الفصل 1 الجزء الثاني النهاية والبداية

غادر مومونغا ما كانوا يدعونها بغرفة الطاولة المستديرة.
لكل أعضاء النقابة خواتم مخصصة لاستخدامها. وأي شخص يرتدي تلك الخواتم سيظهر تلقائياً في هذا المكان عند تسجيل الدخول إلى اللعبة، باستثناء الظروف الخاصة. فإذا عاد أي من أعضاء النقابة، فسيصلون الي هذه الغرفة. ومع ذلك عرف مومونغا أن الأعضاء الآخرين لن يعودوا إلى هنا. وفي الدقائق القليلة الأخيرة من اللعبة، أصبح اللاعب الوحيد الذي بقي في معبد نازارايك العملاقة تحت الأرض هو مومونغا نفسه.

قمع مومونغا المشاعر التي تتصاعد كالمد، وسار في الردهات.
فهذا المكان أشبه بقلعة مبنية من المرمر، فهي تشبه عالم رائع يسوده جو ملكي.
فإذا رفع المرء رأسه لينظر إلى السقف، فسيرى ثريات كريستالية تتدلى من السقف، وعلى فترات ثابتة، ستشع بضوء دافئ.
والممرات الواسعة ذات أرضيات حجرية مصقولة ببراعة، مما يعكس الضوء من الثريات بطريقة تجعلها تبدو وكأنها نجوم متلألئة مغروسة في السقف.

وإذا فتح زائر الأبواب على كلا الجانبين، فسوف يأسر فرش الجزء الداخلي انتباهه.
فمن المحتمل أن الطرف الثالث الذي سيراقب هذا المشهد سيحدق بذهول.
فقد تعرض معبد نازارايك العظيم تحت الأرض المكروه بشدة للهجوم من قبل أكبر قوة غازية تم تجميعها على الإطلاق في تاريخ اللعبة. فقد تجمعت ثماني نقابات مع حلفائهم لجلب قوة تتكون من أكثر من 1500 لاعبا ومرتزقة والNPCs للتغلب على نازاريك، ولكن في النهاية، تمت هزيمتهم تماماً. والأن هذه الزنزانة الأسطورية قد تقلصت إلى هذا الحد.

...

إن معبد نازاريك العظيم تحت الأرض عبارة عن زنزانة من ستة طوابق، ولكن تم تغييرها بشكل كبير بعد أن سيطر آينز اول غون عليها.
وحالياً، هي عبارة عن زنزانة من عشرة طوابق ، وكل طابق مميز.
تم تصميم الطوابق من الأول إلى الثالث كضريح. بينما الطابق الرابع عبارة عن بحيرة تحت الأرض. والطابق الخامس عبارة عن نهر جليدي متجمد. اما الطابق السادس عبارة عن غابة مطيرة. والطابق السابع عبارة عن بحر من الصهارة. والطابق الثامن عبارة عن أرض قاحلة. والطابقين التاسع والعاشر هما مملكة الآلهة - بعبارة أخرى ، القاعدة الرئيسية لآينز اول غون، التي صنفت ضمن العشرة الأوائل من بين آلاف النقابات التابعة لـ يغدراسيل.

رن صوت خطى مومونغا وصوت عصاه في هذا المكان المقدس. وبعد ان استدار وتجاوز عدة زوايا في هذه الممرات الشاسعة، رأى مومونغا امرأة من بعيد تتجه نحوه.
ذات جمال رقيق، وشعرها الذهبي يغطي كتفيها.
مرتدية زي خادمة طويل وانيق، مع مئزر كبير.
بلغ طولها حوالي مائة وسبعين سنتيمتر، مع جسد نحيل. بدا نهديها الوافرين وكانهما
سينفجران من صدرها في أي وقت. بدا مظهرها بشكل عام جذاب وأعطى انطباع بأنها رشيقة ولطيفة.

عندما اقترب الاثنان من بعضهما البعض ببطء، اندفعت الخادمة إلى جانب الممرات وانحنت بعمق لمومونغا.
وفي المقال، رفع مومونغا يده تقديراً.
ظل تعبير الخادمة كما هو، وظلت نفس الابتسامة على وجهها حتى الآن. ففي يغدراسيل، لا تتغير تعاب ير الوجه، لكن هذه الفتاة مختلفة قليلا عن شخصيات اللاعبين بتعبيراتها التي لا تتغير.
فهذه الخادمة هي NPC. ولا يتم التحكم فيها من قبل اللعبة، ولكن من خلال مجموعة من إجراءات الذكاء الاصطناعي. فببساطة، إنه دمية متحركة. حتى لو أن تصميمها واقعي بشكل لا يصدق، فإن انحنائها لم يكن أكثر من عمل مبرمج.

ولم يكن رد مومونغا على انحنائها سوى لفتة حمقاء، لأنها لم تكن أكثر من دمية. ومع ذلك، فلدى مومونغا أسبابه كي لا يعاملها ببرود.
فهناك واحد وأربعون شخصية خادمة في ضريح نازاريك تحت الأرض، ولكل منهم تصميمه الفريد.
فمنشئهم مانجاكا (رسام مانجا) اقتحم الصناعة برسومه للخادمات، والتي يتم نشرها حالياً في مجلة شهرية.

لذا درس مومونغا الخادمة بعناية. بصرف النظر عن مظهرها، قام أيضاً بفحص زيها.
فتعقيد التصميم، وخاصة التطريز الدقيق الذي احاط مئزرها، كافي لجعل الناس يلهثون من الصدمة.
تم تفصيل تصميمهم بشكل استثنائي بسبب اعلان، "زي الخادمة هو سلاحها السر!" لم يستطع مومونغا إلا أن يشعر بالحنين لأنه تذكر الشكاوى من أعضاء النقابة الآخرين الذين ساعدوا في هذا التصميم.

"آه ... هذا صحيح. أعتقد أنه منذ ذلك الحين بدأوا يقولون أن "صناعة زي الخادمة هو العدل" بالتفكير في الامر أعتقد أن المانجكا الذي رسمها الآن لديه خادمة كشخصية رئيسية. هل يبكي مساعدوه عندما يفرط في التصاميم؟ آه، ويتبرايم سان. "
(مدقق بيوم: اظن يقصد لما رسام يرسم خادمة مع زي ذو تصميم معقد بشدة ثم على مساعديه إعادة رسم نفس الرسمة وهذا صعب ومرهق)

تمت برمجة إجراءات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالخادمات بواسطة هيرو هيرو سان وخمسة آخرين.
وبعبارة أخرى، إن هذه الخادمة تجسيد للعمل الشاق لأصدقائه السابقين. لذا لم يستطع
تجاهلها ببساطة دون أن يشعر بالسوء حيال ذلك. فبعد كل شي، إن هذه الخادمة أيضاً جزء من التاريخ المجيد لآينز اول غون.
تماماً أثناء تفكير مومونغا في هذه الأمور، رفعت الخادمة رأسها، كما لو أنها قد رصدت شيئا، وأمالت رأسها بدهشة.
ستفعل الخادمات ذلك إذا بقي أحد حولهن لفترة زمنية معينة.

وبينما كان مومونغا يبحث في ذكرياته، لم يستطع إلا أن يعجب ببرمجة هيرو هيرو المعقدة. فيجب أن تكون هناك أوضاع خفية أخرى مبرمجة فيها أيضاً. أراد مومونغا رؤيتهم جميعاً، لكن الوقت ضيق للغاية.
لذا نظر مومونغا إلى الساعة الشفافة على معصمه الأيسر وفحص الوقت.
كما اعتقد، لم يعد هناك وقت ليقضيه في هذا الهراء.

"شكراً لعملك الشاق."
سار مومونغا أمام الخادمة بعد ذلك الوداع المؤلم. وعندما تجاوز الخادمة، لم يكن هناك رد ، لكن هذا ببساطة متوقع . ومع ذلك، حتى لو لم ترد عليه، فقد شعر مومونغا أنه يجب أن يقول هذا، لأنه اليوم الأخير في يغدراسيل.
واصل مومونغا التقدم تاركاً الخادمة ورائه.

وبعد فترة، ظهر درج ضخم امام عيني مومونغا. واسع بما يكفي بحيث يستطيع اكثر من عشرة أشخاص السير عليه جنباً إلى جنب وأذرعهم ممدودة دون أي مشاكل. ووضعت سجادة حمراء فاخرة على الدرج. نزل مومونغا ببطء على الدرج، حتى وصل إلى الطابق السفلي - الطابق العاشر من ضريح نازارايك العظيم تحت الأرض.

والمكان الذي وصل اليه عبارة عن غرفة استقبال كبيرة، بداخلها عدة شخصيات.
فاول من دخل إلى خط رؤية مومونغا رجل عجوز متميز يرتدي زي كبير الخدم.
مع شعره ناصع البياض، وحتى اللحية والشارب قرب فمه. ومع ذلك، فظهر الرجل العجوز مستقيم، كسيف مصنوع من الفولاذ. ووجهه متجعد بشدة وأعطى للمشاهدين انطباع بأنه شخص لطيف ومهذب، لكن عينيه كعين نسر يقيم فريسته.

وهناك ست خادمات يقفن خلف كبير الخدم. ومع ذلك، فهن مختلفات عن تلك التي التقي بها مومونغا في وقت سابق، في المظهر والمعدات.
الخادمات ارتدين قفازات ودروع للساق من الذهب والفضة والأسود ومعادن ملونة أخرى. وتم تصميم درعهن ليبدو كملابس الخادمات في المانجا. ولم يرتدوا خوذات، بل أغطية رأس بيضاء. بالإضافة إلى ذلك، كل فتاة مسلحة بسلاح مختلف. فلقد كانوا صورة لخادمات المعارك.

كما تنوعت تسريحات شعرهن. فهناك الشعر الذي بشكل الكعكة، وذيل الحصان، والشعر الطويل والمستقيم، والضفائر الفرنسية، وما إلى ذلك. والشيء الوحيد المشترك بينهن هو أن كل واحدة منهن جذابة. كما أن الطريقة الدقيقة التي هن جذابات بها مختلفة ايضاً؛ فأحداهن رياضية مليئة بالحيوية، والآخر تشبه عذراء يابانية رزينة، وأحداهن تتمتع بجاذبية مغرية، وما إلى ذلك.
هؤلاء الفتيات هن NPSs، لكنهن مختلفات بشكل واضح عن الخادمات الأخريات،ا الاتي تم تصميمهن ببساطة للترفيه. فهدفهن هو الدفاع والقتال ضد الغزاة.

...

ففي لعبة كيغدراسيل، تمتعت النقابات بالعديد من الفوائد ما دامت تمتلك مقر نقابة من فئة القلعة أو أعلى.
وأحد هذه الفوائد تتمثل في NPCs للدفاع الأساسي.
الـ NPCs التي يمكن لضريح نازاريك العظيم تحت الأرض أن ينشئها هي وحوش اللاموتي.
فهذه الشخصيات التي يتم إنتاجها تلقائياً - أو "الغوغاء" - فالحد الأقصى لهم هو ثلاثين. حتى لو تم تدميرهم، فبعد فترة من الزمن، سينعشون تلقائياً، دون أي تكلفة للنقابة.
ومع ذلك، لا يمكن للاعبين تخصيص الذكاء الاصطناعي ومظاهر الكNPCs "الغوغاء" هؤلاء.
على هذا النحو، لم يكونوا مفيدين في ردع المتسللين، الذين هم لاعبين عالميون.

فهناك نوع آخر من الNPCs. يصمم من الألف إلى الياء بما يرضي صانعيها. فإذا امتلكت النقابة قاعدة نقابة على مستوى القلعة، فسيسمح للنقابة المالكة بتوزيع 700 مستوى بين أي عدد من الNPCs يختاروهم.
نظراً لأن أعلى مستوى في يغدراسيل هو مائة، ووفقاً لتلك الشروط، يمكن للنقابة أن تصنع خمسة NPC من المستوي 100 وأربعة NPC من المستوي خمسين، أو أي مزيج يريدوه.
فعند تصميم الملا المخصصين، يمكن تخصيص الأسلحة والمعدات الأخرى بالإضافة إلى ملابسهم ومظهرهم. ونتيجة لذلك، يمكن للمرء إنشاء NPC أقوى بكثير من الغوغاء ووضعهم في المواقع الرئيسية.

وبالطبع، لم يتم تصميم كل الNPC للمعارك. فنقابة معينة اطلقت على نفسها اسم "مملكة كيتي" (مملكة القطط) لم تقدم أيNPCs بخلاف القطط أو المخلوقات الشبيهة بالقطط.
وبهذه الطريقة، يمكن لكل نقابة ممارسة حريتها في تصميم أسلوبها المميز.

"هممم".
وضع مومونغا إبهامه على ذقنه، ونظر إلى الخادم الشخصي والخادمات اللواتي ينحنين له. عادة ما يستخدم مومونغا سحر النقل الآني للتنقل عبر الغرف المختلفة، لذلك لم تتح له الكثير من الفرص لعبور هذا الطريق. ملأه النظر إلى الموظفين بالحنين.
مد يده ولمس قائمة غير مرئية، وفتح صفحة لا يراها إلا أعضاء النقابة. ثم اختار خيار من عدة اختيارات. وأثناء قيامه بذلك، ظهرت أسماء الخدم والخادمات فوق رؤوسهم.
أرى. اذاً هذه هي اسمائهم .

ضحك مومونغا بهدوء على نفسه لأنه نسي أسمائهم وأيضاً بسبب الذكريات الجميلة التي ذكروه بها. فقد كانت هناك عدد غير قليل من الخلافات بين زملائه عندما اختاروا أسماء الNPCs.
فالخادم الشخصي - سيباس - مصمم كخادم منزل.
اما الخادمات الست بجانبه فهن خادمات مقاتلات مواليات لسيباس. معاً، أطلقوا عليهم اسم
"الثريا". بالإضافة إلى هؤلاء الخادمات، فسيباس مسؤولا أيضاً عن خدم الضريح.
**الريا او الاخوات السبع هو عنقود نجمي في كوكبة الثور ويعتبر واحد من المع واشهر العناقيد النجمية...اعلم انكم لم تسمعوا به من قبل فانا ايضاً لا اعرفه
(مدقق بيوم: كح كح الاخوات سبعة...سيباس الأخت السابعة كح كح المسكين)

يحتوي مربع النص الخاص ب سيباس على معلومات مفصلة، لكن مومونغا لم يرغب في قرائتها. لانه سيتم إغلاق الخوادم قريباً وعليه أن يكون في مكان ما قبل ذلك.
كانت جميع الNPCs باستثناء الخادمات جيدين جداً. فهذا لأن أعضاء النقابة كانوا جميعاً من عشاق الخلفيات والتفاصيل المعقدة. والعديد من أعضاء النقابة كانوا فنانين ومبرمجين، ومع هذه اللعبة التي أكدت على تميز المظهر وتنوعه - فقد انغمسوا تماماً في رغبتهم في الإبداع والتصميم- فاللعبة كانت بمثابة هبة من السماء بالنسبة لهم.
في الأصل، كان الهدف من سيباس والخادمات المقاتلات أن يكونوا خط الدفاع الأخير ضد الغزاة. ومع ذلك، إذا تمكن اللاعبين الأعداء من اختراق اعماق الضريح، فسيكونون قادرين على هزيمة سيباس والخادمات بسهولة، لذلك لم يكونوا أكثر من مطبات سريعة لكسب الوقت. ومع ذلك، حتى هذه اللحظة لم يصل أي لاعب إلى هذا الحد، لذلك كانوا ينتظرون هنا للحصول على الأوامر.

وبدون أوامر، كل ما يمكنهم فعله هو انتظار فرصتهم لعرض مدي فائدتهم للنقابة.
شدد مومونغا قبضته على عصا آينز اول غون.
فقد علم أنه من الحماقة الشعور بالشفقة على الNPCs. فهم ليسوا أكثر من مجموعة من البيانات الإلكترونية، وأقرب ما يمكن ان يظهروه من المشاعر الحقيقية هو مجموعة مدهشة جداً من إجراءات الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك-

"بصفتي رئيس النقابة، سأستخدم الNPCs بشكل جيد"
لم يستطع مومونغا إلا أن يضحك على نفسه بسبب هذه الجملة السخيفة بشكل لا يصدق، ثم أعطاهم الأمر.
"اتبعوني."

انحنى سيباس والخادمات باحترام لإظهار أنهم سمعوا الأمر وسينفذونه.
لم يرد أعضاء النقابة إبعادهم عن هذا المكان. فقد كانت آينز اول غون نقابة تحترم إرادة الأغلبية. وممنوع على أي فرد أن يتلاعب بأنانية بالNPCs التي صنعها الجميع معاً.
ومع ذلك، هذا هو اليوم الذي سيسدل فيه الستار على كل شيء. وبالنظر إلى ذلك، من المحتمل أن يغفرون له تساهله.
فعندما فكر مومونغا في هذا الأمر، استمر في السير، بينما تتبعه اصوات الخطوات.

...

وفي النهاية، وصلت المجموعة إلى قاعة شاسعة على شكل قبة نصف كروية. تتلألأ المصايح الكريستالية ذات الألوان الأربعة من السقف، واثنان وسبعون محراب على الجدران. معظمهم مليئين بالتماثيل.
كل تمثال يشبه شيطان، مع سبعة وستون منهم.
وهذه الغرفة تسمى "ليميغيتون". تمت تسميتها على أصغر مفاتيح سولومان، وهو جريموري سحري.

وتم تصميم التماثيل الموجودة في المحاريب لتشبه الاثنين والسبعين شيطان المذكورين في ذلك الكتاب، وفي الحقيقة هم عبارة عن غوليم، مصنوعة من سبائك سحرية نادرة للغاية. وينبغي أن يكون هناك اثنان وسبعون منهم، لكن هناك سبعة وستين فقط ، لأن منشئهم اصب بالملل واستسلم في منتصف الطريق.

بينما المصايح الكريستالية ذات الألوان الأربعة الموجودة في السقف نوع من الوحوش، وفي اللحظة التي سيدخل فيها العدو لنطاقهم، سيستدعون عناصر الأرض والماء والرياح والنار من المستوى العالي، بالإضافة إلى أنه سيتم قصفهم بهجوم سحري على نطاق واسع.
فإذا تعرضت جميع هذه المصايح البلورية للهجوم في وقت واحد، فإن القوة النارية التي سيطلقونها يمكن أن تهزم بسهولة فريقين من اللاعبين من المستوى مائة اي حوالي عشرة اشخاص.
ويمكن القول إن هذه الغرفة هي الخط الدفاعي الأخير لضريح نازاريك تحت الأرض.

قاد مومونغا الخدم خلفه إلى ما وراء الدائرة السحرية، ووضعوا أعينهم على الأبواب العملاقة أمامهم.
مجموعة مهيبة من الأبواب المزدوجة، يبلغ ارتفاعها أكثر من خمسة أمتار، ومغطاة بنقوش معقدة. تم تصميم الجانب الأيسر على شكل إلهة جميلة، بينما تصميم الجانب الأيمن يشبه شيطان قاسي. وتصميمهم واقعي لدرجة أن مومونغا اعتقد أنهم سيهاجمونه.
ومع ذلك، بينما بدت المنحوتات وكأنها يمكن أن تتحرك، عرف مومونغا أنهم لم يتحركوا من قبل.

- نظراً لأنهم وصلوا إلى هنا، يجب أن نجتمع ونرحب بهؤلاء الأبطال الشجعان. دع الآخرين يشوهونا كما يشاؤون، لكن كلوردات رحماء سنرحب بهم بفخر.
(يعني لما يصل الاعداء الى الابواب)
وقد تم تمرير هذه الفكرة، وفقاً لقاعدة تصويت الأغلبية.

"ولبيرت سان..."
ولبيرت آلان أودل. يمكن القول إنه أكثر عضو مهووس بفكرة "الشر" في النقابة.
"هل هذا بسبب تشونوبيو؟"
هذا ما شعر به مومونغا وهو ينظر حول القاعة الكبيرة.
"هل سيهاجمني هذان التمثالان؟"

فقد بثا شعورا غريبا يجعل اي شخص يشعر بانه قلق. حتى مومونغا لم يدرك تماماً أسرار جميع الآليات الموجودة في هذا الزنزانة. لذا لن يكون من الغريب أن يترك أحد أعضاء النقابة المتقاعدين نوع غريب من الهدايا له. والشخص الذي صمم هذه المجموعة من الأبواب كان بالتأكيد من هؤلاء الأشخاص.
ففي الماضي، صمم غوليم قوي جداً، ولكن بعد فترة وجيزة من التنشيط، ظهر عيب في الذكاء الاصطناعي القتالي وهاجم كل من حوله.
وحتى يومنا هذا، ما زال لدى مومونغا شكوك حول ما إذا كان هذا "الخطأ" قد تم عن قصد.

"مرحباً، لوسي * فير سان، إذا هاجمتماني حقا، سأتحول لمجنون."
ومع ذلك، فإن تحذير مومونغا الموجه إلى الأبواب كان بلا هدف. فعندما لمسهم، فتحو بأنفسهم - على الرغم من أنهم فعلو ذلك ببطء بسبب وزنهم الهائل.
تغير الهواء.
على الرغم من أن الأجواء السابقة كانت مليئة بالهدوء والوقار، إلا أن المشهد أمام عينيه الآن تجاوز ذلك بكثير. فقد أمتلك الهواء ضغط يمكنه ان يثقل الجسد بأكمله.
يا له من عمل رائع.

في هذه القاعة الواسعة والمرتفعة -
فحتى لوحشرت عدة مئات من الأشخاص بالداخل لن تشعر بان الغرفة مزدحمة. فالسقف العالي والجدران المحيطة ذات لون أبيض في الغالب، مع زخارف ذهبية كميزة بارزة.
والثريات العديدة المتدلية من السقف مصنوعة من الأحجار الكريمة من جميع ألوان قوس قزح، وينبعث منها ضوء رائع يشبه الحلم.
تتدلى أعلام عديدة مزينة برموز مختلفة من سارية العلم الغارقة في الجدران. مع ما مجموعه واحد وأربعون علم من هذه الأعلام، يتمايلون بلطف في مهب الريح، ويمتدون من السقف إلى الأرض.

وفي وسط هذه الغرفة المظللة بالذهب والفضة، تواجد هناك درج يبلغ ارتفاعه حوالي عشر درجات. فوق هذه السلالم هناك عرش ضخم، منحوت من قطعة واحدة من الكريستال، ظهره مرتفع بما يكفي ليلامس السقف فوقه. علقت خلفه لافتة حمراء ضخمة تعرض بفخر رمز النقابة.
تواجد هذا المكان في أعماق ضريح نازاريك تحت الأرض. وأيضاً أهم مكان - غرفة العرش.

"أوهه..."
حتى مومونغا لم يستطع إلا أن يلهث بروعة من منظر هذه الغرفة. لقد شعر انه سيكون ببساطة ثاني أكثر المواقع روعة في يغدراسيل، إن لم يكن الأول.
فهذا هو المكان المناسب للترحيب باللحظات الأخيرة من اللعبة.
عندما تقدم مومونغا عبر الغرفة التي بدا أنها تمتص أصوات خطواته، وقعت عينه على الأنثى الNPC التي تقف بجانب العرش.

امرأة جميلة ترتدي ثوب أبيض نقي، مع ابتسامة خافتة على وجهها كابتسامة إلهة. في تناقض صارخ مع فستانها، فشعرها الأسود اللامع يتدفق حتى خصرها.
وعلى الرغم من أن قزحية العين الذهبية وبؤبؤ العين المشقوقين كانا غريبين إلى حد ما، إلا أنه من السهل اعتبارها جمال عالمي. ومع ذلك، ظهر زوج من القرون الملتفة من جانبي رأسها. بالإضافة إلى ذلك، ظهر زوج من الأجنحة ذات الريش الأسود من خصرها .

ربما ذلك بسبب القرون، لكن ابتسامتها الإلهية بدت وكانها قناع يخفي مشاعرها الحقيقية.
مرتدية قلادة ذهبية منقوشة على شكل شبكة عنكبوت. امتدت من كتفيها إلى اعلى ثدييها.
ومعصماها النحيفان مغطيان بزوج من القفازات الحريرية اللامعة، وفي يدها تحمل سلاح غريب يشبه عصا من نوع ما. بلغ طوله حوالي خمسة وأربعين سنتيمتر، وفي نهايته هناك جسم كروي أسود يطفو قليلاً في الهواء لكنه احتفظ بمكانه في نهاية العصا.

لم ينسي مومونغا اسمها.
إنها المشرفة على حراس الطابق في ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض، ألبيدو. مسؤولة عن حراس الطوابق السبعة. بعبارة أخرى، انها الشخصية الأعلى رتبة في ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض.
وبسبب ذلك، سمح لها بانتظار الأوامر داخل حجرة العرش، في أعماق الضريح.

ومع ذلك، ألقى مومونغا نظرة حادة على ألبيدو:
"كنت أعلم أن هناك عنصر عالمي هنا، ولكن كيف يوجد اثنان منهم هنا الآن؟"
في يغدراسيل، هناك 200 من العناصر النهائية في اللعبة، والمعروفة باسم عناصر الفئة العالمية.
تمتلك العناصر العالمية قدرات فريدة، وبعضها يكسر التوازن لدرجة أنه يمكنهم حتى طلب تغييرات على قواعد اللعبة من قبل المطورين. بالطبع، ليست كل العناصر من الطراز العالمي تمتلك هذه القوة المجنونة.

ومع ذلك، فإن اللاعب الذي يمتلك عنصر عالمي واحد سينتقل إلى اعلى مستويات الشهرة في يغدراسيل.
تمتلك آينز اول غون 1 1 عنصر منهم، ولديهم عدد أكبر من أي نقابة اخري بعدة مرات. حتى النقابة في المركز الثاني تمتلك فقط ثلاثة عناصر.

بإذن من أعضاء النقابة الآخرين، سمح لمومونغا بامتلاك أحد هذه العناصر النهائية، وتناثرت بقية هذه العناصر ذات المستوى العالمي في جميع أنحاء نازاريك. ومع ذلك، تم تخزين معظمهم في أعماق الخزنة، حيث دافعت عنهم تجسيداهم.
والسبب الوحيد الذي جعل ألبيدو تمتلك كنز نادرا كهذا دون معرفة مومونغا هو أن عضو النقابة الذي صمم ألبيدو قد أعطاها إياه.

ومع ذلك، نظراً لأن اليوم هو بالفعل اليوم الأخير من اللعبة، شعر مومونغا أنه يجب أن يحترم رغبات رفيقه الذي أعطى العنصر إلى ألبيدو، وبالتالي لم يتخذ أي إجراء آخر.
إن هذا مكان جيد.
كانت كلمات مومونغا موجهة إلى سيباس والثريا عندما وصلوا إلى قاعدة الدرج المؤدي إلى العرش.
بعد ذلك، بدأ في صعود الدرج، لكنه توقف عندما سمع وقع أقدام خلفه. لم يستطع مومونغا إلا أن يضحك، على الرغم من أن وجهه العظمي لم يستطع إظهار أي تعبيرات.
فالNPCs مجرد إجراءات روتينية غير مرنة. فإذا لم يعطي أمر محدد الصياغة، فلن يعترفوا به كأمر. لقد نسي مومونغا هذا، وبالتالي لم يقد الNPCs بشكل صحيح.

فبعد مغادرة أعضاء نقابته، بدأ مومونغا في الصيد الفردي بنفسه لدرجة سخيفة تقريباً كل هذا من أجل كسب الذهب اللازم للحفاظ على نازاريك. ولم يقم ببناء صداقات مع لاعبين آخرين وتجنبهم، بالإضافة إلى المناطق ذات الصعوبة العالية التي اعتاد زيارتها عندما كان أعضاء نقابته لا يزالون موجودين.
وبعد ذلك، كان يودع أرباحه في الخزنة قبل تسجيل الخروج. كان هذا روتينه كل يوم تقريباً.
على هذا النحو، لم يكن لديه الكثير من الاتصالات مع الNPCs.

"-فلتوقفوا."
توقف صوت الخطى.
وبعد أن أعطى مومونغا الأمر الصحيح، صعد الدرجات الأخيرة ووصل إلى العرش. محدقا في ألبيدو، التي وقفت بجانبه. وعلى الرغم من انه دخل هذه الغرفة من قبل، إلا أنه لم يتذكر عينيها ان تتبعه في ذكرياته.

"ما نوع الخلفية الدرامية التي صمموها بها؟"
فكل ما عرفه مومونغا عن شخصيتها هي أنها المشرفة على الحراس، فضلاً عن كونها الNPC صاحب أعلى رتبة في نازاريك.
لذا بدافع الفضول، فتح مومونغا وحدة التحكم وبدأ في قرأت تفاصيل نص خلفية ألبيدو.
ملأ سيل من الكلمات المزدحمة رؤيته. وبدا الأمر أشبه بقراءة قصيدة ملحمية قديمة. فإذا أخذ وقته في قراءة كل شيء بالتفصيل، فمن المحتمل أنه سيظل يقرأ حتى تنتهي اللعبة.
لذا شعر مومونغا وكأنه داس على لغم أرضي. فلو بإمكانه التحرك، لكان يرتجف الآن.
لقد أراد أن يوبخ نفسه لأنه نسي أن مبتكر ألبيدو هو مهووس بهذا النوع من الأشياء.

ومع ذلك، نظراً لأنه فتح ملفها بالفعل، لم يكن لديه خيار سوى التخلي عن مقاومته ومواصلة فحصه.
حتى أنه لم يدقق في النص بحثاً عن النقاط المهمة؛ بل انتقل ببساطة إلى الأسفل بأسرع ما يمكن أثناء النظر إلى العنوان.
بعد تخطي مساحات شاسعة من النصوص، استقر عقل مومونغا على السطر الأخير، وتجمد.

"إنها عاهرة."
لم يستطع إلا التحديق بذهول.
"... إيه؟ ماذا يعني هذا؟"
صرخة عدم التصديق هربت من شفاه مومونغا غير الموجودة. نظر إلى الكلمات عدة مرات، وامتلأت عيناه بالريبة، لكنه في النهاية لم يجد أي معنى آخر لها. وبعد عدة جولات من التفكير، لم يستطع الوصول إلى النتيجة التي بدأ يتساءل عنها.
"عاهرة ... هذا يجب أن تكون إهانة من نوع ما."

قام كل واحد من أعضاء النقابة الواحد والأربعين بتصميم الNPCs الخاصة بهم، لذلك لم يستطع فهم سبب رغبة أي شخص في التعامل مع الNPCs التي صمموها بأنفسهم بهذه الطريقة. فربما سيفهم السبب بعد قراءة هذا المقال الطويل عن خلفيتها الدرامية.
ومع ذلك، فهناك البعض من أعضاء النقابة الذين سيخرجون بهذه التصميمات غير التقليدية.
ومصمم البيدو، تابولا سماراغدينا، احد هؤلاء الاعضاء.

"اه، هل هذا ما يسمونه بعجز مو؟ تابولا سان... مع ذلك... "
الم يتمادى كثيراً في قصتها الدرامية ؟
مومونغا لم يسعه إلا أن يعتقد ذلك. فجميع الNPCs التي صنعها الجميع ميراث للنقابة. جعله تصميم ألبيدو بهذه الطريقة يعتقد أن تابولد سماراغدينا قد تمادي بالفعل.

"ومو "
هل سيكون من الجيد تغيير الخلفية الدرامية للNPC بناء على قراره شخصي؟ لذا بعد التفكير في الأمر لبعض الوقت، توصل مومونغا إلى نتيجة.

"هل يجب علي تغييرها؟"

في الوقت الحالي، مع وجود سلاح النقابة في حوزته، يمكن القول إن مومونغا هو سيد النقابة. لذا فما يصح الان هو أن يمارس سلطاته التي لم يستخدمها من قبل كزعيم النقابة.
اختفي تردد مومونغا كالضباب، بينما يجهد نفسه لتصحيح أخطاء زميله في النقابة.
قام بتمديد عصا آينز اول غون التي يمسكها. عادة يحتاج المرء إلى أدوات مطور لتغيير الخلفية الدرامية للشخصية، ولكن من خلال قوته بصفته مدير النقابة، يمكنه الوصول مباشرة إلى إعداداتها وتعديلها. بعد بعض الإجراءات على وحدة التحكم الخاصة به، اختفى خط "عاهرة".

"حسناً، يجب أن تكون هكذا."
فكر مومونغا أكثر قليلاً، ونظر إلى الفجوة في نص خلفية ألبيدو.
ربما ينبغي علي ملى ذلك ...
هذا شعور سخيف بعض الشيء.
على الرغم من أنه يضحك على نفسه، إلا أنه كتب بضع كلمات على لوحة مفاتيح وحدة التحكم. الكلمات شكلت جملة:

"هي تحب مومونغا."

"وواه، إن هذا محرج."
غطى مومونغا وجهه بكفه. شعر كما لو انه يصمم صديقته المثالية حتى انه اضاف حبها له، الأمر الذي أحرجه كثيراً لدرجة أن قلبه بدأ ينبض. وعلى الرغم من أنه أراد إعادة كتابة النص مرة أخرى بدافع الخزي، إلا أنه في النهاية غير رأيه وقرر تركه.
بعد كل شيء ستنتهي اللعبة قريباً، وسيختفي عاره معها. وإلى جانب ذلك، فإن الجملة التي أضافها تطابق الفجوة التي خلفتها الجملة المحذوفة تماماً. وسيكون من العار إذا حذفها وترك مساحة فارغة مرة أخرى.

لذا جلس مومونغا على العرش، وتفحص محيطه بعينين ممتلئتين بالرضا والقليل من الإحراج. ولاحظ أن سيباس والخادمات ما زالوا واقفين في حالة سبات. وبدا الأمر وكأنه موحد وغريب بعض الشيء، لجعلهم يقفون بلا حراك هكذا.
اعتقد انه كان هناك امر لذلك.
ثم تذكر مومونغا الكلمات التي سمعها من قبل، ومد يده قبل ان ينزلها برفق.
"فلتركعو".
كواحد، سقطت البيدو وسيباس والخادمات الست على ركبة واحدة في طاعة.
جيد.
ثم رفع مومونغا يده اليسرى للتحقق من الوقت.

[23:55:48]

وهذا في الوقت المناسب.
في جميع الاحتمالات، ربما الGMs يغمرون القنوات العامة ويطلقون الألعاب النارية. لكن مومونغا، الذي وضع قلبه وروحه في هذا المكان وقطع أي اتصال بالعالم الخارجي لم يعلم بذلك.
انحنى مومونغا على ظهر العرش ورفع رأسه ببطء لينظر إلى السقف.
كان يعتقد أنه حتى في اليوم الأخير من اللعبة، قد يأتي بعض الغزاة إلى نازاريك.

كان ينتظرهم. فمع منصبه كزعيم النقابة سيقبل أي تحديات.
ولقد ارسل رسائل بريد إلكتروني إلى جميع اعضاء النقابة، لكن لم يأتي سوى عدد قليل منهم.
كان ينتظرهم. ليرحب بعودة رفاقه بصفته زعيم للنقابة.

"من بقايا الماضي ، هاه"
غرق مومونغا في افكاره.
وعلى الرغم من أن النقابة الآن مجرد قوقعة فارغة ، فقد استمتع بوقته معها.
أدار عينيه لينظر إلى الأعلام الضخمة المتدلية من السقف. وهناك واحد وأربعون منهم في المجموع، وهو نفس عدد أعضاء النقابة. عرض كل منهم الرمز الشخصي لكل عضو في النقابة. مد مومونغا إصبعه العظمي وأشار إلى أحدهم.
علمي.
ثم حول انتباهه إلى علم قريب. يمثل هذا العلم أحد أقوى اللاعبين في آينز اول غون - لا ، في يغدراسيل بأكملها. وهو الذي بدأ النقابة، وهو الذي جمع "التسعة الأصليين".

"توتش مي."
الرمز الموجود على العلم التالي الذي أشار إليه ينتمي إلى أكبر أعضاء آينز اول غون، والذي هو محاضر في إحدى الجامعات في الحياة الواقعية.

"شيجوتين سوزاكو."
ثم تحرك إصبعه بشكل أسرع من ذي قبل عندما انتقل إلى العلم الذي يخص إحدى عضوات آينز اول غون الثلاث.

" انكورو موتشيموتشي."
تلا مومونغا بسلاسة اسماء أصحاب الرموز المختلفة: "هيرو هيرو، بيرورونسينو، بوكوبوكو تشاغاما، تابولا سماراغدينا، المحارب تاكيميكازوتشي، المتغير تاليسمان ، غينجيرو-"
لم يمضي وقت طويل قبل أن يسمي الأربعين من رفاقه السابقين.
فلا تزال أسمائهم منقوشة بعمق في عقل مومونغا.
اتكئ على العرش متعباً.
"نعم، كان الأمر ممتع حقاً"

وعلى الرغم من عدم وجود أي رسوم اشتراك في اللعبة، إلا أن مومونغا كان ينفق عليها ثلث راتبه الشهري. ولم يكن ذلك بسبب راتبه المرتفع، ولكن لأنه لم يكن لديه هوايات أخرى، لذلك قام بتحويل كل دخله إلى يغدراسيل.
فقد كان هناك غاتشا (سحب عشوائي) نقدي في اللعبة حيث يمكن للاعبين الدفع مقابل فرصة للفوز بجائزة. وقد أنفق مومونغا مكافأته بالكامل تقريباً عليها، وبالكاد تمكن من الحصول علي عنصر نادر. وعندما سمع أن أحد أعضاء نقابته، يامايكو، قد ربح هذا العنصر مقابل تكلفة وجبة غداء، شعر موموناغا بالحسد الشديد لدرجة أنه أراد أن يتدحرج على الأرض.

(ملاحظة : كلمة غاتشا هي لغة عامية لليانصيب في الألعاب أو سحوبات الحظ. تمت تسميتها على اسم غاتشابون، وهي آلات بيع تعمل بقطع النقود المعدنية والتي توزع جائزة عشوائية.)

ونظراً لأن جميع أعضاء آينز اول غون تقريباً هم أعضاء منتجون في المجتمع، لذا معظمهم على استعداد لإنفاق أمواله على هذه الهواية، ومن بينهم مومونغا كأحد أكبر المنفقين. وربما من بين أحد أفضل الذين على الخادم.
فهذه هي الطريقة التي يكرس بها نفسه للعبة. كانت المغامرة ممتعة، لكن اعظم متعة كانت موجودة في اللعب مع أصدقائه.

فبالنسبة إلى مومونغا، الذي توفي والديه وليس له أصدقاء في الحياة الواقعية، كانت نقابة آينز اول غون بمثابة ذكرى مشرقة للأوقات الجيدة التي قضاها مع أصدقائه.
والآن، ستختفي هذه النقابة.
أمتلئ قلبه بالندم والتردد.

ثم أمسك مومونغا بعصا آينز اول غون بإحكام. بما أنه مجرد موظف عادي، ويفتقر إلى القوة المالية أو الاتصالات لتغيير هذه الحقيقة. فهو مجرد لاعب آخر يمكنه فقط مشاهدة وقت اغلاق الخوادم وهو يقترب.

قرأ الوقت على ساعته [23:57]. وسيتم إغلاق الخادم في [00:00].
تبقى القليل من الوقت. وسينتهي العالم الافتراضي، وسيتعين عليه العودة إلى الواقع في اليوم التالي.
وهذا طبيعي. لا أحد يستطيع أن يعيش في العالم الافتراضي، ولهذا السبب غادر الجميع،
واحد تلو الآخر.
تنهد مومونغا.
وعليه أن يستيقظ في الرابعة غداً. فعليه أن ينام لحظة إغلاق الخوادم حتى لا تؤثر اللعبة
على عمله غداً.

[23:59:35، 36، 37]
ضبط مومونغا ساعته لعد الثواني.

[23:59:48، 49، 50]
ثم أغلق مومونغا عينيه.

[23:59:58، 59--]
وانتهى العد التنازلي. لقد انتظر سقوط الستائر على عالمه الخيالي -
لقد انتظر تسجيل الخروج التلقائي -

[1،2،3 ... 00:00:0]

"...حسناً؟"
فتح مومونغا عينيه.
لم يعد إلى غرفته المالوفة. بل لا يزال في غرفة العرش في يغدراسيل.

"ماذا يحدث هنا؟"
لقد مر وقت الاغلاق. ومن المفترض ان يتم تسجيل خروجه بالقوة من خلال إيقاف تشغيل الخادم.

[0:00:38]

والوقت بالتاكيد بعد منتصف الليل. ولا يمكن ان تخطئ الساعة بسبب خطا في النظام.
نظر مومونغا في حيرة من أمره بحثاً عن أي أدلة في المنطقة.
أم أنهم قاموا بتمديد وقت اللعب كشكل من أشكال التعويض؟

على الرغم من ظهور العديد من الأسباب في ذهنه، إلا أنها كلها بعيدة عن الحقيقة. ومع ذلك، السبب الأكثر ترجيحاً هو ظهور قوة لا تقاوم، مما أدى إلى إطالة وقت إيقاف تشغيل الخادم. ولو هذا هو الحال، لكان المديرون قد أصدروا إعلان. لذا عمل مومونغا على عجل لإعادة فتح لوحة الرسائل التي أغلقها - ثم توقف في منتصف الطريق.
لم يكن هناك وحدة تحكم.

"ماذا ... حدث بحق الأرض؟"
امتلئ مومونغا بالخوف والإحباط والشك، لكنه فوجئ أيضاً بمدى هدوئه عندما بدأ يحلل موقفه. قرر الاتصال بوسائل أخرى. والاتصالات الإجبارية التي لا تتطلب وحدة تحكم، أو وظيفة الدردشة، أو مكالمة GM، أو تسجيل الخروج الإجباري -
لم يعمل أي منهم. كما لو تم حذفهم من النظام.

"...ما الذي يجري بحق الجحيم!؟"
تردد صدى صوت مومونغا الغاضب في قاعة العرش، ثم اختفى.
كان اليوم هو آخر يوم في يغدراسيل، ومع ذلك كانت كل هذه الأشياء تحدث في يوم كان يجب أن يمثل نهاية للعبة. هل هذه مزحة من الشركة؟

لم يكن مومونغا سعيد لأنه لم يستطع تلبية امنيته في انهاء اللعبة بأسلوب أنيق، والكلمات التي تمتم بها تظهر بوضوح مدي الغضب الذي بداخله. ما كان يجب أن يكون هناك أي رد على شكوكه العدائية.
-ومع ذلك...

"ما الخطب، يا مومونغا ساما؟"
كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها صوت تلك المرأة الجميلة.
لذا أصيب مومونغا بالدهشة، لكنه ظل يبحث عن مصدر الصوت. عندما وجد الشخص الذي نطق الكلمات التو، أصبح عاجزا عن الكلام.
الشخص الذي رد عليه هو الNPC التي رفعت رأسها - البيدو.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي