الفصل 3 الجزء الثالث معركة قرية كارن

جلس مومونغا على كرسي ونظر إلى المرآة أمامه. لم تعكس المرآة التي يبلغ عرضها متر واحد وجه مومونغا، بل ارض عشبية. كانت المرآة مثل جهاز التلفزيون، تعرض صور لسهل
يعيد.
تمايل عشب السهول في مهب الريح، مما يثبت أنه لم يكن صورة ثابتة.
فمع مرور الوقت، تشرق الشمس ببطء، ويطرد نورها الظلام الذي غطى السهول. وهذا المشهد الرائع، الذي يكاد يكون شاعريا في جماله مختلف تماماً عن الموقع السابق لضريح نازاريك العظيم، عالم هيلهايم المقفر.

مد موموناغا يده إلى المرآة ومرر يده عليها. فتغيرت صورة المرآة.
كانت هذه مراة للمشاهدة عن بعد.
وهذا عنصر سحري يستخدم لعرض صورة لمنطقة معينة. لقد كان عنصر مفيد جداً لقتلة اللاعبين أو قتلة قاتلي اللاعبين. ومع ذلك فهناك تعاويذ منخفضة المستوى تمنع تعاويذ جمع المعلومات وبالتالي تخفي الناس عن أعين المرآة. فمن السهل على المستخدمين أن يتعرضوا للهجوم المضاد بالحواجز الهجومية، لذلك إنه عنصر متوسط في أحسن الأحوال.

ومع ذلك بالنسبة للظروف الحالية، فإن العنصر الذي يمكن أن يظهر العالم الخارجي هو عنصر مفيد للغاية بالفعل.
استمتع مومونغا بالجودة الشبيهة بالأفلام للعشب داخل المرآة مع تغيير الصورة.
"يبدو أنه يمكنني تحريك الصورة بتلويحة من اليد. وبهذه الطريقة، لن أضطر إلى مواصلة النظر الي نفس المكان."

تم تغيير المشهد والزوايا التي تم عرضها داخل المرآة العائمة. فعلى الرغم من أنه ارتكب العديد من الأخطاء حتى الآن، إلا أن مومونغا ظل يغير إيماءاته لتغيير المشهد داخل المرآة،
على أمل أن يجد شخصاً ما. ومع ذلك حتى الآن، لم يعثر على أي كائنات ذكية - على سبيل المثال، البشر.

فكرر نفس الإيماءات البسيطة مراراً وتكراراً، لكن تشابهت كل الصور التي حصل عليها : السهول. وبدأ مومونغا يشعر بالملل، لذلك نظر إلى الشخص الآخر في الغرفة.

"ما الخطب يا مومونغا ساما؟ فأنا على استعداد لتلبية كل أوامرك. "
"لا، لا يوجد شيء، يا سيباس."
إن الشخص الآخر في الغرفة هو سيباس. فربما بدا أنه يبتسم، لكن كلماته حملت نوع من النص الفرعي. فعلى الرغم من أن سيباس مخلص تماماً له، فقد اعترض على رحلة مومونغا إلى السطح من دون جلب حراسه معه.

وفي الواقع، بعد عودة مومونغا من السطح مباشرة، اقترب منه سيباس وألقى محاضرة.
قال مومونغا ما كان على قلبه.
"ماذا سأفعل به..."
كونه مع سيباس جعل مومونغا يفكر في زميله في النقابة تاتش مي. فبعد كل شيء، إن تاتش مي سان هو من صمم سيباس.
ومع ذلك لم يكن عليه أن يجعله مشابهاً جداً لنفسه. حتى الطريقة التي يغضب بها سيباس تذكرني به.
وبعد التذمر في قلبه، نظر مومونغا إلى المرآة.

كانت خطة مومونغا هي تعليم ديميورغ الدروس المستفادة عن كيفية التحكم في المرآة السحرية. وهذا ما قصده مومونغا عندما تحدث إلى ديميورغ عن شبكة أمان أخرى.
فعلى الرغم من أنه من الأسهل ترك هذه المهمة لمرؤوسيه، إلا أن مومونغا أراد التعامل مع هذه المهمة شخصياً. والحقيقة هي أنه أراد استخدام موقفه العملي لإلهام مرؤوسيه وكسب احترامهم. لذلك لابد أن لا يروه وهو يستسلم في منتصف الطريق. ومع ذلك لماذا لا يمكنني التبديل إلى وجهة أفضل؟ لو كان هناك دليل فقط ... ومع وضع هذه الأفكار في الاعتبار، انكب مومونغا على العمل المضنى المتمثل في اكنشاف ضوابط المرآة عن طريق التجربة واستمرار الاخطاء المملة والمتكررة.

لم يعرف كم من الوقت مضى.
فربما مضى وقت طويل، ولكن حتى الآن لم يؤتي عمله ثماره، ولم يسعه إلا أن يشعر أن هذا كله مضيعة للوقت.
فلوح مومونغا بيده بتعبير شاغر، واتسع مجال رؤيته فجاة.
"اوه!"
مفاجأة، سعادة، وفخر، امتلئ تعبير مومونغا بكل هذه الأشياء. وفي نهايته، قام بإيماءة عشوائية وفعلت الشاشة فجأة ما يريد. فهذه صرخة فرح يتوقعها المرء من مبرمج قضى ثماني ساعات من العمل الإضافي.

وأجابه الهتاف والتصفيق. مصدر هذين الصوتين كان سيباس.
"مبروك،يا مومونغا ساما.فخادمك سيباس يقف في رهبة من براعتك."
**الترجمة الاصلية عبدك بس من اول الرواية وكلهم بأسامي حراس وخدم ف خادم انسب

من المؤكد أن هذا هو ثمرة مئات من التجارب والخطاء، لكن لا تحتاج إلى الذهاب إلى هذا الحد. وهذا ما ظنه مومونغا، ولكن عندما رأى أن سيباس بدا سعيد جداً، قرر أن يتقبل بكل تواضع مدح كبير الخدم.
"شكرا لك يا سيباس. على الرغم من أنني اعتذر عن جعلك ترافقني لفترة طويلة."
"ما الذي تقوله؟ فالبقاء بجانبك والامتثال لأوامرك هو سبب وجود كبير الخدم، يا مومونغا ساما. لذا ليست هناك حاجة لشكري أو الاعتذار لي ... ولكن هذه العملية استغرقت بعض الوقت بالفعل. يا مومونغا ساما، فهل ترغب في أخذ قسط من الراحة؟ "

"لا، لا حاجة لذلك. فاللاموتى مثلي لا يتاثرون بالحالات السلبية مثل التعب. ولو انت متعب، فيمكنك الذهاب والراحة."
"شكراً لك على لطفك، ولكن لن يكون من المعقول أن يستريح كبير الخدم بينما يعمل سيده. وبمساعدة العناصر السحرية، لا أتأثر أيضاً بالتعب. لذا من فضلك اسمح لي بالبقاء بجانبك حتى النهاية، يا مومونغا ساما."

أدرك مومونغا شيء واحد من محادثاته مع الNPC. وهو انهم استخدموا مصطلحات اللعبة بشكل عرضي في حديثهم. فعلى سبيل المثال، المهارات وفئات العمل والعناصر والمستويات والحالات السلبية وما إلى ذلك. وبما انه من الممكن استخدام مصطلحات اللعبة معهم بطريقة غير منطقية، فقد يكون منحهم الأوامر امرا سهلا.

ثم بعد الموافقة على طلب سيباس، واصل دراسة طرق التحكم في المرآة. ليكتشف أخيراً طريقة لضبط ارتفاع وجهة نظره.
ابتسم مومونغا بارتياح، وبدا يبحث عن منطقة ماهولة بالسكان.
وأخيرآ، ظهرت على المرآة صورة لمكان يبدو كقرية.

فعلى بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب نازاريك. تواجدت هناك غابة قريبة، وحقول القمح التي تحيط بالقرية. فبدا أنها قرية زراعية ريفية. ومما رآه، لم تكن القرية نفسها متطورة جدآ.
وعندما قام مومونغا بتكبير الصورة على القرية، شعر أن هناك شيء ما على خاطئ.

"...هل يقيمون مهرجان؟"
فالناس ركضوا من داخل منازلهم في وقت مبكر من الصباح. باديا عليهم الذعر.
"لا، هذا ليس مهرجان".
جاء هذا الصوت الصلب من سيباس، الذي يشاهد العرض بنظرة فاحصة في عينه وهو يقف بجانب مومونغا.
مع اشمئزاز خفي في كلمات سيباس الصارمة. فعندما قام مومونغا بتكبير الصورة، قام أيضاً بتقطيع حواجبه غير الموجودة.

فالفرسان المدرعون بالكامل يأرجحون سيوفهم الطويلة على القرويين، الذين كإنو يرتدون ملابس خشنة.
إنها مذبحة.
فمع كل أرجحة لسيف فارس سقط قروي. ولم يستطع القرويون مقاومتهم، ولم يتمكنوا من فعل أي شيء إلا محاولة الهرب. فطاردهم الفرسان وقتلوا القرويين الفارين. وهناك خيول تأكل الحبوب في الحقل. فلا بد أن تلك الخيول تنتمي إلى الفرسان.

"تشيه!"
سخر مومونغا، عازماً على تغيير الصورة. فهذه القرية ليس لها قيمة بالنسبة له. فإذا تمكن من استخراج المزيد من المعلومات منها، فربما يكون لديه سبب لإنقاذها. ولكن مع مرور الوقت، لم يكن هناك سبب لإنقاذ هذه القرية.
لذا يجب أن يتخلى عنهم.

فوجئ مومونغا بكيفية اتخاذه لهذا القرار القاسي. فمذبحة قاسية تحدث أمام عينيه، لكن الشيء الوحيد الذي فكر فيه هو نازاريك. لم يكن هناك شيء مثل الشفقة أو الغضب أو القلق "المشاعر الإنسانية الأساسية" التي يجب أن يمتلكها أي شخص.
فقد شعر وكأنه يشاهد برنامج تلفزيوني عن الحيوانات والحشرات، حيث يأكل القوي الضعيف.
هل يمكن ان تكون فئته كلاميت جعلته يفكر بانه لم يعد جزء من البشرية؟

لا، كيف يمكن أن يكون هذا هو السبب؟
كافح مومونغا لإيجاد عذر لتبرير تفكيره.
فلم يكن وكيل للعدالة.

فهو في المستوى المائة، ولكن كما أخبر ماري، قد يكون مستوى عامة هذا العالم في المستوى مائة أيضاً. لذلك لم يستطع أن يخطو بشكل أعمى في هذا العالم المجهول. فعلى الرغم من أنه يبدو أن الفرسان كانوا يقومون بذبح القرويين، فقد تكون هناك أسباب لا يعرفها. وظلت أسباب مثل "المرض، والحكم، والخيانة"، وأسباب أخرى مثلها تظهر في ذهنه. وإذا تدخل وهزم الفرسان، فقد يكسب غضب المملكة التي ينتمون إليها.

لذا مد مومونغا يده العظمية وفرك جمجمته وفكر. فهل من الممكن أنه بعدما أصبح كائن لاميت محصن من التأثيرات التي تؤثر على العقل، أصبح معتاد على مشاهد المذابح؟ بالطبع لا.
لوح بيده مرة أخرى، ووضح مشهد من جزء آخر من القرية.

بدا أن فارسين كانا يحاولان سحب قروي يكافح بعنف من فارس آخر. ثم تم سحب الرجل بعيداً، وتم إمساك ذراعيه، وأصبح غير قادر على الحراك من حيث يقف. وأمام عيني مومونغا، طعن الرجل بالسيف. ليدخل النصل جسده ويخرج من الجانب الآخر. وينبغي أن تكون ضربة قاتلة، لكن السيف الطويل لم يتوقف. ضربة واحدة، اثنتان، وثلاث ضربات -بدا أن الفارس يصب غضبه على القروي وهو يخترق جسد الرجل.

وفي النهاية، القى الفارس القروي بعيداً، والذي سقط على الأرض وهو ينفث دمه في الهواء.
-نظر القروي مباشرتاً إلى مومونغا. لا، ربما هذه مجرد مصادفة.
بالتأكيد مصادفة.
فمن المستحيل لأي شخص ان يكتشف مراقبة المرآة باستثناء تعاويذ مكافحة العرافة.
تسربت دماء رغوية من فم القروي وهو يحاول فتح فمه. بينما عيناه غير مركزة، ولم يستطع مومونغا معرفة أين كان ينظر. ومع هذا. ومع ما قد يكون أنفاس احتضاره. لهث بكلماته الأخيرة:
-أرجوك أنقذ ابنتي -

"ماذا تنوي ان تفعل؟"
بدا ان سيباس كان ينتظر هذه اللحظة للتحدث.
وهناك إجابة ممكنة واحدة فقط. اجاب مومونغا ببرود:
"لا شيء. فلا يوجد سبب أو قيمة او فائدة في إنقاذهم."
"-مههوم."
نظر مومونغا بلا مبالاة إلى سيباس -في الصورة الوهمية لزميله السابق في النقابة.
"هذا ... تاتش مي سان."

عندها فقط تذكر مومونغا شيئاً ما.
- إن إنقاذ شخص ما في ورطة امر منطقي.
عندما بدأ مومونغا لتوه في اغدراسيل، كان مطاردة عرق الأجناس غير المتجانسة ممارسة
شائعة، ومومونغا ، الذي اختار مثل هذا العرق، قد تعرض للهجوم مرات لا تحصى. فقط عندما كان على وشك مغادرة اغدراسيل، أنقذته تلك الكلمات التي قالها ذلك الرجل.
لولا هذه الكلمات، لما كان مومونغا هنا.

لذا تنهد مومونغا بهدوء، ثم ابتسم. فالآن بعد أن استدعى تلك الذكرى، لم يكن لديه خيار سوى الذهاب لإنقاذهم.
"سأقوم بسداد هذا الدين ... إلى جانب ذلك، عاجلاً أم آجلا، سأختبر قوتي القتالية في هذا العالم."
فبعد أن قال ذلك لصديقه الغائب، قرب مومونغا مشهد القرية حتى رأى كل شيء. وبعد ذلك، حاول أنتقاء القرويين الناجين.

"يا سيباس، فلتضع نازاريك في حالة تأهب قصوى. سأذهب أواً، وستخبر ألبيدو، التي تقف بجوار المبني المجاور، أن تتبعني بعد تجهيز نفسها بالكامل. ومع ذلك أنا أمنعها من إحضار غينونغاغاك. وبعد ذلك، قم بإعداد وحدات الدعم. فقد يحدث شيء ما يؤدي إلى عدم قدرتي على التراجع. لذلك لا بد أن تكون الوحدات المرسلة إلى القرية بارعة في التخفي أو لديها القدرة على التخفي."

"أنا أفهم، لكني أرغب في أن أطلب تولي مهمة الدفاع عن جسدك."
"إذن من سيرسل أوامري؟ يقوم هؤلاء الفرسان حالياً بنهب القرية، مما يعني أنه قد يكون هناك فرسان بالقرب من نازاريك وقد يهاجموننا. لذلك، يجب أن تبقى."

تغيرت الصورة، والآن تظهر فتاة ارسلت فارس يطير بلكمة. والفتاة تقود فتاة أصغر سناً وهما يهربان. ربما هما أخوات. ثم فتح مومونغا على الفور مخزونه وسحب عصا آينز اول غون.
كما خططت الفتاة للفرار، تم جرحها في ظهرها. ولان الوقت ضيق، قام مومونغا بسرعة بتفعيل التعويذة.

" بوابة "
مع عدم وجود حدود بالنسبة للمسافة واحتمال 0% لحوادث النقل الفضائي.
فالتعويذة التي استخدمها مومونغا هي الأكثر دقة وفعالية من بين هذه التعاويذ في اغدراسيل.
ثم تغير المشهد أمامه في لحظة.
وحقيقة أن الخصوم لم يستخدموا حجب النقل الآني ملئت مومونغا بالارتياح. فإذا خرم من فرصة إنقاذهم، وتعرض لكمين بدلاً من ذلك، لكان الأمر سيئا.
أصبح المشهد أمام عينيه هو نفسه ما رآه سابقا.

فامامه فتاتين مرعوبتين.
تلك التي بدت كأخت كبرى لديه ضفيرة من شعر أشقر تصل إلى صدرها. أصبحت بشرتها، التي كانت مدبوغة بشكل صحي من العمل في الشمس، شاحبة بشكل مميت من الخوف، وعينيها الداكنتان مبللتين بالدموع.
اما الأخت الصغيرة -الفتاة الصغرى -فقد دفنت وجهها في خصر أختها وهي ترتجف من الخوف.
حدق مومونغا ببرود في الفارس الذي يقف أمام الفتاتين.

ربما صدم بظهور مومونغا المفاجئ، لكن الفارس حدق ببساطة في مومونغا، فبعد أن نسي على ما يبدو أرجحت السيف الذي يحمله.
نشاء مومونغا دون أن يتعرض لتأثير العنف على حياته. ولم يعتقد أن العالم الذي يقيم فيه حالياً هو محاكاة، بل هو عالم حقيقي، ومع ذلك لم يشعر بأي خوف من الفارس أمامه الذي يحمل سيف.
سمح له هذا الهدوء باتخاذ قراره بقسوة وبدم بارد.
مد مومونغا يده الفارغة وألقى تعويذته.

"قبض القلب."
وهذه التعويذة عبارة عن تعويذة سحقت قلب العدو، ومن بين المستويات العشرة من التعاويذ، فهي تعويذة موت فورية من الرتبة التأسعة. وواحدة من العديد من التعاويذ التي تمتلك خصائص الموت الفوري التي يتقنها مومونغا.
لذا اختار مومونغا أن يبدأ بهذه التعويذة لأنه حتى لوتمت مقاومتها، فإن التعويذة ستظل تصعق خصمه مؤقتاً.
فقد كانت خطته ان يلقي التعويذة ويأخذ الفتاتين ويقفز مرة أخرى إلى بوابة . لقد خطط بالفعل لطريق التراجع لأنه لم يكن متأكد مما يمكن أن يفعله خصومه.

ومع ذلك بدت هذه الاستعدادات غير ضرورية.
فمع شعور بشيء ناعم انتقل تحت أصابع مومونغا الى ذراعه، لينهار الفارس بصمت على الأرض
ثم نظر مومونغا إلى أسفل على الفارس الذي سقط.
فيبدو أنه حتى قتل شخص ما لم يثر أي مشاعر بداخله.
ولم يكن هناك ذنب أوخوف أو ارتباك في قلبه الذي مثل سطح بحيرة هادئة. فلماذا أصبح هكذا؟
"أرى ... اذن ليس جسدي فقط، بل وعقلي ايضاً من لم يعد بشريا."
ثم اتخذ مومونغا خطوة إلى الأمام.

صرخت الأخت الكبرى في ارتباك اثناء مرور مومونغا بجانبها، ربما كانت خائفة من موت الفارس.
فمن الواضح أن مومونغا جاء لإنقاذها. ومع ذلك يبدو أن الفتاة أصبحت مرتبكة بسبب ظهور وأفعال مومونغا المفاجئة. فبماذا كانت تفكر؟
وعلى الرغم من أن لديه شكوكه، الا أن مومونغا لا وقت له للقلق بشأنها. فبعد التحقق من الجروح على ظهر الأخت الكبرى من خلال ملابسها القديمة، وضع مومونغا الفتيات خلفه، ونظر إلى فارس خرج لتوه من منزل قريب.

رأى الفارس مومونغا أيضاً، وتراجع إلى الوراء من الخوف.
إذن، أتجرؤ على مطاردة الفتيات العاجزات، لكنك لا تجرؤ على مطاردة شخص يمكنه الرد؟"
بينما حدق مومونغا في الفارس المرتعش، فكر في التعويذة التي سيستخدمها بعد ذلك.
فموجة افتتاح مومونغا هي تعويذة يفضلها بشكل خاص، قبض القلب . ولان هذا النوع من السحر هو اختصاص مومونغا. فقد استخدم مومونغا مهاراته الفطرية لزيادة فرص الموت الفوري، وحسنت قدراته في تعزيز استحضار الأرواح بشكل كبير فاعلية قبض القلب. ومع ذلك، فهذا يعني أنه لم يستطيع قياس قوة ذلك الفارس.

لذلك، لا بد أن يستخدم تعويذة أخرى ضد هذا الفارس، تعويذة لن تقتله على الفور. وبهذه الطريقة، يمكنه قياس قوة هذا العالم والتحقق من قوته.
"-بما أنني أتيت الى غاية هنا، فقد أجري أيضاً بعض التجارب. لذا يجب أن تصبح موضوع اختبار."

بما قوة تعويذات استحضار الأرواح تزداد قوة عندما يلقيها مومونغا (لانه اوفلورد وما الى ذلك مقارنة مع قوة التعويذة الفعلية)، لذا سيستخدم تعاويذ هجوم بسيطة غير مدمرة للغاية. وبالإضافة إلى هذا، نظراً لأن الدرع المعدني ضعيف ضد التأثيرات الكهربائية في اغدراسيل، لذا سحر معظم الناس دروعهم المعدنية بمقاومة الكهرباء. لذلك، اختار مومونغا عمداً مهاجمة خصمه بتعويذة كهربائية ليرى مقدار الضرر الذي يمكن أن يحدثه.
لأن هدفه لم يكن قتل خصمه، فلم تكن هناك حاجة لتعزيز تأثيرها بالمهارات.

"تنين البرق."
انطلقت صاعقة كهربائية بيضاء على شكل تنين حول ذراعي وكتفي مومونغا. واضاءت الصاعقة بقوة حيث انطلقت على الفور نحو الفارس الذي كان مومونغا يشير إليه.
وليس هناك طريقة لتجنبها أو الدفاع منها.

لذا الفارس الذي صعق بالكهرباء بواسطة الصاعقة على شكل التنين تألق جسده للحظة. وعلى الرغم من طريقة موته المريعة، إلا أنه ظل مشهدا جميل.
ثم تلاشى الضوء من عينيه، وانهار الفارس على الأرض مثل دمية قطعت خيوطها. والجسد الموجود أسفل الدرع أسود متفحم ونشر رائحة كريهة.
كان مومونغا يخطط للمتابعة بتعويذة أخرى، لكنه شعر بالسخافة لأنه لاحظ ضعف الفرسان.
"مثير للشفقة ... مات بسهولة ..."

فبالنسبة لمومونغا، إن الرتبة الخامسة التنين البرق تعويذة ضعيفة. كلاعب من المستوي 100 عادتاً ما يلقي مومونغا تعاويذ من المستوى الثامن وما فوق. فسحر المستوى الخامس وما دونه لن يري له أي فائدة تقريباً.
والآن بعد أن علم أن الفرسان ضعفاء بما يكفي ليتم القضاء عليهم بسحر الدرجة الخامسة، تلاشى توتر مومونغا في لحظة. وبالطبع، يمكن أن يكون هذان الفارسان ضعيفين بشكل خاص من بين الباقين، لكنه لا زال مصدر ارتياح كبير. ومع ذلك، فإن خطة أنسحابه لم تتغير.

فقد يركز هؤلاء الفرسان على الهجوم. وفي اغدراسيل، يتم احتساب الضربة على الرقبة على أنها ضربة خطيرة وتسببت في أضرار إضافية، ولكن في العالم الحقيقي، قد تكون قاتلة.
لذا بدلاً من الاسترخاء، رفع مومونغا حذره. فسيكون من الغباء أن يموت لأنه مهمل. فبعد ذلك، يجب أن يواصل اختبار قواه.
قام مومونغا بتنشيط إحدى مهاراته.

"إنشاء لاميت من الرتبة المتوسطة -فارس الموت "
إن هذه إحدى مهارات مومونغا، والتي يمكن أن تخلق العديد من الزومبي. وفارس الموت هو الوحش المفضل لدى مومونغا، والذي استخدمه كدرع لحم.
فهو في المستوى خمسة وثلاثين تقريباً، ولكن على الرغم من أن قوته الهجومية قابلة للمقارنة فقط مع وحوش المستوى 25، إلا أن قوته الدفاعية جيدة جداً لدرجة انها ستقارن بالوحوش من المستوى 40. ومع ذلك، فإن الوحوش من هذا المستوى عديمة الفائدة لمومونغا في الغالب.

ومع ذلك لدى فارس الموت مهارتان مهمتان للغاية.
أحداهما هي القدرة على صد هجمات العدو. والآخرى هي أنه ولمرة واحدة فقط، يمكنه النجاة من أي هجوم (ضربة واحدة). لذا أحب مومونغا استخدام فرسان الموت كدروع بسبب هاتين المهارتين.
وهذه المرة، تطلع أيضاً إلى استخدام فارس الموت بطريقة مماثلة.

ففي اغدراسيل، عندما استخدم مهاراته لإنشاء اللاموتي، كانوا سيظهرون في السماء بالقرب من المستدعي. ومع ذلك، بدت الأمور مختلفة في هذا العالم.
ظهرت سحابة من الضباب الأسود. توجهت السحابة مباشرتاً إلى جسد الفارس الذي تحطم قلبه ثم غلفته.

ثم انتشر الضباب ببطء، وامتزج بجسد الفارس. وبعد هذا، تذبذب الفارس قبل أن يقف ببطء على قدميه مثل الزومبي.
سمع مومونغا صرخات الأخوات، لكن لم يكن لديه الوقت للقلق بشأنهما. فبعد كل شيء، لقد أصبح متفاجئ تماماً من المشهد أمام عينيه.
فمع صوت دينغ، تدينغ، تسرب الدم الأسود من بين الفجوات في خوذة الفارس. ولا بد أنه جاء من فم الفارس.

ليتدفق السائل الأسود بلا نهاية، الى أن غطى جسد الفارس بالكامل. ليبدو وكأنه إنسان ابتلعه الوحل. محاط تماماً بالسائل الأسود، بدأ جسد الفارس في الالتواء والتغير.
وبعد عدة ثواني، سقط السائل الأسود من جسد ما أصبح الآن فارس الموت.
بلغ طوله الآن ثلاثة أمتار، وجسمه أكبر. فلم يعد يشبه البشر، بل وحش بري.

بينما يحمل في يده اليسرى درعاً كبير يغطي ثادثة أرباع جسمه -درع البرج -اما في يده اليمنى درع ناري متموج. تم تصميم هذا السلاح الذي يبلغ طوله مائة وثلاثين سنتيمتر ليتم حمله بكلتا يديه، لكن فارس الموت الضخم يمكنه بسهولة استخدامه بيد واحدة. وغطت هالة مرعبة من الأحمر والأسود شفرة فلامبيرغي، التي ظلت تنبض مثل القلب.

اما جسده الضخم مغطى ببدلة من الدروع السوداء، ومغطى بزخرفة حمراء تشبه الأوعية
الدموية. تم تغطية الدرع أيضاً بالمسامير بقدر ما يمكن لأي شخص رؤيتها، وبدا وكأنه تجسيد للوحشية على شكل رجل. قفزت القرون الشيطانية من رأسه، ويمكن للمرء أن يرى وجهه المتعفن تحتها. وانتشرت نقطتان من الضوء القاتل البغيض في تجويف العيون في وجهه المرعب.

وتحركت عباءته السوداء الممزقة في مهب الريح، فارس الموت الذي ينتظر أوامر مومونغا. ومن مظهره فقط فهو يستحق تماماً لقب "فارس الموت".
اما عن أمره فقد كان الأمر يشبه إلى حد كبير الرابط بينه وبين ذئاب القمر وعنصر النار البدائي، استخدم مومونغا الرابط العقلي مع الوحش وأشار إلى جثة الفارس الذي قد قتل منقبل تنين البرق .

"قم بإبادة كل الفرسان الذين يهاجمون هذه القرية."
"وووووواااااااااه!" زأر.
وصرخته قوية جداً لدرجة أنها هزت الهواء، ومليئة بالدموية لدرجة أن كل من سمعها شعر بجسده يرتعد.
ثم ركض فارس الموت بسرعة البرق. والطريقة التي تقدم بها إلى الأمام دون تردد مثل كلب الصيد الذي يطارد فريسته. فقد جعلته كراهية اللاموتى للأحياء حساس اتجاه مكان تواجد الفريسة التي ستذبح قريباً.

وعندما تقلصت هيئة فارس الموت المبتعد، أدرك مومونغا تماماً الفرق بين هذا العالم الجديد واغدراسيل.
وهذا هو "الاستقلال".
ففي الأصل، لا بد أن يبقى فارس الموت بجانب المستدعي لانتظار أوامره ومهاجمة أي أعداء يقتربون. ومع ذلك فقد تجاهل هذا الأمر وشن هجوم من تلقاء نفسه. وقد يكون هذا الاختلاف نقطة ضعف قاتلة في وضع غير معروف مثل هذا الموقف.

ففي حيرة من أمره، حك مومونغا رأسه وتنهد.
"لقد ركض ... لتعتقد أن الدرع سيتخلى عن الشخص الذي من المفترض أن يحميه، لكني من إمرته بالذهاب".
وبخ مومونغا نفسه على سوء تقديره.

فعلى الرغم من أنه قادر على صنع المزيد من فرسان الموت، إلا أنه من الأفضل الحفاظ على قدرات الاستخدام المحدود بينما لا يزال غير متأكد من العدو والموقف. ومع ذلك فإن مومونغا ساحر في الخطوط الخلفية. لذا هو معرض للخطر تماماً دون وجود خط أمامي يحميه.
لذلك، سيحتاج إلى إنشاء مدافع آخر. وهذه المرة، سيحاول صنع واحد بدون جثة.

عندنا كان مومونغا يفكر في هذا، جاء شكل بشري عبر البوابة التي لا تزال مفتوحة. وفي نفس الوقت انتهت مدة البوابة واختفت ببطء.
ووقف امام مومونغا شخص يرتدي درع أسود لكامل الجسم.
بدت تلك البدلة وكانها شيطان. مغطاة بالمسامير ولم تكشف عن ادنى جزء من الجسد. قبضت مخالب قفازها على درع صغير اسود في إحدى يديها وبارديش الذي يشع ضوء أخضر مريض في اليد الأخرى. وتموجت العباءة الحمراء في الريح، بينما الثوب الموجود أسفله قرمزي من الدم الطازج.

"لقد استغرقت الاستعدادات بعض الوقت. اعتذر عن وصولي المتاخر "، ظهر صوت البيدو الرقيق من تحت الخوذة ذات القرون.
إن مستويات البيدو من فئة فارس الظلام والتي تركز على الدفاع. ونتيجة لذلك، من بين مائة من المحاربين في نازاريك -سيباس وكوكيتوس وألبيدو -ومن بين الثلاثة، امتلكت ألبيدو أقوي قدرة دفاعية.
وبعبارة اخرى، فهي اقوى درع في نازاريك.
"لا، لا بأس . لقد انيتي في الوقت المناسب."
(حسب فهمي. من ناحية الدفاع فهي الاقوى لكن سيباس هو اقوى مقاتل قريب المدى. أي اشتباك جسدي(؟) )

"شكرا لك. اذن... كيف سنتخلص من أشكال الحياة السفلية هذه؟ فلو انت غير راغب في تلطيخ يديك بدمائهم، فسأقضي عليهم بكل سرور نيابة عنك، يا مومونغا ساما."
"... ما الذي أخبرك به سيباس بالضبط؟"
لم ترد البيدو.
"فهمت، لم تنتبهي ... أعتزم إنقاذ هذه القرية. أعداؤنا هم الفرسان المدرعين، مثل تلك الجثة هناك."

رأى مومونغا أن ألبيدو أومأت برأسها بتفهم، وأدار عينيه إلى مكان آخر.
تقلصت الفتاتان تحت نظرة مومونغا التي لا تلين، وحاولتا بذل قصارى جهدهما لجعل نفسيهما أصغر ما يمكن (انكمشتا في حضن بعضهما البعض). وربما ذلك بسبب فارس الموت، أو لأنهم سمعوا زئيره، أو لأنهم سمعوا كلمات ألبيدو، مما جعلهم يرتجفون من الرعب.
وربما بسبب كل ما سبق.

شعر مومونغا أنه يجب عليه إظهار نيته في المساعدة ومد يده للأخت الكبرى، لكن يبدو أن الفتاتين قد حصلتا على انطباع خاطئ.
فالأخت الكبرى بللت نفسها، تبعتها الأخت الصغرى.
ملأت رائحة الأمونيا الهواء المحيط. واجتاح التعب عقل مومونغا مثل المد. فلم يكن لديه أي فكرة عما يجب فعله، ولم تكن ألبيدو مساعدة جيدة في هذا الجانب، لذلك قرر مومونغا مواصلة محاولة التعبير عن نواياه الحسنة.

"...يبدو انك قد تأذيت."
كرجل عامل، درب مومونغا منذ فترة طويلة قدرته على تجاهل الأشياء.
لذا قام مومونغا، الذي تظاهر بعدم الانتباه، بفتح مخزونه وسحب حقيبة ظهر منه. وعلى الرغم من أنها تسمى حقيبة الظهر اللانهائية، إلا أنه يمكنها استيعاب ما يصل إلى خمسمائة كيلوغرام فقط من العناصر.
فعادتاً ما يضع لاعبي اغدراسيل عناصر الاستخدام الفوري الخاصة بهم في هذه الحقيبة، لأن العناصر الموجودة داخل الحقيبة يمكن أن تخصص لها مفاتيح اختصار في واجهة اللعبة.

وبعد البحث في العديد من حقائب الظهر هذه، وجد قنينة صغيرة تحتوي على جرعة حمراء.
وهي جرعة شفاء بسيطة.
يمكن أن تعيد هذه الجرعة خمسين نقطة صحة، وكثيراً ما يستخدمها المبتدئين في اغدراسيل. ومع ذلك لم يكن مومونغا الآن بحاجة إلى هذا العنصر على الإطلاق. وهذا لأن هذه لجرعة تشفي الضرر باستخدام الطاقة الإيجابية. بالنسبة لكائن لاميت مثل مومونغا ، فهذه الجرعة بمثابة سم ضار. ومع ذلك لم يكن كل عضو في النقابة لاميت، لذلك احتفظ مومونغا ببعض هذه العناصر.

"فلتشربيه."
"قدم مومونغا الجرعة الحمراء. وأصبح وجه الأخت الكبرى شاحب من الخوف، فقالت:
"أنا، سأشربه! فقط، فمن فضلكم، اتركوا أختي الصغيرة."
"ني تشان!"

شاهدت الأخت الصغيرة تبكي وهي تحاول إيقاف أختها الكبرى، بينما اعتذرت الأخت الكبرى لأختها الصغيرة أثناء تناول الجرعة. أربكت ردود أفعالهم مومونغا.
فبعد كل شيء، لقد أنقذهم من الموت، وحتى أنه قدم لهم جرعة. فلماذا يتصرفون بهذا الشكل أمامه؟ ماذا يحدث هنا؟

إنهم لا يثقون بي على الإطلاق. على الرغم من أنني أردت أن أتركهم لمصيرهم في البداية، فقد انتهى الأمر بكوني منقذهم في النهاية. لذا يجب أن يبكوا ويعانقوني بامتنان. أليس هذا النوع من الأشياء شائع في المانغا والأفلام؟ ولكن العكس هو الصحيح الآن.
اين أخطاءت؟ هل قبولك على الفور امتياز للجميلات(الوسمين)؟

مثلما ظهر تعبير مرتبك على وجه مومونغا الخالي من اللحم، قال صوت رقيق:
"... قدم لكم مومونغا ساما جرعة علاجية بسبب قلبه اللطيف، ولكن بالتفكير في أنكم ستجرؤون في الواقع على رفضها ... أنتم يا أشكال الحياة الأدنى تستحقون عشرة آلاف حالة موت من أجل ذلك."

قامت البيدو برفع براديشها بطريقة طبيعية، واستعدت لقطع راسهما على الفور.
فبالنظر إلى أنهما عاملوه بهذه الطريقة على الرغم من أنه خاطر بنفسه لإنقاذهم، كان بإمكان مومونغا أن يتفهم مشاعر ألبيدو. ومع ذلك، إذا سمح لها بقتلهما، فلن يكون هناك فائدة من هذا الإنقاذ.

"انتظري، انتظري، لا تكوني متسرعة. فهناك وقت ومكان لهذا، لذا اخفضي سلاحك."
"...فهمت يا مومونغا ساما"، اجابت البيدو بلطف وهي تسحب بارديشها.
ومع ذلك، لا زالت تشع نية قاتلة، لدرجة أن الفتاتين ظلتا تبكيان وهن تصران على اسنانهما من الخوف. ورداً على ذلك، بدأت معدة مومونغا غير الموجودة في التشنج.

وعلى اي حال، فعليه مغادرة هذا المكان في اسرع وقت ممكن.
فإذا بقي هنا، فمن يعلم ما هي المآسي الأخرى التي قد تحدث؟
لذا قدم مومونغا الجرعة مرة اخرى.
"هذه جرعة علاجية. إنها غير ضارة. لذا أسرعي واشربيها."

ظلت كلمات مومونغا لطيفة، لكنها مدعومة بإرادة صلبة. بالإضافة أيضاً الى تهديد ضمني بأنها إذا لم تشرب فسوف تقتل.
اتسعت عينا الأخت الكبرى وابتلعت الجرعة. بعد ذلك، ملئ وجهها نظرة مفاجأة.
"مستحيل..."
لمست ظهرها، ثم هزت جسدها وربتت على ظهرها.
"الألم زال؟"
"نعم، بالفعل ..."
أومأت الأخت الكبرى برأسها بقوة، لتدل على أنه لم يؤلمها.
يبدو أن الجروح الطفيفة التي أصيبت بها قد تم علاجها بسهولة عن طريق جرعة شفاء منخقضة.

والآن بعد أن حصل على ثقتهم، تابع مومونغا بطرح سؤال. لم تكن هناك طريقة لمراوغة هذا السؤال، واعتماداً على الإجابة، سيؤثر ذلك على تحركاته المستقبلية.
"هل تعرفين السحر؟"
"نعم نعم أعرفه. فالكيميائي الذي يأتي إلى قريتنا ... صديقي، يعرف كيف يستخدم السحر. "
"...هل هذا صحيح. حسناً، فهذا يجعل شرح الأمور مهمة اسهل . أنا ساحر."

ثم ألقى مومونغا تعاويذته:
"شرنقة مضادة للحياة "
"جدار حماية من السهام "
أحاطت قبة من الضوء، نصف قطرها حوالي ثلاثة أمتار، بالأختين. ولم تكن التعويذة الثانية مرئية للعين المجردة، ولكن أصبح هناك تغيير طفيف في الهواء. فقد خطط في الأصل لاستخدام تعويذة ضد السحر أيضاً، لكنه لم يكن يعرف نوع السحر الموجود في هذا العالم، لذلك لم يفعل ذلك في الوقت الحالي. فلو للعدو سحرة، اذن حظهم السيئ.

"لقد ألقيت تعويذة دفاعية تمنع الكائنات الحية من الاقتراب منكما، بالإضافة إلى تعويذة تضعف فاعلية الهجمات البعيدة. طالما بقيتم هنا، فيجب أن تظلوا آمنين. آه، فقط في حالة حدوث الأسوء، سأقدم لكم هذه أيضاً."
بعد أن شرح بهدوء تأثيرات السحر للأختين المذهولتين، سحب مومونغا زوج من القرون ذات المظهر غير الملحوظ. وعلى ما يبدو، لم يعرقلهم السحر، لأنهم طفو مباشرة عبر الحاجز حيث ألقى بهم مومونغا إلى جانب الأختين.
"هذه تسمى قرون جنرال الغوبلين. إذا قمتما بنفخهما، ستظهر الغوبلين -بمعنى آخر، وحوش صغيرة. لذا اطلبوا منهم حمايتكما."

في اغدراسيل، يمكن وضع بلورات البيانات الإلكترونية التي تم إسقاطها من الوحوش في أي نوع تقريباً من العناصر (باستثناء بعض العناصر القابلة للاستهلاك)، لذا يمكن إنشاء أي عنصر يمكن للاعب التفكير فيه. بالإضافة إلى هذا، كانت هناك بعض القطع الأثرية التي لا يمكن للاعبين إنشائها ولها إحصائيات ثابتة. وهذه القرون ضمن هذه الفئة.

فقد استخدم مومونغا القرون من قبل، وفي ذلك الوقت تمكن من استدعاء فوج من الغوبلين، اثني عشر أو نحو ذلك من العفاريت الاقوياء. وكان هناك اثنان من الرماة الغوبلين، أحدهما غوبلين ساحر، وغوبلين كاهن، واثنين من الغوبلين يمتطون الذئاب، بالإضافة إلى قائد الغوبلين.
فعلى الرغم من أنه يطلق عليه فوج الغوبلين، إلا أن أعدادهم قليلة وهم مخلوقات ضعيفة جدا.
وهذا عنصر قمامة بالنسبة لمومونغا. والمفاجاة لماذا لم يتخلص منها بعد. ومع ذلك شعر مومونغا بمدي ذكائه لكونه قادر على استخدام عنصر قمامة كهذا بشكل جيد.

نقطة أخرى جيدة حول هذا العنصر هي أن العفاريت المستدعاة سيظلون باقين حتى يقتلوا بدلاً من التلاشي بعد فترة. ويمكن على الأقل ان يشتروا للفتيات بعض الوقت.
وعندما انتهى مومونغا، استدار ليغادر، وأحضر معه ألبيدو وهو متوجه صوب القرية. ومع ذلك بعد خطوات قليلة ، نادى عليه صوتان.
"آه ... شكراً لك على إنقاذنا!"
"شكراً لك!"

أوقفت هذه الكلمات مومونغا، وعندما استدار، ليرى الفتاتين، اثناء امتلاء عيونهما بالدموع وهما يشكرانه. فأجاب ببساطة:
"...انه لا شئ."
"قد يكون هذا فظ منا، لكن، أنت الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه. فلو سمحت! ارجوك أنقذ والدينا!"
"حسنا. إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة، فسوف انقذهم."

اتسعت عيون الأختين عندما سمعا كلمات مومونغا. عكست وجوههم الاكتئاب الذي في قلوبهم، لكن سرعان ما عادوا إلى رشدهم وخفضو رؤوسهم شكراً.
"شكراً لك! شكراً جزيلا! و، و ، نرجو أن نعرف ..."
تلاشى صوت الفتاة، ثم سألت في غمغمة:
"نرجو أن نعرف اسمك ...؟"

كاد مومونغا أن يرد برد الفعل، لكنه في النهاية لم يذكر اسمه.
فاسم "مومونغا" هو اسم سيد نقابة آينز اول غون سابقاً. اذن ماذا يسمي نفسه الآن؟ ما هو اسم آخر شخص بقي في معبد نازاريك العظيم؟
-آه، هذا كل شيء.
"... تذكرو اسمي جيداً. أنا آينز اول غون."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي