الفصل 4 الجزء الأول المبارزة

كان لرئيس القرية منزل بالقرب من لساحة القرية. وعند الدخول، سترحب بك غرفة معيشة كبيرة، مع مطبخ على جانب واحد. بينما تحتل طاولة قديمة متهالكة والعديد من الكراسي وسط الغرفة.
قام آينز بمسح المناطق الداخلية من حيث جلس على أحد الكراسي.
وضوء الشمس الذي يسطع عبر النوافذ يضيء كل ركن من أركان الغرفة، ويمكنه حتى الرؤية بوضوح من دون الرؤية المظلمة.

ثم القى نظرة على المراة في ركن المطبخ، وادوات الزراعة داخل المنزل.
لم تكن هناك منتجات مصنعة يمكن رؤيتها في أي مكان.
فعندما اعتقد آينز أنه لن يكون هناك الكثير من التكنولوجيا هنا، أدرك آينز أن تفكيره قد بدا ساذجا. ومع ذلك، شعر بالفضول بشأن نوع العلم الذي سيطوره عالم به سحر.
نقل آينز يده عبر الطاولة القديمة لتجنب أشعة الشمس. مع أن قفازاته المعدنية ليست ثقيلة، الا أن الطاولة المصنوعة بطريقة رثة اهتزت تحت ثقلها. وصر الكرسي أيضاً عندما جلس عليه آينز.
كان هذا تعريف حقيقي لكلمة "فقر".

قام آينز بوضع العصا على الطاولة لإبعادها عن طريق الناس. والطريقة التي عكست بها العصا ضوء الشمس في عرض رائع جعلت المنزل القديم المتهالك يبدو وكأنه نوع من أرض العجائب الخيالية. وتذكر التعبيرات المفاجئة على وجوه القرويين، والطريقة التي اتسعت أعينهم لدرجت انهم لم يجدوا ما يقولوه.
اجتاحت موجة من الفخر مشاعر آينز عندما سأل القرويون عن العصا التي صنعها هو وزملاؤه بشق الأنفس. ومع ذلك، تم قمع سعادته على الفور إلى المستويات الطبيعية، مما جعل آينز يجعد حواجبه غير الموجودة.

فبصراحة، لم يعجب هذا التأثير المهدئ القصري آينز. ومع ذلك، فإنه صحيح أيضاً أن السماح لمشاعره بالاندفاع سيصعب عليه مواجهة التحديات التي تنتظره. ومع وضع ذلك في الاعتبار، أعد آينز نفسه لمهمته القادمة.
وهي أنه عليه أن يتفاوض مع الرئيس لإنقاذ القرية.
وبالطبع، الهدف الحقيقي لآينز هو الحصول على المعلومات وليس المال. ومع ذلك، فإن طلب المعلومات مباشرتاً سيكون غريب.

بينما سيكون الأمر جيد في قرية صغيرة مثل هذه، فبمجرد أن يكتشف اللوردات المحليين هذا، سيبدؤون في شق طريقهم إليه. وعندما يكتشفون أنه لا يعرف شيئا عن هذا العالم، فسيكون هناك فرصة كبيرة انهم سيحاولون استخدامه.
هل هو حذر جداً بشأن هذا؟
فقد شعر آينز أن هذا مثل الجري عبر طريق مزدحم -فمن الممكن أن يحدث حادث مميت في أي وقت. والحادث المميت في هذه الحالة يعني مواجهة حكام هذا العالم.

والقوة والضعف وجهين لعملة واحدة.
ففي الوقت الحالي، آينز أقوى من أي شخص قابله في هذه القرية. لكن هذا لم يضمن أنه أقوى من الجميع في هذا العالم. بالإضافة إلى هذا، إن آينز الآن لاميت، ومن ردة الفعل المرعبة للفتاتين بدا ان اللاموتى لم يتم استقباله جيداً في هذا العالم. وعليه أن يدرك أنه نظراً لأن معظم البشر يكرهونه، فقد يهاجمونه. وبالتالي عليه أن يتقدم بحذر شديد.

"آسف لجعلك تنتظر."
- جلس الرئيس امام آينز. وقفت زوجته خلفه.
كانت بشرته داكنة ومغطاة بالتجاعيد.
بينما جسده عضلي للغاية، ومن الواضح أن تلك العضلات قد شحذت من خلال العمل الشاق. وأكثر من نصف شعره أبيض.
فعلى الرغم من أن قميصه القطني المصنوع بطريقة بدائية وملطخ بالأوساخ، إلا أنه لم يبدو متهالكا.
اما النظرة المتعبة على وجهه. فقد جعلت آينز يعتقد أنه تجاوز الخامسة والأربعين، ولكن من الصعب معرفة ذلك، لأنه بدا أنه قد أصبح أكبر في نصف الساعة الماضية. (بسبب الهجوم على القرية)

اما زوجة الرئيس في نفس عمر زوجها تقريباً.
لقد كانت نحيفة وجميلة من قبل، ولكن بعد سنوات طويلة من العمل في المزرعة، لم يعد هذا الجمال موجود في أي مكان. وكل ما تبقى هي التجاعيد التي غطت وجهها.
فشعرها كثيف واسود يصل طوله الي كتفيها، وبدا داكن حتى تحت اشعة الشمس المباشرة.
من فضلك ساعد نفسك بنفسك.
وضع رئيس القرية كأس بدائي على الطاولة. وألبيدو لم تكن هنا لأنها تقوم بدوريات في القرية.

رفع آينز يده رافضاً كوب الماء الساخن.
فلم يشعر بالعطش ولا يستطيع نزع القناع. ومع ذلك، فقد شعر انه توجب عليه أن يرفض في وقت سابق، نظراً لأنهم تعبو في اعداده.
التعب يتعلق بالماء الساخن.

أولا، فهناك مسألة اخراج الشرارات من احتكاك الصوان. وبعد هذا، عليهم أن يشعلوا نشارة الخشب بتلك الشرارات. ثم عليهم أن يحول الشرارات إلى ألسنة اللهب، وعندما تصبح كبيرة بما يكفي، ينقلونها إلى الموقد. ثم عليهم أن يغلوا الماء، وبحلول الوقت الذي ينتهي به كل هذا سيكون قد مر وقت طويل.
وهذه هي المرة الأولى التي يرى فيها آينز الماء يغلي بنار مشتعلة يدويا، وليس من خلال استخدام غلاية كهربائية. وقد وجد الامر ممتع جداً. فبالعودة إلى عالمه، كان قد غلى الماء على موقد غاز، لذلك لم يستغرق الامر وقتا طويلا هكذا.
وهذه أيضاً فرصة جيدة لجمع بعض المعلومات حول المستوى التكنولوجي لهذا العالم.

ومع وضع ذلك في الاعتبار، تحدث آينز إلى الرئيس مرة أخرى:
"أنا أعتذر، خاصتاً وأنك بذلت كل هذا الجهد لتحضير الماء لي."
"انت لطيف جداً. فلا داعي للاعتذار."
حقيقة أن آينز خفض رأسه إليهم (ولو بشكل طفيف) ملأت رئيس القرية وزوجته بارعب. فلم يتمكنوا من تخيل مستدعي فارس الموت وهو يحني رأسه لأي شخص.

ومع ذلك، لم يكن الأمر غريب على آينز. لان كون عندك موقف ودي عند التفاوض مع شخص آخر هو فكرة جيدة دائماً.
وبطبيعة الحال، يمكنه ببساطة استخدام تعويذة سحر الشخص لجعلهم يتحدثون، تليها تعاويذ تغيير الذاكرة، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما قام به مع الأختين. ومع ذلك، الا أن هذا هوخياره الاخير، لأنه يستهلك الكثير من المانا.
تذكر آينز شعور إنفاق المانا؛ فقد شعر بإرهاق غريب، وكأنه فقد شيء ما.
فمجرد تغيير عشرات الثواني من ذكرياتهم -حتى يرتدي قناعه وقفازاته -فقد اخذ قدر كبير من المانا.

"دعونا نتوقف عن العبث ونبدا المفاوضات."
"نعم. ولكن قبل ذلك ... شكراً جزيلاً لك!"
انحنى الرئيس لآينز، ورأسه منخفض لدرجة أنه كاد يمس الطاولة. ثم بعد ذلك انحنت زوجته كذلك.
"لولا مساعدتكم، لكنا جميعاً في عداد الأموات الآن. لذلك جزيل الشكر!"
تفاجا اينز بتلقي مثل هذا الامتنان الصريح.

فعندما نظر إلى حياته الماضية، لم يسبق له أن تلقى شكر كهذا. لا، الأختين الذين أنقذهما سابقاً تصرفتا بهذه الطريقة أيضاً. حسناً، لم ينقذ حياة شخص آخر من قبل، لذلك لم يكن متوقع فقط.
وذلك من بقايا حياته كإنسان - مثل سوزوكي ساتورو. فعلى الرغم من انه محرج إلى حد ما من هذا التقدير الجاد، إلا أنه بالتأكيد لم يكره ذلك.

"من فضلكم، فلترفعا رأسكما. فكما قلت سابقاً، لم أساعدكم مجاناً."
"نحن نعلم هذا، ولكن مع ذلك، نود أن نشكرك على إنقاذنا والعديد من القرويين الآخرين".
"اذاً ففع المزيد لي سيفي بالغرض. تعال، دعنا نناقش الامر. فيجب أن يكون لديك الكثير من الأشياء لتفعلها، يا رئيس القرية دونو."
(دونو دلالة على احترام)

"لا شيء يمكن ان يكون اكثر اهمية من قضاء الوقت مع منقذنا، لكني افهم ذلك."
رفع الرئيس راسه ببطء، وعصر اينز دماغه غير الموجود.
فهدفه هنا هو الحصول على المعلومات من خلال المحادثة، وليس من خلال السحر.
-ياله من ألم.

لا يزال يتذكر الحيل التي استخدمها كعامل مكنب. ما مدى فعاليتهم هنا؟ فنأمل أن يكون نصفهم على الأقل مفيد. بعد أن قوى نفسه ضد احتمال الفشل، سأل آينز:
"... دعونا نتحدث في صلب الموضوع. كم يمكنك أن تدفع لي؟"
"لن نجرؤ على خداع منقذنا. لا أعرف عدد القطع الفضية والنحاسية التي يمكننا جمعها إذا لم نجمعها من الجميع، لكنني أعتقد أنه يمكننا جمع ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قطعة نحاسية."

فكر آينز، ليس لدي أي فكرة عما يعنيه ذلك.
إن سؤالهم مباشرة خطأ. لذا يجب أن أجرب طريقة مختلفة. علاوة على ذلك، كنت عامل رديء من البداية، ومهاراتي الوظيفية سيئة جداً.
بدا وكأنه مبلغ كبير، ولكن دون معرفة قيمة المال، لم يستطع معرفة ما إذا كان المبلغ مناسب أم لا. لذا عليه أن يتجنب قبول مبلغ كبير جداً أو منخفض جدآ، لئلا يكشف عن جهله.
لا، بل يجب أن يشعر بالارتياح لأنهم لم يقدموا له "أربعة رؤوس من الماشية" أو شيء من هذا القبيل.

تماماً كما كان على وشك الغرق في الاكتئاب، استقرت حالته العقلية على الفور. امتدح آينز بصمت جسده الميت، ثم أدرك شيئ آخر.
أولا، القطع النحاسية والفضية هي الوحدات الأساسية للعملة في هذه القرية. ثانياً، لا بد أن تكون هناك أشكال أخرى من العملات ذات قيمة أعلى إلى حد ما، لكنه لم يكن واثق من أنه يمكنه استخلاص تلك المعلومات منه (رئيس القرية).

الا أنه بحاجة إلى معرفة القيمة النقدية لهذه القطع النحاسية. فبدون هذه المعرفة، ستكون الأمور مزعجة في المستقبل. بالإضافة أن عدم معرفة قيمة المال هو مريب للغاية، وأراد أن يظل بعيد عن الأنظار بينما يتعلم المزيد عن هذا العالم.
وهذا هو السبب في أنه يبذل قصار جهد بالتفكير لتجنب ارتكاب خطأ أكبر.

"هذه العملات الصغيرة يصعب حملها بكميات كبيرة. أود شيء من فئة أكبر، إذا كان بإمكانك ذلك".
"خالص اعتذاراتنا. إذا تمكنا من الدفع بقطع ذهبية، فسنقوم بذلك. لكن ... الحقيقة هي أن قريتنا لا تستخدم القطع الذهبية ... "
قاوم آينز الرغبة في التنهد بارتياح.
فقد ذهبت إجابة الرئيس في الاتجاه الذي كان يامله. لذلك، فكر مومونغا بشدة في كيفية استمراره في توجيه المحادثة، حتى بدا وكأن الدخان سيخرج من رأسه.

"ماذا عن هذا: أخطط لشراء منتج هذه القرية بسعر معقول، لذلك كل ما عليك فعله هو أن تدفع لي بالعملة المستخدمة في التداول."
افتتح آينز مخزونه سراً تحت رداءه، وسحب زوج من العملات الذهبية من اغدراسيل. تم تزيين إحدى العملات بوجه امرأة، بينما للعملة الأخرى وجه رجل. الأولى هي عملة معدنية من بعد التحديث الضخم "سقوط الفالكري"، في حين أن الأخير عملة من قبل التحديث.
بينما قيمهما هي نفسها، لكن كل منهم يعني شيء مختلف لآينز.

فالعملة القديمة هي العملة التي تبعت آينز منذ أن بدأ لعب اغدراسيل حتى شكل نقابة آينز اول غون. وتم إصدار العملات المعدنية الجديدة مع التحديث، فعندما كان آينز اول غون في عصره الذهبي. كانت معداته قد اكتملت تقريباً في تلك المرحلة، لذلك ذهبت تلك العملات ببساطة إلى خزائن مخزونه.

ومنذ أن بدأ كهيكل عظمي ساحر، فقد استخدم تعاويذه لهزيمة الوحوش التي تجوب العالم واكتسب عملات ذهبية تطفو في الهواء. لقد قام بمفرده بمسح الزنزانات، وهزم الوحوش الشريرة في الداخل، وحصل على كومة ضخمة من الذهب بجهد كبير. وبعد أن يكمل أعضاء آينز اول غون زنزانة، سيبيعون بلورات البيانات التي جمعوها وبالمقابل، سيحصلون على هذه القطع الذهبية، التي هي براقة للغاية ...

لكن آينز ترك هذا الموضوع جانبا.
وضع العملة القديمة بعيداً، ورفع العملة الجديدة.
"إذا استخدمت هذه القطعة الذهبية لشراء شيء ما، فما الذي يمكنني الحصول عليه مقابل ذلك؟"

وضع العملة الذهبية على المنضدة. ظل رئيس القرية وزوجته يحدقان بعيون واسعة.
"إن هذا، إن هذا!"
"هذه عملة مستخدمة في أرض بعيدة، بعيدة. فهل يمكن استخدامها هنا؟ "
"أعتقد ذلك ... يرجى الانتظار قليلاً."

جاءت الإغاثة من آينز عندما سمع أنه يمكن استخدام العملة المعدنية. ثم شاهد الرئيس وهو يغادر مقعده، ويذهب إلى غرفته، ويعود بشيء كان قد رآه ذات مرة خلال دروس التاريخ.
وهو يسمى بمقياس التوازن.
بعد ذلك جاء دور زوجته. اخذت العملة الذهبية ووضعتها بجانب جسم دائري، وكانها تقارن أحجامهم. بعد أن شعرت بالرضا، وضعت العملة الذهبية على كفة واحدة من الميزان، ووضعت ثقل موازن في الكفة الأخرى.

بدا أنه يتذكر أن هذا النوع من الأشياء يسمى "كتلة معيارية".
فأثناء استعراض آينز لذكرياته، قارنها بأفعال الزوجة وحاول معرفة ما كانت تحاول القيام به. فيجب أن يكون الجزء الأول يقارن عملته المعدنية بالقطع الذهبية لهذا البلد، وبعد ذلك كانت تحاول تأكيد محتواها من الذهب.
وبدا أن العملة الذهبية أثقل، وارتفعت الكتلة المعيارية. وضعت زوجة الرئيس كتلة آخري عليها، وتوازن كلا الجانبين.

"يبدو أنه يبلغ ضعف ثقل قطعة الذهب العادية ... وربما، ربما إذا تمكنا من خدش السطح..."
"اه-آوي! كيف تجرؤين! أرجو أن تتقبل اخلص اعتذاراتي نيابة عن زوجتي، لقولها مثل هذه الشيء الاحمق... "
لا عجب. لا بد أنها اعتقدت أنها مطلية بالذهب. ولم يكن آينز مستاء تمامأ، لكنه لم يكن غاضب.

"لا بأس ... على الرغم من انك سوف تاخذينها لما تخدشينها وتجدين انها ذهب خالص، اليس كذلك؟"
"آه، لا ... نحن آسفون حقاً لهذا."
انحنت زوجة الرئيس باعتذار، وأعادت العملة الذهبية.
"لا تفكري بذلك. فبعد كل شيء، من المنطقي فقط التحقق صحة المال. ومع ذلك، ما رأيك في هذه القطعة الذهبية؟ ألا تعتقد أنها تبدو كعمل فني؟ "

"في الواقع، إنها جميلة جداً. هل لي أن أسأل عن اسم البلد الذي أتت منه؟ "
"لم يعد -نعم، هذا البلد لم يعد موجود."
".. حسناً، لقد أكدتم لأنفسكم أنه يزن ضعف وزن القطعة الذهبية العادية، ولكن بالنظر إلى قيمتها الفنية، فلا بد أن هذه القطعة الذهبية ذات قيمة أكبر نتيجة لذلك. ما رأيك؟"

"قد يكون الأمر كذلك ... لكننا لسنا تجار، ولا نعرف قيمة الفن..."
"هاهاها ... حسناً، هذا ليس خطأ. اذن، إذا كنت سأستخدم هذا لشراء شيء ما، فسيكون الأمر يستحق قطعتين ذهبيتين عاديتين؟ "
"بالطبع."

"في الواقع، لدي بضع قطع ذهبية أخرى مثل هذه. لذا ماذا يمكنك أن تبيعني مقابلهم؟ بالطبع، أود أن أدفع سعر السوق المعتاد. لا أمانع إذا كان هذا هو نفس ما قد يتقاضاه الباعة المتجولون. لذا انطلق وافحص هذه القطع النقدية بكل الوسائل ، لو سمحت-"

"آينز اول غون سما!"
جعلت صيحة رئيس القرية المفاجئة آينز يصمت. بدا التعبير الحازم للرئيس أكثر صلابة من ذي قبل.
"...آينز سيفي بالغرض."
"آينز ساما، إذن؟" بدا الرئيس متفاجئ قليلاً من هذا، لكنه سرعان ما أومأ برأسه واستمر في الحديث:
"أنا أفهم تماماً ما تريد أن تقوله، يا آينز ساما."

للحظة، تساءل آينز عما إذا ظهرت أيقونة علامة استفهام عملاقة فوق رأسه. فيبدو أن هناك نوع ما من سوء الفهم، لكنه لم يكن لديه أي فكرة عما يدور في ذهن الرئيس، لذلك لم يكن يعرف كيف يجيب عليه.
"إنني أدرك تماماً أنك لا ترغب في أن ينظر إليك على أنك رخيص، وأتفهم أنك ترغب في طلب مكافأة مناسبة تماشياً مع قوتك، آينز ساما. وبالتأكيد، فسيتطلب الأمر قدر كبير من المال للحصول على خدماتك. لذلك، ماذا تريد غير ثلاثة آلاف نحاس؟ "

لم يكن لدى آينز أي فكرة عما يتحدث عنه الرئيس وأصبح عقله في دوامة من الارتباك. كان ممتن بصمت لأنه يرتدي قناع فالسبب في إخراج آينز للعملة الذهبية هو أنه أراد معرفة ما يمكنه شرائه، وبالتالي اكتساب فهم تقريبي لقيم السوق. كيف انتهت مناقشتهم الي هذا؟
لم يمنح الرئيس آينز أي فرصة للحديث وتابع:
"ومع ذلك، كما قلت سابقاً، يمكن لهذه القرية أن تنتج فقط ثلاثة آلاف قطعة نقدية نحاسية نقداً. فعلى الرغم من أنك يجب أن تشك بنا، إلا أننا لن نجرؤ على إخفاء الحقيقة عن منقذنا، يا آينز ساما."

بدا تعبير الرئيس صادق وحازم. لا يبدو أنه يكذب. فإذا اتضح أنه مخادع، فلا يمكن لآينز إلا أن يلعن عدم قدرته على قراءة الناس.
لا، أنا متاكد من ان رجل عظيم مثلك لا يمكن ان يكون راضي عن هذا المبلغ. وربما إذا جمع كل فرد في القرية ثروته، فقد نتمكن من جمع نقود كافية لإرضاء آينز ساما. ومع ذلك ... فقدت قريتنا الكثير من القوى العاملة، وإذا دفعنا أكثر من ثلاثة آلاف نحاس، فلن نتمكن من البقاء على قيد الحياة في الشتاء القادم. الأمر نفسه ينطبق على منتجاتنا. سيتعين التخلي عن العديد من المجالات لأننا نفتقر إلى الأشخاص الذين يمكنهم العمل بها. فإذا قدمنا لك إمداداتنا، فستكون حياتنا صعبة للغاية. على الرغم من أنه يؤلمني أن أطلب هذا من منقذنا، لكن ... هل يمكننا ... هل يمكننا الدفع على أقساط؟ "

حسنا؟ أليست هذه فرصة جيدة؟
شعر وكأنه ضاع في غابة كثيفة، ثم اتسع مجال رؤيته فجأة أمامه. تظاهر آينز بالتفكير في الأمر، وبعد ذلك كل ما امكنه فعله هو التنهد براحة. وبعد بضع ثواني، أعطى آينز رده أخراً.
"أنا أفهم. لن تكون هناك حاجة للدفع."
"إيه !؟لكن... لكن لماذا؟"

حدق رئيس القرية وزوجته في آينز وأعينهما واسعة وألسنتهما مقيدة. ليرفع آينز يده، مشيراً إلى أنه لا يزال لديه ما يقوله. فعليه أن يفكر فيما يمكنه وما لا يمكنه الكشف عنه، والأمر مزعج للغاية. لم يكن يعرف ما إذا كان بإمكانه إرشادهم لإخباره بما يريد، لكن لم يكن أمامه خيار سوى المحاولة.

"...أنا ساحر. كنت أبحث في التعاويذ في مكان يدعى نازاريك، ولم أتقدم للخارج إلا مؤخراً."
"فهمت، ولهذا السبب ترتدي مثل هذا الملابس."
"اه، ممم . هذا صحيح، "تمتم اينز وهو يلمس قناع الغيرة.

ما الذي سيفكر فيه الناس في الشارع إذا راو ساحر يتجول بعد نهضته الغريبة؟
لقد فكر في شوارع بالي المزدحمة، وبينما كان يأمل ألا يرى شيء كهذا في عالمه، لاحظ آينز شيئ لم يستطع فهمه، وهو كيف تم فهم مصطلحات اغدراسيل واستخدامها هنا.

يشير مصطلح السحرة إلى الكثير من الأشياء. وشملت رجال الدين، والكهنة، والدرويد، ووالأركانا، والمشعوذ، والسحرة، والباردس، والميكوس، والعرافين، والحكماء، وعدد لا يحصى من الفئات الأخرى التي تستخدم السحر. ففي اغدراسيل، كانوا يطلق عليهم جميعاً سحرة. وسيكون من المدهش إذا انتقلت المصطلحات الدقيقة إلى هذا العالم.

وعندما شاهد آينز رد فعلهم، أجاب:
"ربما قلت إنني لم أرغب في مكافأة، لكن الساحر يستخدم العديد من الأدوات لتحقيق أهدافه، بما في ذلك الخوف والمعرفة. فكل هذه الأشياء هي أدوات لتحقيق الربح، ولكن كما قلت سابق، كنت أركز على البحث في التعاويذ، لذا فإن معرفتي بالأمور المحلية مفقودة
إلى حد ما. لذلك، اود أن أتعلم عن المناطق المحيطة من كلاكما. بالإضافة إلى ذلك، آمل ألا تخبرا أي شخص عن بيعكم المعلومات. سأقبل ذلك بدلاً من المكافأة."

لا أحد سيكون لطيف لدرجة أن يقول "لا أريد شيئا". يمكن للمرء أن يقول إنه لا يوجد شيء أغلى من كونه مجاني.
الشخص الذي أنقذ حياة شخص آخر يستحق مكافأة على عمله الشاق. ومع ذلك، إذا قال المنقذ إنه لا يريد مكافأة، فسيجد أي شخص ان فعله غريب.
وبعد ذلك، أفضل شيء يمكن فعله هو جعل الطرف الآخر يشعر أنه دفع بطريقة ما، حتى لو في شكل غير ملموس.

وبعبارة أخرى، إن أفضل حل للوضع الحالي هو تهدئة شكوكهم من خلال جعلهم يبيعون المعلومات لآينز. هذا من شأنه أن يريحهم.
أومأ الرئيس وزوجته بنظرات ثابتة على وجهيهما.
"أنا أفهم. لن نسمح لأي شخص بمعرفة هذا."

قام آينز بقبض قبضته سرا بالموافقة. يبدو أنه لا يزال من الممكن استخدام المهارات التي اكتسبها من خلال عمله في هذا العالم.
"ممتاز. لا اريد أن أربطكم بالسحر. سأثق في طبيعتكم الخيرة."
مد آينز يد مدرعة. حدق الرئيس بصراحة في الأمر للحظة قبل أن يفهم الوضع، وأمسك بيد آينز.
بعد ذلك، تنفس آينز الصعداء. فيبدو أن المصافحة ممارسة معروفة هنا. فسيكون محبط للغاية لو نظر الرئيس إليه بذهول.

بالطبع، لم يثق آينز بهم تمامآ. فبعد كل شيء، يمكن فتح الأفواه التي أغلقها الوعد بفوائد أكبر. وإذا حاول اللعب على شخصياتهم لإبقائهم هادئين، فإن تقلبات الطبيعة البشرية قد تجعلهم يتحدثون. لم تكن هناك طريقة أفضل من الأخرى، لذلك كل ما يمكن أن يفعله آينز هو المخاطرة والأمل في أن يبقي الرئيس شفتيه مغلقتين. وعلى الرغم من أن الأمر لن يهم حتى لو تحدث. فستكون هذه الخيانة ببساطة أكثر نفوذ يمكن أن يستخدمه آينز في التعاملات المستقبلية مع القرية.
بعد قوله هذا، أخبرته غرائزه أنهم لن يخونوه. بعد أن رأى الامتنان الجاد في نظرات لرئيس وزوجته، اعتقد أنهما سيكونان مخلصين.

"إذن ... هل يمكنك إخباري بالمزيد عن هذا المكان؟"
"...ماهذا؟"
"واك! هل هناك شيء خاطئ؟ "
"لا، لا بأس. كنت ببساطة أتحدث إلى نفسي. سامحني على إزعاجك."
تعافى آينز في لحظة وغطى نفسه على الفور. إذا كان جسده لا يزال بشري، لكان يتصبب عرقاً الآن.

قال الرئيس ببساطة، "هل هذا صحيح؟" ولم يسأل أكثر.
ربما كان الرئيس قد ساوى بالفعل بين "االسحرة" و "غريبي الأطوار". وذلك أفضل لآينز ...
"هل أجهز لك شراب؟"
"أوه، لا، أنا لا اشعر بالعطش. لذا من فضلك، لا تزعج نفسك.."

لم تعد زوجته في الغرفة، ولكن بالخارج - كان عليها المساعدة في العديد من الأشياء. فقط آينز والرئيس كانا في المنزل الآن.
سأل آينز أولآ عن الدول المجاورة، ورد الرئيس بالعديد من الأسماء التي لم يسمع بها من قبل. على الرغم من أن آينز كان مستعد لذلك، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجئ بعد سماعه.

في البداية، اعتقد آينز أن هذا العالم سيتم تصميمه وفقاً للمبادئ الأساسية ل اغدراسيل.
فبعد كل شيء، يمكنه استخدام سحر اغدراسيل هنا ، وكان هناك العديد من الاجزاء المشابهة لدغدراسيل . ومع ذلك ، لم تكن أي من الأسماء التي سمعها مرتبطة ب اغدراسيل.

كانت الدول المجاورة هي مملكة ريستيزي وإمبراطورية باهاروث و سيليني القوطية . لم تظهر هذه الأسماء في سياق اغدراسيل ، المستوحاة من الأساطير الإسكندنافية.
شعر آينز كأن العالم يدور وجسده يتأرجح . امسك آينز حافة الطاولة للحفاظ على توازنه. على الرغم من أنه كان يتوقع أن يكون هذا العالم غريب ،إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجئ به.

كان التأثير أكبر مما كان يتوقع.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالارتباك الشديد منذ أن أصبح لاميت.
بذل آينز قصارى جهده للحفاظ على هدوئه، وأعاد النظر في ما سمعه عن تلك الممالك المجاورة والجغرافيا المحلية.
أولا ، هناك مملكة ريستيزي وإمبراطورية باهاروث. وهذه البلدان على جوانب مختلفة من سلسلة جبال ، وإلى الجنوب من تلك الجبال هناك غابة مترامية الأطراف ، وعلى حافة تلك الغابة هناك هذه القرية ، تحت مملكة ريستيزي ، ومدينة حصن ايرانتيل.

بينما العلاقات بين المملكة والإمبراطورية سيئة، وكانوا يخوضون معركة في البرية بالقرب من ايرانتيل كل عام تقريباً.
إلى الجنوب هناك سيليني القوطية.
وأفضل طريقة لوصف توجه تلك البلدان هي رسم دائرة، ثم تقسيمها باستخدام حرف T. مقلوب، بدا الأمر مربك، ولكن من الأسهل بكثير وصف الأشياء بهذه الطريقة. إلى اليسار هناك مملكة ريستيزي، وإلى اليمين إمبراطورية باهاروث ، وأسفلهما سيليني القوطية. وهناك دول أخرى ، لكن الرئيس كان على علم بهؤلاء الثلاثة فقط.

لم يكن الرئيس متأكد من مكان وضع هذه القرية بالضبط بين الثلاثة منهم.
بعبارات أخرى-
"... يا لها من حماقة مني."
كان الفرسان يرتدون دروع مزينة بشارات إمبراطورية باهاروث ، لذلك اعتقد الرئيس انهم من
إمبراطورية باهاروث. لكن هذه المنطقة كانت أيضاً تحد سيليني القوطية ، لذلك ربما كانوا فرسان متنكرين من ذلك البلد.

كان إطلاق سراحهم جميعاً خطأ . كان يجب أن يحتفظ بواحد لاستجوابه ، لكن فات الأوان
لذلك الآن.
إذا كان هذا من عمل سيليني القوطية ، فمن المحتمل أن يفعل شيء من جانب الإمبراطورية. من جانب المملكة، ولا بد أن يكون لديه ما يكفي من حسن النية لإنقاذ قريتهم، لذلك يجب أن تكون الأمور على ما يرام في الوقت الحالي.

غاص آينز في التفكير.
هل هو الوحيد الذي جاء إلى هذا العالم؟
مستحيل. كانت هناك فرصة كبيرة جداً لقدوم لاعبين آخرين إلى هنا أيضاً. ربما كان هيرو هيرو سان هنا أيضاً. كان بحاجة إلى التفكير فيما سيحدث إذا واجه لاعبين آخرين.

إذا جاء لاعبين آخرون إلى هذا العالم ، فمن المحتمل أن يتجمعوا، نظراً لطبيعة الشعب الياباني. فعندما يحين الوقت، كان عليه أن يفعل أي شيء تقريباً ليندمج فيه . يمكنه الاستسلام لأي شيء طالما أنه لا يشمل آينز اول غون.
كانت المشكلة ما سيحدث إذا اعتبره الطرف الآخر عقبة . كانت الاحتمالية طفيفة ، لكن لا يمكن استبعادها.

كانت آينز اول غون نقابة لطالما لعبت دور الأشرار من خلال قتل اللاعبين ، وبالتالي كانوا نقابة مكروهة للغاية. لم يكن متأكد من أنه ألقى تلك الصورة السلبية. على الرغم من كل ما يعرفه ، قد يرغب اللاعبين الآخرون في الانتقام منه بدافع من الشعور بالعدالة والغضب الصالح.

فمن أجل تجنب إعلان الآخرين الثأر منه ، كان عليه الامتناع عن فعل أي شيء يثير استعداء الناس المحيطين به . على سبيل المثال ، قد يؤدي ذبح السكان المحليين - وخاصتاً المدنيين الأبرياء - إلى إثارة غضب هؤلاء اللاعبين الذين لم يفقدوا إنسانيتهم بعد. بالطبع سيكون الأمر مختلف إذا كان هناك سبب يرضيهم ، مثل قتل الفرسان الذين كانوا يحاولون نهب هذه القرية.
على أي حال ، سيكون من الأفضل أن يتم اتخاذ إجراءات مستقبلية لسبب واضح. هذا يعني أيضاً أنه قد يضطر إلى القيام بأشياء لم تعجبه، لكن لا يوجد حلول اخري.

إذا كان الأشخاص الذين التقى بهم يحملون الكراهية اتجاه آينز اول غون ، فإن القتال سيكون أمر لا مفر منه. ولهذه الغاية ، فعليه أن يضع خطة وتدابير مضادة إذا حدث هذا الوضع.
نظراً للقوة الحالية لدفاعات معبد نازاريك العظيم تحت الأرض ، يمكنهم بسهولة التغلب على حوالي ثلاثين لاعب من المستوى مائة . بالإضافة إلى ذلك ، يمكنهم استخدام عناصر من الفئة العالمية في دفاعهم ، لذلك كان قلعة منيعة. ومن المحتمل أن يكونو قادرين على صد الغزاة كما فعلو في الماضي.

ومع ذلك ، كان من السهل ان نرى كيف يمكن ان يكون الوضع سيء بدون تعزيزات. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الورقة الرابحة ل آينز اول غون - عناصرها ذات المستوى العالمي - من شأنها أن تستنزف مستويات آينز في كل مرة يطلق فيها العنان لقوتهم الكاملة. فإذا تعرضوا للهجمات على التوالي، فقد يأتي الوقت الذي تصبح فيه عناصر المستوى العالمي غير صالحة للاستعمال.

كان آينز واضح جداً في أن المناورات في مثل هذا السيناريو في رأسه كانت عرضة للتحيز والتغير . ومع ذلك ، لم يعد آينز طفل ، وكان دائماً يفكر في أسوء سيناريو قبل اتخاذ أي إجراء. كان هذا مجرد التفكير في كيفية التعامل مع المشكلة قبل حدوثها.

إذا كان يريد فقط أن يبتعد عن كل هذا ، يمكنه ببساطة أن يعيش في الجبال مثل الوحش. ومع ذلك ، فإن القوة التي كان يمتلكها والاسم الجبار الذي يحمله منعته من القيام بذلك.
إذا أراد التعايش بسلام مع العالم ، فسيحتاج إلى التعامل مع المشاكل عند ظهورها.

على هذا النحو ، سيصبح القتال وتوسيع القوة القتالية موضوع مهم للغاية في المستقبل. وعليه أن يجمع معلومات عن هذا العالم ، وكذلك أخبار عن لاعبين آخرين.

"يجب أن تفعل هذا."
"ماذا حدث؟"
"لا لا شيء. أنا ببساطة ضعت في افكاري لأن الأمور لم تكن كما توقعت . صحيح ، هل يمكنك إخباري بشيء آخر الآن؟ "
"آه ، آه نعم ، أنا أفهم."

بدأ رئيس القرية يتحدث عن الوحوش بعد ذلك.
مثل اغدراسيل ، كان هذا العالم يملك وحوش . كانت الغابة المجاورة مليئة بالوحوش ، وكان أحدهم يعرف باسم "ملك الغابة الحكيم". وهناك أيضاً الأقزام ، وجميع أنواع الجان ، و الغوبلين ، و الاورك ، والغوغر ....الخ . من الواضح أن بعض انصاف البشر قد بنو مدنهم الخاصة.

وهناك أشخاص يطلق عليهم اسم المغامرين الذين طردون هذه الوحوش ، و يوجد العديد من السحرة بينهم ، ولهؤلاء المغامرين نقابات خاصة بهم في جميع المدن الكبرى.
بصرف النظر عن ذلك ، تعلم أيضاً عن مدينة الحصن القريبة ايرانتيل.

فوفقاً للرئيس، إن ايرانتيل أكبر مدينة في المنطقة ، على الرغم من أنه لم يكن يعرف بالضبط عدد سكانها . لكن يبدو أن هذا هو أفضل مكان لجمع المعلومات.
بينما كانت كلمات الرئيس مفيدة ، لا يزال هناك العديد من التفاصيل غير الواضحة. لذلك ، سيكون من الأفضل إرسال شخص ما الي هناك لمعرفة الإجابة ، بدلاً من طرح أسئلة على الرئيس.

أخيراً ، كانت هناك مسألة اللغة. كان من المدهش حقاً أنهم فهموا اللغة اليابانية في هذا العالم الجديد. نتيجة لذلك ، نظر آينز بعناية إلى فم رئيس القرية ، واكنشف أنه في الواقع لا يتحدث اليابانية. لم تتطابق كلماتهم عن حركات أفواههم مع اللغة اليابانية.
بعد ذلك ، أجرى المزيد من التجارب.
كان استنتاجه أن شخصاً ما قد أطعم الناس في هذا العالم نوع من مادة الترجمة. ومع ذلك ، لم يكن يعرف من أطعمهم هذه المادة.

تمت ترجمة لغة هذا العالم قبل أن يسمعها الطرف الآخر.
إذا كان بإمكانه فهم ما قاله الشخص الآخر ، فيجب أن يكون قادر على التواصل مع أشكال الحياة غير البشرية ، مثل كلب أو قطة. السؤال الآن هو من فعل هذا. بالإضافة إلى ذلك ، لم يجد رئيس القرية هذا غريباً.

بدا طبيعي تماما بالنسبة له.
بعبارة أخرى ، إن هذا المبدأ الأساسي للعالم. و عندما فكر المرء في الأمر بهدوء ، فهذا عالم سحري ، قد يعمل وفقاً لمبادئ مختلفة تماماً عن العالم الذي ولا فيه آينز.
يبدو أن المعارف والحقائق الأساسية التي تعلمها في حياته السابقة لم تعد قابلة للتطبيق هنا. وهذه مشكلة خطيرة.

فإذا ظل يجهل هذا العالم ، فهناك احتمال أن يرتكب خطأ فادح . في هذه الحالة كان "الجهل" مرادف لكلمة "كارثة".
في الوقت الحالي ، يفتقر آينز إلى المعلومات حول محيطه. لذا عليه أن يحل هذه المشكلة بسرعة ، لكن لم يكن لديه أي فكرة من أين يبدأ. هل سيضطر إلى خطف شخص ما وجعله يتحدث عما يعرفه؟ لم يكن هذا خيار عملي للغاية.

ولما كان الأمر كذلك ، لم يتبق له سوى بديل واحد.
"يبدو أنني سأحتاج إلى العيش في مدينة لفترة من الوقت."
كان عليه أن يلاحظ ويقلد أشياء كثيرة لكي يتعلم كل ما يمكنه معرفته عن العالم . لقد احتاج أيضاً إلى فهم سحر هذا العالم ، والعديد من الأشياء الأخرى المتعلقة به.

عندما كان يفكر في هذا ، سمع خطى من خارج الباب الخشبي الرديء. كان هناك تأخير كبير
بين أصوات الخطى، مما يعني أنه مهما كان ، فهو لا يتقدم بسرعة. كانت تلك الأصوات الثابتة والمتثاقلة لخطى رجل بالغ.
جاءت طرقة من الباب عندما استدار آينز إليه . لم يستطع الرئيس إلا أن ينظر إلى وجه آينز. لم يجرؤ على التصرف من تلقاء نفسه لأنه كان لا يزال يشرح الأمور لمنقذه، كدفعة لإنقاذه هو وكل من في القرية.

"تفضلوا، كنت أنوي أخذ قسط من الراحة. لذا لن أمانع إذا خرجت."
"أنا آسف جداً بشأن هذا" ، قال الرئيس بينما أومأ برأسه اعتذاراً. توجه نحو الباب وعندما فتحه ظهر قروي. نظر أولا إلى الرئيس ، ثم إلى آينز ، وقال:

"رئيس ، أنا آسف لمقاطعتك عندما تتحدث إلى ضيوفنا ، لكنهم جاهزون للدفن ... "
"اوه..."
نظر الرئيس إلى اينز ، وعيناه تتوسلان للحصول على موافقته.
"لا بأس. لا داعي للقلق علي."
"شكراً لك، أخيبر الآخرين أني سأكون هناك قريباً."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي