الفصل العاشر

كانت ورد تريد أن تمر تلك اللحظات بسرعة، فهي تشعر بأن هناك حرب سوف تندلع بالفعل، بينما كانت تفكر وجدت صقر وجدها، يخرجون من الغرفة ويصعد صقر إلى الأعلى، دون النظر لأحد.

بينما كان فهد وحسن يريدون أن يصعدوا خلفه، فأخبرهم الجد بأن يتركوه بعض الوقت، بينما قال فهد بمكر:

- ماذا حدث حتي يصعد صقر للأعلي؟

نظره له جده بغيظ قائلاً:

- فلتصمت ولا تتدخل فيما لا يعنيك.

بينما شعر فهد أن هذا الأمر يخص ورد، لذلك أريد أن يفهم ما يدور، فعندما جاء ليتحدث كانت نظرة جده كفيلة بإسكاته، وطلب من حسن بأن يأخذه ويصعد به إلى الأعلى، لكن عليهم أن يسمعوا كلامه ولا يذهبوا خلف صقر.

بينما كان همام يريد أن يفهم ما يدور، فلأول مرة يقوم والده بالتفرقة بين الأولاد فقال مستفهماً:

- ماذا حدث كي تمنع الأولاد من الإلتحاق بصقر؟

فأجابه:

- كي لا تندلع حرباً، ويعاد سلسال الدم مرة أخرى.

بينما سأل تمام والده مستفهماً، ماذا يقصد بسلسال الدم؟ هل تعدى أحدهم علي حريم بيتنا.

نظر له أبيه نظرة فصمت علي أثارها، بينما طلب من ورد أن تأتي خلفه إلي غرفة المكتب، لذلك ذهبت خلفه، وهي ترتجف من شدة ما حدث حولها، بالرغم من شعور جدها بخوفها، لكنه يجب أن يخبرها ماذا حدث؟ ويخبرها بما وصل إلي صقر من أخبار.

بالإضافة إلي عناد صقر وتحديه بأن يقطع يد ناصر، التي تعدت علي ورد، مما جعل جده يعنفه ويطلب منه أن يغلق فاه، ولا يتحدث مع أحد حتى لا يقع في كثير من المشاكل، بالأضافه بأنه سوف يذهب إلى بيت العدلي، لكي يجعل حفيده يبعد عن طريق حفيدته، لأنه على علم بأن الذي قام بأبلاغ الكلام لصقر، سوف ينقله إلى فهد أيضاً وعندما يثور الفهد لا يستطيع أحد إيقافهم.

بينما كانوا يتحدثون وجد من يطرق الغرفة ويستأذن بالدخول، كان إحدى الحرس يخبره بأن العدلي ومهاب أبنه بالخارج، ظهر شبح ابتسامة ساخره على وجه النعمان، وطلب من حفيدته الصعود فوراً إلى غرفتها وعدم النزول،وتخبر فهد بأن جده يريده بالأسفل ومعه حسن وصقر، بالفعل فعلت ورد ما طلب منها.

كان العدلي يجلس هو ومهاب، وعلي وجهه علامات من الكبر والغرور، فعلي الرغم من مرور الزمن، لكنه مازال الغرور متمكن منه.

جلس النعمان بعد أن رحب بهما وطلبه لهم ما يشربوه كواجب ضيافه، بينما نزل الثلاثه أحفاد بكل شموخ وكبرياء وعيناهما تتسم بالتحدي، كانت نظرات العدلي تقابلهم التي كادت أن تحرقهما، مما جعل فهد يرسم على وجهه ابتسامته سخرية له.

جلسوا الأحفاد بجانب جدهم، بينما قال العدلي:

- أنك تعلم أنني قد جئت بدون موعد، ولكن الظروف قد حكمت.

نظر له النعمان وقال له:

- أذن فلتخبرني ما سبب تلك الزياره؟

فأجابه:

- هل تقبل ما فعله حفيدك مع أحفادي دون الرجوع لي أو لك؟

فأجابه:

- وهل ما فعله حفيدك واستفزازه له يقبل؟

هنا تدخل مهاب لكي يهدئ الوضع، لأنه وجد روح التحدي بين الإثنين قائلاً:

- نعم ما فعله الأبناء خطأ، لكن علينا نحن الكبار أن نحل تلك المشاكل حتى لا نقع في المصائب.

بينما قال همام:

- مازلت يا صديق العمر لم تتغير، لكنك قد جلبت ولدين أحدهما يحمل صفاتك والآخر عكسه تماماً يجلب المشاكل أينما يوجد، فلقد أخطأ أبني في التعامل دون الرجوع لنا، لكنك تعلم أن الشباب يتسمون بروح التحدي، ولا يريدون من أحد أن يتحداهم.

فأجابه مهاب:

- لذلك لقد جئنا كي نعتذر عما حدث من أولادنا، لكن يؤخذ على فهد التسرع وعدم تحكيم عقله.

هنا كان الرد من فهد قائلاً بهدوء وثبات:

- أعتذر عما فعلته، ولكن لا تعلموا أن ناصر قد حاول أن يخرجني عن شعوري، وكذلك خالد الذي دخل معي كالذي يدخل في معركة، لذلك لقنته هو الآخر ما يستحقه.

أعجب الجد من ثبات حفيد لأنه ظن أنه سيكون رده حاد.

فأجابه العدلي:

- رغم خطأ أحفادي ولكن لقد تعده حفيدك الحدود، وبرز عضلاته على ناصر وخالد، ولم يكتفي بذلك فقط، بل جعل إحدى الرعاه يحملوهم إلى بيتي، كأنه يقوم بأيصال رسالة مباشرة لي.

هنا كان فهد يحاول أن يتحكم في أعصابه، فهو يعلم بأن ناصر قد أخذ أسلوب جده في الأستفزاز حتى يقع في الخطأ.

  فقاطعه فهد وأخبره بأنه كان يجلس، وجاء ناصر كي يستفزه فلم يشغل باله به، لكن قد قام باستفزازه بأكثر من مره، لذلك لم يتركه وكان يجب عليه تلقينه درس لا ينساه.

هنا نظر له العدلي ولم يتحدث، فلقد كان فهد لديه لباقة في الحديث، فتدخلوا مهاب وأخبره بأنه ليس مخطأ، ولكن كان يجب عليه أن يتحكم في أعصابه.

عندما انتهوا من حديثهم، أخبرهم نعمان بأنه كان بالفعل سوف يأتي لهم، كي يخبرهم بما فعل ناصر في صباح اليوم.

لم يتوقع العدلي أن يكن النعمان علي علم بما فعله ذلك الأبله في الصباح،  فأخبره بأنه لن يكذب عليه، فهو قد علم بما حدث وقام بأستخدام القسوه معه، لكنه قد غافل الحارس وخرج، لم يذكر العدلي ما حدث عندما فاق كلاً من خالد وناصر، علم أن خالد هو من قام بإخراجه، بعدما هاتف ناصر.

بينما أخبره النعمان أن يخبر حفيده أنه سوف يتركه هذه المرة،فيكفي ما فعله حفيده به، لكنه إذا تعدى حدوده مرة أخرى، فلن يمر الموقف مر الكرام، هنا خرج صقر عن صمته وقال بشدة:

- لقد علمت ما حدث ولكن ما جعلني أصمت هو جدي، لكن لم أجعل ما فعله، يمر مر الكرام.

كان حسن وفهد لا يفهموا ما يدور، فماذا حدث في الصباح؟ لكنهم فضلوا الصمت حتى يعلموا ما حدث.

بينما أخبره العدلي بأنهم لهم زيارة قريبة، لكن بعد إنتهاء الإمتحانات، وسوف تكن حريم الدار معهم، هنا تحدث النعمان قائلاً:

-لو فعل حفيدك شيء آخر فلا نرحب بتلك الزيارة.

شعر العدلي بالغضب ورحل مع مهاب.

بينما في الصباح ذهب عمار  إلى عمله مع أنس، وودع طفلته على أن تظل مستيقظة، ولا تنام فسوف يجلب لها كيساً من الحلوى، فحضنته طفلته وأخذت بعض الأموال، كي تذهب إلى الروضة مع والدتها.

بالفعل خرجت أسماء مع رباب كي يذهبوا الأطفال إلى روضتهما، بينما كانت ياسمين تمسك بيد يوسف، و رباب تتحدث مع أسماء، لأنها تريد أن تساعد زوجها، ولكن لا تعلم كيف؟

فأخبرتها أسماء أن تقوم بفعل بعض الحلوى، وبيعها إلى المحلات القريبة من منزلهم أو بيع بعض الملابس بالتقسيط.

هزت رباب رأسها وأخبرتها أنها بالفعل سوف تفكر في إحدى المشروعين.

بينما كانوا عائدين قام أحدهما بجذب حقائبهم الخاصة بهم من أيديهما، مما جعل أسماء تسقط أرضاً على الفور، فقامت رباب بمساعدتها علي الوقوف وتجمع عليها الماره، ليروا ماذا حدث لهما؟ فأخبرتهم أنها بخير، ولكن يبدو أن أسماء قد أصيبت في قدمها، وتذكرت أن الهاتف كان بداخل الحقيبه التي سرقت منذ قليل.

قامت رباب بأخذها إلى إحدى المستوصفات القريبة من منزلهما، كي ترى ماذا حدث لها؟ وبالفعل قامت بدفع مبلغ بسيط، كان بحوزتها في جيبها لكي تطمئن عليها، وأخبرها الطبيب بأن قدم أسماء تريد بعض الغرز نظراً لأن السقوط كان شديد، فأرادت رباب أن تتركها وتذهب، كي تجلب المال وتعود على الفور.

نظر لها الطبيب متعجباً قائلاً:

- أنه اليوم يوماً لله، فالجميع يكشفون اليوم بمبلغ رمزي، ولذلك سوف لا أحتاج مقابل لما سأفعله، بالفعل قام بتضميد الجرح وفعل الغرز به، كانت أسماء تشعر بالدوران، فقامت رباب بإسنادها وإعادتها إلى منزلها.

في ذلك الوقت كانت هاجر تستعد للذهاب لعملها، وعندما وجدت أسماء على تلك الحاله، هاتفت أحداهما كي تحصل على أجازه، وأن تظل مع أسماء حتى تستعيد وعيها.

بينما وجدت رباب أن موعد عودة الأطفال من الروضة قد جاء، فكان عليها الذهاب لجلب الأطفال جميعاً، بالفعل ذهبت لهم لكن أثناء عبورها الطريق، كادت أن تصدمها إحدى السيارات، التي تسير بسرعة فائقة، لكنها كان كل همها هو أن تجلب الأطفال قبل أن تغلق الروضة، وبالفعل قامت بإحضارهم والرجوع على الفور إلى المنزل.

قامت بجعل الأطفال لديها في المنزل، وإعداد الطعام لهم ولأسماء ولهاجر أيضاً، فيكفي أنها تركت عملها وجلست بجانب أسماء.

بينما كان عمار يشعر بالقلق، لذلك كان يهاتفها ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق، فذهب لأنس وطلب منه أن يهاتف رباب كي يطمئن على زوجته، ولكن ما جعله يشعر القلق أن هاتف رباب هو الآخر مغلق، لذلك طمئنه أنس بأنه سوف يهاتف زوجته على هاتف المنزل، وبالفعل هاتفها فأجابته فطلب منها أن تطمئن على أسماء، كي يطمئن زوجها لأن هاتفها مغلق.

أخبرته رباب ما حدث بالفعل منذ سرقت حقائبهما حتى جلب أسماء لمنزلها، كان في ذلك الوقت يرى نظرات القلق تتسم على وجه أنس، وما زاد قلقه  عندما قال أنس:

- الحمد لله على كل شيء، يكفي أنكما بخير.

أغلق معها، وأخبر عمار بكل ما حدث فكان عمار كالمقيد الذي يريد أن يخرج كي يطمئن على زوجته، لكنه أيضاً يعلم أن نظام العمل لا يسمح بذلك،كما قد أخبرته رباب بأن أسماء بالفعل بخير.

بينما كانوا يتحدثون رن هاتفه، كان المتصل أميمه أخته، تخبره بما فعل أبناء أخواته، لقد علمت كل ذلك عندما حدثت أخيها مهاب وأخبرها بما حدث، شعر عمار هو الآخر بالخوف قد تسلل إلي قلبه، كما شعرت أميمة بأن هناك خطب ما فسألته هل هو بخير؟

فأخبرها بما حدث مع أسماء وخوفه عليهم، لذلك طلبت منه عنوان منزله، كي تذهب للاطمئنان علي زوجته.

عندما عاد كان الغضب قد تمكن منه وذهب حيث أمر بوضعهم ومسك السوط الخاص به وصرخ بهم قائلاً:

- ما كنت أخطط له قد قمتوا بإفساده بغبائكم، وكان ينظر لخالد ويقم بضربه هو وناصر قائلاً:

- وأنت أيضاً أيها الغبي كيف تعديت حدودك، وأتيت إلى هنا وتخرجه رغم حديثي بعدم خروجه.

بينما كانوا يصرخوا ويقولوا لن نفعل شيئاً آخر دون الرجوع لك يا جدي، فلترحمنا فكان مازال يضرب فيهم، ويقول:

- لقد وضعتوني اليوم في مأزق أمام تلك العائلة.

لقد اخبره ناصر أنه لم يتوقع ما فعله ذلك الفهد، فكان يظن أنه لن يفعل معه شيئاً خوفاً من جده، ولكن ما فعله عكس ذلك.

فأجابه جده بصريخ:

- لأنك لا تفكر وغبي لأنه منذ الصغر، كانوا يرددون أن ذلك الفهد أسم على مسمى، ولكنك تعديت حدودك، ولعبت مع الشخص الخطأ.

بينما اخغبره خالد أن حسن وصقر لم يفعلوا مثل ما فعل ذلك الفهد، ولم يتدخلوا في الأمر.

فأخبره جده أنهم ذات حكمه وعقل، إذا كان أحدهم يفعل شيء، فلا يتدخل الآخرين حتي يلجأ لهم ذلك الفرد، حتي لا يقعوا في المشاكل عكسكم تماماً.

بينما كانت ورد تتحدث مع سعاد، وتخبرها بما حدث لديهما، فأخبرتها سعاد أيضاً بأن أبيها وأخيها قد عادوا أمس من عند جدها وهما يشعرون بالقلق، عندما طلع الصباح عاد أبيها إلى منزل جدها مرة أخرى، لكنها لا تعلم ماذا حدث؟ ولكن أخاها عز أخبرها أن ناصر وخالد قد وضعهم جدها في بدروم المنزل كي يعاقبهم عما فعلوه.

شعرت ورد بتعجب من رد فعل الجد، فكيف له أن يطاوعه قلبه، أن يطرق أحفاده في بدروم منزله؟
بالرغم من إنهما أخطأوا، لكن لا يستحقون ذلك العقاب القاسي.

بينما أخبرتها سعاد بأمر خطوبتها، التي ستكون بعد يومين ويجب أن تكن معها، فأعلمتها ورد بأنها كانت بالفعل سوف تأتي، ولكن بعد تطور الأمور أصبح أمر مجيئها مستحيل، فهمت سعاد أن الأمر قد تطور في المنزل عند ورد، وأن ما هو قادم لن يبشر بخير.

وصلت أميمه إلى العنوان التي قد أعطاه إياه أخيها، بعدما استأذنت من زوجها أن  تزور أخيها، وتعود على الفور، فسمح لها بالذهاب وتظل مع زوجة أخيها وأبنه عمها، حتى تطمئن عليها وهو سوف يأخذ باله من البنات، عندما يعودون وسيقوم بشراء الطعام من الخارج، كي لا تشغل بالها.

بالفعل صعدت إلى المنزل الذي يحمل نفس الرقم الذي ذكره أخيها، فوجدت إحدى النساء تمر من أمامها، فقامت بسؤالها عن منزل عمار فأشارت إليها بأن تأتي معها، فإنها ذاهبا إليهما بالفعل، كانت تحمل تلك السيدة في يدها الكثير من الطعام، فذهبت خلفها وأشارت لها بأن تجلس حتي تحضر لها زوجته.

جلست على إحدى الكراسي البسيطة، وقد لاحظت وجود مجموعة من الأطفال، يلعبون أمامها ولكنهم لا يحدثون أي شغب بل كانوا يلعبون في هدوء، كانت قد تعلق قلبها بأحدى الأطفال، حيث شعرت بأن أحدهما، صورة مطابقة لها من أيام طفولتها، لم تطل التركيز مع تلك الطفلة، حتى جاءت  تلك المرأة، وأخبرتها بأن أسماء بالفعل سوف تأتي لها.

بالفعل وجدت أسماء تخرج إليها وهي تسند على فتاة أخرى، وعندما رفعت وجهها تفاجأت بها، وأخذت الدموع تنهمر من عينيها، وكادت أن تسير بسرعة غير مبالية للجرح الذي في قدميها، وقامت بأحتضانها وأخذت تردد:

- وحشتيني يا أميمه، لقد افتقدت وجودك.

كانت أميمه هي الآخر قد شعرت بذكرياتها، قد عادت إليها، وأجهشت في البكاء، لكن قاطعها سؤال أسماء بأنها كيف علمت بمكانهم؟ فأخبرتها بحديثها مع عمار وعلمها العنوان من خلاله.

قامت أميمه بإعطاء الفتاة الأكياس التي قد أحضرتها معها، فقالت لها أسماء:

- لماذا جلبت كل ذلك فنحن لدين ما يكفي من طعام في البيت، فما زال الله يستر بيتهم؟

هنا نظرت لها أميمه قائلة:

- لقد تعلمتي البخل يا أسماء، هل نسيت عادتنا؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي