الفصل 1 الجزء الرابع النهاية و البداية

"ما الخطب، يا مومونغا ساما؟"
ظلت ألبيدو تسأله. ولم يعرف مومونغا كيف يرد. فكما هو الحال، هناك الكثير من الأشياء التي لم يفهمها ، لذا فقد تجمدت عمليات تفكيره.
“عذرا.“
ولم يستطع مومونغا سوى التحديق بغباء في البيدو، التي تقف بجانبه.

"هل انت بخير؟"
اقترب وجه ألبيدو الجميل من مومونغا وهي تدرسه. لتدخل رائحة خافته إلى أنفه. بدت أن الرائحة تعيد قدرة مومونغا على التفكير، وعاد عقله، الذي حتى الآن لايزال خارج النطاق إلى طبيعته ببطء.
"لا... لا شيء خطأ... لا، لا شيء."

لم يكن مومونغا من النوع الذي اعتاد التحدث بأدب مع الدمى. لكن ... سماع أسئلة ألبيدو جعله بشكل غريزي يرغب في الرد بتهذيب. فحركاتها وأنماط حديثها وكيانها كله يشع بإنسانية لا يمكن إنكارها.
ومومونغا لا يزال يشعر بأن شيئاً ما خاطئ تماماً فيه والبيدو، لكن ليس لديه أي طريقة لفهم ماهية المشكلة بالضبط. لذا كل ما يمكنه فعله في هذه الحالة الجاهلة هو قمع خوفه وصدمته ومشاعره الأخرى الغير ضرورية. ومع ذلك، فإن مومونغا شخص عادي، ولم يكن بإمكانه فعل ذلك.

لذا بينما اوشك مومونغا على الصراخ، فإذا بأحد كلمات أعضاء نقابته تظهر في عقله:
إن الذعر هو بذرة الهزيمة، لذا يجب أن تحافظ على هدوئك وتفكر بشكل منطقي. ابق هادئ، وانظر إلى ما هو أبعد من محيطك، ولا تضيع مجهودك في التفاصيل غير الضرورية، يا مومونغا سان.
وبينما يتذكر هذه الكلمات، استعاد مومونغا ببطء هدوئه.
شكر مومونغا بصمت بونيتوموي،" تشوغ ليانغ" نقابة آينز اول غون.
**تشوغ ليانغ هو واحد من عباقرة السياسة وواحد من اشهر الاستراتيجيين في فترة الممالك الثلاثة..ولحد دلوقت اسم عائلتو بيمثل الذكاء.

"هل هناك شيء مهم؟"
إنها قريبة منه الآن. ألبيدو قريبة جداً لدرجة أنه استطاع أن يشعر بأنفاسها اللطيفة. وجهها الجميل يتحرك بطريقة رائعة وهي تسأل سؤالها. لذا مومونغا، الذي هدئ نفسه بعد بذل الكثير من الجهد، لايزال معرض لخطر الذعر مرة أخرى من وجهها القريب.

"يبدو ان وظيفة [اتصال ال GM] لا تعمل."
لم يستطع مومونغا، المذهول بعيون البيدو الشفافة، إلا ان يشك في الNPC.
ففي حياة مومونغا الماضية، لم يتلقى اهتمام رومانسي من الجنس الآخر، ناهيك عن الاهتمام الجنسي. وعلى الرغم من أنه يعلم أنها مجرد NPC، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتأثر بتعبيراتها وحركاتها الواقعية.

ومع ذلك، عندما تحركت عواطفه في قلبه، تم إخمادها، وعاد إلى طبيعته.
وقد شعر مومونغا بعدم الارتياح لقلة المشاعر القوية داخله، وتساءل عما إذا هذا مرتبط بكلمات رفيقه التي تذكرها.
ولكن هل هذا هو السبب حقا؟
هز مومونغا رأسه. الآن لم يكن الوقت المناسب للتفكير في هذه الأشياء.

"... أرجوك سامحني لعدم قدرتي على الإجابة على أسئلة الاوفرلورد حول هذا" [اتصعال الـ GM]. " أعتذر عن عدم تلبية توقعاتك. فلا شيء يرضيني أكثر من فرصة للتعويض عن خطئي السابق. لذا من فضلك، أوصني بما تراه مناسب".
...الاثنان يتحدثان. وليس هناك شك في هذا.
إن معرفة هذه الحقيقة صدمت مومونغا بشدة لدرجة انه لم يستطع التحدث.
مستحيل. ينبغي ان يكون هذا مستحيلا.

فأقرب شيء يمكن للـNPC ان تفعله في محادثة هو الاستجابات المصممة في معالجها بطريقة معينة. وهناك بيانات صوتية للصياح والهتاف للاعبين، ولكن في الواقع. السماح لـNPC بالمشاركة في محادثة مهمة مستحيلة. حتى سيباس يمكنه قبول الاوامر البسيطة.
فلماذا حدث مثل هذا الحدث الذي يفترض بانه "مستحيل"؟ هل هذه الظاهرة محصورة في البيدو؟
رفض مومونغا ألبيدو بتلويحة من يده، وظهرت خيبة الأمل على وجهها وهي تتراجع. ثم حول مومونغا عينيه عن جسدها إلى الخادم الشخصي والخادمات الست، ورؤوسهن ما زالت منخفضة.

"سيباس! الخادمات! "
"نعم!"
خرجت أصواتهم كواحد، ثم رفع الخادم الشخصي والخادمات رؤوسهم.
"فلتقتربوا من العرش."
استجابو كواحد، ثم وقفو على أقدامهم. وبعد ذلك، سارو بفخر إلى مقدمة العرش قبل أن يسقطوا على ركبة واحدة وينزلوا رؤوسهم مرة أخرى.

لقد تعلم مومونغا شيئين من هذا.
الأول هو أنه لم يكن بحاجة إلى إدخال أوامرخاصة على لوحة المفاتيح؛ فستفهم الـNPC نواياه وتنفذ أوامره.
والثاني هو أن ألبيدو لم تكن الوحيد التي تستطيع الكلام.
بل على أقل تقدير، جميع الNPC في هذه الغرفة تظهر سلوك شاذ.

وعندما فكر مومونغا في هذا الأمر، شعر فجأة أن هناك شيء خاطئ للغاية في نفسه وألبيدو. ومن أجل اكنشاف ماهية هذا الشيء بالضبط، أعطي البيدو نظرة ثاقبة.
"هل هناك شيء خاطئ؟ هل أخطأت ...؟ "
عندما أدرك أخيراً ما هي المشكلة، لم يصرخ ولم يصمت، لكنه ببساطة تنهد بشكل غير محسوس.
هذا الاتساع غير المتوقع لتعبيرات الوجه. سبب تحرك فمها ولماذا يمكنها الكلام-
"...ايمكن!"

وضع مومونغا يده بسرعة على فكه السفلي وتحدث.
-بمقدور فمه التحرك.
من مفترض أن يكون هذا مستحيل، فوفقاً لما يعرفه عن DMMO-RPG. لن يتحرك فم الشخصية مع كلماتهم.
فالفرضية الأساسية هي أن المظاهر الخارجية ثابتة. وبسبب ذلك من المستحيل تصميم تعابير الوجه.
وبالإضافة إلى ذلك، فوجه مومونغا جمجمة بلا لسان أو حلق. وبالنظر إلى يديه، فهما نفس  يديه اللتان اعتاد عليهم. وبإمكانه أيضاً أن يرى أنه ليس لديه رئتان أو أي أعضاء داخلية أخرى.
اذاً كيف كان يتكلم؟

"مستحيل..."

استطاع مومونغا أن يشعر بأن فهمه الاساسي للعالم يتبخر بعيداً، ليحل محله القلق المتزايد باستمرار. قمع رغبته في الصراخ، وكما توقع، تم القضاء على عواطفه المتصاعدة فجأة.
ألقى مومونغا قبضته بقوة على العرش، لكن كما توقع، لم تظهر أي قيم للضرر.

"... ماذا على أن أفعل ... هل هناك أي شيء يمكنني القيام به؟"
لم يعرف أي شيء عما يحدث. ولن يساعده أحد حتى لو غضب.
اذاً. لا بد أن تكون أولويته الأولى - البحث عن أدلة.

"سيباس."
رأى تعبيرا جادا وصادقا على وجه سيباس. وبدا وكأنه شخص حقيقي.
لن تكون هناك مشكلة في اعطائه الاوامر أليس كذلك؟ على الرغم من أنه لم يكن لديه فكرة عما سيحدث، إلا أن بإمكانه افتراض أن جميع الـNPC في الضريح هم مخلصين له، أليس كذلك؟ لكن مع ما يعرفه، قد لا يكون الأشخاص الذين أمامه هم الـNPC التي صنعها مع رفاقه.

ظهرت أسئلة عديدة في عقله، طافية في بحر من القلق، لكن مومونغا وضع كل هذه المشاعر جانباً. ففي النهاية، إن الخيار الوحيد الذي لديه للاستطلاع هو سيباس. نظر لفترة وجيزة إلى ألبيدو، ولكن بعد ذلك قام مومونغا بتثبيت نفسه وقرر أن يأمر سيباس.
ظهرت في ذهنه الصورة الذهنية لرئيس قسم يعطي الأوامر لمرؤوسيه. فاتخذ مومونغا موقف متفوق لقائد وتحدث:

"فلتخرج من الضريح واستكشف المنطقة المحيطة. إذا واجهت مخلوقات ذكية، فتفاعل معها بسلام وادعها إلى الضريح. وحاول استيعاب الطرف الآخر قدر الإمكان أثناء المفاوضات. لا تبتعد عن المعبد لأكثر من كيلومتر واحد وتجنب القتال غير الضروري."
"مفهوم، يا مومونغا-ساما. سأفعل ذلك على الفور."

في يغدراسيل، الـNPC المصممة لحماية قاعدة النقابة لا يمكنهم تركها تحت أي ظرف من الظروف. ومع ذلك، بدا أن هذا التقييد الصارم قد تم إلغائه.
لا، يمكنه فقط التأكد من ذلك بمجرد عودة سيباس.

"اختر أحد الثريا لمرافقتك. إذا بدأت المعركة، انسحب على الفور وأخبرني بكل ما عرفته."
وهذه ببساطة الخطوة الأولى.

أفلت مومونغا عصا آينز اول غون.
العصا لم تسقط على الأرض، بل طفت في الهواء كما لو أن شخصا ما لا يزال يمسكها. وهذا تحدي تام للفيزياء، لكنه مشهد مألوف في اللعبة. فهناك عدد غير قليل من العناصر في يغدراسيل والتي ستستمر في الطفو في الهواء عندما تفلتها.
بدت هالة الأرواح المعذبة وكأنها تتشبث بيد مومونغا وهو يترك العصا، لكن مومونغا لم يهتم بذلك. لقد اعتاد منذ فترة طويلة على هذا المشهد ... أم لا. معتقداً أن السلطة الأعلى قد دمجت بالفعل، فقام مومونغا بتحريك أصابعه وألغى تنشيط الهالة.
طوى مومونغا ذراعيه.
والخطوة التالية ستكون-

"يجب أن أتصل بشركة الألعاب."
ستعرف شركة الألعاب الكثير عن الوضع الحالي ل مومونغا.
اما المشكلة في الواقع هي الاتصال بهم. عادة ما يؤدي استخدام الأمر "صرخة" أو مكالمة الGM ببساطة إلى اتصاله فورياً بالشركة، ولكن إذا لم تنجح هذه الأساليب أيضاً ...

" لرسالة ؟"
فهذه تعويذة تستخدم للتواصل في اللعبة.
في العادة، إن استخدامها يقتصر على أماكن وظروف معينة، ولكن ربما يكون قادر على الاستفادة من التعويذة في الوضع الحالي. والمشكلة أن هذه التعويذة مصممة في الأصل للتواصل مع لاعبين آخرين، لذلك قد لا تتمكن من الوصول إلى GM.
وفي هذا الموقف الاستثنائي، لم يكن هناك ما يضمن أن التعويذة ستنجح أيضاً.

"...ومع ذلك..."
فعليه أن يجربها.
بما أن مومونغا في المستوى مائة. فإذا لم يستطع إلقاء التعاويذ، فإن قدرته على الحركة وقدرته على جمع المعلومات، وبالطبع قوته القتالية ستنهار بشكل كبير. في ظل هذه الظروف المجهولة، كان عليه أن يتحقق من قدرته على استخدام السحر وبسرعة.
الآن أين يمكنني أن أذهب لاختبار سحري ... بينما كان مومونغا يفكر في هذا السؤال، نظر ببطء حول غرفة العرش ثم هز رأسه.

على الرغم من أنها كانت حالة طارئة، إلا أنه لم يكن لديه رغبة في إجراء تجارب سحرية في غرفة العرش الصامتة والمقدسة تقريباً. لقد فكر في مواقع مناسبة للاختبارات السحرية، ثم خطر بباله مكان جيد.
وهناك شيء آخر يريد تأكيده، بالإضافة إلى قدراته الخاصة.
أراد أن يتأكد من سلطته. فعليه أن يعرف ما إذا كانت صلاحياته وامتيازاته بصفته زعيم نقابة آينز اول غون ما زالت موجودة.

حتى الآن، كانت جميع الNPC التي قابلها مخلصة له. ومع ذلك، في ضريح نازاريك العظيم تحت الأرض، يوجد العديد من الNPC بمستويات مساوية لمستواه. لذا عليه أن يتأكد من أنهم ما زالوا مخلصين.
ومع ذلك-
نظر مومونغا إلى سيباس والخادمات المنحنين، ثم نظر إلى البيدو بجانبه.
ظلت البيدو تبتسم. وابتسامتها جميلة ، لكن يبدو أنها تخفي شيء آخر ورائها. وبينما كان يتساءل عما يمكن أن يكون هذا "الشيء الآخر"، تسلل القلق الي قلب مومونغا.

الNPC مخلصة له، لكن هل سيبقون على هذا الحال؟ فلو سيحدث في العالم الحقيقي، فلن يظل المرؤوسين مخلصين للرؤساء الفاسدين. هل الNPC سيفعلون نفس الشيء أيضاً؟ أم أنه بمجرد برمجتهم ليكونوا مخلصين، سيبقون مخلصين إلى الأبد؟
إذا تزعزع ولائهم له فكيف يستعيده؟
المكافآت؟ فهناك ثروة هائلة في الخزنة. وعلى الرغم من أنه يؤلمه أن ينفق الكنوز التي تركها رفاقه السابقين، إلا أنهم ربما سيتفهمون الامر لو هذا من أجل آينز اول غون. لذا سيكون السؤال التالي ما هو مقدار المكافأة التي يجب أن يقدمها.

بالإضافة إلى ذلك، هل يتفوق على الآخرين بحكم كونه أعلى رتبة؟ لكن ما هي المعايير التي يمكنه استخدامها لتحديد تفوقه؟ لم يكن واضح بعد. ولديه شعور بأنه طالما استمر في الحفاظ على هذه الزنزانة، فسوف يفهم هذه الأشياء في النهاية.
او هل يعني ذلك -

"-قوة؟"
فتح يده اليسرى وقبض على عصا آينز اول غون التي طافت الي قبضته.

"قوة ساحقة؟"
تألقت الجواهر السبعة الموضوعة في العصا بشكل مشرق، كما لو أنها تتوسل سيدها لاستخدام قوتهم الهائلة.

"...إنسى الأمر، سآخذ وقتي للتفكير في ذلك لاحقاً."
أفلت مومونغا العصا التي يمسكها، وسقطت العصا المتذبذبة على الأرض كما لو أنها غاضبة منه.

على أي حال، طالما أنه يتصرف كزعيم، فمن المحتمل ألا يرفعوا أيديهم ضده على الفور.
سواء بين الحيوانات أو البشر، فمن المحتمل ألا يهاجم الأعداء إذا لم تكشف الفريسة عن أي نقاط ضعىف.

أعلن مومونغا بصوت قوي:
" الثريا. بخلاف الخادمة المختارة لمرافقة سيباس، سيتوجه الباقون إلى الطابق التأسع لصد أي غزاة من الطابق الثامن."
"فهمت، مومونغا ساما."
قبلت الخادمات وراء سيباس أوامره باحترام.

"ابدأو على الفور."
"مفهوم يا سيدي!"
ومرة أخرى دقت جوقة الأصوات. وانحنى سيباس والخادمات مرة أخرى لسيدهم الذي جلس على العرش، ثم وقفو وغادرو في نفس الوقت.
فتحت الأبواب العملاقة، ثم أغلقت مرة أخرى.
واختفى سيباس والخادمات وراء الأبواب.
ومن الجيد انهم لم يردوا ب "لا" او ما شابه.

بدا أن ثقل كبير زفع عن صدر مومونغا، وفي الوقت نفسه نظر إلى الشخص الذي بقي بجانبه. وهذا الشخص هي ألبيدو، التي كانت تقف منتظرة اوامره.
ابتسمت وسالته، " إذن، يا مومونغا-ساما، ماذا ستفعل بعد ذلك؟"
"آه، آه ... حسناً."

قام مومونغا من على العرش لاستعادة عصاه، وعندما فعل ذلك، قال:
"تعالي لي."
"حاضر."

اقتربت البيدو المبتسمة. وعلى الرغم من ان مومونغا كان حذر من العصا السوداء والكرة التي تطفو في نهايتها، إلا أن هذا الحذر مر في لحظة، وقرر تجاهل وجودها مؤقتاً. تماماً كما انتهى مومونغا من التفكير في ذلك، كانت ألبيدو قريبة بدرجة كافية بحيث يمكنه احتضانها إذا أراد.
رائحتها لطيفة - انتظر ، ما الذي أفكر فيه.
طرح مومونغا الأفكار التي ظهرت بداخله أخرى. الآن لم يكن وقت الهراء.
مد يده ليلمس ألبيدو.

"...مف."
"همم؟"
ومض تعبير مؤلم على وجه ألبيدو. سحب مومونغا يده بعيداً، كما لو كان قد أصيب بصدمة كهربائية.
ما هذا؟ هل ازعجتها؟
العديد من الذكريات السيئة كانت تدور في ذهنه - مثل تعرضه لصدمة من التغير في سوق الاسهم - ولكن في النهاية وجد مومونغا إجابته.

فاوفرلورد هم من بين المستويات الأعلى لليتش العظيم، ومن بين القدرات التي امتلكها الليتش العظيم هي القدرة على إلحاق ضرر طاقة سلبي بأي شيء يلمسه. فهل هذا هو السبب؟
حتى لو هذا هو السبب حقاً، فلا يزال لديه بعض الأسئلة ليطرحها.
في يغدراسيل، سيتم التعرف على الوحوش والNPC التي ظهرت في ضريح نازاريك
العظيم تحت الأرض على أنها تنتمي إلى نقابة آينز اول غون. نظراً لأن كل عضو في النقابة تم تمييزه أيضاً على أنه ينتمي إلى آينز اول غون، فلا ينبغي أن تكون هناك مشاكل حتى لو هاجموا بعضهم البعض.
هل يمكن أنها لم تعد تنتمي إلى نقابتنا؟ أو هل تم تمكين النيران الصديقة؟
**النيران الصديقة: اي مهاجمة الحلفاء

الاحتمال الأخير هو الاقرب لما يحدث.
مع وضع هذا الاستنتاج في الاعتبار، اعتذر مومونغا لألبيدو.
"سامحيني. لقد نسيت إلغاء تنشيط مهارة الطاقة السلبية."
"أرجوك لا تهتم، يا مومونغا-ساما. هذا الضرر بالكاد يحسب على أنه ضرر. وطالما أنت، يا مومونغا-ساما ، فسأتحمل بكل سرور أي نوع من - كيا!"

"اه ... مم. هل ... هذا صحيح ... لا، لا، لا يزال يتعين علي الاعتذار. "
فوجئ مومونغا بصيحة ألبيدو الرائعة والطريقة التي غطت بها وجهها بخجل، وانتهى الأمر بالرد بطرقة سخيفة.
لذلك كان الامر بسبب لمسة الطاقة السلبية.
أبعد مومونغا عينيه عن البيدو، التي كانت تتحدث عن أن هذا لا شيء مقارنة بالم فقدان عذريتها، وبدأ يفكر في كيفية إلغاء تنشيط المهارة التي تعمل دائم مؤقتاً - ثم عرف فجأة كيف يفعل ذلك .
فبالنسبة لمومونغا، الذي يتمتع بقوة أوفرلورد، إن الأمر بسيط وطبيعي مثل التنفس.

لم يستطع إلا أن يضحك من الموقف الغريب الذي وجد نفسه فيه. بعد كل الصدمات والمفاجآت التي تلقاها حتى الآن، لم يستحق هذا الصدمة، فالمخيف حقاً هو مدى تكيفه بشكل مع حالته.
"سوف ألمسك."
"اه." بعد إلغاء تنشيط المهارة، لمس يد البيدو. أفكار مثل يدها نحيفة للغاية، وجلدها شديد البياض، وهكذا كانت تنطلق في رأسه، لكنه ألقي جانباً هذه الرغبات الذكورية وركز على شيء واحد -النبض في معصمها.
-هناك نبض.
وهو إيقاع ثابت، لوب دوب، لوب دوب. انها كائن حي، لذلك الأمر طبيعي.
نعم، حية.

أطلق مومونغا يدها ونظر إلى ذراعيه. كل ما رآه هو مساحة من العظام البيضاء المصقولة بدون اي جلد أو لحم. لأنه ليس لديه أوعية دموية ، لذا لم يستطع الشعور بنبضات قلبه. في الواقع، إن الأوفرلورد من اللاموتى، كائن تجاوز الفناء نفسه، لذلك من الواضح أنه لن يكون له دقات قلب.
ثم حول نظره إلى ألبيدو.
رأى مومونغا نفسه في عيون ألبيدو الذهبية الرطبة. كانا خديها ورديين ، ربما لأن حرارة جسدها كانت ترتفع بسرعة . فاجأته التغييرات في جسدها.

"...ما هذا؟"
أليست NPC؟ أليست هي بيانات إلكترونية خالصة؟ لماذا اشعر بأنها شخص حقيقي؟ أي نوع من الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل ذلك؟ الأهم من ذلك، لماذا تبدو يغدراسيل وكأنها العالم الحقيقي ...

مستحيل.
هز مومونغا رأسه في إنكار. من المستحيل أن يحدث مثل هذا السيناريو الرائع. ولكن بمجرد أن تجذرت هذه الفكرة، لم يعد من السهل القضاء عليها. لم يكن مومونغا متأكد مما سيفعله بعد رؤية تغيرات ألبيدو.
الخطوة التالية ... نعم، الخطوة الأخيرة. إذا تمكن من تأكيد ذلك، فسيتم إثبات صحة كل تنبؤاته. هل كانت هذه الحياة الحقيقية أم مجرد خيال؟
كان عليه أن يفعل هذا.

"البيدو ... هل لي أن ألمس صدرك؟"
بدا أن الهواء بينهم تجمد.
اتسعت عينا البيدو.
اجتاحت موجة من الاكتئاب مومونغا وهو يفكر في كلماته.
"يجب أن أفعل هذا"، ما الذي كان يفكر فيه بحق الجحيم، وهو يقول ذلك لامرأة؟ أراد ان يصرخ "حقير!" بأعلى صوته. في الواقع، إن استخدام تفوقه لارتكاب جريمة كالتحرش الجنسي هو الشيء الأكثر حقارة الذي يمكن تخيله.
ولكن ليس لديه خيار آخر. في الواقع، عليه أن يفعل هذا.
عندما أقنع مومونغا نفسه بكل قوته، عاد له هدوئه تدريجياً. واستمر في التصرف كاوفرلورد:
"هذا ... يجب ان يكون جيد، اليس كذلك؟"

لم يكن جيد باي شكل من الأشكال، على الإطلاق.
وعلى عكس طلب مومونغا المرتبك، بدا ان البيدو تفيض بالفرح. أعطته ابتسامة متالقة.
"لكن... بالطبع، يا مومونغا-ساما. من فضلك ساعد نفسك بنفسك."
قامت ألبيدو بتقويم نفسها، حيث قدمت قممها التوأم الوافرة امام مومونغا. إذا كان لديه لعاب، لكان قد ابتلعه عدة مرات الآن.
انتفاخ صدرها من خلال ثوبها. والآن، كان سيلمسهم.

على الجانب الآخر من التوتر والعصبية غير الطبيعية، كان جزء هادئ من دماغ مومونغا يراقب أفعاله. لاحظ كم كان أحمق، وتساءل لماذا فكر في هذا، ولماذا يستمر في فعله.
ألقى نظرة خاطفة على ألبيدو، ليجد أن عينيها كانتا تلمعان، وتهز صدرها كأنها تقول أسرع والمسني.
لم يعرف ما إذا كان ذلك بسبب الإثارة أو الإحراج، قام مومونغا بتثبيت يديه بقوة الإرادة المطلقة، و بقوة اتت من تصميمه، مد يده.

كان أول شيء شعر به مومونغا شيئ قاسي تحت الفستان، يليه إحساس بالنعومة.
"فوااااه.هااااا..."
وبينما كانت ألبيدو تتأوه بشدة، أكمل مومونغا تجربة أخرى.

إذا كان دماغه طبيعياً، فهناك تفسيران محتملان لوضعه الحالي.
الأول هو أن هذه كانت DMMP-RPG جديدة. كان هذا يعني أنه في اللحظة التي أغلقت فيها يغدراسيل، بدأت لعبة جديدة، "يغدراسيل II" على الفور.
ومع ذلك، في ضوء هذه التجربة، كان احتمال حدوث ذلك ضئيل للغاية.
وهذا لأن إجراءات 18-R كانت ممنوعة تماماً في هذه الألعاب. ومن يعلم، ربما حتى إجراءات
15-R قد يتم حظرها أيضاً. فسيتم إدراج المخالفين علناً على الموقع الرسمي للعبة، وسيتم حذف حساباتهم، أو ما هو أسوء.
بمجرد نشر سجلات هذه الافعال 18-R علناً، قد تتم معاقبتهم لإلحاقهم الضرر بالثقافة الأخلاقية وبالتالي انتهاك قانون الحفاظ على النظام الاجتماعي. لذا على هذا النحو، فإن معظم الناس يعتبرون هذه الأفعال محظورة.

فإذا كانوا لا يزالون في عالم الألعاب، فالشركة ستحظر اللاعبين من القيام بمثل هذه الأشياء. إذا كان الGM وشركة الألعاب يراقبون، لكانوا قد منعوا مومونغا من القيام بأعمال حقيرة كهذه. ومع ذلك، لم يكن هناك أي مؤشر على أي مقاومة أو معارضة.
بالإضافة إلى ذلك، كان أحد الأحكام الأساسية المتعلقة ب DMMP-RPG هو أن إجبار اللاعب على المشاركة في لعبة بدون إذن يمكن أن يعامل كشكل من أشكال الاختطاف الإلكتروني.
على هذا النحو، كان إجبار الاعب على اختبار لعبة بهذه الطريقة جريمة تخضع للمقاضاة، خاصتاً إذا لم تكن هناك طريقة لإجبار اللاعب على ترك اللعبة. لن يكون من غير المتوقع أن تطبق الشركة عقوبات بالغرامة أو حتى السجن مقابل هذا الفعل. فإذا نشأ موقف لم يتمكن فيه اللاعب من تسجيل الخروج من اللعبة، فيمكن تخزين ما يصل إلى أسبوع من نشاط اللعبة في سجل المفوض، مما يجعل من السهل مقاضاة الشركة بسبب انتهاكاتها للقانون.

لذلك، إذا لم يحضر مومونغا للعمل لمدة أسبوع، لكان شخص ما سيجد الأمر غريب ويأتي إلى منزله للاطمئنان عليه. ثم كل ما تحتاجه الشرطة هو الوصول إلى السجلات باستخدام وحدة تحكم متخصصة وسيتم حل المشكلة.
اي شركة قد تتعرض نفسها لخطر الاعتقال أو ما هو أسوء كارتكاب جريمة مؤسسية كهذه؟ بالطبع، يمكنهم محاولة تعكير المياه بالقول "كان هذا اختبار تجريبي مغلق ل يغدراسيل اا"، أو "كانت هناك برامج تابعة لجهات خارجية مستخدمة هنا." ولكن في الحقيقة، لن يكون لهذه المخاطرة أي فائدة على الإطلاق لشركة اللعبة.

ولما الأمر كذلك، فإن الإجابة الوحيدة لظروفه الحالية ستكون أن هناك طرف ثالث كان يفعل شيء ما هنا، ولا علاقة له بشركة اللعبة. إذا كان الأمر كذلك، فسيحتاج إلى التخلص من جميع نظرياته السابقة والتفكير في اتجاهات أخرى، وإلا فلن يجد الجواب أبدا.
كانت المشكلة أنه لم يكن لديه فكرة من أين يبدأ. وكان هناك احتمال آخر ...
... احتمال أن العالم الافتراضي اصبح حقيقة واقعة.

مستحيل.
رفض مومونغا هذه الفكرة على الفور. كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء الأحمق وغير المنطقي؟
ولكن على الجانب الآخر، كلما فكر في الأمر، شعر بقوة أنه كان الجواب الصحيح.
وبعد ذلك -تذكر مومونغا رائحة ألبيدو.
وفقاً للتشريعات البرمجية الخاصة بألعاب الواقع الافتراضي، لم يسمح لمثل هذه الألعاب بتوفير بيانات حسية عن حاسة الشم والذوق. على الرغم من أن يغدراسيل كانت تحتوي على مواد غذائية ومشروبات ، إلا أن استهلاكها فقط لتغيير القيمة في نظام اللعبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن حاسة اللمس محدودة للغاية، من أجل منع اختلاطها مع العالم الحقيقي. وضعت هذه القيود لتتأكد من ان أنظمة الواقع الافتراضي لن تكون مفيدة جداً لصناعة المضاجعة.

ومع ذلك، كل تلك القيود لم تعد موجودة الآن.
لقد صدمت هذه الحقائق مومونغا. أسئلة لا حصر لها مثل، "ماذا عن عمل الغد؟ ماذا
سيحدث إذا استمر هذا؟ " ومضت في ذهنه، لكنه بعد ذلك ألقى بهم جميعاً في مؤخرة عقله.
"...إذا كان هذا العالم الافتراضي مجرد محاكاة للعالم الحقيقي ... فيجب أن تكون كمية البيانات المستخدمة لا يمكن تصورها."
ابتلع مومونغا لعابه غير موجود. على الرغم من أن عقله لم يستطع فهم الموقف، إلا أن قلبه استطاع ذلك.

تركت يديه أخيراً صدر ألبيدو الواسع.
لقد أدرك أنه كان يلمسها لفترة طويلة، لكن مومونغا برر ذلك لنفسه بالقول إنه لم يكن لديه خيار سوى لمسها لفترة طويلة، ولم يكن ذلك بالتأكيد لأن الضغط على جسدها الرقيق كان جيد لدرجة أنه على تردد وهو يتركها ... أو شيء من هذا القبيل.
"آسف، يا البيدو."
"فواااه..."

جاء أنين رقيق من البيدو ذات الوجه المحمر، ويمكنه عملياً أن يشعر بحرارة جسدها الكافية لرفع درجة حرارة المكان. وبعد ذلك، سألت مومونغا بخجل:
"هل ستكون مرتي الاولي هنا؟"
فوجئ مومونغا بسؤالها، وقبل أن يتمكن من التفكير بوضوح، أجاب:
"...إيه؟"

تجمد عقله فجاة، ولم يتمكن من فهم سؤالها،
مرتها الاولي؟ ما هذا؟ لماذا كل هذا؟ ولماذا تبدوخجلة جدآ؟
"هل لي أن أسال كيف ترغب في التخلص من ملابسي؟"
"...ماذا؟"
"هل من الأفضل أن أخلع ملابسي؟ أو هل ترغب في خلع ملابسي. يا مومونغا-ساما؟ أو اذا فعلنا ذلك وانا أرتدي الفستان ... سيتسخ ... لا، لوتريدني أن أرتدي هذا الفستان، فلا مانع لدي، يا مومونغا-ساما. "

تمكن دماغه أخيراً من فهم كلمات ألبيدو. على الرغم من أن لم يعرف ما إذا كان هناك حقاً دماغ تحت تلك الجمجمة.

كما ادرك مومونغا سبب رد الفعل هذا من البيدو، حدث صراع هائل داخله قبل ان يقول أخيرآ:
"كفى، هذا كل شيء الآن ألبيدو."
"إيه؟ انا أفهم."
"الآن ليس الوقت المناسب ل... لا، ليس هناك وقت لهذا النوع من الأشياء."
"اعتذر! سمحت لنفسي بان تحكمني رغباتي على الرغم من إلحاح الموقف! "

بحركة سريعة، ركعت البيدو للاعتذار، لكن موموناغا أوقفها:
"لا، كل هذا خطاي. انا أسامحك يا البيدو. إلى جانب ذلك ... لدي أمر."
"من فضلك أعطني اي أمر تريده" "أخبري حراس كل طابق، باستثناء الطابقين الرابع والثامن، أن يجتمعوا في الكولوسيوم في الطابق السادس في غضون ساعة. سأتواصل مع أورا وماري بنفسي، لذلك ليست هناك حاجة لإبلاغهما."
"مفهوم. اسمح لي بتكرار الأمر؛ بصرف النظر عن اورا و ماري في الطابق السادس، سأبلغ جميع حراس الطوابق بالاجتماع بعد ساعة واحدة في الكولوسيوم. "
"صحيح. اذهبي."

غادرت البيدو غرفة العرش بسرعة.
وبينما كان يشاهد البيدو تغادر، سمح مومونغا لنفسه بالتنهد، بطريقة توحي بانه منهك تماماً. وبمجرد أن غادرت غرفة العرش، تأوه مومونغا بشكل مؤلم:
"أوه، ماذا فعلت؟ كان من المفترض أن تكون مزحة سخيفة ... لو علمت لم أكن لأفعلها. لقد ... لقد قمت بتلويث الNPC التي أنشأئها تابولد سماراغدينا سان ... "

عندما فكر في الأمر، فهناك سبب واحد فقط لرد ألبيدو هكذا. لا بد أن هذا حدث ذلك بسبب تعديله لقصتها الدرامية، وتغييره للجملة الاخيرة إلى "تحب مومونغا".
يجب أن يكون هذا هو السبب في تصرفها بهذه الطريقة.

"...آه ... اللعنة!"
تمتم مومونغا في نفسه، مفكراً كيف عانى تابولا سماراغدينا ليبتكر تحفته البيدو من الصفر، ثم اتي شخص آخر برش الطلاء على عمله كما يشاء، والآن أصبحت هكذا.
إن معرفة أنه أفسد العمل الشاق الذي قام به شخص آخر جعله يشعر بالتعاسة.

ومع ذلك، فإن مومونغا العابس - على الرغم من أنه لا يمكن رؤية عبوسه لأنه كان هيكل عظمي - نهض في النهاية من علي العرش.
أخبر مومونغا نفسه أنه كان عليه أن يترك هذا في مؤخرة عقله. بعد الاهتمام بالأشياء المهمة، يمكن أن يشعر بالحزن مما فعله لاحقاً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي