الفصل 2 الجزء الثاني السلف الحقيقي

بينما كان الصخب القادم من الخارج يتدفق إلى الغرفة الخاصة، توقفت اليد التي تعمل على سلاح بسبب وخز زوج أذنيه.
كان هناك صوت قتال، والناس يركضون، وبعض الصراخ المختلط.
لقد تعرضوا للهجوم، لكن لا توجد حتى الآن فكرة عن أعداد المهاجمين وقدراتهم. كان هذا على الرغم من التدريب على الصراخ بتلك المعلومات بصوت عالي عند وقوع هجوم.
لا يزال بإمكانه سماع شيء ما. ربما كانت هذه غرفة خاصة، لكنها كانت داخل كهف ولم يكن بها سوى ستارة في مكان الباب. الشيء الوحيد الذي يفصل هذا المكان عن المدخل هو مكان واسع، وبينما كانت الستارة سميكة، لا يزال من الممكن دخول الصوت فيها.
كان هناك ما يقرب من سبعين شخصا في فرقة المرتزقة المعروفة باسم فرقة نشر الموت. لم يكونوا أقوياء مثله، لكنهم كانوا لا يزالون من المحاربين القدامى.
إن غارة من عدد قليل من الرجال لن تسبب مثل هذه الفوضى. مع اخذ ذلك في الاعتبار، قد يكون من المعقول استنتاج أن قوة كبيرة قد هجمت عليهم. ومع ذلك، فإن هذا لم يفسر سبب عدم وجود صوت لحشد كبير في الخارج، ولم يشعر بعدد العدو.
"إذن... هل يمكن أن يكونوا مغامرين؟"
قد يفسر هذا الشعور الغريب للمهاجمين الذين كانوا قليلي العدد ولديهم قوة قتالية كبيرة.
نهض ببطء على قدميه، معلقا سلاحه عند خصره. ارتدى قميصا، لم يستغرق ارتدائه الكثير من الوقت. ثم قام بربط كيس جلدي به عدة زجاجات جرعات بحزامه وربطه في مكانه. نظرا لأنه كان يرتدي بالفعل قلادته وخواتمه السحرية، فقد اكنملت استعداداته الآن.
ألقى الستارة جانبا قبل أن يخطو على طريق مركزي داخل الكهف.
تم تعليق عدد لا يحصى من الفوانيس على فترات متباعدة بشكل متساو على الجدران، كل منها يتوهج بتعويذة [الضوء المستمر]. كان المكان مشرقا لدرجة أن المرء بالكاد يمكن أن يقول أنهم كانوا في كهف.
أضاء الضوء جسده بالكامل.
كان طويل القامة ولكن ليس نحيفا. كان الجسد تحت ملابسه صلبا مثل الفولاذ. لم يشحذ جسده من خلال التدريب، ولكن من خلال المعارك الحية.
تم قص شعره بطريقة قذرة وبالتالي بدا غير متساو. بدا فوضويا للغاية. كانت عيناه البنيتان تحدقان إلى الأمام، وكانت زاوية فمه ملتوية بطريقة مثيرة للسخرية. كان ذقنه مغطى بشيء يشبه العفن.
على الرغم من أنه بدا قذرا، إلا أن حركاته كانت رشيقة و جميلة، مثل حركات الوحش.
عندما وصل هذا الرجل إلى المدخل الذي تعرض للهجوم، خرج رجل آخر من الاتجاه الآخر. بدا مألوفا تماما - لقد كان قاطع طريق من الفرقة. عندما رآه المرتزق، ظهرت نظرة انتصار على وجهه.
"ماذا حدث؟"
"العدويهاجم، برين سان!"
أجاب الرجل المبتسم بمرارة - برين:
"أعلم أن العدو يهاجم. ما أريد أن أعرفه هو كم عددهم؟ من يكون العدو؟"
"نعم! هناك اثنان منهم، امرأتين."
"نساء؟ اثنان منهم فقط؟ هل يمكن أن يكونوا... الزهرة الزرقاء، حسنا."
أمال برين رأسه فيما بدا وكأنه في حيرة، ثم انطلق نحو مدخل الكهف، حيث تدفق الصخب.
أقوى فريق مغامرين في المملكة كان يسمى "الوردة الزرقاء"، وكان يتألف من خمس نساء. كان أحدهم سيدة عجوز. تبادلت هي و برين الضربات، وخرج كلا الجانبين مغطى بالجروح. كما سمع أن أقوى القتلة في الإمبراطورية كانوا على ما يبدو من النساء.
لم تكن المرأة القوية نادرة تماما. على الرغم من أن أجساد النساء أضعف من الرجال، إلا أن السحر يمكن أن يغطي هذه الفجوة بسهولة.
وبالطبع، إذا تم تعزيز شخص يتمتع بقدرات جسدية قوية بسحر قوي بنفس القدر، فإن النتيجة ستكون لا تقهر.
احترم برين هؤلاء المعارضين، الذين وقفوا ضد الكثيرين. كان دمه يغلي في صدره بسبب شهوة القتال الجائعة لخوض معركة مع خصوم أقوياء.
"حسنا، ليست هناك حاجة لأن تأتي. فقط تأكد من أنك تحرس الداخل جيدا."
بعد أن أعطى أوامره، تقدم برين نحو عدو مجهول لكنه قوي.
...
كان اسمه الكامل برين أنجلوس.
في الأصل، لم يكن أكثر من مزارع متواضع. ومع ذلك، كان يمتلك موهبة طبيعية، وهي موهبة المبارزة. بمساعدة هذه الموهبة، كان عمليا لا يقهر طالما كان لديه سلاح في يده.
في ساحة المعركة، لم يصب باية جروح سوى خدش، ويمكن وصفه بانه عبقري قتال.
بعد أن لم يعرف الهزيمة في المبارزة، سار في طريق النصر الأبدي.
لم يشك أحد في ذلك، ولا حتى هو نفسه. لكن البطولة العسكرية الملكية في المملكة غيرت مجرى حياته.
في البداية، لم ينضم للفوز. لقد كان ينوي ببساطة إخبار المملكة بأكملها ببراعته. كان هدفه ترك الجميع محطمين عند قدميه. ومع ذلك، كان بالكاد يصدق نتيجة تلك البطولة.
لقد هزم-
لأول مرة منذ أن حمل السلاح - لا، لأول مرة في حياته، هزم.
الرجل الذي هزمه كان جازف سترونوف. كان الآن القائد المحارب في المملكة، وأقوى محارب في الدول المجاورة.
انتصر جازف بواسطة الحركة المسماة تلويحة الضوء الرباعية. حكاية هذا القتال خلدت في القصائد والقصص. بالإضافة إلى ذلك، كان صعود جازف الوضيع إلى منصب القائد المحارب دليلاً على مدى إثارة تلك المعركة. حتى النبلاء الذين كرهوه لم يستطيعوا اعتباره ضعيفا.
على الرغم من أن الفائز كان مغطى بالمجد، إلا أن برين - الخاسر - شعر كما لو أن كل جهوده حتى تلك اللحظة قد تلاشت. ومع ذلك، تعلم برين أيضا أن حلمه في أن يصبح الأقوى في العالم لم يكن حلمه هو وحده. يبدو أن وجهة نظره كانت محدودة للغاية.
بعد أن تراجع لأكثر من شهر، كسر برين اليأس الذي قد يدفع أي شخص لشرب الكحول و الخمر، وجمع نفسه أخيرا.
رفض عروض العمل من العديد من النبلاء، بعد أن قرر لأول مرة في حياته تقوية نفسه.
تدرب بلا انقطاع، وشحذ مهاراته وجسده.
تعلم عن السحر وعزز معرفته.
عامل العبقري الآن نفسه كعايم.
الهزيمة فقط جعلت برين أقوى.
لم يكن يريد أن يعمل لدى النبلاء لأنه لا يريد أن تتلاشى مواهبه. يحتاج المرء إلى شركاء في القتال عند ممارسة فنون الدفاع عن النفس. لم تكن مجرد المناقشات النظرية كافية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك دعوات تسمح له بالقتال كثيرا وكسب أجر جيد.
لم يختر طريق المغامر المربح لأن المغامرين لم تكن لديهم فرص كثيرة لقتل الناس. بالطبع، قاتلوا الكثير من الوحوش، لكن هدف برين النهائي كان هزيمة جازيف. مع أخذ ذلك في الاعتبار، كان عليه أن يدرب نفسه من خلال محاربة البشر الآخرين.
ضمن هذا النطاق المحدود من الخيارات، اختار برين الانضمام إلى فرقة نشر الموت. من المؤكد أنهم كانوا مجرد عصابة من قطاع الطرق، لكن أي مرتزقة ستفعل ذلك.
كان لديه هدف واحد فقط في ذهنه.
كان ذلك للقضاء على عاره السابق والانتقام من هزيمته بالنصر.
من أجل تحقيق هذا الهدف، كان بحاجة إلى مهارات أكبر. كان برين على استعداد للتضحية بأي شيء مقابل سلاح يتناسب مع مهاراته.
كانت الأسلحة السحرية باهظة الثمن، لكنه لم يبحث عن شيء بسيط مثل السلاح السحري.
في الجنوب، بعيدا عن المملكة، كانت هناك مدينة في الصحراء. جاءت قصص الأنصال التي نحتت بالفولاذ كالطين من هناك، وهي أسلحة تفوق كثيرا على الأسلحة السحرية الضعيفة المعززة حتى بدون سحرها. تتطلب هذه السيوف أسعارا مذهلة، وهو ما يكفي لجعل مقل العيون تبرز عندما يسمع المرء عنها. كانت تلك الأسلحة ما أراده برين.
وفي النهاية حصل أخيرا على "كاتانا".
حاليا، وصلت قدرات برين إلى أقصى حدودها. كان واثقا تماما من قدرته على هزيمة أي شخص بسهولة، حتى لو كان خصمه جازيف. ومع ذلك، لم يسمح لذلك الشعور بالوصول إلى رأسه، لكنه استمر في تدريب نفسه دون أن يفشل.
في كل مرة يغلق عينيه، كان يرى ذلك المشهد مرة اخرى.
لقد رأى ذلك المشهد من البطولة القتالية، تلك المعركة الجميلة مع جازف. لقد أفلت من تلك الضربة التي لم يتمكن أحد من تجنبها، ورد بأربع تلويحات متزامنة.
مع عدم وجود طريقة لتخيل نفسه في حالة الهزيمة، كل ما يمكن أن يراه هو الشكل النبيل للرجل الذي هزمه، ووضع ذلك في ذهنه.
...
مشى برين إلى مدخل الكهف، وحيت أنفه برائحة الدم الخافتة. توقفت الصرخات. هذا يعني أن جميع رفاقه بالقرب من المدخل قد ذيحوا. مرت دقيقتان أو ثلاث دقائق فقط.
يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن عشرة قطاع طرق عند المدخل. كانت أوامرهم هي التمسك بحياتهم، لكسب الوقت للآخرين لتجهيز أنفسهم للحرب. لكن التفكير في أن شخصا ما قتل كل هؤلاء المرتزقة في وقت قصير جدا-
"إذا كان هناك دخيلان فقط، فهذا يعني أن قدراتهما يجب أن تكون بنفس مستوى قدراتي."
ابتسم برين ببرود.
وبينما كان يمشي بسهولة إلى الأمام، أخرج جرعة من الحقيبة على خصره. تدفق السائل المر بشكل لا يصدق عبر حلقه وفي بطنه. رشف زجاجة أخرى، و-
انتشرت موجة من الحرارة من أحشائه، وتدفقت في كل ركن من أركان جسده. رداً على هذه الحرارة، كان يسمع عضلاته تنتفخ وتشد.
كانت هذه الزيادة السريعة للعضلات نتيجة السحر الموجود في الجرعة.
كان أول جرعة سحرية شربها لها تأثير تعويذة [القوة القليلة]، تليها تعويذة [البراعة القليلة].
(ليس معناها تقليل القوة و البراعة ولكن معناها زيادة قليلة في القوة و المهارة)
ليست هناك حاجة لشرب الجرعات كاملة. ستعمل طالما أن كمية معينة من السائل تلامس جسده. ومع ذلك، شعر برين أنها ستكون أكثر فعالية عندما يشربها كلها. بالطبع، ربما كان هذا مجرد نزوة، لكن نزوات كهذه أدت في بعض الأحيان إلى قوة مفاجئة.
بعد ذلك، دهن الكاتانا بالزيت. ترك الزيت توهجا خافتا أبيض مائل للزرقة على نصله، قبل أن يتلاشى حيث تم امتصاصه في المعدن. منح هذا الزيت تأثيرات تعويذة سلاح سحري على سلاحه، وسحر سيفه مؤقتا بالسحر وزاد من حدته.
"تفعيل 1، تفعيل 2."
استجابة لهذه الأوامر، انتشرت موجة خفية من القوة السحرية من قلادة وخاتم برين لتغليف جسده.
كانت قلادة العين عبارة عن قلادة تحمي قدرة المرء على الرؤية ويمنحه مقاومة ضد العمى والرؤية الليلية وتأثيرات أخرى. بعد كل شيء، لم يكن هناك جدوى من امتلاك المحارب أفضل سلاح إذا لم يستطع ضرب العدو. كان تكتيك المغامر الشائع هو سرقة رؤية عدوه والقضاء عليه بأسلحة بعيدة المدى من مسافة بعيدة. الحقيقة هي أن برين قد عانى من هذا النوع من الأمور على يد المغامرين قبل الحصول على هذه القلادة.
بعد ذلك، قام بتنشيط عنصر يمكنه تخزين وإطلاق تعويذات المستوى المنخفض، "خاتم ربط السحر". التعويذة التي أطلقها كانت عبارة عن ضرر طاقة مخفض، [طاقة الحماية القليلة].
إذا كان هناك مهاجمان فقط، فإن الأمر يستحق الاستعداد الكامل لمواجهتهما. سيكون الوقت قد فات للندم على عدم اتخاذ الاستعدادات المناسبة لاحقا.
كان جاهز الآن.
أخذ عدة أنفاس عميقة، وطرد الحرارة الشديدة داخل جسده.
كان برين اللآن مع جسده المعزز بتأثيرات مختلفة - مبارزا وقف في ذروة البشرية. كان واثقا تماما من قدرته القتالية، وازدهرت ابتسامة متوحشة على وجهه.
"الآن بعد أن أعددت نفسي، أتمنى أن أقضي وقثا ممتعا."
...
كلما تقدم، اصبحت رائحة الدم اقوى - ظهر أمامه شكلين.
"أوي أوي، يبدو أن كلاكما تستمتعان كثيرا."
"بالكاد نستمتع. لا أعرف ما إذا كان ذلك بسبب ضعف هؤلاء الأشخاص، لكنهم لا يملأون بركة الدم."
كان الرد على دخول برين غير المستعجل هي تلك الجملة غير الرسمية. ربما كان ذلك لأن العدو كان يعلم أن برين سيأتي إليهم مباشرة. من جانبه، لم يكن لدى برين أي نية لإخفاء نفسه، لذلك ربما كان رد الفعل هذا متوقعا فقط.
عندما نظر إلى المتسللين أمامه، تجعد حاجبي و جبين برين قليلاً.
"قيل لي أن هناك امرأتين، لكنهما ليسا أكثر من مجرد فتاتان صغيرتان، و يرتديان الفساتين...؟"
ومع ذلك، فإن برين تجاهل تلك الأفكار، لأنه فوق رأس تلك الفتاة الجميلة التي لا يمكن تصورها كانت تحوم كرة بدت وكأنها مصنوعة من الدم الطازج.
"لا أعتقد أنني رأيت هذه التعويذة من قبل... هل أنتما ساحرتان؟"
كلاهما كان يرتدي فستانا، ملابس غير مناسبة للقتال. ومع ذلك، إذا كانا ساحرتان، فيمكنه فهم سبب عدم ارتدائهما للدروع.
"أنا ملقية سحرية إلهية تبجل أول الدم، السلف الإلهي كاينابيل."
"شين سو كين؟ لم أسمع به من قبل، هل هو نوع من الآلهة الشرير؟"
(هنا برين أخطأ في قول هذه الكلمة لهذا كنبت هكذا)
"هذا صحيح، لكنه هزم بواسطة الكائنات السامية. على ما يبدو، كان مجرد رئيس وحش ضعيف لحدث* أو شيء من هذا القبيل. لن يتوقع المرء أقل من الكائنات السامية."
(أعرف أن المصطلح Boss Event حدث الرئيس غريب لكن صدقوني مصطلحات الألعاب صعب يتم ترجمتها للعربي لهذا هي غريبة)
نظر برين بعيدا عن الفتاة التي تتمتم وادار عينيه إلى المراة التي بدت وكانها تابعة. كانت تلك المرأة أيضا جميلة، ذات ثديين ممتلئين، مكللة بالمسك المثير الذي يداعب الحواس.
كان فستانها الأبيض منقوشا عليه بقع قرمزية. هذا يعني أنها كانت الطليعة.
استرخى برين، ثم أمسك بمقبض سيفه.
"انسي الأمر، أنا جاهز. يمكنني انتظارك إذا لم تكوني كذلك، ماذا عن ذلك؟"
نظرت الفتاة إلى برين في مفاجأة. ثم غطت فمها وضحكت بهدوء.
"كم أنت شجاع. هل ستكون حقا بخير لوحدك؟ لا أمانع إذا جلبت جميع أصدقائك."
"كمية صغيرة من اليرقات لا يمكن أن تؤذيك، أليس كذلك؟ إذن سأكون كثيرا عليك."
"لا يمكنني فعل شيء إذا كنت لا تعرف مدى ارتفاع النجوم، أليس كذلك؟ من الأفضل ترك هذه الأفكار الطفولية مثل القدرة على لمس النجوم العالية من خلال الوصول إليهم لفتاة ذات مشاعر طفولية مثل أورا. إنها كلمات مقرفة عندما تأتي من شخص بالغ."
"ولماذا لا يوجد مثل هذا الشخص؟ ما الذي يمكن أن تعرفه فتاة صغيرة مثلك عن أحلام الرجال؟"
رفع برين نصله، مستويا طرفه في اتجاهين. عندما رأت ذلك، نظرت الفتاة بملل إلى السقف، ثم إلى الأمام، ثم -
"اجلبيه."
رفعت عروس مصاصة الدماء ذقنها وهاجمت برين.
كانت حركاتها سريعة كالرياح - ومع ذلك، حتى لو تحركت مثل الرياح، لا يزال يإمكان برين قطعها بسهولة.
"شيستووو!"
وبينما كان يصرخ، أنزل برين الكاتانا لاسفل بضربة قوية. مليئة بالقوة التي يمكن أن تقسم المحارب المدرع جسديا إلى قسمين، سابقت الضربة في الهواء مثل الإعصار.
"كوووه!"
"همف، كان ذلك ضحلا جدا، أليس كذلك؟"
في منتصف الهجوم، قفزت مصاصة الدماء وهي تضغط بيدها على صدرها. بدأ الجرح من كتفها الأيسر ومر عبر ثدييها.
عبس برين وهو يحدق في خصمه.
كان جزء منه لأنه لم يستطع القضاء عليها بضربة واحدة، ولكن كان هناك شيء آخر لم يفهمه برين. كان هذا هو السبب وراء عدم نزيف كتف المرأة. كان يجب أن يتدفق دمها في الظروف العادية.
"هل يمكن أن يكون سحرا؟"
عندما سارت هذه الفكرة في ذهن برين، رأى ما يحدث للجرح تحت يد المرأة، وضيق عينيه.
كان جرح الكتف يندمل ببطء. لقد سمع عن تعاويذ شفاء معينة نجحت بسرعة، لكن هذه لا تبدو وكأنها واحدة منهم. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلم يكن هناك سوى إجابة واحدة.
كان خصمه وحشا يتمتع بقدرات التجديد. تم الكشف عن أنيابها الحادة وامتلأ بؤبؤيها الحمراوان بالعداء. لقد بدت تقريبا مثل إنسان...
عندما تأمل في هذه الحقائق، استنتج برين أخيرا الهوية الحقيقية للوحش.
"مصاصة دماء... صحيح؟ القدرات الخاصة تشمل... الشفاء السريع، عيون غامضة ساحرة، استنزاف الحياة، الخلق من خلال نزيف الدم، مقاومة ضرر السلاح، مقاومة البرد؟ يجب أن يكون هناك أيضا... آه، انسي الأمر."
لم تكن هناك حاجة لقول الباقي. بعد ذلك، أمسك بمقبض الكاتانا مرة أخرى.
اتسعت عينا المرأة، وبدت حدقة عينها الحمراء كبيرة بشكل غير طبيعي.
في تلك اللحظة، غيم الضباب فجاة على عقل برين، وشعر بالارتياح تجاه العدو الذي أمامه. ومع ذلك، قام بتفريق الضباب بهزة سريعة لرأسه.
"... عيون ساحرة، أليس كذلك؟ إرادتي ليست ضعيفة بما يكفي لأتأثر بهذا النوع من الأشياء."
بعد أن سحب سيفه، كان قلب برين مثل السيف أيضا، يتشقق بسهولة من خلال التحكم المنتظم في العقل.
كشفت عروس مصاصة الدماء عن أنيابها لتخيفه، لكن محاولة الترهيب كانت مشوبة بخوفها. إذا شعرت أنها أقوى، فكل ما عليها فعله هو توجيه الضربات إليه دون عناء تكنيكات التخويف. بعبارة أخرى، شعرت أنها بحاجة إلى توخي الحذر منه بعد هجومه المضاد، أو ربما لأنها شعرت أنه خصم قوي.
"ذكية جدا. ومع ذلك، فإن اتخاذ هذا الوحش لقرار كهذا لا يعدو كونه غريزة..."
تقدم برين ببطء نحو عروسة مصاصة الدماء، التي تراجعت بثبات في الوقت المناسب مع تحركاته.
سخر برين من الملل. يبدو أن عروس مصاصة الدماء كانت تعتقد أن خصمها كان يضايقها ولذا أوقفت حركنها للخلف، لكنها بدلاً من ذلك تقدمت إلى الأمام.
كانت المسافة بينهما ثلاثة أمتار تقريبا- مسافة يمكن أن تغطيها عروس مصاصة الدماء في خطوة واحدة. ومع ذلك، لم تنقض عليه، لأنها كانت تخشى قدرات برين. وبعد ذلك - ابتسمت عروس مصاصة الدماء ومدت يدها.
"[موجة الصدمة]."
تموجت صدمة موجية في الهواء باتجاه برين. بالنظر إلى أن هذه التعويذة يمكن أن تلحق الضرر بسهولة ببدلة من الدروع الكاملة، فإنها ستؤذي برين - الذي كان يرتدي قميصا فقط- إذا أصابته. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهبوط في تلك التعويذة الفردية يمكن أن يغير مسار هذه المعركة، نظرا للاختلاف في السمات الجسدية الأساسية لكلا الطرفين.
ومع ذلك - أصبحت عيون عروس مصاصة الدماء الواسعة متفاجئة.
"ابتسمي بعد الضربة، إلا إذا كنت تريديني ان ارى من خلال هجومك."
- لم يصب بأذى.
ضحك برين ضحكة ساخرة بعد تجنب الصدمة غير المرئية بسهولة. أصيبت عروس مصاصة الدماء بالذعر وتراجعت. في الأصل، كانت تعتقد أن البشر هم من النوع الأدنى ونظرت إليه نظرة ازدراء. ومع ذلك، فإن مظهر وجهها كان الآن بمثابة صدمة حيث تم دحض افتراضاتها.
لم يظهر برين الأمر على وجهه، لكنه كان يعلم أنه يتعين عليه تغيير تكنيكاته الآن، لأنه لم يكن يتوقع أن يستخدم عدوه السحر أيضا.
كان هدف برين هو الرجل الذي يدعى جازيف. أراد أن يقاتل معه. لذلك، لم تكن معرفته بالسحر بقدر معرفته بالشفرات. لم يكن يعرف ألغاز السحر ولم يكن لديه أي فكرة عن نوع الحيل التي سيستخدمها خصمه بعد ذلك.
في النهاية، انتهى الأمر بهما وهما يحدقان في بعضهما البعض.
كانت الفتاة التي تقف على الهامش مستاءة من هذا الموقف، ولم تعد قادرة على إخفاء انزعاجها.
"إيه، ابتعدي."
فرقعت الفتاة إصبعها، وجعل الصوت الواضح و الضعيف جسد مصاصة الدماء يرتجف.
ظل برين ساكناً وهو يشاهد عروس مصاصة الدماء تنظر بعيداً.
كانت فرصة مثالية للهجوم، لكن برين لم يفعل ذلك. حول انتباهه من مصاصة الدماء إلى الفتاة.
كانت صغيرة الحجم، على الرغم من حقيقة أن ثدييها كانا ممتلئين وبصلي الشكل اللتان بدا في غير محلهما على جسدها النحيل. بدت ذراعيها الرقيقة هشة جدا لدرجة أن برين شعر أنه يمكن أن يكسرها إذا بذل قوته الكاملة.
كانت هناك أنواع كثيرة من السحرة الإلهيين. ربما لم تكن كاهنة ذات توجه جسدي، لكنها كاهنة ذات توجه تعويذي، أو ربما كانت أسقفا متخصصا في إلقاء التعاويذ.
ومع ذلك، كانت تقول لمصاصة الدماء ان تبتعد حتى تتمكن من القتال شخصيا. هذا يعني أنها كانت واثقة من النصر حتى بدون طليعتها. عندما فهم برين ذلك - ابتسم.
"لا يبدو الأمر وكأنه أمر لمخلوق مستدعى. هذا يعني أنها يجب أن تكون مصاصة دماء أيضا." بالإضافة إلى ذلك، نظرا لموقف الفتاة، يجب أن تكون من رتبة مصاص دماء أعلى. غالبا لا تتطابق مظاهر الوحش مع قدراتهم الفعلية، لذلك لن يكون من الغريب أن يمتلك جسد تلك الفتاة الصغيرة قدرات بدنية أعلى من مصاص الدماء العادي. بالإضافة إلى ذلك، فقد لاحظت براعة برين القتالية الهائلة وما زالت تختار أن تأخذ الميدان مكان الفتاة الأخرى.
في المقابل، بدت عروس مصاصة الدماء خائفة.
"سيدة يمكنها تخويف مصاصة دماء... يبدو أنها ستكون عدوا صعبا. سأحتاج أن أكون على أهبة الاستعداد."
بينما كان يقيس الفتاة، أستمر برين في التفكير في هويتها الحقيقية.
"بالحديث عن سيدة مصاصة دماء تلك، هل يمكن أن تكون واحدة من لوردات مصاصي الدماء الأسطوريين؟ سمعت أن هناك واحدة منهم حصلت على لقب سقوط الأرض لتدميرها أمة... ومع ذلك، تقول القصص أيضا أن الأبطال الثلاثة عشر قد قضوا عليها."
إذا تعرضت للهجوم بواسطة الأبطال في الماضي، فإن خصمهم كان بالكاد يقهر.
شدد برين قبضته على مقبض الكاتانا، وتحول ببطء إلى موقف الهجوم.
"أنا برين أنجلوس."
بعد أن عرف برين نفسه على هذا العدو العظيم، ردت الفتاة بطريقة غريبة؛ لقد رفعت حاجبا مستغربة.
سأل برين الفتاة التي شعرت بعدم الارتياح إلى حد ما:
"...ما اسمك؟" "آاه! أردت أن تعرف اسمي. ربما لو كان في مكاني كوكيتوس لكان قد فهم الأمر على الفور ولكني لم أقاتل أشخاص مثل هؤلاء المحاربين من قبل، لذلك استغرق الأمر مني بعض الوقت لفهم الأمر. اعتذاري، ولكن كان يجب أن تسألني مباشرة عن اسمي."
رفعت الفتاة حواف تنورتها وانعطفت بأناقة، مثل راقصة على المسرح.
"اسمي شالتير بلودفالين. و ستكون المتعة كلها لي."
...
تم توجيه هذا الانحناء الأنيق إلى رجل يقف أمامها بنصل مسلول جاهز للانقضاض. لم يكن متأكدا مما إذا كانت تعلم أنها لن تتعرض للهجوم، أو ما إذا كانت واثقة من التعامل مع أي هجوم يقع غدرا. إذا حكمنا من خلال تعبيرها، فيبدو أنها الحالة الأخيرة - "شخص مثلك لا يستطيع أن يخيفني".
"دعيني أكسر ثقتك بنفسك."
حدق برين بصمت في شالتير بعيونه الشبيهة بالشفرات الحادة التي من شأنها أن ترعب حتى المحارب القديم. لقد أزعجه هدوءها، ولكن على الجانب الآخر، فإن تعبيرها هذا لعب في يدي برين.
لقد كانت غطرسة القوي.
كانت هذه الغطرسة أحد الأسلحة التي يمكن للبشرية أن تستخدمها لهزيمة الوحوش، التي فاقت قوتها قوة البشر. في الواقع، استخدم برين هذا النوع من الفرص من قبل لهزيمة العديد من الوحوش التي كانت أقوى منه.
أهم شيء في الأمر أنه يستطيع أن يسخر منهم بعد أن يهزمهم، قائلا لهم: "يمكنك أن تنظر باستخفاف لبعض الناس، لكن ليس للجميع."
"ألن تستخدم فنون الدفاع عن النفس؟"
"فنون الدفاع عن النفس."
لقد كانت مهارات يتم إتقانها خلال سعي المحارب للكمال القتالي. أطلق عليهم بعض الناس اسم الكي أو نوع ما من الهالات، لكنهم ليسوا كهذا الوصف السهل.
في مواجهة عدو هائل ولا يقهر، يمكن للشخص الذي تعلم [القلعة] ان يصد الضربات القوية لخصمه ويقف وجها لوجه أمامه.
يمكن للشخص الذي تعلم القدرة على تركيز الكي على نصله والأرجحة باستخدام [القطع] أن يقتل حتى أكثر الأعداء مرونة في ضربة واحدة.
ضد الأعداء المدرعين بشدة، يمكن للشخص أن يستخدم مهارة فنون الدفاع عن النفس المسماة [السحق].
يمكن للشخص الذي تعلم التحسين المؤقت للقدرات الجسدية باستخدام [تعزيز القدرة] أن ينتزع النصر من خلال قوتهم في أجسادهم المعززة.
يحتاج المحارب إلى توقع جميع أنواع الظروف، وتعلم فنون الدفاع عن النفس المختلفة، ودمجها جميعا في قوته الخاصة. تضاعف هذا الشعور بالنسبة للمغامرين الذين غالبا ما غرقوا في ظروف معركة غريبة.
في هذه الحالة، ماذا عن برين؟
أجاب برين: "همف، لا أحتاج إلى فنون الدفاع عن النفس من أجل شقية مثلك." كانت كذبة بالطبع. لم يكن غبيا بما يكفي ليعلن عن بطاقته الرابحة لخصمه.
زفر برين ببطء وخفض جسده، وأعاد سيفه إلى غمده.
كان يستعد للقطع.
أصبحت أنفاسه طويلة وضحلة.
ركز عقله على نقطة واحدة، وفي اللحظة التي ركز فيها بشكل كامل، انتعش وعيه، وتمدد للخارج. كانت أحاسيسه على مستوى يدرك فيه تماما كل شيء من حوله؛ الأصوات والهواء والظواهر الحسية الأخرى. كانت هذه المهارة واحدة من فنون الدفاع عن النفس التي ابتكرها -[الحقل].
لم يكن مداها رائعا، فقط نصف قطرها حوالي ثلاثة أمتار، لكن فنون الدفاع عن النفس سمحت له بإدراك كل شيء داخل هذا النطاق. ربما يكون من الأسهل شرح ذلك على أنه يعزز دقته وتهربه أثناء تواجده في تلك المنطقة.
إلى جانب جسد برين المشحذ، امتلك هذا الفن القتالي قوة غير عادية.
كان واثقا من أنه يمكن أن يخرج سالماً تحت وابل من الأسهم. بالإضافة إلى ذلك، كانت دقته من النوع الذي يمكنه أن يشق حتى حبة صغيرة من القمح إلى جزأين.
بالإضافة إلى ذلك-
ستموت جميع الكائنات الحية عندما تصيب الأسلحة أعضائهم الحيوية. وبالتالي، كل ما يحتاجه المرء هو إتقان التقنيات التي يمكن أن تضرب بدقة الأعضاء الحيوية المعروفة.
بدلاً من تعلم مجموعة واسعة من التقنيات، ركز برين على هدف واحد. كان هدفه هو الضرب أسرع من خصمه، وتوجيه ضربة واحدة قاتلة بدقة، وفي أثناء تدريبه ابتكر فنا للدفاع عن النفس فريدا ثانيا - [الوميض الفوري].
كانت تلك الضربة عالية السرعة سريعة بما يكفي لتكون غير قابلة للملاحظة، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد.
كان تدريبه بعد ذلك غير عادي، لقد سعى وراء ذروة التميز. لقد مارسها مئات الآلاف، لا، ملايين المرات. تسبب استخدامه المتواصل ل [الوميض الفوري] في نمو الثفن على كفه، لهذا تميز كفه عن بقية جسده بسبب أداء هذه التقنية.
في سعيه الدؤوب نحو الكمال، خلق تقنية جديدة مرة أخرى.
يمكنه قطع خصمه بسرعة بحيث لا يلتصق الدم بالنصل. بسبب شعوره بأنه قد وصل إلى عالم الآلهة، أطلق على هذه التقنية اسم [وميض الإله].
بهذه الخطوة، لن يدرك خصومه أنه تم ضربهم.
بمجرد أن جمع بين هاتين المهارتين، [المجال] الذي يضمن الضربة و [وميض الإله] التي تساعده علي الضرب بسرعة إلهية، لم يكن هناك أي طريقة يمكن لأي شخص تجنب الموت بضربة واحدة.
كانت ضرباته تستهدف الأعضاء الحيوية لخصومه. على وجه التحديد، أعناقهم. كانت هذه هي حركته السرية - "موغاريبو".
(ملاحطة: موغاريبو تعني صوت رياح الشتاء التي تهب من خلال سياج الخيزران وصوتها يشبه صوت المزمار)
سماها هكذا بسبب صوت خروج دماء خصمه عندما ينهمر من أعناقهم المقطوعة.
ضد مصاصي الدماء، ربما لن يكون هناك رذاذ من الدم، لكن القدرة على قطع رقبة خصمه ربما تعتبر أنتصارا.
"هل انتهيت من التحضير؟"
عندما نظرت إلى برين، الذي ظل صامتا ولم يفعل شيئا سوى التنفس، هزت شالتير كتفيها من الملل.
"أنا مستعد للقيام بخطوتي، لذا إذا كان لديك أي كلمات أخيرة، فلا تترددي في قولها ~"
"إذن، دع المرح يبدأ"
تقدمت شالتير إلى الأمام بهذا البيان المبهج.
هل تمزحين معي!؟ سنرى مدى هدوئك بعد أن تضرب رأسك الأرض.
لم يقل برين ذلك. لقد شعر أن القيام بذلك من شأنه أن يكسر تركيزه ويضيع جهده.
كانت خطوات شالتير بلا تخطيط، وبدت على ما يبدو عزلاء، كما لو كانت فتاة لطيفة صغيرة متجهة إلى نزهة.
لم تكن هذه هي الطريقة التي يتحرك بها المحارب. حارب برين الرغبة في الابتسام.
لقد شعر أنها كانت حمقاء، لم تكن هناك طريقة أسهل من تلك لجعلها تتقدم.
استخدم برين [تعزيز القدرة]. كان ينتظر دخول خصمه إلى [الحقل] الخاص به، والذي كان أيضا نطاق هجومه، وبمجرد أن تفعل ذلك، سيهاجم. الوحوش المتغطرسة الذين اعتقدوا أنهم أقوى من الآخرين كانوا كلهم هكذا. بعد كل شيء، كان البشر مخلوقات ضعيفة ذات قدرات جسدية منخفضة، وليس لديهم قدرات خاصة ملحوظة.
ومع ذلك، سوف يعلمها مدى خطورة النظر إلى البشرية باحتقار.
اعتقد برين أن فنون الدفاع عن النفس تم إنشاؤها لمحاربة الكائنات التي كانت أقوى من البشر.
"سأنهيك في ضربة واحدة."
غالبا ما تكافح الوحوش المتهورة عندما يتم دفعها إلى ضائقة شديدة. إذا لم يستطع القضا عليها بضربة واحدة، فمن المحتمل أن تطلب من مصاصة الدماء أن تأتي لمساعدتها. ثم ستصبح المعركة اثنين ضد واحد، وحتى برين سيتعرض لضغوطات شديدة لصدهم.
وهكذا، كان بحاجة لقتلها بضربة واحدة.
كان وجه برين غير عاطفي، لكنه كان يضحك داخليا.
ضحك على نهج خصمه المتهور. ربما لم تكن تعلم أنها كانت تصعد سلالم مشنقة الإعدام.
ثلاث خطوات أخرى، خطوتان.
...خطوة أخرى أيضا.
وثم-
"رأسك ملكي!"
مع هذا التصريح العقلي، ضرب برين بكل قوته.
"هوو!"
أخرج نفسا قصيرا قويا.
سل نصله من غمده، وشق الهواء أمام شالتير.
كانت هناك كلمة واحدة لوصف سرعة هذه الحركة - البرق. بحلول الوقت الذي يراها فيها المرء، سيكون رأسه قد سقط. بعد ممارستها لها لملايين المرات، كان حقا وميضا إلهيا.
"أنا ربحت."
كما كان يعتقد برين-
- حدق في صدمة.
لقد تم التهرب من الضربة التي سكب فيها كل كيانه.
إذا حدث ذلك فقط، فقد يكون قادرا على الاعتراف بأنه التقى بخصم قوي لا يمكن تصوره.
ومع ذلك-
أمسكت شالتير نصله بأطراف أصابعها.
لقد أصيبت بضربة برين السريعة.
بالإضافة إلى ذلك، أمسكت نصله برفق، مثل إمساك أجنحة الفراشة.
لم يستطع برين فعل شيء إلا أن يلهث بشدة، حيث شعر أن الهواء يتجمد من حوله.
"...مس.. مستحيل..."
تلك الكلمات التي تكاد تكون غير مسموعة كانت ترافق كل شهيق قام به.
كافح برين بشدة لكبح جماح الهزات التي بداخله، حيث كان المشهد أمام عينيه يتحدى توقعاته تماما. ومع ذلك، كانت حقيقة لا يمكن إنكارها أن هناك إصبعين من أصابع شالتير النحيفة والشاحبة على نصله - إبهامها وسبابتها.
أكثر من ذلك، لم تمسك نصله من الأمام، لكنها حركت ذراعها حول الضربة لتمسكه من الخلف. دون أن تدخل مسار الضربة، لقد تجاوزت سرعة الكاتانا - سرعة [وميض الإله].
على الرغم من انها بدت وكانها تمسك بالشفرة بحذر شديد، وبالكاد تبذل أي جهد على الإطلاق، لم يستطع برين تحريك سيفه للخلف أو للأمام، على الرغم من سكب القوة الكاملة لجسده في محاولاته. كان الأمر أشبه بسحب سلسلة مربوطة بحجر أثقل مئات المرات من وزن جسمه.
وبعد ذلك، زادت الفتاة القوة على نصله فجأة، مما أدى إلى فقدان برين لتوازنه.
"همف، لدى كوكيوتس العديد من هذه المواقف و الاستعدادات أيضا، ولكن نظرا لوجود فرق فلكي بينكما، فإنه لا يستحق أن أكون على أهبة الاستعداد من أجلك."
سحبت شالتير الكاتانا أمامها، ودرستها.
بينما كان برين يفهم ما قالته، تحول رأسه من الداخل إلى اللون الأبيض.
كان إحساسا باليأس حرم منه حياته كلها.
ومع ذلك، جمع نفسه مرة أخرى. كان ذلك بسبب هزيمته مرة واحدة، وكما يقول المثل العظم المكسور سيعود أكثر سمكا وأقوى، لهذا طور مقاومة نفسية في حالة الهزيمة.
كان ذلك مستحيلا، لكن كان عليه أن يصدق ذلك.
كان عليه أن يصدق حقيقة أن أصابعها يمكن أن تمسك بسهولة وتصد ضربته الإلهية السريعة.
كاد وجهه يتحول إلى الشحوب من ثقل تلك الصدمة، جعدت شالتير حواجبها متفاجئة بهذا التطور.
ثم سمع برين شيئا مثل تنهد خيبة أمل مبالغ فيها.
"لقد فهمت الآن، أليس كذلك؟ لا يمكنك هزيمتي بدون استخدام فنون الدفاع عن النفس. إذا فهمت، من فضلك لا تتراجع. ألا يجب أن تخرج كل ما لديك الآن؟"
عندما وصلت هذه الكلمات القاسية إلى أذنيه، لم يستطع برين إلا أن يلعن:
"أيها الوحش اللعين-!"
عندما سمعت تلك الكلمات، ابتسمت شالتير ببراءة ابتسامة مشعة كزهرة متفتحة.
"هل هذا صحيح؟ هل فهمت في النهاية؟ أنا وحش بارد، لا يرحم، قاسي - ومحبوب."
بعد تركها الكاتانا، قفزت شالتيار إلى مكانها الأصلي.
"هل انتهيت من التحضير؟"
ابتسامة شالتير المبهجة وتلك الكلمات جعلت دم برين يغلي. إلى أي مدى ستحتقرني؟ بدلاً من ذلك، عندما أدرك برين أن خصمه كان قوياً بما يكفي بحيث يمكنها النظر إلى شخص مثله وصل إلى حدود القوة البشرية بدونية، لم يستطع إلا أن يخاف.
"هل يجب أن أركض؟"
لطالما شعر برين أن الحياة هي أهم شيء. إذا تم التفوق عليه، فعليه أن يركض ويمحو عاره في وقت لاحق. شعر برين أنه طالما نجا، يمكنه المطالبة بالنصر في النهاية، لأنه كان متأكدا من أنه يمكن أن يصبح أقوى في هذه الأثناء.
ومع ذلك، كيف يمكنه الفرار من شخص طغت قدراته الجسدية على قدراته بمثل هذا الهامش الكبير؟
كما لو أنه استيقظ حديثا، أعاد برين تأكيد الموقع الذي كان يستهدفه.
كان يهدف الآن إلى ساقيها لتقليل حركة خصمه قبل الهروب بأقصى سرعة.
كان يتجنب نصف القطر الذي أمسك فيه خصمه على الضربة التي تم إجراؤها بكل قوته، وبدلاً من ذلك هاجم نحو شيء يصعب الدفاع عنه.
مع وضع ذلك في الاعتبار، حول برين انتباهه إلى رقبة شالتير وهو يعيد الكاتانا لغمدها. عندما يتم تنشيط [المجال]، يمكنه الضرب بدقة حتى مع إغلاق عينيه، لذلك كان من المنطقي خداع خصمه بعينيه.
"دع المرح يبدأ."
تحركت شالتير إلى الأمام مرة أخرى بطريقة متهورة.
على الرغم من أنه توقع سابقا أنها ستدخل [الحقل] الخاص به، إلا أنه كان على العكس الآن، فقد كان يامل الا تدخل [الحقل].
كم هذا مثير للشفقة. حتى رغبته في الانتقام لم تستطع إشعال روحه القتالية. كان مثل شعلة صغيرة. اثناء تفكيره بهذه الأشياء، استخدم [الحقل] لمراقبة تحركات شالتير.
ثلاث خطوات، خطوتان، خطوة واحدة—
-أصبحت داخل النطاق.
عندما كان برين يحدق في رقبة شالتير، لاخط تعبيرها الساخر من زاوية عينه.
-كان هدفه في الواقع هو الكاحل الأيمن لخصمه وليس رقبتها.
أرجح الكاتانا، مستخدماً وزن جسده لتسريع الضربة.
عندما ألقى ضغوطه جانباً، كان متأكداً من أن هذه الأرجحة كانت أسرع من السابقة. حتى أنه لم يكن لديه أي وسيلة للدفاع ضد ضربة بهذه السرعة.
'أستطيع فعلها!"
تماما كما كان على وشك قطع كاحل الفتاة الرقيق الذي كشف عن نفسه من تحت حافة تنورتها -
انزلق مقبض كاتانا برين من يديه.
لم يتحرك خط بصر برين، ولم يكن لديه أي فكرة عما حدث. ومع ذلك، فإن القدرات الحسية الخاصة الممنوحة له من قبل [الحقل] جعلته يدرك تماما أن محبوبته الكاتانا أصبحت الآن على الأرض، ويتم الدوس عليها تحت كعب قدم عالي.
كان هذا مستحيل. ومع ذلك، كانت حقيقة لا يمكن إنكارها.
كان سبب انزلاق كاتانا برين هو الصدمة التي انتقلت إلى يديه عندما داس عليه هذا الحذاء ذو الكعب العالي.
كان هناك سبب واحد فقط لعدم تصديق ذلك. كان هذا السبب: على الرغم من زيادة تركيزه إلى اقصى حدوده، إلا انه لم يستشعر تحركات خصمه. نعم، ولا حتى داخل [الحقل] الذي كان فخوراً به.
كانت قريبة بما فيه الكفاية لدرجة أنها إذا مدت يدها، يمكنها أن تلمسه. حطت نظرة شالتير المزعجة على برين من مسافة القصيرة. هدد الضغط المذهل الناتج عن ذلك بسحق الهواء مع برين نفسه.
أصبح تنفس برين فوضوياً.
كان عرقه يتدفق مثل المطر، تبلل جسده بالكامل. ارتجف مجال رؤيته وانتابه شعور بالغثيان.
لقد مر بعدة مواجهات محفوفة بالمخاطر من قبل، لذا كانت المواقف اليائسة مشهدا مألوفا له. ومع ذلك، كانت تلك المواجهات أكثر بقليل من مجرد لعب أطفال مقارنة بمأزقه الحالي.
توقف الحذاء ذو الكعب العالي عن الدوس، وقفزت شالتير بصمت بعيدا.
"هل انتهيت من التحضير بعد؟"
ملأ التكرار الثالث لتلك الكلمات برين بإحساس لا يضاهي بالياس.
بعد ذلك، كانت ستقول "دع المرح يبدأ". ومع ذلك، مثلما اعتقد برين أن ذلك سيحدث، سمع شيئا مختلفا تماما.
"هل يمكن أنك... لا تستطيع استخدام فنون الدفاع عن النفس؟"
هذا الصوت - المليء بالشفقة والمفاجأة -جعل برين يرسم ابتسامة معوقة على وجهه.
لم يستطع إعطاء أي رد. لا، على وجه الدقة، لم يكن يعرف ماذا يقول. ربما يمكنه الرد بشكل هزلي مثل مهرج: "آه، لقد استخدمتها للتو، لكنك هزمتهم بسهولة."
عض شفته السفلى، واسترد برين الكاتانا.
"... هل يمكن أنك لست بهذه القوة في الواقع؟ اعتقدت أنك أقوى من هؤلاء الفرسان عند المدخل...آسفة لذلك، أقيس القوة بالأمتار، لذلك لا يمكنني تمييز الفروق بالمليمتر وا لسنتيمتر."
(لمن لم يفهم، هي تقصد إهانته بقولها ان الفرق بينه و بين الفرسان عند المدخل شيء لا يذكر)
لقد عمل بجد و لوقت طويل.
خلال المواجهة مع جازيف، كان واثقا جدا من قدراته الطبيعية، لذلك لم يتدرب وخسر أمام شخص أقوى. نتيجة لذلك، تحولت هزيمته إلى دافع له.
إن العقلية التي طورها، الوقوف مرة أخرى من الهزيمة - لصقل مهاراته بجدية لتحقيق النتائج - لم تكن سوى حماقة للوحش الذي كان أمامه.
"لا يمكنني تصديق هذا. طوال الوقت، كنت أقتل أولئك الوحوش الذين احتقروني وسخروا مني لكوني أضعف منهم."
مع,صعود هذه الأفكار في عقل برين، كافج للضغط عليها وإحلاله مكانها -
بصوخة عظيمة, اتجذ حركته على شالتير. أوجح برين بنصله نحو شالتير - التي كان لديها نظرة حيرة على وجهها وهي تراقبه وهو يهاجم - بكل القوة التي يمكن أن يحشدها جسده.
ضربته، التي حشدت جميع عضلات جسده بالكامل، يمكن أن تقطع بسهولة إنسانا مدرعا إلى نصفين.
لم يكن لدى شالتير أي نية للتهرب من تلك الضربة المذهلة. الطريقة التي شاهدت بها القوس اللامع للضوء الأبيض ينزل عليها جعل برين يعتقد أنه قد يكون قادرا على تحقيق الهدف.
ومع ذلك، فإن المشهد السابق نفى تلك الأفكار له. هل يمكنه حقا ضربها بهذه السهولة؟
في اللحظة التالية تأكدت تلك المخاوف.
سمع رنين هش يملأ الهواء، رأى برين مرة أخرى مشهدا لا يصدق.
حركت شالتير بسرعة ظفر إصبعها الأيسر الصغير - الذي كان بطول 2 سم تقريبا - بسرعة مذهلة. بالإضافة إلى ذلك، لا يبدو أن شالتير تستخدم أي قوة على الإطلاق؛ تم تكديس بقية أصابع يدها في شكل قبضة، ولم يتبق سوى الإصبع الصغير؛ الذي صدت به ضربة برين.
بهذه الحركة - التي لم تكن حتى يجب الاستخفاف بها - صدت تلك الضربة التي ضربها برين بكل قوته.
تصدت لتلك الضربة التوا يمكن أن تشق درعا كاملا وتحطه السيوف وتحطه الدروع بظفرها.
كان يكافح بشدة من أجل تجميع إرادته المحطمة للقتال، وركز قوته في يديه التي ارتجفت من تأثير صد شالتير. رفع الكاتانا عالياً وأنزلها عموديا، وبعد ذلك - ما زالت شالتير تحرفها عن غير قصد بظفرها.
"هاااء~"
(صوت تثاؤب)
كانت تتثاءب بطريقة مبالغ فيها، حتى أنها كانت تربت على فمها بيدها اليمنى. كانت تحدق في السقف عمدا الآن. يبدو أنها لم تعد تأخذ برين على محمل الجد.
وحتى مع ذلك.
حتى مع ذلك - كاتانا برين لا تزال تنحرف.
بظفر إصبع يدها الأيسر،
"اوووووه -!"
خرج هدير من حلق برين. لا، لم يكن هديرا، بل صرخة يأس.
قطع مائل أفقي - تم تفاديه.
قطع مائل قطري - تم تفاديه.
قطع مائل أمامي - تم تفاديه.
قطع قطري - تم تفاديه.
قطع عمودي - تم تفاديه.
قطع أفقي - تم تفاديه.
بغض النظر عن الزاوية، وبغض النظر عن الاتجاه الذي شن فيه هجماته، فقد انحرفت جميعها.
شعر كما لو أن الكاتانا كانت تنجذب إلى هذا الظفر، وفي تلك اللحظة أدرك برين أخيرا.
كان خصمه قويا حقا. حتى عمله الشاق ومواهبه الطبيعية لم تقربه من قدميها، ناهيك عن الارتقاء إلى مستواها.
"ارآآ، هل تعبت بالفعل؟ على الرغم من التفكير في الأمر، فإن مقص الأظافر هذا ضعيف للغاية."
توقف برين عن الأرجحة عندما سمع تلك الكلمات المفاجئة.
هل يمكن للمرء أن يقطع جبلاً بالسيف؟ كان ذلك مستحيلا. حتى الطفل يعرف ذلك. إذن، هل يمكنه هزيمة شالتير؟ أي محارب يواجهها سيعرف هذه الإجابة.
لا يوجد طريقة يمكن فيها أن يهزمها.
لم يستطع البشر هزيمة الكيانات التي تفوق الخيال البشري. إذا كان أي شخص قادرا على الوقوف على أخمص القدمين معها، فمن المؤكد أن هذا الشخص يجب أن يكون فردا جبارا خارج عالم البشرية. للأسف، كان برين مجرد محارب وقف في ذروة البشرية.
في الواقع، بغض النظر عن مدى صعوبة عمله، طالما أنه لا يزال بشريا، فلن يكون أكثر من طفل رضيع يتجول بالعصا في الأرجاء.
"... أنا... تدربت بجد..."
"تدربت بجد؟ يا له من بيان لا طائل من ورائه. لقد خلقت قوية، لذلك لم تكن هناك حاجة للتدريب الجاد لكي أصبح أقوى."
ضحك برين عندما سمع هذا.
حاولت جاهدا، ووصلت بعيدا. لكن في النهاية، لا يهم. إلى أي مدى كنت أناني، عبقري؟ يا لها من نكتة.
شعرت ساقيه بالثقل، كما لو كانت هناك صخور ضخمة على ظهره.
"...؟ اهاهاها على ماذا تبكي؟ هل حدث شيء محزن لك؟"
لقد فهم ما قالته شالتير. ومع ذلك، كان صوتها مكتوما، وكأنه قادم من بعيد.
حتى تصميمه على تدريب نفسه، والتصميم الذي سمح له بإخراج البثور على يديه لمواصلة أرجحة قضيب حديدي ثقيل، كان بلا معنى. كان ارتداء الدروع الثقيلة والجري لمسافات طويلة بلا معنى. كما أن هزيمة الوحوش بنفسه كانت بلا معنى.
كان كل شيء بلا معنى. لذلك، كانت حياة برين أيضا بلا معنى.
في مواجهة كائن قوي حقا، لم يكن برين مختلفا عن الضعفاء الذين اعتاد أن يسخر منهم.
"أنا مغفل..."
"...هل انتهيت؟ ثم حان الوقت لإنهاء هذا، أليس كذلك؟"
قهقهت شالتير وهي تتقدم نحوه، مدت إصبعها الصغير. صرخ برين. ليس صرخة محارب للمعركة، بل صرخة طفل يبكي.
ركض برين بعنف.
ووجه ظهره لشالتير.
بعد أن اختبر قدرة شالتير الجسدية بشكل مباشر، توقع أنها ستلحق به على الفور.
ومع ذلك، لم يلتفت لهذه الحقيقة. أو بالأحرى، لم يعد لدى برين الطاقة العقلية للقلق بشأن هذا النوع من الأشياء. لقد كشف لها ببساطة ظهره الأعزل. ركض بوجه فوضوي يأس مملوء بادموع والمخاط إلى أعماق الكهف.
بعد ذلك، جاء صوت فتاة بريئة، مليئا بالدماء، من وراء برين.
"هل سنلعب لعبة الغميضة إذن؟ هل ستلعب معي كل أنواع الألعاب؟ إذن سأستمتع باللعب معك، آهاهاهاهاها ~"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي