحث عنك أيضاً هيا فلنذهب اليه.

أمير: اذهبي انتِ و سألحق بك.

نيهان: حسناً بانتظارك..

ذهب أمير باتجاه غرفته، دخل و أقفل الباب ثم اتجه نجو الحمام، بعد أن اختار ملابسه، و بعد ان انتهى خرج الى غرفة كمال و إذ بنيهان و كمال ينتظرانه في الفناء الخارجي للغرفة، اقترب منه كمال و وضع يده على كتف أمير ثم قال:

_أمير أخبرني هل هناك أي مشكلة؟

أمير قبل أن يجيب بدأ يفكر و يقول مع نفسه: لقد سُلب مني كل شيء و تسألني إن كان هناك أي مشكلة، كيف لك أن تفعل كل هذا، كيف لك أن تجردني من كل ما أملك، لقد ربحت و أنا من خسر...

افاق من شروده ثم قال: لا فقط أريد توثيق علاقتنا بشكل أقوى مع هؤلاء العملاء لأنّ العمل معهم فرصة كبيرة.

كمال: أنت محق لكن ليس على حساب راحتك.

أمير: على العكس فأنا سعيد هنا.

كمال: حسناً إذاً..

مرّت الأيام و عاد كل من نيهان و كمال الى تركيا بينما بقي أمير في الهند لم يرغب بالعودة، كان أمير قد وجد صديقة جديدة كان يرافقها في العمل و خارج العمل، كان يحاول تناسي كل ما حدث، كان يريد أن يعتاد على ألمه دون أن يعاني، كان يريد تجاهل كل ما مضى، بينما كانت نيهان دائماً ما ترسل اليه و تفكر به إلا أنه ابتعد عنها كثيراً، لم يعد ذلك الصديق الذي يرافقها كما كان في السابق، كانت نيهان تشعر بفراغ كبير بسبب غياب أمير، بينما كان كمال يحاول ترميم ذلك الفراغ..

كان كمال يكتشف حبه لنيهان الذي كان يكبر أكثر فأكثر، كانا قد تقربا كثيراً من بعضهما البعض..

"تعلق القلبان و بدأ الوصال، و بات الحب يزهر في كل الأرجاء"

كان كمال قد قرر بأن يعترف لها و يتقدم لها إلا أنه كان متردد كثيراً، فهو لم يجرب مثل هذا الشعور سابقاً، بينما كانت نيهان متشوقة لتلك اللحظة..

في الشركة:

دخل كمال الى مكتبه حيث كان بنتظر قدوم نيهان، و ما هي الا دقائق حتى وصلت نيهان حيث كانت قد طلبت القهوة من أجلها و من أجل كمال..

نيهان: ها قد أتيت و أحضرتُ القهوة معي.

كمال: هممم شكراً لكِ.

نيهان: هيا فلنحتسي القهوة.

كمال: ما رأيك بأن نحتسيها أثناء المشي.

نيهان: ا و ه برأيي سيكون احتساء القهوة أثناء المشي ألذ بكثير.

كمال: لقد أصبحتِ تشربين القهوة دائماً معي.

نيهان: نعم لكن ضمن شروطي الخاصة.

كمال: و كيف ذلك؟

نيهان: ألم ترى أنني لم أسمح لك بشرب القهوة سوى بعد الافطار و ذلك من أجلك.

كمال: هممم فهمت.

نيهان: هيا فلنمشي إذاً.

_كان أمير يجلس في نفس المكان الذي التقى  فوليا به لأول مرة، كان يودع المكان برمته، كان يودع التلال و الجبال، ضفة النهر و الأشجار، كان يودع الزهور النادرة، لم يبقى أي شيء ليخسره فلقد خسر أمنيته التي ستبقى مجرد أمنية و إن حققت فلن تتحقق سوى بالأحلام، فها قد اختارت نيهان شريكها الذي امتلكه قلبها، قرر العودة الى تركيا لإكمال مسيرته المهنية، قرر أن يبقى مجرد صديق طفولة دون أي تقرب أكثر، بل قرر الوقوف الى جانبها حتى و لو كانت في أي موقف..

ذهب أمير باتجاه غرفته، دخل و أقفل الباب ثم اتجه نجو الحمام، بعد أن اختار ملابسه، و بعد ان انتهى خرج الى غرفة كمال و إذ بنيهان و كمال ينتظرانه في الفناء الخارجي للغرفة، اقترب منه كمال و وضع يده على كتف أمير ثم قال:

_أمير أخبرني هل هناك أي مشكلة؟

أمير قبل أن يجيب بدأ يفكر و يقول مع نفسه: لقد سُلب مني كل شيء و تسألني إن كان هناك أي مشكلة، كيف لك أن تفعل كل هذا، كيف لك أن تجردني من كل ما أملك، لقد ربحت و أنا من خسر...

افاق من شروده ثم قال: لا فقط أريد توثيق علاقتنا بشكل أقوى مع هؤلاء العملاء لأنّ العمل معهم فرصة كبيرة.

كمال: أنت محق لكن ليس على حساب راحتك.

أمير: على العكس فأنا سعيد هنا.

كمال: حسناً إذاً..

مرّت الأيام و عاد كل من نيهان و كمال الى تركيا بينما بقي أمير في الهند لم يرغب بالعودة، كان أمير قد وجد صديقة جديدة كان يرافقها في العمل و خارج العمل، كان يحاول تناسي كل ما حدث، كان يريد أن يعتاد على ألمه دون أن يعاني، كان يريد تجاهل كل ما مضى، بينما كانت نيهان دائماً ما ترسل اليه و تفكر به إلا أنه ابتعد عنها كثيراً، لم يعد ذلك الصديق الذي يرافقها كما كان في السابق، كانت نيهان تشعر بفراغ كبير بسبب غياب أمير، بينما كان كمال يحاول ترميم ذلك الفراغ..

كان كمال يكتشف حبه لنيهان الذي كان يكبر أكثر فأكثر، كانا قد تقربا كثيراً من بعضهما البعض..

"تعلق القلبان و بدأ الوصال، و بات الحب يزهر في كل الأرجاء"

كان كمال قد قرر بأن يعترف لها و يتقدم لها إلا أنه كان متردد كثيراً، فهو لم يجرب مثل هذا الشعور سابقاً، بينما كانت نيهان متشوقة لتلك اللحظة..

في الشركة:

دخل كمال الى مكتبه حيث كان بنتظر قدوم نيهان، و ما هي الا دقائق حتى وصلت نيهان حيث كانت قد طلبت القهوة من أجلها و من أجل كمال..

نيهان: ها قد أتيت و أحضرتُ القهوة معي.

كمال: هممم شكراً لكِ.

نيهان: هيا فلنحتسي القهوة.

كمال: ما رأيك بأن نحتسيها أثناء المشي.

نيهان: ا و ه برأيي سيكون احتساء القهوة أثناء المشي ألذ بكثير.

كمال: لقد أصبحتِ تشربين القهوة دائماً معي.

نيهان: نعم لكن ضمن شروطي الخاصة.

كمال: و كيف ذلك؟

نيهان: ألم ترى أنني لم أسمح لك بشرب القهوة سوى بعد الافطار و ذلك من أجلك.

كمال: هممم فهمت.

نيهان: هيا فلنمشي إذاً.

_كان أمير يجلس في نفس المكان الذي التقى  فوليا به لأول مرة، كان يودع المكان برمته، كان يودع التلال و الجبال، ضفة النهر و الأشجار، كان يودع الزهور النادرة، لم يبقى أي شيء ليخسره فلقد خسر أمنيته التي ستبقى مجرد أمنية و إن حققت فلن تتحقق سوى بالأحلام، فها قد اختارت نيهان شريكها الذي امتلكه قلبها، قرر العودة الى تركيا لإكمال مسيرته المهنية، قرر أن يبقى مجرد صديق طفولة دون أي تقرب أكثر، بل قرر الوقوف الى جانبها حتى و لو كانت في أي موقف..

تفاجئ بمجيء فوليا، جلست بجانبه بعد أن بادلته السلام..

فوليا: ستعود غداً الى تركيا أليس كذلك.

أمير: نعم، لقد كانت فرصة سعيدة بتعرفي عليكِ.

فوليا: هذا من لطفك.

أمير: ما أدراكِ ربما نلتقي في عمل واحد قريباً.

فوليا: حدثي يخبرني بذلك أيضاً.

أمير: ههه نحن متشابهان قليلاً.

فوليا: و هذا ما ظننته، سررتُ بمعرفتك حقاً يا أمير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي