الفصل الثامن

عادت ورد من المدرسة، وقد لاحظ نعمان أن حفيدته ليست علي ما يرام لكنه فضل الصمت، لأنه على علم أن الشيء الذي أصابها ليس باليسير، لذلك فضل أن ينتظر كي تأت هي وتخبره ماذا حدث؟ فهي عندما عادت صعدت إلى غرفتها دون التفوه بشيء، وعندما جاء وقت الغداء جاءت كي تتناوله معهم، لكن ليس كما تفعل كل يوم.

بعدما قاموا بالإنتهاء من تناول الطعام، تحدث معها جدها كي يخبرها بأن تخرج معه كي يروا بعض المحاصيل التي تم زراعتها بالفعل،  علم فهد بأن هناك شيء، ولكن  جده لا يريد أن يخبر أحداً بها، وأن هذا الشيء متعلقه بأخته ورد، حيث يظهر علي وجه المتجهم.

بالفعل بعد الإنتهاء من الغداء، خرجت ورد مع جدها، بينما قال الجد:

- ماذا حدث فما يبدو على وجهك لا يبشره بخير؟

نظرت له وهي تشعر بالحيرة والقلق، وأخبرته بما حدث منذ خروجها من المنزل حتى عودتها، ولم تخفي عنه شيئاً، لأنها تعلم أن جدها ذات حكمة وعقل رزين.

بينما قال الجد:

- لقد كنت متوقع أن يفعل ذلك، فهذه من عادات ذلك الأبله، ولكن أعجبني جوابك عليه وصراحتك معي، فلو أردتي أن أعاقبه عما فعل فسوف أفعل فوراً، لكن أترك لك الحرية في ذلك.

  بينما أخبرته بأن ذلك المغرور، الذي يشعر بأنه لا يوجد له مثيل في القوم، سوف تعلمه درس حياته  من خلالها، كما تحدثت مع أبنه عمه سعاد التي صدمة هي الأخرى، مما فعل أبن عمها، وقد أخبرتها بأنه متكبر لا أحد يقدر علي الوقوف أمامه، وبذلك وجدت أن تبدأ معه لعبه القط والفأر ولتري لمن النصر في النهايه.

بينما عادت أسماء ورباب مع الأطفال، بعد أن قضوا معظم اليوم  في التنزه، وقد أخبرت ياسمين بما فعلوه عندما خرجوا، فلقد ذهبوا إلى إحدى المنتزهات المليئة بالألعاب، ففي بدء الأمر كان  الخوف واضح علي معالم الصغيرة، ولكن وجود يوسف معها جعل تتقبل الأمر ويمر الوقت، فكانت تشعر بالرهبة من ذلك المكان، لأنها لأول مره تخرج في أماكن مفتوحه.

شعرت أسماء بما يدور في مخيلة طفلتها، لذلك كانت تريد أن تذهب لها، ولكن رباب قامت بالضغط على يدها، كي تترك الطفلة تتعامل وبالفعل بعض مرور وقت ليس بقصير، تعاملت الطفلة مع الأطفال وكانت تسير في كل الإتجاهات، وتجرب جميع الألعاب دون خوف من شيء، وكانت توصف لأبيها الألعاب وماذا كانت تفعل بداخلها؟ وأصوات ضحكاتها تملأ المكان.

بينما قررت أسماء أن تحضر لهم واجبات سريعة، كي يتناولونها.

حل الليل وكان فهد وصقر وحسن يجلسون معاً، فحضر ناصر قائلاً:

- يا هلا بالجمع السعيد لقد أضاء المكان بوجودكم.

فأجابه فهد قائلاً:

-  أن المكان يضيء بالذي يجلس فيه.

نظر له ناصر وقال:

-  سوف أجلس بجواركم حتي أنال من شرف الجلوس معكم.

بينما قال صقر لفهد:

- هيا بنا كي نعود لقد تاخرنا على العودة.

بينما اخبره فهد أنه لن يرحل ويترك ذلك المكان قبل أن يرحل ناصر.

بينما قال حسن:

- أنا لن أرحل وسوف أظل بصاحبته، فإن الهواء منعش، وكان ينظر في إتجاه ناصر بغضب.

بينما كانت نظرات ناصر لهم باحتقار، وهو على علم بأن الثلاثه لا يدخلون في معركة خسرانه مهما كلفهم الأمر، أضافة إلى ذلك خوفهم من جدهم ورد فعله، فهو عندما يثور لا يرى أمامه، هذا ما جعله مطمئن.

بينما كان فهد يرى تعابير وجه ناصر، وتحديه له لذلك قرره بأن يعطيه درساً لن ينساه، وقام بإحضار إحدى العصيان، كي يظهر بها موهبته في التحطيب، وقام بالفعل باللعب أمام ناصر، مما جعله يدخل في تحدي معه، لكن توجد حكمه قد قيلت "لا تقبل التحدي، وأنت لا تدري بقوة خصمك".

بالفعل لقن فهد ناصر درس حياته،  عندما انتصر عليه وقام بضربه بالعصا، مما جعله يسقط أرضاً، في ذلك الوقت كان خالد يمر ووجد الحال الذي عليه إبن عمه، فقام هو الآخر بتحدي فهد.

في بدء الأمر كان يعتقد الجميع بأنه يلعب، ولكن فيما بعد أيقنوا بأنهم لا يلعبوا بل على وشك البدء في معركة، كانت ضربات خالد قوية، ولكن كان فهد يصدها بقوة، حتى باغته فهد بضربة افقدته هو الأخر توازنه ورقد بجانب ناصر بالأرض.

نظر لهم فهد بانتصار وقال:

- عندما تريدون أن تجلسوا، فلتجلسوا مع من يناسبكم، ولا تتطلعوا إلى ما هو أعلى منكم، وهذا يعتبر درس بسيطاً، كي تعلموا أن لا تتعدوا حدودكم.

بينما كان حسن وصقر يشعروا بالرعب، لأنهما على علم بشدة جدهم، عندما يعلم ماذا يحدث؟

بينما قاموا بعض الناس بحمل خالد وناصر إلى منزلهم.

تفاجئ جدهم من مظهرهما، وعندما سأل ماذا حدث لهم؟ أخبرهم إحداهما بما حدث، فعلم من ذلك الفعل بأنه سوف يحل الخراب على الجميع.

بينما كان الجد يتحدث مع ورد، جاءه مكالمة من أحدهما، يخبره بما فعل أحفاده، فقام على الفور وكان عقله يفكر، ماذا سوف يفعل؟

نظرت له ورد وقالت:

- ماذا حدث؟  هل أصيب أحد؟

فأجابها جدها بأن أخيها قد قام بتلقين ناصر وخالد  درساً لن ينسوه.

صعقت ورد لما خبرها به جدها وقالت:

- أتعني بأنه علم ما حدث في الصباح.

هز جدها رأسه بالنفي وقال:

- لم يعلم ولو كان علم ما كان سيترك ناصر إلا قتيل وليس مصاب فقط، لكن سوف اعلم ما حدث بالفعل، لكن قبل ذلك سوف أرسل لهم من يأتي بهم، لأنهم الثلاثة سيصبحوا في خطر.

فهو يعلم أن عدلي عندما يصل خبر ما فعل بأحفاده لن يسكت.

بينما كان فهد وحسن وصقر يتحدثون في ما حدث، كان صقر يعاتب فهد في ما فعله، ويخبره بأن جده لن يمر ذلك مر الكرام، في ذات الوقت حضر أحدهما ليخبرهم بأن جدهم يريدهم هم الثلاثة أمامه في التو واللحظة.

بالفعل ذهبوا إلى جدهم وهو يشعرون بالقلق، فكانت   ملامحه التجهم مرسومة على وجهه، فقال فهد لجده:

- هل حدث شيئاً؟

فنظر له:

- لا لم يحدث شيء حتى الآن، ولكن أعلموا  بأنكم تعديتم حدودك اليوم، ولقد تعاملتم دون الرجوع لي.

نظره له فهد وقال:

- لم أفعل شيئاً، ولكنه قد جاء كي يحاول استفزازنا،  فكان يجب أن يتعلم ذلك المغرور درساً قاسياً، بالإضافة إلى خالد الذي تدخل هو الآخر في الحوار.

 بينما كان صقر لا يتحدث فقال له جده:

- ما رأيك فيما حدث؟

فأخبره انه غير موافق فيما فعل فهد مع ناصر أو خالد، وكان عليهم بأن يغادر المكان علي الفور.

نظر لهم جدهم وصمت

فهو على علم بأن العدلي سوف يرسل من يعلم ماذا حدث؟ حتى يقرر ماذا سيكون رد فعله؟ فهم أحفاده الذين ورثوا منه كل شيء، وهم من يعتمد عليهم في رد فعله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي