الفصل 2 الجزء الرابع حراس الطوابق

اختفى عنصر النار البدائي العملاق ببطء، كما لو أنه يتحول إلى لا شيء. ثم بدأت الحرارة الحارقة التي تركها في أعقابه تبرد. وعندما اختفى عنصر النار، شعر مومونغا بالصلة التي تربطه به تتلاشى، مثل الدخان في الريح.
يمتلك عنصر النار البدائي قوة هجومية وقدرة على التحمل غير عادية، ولكن بالنسبة إلى اورا، التي يمكن أن تتجاهل ضرر النار وهجمات النطاق (الهجمات واسعة النطاق) والتهرب برشاقة من ضرباته، لم يكن أكثر من مجرد هدف عملاق.

وعلى الرغم من أن اورا ستفقد بعض الصحة إذا تعرضت للهجوم، فإن ماري الدرويد (نوع من المعالجين الذي يقدم دعم وتعزيزات) لن يسمح بحدوث ذلك. بل في الواقع، لقد ألقى كل أنواع البف والديبق ذات التأثير الكبير خلال المعركة.
لعب الاثنان دورهما كمهاجم أمامي وحارس خلفي بشكل مثالي، مع عمل جماعي لا تشوبه شائبة. وفي الوقت نفسه، تمكن مومونغا من أن يشعر بواقعية هذه المعركة، بخلاف المعارك التي خاضها في اللعبة.

"مذهل ... قدمتما عرض جيد."
ابتسم التوأم بسعادة عندما سمعا مدح مومونغا الصادق.
"شكراً لك يا مومونغا-ساما! لقد مر بعض الوقت منذ أن اضطررنا إلى العمل بجد!"
حاول االثنان مسح عرقهما، لكن بعد ذلك مباشرة، خرج المزيد منه على جلدهما، وتدحرجت قطرات العرق على بشرتهما الداكنة.
فتح مومونغا مخزونه بصمت، وسحب عنصر سحري - إبريق ماء لا نهاية له.

في يغدراسيل، عادة هناك حالات كالجوع والعطش، ولكن لم يتم تطبيق أي من تلك الحالات على مومونغا اللاميت، لذلك ليس عليه استخدام عناصر مثله. على الأكثر، استخدمها على جبله.
كان الإبريق الزجاجي مملوء بالماء. مع قطرات من الثلج تشكلت على الفور على سطح الزجاج، وربما لأن الماء بالداخل بارد جدا.
ثم أخرج مومونغا زوج من الأكواب الجميلة، وملئهما بالماء من الإبريق، وأعطاهما للتوائم.

"اورا، ماري، اشربا."
"إيه؟ لكن هذا ليس مقبولا، أليس كذلك ، يا مومونغا ساما ... "
"نعم، فيمكنني صنع الماء بسحري أيضاً."
ابتسم مومونغا بمرارة عندما رأى أورا تلوح بيدها وماري يهز رأسه.
"لا تفكرا بذلك. فكلاكما دائما يعملان بشكل جيد فكرا في هذا على أنه شكري لكما."
"فوا~"
"فوييي~"

تحولت آذان أورا وماري إلى اللون الأحمر، ومدو يدهما بخجل وبعصبية لأخذ الاكواب.
شكراً لك يا مومونغا ساما!
"حتى أنك سكبت الماء من أجلنا، يا مومونغا-ساما!"
اليس هذا ممتع جداً؟

أورا، التي أوقفت احتجاجاتها، أخذت الكوب بكلتا يديها وشربته في جرعة واحدة. نزلت قطرات من الماء من زاوية فمها، نزولاً إلى المنحنيات الملساء لحلقها النابض وصولاً إلى الزركشة التي تغطي صدرها. وأمسك ماري كأسه بكلتا يديه وارتشف منه ببطء. والاختلافات بينهما واضحة حتى في الطريقة التي يشربون بها الماء.

لمس مومونغا حلقه عندما رأى الاثنين. شعر وكأن هناك طبقة رقيقة من الجلد حول عظام رقبته.
حتى الآن، لم يشعر بالعطش، لذلك لم يزعجه الأمر. على الرغم من أنه يدرك جيداً أن اللاموتى لن يشعروا بهذا، إلا أنه لم يسعه إلا أن يفكر أن هذه كلها مزحة بمجرد أن أدرك أنه لم يعد بشري.
واصل مومونغا لمس نفسه. لم يكن لديه جلد او عضلات او اوعية دموية او اعصاب او أعضاء داخلية. فلم يكن جسده سوى عظام. لقد فهم الأمر بشكل غامض في قلبه، لكنه شعر بأن ما يحدث غير واقعي لدرجة أنه لم يستطع منع نفسه عن استكشاف جسده بأصابعه.

بدت حاسة اللمس لديه باهتة منذ أن لم يعد إنسانا، كما لو هناك طبقة رقيقة من القماش بين أصابعه وأي شيء كان يلمسه. وفي المقال بصره وسمعه وحواسه الأخرى أكثر حدة من ذي قبل.
قد يتوقع المرء انه يمكنه بسهولة كسر جسم مكون من العظام فقط، لكن عندما لمس عظامه شعر بان كل عظمة أقوى من الفولاذ.
وفي نفس الوقت شعر بإحساس غريب بالاكتمال والرضا، وأن هذا جسده الحقيقي، رغم أنه مختلف تماماً عن جسده القديم. ربما سبب هذا لأنه لم يشعر بالخوف، على الرغم من تحوله إلى مجموعة من العظام البيضاء.

"هل تريدان المزيد؟"
قام مومونغا برفع الإبريق عندما سال التوام، اللذان التهيا من الشرب.
"إيه، شكرا! لقد شربت بما فيه الكفاية!"
"هل هذا صحيح؟ اذا، ماري، هل تريد المزيد؟ "
" ايه! إيي، أنا، لقد اكنفيت أيضاً. أنا، لم أعد أشعر بالعطش."

أومأ مومونغا برأسه وهو يستعيد الاكواب، قبل أن يعيدهم جميعاً إلى مخزونه.
همست اورا فجاة،" اعتقدت ان مومونغا-ساما سيكون مخيف اكثر من هذا."
"أوه؟ حقا؟ حسنا، إذا كنت تشعرين بهذه الطريقة ... "
"انه جيد! إنه الأفضل"
"اذا سننتهي هنا."

فوجئ مومونغا إلى حد ما بإجابة اورا العاطفية.
"مو -مومونغا ساما، هل نحن الوحيدان الذين تعاملهم بلطف...؟
لم يكن مومونغا متأكداً من كيفية الإجابة على سؤال أورا الغامض. بدلاً من ذلك، ربت على رأسها برفق.
" ايهيهيهيه. "

بدت اورا وكأنها جرو قد رأي للتو شيء يحبه، بينما ماري يظهر علامات الغيرة على وجهه. بعد ذلك فقط، رن صوت:
"أويا، هل أنا أول من وصل؟"
مع نغمة قديمة ورسمية، لكن الصوت نفسه بدا وكأنه لشابة. تشكل ظل على الأرض، ثم تحول الظل إلى ما يشبه الباب الذي خرج منه انسان.

مرتدية ثوب "بلاكبول"(يشبه فستان الدمى) بدا وكأنه ناعم الملمس. وتنورتها منتفخة على شكل جرس ضخم. وفوق ذلك، كانت سترة بوليرو مزينة بالرتوش والدانتيل وشرائط، بالإضافة إلى زوج من القفازات الحريرية الطويلة. قام كل هذا بتغطية معظم بشرتها.

وبشرتها شاحبة مثل الشمع، ويمكن وصف مظهرها فقط بأنه جميل بشكل مذهل. فشعرها الفضي الطويل مربوط في شكل ذيل حصان ينحدر على جانب واحد من رأسها، ويكشف وجهها. امتلئ بؤبؤاها ذو اللون الأحمر الغامق بنظرة مغرية.
بدت وكأنها تبلغ من العمر أربعة عشر عام، أو أقل، ومظهرها البريء الشاب يجمع كل صفات الجاذبية والجمال. ومع ذلك انتفخ ثدييها بفخر إلى الأمام بطريقة غير طفولية ابداً.

"...الم تكوني أنت من قلت الا نستخدم بوابة بطيش في نازاريك؟ فبعد كل شيء نحن محصنين ضد النقل الآني، ويجب أن تكون قادرة على المشي الي هنا، لذا ألا يجب أن تأتي سيراً على الأقدام يا شالتيار؟ "

جاء الصوت المنزعج من جانب مومونغا. ولم يعد هناك أي أثر لطاعتها السابقة كالجرو في
تلك الكلمات الباردة، بل فقط عداء مشتعل.
بينما ماري يرتجف بجانبها، ويبتعد ببطء عن أخته. وفي الحقيقة، السرعة التي غيرت بها النمر المسمى اورا موقفها أذهلت مومونغا أيضاً.
الفتاة التي أتت إلى هنا عبر أعلى مستوى من سحر النقل الآني تسمى شالتيار. لم تكلف نفسها عناء النظر إلى أورا، التي توبخها. بدلاً من ذلك تقدمت بسرعة امام مومونغا.
مع رائحة الساحرة لنوع ما من العطور عالقة حولها.

قالت اورا "...يا له من شيء نتن". ثم تابعت قائلة "لا تقولي لي أنك بدأت تتعفنين لأنك لاميت؟"
ربما رأت مومونغا يرفع يده بشكل انعكاسي ليوقفها، فجعدت شالتيار حاجبيها بحزن وأجات:
"...اليس هذا وقح بشدة؟ فمومونغا ساما هو ايضا لاميت."
"هاه؟ ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه يا شالتيار؟ فمومونغا ساما ليس مجرد لاميت. بل إنه أشبه بلاميت خارق، أو لاميت إلهي."

ارتبك مومونغا إلى حد ما عندما سمع شالتيار وماري اللتان تبادلتا ال "اه" و "مم" على التوالي. فالحقيقة هي أنه في يغدراسيل، سيعتبر نفسه مخلوق لاميت عادي... وهذا ما فكر فيه مومونغا الان.
على اي حال، لم تكن هناك أشياء مثل اللاموتي الخارقين او اللاموتي الالهيين.

"لكن، لكن يا ني تشان، ربما لم يكن عليك قول ذلك ..."
"هل هذا صحيح؟ حسناً، إذن لنتراجع خطوتين إذن. احم ... لا تقولي لي أنكي بدأتي تتعفنين لأنك جثة تمشي."
"هذا ... حسنا، هذا يبدوجيدا، نوعاً ما."
بعد الاتفاق مع اورا، وضعت شالتيار يديها النحيفتين على جانبي رأس مومونغا، كما لو أنها تحتضنه.
"اه، يا سيدي، سيدي العزيز، الوحيد الذي لا استطيع السيطرة عليه..."

انفصلت شفتاها القرمزية، لتكشف عن لسان رطب وناعم. وتحرك اللسان كحيوان حي وهو يلعق شفتيها بلطف. وانبعثت أنفاسها العطرة من فمها المفتوح.
على الرغم من أنها مناسبة تماماً لدور الفاتنة الجذابة من جميع النواحي الأخرى، إلا أنها صغيرة جداً على ذلك. وهذا التناقض بين توقعاتها والواقع مضحك. وبالإضافة إلى ذلك، فهي قصيرة جداً. فعندما مدت يديها لعناق مومونغا، بدا الامر وكأنها تريد أن تتدلى من رقبته.

ومع ذلك، فإن هذا عاطفي للغاية لمومونغا، الذي لم يكن معتاد على الفتيات. لقد أراد التراجع، لكنه في النهاية قرر الصمود.
هل هذا ما هي عليه حقاً؟ تردد صدى هذا الفكر في رأسه إلى ما لا نهاية. ومع ذلك عندما فكر مومونغا في حقيقة أن رفيقه بيرورونسينو صممها، فقد فكر في أنه ربما يكون صممها بهذه الشخصية. فبعد كل شيء، أحب بيرورونسينو ألعاب الهينتاي وأعلن بفخر أنها حياته.

تم صنع شالتيار بلودفالين من قبل هذا العضو المنحرف.
وهي "مصاص دماء حقيقي"، وحارسة الطوابق من الأول إلى الثالث لضريح نازاريك العظيم.
وفي الوقت نفسه هي فتاة تم إنشائها بواسطة أحد عشاق العاب الهينتاي وتصميم شخصيتها مليئة باجزاء من العديد من العاب الهينتاي.

"...إن هذا يكفي..."
وردت شالتيار على الهدير المنخفض لأول مرة. بنبرة ساخرة، قائلة لاورا، "يا آورا، هل ما زلت هنا أيتها القزمة؟ لم أستطع رؤيتك، لذلك اعتقدت أنك غادرت."

لم يرغب مومونغا في إضافة اي شيء الي ما قالته شالتيار للتو.
فقد بدا وجه اورا بالارتعاش بلا حسيب ولا رقيب، ثم تجاهلتها شالتيار وقالت لماري، "لا بد ان الأمر صعب جداً عليك، حيث يتعين عليك التعامل مع أخت غريبة الأطوار كهذه. فمن الأفضل أن تتركها قريباً، لكي لا تصبح غريب الأطوار مثلها."

شحب وجه ماري على الفور، لأنه يعلم أن شالتيار تريد استخدامه لبدء قتال.
ومع ذلك ابتسمت اورا ببساطة. و-
"فلتخرسي يا صاحبة الصدر المزيف."
— أسقطت قنبلة.
"...ماذا تقولين بحق الجحيم-!؟"

آه، لقد انهارت شخصيتها (اي توقفت عن تمثيل دورها)، تمتم مومونغا تحت أنفاسه.
الآن وقد تم الكشف عن طبيعة شالتيار الحقيقية، فقد تخلت عن تصرفها الانيق.
"همف، هذا واضح جداً -اللعنة، إن هذا الصدر غريب، كم عدد الفوط التي وضعتها هناك؟"
"وواه -وواه-"
ظلت شالتيار تلوح بيديها مذعورة، كما لو أنها تستطيع تفريق كلمات أورا بهم، بينما لديها تعبير طفولي مناسب على وجهها. من ناحية أخرى، ابتسمت اورا ابتسامة عريضة.
"لقد وضعت الكثير منهم...اراهن ان شكله يتغير عندما تركضين، اليس كذلك؟"

"كوهيي!"
أحدثت شالتيار صوت غريب عندما وخزها إصبع ممتد.
"انا محقة، أليس كذلك؟ كوكوكو! اين ذهبوا-!؟ لهذا السبب لم تركضي، على الرغم من أنك قلقة، وبدلاً من ذلك استخدمت بوابة "
" فلتخرسي، ايتها القزمة! ليس الأمر كما لو أنه لديكي واحد! على الأقل أنا.. .لا، بل لدي الكثير لأستعرضه!"
ابتسمت اورا ببساطة في مواجهة هجوم شالتيار المضاد اليائس. ثم تعثرت شالتيار مصدومة، وغطت صدرها بشكل انعكاسي. يا له من مشهد مؤسف.

"...أنا في السادسة والسبعين فقط، ولدي الكثير من الوقت لأنمو، على عكس الزومبي الذين ليس لديهم مستقبل مثلك.آه، كم هذا محزن -لن تكبري أبداً مرة أخرى ~"
تذمرت شالتيار باحباط وتراجعت خطوة أخرى. مع نظرة يائسة ومتوترة على وجهها، الأمر الذي جعل اورا تبتسم فقط بطريقة مخيفة.

"بالتفكير في أنك سعيد حقاً بصدرك -همف"
تخيل مومونغا أنه يستطيع سماع صوت شالتيار.
"أيتها الشقية الغبية -! لقد فات الأوان لتندمي على كلماتك -! "

غلى الضباب الأسود المتصاعد من يدي شالتيار. وأعدت أورا سوطها. بينما مومونغا وماري، اللذان يراقبان من الجانب، مرتبكان ولم يعرفا ماذا يجب ان يقولا.
مع أن المشهد أمام عيني مومونغا مألوف بشكل غامض، حتى انه تساءل عما إذا كان عليه إيقافهما.

ف بيرورونسينو سان، الذي صمم شالتيار، و بوكوبوكو تشاغاما سان، الذي صمم اورا و ماري، أخ أصغر وأخته الكبرى، وفي بعض الأحيان كانا يتجادلان بطريقة ودية، مثل ما يحدث الآن.
تذكر مومونغا أشكال رفاقه السابقين وهو يشاهد قتال الفتاتين.

"ما هذا. شجار ."
جاء الصوت اللاإنساني أثناء تذكر مومونغا الماضي. أخيراً أدى الصوت الغريب الرتيب إلى إسكات الاثنين.
فعندما استدار لينظر إلى أصل الصوت، رأى شخص متغير الشكل يكتنفه الهواء البارد.

بلغ ارتفاعه مترين ونصف ويشبه حشرة ذات قدمين. بدا الأمر كما لو أن أحد المهووسين قد دمج سرعوف ونملة معاً. وذيله يبلغ ضعف طول جسمه، ومغطى بمسامير حادة تشبه رقاقات الثلج. بدا الفك السفلي قوي المظهر وكأنه يستطيع قطع ذراع الرجل بقضمة واحدة.

ممسكا بمطرد بلاتيني في يديه، وفي يديه الأخرتين صولجان مصنوع ببراعة تشع منه هالة سوداء، وسيف عريض لا يبدو وكأنه يمكن غمده.
ومحاط بهالة مخيفة من البرد. وهيكله الخارجي بلون أزرق باهت ومتألق مثل غبار الماس.
مع نتوءات تشبه الجبال الجليدية تمتد من ظهرها وكتفيه.
إنه حارس الطابق الخامس، "حاكم الأنهار الجليدية"، كوكيتوس.

ارتطم مطرده بأرضية الحلبة، و بدأت الأرض حوله تتجمد.
"أنتما. توقفا. في. حضرة. الحاكم الاعلي. اكبحا. نفسكما."
"هذه الشقية من بدأت"
“حقاً-“
"أواوا..."
حدقتا شالتيار واورا في بعضهما، بينما اصيب ماري بالذعر بجانبهم. ولم يستطع مومونغا الصمت أكثر من ذلك، وخاطبهما باقتضاب.

"... شالتيار، اورا. فلتوقفا عن العبث"
ارتجف الاثنتان، ثم خفضتا رأسيهما في وقت واحد.
"خالص اعتذاري!" قالو في انسجام تام.
قبل مومونغا اعتذارهم بإيماءة. ثم التفت وقال، "يا كوكيتوس، لقد أتيت."
"أنا. أتى. فوراً. بناء. على. الاستدعاء. المستلم. منك. يا. مومونغا ساما."

تجمد الماء في الهواء بصوت طقطقة أثناء ملامسته للبخار الأبيض الذي يخرج من فم كوكيتوس وهو يتحدث. وهذا الهواء شديد البرودة تماماً مثل عنصر النار البدائي الذي يمثل اعلى درجات الحرارة. فسيعاني أي شخص يقف بالقرب منه من آثار انخفاض درجة الحرارة،
وقد يتعرضون لقضمة الصقيع. ومع ذلك لم يشعر مومونغا بأي شيء. فالحقيقة أن الجميع هنا كانوا يملكون مقاومة عالية للنيران والثلج والهجمات الحمضية، أو لديهم طريقة ما للتعامل معهم.

"لا بد أنك كنت متفرغا للغاية مع عدم وجود متسللين في الجوار، أليس كذلك؟"
"بالفعل."
بدا صوت طقطقة فكه السفلي وكأنه صوت تهديد الدبور. ومع ذلك شعر مومونغا بأنه مضحك.
"حتى. لو لم. يكن. هناك. متسللين. مازالت. هنا. أشياء. يجب. انجازها. وبالتالي. انا. لم. أكن.
متفرغ. ادأ."
"أوه؟ أشياء يجب انجازها؟ ما هي هذه الأشياء، هل لي أن أسأل؟"
"التدريب. على. الاوامر، لكي. اكون. مستعداً. ل الانطلاق. في. أي. وقت."

على الرغم من أنه لم يكن واضح جداً من مظهره، فقد تم تصميم كوكيتوس ليكون المحارب المثالي، فسواء شخصيته أوجسده. لذلك من وجهة نظر مستخدم السلاح، فإن هجماته هي الأقوى في ضريح نازاريك تحت الأرض.

"لقد فعلت كل هذا من اجلي. انت عملت بجد. تشكراتي."
"بعد. سامع. مديحك. فالأمر. يستحق. أرى. ان. ديميورغ. و. البيدو. وصلو."

استدار مومونغا في الاتجاه الذي ينظر إليه كوكيتوس، عند مدخل الكولوسيوم، حيث راى شخصين يدخلان. الشخص الذي في المقدمة هي ألبيدو، بينما تبعها رجل من الخلف مثل الخادم. بمجرد أن اقتربت بما فيه الكفاية، ابتسمت ألبيدو لمومونغا وانحنت بعمق.

انحنى الرجل وقال: "سامحوني لأني جعلت الجميع ينتظروني."
بلغ طوله حوالي مائة وثمانين سنتيمتر، وبشرته داكنة بسبب الشمس. بدت ملامح وجهه شرقية، بينما شعره الأسود ممشط بدقة. لا يمكن حتى معرفة أن عينيه خلف نظاراته الانفية قد ضاقت. فمن المشكوك فيه ما إذا كانت مفتوحة حتى.

مرتديا بدلة غربية مع ربطة عنق مطابقة. أعطى انطباع بأنه رجل أعمال محترف، أو محامي ماهر.
ومع ذلك، مظهره المهذب والانيق لم يتمكن اخفاء الهواء الشرير حوله. امتد خلفه ذيل ملفوف بمعدن فضي، مع ست أشواك حادة. ومحاط بوميض خافت من اللهب اادسود.
إن هذا الرجل هو "مبتكر الجحيم المشتعل"، ديميورغ.
حارس الطابق السابع لضريح نازاريك تحت الأرض. وتم تصميم هذا الشيطان ليكون قائد الدفاع لNPC

"يبدو أن الجميع هنا."
"-مومونغا-ساما، هناك شخصان آخران لم يصلا بعد،" قال صوت رنان بدا وكأنه يتدفق في قلب المرء.
تم دعم كلمات ديميورغ من خلال مهارة سلبية تسمى هذه المهارة لتعويذة القيادة، يمكن لتلك المهارة أن تحول ضعاف العقول الى دمى ترقص بخيوط ديميورغ.
ومع ذلك لم يكن لهذه المهارة أي تأثير على الأشخاص الحاضرين. فهي مفيدة فقط ضد الأشخاص الذين تقل مستوياتهم عن الأربعين، لذلك لم يتأثر اي منهم او ينزعج حتى.

"لا. سيتم نقل هذين الحارسين فقط في ظل ظروف خاصة. لذلك ليست هناك حاجة لاستدعائهم في الوقت الحالي."
"...حلفائي. لم. يصلو. حتى الآن."
تجمدت اورا وشالتيار عندما سمعا هذه الكلمات، وتجمدت الابتسامة على وجه ألبيدو.
هذا، هذا الزميل هو مجرد حارس منطقة في أحد الطوابق التى انا ... نحن نتولى مسؤوليتها.

"نعم نعم"
ابتسمت شالتيار وأورا بشدة، بينما أومأت ألبيدو برأسها بقوة وهي تتفق معهم.
"... بل في الواقع، سيكون من الجيد إبلاغ حراس المناطق المختلفة. لذا، دعوا حراس المناطق مثل غورين و غرانت يعرفون ذلك أيضاً. وسأترك هذه المهمة إلى حراس الطوابق."

كان هناك نوعان من الحراس في ضريح نازاريك تحت الأرض.
حراس الطوابق، مثل الذين امام مومونغا في الوقت الحالي، مسؤولين عن طابق واحد أو أكثر. وحراس المنطقة مسؤولين عن منطقة فردية داخل الطابق. وببساطة إن حراس الطابق مسؤولين عن حراس المنطقة، الذين بدورهم مسؤولين عن منطقة معينة. فنظراً لوجود العديد منهم، لم يكونوا بشكل فردي مهمين للغاية. في نازاريك، مصطلح الحراس عادتاً ما يشير إلى حراس الطوابق.

بعد أن أظهرحراس الطوابق المختلفة أنهم يفهمون أوامر مومونغا، أمرت ألبيدو:
"اذا، دعونا نتعهد جميعاً بولائنا للحاكم الأعلى."
أومأ جميع الحراس برؤوسهم كواحد، وقبل أن يقاطعهم مومونغا، اصطفوا أمامه. وقفت البيدو امامهم، بينما شكل الحراس الآخرين صف خلفها. مع تعبيرات جادة مليئة بالاحترام. ولم يظهروا أي علامة على العبث.

تقدمت شالتيار، التي وقفت على أحد طرفي الصف، إلى الأمام:
"شالتيار بلودفالين، حارسة الطوابق الأول والثاني والثالث، تقدم نفسها للسيد."

ركعت بإحدى ركبتيها، وضغطت إحدى يديها على صدرها، وانحنت بعمق. بعد ذلك تقدم كوكيتوس إلى الأمام وقال:
"كوكيتوس. حارس. الطابق. الخامس. يقدم. نفسه. الي. السيد."

مثل شالتيار، ركع أمام مومونغا مثل تابع أمام اللورد. ثم جاء دور توأم الجان المظلمين:
"حارسة الطابق السادس، اورا بيلو فيوري، تقدم نفسها للسيد."
"حارس الطابق السادس، ماري بيلو فيوري، يقدم نفسه للسيد."

ركعوا باحترام وأنزلوا رؤوسهم إلى مومونغا. بما أن لكل من شالتيار وكوكيتوس وأورا وماري أجسام مختلفة ، وبالتالي ينبغي أن يتخذ كل منهم خطواته للأمام بشكل مختلف. ومع ذلك فإن الطريقة التي ركعوا بها متطابقة وقد اصطفوا بدقة.

بعد ذلك تقدم ديميورغ بطريقة رسمية.
"حارس الطابق الساع، ديميورغ، يقدم نفسه للسيد."

بعد كلماته الواضحة، نزل ديميورغ على ركبة واحدة بحركة رشيقة، كما لو يعبر عما في قلبه من خلال أفعاله. أخيراً، تقدمت ألبيدو إلى الأمام أيضاً.
"المشرف على الحراس. البيدو. تقدم نفسها للسيد."

ابتسمت لمومونغا، وركعت مثل الحراس الآخرين. ومع ذلك واصلت ألبيدو التحدث بصوت عالي وواضح أثناء تسليمها لتقريرها إلى مومونغا.
"باستثناء حارس الطابق الرابع غارغانتوا والحارس فيكتم في الطابق الثامن، يركع جميع حراس الطوابق أمامك. وهكذا نقدم أقصى درجات ولائنا للسيد."

لم يستطع مومونغا الكلام وهو ينظر إلى الرؤوس الستة المنحنية أمامه. غطى ضغط غريب المنطقة بأكملها، وربما مومونغا هو الوحيد الذي يمكنه تحمل هذا الضغط المؤلم والساحق.
— لم يعرف كيف يتصرف.
لم يرى شيء كهذا من قبل في حياته. وفي أرتباكه، قام مومونغا عن طريق الخطا بتنشيط إحدى المهارات. حلقت هالة مخيفة فوق المناطق المحيطة به، وتشكلت خلفه هالة من الضوء الأسود.
لم يكن لدى مومونغا الوقت الكافي لإلغاء هذه المهارة لأنه يجهد دماغه بشكل محموم ليتذكر مشهد من الأفلام أو البرامج ليعرف كيف يستجيب بشكل مناسب هنا.

"فلترفعوا رؤوسكم."
مع إشارة، رفع الجميع رؤوسهم. وتنسيقهم رائع لدرجة أن مومونغا تساءل عما إذا كانوا قد
تدربوا على هذا معاً.
"اذن ... أولا، أشكركم جميعاً على مجيئكم إلى هنا."
لا داعي للشكر. نحن جميعاً مرؤوسين مخلصين لمومونغا ساما. فبالنسبة لنا، مومونغا- ساما هو الاوفرلورد الأعلى لم يعارض أي من الحراس تصريحها. وكما هو متوقع من مشرف الحراس.
نظر مومونغا إلى الحراس بوجه صارم، وشعر بإحساس بالاختناق يأتي في حلقه غير الموجود. كونه قائدهم أشعره بضغط خانق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أي أوامر يصدرها الآن ستؤثر على علاقته بهم في المستقبل. لم يستطع إلا أن يتردد وهو يفكر في الاحتمالات.
هل سيقود ضريح نازاريك العظيم إلى الدمار بسبب قراراته -لقد غمر القلق الناجم عن هذه الفكرة قلبه وعقله.

"... يا مومونغا ساما، من الطبيعي أن تساورك الشكوك بشأننا. فبعد كل شيء، يجب أن تكون
قدراتنا ضئيلة بالنسبة لك."
ازالت البيدو الابتسامة عن وجهها، واستمرت بلهجة جادة مشوبة بقوة شديدة.
"ومع ذلك، إذا أعطى مومونغا ساما الأمر، فإننا -جميع الحراس سوف ينجزون أي مهمة ستحدد لنا، مهما كانت صعبة أو شاقة، بكل ذرة من كياننا. نقسم بموجب هذا أننا لن نسمح أبداً للواحد وأربعين كائن سامي في آينز اول غون . لصانعينا. بان يشعرو بالعار من افعالنا "
"هذا ما نقسم به!"

رد حراس الطوابق مباشرة بعد ألبيدو. وأصواتهم مليئة بالقوة، ولن يتضاءل هذا الولاء والتصميم امام أي عدد من الأعداء. بدا الأمر كما لو يسخرون من مخاوف مومونغا السابقة من أن الNPC قد يخونوه.
تلاشى الظلام من قلبه كالظلال في شمس الصباح. تأثر مومونغا بعمق حيث امتلكت الNPC التي صممها أعضاء آينز اول غون هذا التميز.

لا يزال الإشراق الذهبي للماضي باقي.
ولا يزال تجسيد العمل الشاق للجميع، وإبداعاتهم المصممة بمهارة، لا تزال هنا. مليئة بالسعادة.
ابتسم مومونغا، على الرغم من أن وجهه العظمي لم يستطع إظهار أي مشاعر. بدا أن نقاط
الضوء القرمزي في تجويف عينه تتألق بشكل استثنائي. لم يعد قلقه السابق موجودا، وببساطة تكلم بالكلمات المتوقعة من قائد النقابة.

"ممتاز. أيها الحراس، أعلم انكم ستفهمون اهدافي وتنفذون اوامري بنجاح. قد تكون هناك بعض الأشياء التي يصعب فهمها، لكنني آمل أن تنتبهوا وتستمعوا. أعتقد أن ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض قد وقع في حالة غير معروفة من نوع ما."
ظلت وجوه الحراس جادة، ولم يكن هناك اي اثر للدهشة عليها.

على الرغم من انني لا اعرف سبب هذا الحادث، فقد تم نقل ضريح نازاريك العظيم من مكانه في المستنقعات إلى سهل شاسع. هل توقع أحد وقوع هذا الحدث الغريب؟
نظرت البيدو إلى الوراء، وبعد أن رأت الرد مكتوب على وجوههم، قالت:
"للأسف، لا أحد منا لديه أي فكرة عما يحدث."
"اذن، لدي سؤال موجه إلى حراس الطوابق. هل اكنشف أي منكم أي شيء غريب في طوابقكم؟ "

بعد سماع ذلك، أجاب كل حارس من حراس الطوابق:
"لا يوجد شذوذ في الطابق السابع."
"نفس الشيء مع الطابق السادس."
"انا-إنه كما تقول ني تشان."
"الطابق. الخامس. كما. هو. دائماً."
"لم يتم رؤية أي شيء غريب في الطوابق من الأول إلى الثالث".
"-يا مومونغا ساما، سابحث في الطابقين الرابع والثامن على الفور."

"اذاً سأترك هذا الأمر لألبيدو. ومع ذلك يجب أن تكوني حذرة في الطابق الثامن. في حالة حدوث حالة طارئة هناك فقد يظهر موقف لا يمكنك التعامل معه."

حنت البيدو راسها بعمق لتدل على فهمها، ثم قالت شالتيار:
"اذن، سأتعامل مع الأمور على السطح."
"لا حاجة لذلك. سيباس يستكشف السطح حاليا."

ظهرت المفاجأة على وجوه ألبيدو والحراس الآخرين.
ففي ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض، يوجد أربعة من الNPC الذين من دعاة القتال الجسدي. ولدى كوكيتوس أقوى قوة هجومية عند استخدام سلاح، ولدى ألبيدو دفاع مذهل عند ارتداء درعها الثقيل، بينما سيباس في شكله الحقيقي أقوى من أي منهما عندما يتعلق الامر بالقتال الجسدي (الاشتباك). ثم يوجد شخص آخر متفوق عليهم جميعاً.

ولا يمكن أن يكون هناك سبب آخر لتفاجئ الحراس. فقد تم تكليف سيباس، الذي بإمكانه اسقاط أي شخص عند القتال الجسدي، بمهمة الاستطلاع البسيطة. وبإمكانهم معرفة مدى جدية تعامل مومونغا مع هذا الحدث الغريب، ونتيجة لذلك أصبح الجميع على أهبة الاستىداد.

"حان وقت عودته".
عندها فقط، راى مومونغا سيباس يركض نحوهم، حتى وصل إلى الحراس وركع امام مومونغا بركبة واحدة أيضاً.
"مومونغا ساما، اغفرتاخري."
"لا باس. اذن، تقريرك عن الظروف المحيطة."

رفع سيباس رأسه ونظر حوله إلى الحراس الراكعين بجانبه.
"...الوضع حرج، لذلك من الواضح أن حراس الطوابق بحاجة إلى معرفة ذلك أيضا."
"حاضر. في البداية، التضاريس المحيطة بنا لمسافة كيلومتر واحد في كل أتجاه هي سهل. لا توجد دلائل على وجود هياكل من صنع البشر. لقد رصدت بعض الحيوانات الصغيرة، لكن لم يكن هناك مخلوقات شبيهة بالبشر أو كبيرة الحجم."
"هل تلك الحيوانات الصغيرة وحوش؟"
"لا، بل من أشكال الحياة التي لا تملك قوة قتالية."

"...ارى. اذن، هل السهول التي تحدثت عنها مغطاة باعشاب متجمدة من شأنها ان تقطعك عذدما تمر بها؟"
"لا، حيث العشب بسيط. لم يكن هناك شيء مميز به باي شكل".
"ولم ترا اي قلاع سماوية او مباني مماثلة؟" "لا لم أري أي منهم. لم تكن هناك اي علامة على وجود اضواء من صنع البشر في السماء او على الأرض .
"أرى، اذن ليس هناك سوى سماء مرصعة بالنجوم ... شكراً لك على عملك الشاق، يا سيباس."
كما أشاد بسيباس لجهوده، أصيب مومونغا بخيبة أمل إلى حد ما لأنه لم يحصل على أي معلومات مفيدة.

ومع ذلك أدرك ببطء أنه لم يعد في عالم لعبة يغدراسيل، فعلى الرغم من أنه لم يفهم لماذا يمكنه استخدام معدات يغدراسيل وتعويذاتها.
فلم يعرف سبب قدومهم إلى هنا، ولكن سيكون من الحكمة زيادة استعداد نازاريك القتالية في حالة إذا ما حدث أسوء سيناريو ممكن. وعلى الرغم من كل ما يعرفه، فقد تكون هذه منطقة تخص شخص آخر، وقد يتم توجيه اللوم إليه بسبب قدومه إلى هنا من دون إذن. لا، سيكون محظوظ إذا كان هذا هو كل ما سيحدث.

"أيها الحراس، فلتقوموا بزيادة وفحص كل طابق بمستوى واحد. نحن غير متأكدين مما حدث، لذلك تتصرفوا بحذر. فإذا واجهتم اي متسللين، فلا تقتلوهم، بل آسروهم أحياء بأي ثمن.
حاولوا ألحق أقل قدر ممكن من الضرر بهم. أعتذر عن فرض مثل هذه المطالب عليكم جميعاً في وقت كهذا."
أعرب الحراس فهمهم وأومأوا في انسجام تام.

"اذن، أود أن أفهم العمليات الإدارية للضريح. البيدو كيف يتم تبادل المعلومات الامنية بين حراس الطوابق المختلفة؟ "
في يغدراسيل، عادة يكون الحراس NPC بسطاء، وبإمكانهم التصرف وفقاً لبرمجتهم فقط.
لم يكن هناك أي وسيلة لتبادل المعلومات الأمنية والوحوش.
"تتم إدارة كل طابق من قبل حارس الطابق، ولكن ديميورغ هو قائد الدفاع العام، ويمكن للجميع مشاركة المعلومات معه."

كان مومونغا مندهشا بعض الشيء، لكنه أومأ برأسه بارتياح.
"ممتاز. قائد دفاع نازاريك، ديميورغ. مشرف الحراس، ألبيدو. أنتما الاثنان ستكونان مسئولين
عن وضع نظام إداري أكثر شمولاً لنزاريك."
مفهوم. هل ستشمل خطط نظام الإدارة الطوابق الثامن والتاسع والعاشر؟ "
"الطابق الثامن يديره فيكتم، لذلك سيكون على ما يرام. لا، الدخول إلى الطابق الثامن ممنوع. ألغي الأمر الذي أعطيته للتو لألبيدو أيضاً. باختصار، لن يتم الدخول إلى الطابق الثامن إلا بإذن مني. سأفك الختم وأسمح بالوصول المباشر من الطابق السابع إلى الطابق التأسع. وبعد ذلك خططوا للطابقين التاسع والعاشر كوحدة واحدة."

"هل هذه إرادتك؟"
بدت البيدو مندهشة جداً. وراءها، اتسعت عيون ديميورغ، لتكشف عن أفكاره بشأن هذه المسألة.
"هل سيسمح للأتباع بأن يسيرو في مجال الكائنات السامية؟ هل يجب منحهم هذا القدر من الحرية؟"

لم يكن التابعين المعنيين هم الNPC والوحوش التي صممها أعضاء آينز اول غون، ولكن الوحوش التي تم إنتاجها تلقائياً (الغوغاء) من الزنزانة. فالحقيقة أن الطابقين التاسع والعاشر يفتقران إلى مثل هذه الوحوش، باستثناء استثناءات نادرة جداً.
تمتم مومونغا في نفسه.

بدا أن ألبيدو تعتبر هذا المكان مأوي مقدس، لكن لم يكن الأمر كذلك.
السبب في عدم وجود وحوش في الطابق التاسع هو ببساطة لأنه إذا تمكن أي متسلل من التغلب على الحراس في الطابق الثامن وهم أقوى الكائنات في الضريح، فإن فرص فوز آينز
اول غون ستكون ضئيلة. وبالتالي، سيكون من الأفضل لعب دور الشرير إلى أقصى حد، ومقابلة الغزاة في غرفة العرش من أجل المواجهة النهائية.

"...نعم. أنها حالة طارئة، نحتاج إلى أيدي إضافية للأمن."
مفهوم. سأختار فقط أفضل وأقوى القوات لهذه المهمة
أومأ مومونغا برأسه ونظر نحو التوأم.
"اورا وماري ... هل يمكنكما إخفاء ضريح نازاريك تحت الأرض؟ الأوهام البسيطة لا تبدو موثوقة للغاية، والتفكير في تكلفة الأوهام يصيبني بالصداع."

نظر أورا وماري إلى بعضهما البعض وبدأ في التفكير. ثم بعد فترة، تحدث ماري:
"قد يكون استخدام السحر أمر صعبا. إذا اضطررنا إلى إخفاء كل شيء مع السطح ... على الرغم من هذا يمكننا تغطية الجدران بالطين، ثم إضافة النباتات كتمويه."
"هل تنوي تلطيخ جدران نازاريك الرائعة بالتراب؟"
قالت البيدو وهي تستدير للتحديق في ماري. على الرغم من ان صوتها بدا لطيفا وناعما، إلا
أن النبرة التي تحدثت بها لم تكن لها علاقة باللطف.

ارتجفت أكناف ماري، وعلى الرغم من التزام الحراس المحيطين بالصمت، فإن تعبيراتهم اشارة إلى أنهم يتفقون مع ألبيدو.
وفي المقابل، شعر مومونغا بأن ألبيدو كانت متقلبة للغاية. لم يكن الوضع خطير بما يكفي لتبرير مثل هذا الرد.
"البيدو ... لا تتكلمي بدون اذن. أنا أخاطب ماري."
كان صوته عميق لدرجة أنه فاجئ مومونغا نفسه.
"آه، أعمق اعتذاري، يا مومونغا-ساما!"

ظل رأس ألبيدو منخفض قدر الإمكان، وتجمد وجهها من الخوف. ارتعد الحراس وسيباس أيضاً. ربما ظنوا أن التوبيخ موجه إليهم أيضا.
شعر مومونغا بالقليل من الندم عندما لاحظ التغيير السريع في موقف الحراس، لكنه واصل التحدث إلى ماري:
"هل يمكنك إخفاء الجدران باستخدام التراب والنباتات؟"

"نعم، نعم أستطيع، إذا سمحت بهذا، يا مومونغا ساما ... ومع ذلك..."
"نعم، سيفكر اي شخص يرى المكان من بعيد أن الأرض عالية بشكل غير طبيعي. سيباس، هل هناك أي تلال قريبة أو تضاريس مشابهة؟ "
"لا يوجد. للأسف، نحن محاطون بالأراضي المسطحة. ومع هذا نظراً لوجود الليل هنا ، يجب
أن نكون قادرين على أداء نوع من التمويه المخادع للعين أثناء غروب الشمس"

"هل هذا صحيح ...لو كل ما نعتزم القيام به هو إخفاء الجدران، فإن فكرة ماري ستكون كافية. اذن، ماذا لو كدسنا التراب من الأراضي المجاورة لجعل التلال الوهمية منسجمة أكثر مع المكان؟"
"عندها سنكون مندمجين مع محيطنا."
"ممتاز. سأكلف أورا و ماري بتنفيذ هذه المهمة معاً. أثناء القيام بذلك، يمكنك سحب الإمدادات اللازمة من كل طابق. نظراً لأنه لا يمكننا تمويه المنظر من الجو، فسوف نستخدم الأوهام بعد الانتهاء من أعمال الحفر، كي لا يتمكن أحد من اكنشاف نازاريك من الخارج."

"نعم. ما-مفهوم. " وهذا كل ما يمكن ان يفكر فيه في الوقت الحالي. ربما هناك الكثير من الثغرات المتبقية في الخطة، ولكن يمكن التعامل معها ببطء في وقت لاحق. فبعد كل شيء، لم يمر سوى بضع ساعات على حدوث كل هذا.
"إذن، انتهينا لهذا اليوم. لذا جميعكم، خذوا استراحة قبل أن تبدئوا مهامكم. هناك أشياء كثيرة لا نعرفها، لذا لا تضغطوا على أنفسكم بشدة."
أومأ الحراس برأسهم كواحد لإظهار فهمهم.

"وأخيراً، لدي سؤال ل الحراس. اولآ، شالتيار -بالنسبة لكي أي نوع من الأشخاص انا؟"
"تجسيد للجمال. انت أجمل شخص في العالم. حتى المجوهرات باهتة مقارنة بجسمك الأبيض الثلجي."
لم تتوقف شالتيار لتفكر في إجابتها قبل أن تتحدث. من عدم التأخير في ردها، لا بد أنها كانت تتحدث من قلبها.

"-كوكيتوس."
"الشخص . الأقوى. من. جميع. الحراس. الذي. يستحق. لقب. الأوفرلورد. الأعلى. لضريح.
نازاريك. العظيم. تحت. الارض. "
"زعيم رحيم ببصيرة عظيمة."
"-ماري."
"آه، شخص لطيف للغاية."

"-ديميورغ."
"زعيم حكيم يتخذ القرارات ويعمل عليها بسرعة. حقا، رجل يستحق لقب "غامض".

"-سيباس."
"المسؤول عن تجميع كل الكائنات الأسمى. بالإضافة إلى ذلك، فأنت القائد الرحيم الذي لم يتخلى عن، بل بقي إلى جانبنا حتى النهاية."

"وأخيراً، البيدو."
"الشخص الذي يحكم الكائنات الأسمى، وحاكمنا الأعلى. بالإضافة إلى ذلك، الرجل الذي أحبه بشدة."
"...ارى. لقد سمعت وفهمت آرائكم. اذن، ساقوم بتسليم المهام التي كان يؤديها رفاقي السابقون إليكم. ادوها بأمانة."

بعد رؤية الحراس يركعون مرة أخرى، انتقل مومونغا بعيداً.
تغير المشهد أمام عينيه في لحظة، من الكولوسيوم إلى حجرة غوليم ليميغيتون. بعد أن نظر حوله للتأكد من ألا أحد كان ينظر، تنهد مومونغا بعمق.
"أنا متعب جداً..."
على الرغم من ان جسده لم يشعر بالتعب، إلا ان الإرهاق الذهني اثقل كتفيه.
". هؤلاء الرجال ... لماذا يفكرون بي بشدة؟"

لقد وصفوا شخص آخرتماماً. بعد سماع الحراس يتناوبون على مشاركة آرائهم عنه، أراد أن
يضحك ويسخر منهم، لكن من النظرات على وجوههم، لم يبدو وكأنهم يمزحون على الإطلاق.
بعبارة أخرى، إن كلماتهم صادقة.
إذا لم يتصرف بطريقة تتناسب مع آرائهم عنه، فقد يخيب آمالهم. وعندما فكر في هذا، زاد الضغط الذي شعر به. بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة أخرى جعلت مومونغا عابس.

بالطبع، لم يستطع وجهه الهيكلي إظهار التعبيرات، ومع ذلك بدا كما لو كان كذلك.
"ماذا علي أن أفعل بشأن البيدو ... فإذا استمر هذا الأمر، فكيف سأواجه تابولا سان."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي