الفصل 5 الجزء الأول حاكم الموت

لم يكن هناك أثر للمعركة الشديدة التي وقعت في وقت سابق في السهول.
غطى ضوء غروب الشمس , الدم الذي يلطخ العشب، ورائحة الدم تتطاير بفعل الريح.
كان هناك اثنين من الشخصيات في السهول.
نظر نيغون من وحدة العمليات الخاصة في سيليني القوطية - كتاب اشعة الشمس - إليهم بقلق في عينيه.

كان أحدهم يرتدي زي ساحر الغامض . كان يرتدي قناع شيطان لإخفاء وجهه ، وزوج من القفازات الحديدية على يديه. و عباءة سوداء بدت ثمينة ، مما يوحي بأنه كان شخصا له خلفية جيدة.
أما الآخر فقد كان يرتدي بذلة مدرعة سوداء . لقد بدت رائعة للغاية ، وكانت بالتأكيد نوع من العناصر السحرية الرائعة . كانت نظرة واحدة على الشكل الخارجي كافية ليعرف أنه عنصر سحري رائع.

اختفي غازيف المحاصر ورجاله دون أن يتركوا أثر . في مكانهم كان هذان الشخصان الغامضان. يبدو أنه نوع من سحر النقل الآني ، لكن لم يكن لديه أي فكرة عن نوع التعويذة التي تم استخدموها . كان عليه أن يكون حذر من الساحر الغامض.
امر نيغون الملائكة بالتراجع إلى الوراء ، وأمرهم بتشكيل محيط دفاعي من جانبهم. ثم تقدم الساحر إلى الأمام:

"سررت بلقائكم ، أيها السادة من حكومة سيليني القوطية. أنا آينز اول غون. سأكون سعيدا إذا كنتم تستطيعون دعوتي بآينز."
كان بعيداً عنهم بعض الشيء ، لكن الرياح حملت صوته بوضوح.
لم يستجب نيغون ، وهكذا تابع الرجل الغامض المسمى اينز:
"الشخص الذي ورائي يسمى البيدو . اود أن ابرم صفقة معكم . هل يمكنني اخذ لحظة من وقتك؟ "

حاول نيغون إيجاد اي معني لاسم آينز اول غون ، لكنه لم يكن ذا فائدة. قد يكون اسم مستعار. ربما تكون محاولة الحصول على بعض المعلومات منه أكثر إنتاجية . مع ذلك ، رفع نيغون ذقنه ، مشيراً إلى أن آينز يجب أن يستمر.
"رائع. شكراً لك على الوقت الذي قضيته في الاستماع إلي . أود أن أبدأ بتوضيح أمر واحد لكم أيها السادة . سيكون ذلك - من المستحيل لكم ان تهزموني."
يمكنه سماع الثقة المطلقة تدوي من هذا الاعلان . لم يكن هذا خداع أو تفاخر . كان هذا شيئاً آمن به هذا الرجل آينز اول غون من أعماق قلبه.

قطب نيغون حواجبه.
في سيليني القوطية ، لا احد يجرؤ على التحدث إلهم بهذه الطريقة.
"الجهل أمر مؤسف حقاً . ستدفعون ثمن حماقاتكم."
"... حقاً الآن. هل تعتقد حقاً أن هذا سيحدث؟ لقد شاهدت معركتك في وقت سابق ، لذا فإن وجودي هنا يشير إلى أنني واثق من النصر . بعد كل شيء ، إذا لم أكن متأكد من أني أستطيع هزيمتك ، ألن يكون من الحكمة أن أترك ذاك الرجل يموت؟ "
لقد كان محق.

سيكون الساحر الغامض أكثر ملائمة في موجهة مختلفة . الاركانا ،والسحرة والكهنة يمكنهم فقط استخدام الدروع الخفيفة ،وفي الغالب ما يتجنبون الاشتباكات وذلك باستخدام
طيران لإطلاق كرة نارية وغيرها من التعاويذ بعيدة المدي . ومع ذلك ، اختار آينز مواجهتهم وجهاً لوجه . يجب أن يكون لديه خدعة في جعبته.

بعد فترة من الصمت ، تحدث آينز مرة أخرى:
"لدي سؤال لك ، إذا كنت تستطيع فهمه . تم استدعاء الملائكة التي أحضرتها معك من خلال سحر الرتبة الثالثة . هل انا محق؟"
كان يقول ما هو واضح.

استمرآينز متجاهلاً تعبير نيغون المرتبك: "الوحوش التي استدعيتها تشبه تلك الموجودة في اغدراسيل ، لذلك كنت أشعر بالفضول لمعرفة ما إذا كانت الأسماء هي نفسها . العديد من وحوش اغدراسيل مستمدة من الأساطير ... الوحوش مثل الملائكة والشياطين لا ينبغي أن تكون استثناء. ترتبط الملائكة والشياطين المذكورة بشكل شائع بالمسيحية ، ولكن يبدو من غير الطبيعي تماماً وجود شيء يسمى رئيس الملائكة في عالم لا يعرف المسيحية . هذا يعني أن شخصاً مثلي يجب أن يكون موجود في هذا العالم."

لم يكن لدى نيغون أي فكرة عما كان يتحدث عنه آينز وكان غضبه يتصاعد. سأل:
"كفي ثرثرة . الآن أخبرني , أين سترونوف؟ "
"لقد نقلته عن بعد إلى القرية."
"...ماذا ؟"

لم يتوقع نيغون أن يجيبه آينز . فكر في سبب قول آينز ذلك وأجاب:
"أحمق. حتى لو قلت كذبة كهذا ، فإن البحث السريع في القرية سوف - "
"إنها ليست كذبة . أنا فقط أجبت على سؤالك . حسناً ، هناك سبب آخر لإجابتي على سؤالك".
"... هل تريد أن تتوسل من اجل الرحمة؟ إذا ساعدتنا في توفير بعض الوقت ، يمكنني التفكير في ذلك."
"لا لا لا ... حسناً ... الحقيقة هي أنني سمعت محادثتك مع قائد المحاربين. انت شجاع بالفعل".

تغيرت نغمة آينز فجأة ، واستمر في الحديث وهو ينظر إلى نيغون بسخرية.
"بالتفكير في أنك تجرؤ على القول إنك ستذبح القرويين الذين انقذتهم شخصياً ، أنا آينز اول غون . لا يمكنني التفكير في أي شيء أكثر عدائية من ذلك."
ارتفع رداء آينز في الريح . هبت تلك الرياح نفسها عبر نيغون ورفاقه.

تصادف أن الرياح الباردة كانت تهب من اتجاه آينز ، لكن نيغون أزال بسرعة الصورة الوهمية التي كانت تلوح أمامه . نعم ،لا بد أن رؤيته لصورة الموت الذي كان أمامه كانت وهم.
"... ماذا ، ماذا تقصد ب" عدائية"أيها الساحر؟ ماذا في ذلك؟"
على الرغم من أنه كان خائف بشكل واضح ، إلا أن نيغون لم يغير لهجته الساخرة.
لقد كان قائد أحد فرق سيليني القوطية السرية ، الكتاب المقدس أشعة الشمس. كيف يخاف من اسم رجل واحد؟ مستحيل. لا يمكن أن يحدث هذا.

حتى الآن-
"ذكرت صفقة في وقت سابق . هذه هي الشروط. ستسلمون حياتكم لي بدون مقاومة. في المقال لن تضطرو إلى المعاناة. ومع ذلك ، إذا خضتم معركة ، فإن الثمن الذي ستدفعونه لحماقتكم هو موت يأس سيجعلكم تعرفون المعناة الحقيقية".
أخذ آينز خطوة إلى الأمام.
كانت مجرد خطوة واحدة ، لكن يبدو أن جسد آينز يتضخم بشدة أمام أعينهم. رجع رجال الكتاب المقدس أشعة الشمس خطوة إلى الوراء.

"آه..."
جاءت عدة صرخات من حول نيغون.
كانت صرخات الخوف.
كان حضوره مليئ بقوة لا يمكن تصورها . كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نيغون قوة كهذه . لذلك ، يمكنه فهم خوف رجاله.

كان نيغون هو نفسه شخص قوي ، وقد خاض العديد من المعارك التي وضعته علي حافة الموت مرات لا تحصى ، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص. يمكن أن يشعر بالقوة التي تشع من الساحر الغامض ، وهو ضغط قمعي قوي . لا بد أن الامر كان أسوء بالنسبة لرجاله.
أي نوع من الوجود كان هذا؟
ما هي الهوية الحقيقية لهذا الساحر؟ اي رجل موجود تحت القناع؟

مرة أخرى ، تجاهل آينز ذعر نيغون وتحدث ببرود:
"لهذا لم أكذب عليك وأجبت على سؤالك بصدق . لأنه لا جدوى من الكذب على من سيموتون ."
نشر آينز ذراعيه واتخذ خطوة أخرى إلى الأمام . بدا وكأنه على وشك أن يعانقهم ، لكن أصابعه الشريرة تذكرهم بوحش.
انتشر البرد من قاع قدم نيغون إلى أعلى رأسه . لقد شعر بهذه الأوقات التي لا تحصى في كفاحه طول حياته علي حافة الحياة والموت. كانت هذه علامة على الموت الوشيك.

"اوسلو الملائكة! لا تدعوه يقترب! "
انكسر صوت نيغون قليلاً وهو يصيح بأوامره . بدا الأمر وكأنه يصرخ.
لم يصيح لرفع معنويات رجاله . لقد كان ببساطة خائف من اينز اول غون.
رفرف اثنان من روؤساء الملائكة بأجنحتهم رداً على أمر نيغون ، وشنو هجوم.
طارت الملائكة مباشرتاً إلى آينز وطعنوه بسيوفهم المشتعلة.

البيدو ، التي كانت تقف خلفه ، كان يجب أن تصد هذا الهجوم. وهكذا فإن كل الكتاب المقدس أشعة الشمس ، الذين كانو يتنبأون بما يجب ان يحدث ، لم يصدقو أعينهم. لم يحدث هذا . على العكس تماما-
لم يحدث شيء.

الرجل الذي يدعى اينز اول غون لم يتحرك . لقد سمح للملائكة ببساطة بان يضربوه . لم
يراوغ أو يصد أو يلقي تعويذة أو يوقفهم . لم يحدث شيء.
صدمتهم أصبحت استهزاء.
لم يكن تظاهره بأنه شخصية عظيمة ، سوى خدعة . لم يكن الأمر أن ألبيدو لم ترغب في منعهم ، ولكن لم تستطع ألبيدو الاستجابة في الوقت المناسب للهجوم عالي السرعة للملائكة . الآن بعد أن ظهرت الحقيقة ، لم يبدو اي منهم مميز على الإطلاق.

تنفس رجاله الصعداء . نيغون ، الذي شعر بمدي سخافة خوفه منه ، التفت إلى ألبيدو.
"يا لها من حقارة. للتفكير في أنه سيحاول إخافتنا بخدعة ... "
فجأة ، خطر بباله سؤال.
لماذا لم تسقط جثة آينز؟
"...ماذا تفعل؟ أعد استدعاء الملائكة. لا يمكنه السقوط وتلك السيوف عالقة فيه."
"لكن ، لكننا أصدرنا الأمر بالفعل."

أذهلت أصوات مرؤوسيه المرتبكة نيغون ، ونظر إلى آينز مرة أخرى.
كانت الملائكة ترفرف بأجنحتها بيأس ، مثل الفراشات التي تم صيدها في شبكة العنكبوت.
تحرك الملائكة ببطء إلى الجانب. ومع ذلك ، كانت تحركاتهم غريبة للغاية. بدا الأمر كما لو أن شخصاً ما كان يدفعهم الي الجانب.
بعد ذلك ، ظهر جسد آينز - الذي حجبته الملائكة - مرة أخرى من الفجوة بينهما.

"أخبرتك ، أليس كذلك؟ من المستحيل أن تهزموني أيها السادة. ألا يجب أن تصغو إلى تحذيرات الآخرين؟ "
صدي صوته الهادئ في أذني نيغون.
لم يستطع أن يدرك المشهد أمامه.
تم طعنه في صدره وبطنه ، لكن آينز كان لا يزال واقف ، وكأنه لم يحدث شئ.

"مستحيل ..." اشتكى أحد مرؤوسي نيغون ، وأعطى صوت للكلمات الموجودة في قلب نيغون.
انطلاقاً من زاوية سيوف الملائكة ، فهي جروح قاتلة. ومع ذلك ، لا يبدو أن آينز يعاني من أي ألم.
لم يكن هذا هو الشيء الوحيد الصادم.
كان آينز يمسك بحلق الملكين . كافحو ضده ، لكن آينز لم يتركهم .

"مستحيل..."
كان أحدهم يتمتم في نفسه. الملائكة التي تم استدعائها من السحر كانت تملك أجساد مصنوعة من مانا المستدعي ، لذا فهي بالتأكيد ليست خفيفة . كانو وزنهم اثقل من رجل بالغ و كان هناك وزن درعهم . من المستحيل ان يتم رفعهم عن طريق الحلق بهذه السهولة.

محارب مدرب جيداً ، بجسم قوي وعضلي ، قد يكون قادر على القيام بذلك. لكن الرجل الذي امامه ، آينز ، كان ساحر كان يجب أن يركز على تدريب عقله وقواه الغامضة وليس جسده. حتى لو تم تعزيز جسده بالسحر ، فلن يكون قادر على فعل أي شيء إذا كانت قوته الأساسية منخفضة من البداية.
إذن ، لماذا حدث هذا؟ لماذا بدا غير منزعج تماماً ، حتى بعد تعرضه للاختراق بسيفين؟

"يجب أن تكون هناك حيلة ما."
"آه ، بالتأكيد ، كيف يمكن لأي شخص ان يكون بخير بعد ان يخترق بالسيف !؟"
انتشر الذعر والخوف من خلال وحدة القوات الخاصة في سيليني القوطية . كانو جميعاً من قدامى المحاربين . خاضو معارك عديدة وتعرضو للعديد من المخاطر في الماضي ، لكن هذا كان مشهد لم يروه من قبل . حتى الملائكة التي أستطاع نيغون استدعائها لم تكن قادرة على القيام بمثل هذا العمل الفذ.
الثرثرة المشكوك فيها حول كيف أنه لا يبدو أنه يتألم وكان يتحدث بشكل طبيعي تسللت إلى أذني نيغون.

"الإبطال الجسدي عالي المستوى - مهارة سلبية ترفض هجمات الأسلحة الت تمتلك محتوي منخفض من البيانات وهجمات الوحوش ذات المستوى المنخفض. إنه يحمي فقط من الهجمات التي تصل إلى المستوى الستين - بمعنى آخر ، الهجمات فوق المستوى الستين يمكن أن تؤذيني . إنها قدرة الكل أو لا شيء ... أن تعتقد أنها ستستخدم بالفعل هنا . حسناً ... هؤلاء الملائكة عقبة.“

مع ملاك في كل يد ، ضربهما آينز في الأرض. كان هناك انهيار مدوي ، وارتعدت الأرض من التأثير- شهادة على قوة آينز الخارقة للطبيعة.
ماتت الملائكة على الفور ، وعادت إلى عدد لا يحصى من ومضات الضوء الراقصة التي اختفت في الهواء. بالطبع ، السيوف العالقة في آينز تلاشت كذلك.

"إذا تعلمت كيف سميت هؤلاء الملائكة ، يمكنني عندها أن أفهم كيف يمكنكم جميعاً استخدام تعاويذ اغدراسيل . لكن دعونا نترك هذا جانباً في الوقت الحالي."
عندما كان آينز يستقيم ببطء ، كان لا يزال يتحدث عن أشياء لا يمكن لأحد أن يفهمها.
ومع ذلك ، فقد أدى ذلك إلى زيادة خوف كناب اشعة الشمس من قوته الغامضة.
ابتلع نيغون لعابه.

"حسناً ، سننهي هذه الألعاب التي لا طائل من ورائها هنا. هل أنتم راضين؟ يبدو أنكم لستم على استعداد لقبول الصفقة ، اذاً فهذا دوري."
فتح آينز يديه ، تلك الأيدي التي سحقت ملكين حتى الموت . بدا وكأنه يظهر لهم أنه ليس هناك شيء بداخلهم.
انتشر صوته بوضوح من خلال الصمت المخيف لآذان كل الحاضرين.

"هل أنت جاهز؟ - ستكون مذبحة."
اخترق ارتفاع مفاجئ من البرودة عموده الفقري ، تبتعه موجة من الغثيان. نيغون ، القاتل المتشدد الذي ترأس العديد من المذابح ، كان يشعر الآن بشيء لم يشعر به من قبل.
كان عليه أن يركض. لا يمكنه اسقاط آينز ، لذا فإن القتال معه سيكون خطير للغاية.
ومع ذلك ، كافح نيغون للتخلص من هذا الشعور . لقد حاصر فريسته غازيف ، فكيف يشاهده يهرب الآن؟

صدى تحذير من أعماق روحه . لكن نيغون صاح بأمره:
"كل الملائكة ، هاجمو! بسرعة!"
أنطلق الملائكة نحو آينز مثل الرصاص.
"الان الوضع مثير... ألبيدو ، تراجعي."

كان بإمكان نيغون سماع الصوت الهادئ للشخص الذي يتعرض للهجوم من قبل الملائكة ، لكنه لم يهتم. كان آينز محاط بالعديد من الملائكة لدرجة أنه لم يستطع أحد رؤيته ، ومع ذلك لم يحمل صوته حتى أدنى إشارة للقلق.
بدا الأمر وكأنه سيتأثر بسيوف لا تعد ولا تحصى - لا ، فتعويذة آينز نشطت قبل ذلك.

"انفجار سلبي."
ارتجف الهواء .
اندلعت موجة من الضوء الأسود من آينز ، مثل فلاش الكاميرا . لقد استمر للحظة فقط ، لكن كان له تأثير فوري وواضح.
"مستحيل..."
تمتم شخص ما بهذه الكلمات ، وحملتها الرياح . لم يتمكنو من تصديق ما كان يحدث أمام أعينهم.
الموجة السوداء قضت عل اربعين من الملائكة في لحظات.

لم يستخدم خصمهم سحر التبديد لايقاف الاستدعاء. أصيبت الملائكة التي انفجرت بفعل الموجة السوداء بأضرار . بمعنى آخر ، استخدم آينز تعويذة قوية للقضاء على جميع الملائكة بضربة واحدة.
لم يستطع نيغون إلا أن يرتجف . واستذكر كلمات أقوى محارب في المملكة ، غازيف سترونوف.
"هممم ، أيها الأحمق . في تلك القرية ... رجل أقوى مني. قوته لا يمكن فهمها ، يمكنه اسقاطكم جميعاً بنفسه... محاولة قتل... القرويين الذين يحميهم... أمر مستحيل".

المشهد الذي أمامه أثبت صحة تلك الكلمات.
محى نيغون هذه الكلمات من عقله، محاولاً بيأس دعم نفسه.
عرف نيغون أن أعضاء أقوى مجموعة عمليات خاصة، الكتاب المقدس الأسود، يمكنهم أيضاً القضاء على هذا العدد الكبير من الملائكة. بعبارة أخرى، كل ما كان عليه فعله هو التعامل مع آينز كخصم في مستواهم. في حين أنه قد يكون قوي كعضو في الكتاب المقدس الأسود، إلا أنهم كانو يتمتعون بميزة الأرقام، لذلك كان النصر لا يزال ممكن.

ومع ذلك، هل يمكن لأعضاء الكناب الأسود هؤلاء الاعتناء بكل هؤلاء الملائكة بتعويذة واحدة فقط؟
هز نيغون رأسه للتخلص من شكوكه. لم يستطع التفكير في هذا السؤال. إذا حصل على إجابته، فسيكون قد انتهى حقاً. لذلك، وصل نيغون إلى داخل معطفه، ولمس العنصر الذي بداخله ليمنح نفسه الشجاعة.
كان يؤمن بشدة أنه طالما تمسك به ، فسيكون كل شيء بخير .
ومع ذلك ، لم يكن لدى مرؤوسيه نفس مصدر الدعم المعنوي الذي كان يتمتع به.

"و-واااااااااااه!"
"ماذا، ما هذا بحق الجحيم!؟"
"إنه وحش!"
بمجرد أن أدركو أن ملائكتهم عديمة الفائدة، صرخو واطلقو التعاويذ التي عرفوها ووثقو بها.
"سحر الشخص ، مطرقة البر ، كبح ، مطر النار، تابوت الزمرد ، الشعاع المقدس ، موجة صدمة ، ارتباك ، اندفاع الصواعد فتح الجروح ، السم ، الخوف ، كلمة اللعنة ، العمى ..."
تمطر جميع أنواع التعاويذ على آينز.

ومع ذلك، حتى عندما ضربته عاصفة السحر، لم يتأثر آينز.
"حسناً ، كل هذه تعاويذ مألوفة ... من علمكم إياها؟ سيليني القوطية؟ شخص اخر؟ هناك المزيد والمزيد من الأشياء التي أريد أن أسألكم عنها الآن ."
لم يكن بإمكانه فقط أن يذبح جميع ملائكتهم المستدعين في خطوة واحدة ، بل كانت تعويذاتهم أيضاً غير قادرة على إيذائه.
شعر نيغون وكأنه محاصر في كابوس.

"هياااااااه -!"
صرخ أحد الرجال بعنف لأنه رأى أن تعويذاته غير فعالة. في حالة من اليأس، أخرج قاذفة وحملها بمقذوفة. على الرغم من أن نيغون شكك في فاعلية هذه المقذوفات. خاصتاً وان سيف الملاك كان عديم الفائدة،إلا أنه لم يوقف الرجل.
انطلقت القذيفة التي يمكن أن تحطم العظام بسهولة نحو آينز.
تبعها صوت. كان هذا الصوت بمثابة انفجار.

لحظة.
لقد حدث ذلك في لحظة.
نظراً لأنهم كانو في معركة ، لم يتمكنو من إبعاد أعينهم عن هدفهم. ومع ذلك ، فإن ألبيدو - التي كان يجب أن تكون في الخلف -تحركت بطريقة غامضة أمام آينز للدفاع عنه. كان مصدر الانفجار على ما يبدو لأنها ركلت الأرض بعنف لتصل إلى حيث كانت.
وبسرعة لا يمكن للعين أن تراها ، قامت ألبيدو بأرجحت بارديشها وهي تصنع منحنى جميل من الضوء الأخضر الغامض للسلاح في الهواء.

بعد ذلك ، انهار الرجل ببطء على الأرض.
"...هاه؟"
لا أحد يعرف ما حدث. كانو هم الذين شنو الهجوم ، لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً- سقط أحدهم بدلاً من ذلك.

ذهب أحد الرجال لتفقد رفيقه المتوفى ، وصرخ:
"رأسه محطم!" 
"...ماذا؟ محطم ... لا تقل لي إنها القذيفة التي ألقى بها! "
لماذا قتل بقذيفته؟

عندها فقط ، حملت الرياح صوت الي أذني نيغون المرتبك.
"اعتذاري، و يبدو لي أن مرؤوسي استخدام مزيج من مهارات الضربة الصاروخية و صد السهام لاعادة القذيفة الي رجلك. أعتقد أن لديك نوع من السحر الذي يدافع ضد الهجمات بعيدة المدي . هذا يعني ان الهجوم الأقوى من الدفاع سيخترقه ، أليس كذلك؟ الامر يستحق الذعر".

"على الرغم من أن ألبيدو ، يجب أن تعلم أن مثل هذه الأسلحة لن تكون قادرة على إلحاق الأذى بي . ليست هناك حاجة ل-"
"من فضلك انتظر آينز ساما. يجب أن يتمتع أي شخص يرغب في خوض معركة مع كائن أسمى بدرجة معينة من القوة . رصاصة مقلاع مثل هذه لم تكن أكثر من إهانة لك!"
"هاها ، هذا يعني أن نيغون واتباعه يفشلون في الاختبار ، إذن؟"

"نغك! بوه! أمارة المراقبة! اجلبه!"
استجابة لأوامر نيغون ، الملاك الذي كان واقف حتى الآن فجأة نشر جناحيه ودفع نفسه للأمام.
كانت إمارة المراقبة ملاك يرتدي الدروع الواقية . كان يحمل صولجان في يد ودرع مستدير في اليد الأخرى. كان الثوب الذي يشبه التنورة الطويلة يغطي ساقيه.

كان إمارة المراقبة أقوى من رئيس ملائكة اللهب ، لكنه لم ينضم الي المعركة حتى الآن بسبب مهارته الخاصة . وفقاً لاسمه ، كان لإمارة المراقبة القدرة على رفع دفاع جميع حلفائه . ومع ذلك ، ستفقد هذه القدرة تأثيرها بمجرد تحرك الملاك ، لذلك سيكون القرار الحكيم هو أن يأمر إمارة المراقبة بالتمسك بموقفه.

كانت حقيقة أن نيغون قد أمره بالهجوم علامة على أنه كان يمسك بالقشة الاخيرة . كان عليه أن يمسك بأي شيء قد يتحول إلى شريان حياة ، حتى لو انتهى به الأمر إلى أن يصبح وهم.
"تراجعي ، ألبيدو."

كما أمر ، ظهر الملاك أمام آينز ، ورفع صولجانه اللامع. قام آينز بمد يده اليسرى الهزيلة بلا مبالاة لمواجهة الهجوم.
في حين أنه لم يكن من المستغرب أن تحطم تلك الضربة العظام ، إلا أن يد آينز كانت على ما يرام. لقد تلقى الضربات اللاحقة عرضاً عند وصولها.

"يا للاسف ... أعتقد أنه دوري الآن. لهب الجحيم . "
ظهرت ذرة لهب صغيرة متذبذبة من أحد أصابع يد آينز اليمنى . بدا ضعيف جداً لدرجة أن أي شخص يمكن أن يطفئه إذا أراد. لمس جسد إمارة المراقبة ، وبدا وضعه مضحك بشكل رهيب مقارنة بجسد الملاك المتلألئ.
ولكن بعد ذلك -

استهلك اللهب الأسود إمارة المراقبة ، اشتعل بقوة لدرجة أنه حتى نيغون تمكن من أن يشعر بالحرارة من مكانه . بالكاد استطاع إبقاء عينيه مفتوحتين.
ذاب جسم الملاك واختفي وسط السنة اللهب السوداء الحارقة دون اي فرصة للمقاومة. ومعه اختفت النيران التي التهمته .
لم تترك أي آثار ورائها. المشهد السابق - مشهد هجوم الملاك واللهب الأسود - بدا وكأنهما كانا وهام ، كما لو أنهما لم يحدثا قط.

"كيف ، كيف يمكن ان يحدث هذا."
"بضربة واحدة فقط..."
"هييييييييى!"
"مس-مس-مستحيل !!!!!" صرخ نيغون وسط ارتباكه."
لم يكن يعرف حتى أنه كان يصرخ . لقد كان ببساطة يحول أفكاره إلى كلمات. لم يشعر بانه صرخ.

كانت إمارة المراقبة ملاك من الدرجة الأولى كانت قوته الهجومية والدفاعية بنسبة 3 : 7. تباهي بأقوى دفاع بين جميع الملائكة ممن في مستواه.
وباضافة المواهب الطبيعية لنيغون، و تعزيز الوحش المستدعي ، يمكن أن تتحسن احصائيات أي وحش استدعاه نيغون . نتيجة لذلك ، كان هناك عدد قليل جداً من الأشخاص الذين يمكنهم هزيمة إمارة المراقبة الذي أستدعاه نيغون.

لم يرا نيغون أبداً أي شخص يهزمه بتعويذة واحدة فقط. حتى الكتاب الأسود ، الذي رفع قوة أعضائه حتي حدود البشر ، لم يستطع فعل ذلك. بعبارة أخرى ، تجاوزت قوة آينز اول غون قوة البشرية.
"لا يمكن! هذا مستحيل!! لا أحد يستطيع هزيمة ملاك من الدرجة العالية بتعويذة واحدة فقط!!! أي نوع من الرجال أنت يا آينز أوال غون!!!!؟ من المستحيل ألا اسمع عنك أحد من قبل!!!!! ما هو اسمك الحقيقي!!!!!!؟"

لم يكن هناك أي أثر للهدوء علي نيغون، فقط صراخه الجامح على أمل إنكار الواقع.
نشر آينز يديه مرة أخرى. تحت ضوء غروب الشمس، بدا وكأنهم غارقين في الدم.
"لماذا تعتقد أنه مستحيل؟ أليس هذا نتيجة جهلك؟ أم تقصد أن تقول إن هذا كل ما تعرفه عن العالم؟ هناك شيء واحد يمكنني القيام به للإجابة على سؤالك."

صمت يسود الهواء وهم ينتظرون الجواب. كان صوت اينز واضح مثل الجرس:
"اسمي اينز اول غون. هذا بالتاكيد ليس أسم مستعار."
في مواجهة غطرسة آينز، لم يتمكن نيغون من دحض ما كان يسمعه. كان شيئاً لم يفهمه من رجل لا يعرفه. كان هذا هو الوضع الذي كان فيه.
بدا نيغون يتضايق من سرعة تنفسه.

كان صوت حفيف العشب في الريح مزعج أيضاً. دقات قلبه كانت عالية بشكل خاص. كان يتنفس بصعوبة ، كما لو كان يجري لفترة طويلة.
بدأت كلمات الطمأنينة بالظهور في رأسه . ومع ذلك ، فإن مشهد آينز وهو يتعرض للطعن بالسيوف ، بالإضافة إلى ذبحه الجماعي للملائكة بتعويذة واحدة فقط ، كان يخبر نيغون بشيء آخر.
- هذا وحش يفوق ما تخيلته . لا يمكنني أبدا أن آمل في هزيمته

"القائد ، ماذا ، ماذا علينا أن نفعل ...؟"
"اكنشفه ذلك بنفسك! أنا لست والدتك! "
لم يتمكن نيغون من الهدوء إلا بعد أن لم يتمكن من رؤية وجه الرجل الذي كان يصرخ في وجهه.
كان فقدان هدوئه أمام وحش مجهول مثل هذا أمر سيئ للغاية.

كانت الشمس تتساقط ببطء تحت الأفق ، وكان الظلام يهدد بابتلاع العالم. شعر أن الموت نفسه يفتح فمه ليلتهم كل شيء. حاول نيغون إجبار خوفه على العودة ، وأصدر أمر:
"إحمونى! احموني إذا كنتم تريدون أن تعيشو! "

أخرج نيغون البلورة بيده المرتعشة . مرؤوسوه ، عادتاً ما يكونون أقوياء واذكياء ، تم تقييدهم بالسلاسل بسبب الخوف وكانت تحركاتهم بطيئة. حتى هؤلاء الرجال الشجعان سيترددون عندما يأمرون بأن يصبحو درع ضد وحش مثل الذي يقف أمامهم. ومع ذلك ، كان عليه أن يشترو له بعض الوقت ، بغض النظر عن السبب.

يمكن للسحر المختوم داخل البلورة أن يستدعي أقوى ملاك معروف للبشر . لقد كان ملاك قد دمر بمفرده إله شيطاني طغي في الأرض منذ مائتي عام.
لقد كان ملاك من الدرجة الأولى ، يمكنه بسهولة تدمير مدينة.

يتطلب إلقاء التعويذة استدعاء هذا الملاك قدر لا يحصى من المال والقوى العاملة ، لكن آينز اول غون ، هذا الكائن الغامض ، كان يستحق القضاء عليه بقوته . الأهم من ذلك ، أن الوضع سيكون أسوء إذا تم أخذ الكريستالة دون إلقاء التعويذة.
هذا ما قاله نيغون لنفسه.

اخفى خوفه من ان يصبح كتلة من اللحم مثل طفله المتوفى.
"سأستدعي ملاك من الدرجة الأولى ، أسرعو واشترو لي بعض الوقت!"
بمجرد ان أدركو الحقيقة ، تحرك مرؤوسوه بسرعة.
آينز ، الذي كان يواجههم ، كان ينبغي أن يلاحظ اشتعال نيران الأمل . ومع ذلك ، لم يقم بأي خطوة ، وبدلاً من ذلك كان يثرثر ببعض الهراء لنفسه.

"يمكن أن يكون هذا كريستال ختم تعويذة ... ومن تألقه ، يجب أن يكون شيئ يمكنه إغلاق أي شيء باستثناء تعويذة من الدرجة الممتازة. إذاً لديهم عناصر اغدراسيل مثل هذا أيضاً ... في هذه الحالة ، أي نوع من الملائكة يمكنهم استدعائه ... فئة الساروف؟ البيدو ، احميني بمهارتك. على الرغم من أنني لا أعتقد أنهم يستطيعون إخراج سيراف أيسفير ، إذا تمكنو من استدعاء سيراف إمبيرين ، فسيتعين علينا محاربتهم بجدية. أو بالأحرى ... هل يمكن أن يكون وحش فريد من نوعه في هذا العالم؟ "

بينما كان آينز يتسأل ، كسر نيغون الكريستال ، وانسكب شعاع لامع.
بدا وكأن الشمس المختفية قد ارتفعت على الأرض مع ضوء ابيض معمي . عطر باهت انتشر حتي وصل الي أنوف الجميع.

نزل الملاك الأسطوري على الأرض ، وابتهج نيغون:
"ها! الشكل المجيد للملاك الأعلى! سلطة دومينيون!"
كانت كتلة من العديد من الأجنحة اللامعة ، ومن بينها زوج من الأذرع يحمل صولجان يرمز إلى السلطة الملكية ، ولكن لم يكن رأسه ولا ساقيه مرئيين. على الرغم من أن الأمر بدا مزعج للغاية ، إلا أن أي شخص يمكن أن يقول أن هذا كائن مقدس . في اللحظة التي ظهر فيها ، أصبح الهواء المحيط مشرق و نقي.
أثار ظهور هذا التجسد الأسمى للخير هتافات جامحة من كل من رآه . كانت دماء رجال نيغون تغلي بالإثارة.

الآن ، يمكن أن يقتلو آينز اول غون.
هذه المرة ، سيكون هو الشخص الذي يخاف.
سيعرف مدي حماقته أمام قوة الآلهة.
في مواجهة سعادتهم ، بالكاد تمكن آينز من إخراج كلماته:
"هذا ... اهذا هو؟ هذا ما تسميه جدية...؟ هذا ورقتك الرابحة التي كنت تخطط لاستخدامها علي؟"

عندما راي صدمة آينز ، تنفس نيغون - الذي كان مضطرب للغاية - الصعداء ،. في الواقع ،
امتلأ قلبه بالسعادة ، و أجاب:
"بالفعل! خوفك هو شئ طبيعي . بعد كل شيء ، هذا ما يبدو عليه ملاك من أعلى رتبة. استخدامه هنا يبدو وكأنه مضيعة إلى حد ما ، لكني قررت أنك تستحقه! "
"كيف يمكن أن يكون هذا ... "
رفع آينز يده ببطء وغطى وجهه. بالنسبة لنيغون ، بدا الأمر وكأن آينز يأس.

"آينز اول غون. الحقيقة هي أنك تستحق احترامي وأجبرتني على استدعاء اعلي الملائكة. كن فخور بقوتك المخيفة ، أيها الساحر! "
أومأ نيغون برأسه بعمق ، وتابع:
"شخصياً ، كنت أود أن أضمك إلى مجموعتنا. إذا كنت حقاً بهذه القوة ... ومع ذلك ، لا يسمح لي بالقيام بذلك في هذه المهمة . على الأقل ، سوف أتذكرك - الساحر الذي جعلني أقرر استدعاء هذا الملاك العظيم. "

ومع ذلك ، كان الرد على مدح نيغون صوت بارد:
"حقاً ... هذا سخيف."
"ماذا؟"
لم يكن لدى نيغون أي فكرة عما كان يقوله آينز. بالنسبة لنيغون ، لم يكن آينز أكثر من تضحية للملاك العظيم الذي لا يمكن للإنسانية أن تهزمه . ومع ذلك ، بدا وكانه مسترخي.
"لا اصدق أنني كنت على أهبة الاستعداد للعب الاطفال هذا ... اعتذاري البيدو. لقد جعلتك تستخدمين مهارتك من أجل لا شيء."

"من فضلك ، لا تقل ذلك آينز ساما. لم نكن نعرف نوع الوحش الذي قد يستدعونه ، لذلك كان من الحكمة تقليل فرص الإصابة."
"هل هذا صحيح...؟ لا ، أنتي على حق. كل ما في الأمر أنني لم أتوقع أن يكون هذا كل شيء. كان الأمر غير متوقع تماماً."

لم يستطع عقل نيغون مواكبة مزاحهم المتعالي.
"كيف يمكنك أن تتصرف هكذا أمام اعلي الملاك العظيم !؟" صرخ نيغون ، لم يستطع تصديق أن آينز وألبيدو كانا يتحادثان ببساطة ويتجاهلان سلطة دومينيون تماماً.
موقفهم الهادئ النابع التفوق المطلق جعل السعادة المتزايدة في قلب نيغون تتلاشى. وحل محلها الرعب والقلق.
هل يمكن أن يكون آينز اول غون أقوى من أقوى الملائكة؟

"لا! مستحيل! لا يمكن! لا أحد يستطيع أن يكون أقوى من أعلي رتبة بين الملائكة! هذا كائن يمكنه هزيمة إله شيطاني! في وجه عدو لا تستطيع الإنسانية هزيمته - إنها خدعة! يجب أن تكون خدعة! "
يبدو أن نيغون لم يعد قادر على التحكم في عواطفه.

لم يستطع ولن يعترف بذلك. لم يستطع تصديق أن الرجل الذي يمكنه هزيمة سلطة دومينيون لم يكن فقط عدو لسلطة سيليني القوطية، بل كان يقف أمامه مباشرة.
"استخدمه! استخدم الضربة المقدسة ! "

كان هذا سحر الرتبة السابعة وما فوقها، عالم لم تستطع البشرية الوصول إليه. حتى الطقوس واسعة النطاق في سيليني القوطية لم تستطع أن تستخدمه، لكن دومينيون يمكنه أن يستخدمه بمفرده. لهذا السبب صنف كأعلى رتبة بين جميع الملائكة.
اما السحر الذي امره باستخدامه ، سحر الرتبة السابعة الضربة المقدسة ، كان هذا هو السحر العظيم.

"فهمت ، فهمت. اسرع وتحرك . لن أفعل أي شيء. يجب أن يرضيك ذلك ، أليس كذلك؟"
ومع ذلك ، كان موقف آينز المسترخي ملأ نيغون بالخوف.
كان هذا ملاك من أعلى رتبة , لقد هزم ذات مرة آله شيطاني اسطوري . كانت قوته المطلقة كافية لتصنيفه على أنه أقوى كائن في القارة. كان لا يقهر.

ومع ذلك ، إذا استطاع أحد هزيمته ...
إذا كان الساحر الغامض قادر على فعل ذلك ، فهذا يعني أن هذا الشخص الغامض كان أقوى بكثير من الإله الشيطان .
مثل هذا الشخص لا يمكن أن يوجد.

رداً على رغبة مستدعيه في استخدام أقوى هجوم له ، اسقط دومينيون صولجانه. ارتفعت الشظايا في الهواء ودارت حول جسده ببطء.
"أرى. لذلك فهذه مهارة خاصة تستخدم مرة واحدة لكل استدعاء لزيادة قوته السحرية . يبدو أن دومينيون هذا هو نفسه الموجود في اغدراسيل ... "

"الضربة المقدسة ."
ألقيت التعويذة ، وسقط عمود من الضوء من السماء.
مع صوت مدوي ، سلسلة لا نهاية لها على ما يبدو من الوهج الأزرق والأبيض المقدس سقطت من السماء ، غمرت آينز، الذي رفع ببساطة ذراع واحدة ليظلل لعينيه.
سحر الرتبة السابعة - ارتفاع لا يمكن للبشرية أن تأمل في تحقيقه.

هذه القوة المقدسة ستبيد كل الكائنات الشريرة ، وحتى الكيانات الصالحة ستقال المصير نفسه . كان الاختلاف فقط هو تحويلهم إلى ذرات غير مرئية ، أو ترك بعض البقايا . كانت هذه القوة الرائعة للسحر التي تجاوزت عالم البشر.
لا ، سيكون من الغريب لو لم يكن الأمر كذلك.
حتى الآن - كان لا يزال هناك.

الوحش آينز اول غون لم يتحول إلى رماد متوهج ، أو سقط على الأرض ، أو سحق الي هلام
من اللحم ، كان يقف بلا مبالاة ، حتى انه ضحك:
"هاهاهاها ، كما هو متوقع من السحر الذي له تأثير إضافي على الانواع الشريرة ... إذن هذا هو الشعور بالضرر ... الألم ، أليس كذلك؟ فهمت فهمت! ومع ذلك ، على الرغم من أنني أشعر بالألم ، فإن ذهني واضح ، وقدرتي على التصرف لم تتأثر على الإطلاق."

عمود النور اختفى. لم يكن له أي تأثير.
"رائع ، لقد أنهيت تجربة أخرى."
بدا صوته غير مبالي ... لا ، سيكون من الأدق القول إنه راضي.
فكر نيغون ورفاقه بهذه الطريقة ، وتجمدت الابتسامات على وجوههم.
ومع ذلك ، كان هناك شخص واحد ممتلي ء بالغضب.

"انتم،أشكال الحياة الدنيا!"
انفجر صراخ البيدو في الهواء.
"اشكال الحياة الدنيا! كيف ، كيف تجرؤون على فعل شيء كهذا لسيدي الحبيب اينز ساما !؟ القمامة ، كيف تجرؤون على التسبب في شعور الرجل الذي أحبه ، سيدي آينز ساما ، بالألم!؟ لا تظنو أنني سأسمح لكم بالموت بهذه السهولة! سأجعلكم تتذوقون أسوء مكعاناة يمكن ان يقدمها هذا العالم حتى تصابو بالجنون من العذاب! سأذوب أطرافكم بالحمض ، وأقطع أعضائكم التناسلية ، وأطعمها لكم كلحم مفروم! ثم سأشفيكم وأقوم بذلك مرة أخرى!"

"ههههههههههههههه أكرهكم! أنا أكرهكم ، أنا أكرهكم ، أكرهكم كثيراً لدرجة أن قلبي سينفجر."
كانت ذراعيها تتلوى علي رأسها المغلفة بالدروع السوداء.
شعرو أن العالم كان مشوه ، وهي في المنتصف . لقد اصطدمت بهم موجة من الشر الملتوي دمرت شجاعتهم مثل الإعصار.

بدا أن هناك شيئاً ما يزحف تحت هذا الدرع الأسود ، كما لو كان هناك مخلوق ضخم كان على وشك اختراق الدروع ليكشف عن نفسه . عرف نيغون أن هذا كان يحدث ، لكن لم يكن هناك ما يمكنه فعله سوى الوقوف هناك ومشاهدة ظهور وحش من شأنه أن يلوث العالم.

شخص واحد فقط في هذا العالم يمكنه كبح جماحها . رفع آينز يده وقال بهدوء:
"هذا يكفي يا ألبيدو."
كانت هذه الكلمات كافية لوقف البيدو .
"... لكن، لكن آينز ساما ، أشكال الحياة الدنيا هذه. "
"لا بأس ، ألبيدو ... كل شيء سار وفقاً لتوقعاتي ، باستثناء ضعف الملاك. ما الأشياء الأخرى التي تثير الغضب؟ "

عندما سمعت ألبيدو ذلك ، رفعت يدها إلى صدرها وانحنت.
"... كما هو متوقع من آينز سان ، فإن رؤيتك تتناسب حقاً مع لقب" غامض أنا في رهبة."
"لالالا، الحقيقة هي ، أنا سعيد جداً لأنك قلقة وغاضبة من أجلي. ومع ذلك ... ابتسامتك
الساحرة أفضل بكثير."
"غوفو -! سا-ساحر! - احم ، شكراً آينز ساما."

"الآن اذاً ، أنا آسف لأنك اضطررت إلى الانتظار لفترة طويلة."
نيغون ، الذي أذهل من سهولة تغير الوحش امامه ، تمكن أخيراً من استعادة ما يكفي من
حواسه ليصرخ:
"أنا أعرف ذلك ... أعرف هوياتك الحقيقية! - الآله الشيطان! يجب أن تكونوآلهة شيطانية."
كان هناك عدد قليل من الكائنات الذكية التي يعرفها نيغون ، والتي يمكن أن تقف على قدم المساواة مع الملاك العظيم :

الآلهة الستة التي آمن بها نيغون
ملوك الاعراق الوحشية القوية - أسياد التنين.
الوحش الأسطوري الذي يمكن أن يدمر بلداً بأكمله - لدندفول .
وكيان آخر- الآلهة الشيطانية.

لقد سمع أن الأبطال الثلاثة عشر قد هزمو وختمو آلالهة الشيطانية . بالحكم على موجة الشر تلك التي شعر بها الآن ، لا بد أن انه كان إله شيطاني يوشك علي ان يكسر ختمه.
في الوقت نفسه ، كان لدى نيغون أمل ضعيف في أنه إذا كانو آلهة شيطانية ، فربما لا يزال لدى قدرات دومينيون فرصة للفوز.
"مرة أخرى! استخدم الضربة المقدسة !"

قال آينز أن التعويذة قد ألمته . هذا يعني أنه أصيب.
برز في ذهن نيغون عدد لا يحصى من "التخيلات". بدونهم ، سيصاب بالجنون.
ومع ذلك ، لم يسمح له آينز بالهجوم ثانيتاً.
"... الآن ، حان دوري ... تعرف علي اليأس . الثقب الأسود ! "
ظهرت نقطة صغيرة على جسد دومينيون اللامع . ثم توسعة ببطء إلى فراغ أسود ضخم.
الثقب الأسود ابتلع كل شيء.

كان الأمر محبط للغاية لدرجة أنه جعلهم يحدقون في صمت وهم مذهولين . قد يكون الأمر مثير للضحك. لكنهم لم يعودو قادرين على رؤيته.
مع تلاشي ضوء دومينيون ، استنزف الضوء من المناطق المحيطة.
لم يكن هناك سوى صوت الرياح التي تهب عبر السهول. ثم صرخة تحطم الصمت.

"من ... أنتم أيها الناس ... " سأل نيغون هؤلاء الكائنات المستحيلة مرة أخرى. "لم أسمع من قبل باسم ساحر يسمي آينز اول غون من قبل ...لا ، لا يمكن أن يكون هناك شخص يمكنه تدمير الملاك الأعلى بضربة واحدة! شخص من كهذا لا ينبغي أن يوجد ... "
هز نيغون رأسه بلا حول ولا قوة.
"كل ما أعرفه هو أنك أبعد من مجرد إله شيطاني ... هذا أمر لا يصدق ... من أنت بالضبط."

"كما قلت ، انا اينز أول غون . في الماضي ، لم يكن هناك من لا يرتجف من هذا الاسم. حسناً ، أعتقد أننا قضينا وقت كافي في الثرثرة . إن المضي قدما سيكون عديم الجدوى أيضاً ، فقط حتى لا نضيع وقت بعضنا البعض ، هناك تأثير مضاد للانتقال الفوري يحيط بي ، ومرؤوسي ينتظرون في كمين . ليس لديك مكان لتهرب اليه."

غربت الشمس تماما ، والظلمة ابتلعت الأرض.
عرف نيغون أن هذه هي النهاية. كان هذا واقع لا يمكن تغييره. مثلما سقط مرؤوسوه في اليأس الواحد تلو الآخر ، ظهرت تصدعات في السماء ، مثل تحطم وعاء. اختفو في لحظة ، وعاد المشهد إلى طبيعته.

عندما غمر الارتباك نيغون ، أجاب آينز:
"يا للاسف ... كما تعلم ، يجب أن تشكرني. يبدو أن شخصاً ما كان يستخدم سحر العرافة ليراقبك ، ولكن نظراً لأنني كنت في النطاق الفعال للتعويذة ، فقد تم تنشيط حاجز الهجومي المضاد ، ولم تتم ملاحظتك. حقاً ، لو كنت أعرف ، لكنت ربطت تعويذة هجوم من الدرجة الأعلى به."

ملأت تلك الكلمات عيون نيغون بالإدراك.
لا بد أن سيليني القوطية كانت تتجسس عليه.

" ان انفجار قد لا يكون كافي لتعليمهم كيفية التصرف ... جيداً ، انتهينا من اللعب."
مرت موجة من البرد عبر نيغون حيث التقط المعنى الخفي لهذه الكلمات.
هو ، الذي كان دائماً الظالم ، سيصبح الآن واحد من المظلومين.

كان ممتليئ بخوف لا يضاهى . الخوف من أنه ، الذي أودى بحياة عدد لا يحصى من البشر في الماضي ، ستنتهي حياته الآن . لقد رأى مرؤوسوه تعابير وجهه المرتعب وأصابهم الرعب أيضاً.
كان على وشك البكاء.
أراد الركوع والتوسل بصوت عالي من أجل حياته ، لكن آينز لم يبدو كرجل عطوف. وهكذا ، قاوم نيغون الرغبة في البكاء ، وحاول قصارى جهده للبحث عن وسيلة للبقاء على قيد الحياة.

ولكن بغض النظر عن طريقة تفكيره ، لم يستطع التفكير بأي طريقة للحصول على المساعدة من الخارج . لذلك ، كان أمله الوحيد أن يلقي بنفسه تحت رحمة آينز اول غون.
"انتظر ، انتظر قليلاً! آينز اول غون دونو ،لا،- ساما ! من فضلك انتظر ، نحن لا ، انا أرغب في عقد صفقة معك! أضمن لك ألا تخيب أملك! طالما أنك تعفي عني ، سأعطيك أي مبلغ تريده من المال!"

كان بإمكانه رؤية مرؤوسيه المصدومين من زاوية عينه ، لكنهم لم يعودو مرتبطين به. وكان الشيء الوحيد الذي يهم الآن هي حياته . كل شيء آخر كان ذا أهمية ثانوية.
إلى جانب ذلك ، يمكن أن يجد المزيد من المرؤوسين ، لكن لا يمكنه الاستغناء عن حياته.

متجاهلاً الأصوات الغاضبة التي لا تعد ولا تحصى لرجاله ، تابع نيغون:
"يجب أن يكون من الصعب إرضاء ساحر عظيم مثلك ، لكنني بالتأكيد سأجهز ما يكفي من المال لإرضائك! لدي موقع يعطيني بعض القوة في بلدي ، لذا فهم بالتأكيد سيدفعون أي ثمن مقابل حياتي! بالطبع ، إذا كنت ترغب في أي شيء آخر ، سأبذل قصارى جهدي لتلبية رغباتك! لذا أتوسل إليك! أرجوك أنقذ حياتي! "

نيغون لهث عندما الهى كلماته .
"ما رائيك؟ أينز اول غون ساما!"
استجاب صوت امراة رقيق ولطيف لنداء نيغون اليائس:
"ألم ترفضو العرض الرحيم الذي قدمه الأسمى آينز ساما؟"
"هذا !"

"أعرف ما تريد أن تقوله . أردت أن تتوسل من أجل حياتك لأن قبول اقتراحه يعني أيضاً موتك. هل انا صائب؟"
ارتجف الرأس ذو الخوذة السوداء وكأنه سئم الكلام.

"يبدو أنك قد فهمت الفكرة بشكل خاطئ . منذ أن أعلن آينز ساما ، الذي يمتلك قوة الحياة والموت في نازاريك ، عن إرادته ، يجب أن تركض اشكال الحياة الدنيا امثالكم ، وتنتظر بامتنان موتها."
كانت كلمات البيدو القوية مدعومة يتصميم حازم.

انها مجنونة. هذه المراة مجنونة. نيغون ، الذي ادرك ذلك ، نظر إلى أينز بامل.
كان أينز يستمع إليه بهدوء. عندما ادرك ان نيغون كان ينتظر قراره، هز رأسه بغضب وقال:
"في الواقع... كما تقول. توقف عن معاناتك التي لا طائل من ورائها واستلقي بهدوء. كعمل أخير من أعمال الرحمة، سأقتلك دون أن تعاني."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي