الفصل 3 الجزء الثاني معركة قرية كارن

عندما أصبحوا على مقربة من أطراف القرية.
سمعت إنري صوت قعقعة معدنية من خلفها وهي تركض. بدا الصوت إيقاعيا.
فنظرت إلى الخلف بأمل في قلبها - وكما هو متوقع، السيناريو الأسوء. أن يطارد الفارس أخوات إيموت.
فقط أبعد قليلاً.

أخذت إنري نفسا عميقا وأجبرت نفسها على التحمل. فلا طاقة لديها لتضيعها على أي شيء آخر.
فمع تنفسها السريع، وقلبها الذي ينبض بقوة لدرجة انها شعرت انه سينفجر، وساقاها المرتجفان بشدة. لذا سرعان ما ستكون منهكة تماماً، وسوف تنهار ولن تتمكن من النهوض.
فلو بمفردها، فربما تكون قد فقدت قوتها على الجري واستسلمت.
ومع هذا فهي تمسك بيد أختها الصغيرة.وهذا أعطها الطاقة للهرب.

فالحقيقة هي أن الرغبة القوية في إنقاذ أختها أبقت إنري مستمرة حتى الآن.
وبينما ظلت تجري، نظرت إلى الخلف مرة اخرى.
لم تتغير المسافة بينها وبين مطاردها. فحتى مع ارتدائه الدروع، لم تنخفض سرعة الرجل. وهذا هو الفرق بين المحارب المدرب وفتاة القرية.
نزل العرق على ظهر إنري حيث اصبح جسدها باردا.فإذا استمر هذا ... فلن تتمكن من الهروب مع اختها.

-افلتيها.
تردد صدى تلك الكلمات في راسها.
— ربما يمكنك الهروب بذفسك.
- هل تريدين أن تموتي هنا؟
- قد يكون الأمر أكثر أماناً إذا انفصلتم.

"اخرس، اخرس، اخرس!"
صرخت إنري على نفسها بسبب هذه الأفكار من بين اسنانها التي اطبقتهم على بعضهم.
إن هذه اسوء اخت يمكن تتخيلها.
لماذا اختها الصغيرة تمسك دموعها؟ هذا لأنها تؤمن بأختها الكبرى. لأنها تعتقد أن أختها الكبرى ستنقذها.
بينما تمسك بيد أختها الصغيرة -تلك اليد التي أعطتها القوة للفرار والقتال - دعمت إنري نفسها وثبتت عزمها.

لن تتخلى عن أختها أبداً.
غدت شقيقة إنري الصغرى متعبة مثل إنري نفسها. لهذا تعثرت فجاة، وصرخت، وكادت أن تسقط.
وسبب عدم سقوطهما هو أنهما يمسكان بإحكام بأيدي بعضهما البعض. ومع هذا تسبب سقوط نيمو في تعثر إنري ايضاً.

"بسرعة!"
"أه نعم!"
فعلى الرغم من رغبتها في الجري، إلد أن أختها الصغيرة بدأت في الانكماش، ولم تستطع التحرك بسرعة. فأرادت إنري التقاط نيمو والركض، لكن أصوات المعدن التي تتراكم بجانبها ملأت إنري بالخوف.
فالفارس القريب منهما يحمل سيف ملطخ بالدماء. بالإضافة إلى ذلك، إن درعه وخوذته مغطيان بآثار الدم المتناثر.
لذا دفعت إنري نيمو ورائها ونظرت بغضب إلى الفارس.

"لا جدوى من النضال."
لم يكن هناك اي تعاطف في هذه الكلمات. بدلاً من ذلك هناك السخرية. فهذه الكلمات تشير إلى أن جريها لن يكون له نتيجة إلا الموت.
إشتد غضب قلب إنري، وفكرت، ما الذي يقول؟
رفع الفارس سيفه باتجاه إنري التي توقفت عن الحركة. ومع ذلك، قبل أن يتمكن من أرجحته عليها —

"لا تنظر إلي باستخفاف!"
"غوراغاه!"
- لكمت إنري بقوة خوذة الفارس المعدنية. حملت تلك الضربة الغضب الذي ملأها والرغبة في حماية أختها الصغيرة. فلم تهتم بأنها تضرب المعدن بيدها العارية. بل ضربته بكل جز من قوتها.
مع صوت شيء مثل تكسير العظام، ومن ثم سرعان ما انتشر الألم في جميع أنحاء جسد إنري. تذبذب الفارس تحت قوة الضربة القوية.

"اسرعي!"
"نعم!"
تحملت إنري الألم وأجبرت نفسها على الركض مرة أخرى - وفجأة اندلع خط من الحرارة الحارقة على ظهرها.

"غغك!"
"اللعنةعليك!"
أن تلكم فتاة قروية الفارس في وجهه، جعله هذا يشعر بالخزي والعار.
لذا أرجح سيفه بعنف، وبما انه فقد أعصابه. فلم تتسبب ضربته الأولى في إصابة مميتة.
ومع ذلك كانت هذه نهاية حظها. أصيبت إنري، وامتلئ الفارس بالغضب. لذا الضربة القادمة ستأخذ حياتها بالتأكيد.

نظرت إنري إلى السيف الطويل المرفوع أمامها.
كتب الذعر على وجهها وهي تراقب اللمعان الخبيث للسيف السريع المرعب، وأدركت شيئين.

الأول هو أن حياتها ستنتهي في ثواني. والثاني هو أن فتاة قروية عادية مثلها ليس لديها طريقة لمحاربة هذا المصير.
ظل رأس السيف ملطخ ببعض من دمها. ومع تسارع ضربات قلبها، انتشر الألم في جسدها، إلى جانب حرارة جرحها الحارقة.
ملئها الألم الذي لم تشعر به من قبل بالخوف وجعلها ترغب في التقيؤ.
فربما القيء سيزيل الشعور بالغثيان الذي ملئها.

ومع هذا ظلت إنري تبحث عن طريقة للنجاة، لذلك لا وقت لديها للتقيؤ.
فعلى الرغم من أنها أرادت التخلي عن كفاحها، الا أن هناك سبب لعدم استسلام إنري حتى الآن. وهو الشعور الدافئ على صدرها - أختها الصغرى.
لأن عليها أن تدع أختها تعيش.
وهذه الفكرة الوحيدة منعت إنري من الاستسلام.

وفي المقابل، بدا أن الفارس المدرع الذي أمامها يسخر من محاولات إنري.
فأرجح السيف للأسفل.
ربما هذا بسبب تركيز كل طاقاتها هنا، أو لأن دماغها يعمل لوقت إضافي ففي موقف حيث النتيجة حددت الحياة والموت، شعر إنري أن الوقت يمر ببطء شديد، وحاولت يائسة التفكير في طريقة ما لإنقاذ أختها الصغيرة.

ومع ذلك لم تستطع التفكير في أي شيء. وكل ما استطاعت فعله هو استخدام جسدها كدرع، وترك النصل يشق جسدها بعمق، على أمل شراء بعض الوقت لأختها الصغيرة لتهرب.
طالما لا تزال تتمتع بالقوة، فإنها ستتمسك بإحكام بالفارس أو بسيفه، وستتمسك به بقوة ولن تتركه حتى تنطفئ شعلة حياتها.

فإذا استطاعت فعل ذلك. فسوف تقبل مصيرها بكل سرور.
ابتسمت إنري وكأنها شهيدة.
وبصفتها الأخت الكبري، فهذا كل ما يمكنها فعله من أجل نيمو. جعلت هذه الفكرة إنري تبتسم.
هل ستستطيع نيمو الهروب من الجحيم الذي اندلع في قرية كارن بمفردها؟

فحتى لو هربت إلى الغابة، فقد تصطدم بدوريات من الجنود. ومع ذلك طالما تمكنت من البقاء على قيد الحياة فهناك احتمال للهروب. ومن أجل منح أختها الصغيرة فرصة للبقاء على قيد الحياة، فستراهن إنري بحياتها -لا، بل ستراهن على كل شيء.
ومع ذلك فإن فكرة التعرض للأذى مرة أخرى أخافتها، لذلك أغمضت عينيها. في عالم الظلام هذا، هيأت نفسها للألم الذي سيأتي - 
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي