10

بنفس الوقت كان كل من أمير و كمال ينتظران قدوم نيهان و ذلك من أجل المضي قدماً في رحلتهم، انتظرا طويلاً إلا أنّ نيهان لم تقبل بعد مما جعل كل من كمال و أمير قلقان عليها لذلك ذهبا الى جانب الحمامات الخاصة بالسيدات و بدأا يسألان المارة عن نيهان، دام انتظارهم طويلاً و لم يجدوا نيهان و الذي أوقعهما في دائرة الخوف و الشك هو عدم رؤية أي أحد لنيهان مما جعل أمير الركض الى داخل حمامات السيدات بعد ان استأذن من المسؤولات بينما كان كمال يتكلم مع المسؤولون المخصصون للسوق، كان أمير قلق بشكل غير طبيعي على نيهان لحق بكمال ليسأل و يستفسر أكثر.

كان كمال يحاور الشرطة و المسؤولون قائلاً:
لقد دخلت الى الحمامات و كنا ننتظرها لكنها قد اختفت من هنا بتاتاً و أنا قد أكدتُ لكم سابقاً أننا زوار و لا تعرف المناطق هنا.

أمير: الا يوجد كميرات هنا في هذا المبنى.

المسؤولون: بالطبع يوجد.

كمال: إذاً أرجو اصطحابنا الى غرفة المراقبة.

أمير: أرجوك لا يوجد وقت فلنسرع قليلاً.

ذهب كل من أمير و كمال برفقة المسؤولون و الشرطة الى غرفة المراقبة..

الموظف: هذه التسجيلات تابعة لموقع الحمام الخاص بالسيدات، هذه التسجيلات من ساعتان على التمام.

كمال: هل يمكنك تسريع التسجيلات قليلاً.

الموظف: بالطبع، هاقد سرعت المرور الزمني للتسجيلات الآن.

أمير: انظروا ها هي نيهان دخلت الى هنا.

كمال: هل يمكن أن توقف الكاميرا هنا.

الموظف: بالطبع.

ثم أوقف الموظف التسجيل و بدأ كل من كمال و أمير بالتدقيق في الصورة ليقاطع تدقيقهم أمير قائلاً..

أمير: انظر كأن المرأة هذه غريبة قليلاً، لماذا تغطي وجهها بهذا الشكل.

كمال: فلنكمل المرور الزمني للتسجيل أرجوك.

الموظف: حسناً.

بدأوا يراقبون لحظة دخول نيهان الى الحمام الخاص بالسيدات، بدأ كمال يدقق بالمرأة التي تقف خلف نيهان، بدا في التسجيل أن نيهان عند ما دخلت أغلقت الباب دون أن تنظر للمرأة التي خلفها فأخرحت المرأة يدها لتمسك بمقبض الباب و تدخل هنا صاح كمال بصوت مرتفع قائلاً:

_أوقف التسجيل هنا.

أوقف الموظف التسجيل و بدأ يتمعن كل من كمال و أمير في يد المرأة في لحظة امساكها لقبضة الباب و هنا توسعت عيناهما ليصرخ أمير بصوت مرتفع قائلاً:

_إنه رجل و ليس امرأة.

كمال: أرسلو الشرطة لإحاطة مركز التسوق بالكامل لعلنا نجد نيهان.

أمير: لنتابع ما حدث بعد ذلك، أنا قلق على نيهان ليتني لم أتركها لوحدها.

كمال: لا تقلق سنجدها.

أمير: أتمنى ذلك.

أكمل كل من كمال و أمير مشاهدة التسجيل بالكامل إلا أنهما بقيا ينتظران لحظة خروج نيهان و الذي فاجئهما أكثر هو أن نيهان لم تخرج أبداً من ذلك الحمام، كان كمال مشوش جداً، بدأ يحادث المسؤولون قائلاً..

كمال: هل يوجد ممر آخر للعبور الى الخارج من داخل الحمامات.

المسؤول: لا يوجد أي مخرج.

أمير: إذاً كيف لها بعدم الخروج و دخلت للحمام بنفسي و بحثت كثيراً أنني لم أجد نيهان بتاتاً.

كمال: أنا متأكد من وجود ممر سري علينا البحث.

أمير: لن أنتظر أي من المسؤولين، لأنهم يأخذون الأمر دون جدية نهائياً.

المسؤول: نعتذر عما حدث معكما إلا أننا سنصب كل جهدنا على البحث عن صديقتكما.

ركض كل من المسؤولون و الموظفون خلف كمال و أمير الذان كانا يتجهان نحو الحمام الخاص بالسيدات، دخل كمال بعد أن أخلوا المكان( الحمامات الخاصة بالسيدات)، و بدأ في البحث عن أي منفذ أو مخرج سري موجود، كان أمير غاضب بشكل كبير بدأ يصب غضبه على ضرب الجدران بكفه حتى سال دمه، أما كمال فكان يبحث و يفكر بحكمة ليجد أي مخرج أو منفذ.

كان أمير يبكي تارة و يصرخ تارة أخرى و يضرب يده في الجدار، كان يصرخ و يقول:
_كيف سأجدها الآن، كل هذا بسبب إهمالي كان يجب أن أرافقها.

ليقاطعه كمال و هو يصرخ قائلاً:
_ انظرو لقد وجدتُ مخرج لكنه لا يوصلنا للخارج بل يوصلنا الى مستودع في الأسفل.

الموظفون: كيف ذلك طوال هذه السنين نعمل هنا و لم نعلم بأي مخرج هنا.

كمال: هيا تعالو لأريكم.

ذهب الجميع خلف كمال ليرى مكان المخرج السري، كان المخرج موجود في حمام خاص للمعاقين حيث كان عبارة عن درج مغطى بأرضية الغرفة الكريستالية، رفع كمال قطعة من الأرضية ليشاهد الجميع الدرج الخشبي الموجود في الأسفل نزل كمال أولاً بعد أن أعطاه الشرطي مسدس للحماية و نزل خلفه أمير حالاً ثم لحق بهم جميع طاقم الشرطة.

بدأ يصرخ كمال قائلاً: الشرطة هنا هيا فلتخرج.

أمير: نيهان هل تسمعينني.

طاقم الشرطة: شرطة مومباي للإنقاذ هنا هيا فلتخرج و لتسلم نفسك.


بدأوا يسمعون صوت من بعيد، اقترب كمال باتجاه الصوت، ليجد الكثير من النساء المقيدين في الأسفل، كانت جميع النساء مقيدة بحبال ثخينة و موضوع على أفواهها لاصق عريض لمنعهن من الصراخ و الكلام، ركضت الشرطة لتحرر جميع النساء بينما كان كل من أمير و كمال يبحثان عن نيهان من بين جميع النساء و الفتيات الموجودات.

كمال: لا أجد نيهان هنا يا أمير.

أمير: أين هي أنا قلق عليها جداً.

بعد أن فكّ الشرطي وثاق مرأة من النساء المقيدات اقترب كمال و بدأ يسألها قائلاً:

كمال: من الذي اختطفكن؟

المرأة: إنه شخص مختل يخطف النساء و يعذبهن ثم يعرضهن للبيع خارج الهند.

أمير: هناك فتاة اختطفها اليوم هل جلبها اليكن؟

المرأة: نعم و لقد أخذها ليعرضها على التاجر و سمعته يحادث التاجر هلى الهاتف قائلاً:

_هذه بضائع مختلفة تماماً إنها أجنبية عن هنا و مميزة جداً.

كمال: الوغد سأقتله بيدي.

أمير بغضب: و هل تعلمين مكان ذلك التاجر.

المرأة: كان يقول له بأنه سيقابل ذلك التاجر عند سكة القطار القديمة.

الشرطة: إذاً فلتذهب الفرقة الاولى الى المحطة و الفرقة الثانية ستهتم بالنساء المقيدات.

ذهب كل من كمال و أمير برفقة الفرقة الاولى راجيان أن يجدا نيهان سالمة.


بينما كانت ليلى لا تزال تنتظر والدة الطفلة سوزان، حيث قد عادت من السوق و جلبت الكثير من الحاجات و اللوازم من أجل والدة سوزان، و بعد انتظار طويل قد دام وصلت و أخيراً والدة الطفلة الصغيرة سوزان، دخلت والدة سوزان كانت تبدو مرهقة جداً كانت ترتدي ملابس بالية و مهترئة..

والدة الطفلة سوزان: مرحباً.

ليلى: أهلاً بك.

والدة الطفلة سوزان: كيف يمكنني مساعدتك يا سيدة.

نظرت ليلى الى الطفلة سوزان و أعطتها دمية جديدة و هي تقول لها: اذهبي عزيزتي للغرفة الاخرى و العبي مع دميتك الجديدة.

الطفلة سوزان: شكراً لكِ يا خالة ليلى.

و بعد أن ذهبت الطفلة الى الغرفة الأخرى جلست ليلى و طلبت من والدة سوزان أن تجلس ثم بدأت بافتتاح الحديث قائلة لها:

_أنا ليلى كنتُ في الحديقة و وجدت ابنتك مغمى عليها و لذلك أسعفتها.

والدة الطفلة سوزان: ماذا كيف حدث ذلك.

ليلى: لا تقلقي هي بخير لكن الطبيب أهبرني بأن السبب في اغمائها هو سوء التغذية و قلة الفيتامينات.


بدأت تبكي والدة الطفلة الصغيرة سوزان و هي تقول:

_حاولتُ كثيراً أن أعمل لأجلها و لأجل الاعتناء بها الا أنني أم فاشلة.

ليلى: لا تلومي نفسك فهذا ليس خطأك و انتِ لم تقصري معها بتاتاً.

والدة الطفلة سوزان: أعتذر منكِ أرجوك لا تؤاخذيني لقد عذبتك مع ابنتي، لن أنسى معروفك على الإطلاق، شكراً لك.

ليلى: لا تشكريني هذا واجبي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي