الفصل 1 الجزء الأول النهاية و البداية

في عام 2138 م ظهر مصطلح: DMMO-RPG.
وهذا المصطلح اختصار لعبارة "ألعاب تقمص الأدوار متعددة اللاعبين".
ويتم لعب هذه الألعاب من خلال توصيل وحدة تحكم مخصصة بالدماغ عبر واجهة نانوية
عصبية - وهي شبكة حواسيب متناهية الصغر داخل الدماغ، قد تم إنشائها من اندماج تكنولوجيا الإنترنت و النانو.

سمحت للاعبين بالدخول إلى عالم افتراضي وتجربته كما لو أنه واقع حقيقي.
ومن بين عدد لا يحصى من العاب الـDMMO-RPG التي غمرت السوق، وقفت واحدة فوق الآخرين:
يغدراسيل.
تم تطوير هذه اللعبة بدقة وإصدارها منذ 12عام، في عام 2126.
وبالمقارنة مع العاب الـDMMO-RPG الأخرى في ذلك الوقت، فقد اشتهرت يغدراسيل بـ"حرية اللاعبين"

فقد امتلكت اللعبة أكثرمن ألفي فئة أساسية ومتقدمة.
ولكل فئة خمسة عشر مستوى كحد أقصى، ومن أجل الوصول إلى الحد الأقصى للمستوى العام البالغ 100، فسيحتاج المرء إلى سبع فئات مختلفة على الأقل. ومع ذلك بإمكان اللاعبين أن يختاروا العديد من الفئات كما يريدون طالما أنهم استوفوا المتطلبات الأساسية لكل فئة. ويمكن للاعب حتى أن يختار مائة فئة لكن ستظل كل فئة في المستوى الأول،
وعلى الرغم من أنذلك ليس فعالا للغاية، الا انه بهذا الشكل وهذا النظام سيكون من المستحيل عمليا صنع شخصيات متطابقة ما لم يكن هناك من يحاول عمداً أن يفعل ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرء استخدام أدوات إنشاء متنوعة (تُباع بشكل منفصل) لتخصيص الدروع والأسلحة والمظهر وإعدادات الشكل الأخرى بشكل كامل.
وبالإضافة الى مكان واسع ينتظر اللاعبين. فهناك تسعة عوالم في المجموع: اسغارد، ألفاهايم، فاناهام، نيدافيلر، ميدجارد، جوتونهايم، نيفيلهايم، هيلهايم، موسبيلهايم.

فلقد تفاخرت بعالم هائل، وفئات عديدة، وحرية تخصيص المظهر.
وأشعلت هذه الميزات الروح الإبداعية داخل اللاعبين اليابانيين، وأثارت ما عرف فيما بعد بثورة المظهر. لدرجة أنه كلما تم ذكر كلمة "DMMO-RPG" في اليابان، فسيفكر المستمعون على الفور في يغدراسيل.
-ومع ذلك كل هذه الأشياء من الماضي الآن.

...

في وسط غرفة، فيها طاولة عملاقة منحوتة من الحجر الأسود اللامع محاطة بواحد وأربعين مقعد فاخر.
ومع ذلك معظم تلك المقاعد فارغة.
فذات مرة، تم ملئ كل تلك المقاعد، ولكن الآن جلس شخصان فقط.

أحد الجالسين يرتدي رداء أكاديميا أسودا رائقا، حوافه باللون البنفسجي والذهبي. وياقة بدت مبهرجة بشكل مفرط، لكنها ناسبت تصميم الرداء بطريقة ما.
ومع ذلك، فالرأس فوق تلك الياقة مجرد جمجمة عارية. توهجت نقطتان من الضوء الأحمر الداكن في تجويفي العينان، وخلف تلك الجمجمة توهجت هالة من الضوء الأسود.
والوجود في المقعد الآخر لم يكن بشريا أيضا، بل مجرد كتلة من مادة لزجة سوداء. تأرجح سطحه الذي يشبه القطران وتلوى باستمرار، ولم يبقى على نفس البنية لأكثر من ثانية.

الأول هو أوفرلورد - وهو الأعلى مرتبة بين الكائنات السحرية التي تحولت للاموتي من أجل تعلم أقوى التعاويذ. والأخر هو زعيم المستنقع الأسود، الذي يتباهى بأقوى قدرة تآكل من بين جميع أنواع السلايم.
قد يواجه المرء هذه الوحوش في أصعب الزنزانات. فبإمكان ال أوفرلورد استخدام تعاويذ قوية من أعلى مستويات السحر، بينما زعماء المستنقع الأسود مرعبون لقدرتهم على تحطيم الأسلحة والدروع.

ومع ذلك، لم يكونوا وحوشا في اللعبة، بل كانوا لاعبين.
ففي يغدراسيل، يمكن للاعبين اختيار عرق شخصياتهم من ثلاث مجموعات كبيرة وهم؛ أشباه البشر، وانصاف البشر ومغاير الجنس.

فأشباه البشر هو النوع السائد بين اللاعبين الأساسيين ويتألف من البشر والأقزام والإلف الخشبي وما شابه. ويميل أنصاف البشر إلى أن يكونوا قبيحين، لكنهم يمتلكون سمات متفوقة على أشباه البشر. وأمثلة من أنصاف البشر هم، الغوبلين، المسوخ، الغيلان، وما إلى ذلك. أخيراً، تتمتع الأعراق مغايرة الجنس بقدرات هائلة، ولكن على الرغم من أن إحصائياتهم أعلى عموماً من الأعراق الأخرى، إلا أنهم يمتلكون أيضا عيوبا مختلفة. فهناك حوالي سبعمائة عرق مكن الاختيار من بينهم، بما في ذلك الإصدارات المتقدمة منهم.

وبطبيعة الحال،فـ أوفرلورد وزعيم المستنقع الأسود من بين الاعراق مغايرة الجنس عالية المستوى التي يمكن للاعبين الاختيار بينهم.
الأوفرلورد - الذي يتحدث في الوقت الراهن - لم يحرك فمه. وذلك لأنه حتى أكثر
الـDMMO-RPGs تقدماً في هذا الوقت لم تكن قادرة على التغلب على العقبة التكنولوجية المتمثلة في نمذجة التغييرات بشكل صحيح على وجه الشخصية للاستجابة للعواطف والكلام.

"لقد مرت فترة طويلة بالفعل، يا هيرو هيرو سان. وعلى الرغم من أن هذا هو اليوم الأخير لـ يغدراسيل، إلا أنني لم أتوقع أن تحضر."
" بالفعل، يا مومونغا سان."

تحدث الاثنان بأصوات رجال بالغين، ولكن بالمقارنة مع صوت الأول، فإن كلمات الأخير افتقرت إلى القوة، أو ربما يمكن القول إن كلماته تفتقر إلى الطاقة.

"لقد توقفت عن الاتصال بالإنترنت بعد أن غيرت وظيفتك في الحياة الواقعية، منذ متى حدث ذلك... منذ عامين تقريبا؟"
"آه-تقريبا - واه، لقد مضى وقت طويل... هذا سيء. لقد كنت أقوم بالكثير من العمل الإضافي مؤخراً لدرجة أن إحساسي بالوقت بدأ يصبح غريبا."
"إن هذا أمر سيء حقا، أليس كذلك؟ أانت بخير؟"
"جسدي؟ حسنا، إنه فوضوي. ولم أضطر إلى رؤية الطبيب بعد، لكنني على وشك الوصول إلى تلك المرحلة، فإنه أمر سيء حقا. ففي كثير من الأحيان، أشعر أنني أريد أن أهرب من كل شيء، ولكن بعد ذلك أفكر في كيف أحتاج إلى المال لأعيش ثم أعود إلى العمل كـ عبد يتم جلده."
"ووووه"

خفض الأوفرلورد - مومونغا - رأسه في إيماءة.
"إن هذا مريع."
كما لو أنه يتابع تعليق مومونغا، قدم هيرو هيرو ردا كئيبا، وكلماته مرتبطة بواقع لا يمكن تصوره.
تحدث الاثنان بصوت عال عن الحماقات التي واجهوها في حياتهم العملية.

المرؤوسين الذين لم يعرفوا كيفية الإبلاغ والتواصل ومناقشة الأشياء، وجداول البيانات التي تغيرت يوماً بعد يوم، وتوبيخ رؤسائهم لعدم تلبية مؤشرات الأداء الرئيسية المختلفة، والعمل لوقت متأخر كل يوم حتى لا يتمكنوا من العودة إلى المنزل، واكتساب الوزن بسبب أنماط حياتهم غير المنتظمة، والكميات المتزايدة من الأدوية التي عليهم تناولها كل يوم.
انفجرت شكاوى هيرو هيرو كالسد تم فتحه، وأنصت له مومونغا.

إن الكثير من الناس يكرهون مناقشة الواقع في العالم الافتراضي. ومن الطبيعي إلى حد ما ألا يرغب الأشخاص في التحدث عن حياتهم في لعبة.
ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لهما.

فالنقابة التي ينتمون إليها - مجموعة أسسها وأدارها اللاعبون. آينز أوول غوون - لديها شرطان يجب على كل عضو من أعضاء النقابة تحقيقهما. فالأول هو أن كل فرد يجب أن يكون عضو عامل في المجتمع. والآخر هو أن يكونوا ممن اختاروا شخصيات مغايرة الجنس.
وبسبب هذه القواعد، غالباً ما تدور المواضيع التي ناقشوها حول وظائفهم في العالم الحقيقي. وسيجيب أي عضو في النقابة عن هذه الأسئلة، وعلى هذا النحو، يمكن اعتبار المحادثة بين الاثنين محادثة نموذجية للنقابة.

وبعد حوالي عشر دقائق، تضائل سيل الكلمات المتدفقة من هيرو هيرو.

"أنا آسف لجعلك تستمع إلى تذمري. فلا أستطيع أن اتوقف عن الشكوى كثيراً من الحياة الواقعية."
بدا أن المكان المقابل لرأس هيرو هيرو يتأرجح، كما لو أنه ينحني في اعتذار. فأجاب مومونغا:
"لا تقلق بشأن هذا، يا هيرو هيرو سان. فلقد جعلتك تتصل بالإنترنت على الرغم من أنك مشغول، لذا فإن الاستماع إلى شكواك أمر متوقع. لذا سأستمع إليك، بغض النظر عن المقدار الذي تريد أن تتذمره."

ثم بدا أن هيرو هيرو قد استعاد بعضا من طاقته القديمة، وبضحكة أكثر نشاطاً إلى حد ما، أجاب:
"آه، أنا ممتن لذلك، يا مومونغا سان. أنا سعيد لأنني تمكنت من مقالة صديق بعد تسجيل الدخول."
"أنا سعيد جدا لسماعك تقول ذلك أيضا."
"٠٠٠ على الرغم من أن الوقت قد حان لتسجيل الخروج."
ثم اهتزت مجسات هيرو هيرو في الهواء، كما لو أنه يشغل شيء ما. وفي الواقع، كان يفتح قائمة طعام.
"أنت على حق، فلقد تأخر الوقت ..."
"أنا آسف على هذا، يا مومونغا سان."

تنهد مومونغا بلطف، كما لو أنه لا يريد أن يشعر هيروهيرو بالندم الذي في قلبه.
"حسنا، إذا لو الأمر هكذا، فهذا عار... فالوقت يمر بسرعة كبيرة عندما تستمتع."
"لقد أردت حقا البقاء معك حتى النهاية، لكنني على وشك النوم."
"آه - حسنا، يبدو أنك متعب جدا. لذا يجب عليك تسجيل الخروج قريتا وأخذ قسط جيد من الراحة."
"أنا آسف حقا... يا مومونغا سان. بالمناسبة، يا زعيم النقابة. إلى متى تخطط للبقاء هنا؟"
"أنوي الاستمرار حتى يتم تسجيل خروجي تلقائياً بمجرد إغلاق الخوادم. ولازال هناك وقت، فربما يأتي شخص ما."
"همم... لكن، لم أتوقع حقاً أن يتم الحفاظ على هذا المكان بهذا الشكل الجيد."

في هذه اللحظة، شعر مومونغا بالامتنان لأنه ليس لديه طريقة لإظهار تعابيره. فإذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن يرى هيرو هيرو وجهه يتلوى. فحتى في هذه اللحظة، خان صوته شعوره حقا، لذلك ظل مومونغا هادئا، من أجل قمع المشاعر التي تتصاعد داخله.

فلقدعمل بجد للحفاظ على النقابة على وجه التحديد لأنه أنشأها مع أشخاص آخرين، لكن سماع هذه الكلمات من أحد أعضاء نقابته أثار مزيج من المشاعر المعقدة في قلبه. ومع ذلك، فقد تبددت هذه المشاعر كالضباب مع استمرار حديث هيرو هيرو.
"مومونغا سان، يجب أن تحافظ على استمرار النقابة كزعيم لها حتى نتمكن من العودة إليها لاحقا. وشكراً جزيلاً."

"لقد بنينا النقابة جميعا معا، لذا فإن وظيفتي بصفتي زعيم النقابة هي الحفاظ على سير الأمورحتى يتمكن الأعضاء من العودة في أي وقت."
"نعم. فلقد استمتعنا باللعبة لأنك زعيم نقابتنا، يا مومونغا سان...آمل أنه عندما نلتقي مرة
أخرى، أن يكون لقائنا في يغدراسيل 2."
"لم أسمع أي شيء عن نسخة جديدة... ولكن كما قلت، فسأكون سعيدا إذا استطعنا أن
نلتقي بهذه الطريقة."
"سوف أتطلع إلى لقائنا! أواجه مشكلة في البقاء مستيقظا... أعتقد أنني سأخرج أولا. أنا
سعيد لأنني تمكنت من مقابلتك في النهاية. تصبح على خير."

آراد مومونغا أن يقول شيئا، لكنه تردد للحظة، ثم قال:
"أنا سعيد جداً بلقائك أيضا. وتصبح على خير."
ظهرت ابتسامة بالقرب من رأس هيرو هيرو. نظراً لأن الشخصيات في يغدراسيل لم تستطع التعبير عن المشاعر من خلال تعابير وجوههم، فقد استخدموا الرموز (إموجي مثل ل).
ثم ضغط مومونغا على واجهته وظهرت ابتسامة مماثلة.
وكلمات هيرو هيرو الأخيرة هي، "دعنا نلتقي مرة أخرى في مكان ما."

- وهكذا، اختفى آخر أعضاء النقابة الثلاثة الذين دخلوا على الإنترنت الليلة.
عم الصمت مرة أخرى - بد الأمر كمالو لم يكنهناك ي شخص منذ البداية. ولم يتركوا أي شيء ورائهم.
ثم نظر مومونغا إلى المكان الذي كان يجلس فيه هيرو هيرو، وتمتم بالكلمات التي أراد أن يقولها.
"اليوم هو اليوم الأخير من اللعبة، أعلم أنك متعب، لكن لن تتاح لنا فرصة كهذه مرة أخرى، فلماذا لا نبقى معا حتى النهاية"

بالطبع، لم يكن هناك رد، لأن هيرو هيرو قد عاد بالفعل إلى الواقع.
"هااه."
خرج تنهد مومونغا من أعماق قلبه.
في النهاية، من الأفضل أنه لم يقل هذه الكلمات.

فخلال المحادثة القصيرة، تمكن بالفعل من أن يرى كم هوهيرو هيرو متعب من صوته فقط. ومع ذلك، على الرغم من التعب، فهيرو هيرو رد على رسالته التي أرسلها، وقام بتسجيل الدخول في اليوم الأخير من يغدراسيل قبل إغلاقها. لذا ينبغي أن يكون ممتن بما فيه الكفاية. إن مطالبته بالبقاء في مكانه لن تكون مجرد استغلال من جهته، بل ببساطة سيسبب له مشاكل كثيرة.

حدق مومونغا في المقعد الذي كان هيرو هيرو يجلس عليه حتى الآن، ثم استدار لينظر إلى المقاعد التسعة والثلاثين الأخرى. فتلك هي الأماكن التي جلس فيها رفاقه القدامى. بعد جولة حول الطاولة، أعاد مومونغا عينيه إلى مكان هيرو هيرو.
"دعنا نلتقي مرة أخرى في مكان ما... هاه."
دعنا نلتقي مرة أخرى في مكان ما.
دعنا نلتقي مرة أخرى.
لقد سمع هذه الكلمات عدة مرات منقبل، لكنها لم تتحقق أبداً.

لم يعد أحد إلى يغدراسيل.
"متى وأين نلتقي مرة أخرى."
اهتزت أكتاف مومونغا بعنف، وانفجرت الكلمات التي لم يعد يستطع كبح جماحها:
"-هل تمزحون معي؟"
ضرب الطاولة وهو يصرخ.

سجل نظام يغدراسيل هذا الإجراء على أنه هجوم، وبدأ الحسابات المعقدة لقوة هجوم مومونغا الخام ضد القوة الدفاعية للطاولة لتحديد الإجمالي النهائي للضرر الذي حدث. في النهاية، أطلقت المنطقة التي ضربها مومونغا رقم بسيط [0].

"إن هذا هو ضريح نازاريك العظيم الذي بنيناه معاً! فكيف يمكنكم أن تتخلوا عنه بهذه الطريقة!؟"
بعد أن صرخ بالكلمات التي في قلبه، لم يتبقى سوى الفراغ.

لا، هذه ليست الحقيقة. لم يتخلوا عنه باستخفاف. لقد قاموا ببساطة بالاختيار بين الواقع
والخيال. لم يخن أي منهم النقابة. لذا يجب أن يكون كل من اتخذ هذا الخيار قد شعر بالألم..."

تمتم مومونغا كما لو إنه يحاول إقناع نفسه، ثم وقف. سار نحو الحائط، حيث تم الاحتفاظ بعصا سحرية مزينة بشكل متقن.
التفت سبعة ثعابين حول جسم العصا، والتي تشبه كريكيون الذي يحمله هرمس. فتحت أفواه الثعابين وفي كل فم جوهرة من لون مختلف. وتم نحت القبضة بشكل رائع من كريستال يتوهج بالضوء الأزرق.
سيتمكن أي شخص من التعرف على هذه العصا باعتبارها عنصر عالي الجودة للغاية، وهي سلاح فريد لهذه النقابة. يمكن للمرء أن يطلق عليه رمز آينز أوول غوون.
تم الاحتفاظ بهذه العصا، التي ينبغي أن تكون كنز يحتفظ به زعيم النقابة، في هذه الغرفة كديكور.
وذلك لأنه ليس هناك شيءآخر يمثل النقابة غيرها.

فعادتاً ما يتم إخفاء أسلحة النقابة في أماكن آمنة ولا يتم استخدامها بسبب قوتها الهائلة لأنه سيتم تفكيك النقابة إذا تم تدمير سلاح النقابة المرتبط بها. حتى آينز أوول غوون، النقابة التي وقفت فوق قمة يغدراسيل، ليست استثناء.
وهذا هو سبب الاحتفاظ بالسلاح هنا، وعدم لمس مومونغا له مطلقا، على الرغم من حقيقة أنه مصمم خصيصتا ليكمل قدراته.

مد مومونغا يده إلى العصا، لكنه توقف في منتصف الطريق. وهذا لأنه في هذه اللحظة - أدرك أنه في الدقائق القليلة التالية ستغلق يغدراسيل للأبد، وأن الذكريات الرائعة التي صنعها مع رفاقه ستضيع قريبا إلى الأبد، كالدموع في المطر. لقد جعله الارتباك يتردد وهو يكافح من أجل اتخاذ قراره.
كان الجميع يغامرون كل يوم، لغرض وحيد وهوتجميع سلاح النقابة.

في ذلك الوقت، أجروا مسابقات لمعرفة من يمكنه جمع المزيد من المواد الخام بسرعة أكبر، وكانت هناك العديد من الخلافات حول مظهر السلاح. لكن ببطء، بعد أن تم جمع آراء الجميع، بدأ السلاح يتشكل تدريجيا.

كانت تلك الفترة هي عصر آينز اوول غوون الذهبي، الذي صنع كل ذكرياتهم المجيدة.
كانوا يدخلون إلى الإنترنت بعد يوم شاق في العمل، ويتجادل الآخرون مع زوجاتهم لأنهم لعبوا حتى أهملوا عائلتهم، وحتى أن البعض ضحك وقالو إنهم أخذو إجازة من عملهم خصيصا للبقاء في المنزل ولعب اللعبة.
كانت هناك أوقات قضوا فيها أيام كاملة وهم لا يفعلون شيئا سوى التحدث عن أشياء سخيفة للتسلية. وكانت هناك أوقات يخططون فها للمغامرات، وأوقات ذهبوا فيها للبحث عن الكنز. كما قاموا بشن غارات على القواعد الرئيسية لنقابات العدو وفرضوا حصار عليهم. فذات مرة، تعرضوا للهجوم من قبل عدو من المستوى العالمي - وحش زعيم مخفي وقوي للغاية - وكادت النقابة أن تدمر. لكنهم اكتشفوا أيضاً العديد من الموارد التي لم تكن معروفة من قبل، ووضعوا كل أنواع الوحوش في قاعدة نقابتهم من أجل القضاء على أي لاعبين يحاولون غزوها.

ومع ذلك، بقي تسعة منهم حتى اليوم.
من بين الـ41 عضو في النقابة، استقال سبعة وثلاثون منهم. والثلاثة الآخرين مسجلين كأعضاء في النقابة، لكن مومونغا توقف بالفعل عن عد الايام منذ اخر مرة دخلوا فيها إلى اللعبة.
قام مومونغا بفتح وحدة تحكم النظام واتصل بموقع المطور لفحص تصنيفات النقابة الرسمية. فيوجد الآن أقل من 800 نقابة في يغدراسيل. وفي الماضي، كانوا قد احتلوا مرتبة عالية كـ المركز التاسع، لكنهم الآن - اعتبارا من اليوم الأخير من اللعبة - أصبحوا في المركز التاسع والعشرين. في أدنى مستوياتهم، هبطوا إلى المرتبة الثامنة والأربعين.

والسبب في عدم انخفاض ترتيبهم أكثر من ذلك لم يكن بسبب جهود مومونغا، ولكن بسبب العناصر التي تركها رفاقه ورائهم.
يمكن للمرء أن يطلق عليها قذيفة النقابة من بقايا أمجاد الماضي.
-إن هذا الشيء هو تجسيد تلك الأيام.
إن هذه هي عصا آينز اوول غوون.

لم يريد أن يدع هذا السلاح وذكريات أيامهم الذهبية هنا لتذكره بألم الماضي. ومع ذلك، شقت الأفكار المعاكسة طريقها عبر قلب مومونغا.
فقد كانت نقابة آينز اول غون تقرر دائقا الأمور باستخدام تصويت الأغلبية. ربما مومونغا هو زعيم النقابة، لكن وظيفته بشكل أساسي التواصل مع الناس والقيام بمهام بسيطة أخرى.
وبسبب هذا، الآن بعد أن لم يكن هناك أعضاء نقابة آخرين حاضرين، ولأول مرة، فكر مومونغا في ممارسة سلطاته كزعيم للنقابة.

"إن هذه حالة محزنة للغاية."
تمتم مومونغا لنفسه بينما شغل وحدة التحكم. فقد نوى على تجهيز نفسه بالعتاد الذي يناسب زعيم نقابة من الدرجة الأولى.
يتم تصنيف معدات يغدراسيل وفقاً لمقدار البيانات التي يمتلكها كل عنصر. ويتم ترتيب العناصر التي تحتوي على المزيد من البيانات في مرتبة أعلى.
من أدنى فئة إلى أعلى فئة، هم الفئة الدنيا، وافئة المتوسطة، وافئة العالية، والفئة العليا، والفئة الأثرية، والفئة العتيقة، والفئة الأسطورية، وما يمسكه مومونغا حاليا هو، الفئة الإلهية.
مع ارتداء تسع خواتم على أصابعه العظمية، ولكل منهم قدرة مختلفة. ارتدى أبضا عقدا، وقفازات، وعباءة، وكلها عناصر إلهية. فإذا وضع سعر لهم، فالنتيجة ستكون رققا مرعبا.

والثوب المتدفق الذي يغطي جذعه أعظم من الذي كان يرتديه في وقت سابق.
مع ارتفعت هالة حمراء وسوداء ببطء من تحت قدميه، بدت شريرة للغاية. لم تكن هذه الهالة نتيجة أي مهارة قام بها مومونغا. بل هذا ببساطة بسبب وجود مساحة إضافية في سعة بيانات الرداء، وبالتالي فقد اضاف بيانات المهارة الخاصة [هالة الكوارث]. ولمس تلك الهالة لن يسبب أي ضرر.

في زاوية رؤية مومونغا، تمكن من رؤية مؤشرات مختلفة تظهر زيادة إحصائياته.
وبعد تغيير معداته، أومأ مومونغا المجهز بالكامل، مقتنعا أنه بدا وكأنه زعيم نقابة حقيقي. ثم مد يده وأمسك عصا آينز اوول غوون.
عندما أمسك مومونغا عصا آينز اول غون، أشع بهالة من الضوء الأسود الضارب إلى الحمرة. وتجمعت الوجوه المعذبة من حين لآخر في الضوء المتقلب، ثم انهارت واختفت مرة أخرى. بدو واقعيين لدرجة أنه يمكن للمرء أن يتخيلهم وهم ينتحبون من الألم.

"أتساءل عما إذا كانوا قد بالغوا في التفاصيل."
لقد صنعوا العصا ولكن لم يتم استخدامها مطلقاً، ووصلت أخيرا إلى يد مالكها الشرعي، في ساعات غروب يغدراسيل.
ابتهج مومونغا لأنه رأى احصائياته ترتفع بسرعة، لكنه في نفس الوقت شعر بالحزن.
"لنذهب، يا رمز النقابة. أو لا - يا رمز نقابتي."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي