الفصل 2 الجزء الثالث حراس الطوابق

أشار مومونغا بإصبعه، مستعداً لإلقاء تعويذة على رجل القش (فزاعة) في زاوية الحلبة.
لم يعرف مومونغا الكثير من تعاويذ الضرر الخالص. بدلا من ذلك ركز على تعاويذ الموت الفوري ذات التأثيرات الإضافية. ونتيجة لذلك فهي أقل فعالية ضد الكيانات غير الحية. لذا يجب أن يختار تعويذة ضرر بسيطة ضد هدف مثل الهدف الذي امامه، ولكن مستويات مومونغا هي إلى حد كبير من فئات نوع استحضار الأرواح، مما عزز تعاويذ استحضار الأرواح. ومع هذا فإن فعالية هذه التعاويذ أقل بعدة درجات من الشخصية التي عززت مستويات فئتها في تعاويذ القتال.

ونظر بفضول إلى الأطفال على الجانب، الذين تتألق عيونهم متشوقين لما سيفعله. لذا شعر بعدم الارتياح لأنه تساءل عما إذا كان يستطيع أن يرقى إلى مستوى توقعاتهم.
ثم ألقى مومونغا نظرة خاطفة على الوحشين الضخمين.
بلغت أجسادهم الضخمة طول ثلاثة أمتار، مشابهة لمثلثات مقلوبة.

فبينما هيكلهم العظمي عبارة عن مزيج من البشر والتنانين المغطاة بعضلات متناسقة، والتي بدورها مغلفة بطبقة من الحراشف التي هي أكثر صلابة من الفولاذ.
الا أن وجوههم تشبه وجوه التنانين، في حين أن ذيولهم سميكة مثل جذوع الأشجار. الا انهم بلا أجنحة مع قدمين، مثل تنين يقف على رجليه الخلفيتين. وأذرعهم أعرض من جذع الرجل، وطول كل ذراع حوالي نصف طول جسده. بالإضافة الى انهم يحملون أسلحة تشبه الدرع والسيف معاً.
تسمى هذه الوحوش ب دراغونكين، وتحت سيطرة مهارات مروض الوحوش لاورا، أعادوا ترتيب الكولوسيومحسب رغبتها.

وعلى الرغم من أنهم في مستوى خمسة وخمسين بدون قدرات خاصة ملحوظة، إلا أن أذرعهم القوية وقدرتهم الهائلة على التحمل اقوى من اي وحش في نفس مستواهم.
تنهد مومونغا بهدوء، ثم نظر إلى الفزاعة.
إنه أمر مزعج للغاية أن ينظر إليه الناس بتوقع. وهدفه هذه المرة هو التحقق من قدرته على استخدام السحر.

وسبب السماح ل اورا وماري بمشاهدة هذه التجربة هو إقناعهم بقوته قبل وصول الحراس الآخرين. فبهذه الطريقة، سيعرفون أن معارضة مومونغا هي تصرف أحمق.
ولا يبدو أن الطفلين سيخونانه، ولم يشعر بأنهما سيخونانه. ومع هذا فإذا فقد القدرة على استخدام سحره، فإن مومونغا لم يكن واثق من أنهم سيبقون مخلصين له.
لقد عاملت أورا مومونغا كصديق قديم، لكن بالنسبة لمومونغا، فهذه هي المرة الأولى التي يلتقيا فيها. وبإمكانه أن يقول ان التوأم هما تجسيد للعمل الشاق لأعضاء نقابته.

ومع هذا ليس هناك ما يضمن أن تصميمها وبرمجتها مثالية. ففي مواجهة المواقف والمحفزات التي لا حصر لها، قد يظهر تناقض أو ضعف في مكان ما.
فالكائنات الذكية بإمكانهم التفكير بمفردهم، لذلك يجب أن توجد عيوب في منطقهم في مكان ما. فإذا لم يكونوا مبرمجين ليكونوا مخلصين للضعفاء، فماذا يعني ذلك بالنسبة له؟ في كل الحالات وبجميع الاشكال، لم تتم كتابات برمجتهم على أنهم موالون كعبيد. وهذا يعني أن ما إذا كانوا سيطيعون الأمر أم لا سيعتمد على من سيأمرهم. وسيكون الأمر سيئ بما يكفي إذا لم يستمعوا إليه، لكن ماذا لو خانوا زعيم جماعتهم بعد أن اكتشفوا انه لا حول له ولا قوة ...؟

إنه ليس من الجيد أن يغدو لديك الكثير من الشكوك، لكن الثقة العمياء ليست خطوة حكيمة أيضاً.
بما انه سيعبر الجسر عندما يصل اليه على كل حال. لذا حول مومونغا عقله إلى الحاضر.
وسبب آخر للمجيء إلى هنا هو أنه إذا وجد أنه لا يستطيع استخدام السحر، فيمكنه مناقشة الوضع مع اورا و ماري.
فقد اعتقد التوأم أنه جاء ليختبر قوة العصا، لذا بعد أن أثبتت قوتها، يمكنه التستر علي عدم فاعلية سحره.
وهذه خطة جيدة جداً.

لم يستطع مومونغا إلا أن يهنئ نفسه. هل كان رائعاً ومخططا هكذا في الماضي؟ ومع ذلك لم يكن هناك أحد هنا يمكنه الإجابة على سؤال مومونغا.
لذا ألقى الشكوك جانباً، وركز على استخدام سحر يغدراسيل.
فهناك أكثر من ستة آلاف تعويذة في اللعبة، من المستوى الأول إلى المستوى العاشر، بالإضافة إلى سحر المستوى الفائق. يتم تقسيم هذه التعاويذ بين أنواع ومدارس مختلفة، ويمكن لمومونغا استخدام 718 منهم. ولن يتمكن اللاعب العادي من المستوى مائة إلا من استخدام 300 تعويذة، لذلك إن مومونغا حالة استثنائية.

فقد حفظ مومونغا جميع التعويذات تقريباً، وفكر في أي منها سيستخدم الآن.
بادئ ذي بدء، نظراً لأنه تم رفع القيود المفروضة على النيران الصديقة، فقد احتاج إلى معرفة كيف سيظهر نصف قطر التعويذة الفعال.
لذلك، قرر يترك تعويذة الهدف الواحد، واختار تعويذة تمتلك منطقة تأثير. وبعد ذلك معتبرا أن هدفه هو الفزاعة، لا بد أن -

ففي يغدراسيل، يمكنه إلقاء تعويذة من خلال النقر على أيقونات التعويذة. ومع ذلك لم يعد هناك أيقونات يمكن أن يضغط عليها. لذلك لابد من وجود طريقة أخرى.
لم يكن متأكدا، لكن لديه فكرة خافتة عن كيفية استخدام سحره.
فهي قوة مخبأة بداخله. تماماً مثلما قام بإلغاء تنشيط لمسته السلبية، ركز مومونغا داخل نفسه. فظهرت أيقونة وكأنها تطفو في الهواء-
وابتسم اينز بسعادة.

اصبح على دراية كاملة بمعلومات مثل نصف قطر التعويذة الفعال ووقت تهدئتها وما إلى ذلك. ومع معرفته لهذه المعلومات، وبتأكده من قوته امتلئ بالحماس والرضا الدافئ. فعلى عكس يغدراسيل، فقد شعر أن السحر هو جزء منه. وهذا شيء لم يكن ليحققه أبداً في يغدراسيل.
وجه السعادة في قلبه - على الرغم من أن مزاجه هدا بسرعة، إلا انه لا يزال يشعر بالسعادة والإثارة - في أطراف أصابعه ، وتحدث بالكلمات:
" كرة النار."

أنطلقت كرة متسعة من اللهب من الإصبع متجهة الى الفزاعة.
ثم ضربت كرة النار الفزاعة بدون خطا، وكما توقع. انفجرت، واطلقت موجة من اللهب الحارق الذي فجر الفزاعة تماماً. انفجر الجزء الداخلي من كرة النار، مما حقل الفزاعة والمنطقة المحيطة بها إلى بحر من النار.
كل هذا حدث في لحظة. وإلى جانب القش الأسود، لم يبق شيء.

"فوفوفو ..."
شاهدت اورا وماري مومونغا يضحك، جاهلين بما يحدث.
"-يا أورا، قومي بإعداد فزاعة آخري."
"آه، نعم، رقم واحد! أسرع وجهزها!"
التقط أحد ال دراجونكين فزاعة أخرى ووضعها بجانب المحترقة.
تحرك مومونغا حول الفزاعة، قبل أن يلقي تعويذة عليها:
"نا بالم."

ظهر عمود من اللهب بجانب الفزاعة، واشتعلت فيها النيران. توقف مومونغا لبرهة، ثم ألقى تعويذة أخرى على بقايا القشة:
"كرة النار."
ضربت كرة النار بقايا الفزاعة، نثرت رمادها في نفخة من الدخان.

بما ان وقت التهدئة بين التعاويذ هو نفسه كما في يغدراسيل. الا ان عملية الصب الفعلية أسرع مما كانت عليه في يغدراسيل. ففي السابق، من أجل إلقاء تعويذة تأثير المنطقة، سيحتاج إلى اختيار التعويذة، ثم تحريك مؤشر تأثير المنطقة فوق المنطقة المطلوبة. الا أن العملية الآن أسرع من ذلك.
قال مومونغا ممتاز ، وصوته يملئه نفس الشعور بالرضا الذي شعر به في قلبه.

"مومونغا-ساما، هل أقوم بإعداد المزيد من الفزاعات؟"
اورؤا ما زالت لا تفهم. الا انها تدرك بالفعل أن مومونغا ساحر قوي، لذلك لم تشعر بان ما فعله شيء مميز.
ومع ذلك، فهذا هو الانطباع الذي أراد مومونغا أن يظهره لهما، ومن النظرة على وجه التوأم، بدا أنه نجح.

"...لا، ليست هناك حاجة. أتمنى أن أجرب شيء آخر."
بعد رفض اقتراح اورا، بدأ مومونغا تجربته التالية.

" رسالة ."
كان الطرف الأول الذي حاول الاتصال به هو الGM. في اغدراسيل، عندما يستخدم رسالة طالما أن الطرف الآخر داخل اللعبة، فيمكن للمرء سماع نغمة المكالمة. خلاف ذلك، لن يكون هناك صوت، وستنتهي التعويذة على الفور.
ما حدث الآن في مكان ما بين الاثنين. شعر أن شيء ما يبحث باستمرار، كما لو أنه يبحث عن شيء للاتصال به. وهذه هي المرة الأولى التي يختبر فيها مومونغا شيء كهذا لذا من الصعب وصف الامر.

واستمر هذا الشعور لفترة من الوقت، وفي النهاية، بعد أن فشل في الاتصال، تعويذة رسالة انتهت.
غمره إحساس عميق بخيبة الأمل.
ثم حاول مومونغا إلقاء نفس التعويذة مرة أخرى. هذه المرة، لم يختر الGM.
هذه المرة، اختار أحد رفاقه من الماضي -عضو آينز اول غون.
ألقى التعويذة، رغم أن قلبه مليء بجزء واحد من الأمل وتسعة وتسعين جزء من الاستسلام. كما هو متوقع، فلم يكن هناك رد. وحاول الاتصال بالأربعين عضو، ولكن بعدما لم يتلقى أي رد، هز مومونغا رأسه بلطف.

ففي الحقيقة، لقد توقع هذه النتيجة واستسلم لها، ولكن مواجهة تلك الحقيقة ملأته بشعور لا يضاهى باليأس.
وفي النهاية، قرر مومونغا الاتصال بسيباس.
- لقد نجحت.

هذا يثبت أن تعويذة رسالة يعمل، وعلى الأرجح كل ما يمكنها فعله هو الاتصال فقط بالأشخاص من هذا العالم الجديد.

"مومونغا ساما."
صوت ملىئ بالاحترام تردد صداه في عقله. فكر مومونغا أن سيباس قد قدم الانحناء له على الجانب الآخر من رسالة ، كما هو الحال في الشركات من الحياة الواقعية.
وبعد ذلك، تحدث سيباس مرة أخرى، حيث صمت مومونغا للتفكير في هذه الأشياء السخيفة.

"...هل لي أن أسأل عما إذا هناك خطأ ما؟"
"اه، اه، سامحني. لقد شردت. هذا صحيح، كيف هي البيئة المحيطة؟ "
"نعم. نحن محاطون بالسهول، ولا توجد مخلوقات ذكية في الأفق."
"سهل ... أليس مستنقع؟"
كان يجب أن يحد ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض مستنقع يسكنه أنصاف بشر يشبهون الضفادع يدعون "توفيغس". بينما يغطي ضباب سام المستنقع.

"نعم. لا يوجد سوى سهول من حولنا."
لم يستطع مومونغا إلا الابتسام.
فكل هذا كثير جداً...
فبعبارة أخرى، تم نقل ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض بالكامل إلى مكان مختلف؟ ... سيباس، هل هناك شيء يطفو في السماء، أو هل ظهر شيء مثل رسالة؟
"لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل. السماوات لا حدود لها مثل سماء الليل في الطابق السادس ."

"ماذا!؟ هل قلت سماء الليل؟ ... هل هناك شيء مريب حولك؟"
"لا ... لم أري اي شيء غير عادي. إلى جانب ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض، لا توجد معابد أخرى من صنع الإنسان في الأفق."
"هل هذا صحيح ... هذا صحيح..."

ماذا يقول؟ كل ما يمكن أن يفعله مومونغا هو الإمساك برأسه ومحاولة التفكير. لكن في قلبه، علم أن هذا ما يحدث بالفعل.
وصمت سيباس تلميح خفي أنه ينتظر الأوامر. نظر مومونغا إلى سوار معصمه الأيسر. فبعد عشرين دقيقة أخرى، سيصل الحراس الآخرون. ولو هذا هو الحال، فهناك أمر واحد يمكنه تقديمه.

" عد بعد عشرين دقيقة. عندما تعود إلى نازاريك، توجه إلى الكولوسيوم. سيأتي كل الحراس، لذا عندما تصل، آمل أن تخبرهم بما رأيت.
"حسناً، واجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل أن تعود."

بعد سماع تأكيد سيباس، انهى مومونغا تعويذة رسالة .
تماماً كما كان مومونغا على وشك أن يتنهد بارتياح لأن كل شيء قد انتهى، تذكر نظرات الترقب والحماسة على وجه التوأم.

لقد أخبرهم بالفعل أنه سوف يتحقق من قوة العصا، لذلك عليه أن يسمح لهم برؤيتها.
أمسك مومونغا بالعصا، وفكر في أي جزء من قوتها يجب أن يكشف عنه.
بدا أن القوى التي لا حصر لها داخل عصا آينز اول غون تتوسل مومونغا لإطلاق العنان لها.
وفي الوقت الحالي، فهو بحاجة إلى تعويذة براقة.

"استدعاء عنصر النار البدائي ."
وفقاً لإرادة مومونغا، فإن الجرم السماوي الذي تم إمساكه داخل فم أحد الثعابين نبض بقوة.
استطاع مومونغا أن يشعر بحركة قوة جبارة غير مرئية ودفع عصا آينز اول غون للأمام.
أنبثقت كرة ضخمة من الضوء من طرف العصا، وانسكبت دوامة من اللهب الهائج منها.
دارت النيران بشكل أسرع واسرع حتى وصل إعصار اللهب إلى عرض أربعة أمتار وارتفاع ستة أمتار.
ألقى الجحيم القرمزي عواصف من الهواء الحارق في كل الاتجاهات.

ومن زاوية عينه، تمكن من رؤية الدراغونكين وهم يحمون اورا وماري بأجسادهما الواسعة. جعلت الرياح الحارقة رداءه يرفرف بعنف. فدرجة الحرارة مرتفعة لدرجة انه سيكون من الطبيعي ان يحترق الشخص العادي اذا تعرض لها، لكن مومونغا اكتسب مناعة كاملة ضد الضرر الناتج عن النار من أجل إبطال إحدى نقاط ضعف اللاموتى، لذلك لم يكن للنار أي تأثير عليه يتاتا.
سرعان ما بدأ إعصار النار الهائل، الذي ابتلع الهواء المحيط حيث احترق بدرجة كافية لإذابة المعدن، بالوميض والارتجاف واتخذ شكل بشري.

يمكن القول أن عناصر النار البدائية من بين أعلى الرتب بين جميع الوحوش الأولية. فلقد تجاوزوا المستوى الخامس والثمانين. وتماماً كما حدث مع ذئاب ضوء القمر، شعر مومونغا بعلاقة غامضة مع عنصر النار البدائي.

"ووواااه "
راقبت اورا باهتمام وهي تصدر اصوات المفاجاة. وعندما نظرت إلى العنصر البدائي من الدرجة الأولى، وهو أمر لا تستطيع حتى قوة الاستدعاء خاصتها تحقيقه، حمل وجه اورا نظرة إعجاب متحمسة، مثل طفل تلقى للتو هدية رائعة.

"... هل تريدين محاربته؟"
"هاهاهاهاهاه ؟"
بعد لحظة من التردد، ابتسمت أورا ببراءة. بالمقارنة مع ابتسامة طفل عادي، فإن ابتسامتها بعض الشيء-لا-بل في الحقيقة أنها مخيفة للغاية. وفي المقال، بدت ابتسامة ماري من الجانب أشبه بابتسامة طفل.

"هل أستطيع؟"
" لا تقلقي. فلا يهم حتى لو قضيت عليه."
هز مومونغا كتفيه بلامبالاة. يمكن للعصا استدعاء عنصر نار بدائي واحد يومياً. بمعنى آخر، يمكن للعصا استدعاء كائن آخر مثله بعد مرور يوم واحد. على هذا النحو، فإن موته لن تكون خسارة كبيرة.

"آه، تذكرت فجأة أن لدي شيء عاجل لأفعله ... "
"ماري."
مدت يدها وأمسكت ذراع ماري بقوة، ولم تسمح له بالفرار. لم تكن شقيقته تنوي الفرار. فأوقفت ابتسامة أورا ماري. لاربما هي ابتسامة لفتاة لطيفة بالنسبة إلى مومونغا، لكن بالنسبة للشخص الآخر (ماري)، الذي بدا تقريباً مثل اورا، لم يكن لابتسامتها اي علاقة بكلمة "لطيف"، تجمد وجه ماري بقوة وهو ينظر إليها.

جرت ماري أمام عنصر النار البدائي. نظرت عينا ماري حوله، ونظر بيأس إلى مومونغا طلباً للمساعدة.
رداً على ابتسامته المفعمة بالأمل التي ازدهرت برقة على وجهه، صفق مومونغا ببساطة.
ذبلت زهرة الأمل على الفور.
"حسناً، أبذلوا قصارى جهدكما، كلاكما. لا تلوماني إذا تعرضتم للأذى."
"حسنا~"

استجابت اورا بقوة، على عكس رد ماري غير المسموع واليائس تقريبا. شعر مومونغا أنه ما دام ماري موجود، فلن يتأذى أي منهما. وهكذا، من خلال قوة الاتصال بينه وبين مخلوقه الذي تم استدعائه، أمر عنصر النار البدائي بمهاجمة التوائم.
وعندما اقترب منهم اللهب الذي هو عنصر النار البدائي، التقى التوأمان بهجومه مع اورا باعتبارها خط الهجوم الأمامي بينما ماري هو الحارس الخلفي.
قامت اورا بقطع عنصر النار البدائي بسوطها، بينما استخدم ماري السحر لإحداث الضرر.

"حسناً، يبدو أنها ستكون معركة سهلة."
تركت عيون مومونغا المعركة وبدأ في التفكير في الأشياء الأخرى التي يحتاج التحقق منها.

فلقد انتهى بالفعل من التحقق من قدرته على استخدام وتفعيل تعاويذه وتجهزه بالعناصر سحرية. وبالتالي، ما يجب ان يتحقق منه بعد ذلك هي أغراضه الأخرى. فالمخطوطات والعصي والقضبان هي الاكثر اهمية. وجميعها عناصر سحرية يمكن أن تنتج تأثيرات شبيهة بالتعاويذ.
فالمخطوطات عبارة عن عناصر مستهلكة للاستخدام مرة واحدة، في حين أن القضبان والعصي تتطلب استهلاك شيء لإنتاج آثارهم.

يمتلك مومونغا العديد من العناصر السحرية. لقد كان مدخر بطبيعته ولم يحب استخدام العناصر المستهلكة لأنه شعر أنها مضيعة، لدرجة أنه لم يحب استخدام أدوات الدسترداد العالية عندما واجه زعيما. ذهب هذا إلى أبعد من مجرد الحكمة إلى البخل، وهذا هو السبب في أن مخزونه من العناصر كبير جداً.
ففي يغدراسيل، تم تخزين كل هذا في مخزونه الشخصي. إذن، في هذا العالم، أين ذهب مخزونه وكل محتوياته؟

تذكر مومونغا كيف فتح مخزونه في الماضي، ومد يده في الهواء كما لو كان يبحث عن شيء ما. فشعر كما لو أنه يمد يده عبر سطح بحيرة، والذي سيراقبه سيعتقد أن يد مومونغا وجز من ذراعه قد اختفيا في العدم.

ثم، كما لو كان يفتح نافذة، مرر مومونغا يده إلى جانب واحد. ظهرت حفرة من العدم، وبداخلها العديد من العصي السحرية المصنوعة بشكل جميل. وشكله تماماً مثل المخزون في يغدراسيل.
محركا يده في حركة تمرير. في الفضاء الذي تم الكشف عنه، يمكن للمرء أن يرى جميع أنواع اللفائف، والعصي، والأسلحة، والدروع، وأدوات التجميل، والأحجار الكريمة، والجرعات، والمواد الاستهلاكية الأخرى ... وهذا العدد الهائل من العناصر السحرية مذهل.

وهكذا ارتاح مومونغا لدرجة انه لم يستطع إلا أن يضحك.
مع كل هذا، شعر مومونغا أنه يستطيع ضمان سلامته حتى لو وقف كل من في المعبد أضده.
بينما شاهد معركة أورا وماري الشديدة، فكر مومونغا في الأشياء التي تعلمها حتى الآن.

هل الNPC التي التقى بها برامج؟
لا، فحكمتهم وتفاعلهم ومشاعرهم لا يمكن تمييزها عن البشر. لا يمكن أن تظهر البرامج هذه المشاعر المعقدة. وبإمكانه أن يفترض أنه لسبب غامض، انتهى بهم الأمر ليغدو مماثلين للبشر.

وماذا عن هذا العالم؟
لم يكن لديه فكرة. نظراً لأنه بإمكانه استخدام سحر يغدراسيل هنا، فمن المنطقي التفكير في ان هذا المكان موجود في يغدراسيل، ولكن بعد ملاحظة التناقضات المختلفة، لا يبدو أنه في اللعبة. اذن هل هذا في لعبة أم في عالم جديد؟ وربما الإجابة واحدة منهما.

كيف أتعامل مع الأحداث المستقبلية؟
تحقق مومونغا بالفعل من أنه يمكنه استخدام قدراته من يغدراسيل. وفي هذه الحالة، لو البيانات الخاصة بالوحوش والNPC في ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض قد تم نقلها أيضاً، فيمكنه أن يكون متأكد بشكل معقول من أنهم ليسوا أعدائه.
لكن إذا لم يكونوا برامج، ولكن نوع آخر من الكائنات، فسيتعين عليه التعامل مع الامر بطريقة مختلفة. لذا في الوقت الحالي، سيكون من الأفضل إظهار موقف كائن متفوق وإرتداءا وجه زعيم صارم -بشرط أن يتمكن من فعل هذا.

وفي أي اتجاه يجب أن أتحرك في المستقبل؟
يجب عليه البحث بجدية عن الدلائل. على الرغم من أنه لم يكن متأكد مما سيحدث في هذا العالم، إلا أنه في الوقت الحالي، أن مومونغا مجرد عابر سبيل جاهل. وعليه أن يتخذ خطوات صغيرة وأن يجمع المعلومات بعناية.

فلو هذا عالم آخر، فهل يجب أن أحاول العودة إلى العالم الحقيقي؟
تواجدت شكوك في قلبه. فلو لديه أصدقاء في العالم الحقيقي، فعليه العودة إليهم. ولو لا زال والديه على قيد الحياة، فسيحاول يائساً العودة إليهم. ولو لديه أفراد عائلة يعتني بهم، أو صديقة ...
لكن، لميس لديه أي شخص مثل هؤلاء.

فحياته عبارة عن دورة لا نهاية لها من الذهاب إلى المكتب للعمل والعودة إلى المنزل لتسجيل الدخول إلى يغدراسيل، حيث يستعد لعودة رفاقه. لكن الآن، لم ينتظره اي شيء من ذلك. إذن، هل هناك أي فائدة على الإطلاق من العودة؟
لكن لو بإمكانه العودة، فعليه التفكير في طريقة للعودة. فمن الأفضل أن يكون لديك المزيد من الخيارات، لأن العالم الخارجي قد يكون اشبه بالجحيم.

"ماذاعلي أن أفعل..."
تردد صوت مومونغا الهادى في الهواء.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي