الفصل الثاني والعشرون

كانت أسماء ومنار وسعاد يجهزون بعض الأشياء، واخبرتهما سعاد بأنها سوف تذهب لتعد لهم شيئاً يأكلونه وسوف تجلب لهم طبق من الفاكهة، بينما شكرت منار أسماء عما فعلته معها، فأجابتها أسماء بأنها لم تفعل شيء بل إنها تريد من يوجهها إلي الطريق الصحيح، ولكن عليها أن تفوز بقلب زوجها فإن فازت به أصبحت مسيطرة على الجميع مداركه.

بينما أستيقظ خالد، فوجد رائحة الطعام تفوح في المنزل، فخرج لكي يرى ماذا تفعل أخته فتفاجأ بزوجة عمه ومنار يجلسون معاً فسأل منار أين يوجد أخيها؟ فأخبرته بأنه قد جاء بها وتركها ورحل مع عز، فأخبرها أنه سوف يحدث عز؛ ليعلم أين ذهبوا؟

  بينما كان عز وناصر قد ذهبوا لعدي، لكي يساعدونه في جمع احتياجاته، لأن عدي ليس له أصدقاء كثير، تفاجأ بوجود فهد وصقر وتعجب ناصر كيف لفهد وصقر أن يتواجدون في ذلك المكان، فإنه يعرف عنهم التكبر وليس التواضع.

وما جعله يشعر بالصدمة هو عندما وجد حسن يأتي ومعه الإفطار، ويجلسون جميعهم لتناول الطعام، فإنهم يجلسون على التراب ولن يلتفتوا إلي ملابسهم التي سوف تتسخ، كل ذلك كان فهد ينظر له بسخرية قائلاً:

- فلتأت لكي تجلس معنا، أما أنك تخشى أن تتسخ ملابسك! فلا تقلق فتلك الأرض سوف نعود إليها في يوم من الأيام.

بيننا تدخل عز وأخبرهم بأن يتركون له مكاناً؛ كي يجلس بجانبهم فضحك عدي وأخبره أنه ليس هناك وقت للأستهزاء فليجلس في أي مكان، وبالفعل جلس عز وناصر جانباً، وشعر ناصر لأول مرة أن الطعام له مذاق خاص لم يتذوقه من قبل وأن له رائحة مميزة.

نظر له صقر وقام بسؤاله، هل يوجد شيء في الطعام؟ فأجابه بالنفي بل أخبره أنه لأول مرة يشعر بمذاق الطعام وكأنه أول مرة يتذوقه.

نظر له فهد بسخرية وتساءل ماذا كان يتناول من قبل؟ فأجابه بندم كان يتناول القسوة، ولذلك كان لا يشعر بمذاق الطعام، وعندما تحرك قلبه أصبح يشعر بكل شيء حوله، حتى الحب أصبح يشعر به.

نظر كلاً من فهد وصقر  وهم يشعرون، بأن ما يتحدث أمامهم هو شخص غريب، لا يعلمونه وليس ذلك الأبله، الذي حينما يضع قدمه في شيء يحل الخراب به.

بينما كانوا يجلسون جاءهم صوتاً من خلفهم، يستهزأ بهم قائلاً:

- لقد ظننتكم مجموعة من الفقراء، ولكن عندما قدمت إليكما شعرت بالعجب، فأن زينة الشباب يجلسون على الأرض دون أن يضعون شيئاً تحتهم، فإن ثمن الثوب الذي يرتدونه باهظ الثمن، فكيف لكم أن لا تبالي به.

نظر له فهد بغضب وعندما جاء كي يتحدث، قطع حديثه ناصر عندما قال:

-نعم هذا الثوب جاهز الثمن، ولكن ما لا تعرفه بأن هذا الثوب لن يغني ولن يشفع لك في يوماً من الأيام، فما يرتديه الفقير في ذلك اليوم لا يفرق شيء عن الغني، كذلك ما تتباهى به اليوم سوف تسأل عنه غداً، فأن قدمت كي تجلس معنا محترماً فلتجلس وأن جئت ساخراً فلترحل.

نظر له خالد بغيظ وقال:

- أحقاً أنت من تتحدث بذلك الأسلوب؟

فأجابه أنه بالفعل هو من يتحدث، ولن يصمت بعد اليوم ويكفي ما فقده من لذة الحياه، فأخبره خالد أنه سمع أن زوج أخته سوف يقيم بعض المشاريع، كان يجلس مع بعض رجال الأعمال منذ قليل فهل يعلم ما دار؟

أخبره ناصر إنه عندما يريد أن يعرف شيئاً فليذهب لجده أو لعمر وهو من سيخبره بكل ما يريد، أما هو فليس لديه ما يفيده.

شعر خالد بالمهانة ولذلك غادره، بينما نظر عز لناصر وتحدث قائلاً:

- سبحان الله قد يتغير الإنسان بين ليلة وضحاها.

فأخبره مصححاً لما يقول بل يتغير الإنسان في لحظة فاصلة من الزمن يكشف كل ما يدور حوله، كان كل ذلك تحت نظرات فهد وصقر وعدي.

بينما أخبره عدي بأن ينتهوا من تناول الطعام، حتى يقرروا ماذا سوف يجلبون؟ وأراد أن يفهم من عز ما الذي يدور برأس أخته، فهو أدرى الناس بها وبما تريد حتى يجلب لها كل شيء تريده.

أخبر عز عدي بأنهم سوف يأتوا ببعض الأشياء، أما باقي الأشياء سوف تجلب من مصر، تذكر عدي بأنه سوف يسافر مع مهاب وسعاد لجلب بعض الأشياء من هناك.

أخبرهم عدي بأنه سوف يكتب كل ما يريد حتى لا ينسى شيئاً، فأخبره فهد أن ليلة الحنة عليه كاملة، كما أخبره صقر أن طقم الزفاف عليه هو الآخر، بينما أخبره ناصر أنه سوف يتكفل بمصاريف سفرهم بعد الزواج فهذه هدية لهما، كما أراد أن يأخذ عليه عهد بأن يجعل سعاد تكمل علامها، فإن العلام مرحلة فارقة في حياة الفتاة لقد ندم على عدم إكمال أخته تعليمها، فأخبره عدي أن تلك الأمور سابقة للوقت.

كذلك أخبره أن ذلك الأمر سوف يكون بالأتفاق بينه وبين زوجته، عندما يغلق عليهم بابهم، ولكنه سوف يوعده بأنه يراعي ربه فيها، ولن يعاملها بإهانة أو مذلة.

في ذلك الوقت كان عمر عائداً إلى بيته، فوجدهم يجلسون فجاءهم مبتسماً قائلاً:

- لقد تناولته الأفطار  من دوني، فأخبره فهد أنهم يعلمون أنه لديه إجتماع سرياً مع رجال الأعمال، فأجابه هل علمتم بذلك فأين السر في ذلك! فضحك الجميع وأخبره عز أنه ما زال سراً خاصة أنه لم يخرج من هذه القرية.

ضحك الشباب بينما جلس معهم عمر وأخبرها، بأنه سوف يعد كوب من الشاي، فهل  يريد أحد أن يتناول معه؟ أخبره عدي بأن يجلس وسوف يعد لهم الشاي.

بينما أخبرهما عز أنه سوف يذهب إلى البيت، ليجلب لهم بعض الحلويات فإنه عند خروجه من البيت، سمعهم يتحدثون أنهما سوف يعدون بعض قوالب الحلوة فسوف يذهب ليرى ما نصيبه.

بالفعل غادر وأعاده على السريع ومحمل من الحلوة، فأخبره ناصر كيف حصل علي كل ذلك بهذه السرعة؟ فضحك عز وأخبره أنه قد وجدهم على الطاولة، ولم يوجد أحد بجانبهم، فأخذهم وذهب في الحال دون أن يراه أحد، ضحك فهد وأخبره بأنه قد سرق تلك الحلويات وليس جلبها.

نظر له بمكر وقال له:

- هل سوف تتناول معنا تلك الحلوه أم سوف تتركها؟

فأخبره أنه سوف يتناولها، لأنها ذات رائحة شهية.

بينما كانت منار قد انتهت هي وأسماء من إعداد الحلويات وقاموا بوضعها على الطاولة، وذهبوا يجلبون بقيه الطعام كي يجلسوا لتناولها وعندما عادوا لم يجدوا ما تركوه، فنظرت منار وأسماء لبعضهم البعض وصرخوا فجاءت على الفور سعاد فأخبروها بما حدثوا.

ضحكت عليهم سعاد وقالت:

- لقد فعلها عز فقد رأيته يدخل متسلل من الباب، ولكن عندما نزلت لاسئلة لم أجده.

نظرت له أسماء بصدمة وقالت:

- كيف ذلك فأنا أتعب في صنعها، ولا أتذوقها إذن سوف أرسل له عمار كي يجلب منه ما أخذه.

بالفعل هاتفت زوجها وأخبرته بما فعله، وأخبرها بأنه سوف يذهب له ويجلب ما اخذه بعد علمه من خالد مكانه.

بينما كانوا يتناولون الحلويات ضحك فهد فتساءل عز لماذا بضحك؟ فأخبره بأن عمه عمار قد جاء فقال عدي لعمار:

-فلتجلس لتتناول تلك الحلويات الشهية معنا.

فنظر له عمار بغيظ وأخبره من أين جلبوا تلك الحلوى؟ فأشار الجميع على عز وكان في ذلك الوقت يتناول الحلوى فوقف الطعام في حلقه، ونظر لعمه فكان عمار ينظر له ينتظر أجابته.

أخبرهم عمار بأنه قد جاء كي يأخذ ما تبقي من الحلوة وأن البنات هاتفوه كي يجلبها لهم، فقال له عمر:

- فلتأخذ أذن بعضها وتترك لنا بعضها، لأننا جالسون لوقت طويل.

فأخبره أنه  قد وعد زوجته بأن يجلب لها كل ما يجده، فنظر له عمر وأخبره بأنه سوف يهاتف زوجته ويخبرها، وبالفعل هاتفها وأخبرها بأنه  كان يشعر بالجوع فأرسل عز كي يجلب لهم بعض الطعام من منزل عمها، وعندما عاد بتلك الحلوة وكان يتذوقها حضر عمها عمار وأخذ جميع الحلوى فهل هذا عدل؟ فأجابته أنها سوف تتصرف.

بالفعل بعض قليل وجد عمار رنين هاتفه يتصاعد، وأسماء تخبره بأن يترك الحلوي لهم ويجلس كي يتناولها معهم وسوف يقومون بإعداد قوالب أخرى.

أخبر عمار الجميع بما حدث فأخبره فهد بأنه سوف يرسل عز لشراء حلوى ويقوم بتوصيلها لهما فيكفي صنع تلك الأشياء وعدم تذوقهم إياها.

بينما أستيقظ الجميع في نشاط، وقد لاحظت أميمه أن معتز لم يغفل منذ المساء، فتساءلت هل حدث شيئاً؟ فأخبرها أنه يريد الدخول في مشروع في ذات المكان التي يسكن أهلها فيه فلقد أشترك مع بعض رجال الأعمال في إقامت المشروعات، وسوف يكون إحدى أبناء البلد هو الذي يمسك تلك المشروعات.

إضافة أنه عليه الذهاب إلى هناك ليري أرض المشروع بذاته كما عليه أن يبعث إحدى الموظفين، كي يكونوا طرفاً له هناك ولكن لا يعلم من سوف يرسل.

كانت ميرا في ذلك الوقت تنزل من غرفتها، فصعدت على الفور إلى غرفه مرام، وقد أخبرتها بما سمعت وترجتها بشيء.

بينما في الأسفل قد أخبر معتز أميمه بأنهما  سيقضون اليوم وسوف يغادرون الفندق في الصباح.

وافقته أميمه وأخبرته بأنها سوف تخبر البنات حتى من تريد جلب شيئاً فلتجلبه اليوم، ولكن عادت أميمه وتحدثت معه قائلة:

- هل هذا كل ما يشغل عقلك أم هناك شيئا آخر؟

نظر لها وأخبرها بتردد أنه قد علم أن ذلك الشاب الذي سوف يمسك كل شيء هو زوج أبنه أخيها شهاب، ولذلك يشعر ببعض القلق فأخبرته بأنه لا يحمل هم، لأنهما لا يعلمون أسمه كاملاً، فكل ما يعلموه هو أن أسمه معتز فقط، وأن قسيمة زواجهم لدا أخيها عمار.

كما أخبرت بأنها سوف تحدث عز لكي تعلم منه بعض التفاصيل، ولكنها تساءلت هل قرر من الذي سوف يسافر؟  هنا جاءها الرد من الأعلي عندما تحدثت مرام بأنها سوف تسافر إلى هناك كي تجرب تلك الحياة، بالإضافة إلى أنها تريد أن تستمتع بجمال الطبيعة.

هنا نظرت له أميمه بقلق وقالت لها:

- لم أرسل أحداً منكم إلى هناك.

ولكن كان لمعتز رأياً آخر بأنه يوافق أن يرسل مرام فإنها أكثر خبرة وسوف تفيده فيما يريد بالأضافة إلى أنها الوحيدة، التي يستأمنها على كل شيء بالشركة، فأخبرته أميمه بأنها لم تضحي بإحدى بناتها في سبيل مصلحة الشركة، فانه لا يعلم ما يدور هناك، فأخبرها أنه سوف يرسل معها من يؤمنها ولا تقلق فهي أبنته مثل ما هي أبنتها.

تركها معتز وغادر شعرت أميمه بأنها قد أخطأت بحديثها، فلقد كانت غير قاصدة ما وصل إليه، ولكن قلبها هو من حركها، فهي تشعر ببعض القلق وهي اعلم الناس بعادات تلك المكان.

استأذنت أميمه كي تخرج خلف زوجها فوجدته يجلس على إحدى الطاولات أمام المسبح، فجلست بجانبه وأمسكت يده وأخبرته أنها غير قاصدة ما وصل إلى مداركه فكل ما كانت تقصده هو عدم إرسال أبنتها فقط، ولكنه أدرى الناس بمصلحتها لذلك فهي موافقة على ذلك القرار.

بينما كان يتحدثوا جاءت تلك الطفلة، وأخبرتهما بأنها قادرة على أن تخبر مرام بكل شيء هناك فهي كانت تعيش وسطهما، كما أنها لم تخبر أحداً بأنها سوف تذهب إلى هناك خوفاً من أن جدها يعلم بذلك فهي حافظة للأسرار.

كان كل من معتز وأميمه ينظرون إليها وهي تتكلم بكل ثقة كأنها تخطط للدخول في حرب سرية، فأبتسم لها معتز وأخبرها بأنه سوف يمنح لها بعض الحلويات نظراً لما قالته من أسرار، وأنه لم يخبر أحداً بما قالته.

أبتسمت له الطفلة وأخبرتهم بأنها تريد لعبة جديدة، فوافقها على الفو،ر بينما قالت له أميمه:

- هيا أسرعي كي تخبري البنات بأنهما سوف يغادرون في الصباح، وعليهم أن يتمتعوا بيومهم هذا، ومن يريد منهم شراء شيئاً فليذهب ليجلبه.

أخبرتها الصغيرة أنها سوف تخرج مع ميرال، لأنها قد سمعتها تتحدث بأنها سوف تجلب بعض الملابس لها، وأنها ذات ذوقاً عالياً في الإختيار لذلك سوف تأخذها معها لكي تأخذ رأيها.

بينما كانوا يتحدثوا جاءت ميرال ومعها الأطعمة الخاصه بالطفلة، واخبرتها بأنها أن لم تأكل ذلك الطعام فسوف لن تخرج معها، بالفعل نظرت لها الصغيرة وأخبرته بأنها سوف تتناول الطعام، لانها بالفعل قد أنهت مهمتها الآن وعادت الصغيرة وهي محملة بالطبق.

بينما نظرت أميمه لمعتز وسألته هل ميرال قد تغلبت على محنتها؟ فأخبرها بأن هذه الطفلة قد جعلتها تتغلب، فنظرت له بحزن لقد شعرت باليأس من أن تتخذ أبنتها صديقة لها، ولكن تلك الطفلة عندما جاءت أصبحت كل شيء لها.

فأخبرها بأنه ليس من السهل أن تتخذ صاحب، ولكن تكتشف بعد مرور الزمن أنه هو من يطعنك، وتذكرت وقتها أميمه عندما كانت في المنزل، وجاءها محادثة تخبرها أن أبنتها في المشفى وعليها الحضور فوراً، فذهبت إليها على الفور، فوجدت أبنتها وبقدمها الكثير من الخدوش، وعلمت من الطبيب أنها تعرضت لحادث.

قد جلبها بعض الشباب عندما وجدوها ملقاة من إحدى السيارات، وعندما فاقت أخذت تصرخ وكانت لا تتحدث لفترة طويله، وحاولت أميمه أن تعلم ماذا حدث؟ ولكن دون جدوى.

أخبرها الطبيب بأن يتركوها حتى تتحدث هي من تلقاء نفسها كي لا تصاب بانتكاسة، وبالفعل بعد مرور ثلاثه شهور من تلك المحنة وتجنب أبنتها لجميع البشر.

جاء أميمه جواب من أحدهما، يخبرها بأن أبنتها قد ذهبت مع صديقتها إلى إحدى الأماكن، وقد غدرت بها زميلتها فكانت لها طعم لأحد الشباب، وعندما وصلوا تركتها وعندما استنجدت بها نظرت لها، وأخبرتها بأنها لديها كل شيء فعليها أن تفقد كل ما تملك، وتركتها ورحلت.

أخذت وقتها  تصرخ وتحاول الدفاع عن نفسها، ولكن دون جدوى لولا صراخها واستنجادها بأحدى الشباب مما جعل ذلك الشاب أن يركلها من السيارة حتى لا يقع في مشاكل، وتم نقلها على الفور إلى المشفى، وبذلك قد أخلى ذلك المرسل مسؤوليته، وأنه كان لا يعلم أن كل ذلك سوف يحدث، فكان يعتقد أن صديقتها تكذب فيما تتفوه به.

لكنه قد تفاجأ بما حدث وأنه لم يرى من ميرال أي شيء مكروه.

وقتها أغلقت أميمه الجواب وصعدت إلى أبنتها وأخذتها في أحضانها وأخبرتها بأن الله قد حماها، فعليها اللجوء إليه في كل وقت.

في ذلك الوقت نظرت ميرال إلى والدتها نظرة لم تنساها حتى الآن، كأنها تخبرها بأنها لا تتركها وحيدة، ومنذ ذلك اللحظة أصبحت أميمه تشارك بناتها في جميع لحظاتهم، ولا تجعلهم يخرجون خارج البيت من دونها.

كان معتز يتحدث وجد أنها قد انشغلت بالتفكير فسألها فيما سرحت، فأخبرته أنها معه وطلبت منه بأن يعودوا كي يتناولوا طعامهم معاً.

بينما حاول عز مرة أخرى التسلل، كي يضع ما معه قبل أن يراه أحد ويعاقبه عما فعل، وبالفعل دخل وعندما كان يضع الأشياء على الطاولة، وجد أسماء خلفه تنظر له بغيظ، وتسأله هل الحلوى لذيذة؟ فأخبرها بتردد بأنها لذيذة، وقد جلب حلوى من أحدي المحلات بدلاً التي أخذها.

أخبرته أسماء بأن لا يفعلوا ما فعله مرة أخرى، وأنه كان يجب عليه أن يستأذن، كي يحصل على ما يريده وكانت سوف تعطيه له، فهي قد صنعت كثيراً من الحلوى لجميع أفراد العائلة، وعليه أن يغادر قبل أن تأتي منار حتى لا تنال منه.

ذهب بعد أن أخذ بعض قطع الحلوى، التي قد أخذها من إحدى المعلبات، فنظرت له أسماء وتحدثت قائلة:

-  الكلام لا يفيد.

فنظر لها وأخبرها بأنه سوف يتذوقها فقط، لأنه قد تعب من ذلك الطريق كي يجلب الحلوي لهم، فهزت رأسها بابتسامة وعادت إلى البنات كي تكمل ما تفعله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي