الفصل 3 الجزء الرابع معركة قرية كارن

"ووووواااااااااااااااااااه!"
حطم الزئير المرعب الهواء.
وهذه إشارة لتحول المذبحة الي مذبحة من نوع مختلف.
ففي غمضة عين، أصبح الصيادين هم الفريسة.

وربما لعن لونديس دي جيلانبو آلهته في الثواني العشر الماضية أكثر مما فعل في حياته باكملها. فلو الآلهة موجودة بالفعل، فعليهم هزيمة هذا الكائن الشرير الآن. ولونديس رجل أمين - فلماذا تخلت عنه الآلهة؟
لان الآلهة غير موجودة.

ففي الماضي، كان ينظر إلى أولئك الذين لا يؤمنون بالآلهة على أنهم حمقى. لان بعد كل شيء، إذا لم تكن الآلهة موجودة، فكيف يمكن للكهنة أن يستخدموا سحرهم؟ والآن أدرك أنه هو الأحمق.
فقد اقترب الوحش الذي كان أمامه -فارس الموت، لعدم وجود كلمة أفضل.
لذا أخذ خطوتين إلى الوراء رداً على ذلك، محاولاً الابتعاد عنه.
ثم جاء صوت صرير من درعه، وارتجف السيف الذي يمسكه بكلتا يديه بلا حسب ولا رقيب. ورأى انه ليس الوحيد، فجميع الفرسان الثمانية عشر الآخرين المحيطين بفارس الموت يتصرفون بنفس الطريقة.

وعلى الرغم من أنهم ممتلئون بالخوف، الا انه لم يهرب أي منهم. وهذه ليست شجاعة
-فيمكن لأسنانهم المرتجفة أن تشهد على ذلك. بل إن استطاعوا لركضوا بأسرع ما يمكن وبقدر ما يستطيعون.
لكنهم فعلو ذلك لأنهم يعلمون ان الفرار مستحيل.
وتوجهت عينا لونديس طالبة المساعدة.

فهذه الساحة في وسط القرية، حيث جمع لونديس ورجاله حوالي ستين قروي. نظروا بخوف إلى لونديس ورجاله، بينما هناك مجموعة من الأطفال تختبئ خلف برج مراقبة خشبي.
وبعض الأطفال ممسكون بالعصي، لكن لا لأي منهم موقف قتالي. فكل ما في وسعهم هو أن يلقوا العصي.
فأثناء هجوم لونديس على القرية، طاردوا القرويين إلى الساحة المركزية. وقاموا بتفتيش المنازل، وبعد ذلك من أجل اقتلاع أي شخص يختبئ في الأقبية، قاموا بصب زيوت كيميائية وأشعلوها.
بينما أربعة فرسان يحرسون القرية بأقواس، ومهمتهم هي قتل أي شخص يحاول الهروب من القرية. بدا أنهم فعلوا هذا عدة مرات في ماضي، ويمكن القول إنهم من ذوي الخبرة .

فقد استغرقت المذبحة بعض الوقت، لكنها ظلت ناجحة، وتم جمع القرويين الناجين في مكان واحد. وبعد ذلك سيطلقون سراح بعض السجناء كطعم.
وهذا ما هو من المفترض ان يحدث، لكن -
لا يزال لونديس يتذكر تلك اللحظة.
مشهد إيريون وهو يطير في الهواء، بعد أنفر آخر القرويين إلى الميدان.

فينبغي أن يكون مستحيل. لا أحد يعرف ما الذي يجري. وكيف يمكنهم أن يفهموا السبب
الذي يجعل رجل مدرب وضخم يرتدي درع كامل -والذي لا يزال يملك بعض الوزن حتى لو تم تخفيفه بالسحر -أن يطير في الهواء مثل الكرة؟
وبعد ارتفاعه لحوالي سبعة أمتار في الهواء، سقط على الأرض مع اصطدام مدوي وظل ساكن.
بينما وقف وحش أرسل منظره قشعريرة عبر جسد كل من رآه في مكان الذي كان يقف فيه إيريون. اللاميت الذي أطلق عليه لقب فارس الموت أنزل درع البرج الذي ضرب إيريون ووقف أمامهم.

وهذا بداية يأسهم.
ترددت صرخاتهم المذعورة في الهواء. ولم يقدر احد الرجال الذين اجتمعوا مع رفاقه ان يتحمل الرعب القمعي وهرب وهو يصرخ.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، فهذا طبيعي -فعندما يتم تمديد شيء إلى نقطة الانهيار -فسينفجر الناس. ومع ذلك من بين جميع رفاق الرجل الهارب، لم ينضم إليه أحد. والسبب في ذلك سيتضح قريباً.
عاصفة سوداء اجتاحت مجال رؤية لونديس.

فربما جسد فارس الموت أكبر من جسد الإنسان العادي، لكن رشاقته تفوق بكثير توقعات أي شخص.
فقد تمكن الرجل الهارب من اتخاذ ثلاث خطوات فقط.
تماماً كما كان على وشك اتخاذ خطوته الرابعة، شق قوس يتألق بلون الفضة جسده إلى قسمين. وانهار النصفان الأيمن والأيسر من جسده في اتجاهين متعاكسين. ملئت الرائحة الكريهة الهواء حيث انسكبت أعضائه الداخلية الوردية.
"غواااااااااهااااااااا!" زأر فارس الموت المغطى بالدماء وهو يلوح بسيفه.

بدا هدير السعادة.
فمظهر السعادة واضح حتى على وجهه المتعفن. وباعتباره سفاح متفوق بشكل ساحق، فقد تذوق يأس ورعب البشر المثيرين للشفقة الذين لم يتمكنوا حتى من النجاة من ضربة واحدة.
ولم يجرؤ أحد على الهجوم، رغم أن لديهم سيوف في ايديهم.
بل في البداية، حاولوا الهجوم، رغم أنهم كانوا خائفين. لكن حتى تلك الشفرات التي تجاوزت دفاع خصومهم لم تستطع خدش درع فارس الموت.
وفي المقال، لم يستخدم فارس الموت سيفه، لكنه أرسل لونديس وهو يطير بضربة درع، وقد فعل ذلك دون استخدام القوة الكافية للقتل.

فمن الواضح أنه يلعب بهم، وبالنظر إلى الطريقة التي لم يستخدم بها قوته الكاملة. فمن الواضح أن فارس الموت أراد الاستمتاع بالصراع اليأس لهؤلاء البشر.
لان فارس الموت لم يوجه ضربات قاتلة الا عندما حاول الفرسان الفرار.
وأول فارس ركض هو ريريك. لقد كان رجل لطيف لكنه كان سكير. قطعت أطرافه وتبعهم رأسه.
وبعد رؤية الجثتين، عرف الفرسان الآخرون النتيجة، لذا لم يجرؤوا على الفرار.
فهجماتهم غير فعالة، وسوف يقتلون إذا حاولوا الهرب.

لذا الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله هو انتظار دورهم ليتم تعذيبهم حتى الموت.
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لرؤية وجوههم تحت الخوذات الكاملة التي يرتدونها، فكل الحاضرين على دراية تامة بمصيرهم. ثم تحول صدى صيحات الرجال البالغين إلى صراخ أطفال في جميع أنحاء القرية. فهؤلاء الرجال لطالما اضطهدوا الضعفاء ولم يفكروا في أنهم في يوم من الأيام سيتلقون نفس المعاملة.
"يا الهي فلتنقذني..."
"يا إلهي..."

بعد سماع هذه الصرخات والتوسلات، تركت القوة ساقي لونديس وكاد يسقط على ركبتيه. لعن الآلهة بصوت عالي -أم كان يصلي لهم؟
"يا أنت، اذهب وأمسك ذلك الوحش!" صاح فارس يائس. فقد علم أن مصيره خسم. لذا بدت كلماته وكأنها مزحة.
والرجل الذي تحدث اليه يقف بجانب فارس الموت. والطريقة التي يتعثر بها على اطراف أصابعه للتراجع عن جثة رفيقه مضحكة للغاية.

عبس لونديس وهو ينظر إلى ذلك الرجل في حالته المثيرة للشفقة. فمن الصعب معرفة من قال هذه الكلمات لأن خوذهم المغلقة تغطي وجوههم وأصواتهم مشوهة بسبب الخوف. ومع ذلك علم أن رجلاً واحداً فقط سيتحدث بهذه الطريقة.
... الكابتن بيليوس.
تعمق عبوس لونديس.

فلتغلب على رغباته البذيئة، فقد حاول اغتصاب فتاة قروية ثم طلب المساعدة من الآخرين بعد أن دخل في شجار مع والدها. وبعد أن تم تحريره من قبضة الاب، أخمد غضبه بطعن الأب بسيفه. إنه ضعيف وحقير. ومع ذلك إن عائلته ثرية جداً في بلدهم، وقد انضم إلى هذه الوحدة بسبب ثروات عائلته.
وقد سارت الأمور على ما يرام لأنه أصبح قائدهم.

"انا لست شخص يجب أن يموت هنا! جميعكم، فلتسرعوا واحموني! فلتكونوا دروعي! "
لم يتحرك أحد. فربما تم تعيينه كقائد لهم، لكنه لم يكن يحظى بشعبية على الإطلاق. ولن يهدر أحد بحياته من أجل رجل مثله.
ومع ذلك رد فارس الموت على صراخه، واستدار ببطء لمواجهة بيليوس.
"آااااااااياااااااا-!"

والشيء الوحيد الجدير بالثناء عنه هو أنه يمكنه إحداث الكثير من الضوضاء أثناء وقوفه أمام فارس الموت.
تماماً كما بدأ لونديس يحترم هذه الميزة الغريبة لبيليوس، سمع الرجل يصرخ في رعب:
"المال، سأعطيك المال! مائتي قطعة ذهبية !! لا، خمسمائة قطعة ذهبية !!! "
هذه مبالغ كبيرة. ومع ذلك، في الوقت الحالي، بدا الأمر أشبه بإخبارهم أنه سيدفع لهم مقابل القفز من جرف يبلغ ارتفاعه 500 متر.
على الرغم من عدم رد أحد، إلا أن شخصاً واحداً -لا، تحرك نصف شخص كما لو يرد عليه.
"وبووووارررر..."
**مش واضح دا صراخ زومبي ولا هو بيصرخ : خنزيااااااارررررر

أمسك النصف الأيمن من الجثة المنقسمة بكاحلي بيليوس بقوة. الغرغرة الدموية من فمه
لذ تكاد تبدو ككلمات.
"-غياااااااه!!!!" صرخ بيليوس بصوت عالي بشكل غير طبيعي. وتم تجميد الفرسان والقرويين الذين كانوا يشاهدون بخوف، وجلدهم مغطى بقشعريرة الرعب.
زومبي مرافق.
في اغدراسيل، المخلوقات التي قتلها فارس الموت ستصبح خاضعة لقوة مماثلة، تطارد المكان الذي قتلت فيه. ووفقاً لقواعد اللعبة، فإن أولئك الملعونين الذين سقطوا بنصل فارس الموت سيصبحون عبيداً له إلى الأبد.

توقف بيليوس عن الصراخ، وسقط مثل دمية قطعة خيوطها، في مواجهة السماء (أي سقط على ظهره). فلا بد أنه قد أغمي عليه. ثم اقترب فارس الموت من الرجل الأعزل وطعن نصله المتموج.
ارتعش جسد "بيليوس"، و-
"غو-غواااااارغااااااه!"
صرخ بيليوس، الذي استيقظ من الألم الذي لا يصدق، "اوت، اوت انا !!!!! آه ارجوك آوه !!!!!! آه انا اترجاك!!!!!!!"

باستخدام كلتا يديه، أمسك بيليوس يائساً بالنصل الذي اخترق جسده بالفعل، لكن فارس الموت حطم صراعاته غير المجدية دون أي اهتمام وحرك نصله مثل المنشار. تمزق لحمه ودرعه بقسوة، وتطايرت دماء جديدة في كل مكان.
"-آآه - إيييه -آه سا المال ، اوت ، اوت انا..."
ارتجف جسد بيليوس، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة. وعندها فقط رضي فارس الموت، وابتعد عن جثة بيليوس.
"لا ...لا ...من فضلك، لا..."
"يا إلهي!"

انطلقت صرخاتهم بسبب المنظر المروع أمامهم. فإذا هربوا، سيموتون بسرعة، لكن إذا بقوا سيموتون بشكل مرعب. عرفوا هذا جيداً، لكنهم لم يستطيعوا التحرك.
"-سيطر نفسك!"
اخترق صراخ لونديس من خلال صرخاتهم. ليمتلئ العالم بالصمت، كان الوقت توقف.
"-فلتتراجعوا! وانفخوا البوق للفرسان والرماة ليأتوا إلى هنا! ليبذل الباقون قصارى جهدهم لشراء بعض الوقت لنافخ البوق! أفضل ألا أموت هكذا، وان لم تريدوا الموت ايضاً فتحركوا الآن!"
تحرك الجميع في لحظة.

ولم يعد هناك ما يشير إلى ذعرهم السابق. تحرك الجميع في انسجام صامت، كالشلال الهائج.
إن طاعتهم الآلية لأوامره دون تفكير خلقت معجزة. فليس هناك طريقة اخرى ستمكنهم من التحرك بطريقة صحيحة.
فعل كل فرسان ما من المفترض أن يفعلوه. وهوحماية الفارس الذي ينفخ البوق لاستدعاء الاخرين.
أحد الجنود الذين تراجعوا عدة خطوات إلى الوراء أنزل سيفه وسحب بوق من حقيبته.

" ووووووووووووووواهاااااااااااا!"
اندفع فارس الموت، كما لو انه رد فعل على إخراج البوق. وهذا صدم الجميع. فهل يمكن ان يكون لدى فارس الموت ما يكفي من الذكاء لاستهداف وسائل هروبهم حتى يتمكن من قتلهم حتى آخر رجل؟
اقترب فيضان الظلام أكثر فأكثر، وعلم الجميع أن التقدم لمحاولة إيقافه هو انتحار. ومع ذلك تقدم الفرسان لصد فارس الموت واحد تلو الآخر. ولقد تلاشى خوفهم بسبب وجود خوف أقوي واندفعوا إلى الأمام ليشتروا الوقت.
ومع كل مرة يتحرك درعه، سيكون هناك فارس يطير في الهواء.
ومع كل مرة يلوح بها نصله، سيقطع فارس لنصفين.

"بيزون! موريت! اقطعو رؤوس الذين سقطو! بسرعة قبل أن ينهضو كوحوش! "
ركض الفارسان على عجل نحو رفاقهم القتلى.
تأرجح الدرع وألقي بفارس في الهواء. وقطع جسده بنصله.
فقد أربعة رجال حياتهم في غمضة عين. وعلى الرغم من أن لونديس ظل يرتعد، إلا أنه استعد بسيفه لمواجهة العاصفة السوداء، مثل شهيد يستعد للتضحية بحياته من أجل إيمانه.

"أوه!"
ربما هي لفتة لا معنى لها، لكن لونديس لم ينوي انتظار الموت. فاطلق صرخة معركة وارجح سيفه بكل قوته في فارس الموت المقترب.
وربما ذلك بسبب خطر الموت، لكن عضلات لونديس كسرت حدودها وفاجاته. فربما هذه أفضل ضربة سددها لونديس في حياته.
وقام فارس الموت بأرجحت نصله أيضا.
ثم في لحظة، دار العالم أمام لونديس -
ورأى جثته مقطوعة الرأس تنهار على الأرض، وسيفه يتأرجح في الهواء.
عندها فقط، في تلك اللحظة، انطلق صوت البوق -

...

مومونغا -رفع آينز رأسه عندما وصله صوت البوق من اتجاه القرية. بينما المنطقة المحيطة به مغطاة بجثث الفرسان الذين كانوا يحرسون المنطقة. وظلت رائحة الدم معلقة في الهواء، لكن آينز لم يلتفت إليها أثناء قيامه بإجراء تجاربه. عندها فقط، وبخ نفسه لأنه أخطئ في فهم أولوياته.
رمى آينز السيف من يده. سقط السيف الذي كان في الأصل ملك لفارس على الأرض، وحافته اللامعة الحادة والشائكة ملطخة اللن بالتراب.

"حسناً، لقد قلتها من قبل، لكن تقليل الضرر المادي هذا شيء لا بأس به."
"آينز اول غون سما."
"...آينز سيفي بالغرض، يا ألبيدو."
تسبب طلب آينز في دوعته باختصار لاسمه في إرباك ألبيدو.
"كو، كوفو! هل حقاً مسموح لي أن أفعل ذلك؟ ألن يكون من غير المحترم تقصير اسم زعيم الواحد وأربعين كائن أسمى، خاصتاً انه أيضاً اسم حكام نازاريك!؟ "

لم يعتقد آينز أنه شئ كبير ومع ذلك فإن كلماتها تعني أنها تحترم اسم آينز اول غون، مما أسعد آينز. لذلك، تمت صياغة رده بنبرة لطيفة:
"لا باس يا البيدو. حتى وصول رفاقي السابقين، فهذا هو اسمي. أسمح لكي باختصاره."
"افهم ... لا، ولكن اسمح لي ان أخاطبك بالاحترام المناسب. إذن ... سيدي، أي اينز ساما ... كوكوكو ... نعم، هذا صحيح ... "

حنت البيدو جسدها بخجل.
ومع ذلك، نظراً لأنها ترتدي الدروع، فلم يستطع آينز رؤية وجهها الجميل. وبالنسبة له، وبدت له انها تتصرف بغرابة.
"هل من الممكن، هل من الممكن أني ... كوكوكوكو ... هل من الممكن أنى الشخص الوحيد المسموح له بمخاطبتك هكذا؟"
"لا. إن وجود شخص يخاطبني بهذا الاسم الطويل طوال الوقت سيكون أمر مزعج، لذلك أود أن أجعل الجميع يفعلون الشيء نفسه."
"...هل هذا صحيح ... اه، هذا صحيح. نعم، هذا ما اعتقدته"

تحول مزاج البيدو إلى الكابة فجاة. وبصوت مضطرب، سال اينز:
"... البيدو، ما رأيك في الاسم الذي اخترته؟"
"أعتقد أن هذا الاسم يناسبك جيدآ. إنه يناسب حبيبي -احم واحم -إنه يناسبك، بصفتك الشخص الذي وحد الكائنات اللأسمى."
"...إن القصد من هذا الاسم تمثيل الواحد والأربعين منا، وهذا يشمل صانعك، تابولا سماراغدينا سان. ومع ذلك فقد تجاهلت مشاعر سيدك والآخرين، واتخذت هذا الاسم لنفسي لمجرد نزوة. فما رأيك بماذا سيشعرون حيال فعلي؟"

"...على الرغم من أنني أخشى أن أغضبك ... فأتمني أن تسمح لي بالتحدث بحرية. وإذا ازعجتك كلماتي، فسأنتحر بكل سرور إذا أمرت بذلك. أشعر أن بعض الكائنات الأسمى التي تركنا قد تعترض على استخدام هذا الاسم من قبل الشخص الذي بقي معنا حتى الآن، يا مومونغا ساما. ومع ذلك فهم ليسوا هنا، لذلك إذا كنت ترغب في استخدام هذا الاسم، فكل ما أشعر به هو السعادة، يا مومونغا ساما."
ثم خفضت ألبيدو رأسها بعد أن أنهت حديثها، وظل آينز صامت.

دارت كلمة "تركتنا" في ذهنه مثل دوامة.
فلقد تركه رفاقه السابقين لأسبابهم الخاصة. فاغدراسيل مجرد لعبة، ولم يستطيعوا التخلي عن حياتهم الحقيقية من أجل لعبة. وقد شعر مومونغا بنفس الشعور أيضاً. ومع ذلك
هل يمكن القول حقاً إنه -الذي كان يركز على آينز اول غون وضريح نازاريك تحت الأرض -انه
لم يقمع غضبه أتجاه رفاقه السابقين؟
لقد تخلو عني.

"... قد يكون الأمر كذلك، لكنه قد لا يكون كذلك. إن العواطف البشرية مسألة معقدة، ولا توجد إجابة صحيحة. فلترفعي رأسك يا ألبيدو. أنا أفهم مشاعر. حسناً، لقد تقرر ... هذا سيكون اسمي. حتى يعترض رفاقي، سأكون آينز اول غون."
" مفهوم. فإن فكرة أن سيدنا الأعظم ... والرجل الذي أحبه أكثر من غيره. سيحمل هذا الاسم المجيد تملئني بالفرح."
الرجل الذي أحبه أكثر ..آه.

قرر آينز المضطرب عدم القلق بشأن هذا في الوقت الحالي.
"...هل هذا صحيح؟ انا سعيد لسماع ذلك."
"إذن، يا آينز سما، هل ترغب في قضاء بعض الوقت هنا؟ على الرغم من أنني سأكون
سعيدة بالوقوف إلى جانب آينز سما، إلا أنني ... حسناً، التنزه عبر الغابة سيكون جيداً أيضاً."

لا يستطع فعل ذلك. جاء آينز لإنقاذ هذه القرية.
ووالدين الذين طلبوا منه الأختين إنقاذهم ماتوا بالفعل.
بينما فكر في جثثهم، حك رأسه.
ذكره منظر أجسادهم بحشرة تموت على جانب الطريق. لم يكن هناك شفقة ولا حزن ولا غضب.
"حسناً، قد يكون التنزه جيد. فبعد كل شيء، لا يوجد شيء مهم للقيام به. ويبدو أن فارس الموت سعيد جداً بعمله."

"كما هو متوقع من كائن لاميت صنعه آينز ساما. إن تنفيذه الرائع لواجباته جدير بالثناء حقاً."
إن اللاميت الذي يصنعه سحر آينز ومهاراته سيكون أقوى من وحش عادية من نوعه بسبب مهارات فئة آينز. وبطبيعة الحال ينطبق الشيء نفسه على فارس الموت الذي صنعه للتو.
ومع ذلك، فهو مجرد وحش من المستوي ال 35، وليس شيئا مقارنة بالوحوش التي يتطلب صنعها الخبرة، مثل حكيم الأوفرلورد والحاصد الغاضب ثاناتوس لذا حقيقة أنه لا يزال يقاتل حتى الآن تعني أن الأعداء ضعفاء.
وبعبارة أخرى، لا يوجد هناك خطر.

أراد أن يقفز من الفرح عندما فكر في الأمر، لكن عليه أن يلعب دور الحاكم الموقر، لذلك قام آينز بقمع هذه الفكرة. لكنه شد قبضتيه بإحكام تحت رداءه.
"إن الأعداء الذين هاجموا القرية ضعفاء للغاية. اذأ دعينا نتفقد الناجين."
قبل أن ينطلق مومونغا، أدرك أن لديه بعض الأشياء ليفعلها أولا.
بادئ ذي بدء، قام بإلغاء تنشيط المؤثرات الخاصة لعصا آينز اول غون. فاختفت الهالة المرعبة التي كانت تغلفها مثل لهب شمعة في مهب الريح.

وبعد ذلك، سحب قناع الوجه الكامل من مخزونه. تم تزيينه بشكل مبهج، ومن الصعب وصف تعبيره، فهو ما بين البكاء والغضب. وبدا ك قناع بارونغ بالي.
بدا القناع مخيف، لكن لم يكن له قدرات خاصة. فهو عنصر تجميلي بسيط لا يحتوي على أي
أثر للبيانات.

وفقط أولئك الذين قاموا بتسجيل الدخول إلى اغدراسيل لأكثر من ساعتين، بين الساعة السابعة مساء والعاشرة مساء عشية عيد الميلاد، سيكون لديهم هذا القناع -لا، طالما أنهم
في اللعبة خلال تلك الفترة الزمنية، فسيحصلون عليه تلقائياً. ويمكن أن يطلق عليه عنصر ملعون.
عرف هذا القناع باسم قناع الغيرة.

فذات مرة، عندما ارتدى هذا القناع، غمرته الرسائل. "هل جن جنون الشركة؟ كنا ننتظر هذا. ولا أحد في نقاتنا يمتلكه، هل يمكنني قتله؟ لقد انتهيت من كوني إنسان ~ "وأشياء أخرى في لوحة رسائل كبيرة معينة.
ثم أخرج زوج من القفازات. وأظهر شكلها الخارجي الخشن حقيقة أنها صنعت بقسوة وليس لها خصائص خاصة.

وتسمى هذه القفازات بـ جورنغريبر، وهي عنصر مدرع صنعه أحد أعضاء آينز اول غون من أجل المتعة. فقدرتهم الوحيدة هي زيادة قوة مرتديها.
واستخدم هذه العناصر لإخفاء مظهره كهيكل عظمي.

فبطبيعة الحال، هناك سبب لهذا التمويه الطارئ. وذلك لأن آينز أدرك أنه ارتكب خطأ فادح.
اعتاد آينز على اغدراسيل، وكونه هيكل عظمي لم يكن شيئا غريبا. ومع ذلك بالنسبة لأهل هذا العالم، فإن ظهور آينز مرادف للرعب. وكل من الشقيقتين اللتين كادتا أن تفقدا حياتهما والفرسان المدرعين بالكامل كانوا خائفين منه.

لذا في الوقت الحالي سيستخدم هذه العناصر السحرية لتغيير مظهره من "الوحش المرعب" إلى "مظهر سحري مهدد". ولا بد أن يقلل هذا من مدى مظهره المرعب. ثم فكر في العصا. وفي النهاية، قرر الاحتفاظ بها معه. الى جانب هذا، لم تكن تلك مشكلة بالنسبة له.
"بدلاً من التوسل إلى إلهك للمساعدة، ما كان عليك أن تذبح هؤلاء الأشخاص في المقام الأول."
مع هذه الجملة التي لا يمكن أن تأتي بها سوى ملحد، نظر آينز بعيداً عن الجثة، التي أصابعها مطوية في إيماءة للصلاة، وألقى تعويذة.

" طيران "
طاف آينز قليلاً في السماء، وسرعان ما تبعته ألبيدو بعد ذلك بوقت قصير.
يا فارس الموت، لو تبقى أي فرسان على قيد الحياة، فاتركهم على قيد الحياة. فهم مفيدون لي"
أرسل فارس الموت قبوله لإرادة آينز مرة أخرى من خلال الرابط العقلي الذي شاركوه. كان من الصعب وضع أفكار فارس الموت في كلمات.

طار آينز نحو المكان الذي جاء منه صوت البوق بأسرع ما يمكن. هبت الريح على جسده، لأنه لم يطير بهذه السرعة من قبل في يغدراسي. واشعره الرداء الملصق على جسده بعدم الارتياح إلى حد ما، لكن ذلك مر بسرعة.
وسرعان ما وصل مكان فوق القرية، ونظر آينز إلى المناظر الطبيعية تحته.

ليكتشف آينز أن جزء من ساحة القرية مظلم كما لو أنه قد امتصت الماء. وهناك العديد من الجثث وعدد قليل من الفرسان المرتعدين، بالإضافة إلى فارس الموت.
أحصى آينز الفرسان الذين يلهثون، والمتعبين للغاية حتى لمجرد التحرك. وهناك أربعة منهم في المجموع. فعلى الرغم من وجود أكثر مما كان يتوقع، إلا أن القليل منهم لن يكون مشكلة.

"فارس الموت. سيكون هذا كل شيء في الوقت الحالي."
بدت كلماته تتعارض بشكل غريب مع البيئة المحيطة، كما لو انه يشتري شيء من المتجر. لكن بالنسبة لآينز، فهذا الوضع غير رسمي أكثر من الذهاب للتسوق.
ثم نزل ببطء على الأرض، برفقة البيدو.
حدق الفرسان في آينز بأفواه مرتعدة تتوسل. املين في النجاة، لكن ما جاء هو الرجل المسؤول عن كل شيء، ووصوله حطم آمالهم.

"تحياتي، أيها السادة. اسمي هو آينز اول غون."
ولم يجيب أحد.
"إذا رميت ذراعيك، فيمكنني أن أضمن لك حياتك. وبالطبع، فلو تفضل القتال - "
**رميت زراعيك = استسلمت

سقط سيف واحد على الأرض. تبعه بعد فترة وجيزة السيوف الأخرى حتى أصبح هناك أربع شفرات على الأرض.
ولم يتحدث أحد خلال كل هذا.
"تبدو متعبين جداً. وعلى الرغم من ذلك، ألا تعتقدون أن رؤوسكم مرفوعة جداً أمام سيد فارس الموت؟"

ركع الفرسان أمامه على الفور دون صوت واحد.
لم يبدو وكأنهم تابعين أمام سيدهم بقدر ما كانوا مدانين ينتظرون الإعدام.
"...سأسمح لكم بالمغادرة بحياتكم. في المقابل، اخبروا سيدكم -ملككم -بهذا."
آينز استخدم آثار طيران للتحرك بسرعة امام واحد من فرسان، ثم أزاح خوذته مع اليد التي لم يمسك بها عصا ايلز اول غون. لاحظ عيون الرجل المنهكة، والتقت نظراتهم من خلال القناع.
"لا تثير المتاعب هنا. فإذا احدثت مشكلة هنا، ساقتلك مع بلادك باكملها."

اوما الفارس المرتعش باقصى ما يستطيع. وبدت إيماءاته مضحكة للغاية.
"فلتغرب عن وجهي. وتاكد من نقل هذا إلى سيدك."
هز ذقنه، وهرب الفرسان مثل الأرانب.
"... اه، إن هذا العمل مرهق " تذمر مومونغا بهدوء وهو يشاهد الفرسان وهم يهربون.
إذا لم يكن هناك قرويون حوله، فربما يكون قد بسط كتفيه. على الرغم من أنه يفعل نفس الشيء في ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض، إلا أن لعب دور الحاكم مرهق للغاية بالنسبة لموظف براتب متوسط مثل آينز. ومع ذلك إلى أن أتسدل الستائر عليه أن يرتدي قناع شخص آخر.
قاوم ايئز الرغبة في التنهد وسار نحو القرويين. وتبعته البيدو من ورائه، وكل خطوة مصحوبة بقرقعة المعدن.

"امسح عبيدك الزومبي ." أمر آينز فارس الموت.
مع اقتراب آينز منهم، تمكن من رؤية الارتباك وعدم الارتياح على وجوه القرويين بشكل أكثر وضوح.
فليس الأمر أنهم ليسوا سعداء بإنقاذهم من الفرسان، بل انهم خائفين من الشخص الذي امامهم.
أدرك آينز هذا أخيراً. فهو أقوى أكثر بكثير من هؤلاء الفرسان، لذلك لم يأخذ هذا الموقف من وجهة نظر شخص ضعيف.
لذا قرر أن يفكر في هذا، وفكر فيه بهدوء.

فإذا اقترب منهم كثيراً، فستكون النتيجة عكس ما يأمل فيه. لذلك، قرر آينز التوقف على مسافة منهم، وتحدث بلطف.
"لقد تم انقاذكم. لذا استرخوا."

"انت، انت ..."
حاول احد القرويين الحديث، ولكن حتى في منتصف حديثه إلى اينز، لم تبتعد عينيه عن فارس الموت أبدا.
"رأيت شخصاً يهاجم هذه القرية، لذلك جئت إلى هنا للمساعدة".
"اوهه..."

مع انتشار الضوضاء، ظهرت مظاهر الارتياح على وجوه القرويين. ومع ذلك، لم يصبحوا مرتاحين تماماً.
يا له من الم. هل يجب ان اجرب طريقة مختلفة؟
قرر آينز التعامل مع هذا بطريقة لم تعجبه كثيرا.

"... ومع ذلك، لم يكن هذا مجاناً. فأتوقع مكافأة تتناسب مع عدد القرويين الذين أنقذتهم."
نظر القرويون إلى بعضهم البعض. فقد بدا انهم قلقين بشان المال. ومع ذلك، تلاشت نظراتهم المشكوك فيها. فهذا الطلب الفاسد "المال مقابل الانقاذ" قد خفف شكوكهم إلى حد ما.

"مع القرية في وضعها الحالي..."
رفع آينز يده لإسكات الرجل.
"سنناقش ذلك لاحقاً. لقد أنقذت زوج من الأخوات قبل مجيئي إلى هنا. سأذهب لإحضارهم الآن. هل يمكنك الانتظار هنا من أجلي؟ "

كان عليه أن يتأكد من أن هاتين الأختين لن يتحدثا ويكشفنا عن هويته الحقيقية.
ودون انتظار ردهم، انطلق آينز ببطئ. وفي الوقت نفسه، فكر في استخدام السحر لتغيير ذكرياتهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي