الفصل التاسع عشر

أنتهت الخطبة واستأذنت ورد بالذهاب لأن أخيها بالفعل ينتظرها بالخارج، ولقد شكرتها سعاد على ما فعلته معها،  وأنها دعت لها الله أن يرزقها في القريب العاجل بالزوج الصالح، خرجت معها أسماء كي تصلها إلى أخيها ، كي لا يشعروا بالحرج.

بينما أخبرتها أسماء بأن لا تحزن من أقوال وأفعال وداد ومنار، وأنهم  بداخلهما  ضغينة لن تأكل غيرهم.

أبتسمت لها وأخبرتها، بأنها قد تعاملت مع أناس يشبهونهم، وقادرة على التحدي والوقوف أمامهم، وتذكرت ورد أمر ياسمين فقامت بالسؤال عليها، فأخبرتها بأنها تركتها لدى إحد الأصدقاء لحين عودتهم.

وبالفعل قد وصلت ورد إلى أخيها فاستأذنت أسماء بالعودة، فشكرها فهد علي خروجها مع أخته.

بينما كان البنات يشعرون بالحيرة يتساءلون والدتهما، هل حقاً ما قالته الصغيرة وأن ظلم وجبروت جدهم يصل إلى تلك الأفعال، أم أنها تخيلات طفلة؟

أخبرتهم والدتهم أنه بالفعل لدى والدها قلبًا قاسيًا، لا يعرف الرحمة، وأن الطفلة صادقة، وأن قد سبق وأن  وضعت في نفس الموضع.

كما أنه لديه أفعال مع جميع نساء العائلة، نظراً لأنه الأكبر سناً، لذلك يسمعون حديثه.

بينما تحدثت مرام وتساءلت كيف كانوا يستحملون تلك المعاملة؟

فأجابتها أميمه أنهما كانوا عليهم أن يصمتوا وأن يسمعوا ما يقال لهما دون إبداء أي رأي، فإن والدها يرى أن رأيه هو الصواب، ولا يجوز لأحد أن يراجعه في ذلك، وكذلك جعل التحكم لجميع رجال العائلة، حتى لو كان ذلك الفرد طفلاً صغيراً، فهو له مكانة أعلى من مكانة أكبر الحريم سنًا.

بينما قالت ميرا:

- وكيف لك كسر تلك العادات؟

أخبرتها أنها بالفعل كانت تحت سيطرة تلك العادات، ولا تستطيع الخروج عنها، وكانت الأقرب لها هي أسماء زوجة أخيها عمار، نظراً لأنها أبنه عمها، وكذلك أبنه أخيها سعاد، على عكس وداد وأبنتها الذين يتمنون الشر لجميع أفراد العائلة، ويتمنون أن توضع جميع النساء نفس الموضع.

وتذكرت تلك الأيام التي حصلت فيها على الشهادة الثانوية، كانت تريد الإلتحاق بالجامعة، ولكن عندما علم أخيها شهاب أخبره والده بما تريده، فقام بجذبها من شعرها، وأخبرها بأن سوف تتزوج من يتقدم لها من العائلة، ويكفي ما وصلت له من علام.

في ذلك الوقت اعتزلت بداخل غرفتها لا تخرج منها ولا تتناول طعامها، حتى وجدت في إحدى الليالي، بأن أحدهما يترك الباب، وعندما فتحت وجدت أخيها عمار ومهاب أمامها ويخبروها بأنهم معها في جميع الحالات، لكن عليها بأخبارها بما تريد.

وبالفعل أخبرته أنها تريد الإلتحاق بإحدى الكليات، ولكنها لا تعلم كيف الإلتحاق؟ وأن باب التنسيق بالفعل سوف يغلق خلال يومين.

طلب منها عمار أن تجلب لها ورقة بالطلبات حتى يقدم لها، دون أن يعلم أحد من الأسرة غيرهما، وبالفعل قد جلبت لهم أميمه ورقة الطلبات وأخذها منها عمار وحضر هو ومهاب كل شيء بها وقام بالتقديم لها حتى وصل له التنسيق بالجامعة.

كان ذلك هو الإختيار الأصعب فكيف لها الخروج دون أن يعلم أحد واجهتها؟ فأعلمها عمار أنه بالفعل سوف يساعدها، وقد مررت عدة شهور، وقربت الإمتحانات كان عمار يحضر لها الورق الخاص بها، كي تراجعه جميع دروسها.

طلب عمار من والده، أن يخرج مع أميمه، فلا يحق لها الخروج دون رجل معهم، وبالفعل انتهت الإمتحانات دون أن يعلم أحد أنها مازالت تدرس.

كذلك عام يلي عام دون أنا يعرف أحد بأنها تدرس، حتى جاء ذلك اليوم عندما صعدت وداد ووجدت أوراق كليتها، فأخذت تلك الكتب وأعطتها  لزوجها الذي أخبر والده بالفعل.

لقد نالت عقابهاً شديداً، لقد وضعها والدها في أحد الغرف المظلمة تحت الأرض، ومنع عنها الطعام والشراب، ومنع أن يراها أحد حتى لا يستطيع أحداً التواصل معه.

كان والدها يريد أنا يعرف من ذا الذي ساعدها في البيت، فهو كان يشك بعمار ولكنها رفضت الإفصاح عن ذلك، حتى في يوم من الأيام وجدت من يفتح عليها الباب، وهو ملثم ويشير لها أن تلحقه.

بالفعل وجدت إحدى السيارات فأشار عليها أن تصعد السيارة معه لكي يرحلوا.

في بدء الأمر كانت تشعر بالتوتر والقلق، فمن ذا الذي يحاول مساعدتها؟ تريد أن تعرف من هو، مر بعض الوقت ووجدت السيارة تقف على بعد وينزل منها أحدهما ويجري إتصال فوجدت أمامي أخي عمار ومهاب،  يبتسمون لي ويخبروني أن هذا ما قدروا على فعله.

بينما كشف الملثم عن وجهه، وصدمة عندما رأت أنه  ابن النعمان، وعلمت بعد ذلك أن من ساعدتها على الخروج من البيت هي أسماء، ولذلك تكن لهما كل الحب والتقدير، وبعد ذلك سافر بها عمار وجلب إحدى شقق لها، وجلس بها عده أيام كي يطمئن عليها.

كان والدها مثل المجنون يريد أن يعلم أين رحلت؟ ولكن دون جدوى، لكن في أحدي الأيام قد تقدم لها بالفعل أحدهما، وعندما جلست أخبرها بأنه سوف يسافر، كي يطلبها من والدها، فرفضت وكذلك أيدها عمار وتم كتب كتابها وإرسال صورة لوالدها.

في ذلك الوقت أخبر والدها جميع العائلات، أن أبنته بالفعل قد ماتت، وأنه لا يريد أن يراها حتى تكن كلمة ماتت فعلاً وليس قولاً.

نظرت لها البنات متأثرين بحديثها، وتأكدوا من حديث الطفلة، ولكن هل هذه الطفلة حدث معها شيء آخر لم تذكره؟

نظرت لهم أميمه وأخبرتهم أن تلك الطفلة قد رأت اشياء لا يتصوره عقل، لذلك قرر أخيها الهروب من تلك العادات أيضاً من عادات أبيها أن تتزوج الفتاة وهي في الخامسة عشر من عمرها، حتى تتربي في بيت زوجها، ولا يحق لها إلا قول واحد، وهي كلمة نعم ومن لم تفعل ذلك سوف تلقي عقاباً قاسياً، حتى تكن عبرة للجميع ولا يفعل أحد مثلها، فتصبح رهن إشارته.

تحدث معتز قائلاً كي يغير مجرى الحديث:

- لا نريد من يعكر صفو اليوم، لذلك يجب أن ننسى كل ما مضى، كذلك يجب علينا أن نحاول أن نمحي تلك الذكريات من ذاكرة الصغيرة، فيكفي ما رأته من قسوة.

أخبرته أميمه أن الطفلة سوف تكن لديهم أسبوعاً آخر، لأن أسماء بالفعل سوف تنشغل مع سعاد في جلب مستلزمات الزواج، وأن أخواتها عمار ومهاب سوف يأتون قريباً لزيارتها، ولقد أخبرها مهاب أنه بالفعل سوف يأتي لها الأسبوع المقبل، كي يطمئن عليها.

أخبرها معتز أنه سوف يكن سعيداً، حتى تعود العلاقات كما كانت من قبل.

جلسات سعاد مع عدي بعد إنتهاء الخطبة، يتناولون الطعام ولقد أخبرها عدي بأنها أصبحت زوجته أمام الجميع، وبعد عدة أيام سوف تنتقل إلى بيته، شعرت سعاد بالخجل بأنه من فضل الله عليها هو أن يمن عليها بزوج مثله، وأنها سوف تكن سعيدة بالانتقال للعيش مع والدته وأخته، بينما أخبرها بأنه  سيجعلها تكمل دراستها، على وعد بأن لا تخبر أحد بذلك.

نظرت له سعاد بتعجب، أيخاف من أحد أن يعلم ما يدور في رأسها؟ فأخبرها أنه لا يريد أن يفعل المشاكل في بداية حياته، بالإضافة أنه عندما تنتهي من دراستها، سوف يعرض ذلك فوري، دون الخوف من أحد.

كانت منار تشعر بالغيرة والغيظ وعادت إلى بيتها وهي كل تفكيرها فيما منح عدي سعاد، فهي فتاة محظوظة وبينما كانت شاردة، قطع ذلك الشرود هو دخول زوجها عليها يخبرها بأن تعد له الطعام.

نظرت له وأخبرته أنها غير قادرة على إعداد الطعام، فنظر لها ونهرها وأمرها أن تنهض لتعد له ما يريده، إلا سوف تلقى منه ما لا تتمناه .

نظرت له شرزاً وأخبرته، أن يفعل مثل ما يفعله غيره، فأن عدي قد جلب لسعاد مجموعة من الفساتين والهدايا غالية الثمن بالأضافة إلى شراء الكثير من المشغولات الذهبية لها، وقام بمنحها سلسلة بعد كل ذلك.

نظر لها بأحتقار وأخبرها بأنها رخيصة الثمن ولا يحق لها التحدث معه في شيء ما، فلقد دفع ثمنها لجدها وأبيها فعليها أن تلبي جميع طلباته، بالإضافة إلى أنه سوف يذهب بها إلى إحدى العيادات، كي يطمئن عليها وليعلم ما سبب تأخر الإنجاب حتى الآن.

فجميع من تزوجوا من بعدهم لديهم أطفال، فلماذا لم يرزقوا بطفل بعد؟
نظرت له بصدمة وأخبرته أنها ليس لديها ما يمنع الإنجاب ولكن كل ذلك بتقدير من الله.

بينما عندما عادت ورد وجدت جدها يجلس، فجلست بجانبه لكي تتحدث معها فقال لها:

-  ما الذي يشغل تفكيرك؟

نظرت له بتعجب فكيف علم ذلك؟ فأخبرها من ملامحها وجهها.

فأخبرته أنها تشعر  بالخوف و القلق من والدته وأخته، الذين لم يتركوا فرصة إلا وقاموا بتعكير الجو حولهم.

فأخبرها بأن تترك أمر أخته ووالدته، وأن تنتبه لذلك الأبله المتلون، الذي يستطيع أن يخدع غيره، بالإضافة إلى أنها يجب أن تتحكم في غضبها، كما أخبرها بأنهم سوف يأتون قريباً لزيارتهم.

عندما ترى أشخاص لم تراهما منذ فترة طويلة، فتتحرك المشاعر التي تشعر بها بين مزيج من الحنين وتبادل الذكريات، وخاصة لو كانوا ذلك الأشخاص هم أقرب الناس لك، وتشعر بأن البيئة المحيطة بك مليئة بالأزهار والروائح العطره.

بينما كان الجد وورد يتحدثون فيما يقلقها، حضر كلاً من الشباب وجلسوا معهم، وكانوا يستمعون حديث الجد وورد، فأخبرها فهد بأنه سوف يكون خلفها في جميع قراراتها حتى لو كان هذا القرار خاطئاً، فلن يأتي عليها أمام ذلك الأبله، وفي اي وقت تريد أن ترد له أشيائه و تفسخ خطوبتها، فهو سوف يفعلها دون نقاش.

  نظره له جده، وأخبره أن ان خوف أخته ليس من ناصر، بل من أمه وأخته فتدخل صقر وأخبرها بأن لا تقلق منهما، فتلك العائلة لا تعطي قيمة للإنثى، لذلك لا يتحدثوا أمام رجال البيت، فإذا إرادت أن تتجاهلهم فعليها أن تلازم زوجها في مجلسه، في كل حركه حتى لا تترك لهم الفرصة بأن ينالوا منها.

بينما تحدث فهد وأخبره بأنه لا يقدر أحدا
على وجه الأرض أن يقترب من أخته وإلا سوف يكون آخر يوم له في هذه الدنيا، أخبره جده بأن صقر لم يقصد ما فهمه، وأن كل ما أراده هو ان يفهم ورد بأنها عليها اتباع زوجها كي تتجنب أمه وأخته، كما أيضاً أن أخته متزوجة، ولذلك سوف تظل في بيتها وتأتي مرة في الأسبوع.

ظلت ورد تفكر في حديث جدها والشباب طوال الليل حتى عزمت الأمر على شيء، ولكنها قررت أن تتركه حتى يأت موعدها، وكذلك فهي تعلم بأن هناك من يساعدها في ذلك المنزل، فجميع أفراد الأسرة ليس على نفس المبادئ والعادات.

أشرقت الشمس وقد ظنت بأنها لم تغفل، ولكنها وجدت نفسها قد غفت حيث جلست فتبسمت وقامت تصلي، وتنزل لتناول إفطارها بالأسفل، بينما كانت تنزل وجدت عمتها فريدة أمامها، فأخبرتها أنها قد جاءت كي تخبرها أن تنزل لتتناول الطعام معهم.

جلسوا الجميع يتناولون إفطارهم، ولكنهم قد شعره بالتعجب من عدم إستيقاظ الطفلة، فهي عادة ما تتأخر، ولكن ليس لذلك الحد وكذلك ميرال هي الأخرى لم تنزل من الأعلى، لذلك قررت أميمه الصعود، لترى ما بهم.

عندما طرقت الغرفة لم تسمع شيء بداخلها، لذلك قامت بمهاتفت أداره الفندق، كي يرسل لها أحدهما لفتح الغرفة، وعندما دخلت وجدت ميرال وياسمين ما زالوا على السرير، وعندما اقتربت منهما وجدت أن الإثنين درجة حرارتهم مرتفعة.

هاتفت معتز كي يصعد لها، وبالفعل عندما وصل أخبرته بأنهما لديهم حمى، فهاتف الفندق كي يرسل لهم طبيب، وكانت من الصدف أن الغرفة التي بجانبهم، يقطن بها طبيب ولذلك جاء كي يكشف عليهم، وأخبرهم بأنهم مصابون نظراً لتغير الأجواء، وكتب لهم على بعض الأدوية، وأخبرهم بأنه يجب عليهن تناول طعاماً صحياً حتى يتم شفاههم على خير.

طلب مهاب من عمار وأسماء أن يظلوا عدة أيام، حتى يسافروا جميعهم معاً، وترجت سعاد أسماء بأن تظل معها، لذلك قرروا الإنتظار عدة أيام حتى يسافر الجميع معاً.

كما طلبت سعاد من أسماء، أن تساعدها في كتابة كل شيء يلزمها، وأخبرتها أسماء بأنها بالفعل سوف تفعل ذلك حتى لا ينسوا شيئاً.

أستيقظ ولم يجدها قد أستيقظت، فصرخ بها أن تستيقظ وتحضر له شيئاً، كي تتناوله قبل الخروج، فأخبرته أنها لن تفعل ذلك، وأنها تشعر بالمرض وأن يذهب لوالدته كي تحضر له الفطار، قبل أن يذهب إلى عمله، فقام بجلبها من شعرها، وتلقينها درس لا تنساه وذهب بها إلى جدها، الذي بمجرد أن رآها علم أنها قد فعلت شيء غير مرغوبه به.

نظر لجدها وأخبره أن  تلك الفتاة لم ترى تربية في حياتها، فهي قد تعدت الحدود وخاصة بعد خطبة أمس، بعدما وجدت أن عدي قد جلب أشياء ذات ثمن لسعاد من وقتها وهي قد قلب حالها بالإضافة أنها طلب منها إحضار الطعام له، ولكنها رفضت وأخبرته بأن يذهب الى والدته كيحضر لها الطعام.

إن لم تتراجع عما يدور بعقلها، فسوف يهدم البيت ويتزوج بالأخرى، كي تعمره لأن هذه الفتاة غير مرغوبة فيه، فهي كثيرة المشاكل والتدخل فيما لا يعنيها، وأنها تعتقد بأنها ذات مكان فيجب أن تعلم  مكانتها حتى لا تتعداها.

نظر لها جدها نظرة علمت معناها وجعل الرعب يتسلل إلى قلبها، فهي لم تتوقع ما حدث وأن زوجها سوف يخبر جدها بالفعل، بينما أكمل زوجها وأخبره بأنه قد جلب لها الكثير من الملابس، وكثير من الذهب ورغم ذلك تريد الأكثر فالأكثر وتفتعل المشاكل مع والدته وأهل البيت.

لذلك سوف يتركها حتي تتربى ثم يعود ليجلبها، بالإضافة أنها يجب أن تعلم بأنه قد دفع أموال كثيرة من أجل الحصول عليها وتركهم ورحل.

نظر لها جدها وأقترب منها بخطوات كلها ثقة، بينما كانت مع كل حركة يقترب منها، يزداد الشعور بالخوف داخلها أضعاف مضاعفه، وقام بجذبها من شعرها، وأخبرها بأنها حشرة ولا يحق لها التحدث أو إختيار قرارها، وأن زوجها من أكابر البلد وهي لديه مثل العبده تفعل ما يأمرها به، ونظراً لتربيته لم يتعامل معها هو لكنه جلبها لجدها كي يتعامل هو معها.

كان يزيد من قبضة يده على شعرها، حتى نزل بها إلى إحدى الحجرات التي أسفل المنزل، وعندما وجدت نفسها داخل أحدي الغرف، أخذت تصرخ وجدها يضحك، ويخبرها بأنها هنا لن يسمع أحد صوتها، مهما تفعل ولم يقدر أحدا على الاقتراب من تلك الغرفة إلا بإذنه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي