الفصل السابع عشر

وصل عز وحسن إلى بيت جده، وسلم عليهم حسن وأعطاهم ما معه، وأبلغه أن جده من قام بإرسال تلك الأشياء، نظر له العدلي وأخبره بأن يرسل لجده شكراً على ما أرسله، وأنه سوف ينتظرهم بالليل حتى يزيدهم شرف حضورهم.

بينما عندما دخلت ورد وجدت الجميع، فألقت السلام وأعطت سعاد ما جلبته لها، بينما نظرت لها منار متحدثة:

- مرحباً لقد شرفتينا بقدومك،ولكن لماذا جئت مبكراً؟ فالخطبة سوف تكن بالليل.

نظرت لها ورد بصدمة فهل هي تقصد ما فهمته؟

بينما تدخلت أسماء في الحال، وأخبارتها بأنها قد أضاءت البيت بوجودها فيه، وأنهم يرحب بها في جميع الأحوال، فهذا بيتها من الأساس.

شكرت ورد أسماء على تلك اللافتة الجميلة، بينما تحدث سعاد وهي تنظر لمنار، وأخبرتها بأن هذا البيت للجميع، وليس خاص بأحد، ولا يتدخل أحد فيما لا يعنيه، وأن ورد تأتي في أي موعد تجده مناسب لها، وأخذت ورد من يدها كي تريها ما جلبته، مما جعل منار تشعر بالغضب.

نزلت منار كي تعد بعض الحلويات كي تتناولها، بينما أستاذنك أسماء كي تكمل ما تفعله، ولكن سعاد رفضت ذلك، وأخبرتها بأن لا تتركها ولو لحظة واحدة، بينما طلبت من زوجة عمها وداد أن تنزل، لكي تساعد أبنتها بالأسفل وسوف تلحق بها.

أستيقظت الصغيرة ووجدت الألعاب تحاوطها، وسمعت أصوات تأتي من الأسفل، لذلك حملت إحدى الألعاب ونزلت للأسفل كي تر ماذا يفعلون؟

بينما كانوا الجميع يجلسون علي الطاولة، كي يتناولوا الأفطار، فأخبرت أميمه ميرا أن تصعد، كي تيقظ الطفلة كي تتناول معهم إفطارها، فوجدوا من يتحدث ويخبرهم، بأنها بالفعل قد أستيقظ وجاءت كي تر ما يفعلون، فضحكوا على أفعال تلك الصغيرة، التي قد جلبت معها كل معاني السعادة والفرح.

بينما أخبرتها أميمه أن تتناول الطعام سريعاً، كي تذهب لأرتداء ملابسها ليسافروا.

بالفعل نظرت لها الصغيرة وتساءلت هل والدها ووالدتها يعلمون بأمر سفرها؟ فأخبرتها أميمه أنها بالفعل سوف تحدثهم، كي تخبرهما فلا تقلق وأن والدتها قد تحدثت أمس، ولكنها كانت في ذلك الوقت تلهو في أحد الألعاب، ثم جلست الصغيرة بجانبها، وأخذت تنظر إلي الصور الخاصه بها، وهي تلعب، وهي تجري، وهي تضحك، فكانت سعيدة بتلك اللحظات.

نظرت لعمتها وأخبرتها أنها بالفعل سوف تريد، أن يرى يوسف ووتين تلك الصور الخاصه بها، بينما تساءلت ميرا من هؤلاء؟ هل أحد من العائله، فأخبرتها والدتها بأنهم أولاد جيران خالها عمار، تفهمت البنات ماذا تعني الصغيرة؟

حاولت أميمه أن تصل إلى أسماء، كي تخبرها بأمر سفرهم ولكن كان هاتفها مغلقاً، ولذلك قامت بإرسال رسالة لها تخبرها بأنهم سيسافرون للإستمتاع بالعطلة، وسوف يأخذون الطفلة معهم، كي تستمتع مع البنات، وان لا تقلق فلقد تأقلمت الطفلة معهم.

بينما كان عدي يريد أن يحضر مفاجأة لسعاد، خاصة أنه سمع ما حدث مع زوجة عمها وأبنتها، عندما كانت تهاتفه ونسيت أن تغلق الهاتف، لذلك فضل أن يعطي الإثنين درساً لا ينسى، ولذلك قام بشراء سلسلة زرقاء كي يهديها إياها.

بينما كانوا يجلسوا الفتيات وجدوا عز يأتي، وهو محمل ببعض الحقائب، فذهبت إليه سعاد لكي تعلم ما هذا، فأخبرها أن هذه الحقية تخص ورد، قد جلبها لها فهد وأرسلها معه، والحقيبة الأخرى تخص زوجة عمه أسماء، فلقد جلبها لها عمه عمار، أم باقي الحقائب تخص زوجة عمه وداد وأبنتها منار، قد جلبها ناصر لها لكي يحضروا الخطوبة.

تناولت جميع الحقائب الخاصة بهم، وأول من فتح حقيبتها كانت منار، لكن صدمت من مظهره، فتصميم الفستان الخاص بها سيء وكذلك لونه، بينما نظرت لوالدتها وأخبرتها هل يعجبها ما يفعله أبنها؟ ولكن لم تطل الصدمة كثيرة حتى أنصدمت هي الأخري فلقد جلب لها أبنها فستان مثيل لأخته، فلذلك ألقوا الحقائب الخاصه بهم جانباً.

نظروا إلى أسماء وورد، كي يعلموا ما تحتوي حقائبهما، وبالفعل فتحت أسماء حقيبتها فوجدوا فستان ذات لون ذهبي مطرز، ومعه حقيبة قد خصصت له، وكذلك كل شيء تحتاجه كأنه طقم كامل.

بينما فتحت ورد هي الأخرى حقيبتها، فوجدت فستان من اللون الفضي، ومعه كل مشتملاته، وكأنه مخصص لأميرة من أميرات ديزني، وكذلك تفاجأت بوجود علبة، عندما فتحتها وجدت أسورة مرصعة بالألماظ وكذلك الخاتم الخاص به.

خرج صوت من وداد وأبنتها فنظر الجميع لهما، فوجدوهم ينظرون إلى ذلك الأسورة بحقد، بينما قالت سعاد:

- فهنيئاً لك، فإنه رائع وهذا يدل على حب أخيكي لك.
بينما قالت منار لوالدتها:

- فليأتي أبنك وليري ماذا يفعل الأخ مع أخته؟ فلماذا لم يرزقني الله بأخ مثل ذلك؟ بل رزقني بذلك الأبله الذي قد جلب لي فستان لا يمسه للأذواق بشيء.

بينما كان فهد يسير في الحديقة ويتابع الأشجار الخاصه به، تفاجأ بسقوطه وسط الزرع، فقام يقف ولكنه كان يشعر بالتعجب، فهو لم يتعرقل بشيء، ولكنه تفاجأ بضحكات صقر فلقد شاهد ما حدث، ولكن لم يعلم كيف سقط؟

بينما شعرت ورد بالخوف على أخيها، فتلك الحاسده هي ووالدتها لا يتحدثون بخير، لذلك هاتفته كي تطمئن عليه، ولكنها شعرت بالأستغراب عندما لاحظت تغير صوته، فأخبره بأنه سقط ولكن لا يعلم كيف.

وصل معتز إلى الفندق، وقام بحجز غرفة لكل فردين، وقام بحجز غرفة لياسمين وميرال، سعدت ياسمين بذلك فهي قد تأقلمت على الجلوس مع ميرال.

بينما صعد الجميع إلى غرفهم، وتركوا حقائبهم كي ينزلوا إلى المسبح، كانت لأول مره ترتدي ياسمين تلك الملابس الخاصة بالسباحة فكانت سعيدة بمظهرها.

بينما تفاجأت أميمه بورود محادثة من أسماء، تخبرها بأنها وصلت لها الرسالة بالفعل، فأخبرتها أميمه بأنهم قد وصلوا إلى إحدى الفنادق، وأن ياسمين بالفعل داخل المسبح، فضحكت أسماء وأخبرتها أنه اليوم عيد ميلادها، فلقد أتمت الخامسة من عمرها.

أخبرتها أميمه أنها لم تعلم يوم ميلادها، ولكنها سعيدة لأنها أخبرتها بذلك، وأخبرتها بأن طفلتها سوف تكون بخير، وسوف يعودوا بعد ثلاثة أيام كي لا يقلقوا عليها، كما طلبت منها أن تهاتف سعاد كي تبارك لها، ولكن بعيداً عن أي فرد.

استأذنت أسماء من أميمه أن تنهي المكالمة، وعندما تسمح لها الفرصة للتحدث معها، سوف تحدثها على الفور فوداد ومنار موجودين بالفعل معهما.

أستغلت أسماء فرصة صعود وداد وأبنتها إلى الأعلى، كي يضعوا حقائبهم وهاتفت أميمه على الفور، وقامت بمناولة سعاد الهاتف وأخبرتها بأنه هناك فرد يريد أن يحدثها.

شعرت سعاد بالسعادة عندما تحدثت مع عمتها، فهي قد اشتاقت لها وأخبرتها عمتها، أنها بعد زواجها سوف تزورها بالفعل، وسوف ترسل لهم بقضاء شهر عسل لديها، شكرت سعاده عمتها على أنها مازالت تفتكرها.

جاء الليل وأستعد الجميع للذهاب إلى حفلة الخطوبة، وكان فهد وصقر يرتدوا أغلى الملابس ويضعون أغلى العطور، بينما قام الجد بإرسال صناديق من الفاكهة إلى دار العدلي، وذهب هو والأحفاد والأبناء معاً.

عندما وصلوا إلي بيت مهاب، فوجئوا بأن خالد وناصر ينتظرونهم وعلى وجههم إبتسامة سخرية لهم، وعندما جاء فهد أن يتحدث ذكره صقر بما وعد جده بالصباح، لذلك صمت ولكنه بداخله بركان.

بينما أتجه كل من خالد وناصر إلى النعمان وأولاده وتجاهلوا الأحفاد، كل ذلك تحت نظرات النعمان الذي علم بأن خالد وناصر، لا ينووا خيراً وكان ينظر إلى فهد وعلم أن أحفاده يشعرون بالغيظ، ولكن فهد لم يستطع أن يتحكم في أعصابه، لذلك نظر لجده وعلامات الندم على وجهه، فعلم جده بأنه سوف يكسر القسم كي يرد حقه.

حضر عدي هو وأسرته إلى منزل مهاب، ودخلت والدته وأخته إلى مجلس النساء، وتبادلوا التهاني بينهما، وعندما جاء موعد كتب الكتاب وانتهوا منه دخل عدي لأسماء بعد أن أصبحت زوجته، كي ترتدي ما جلبه لها من مشغولات، وبعد الإنتهاء من ذلك، أخرجت والدته إحدى العلب التي تحتوي على سلسلة في وسطها حجر أزرق.

نظرت له سعاد باستغراب لأنها لا تعلم عنه ذلك السلسة شيء، فأخبرها بعلو صوته أنه قد جلبها لها، لأنها أصبحت لديه مثل تلك الماسة الزرقاء، غالية المكانة وقبلها من رأسها أمام الجميع.

مما جعل الغل والحقد واضح علي وجه وداد وأبنتها، وقالت وداد:

- لماذا كلفت نفسك يا بني؟ فكل هذا راجع لك في النهاية، وعندما تريده في وقت ضيقك سوف تأخذه بالفعل، فكان أفضل لك أن تترك ثمن تلك الأشياء، كي تنه منزل الزوجية وتتزوجوا عاجلاً.

نظر لها عدي وأخبرها بأنه بالفعل قد أنتهى من أعداد منزل الزوجية، وأن هذا ما جلبه لا يقدر بثمن أمام حصوله على تلك الدره، الذي لا يعرف قيمتها إلا هو، وأنه يحمد ربه كل صباح ومساء على تلك الهدية.

أصبح وجه سعاد مشرقاً لما تحدث به عدي، بينما قالت والدته:

- أنت الآن مثل أبنتي، فلا تناديني إلا بأمي إذا كنت تقبلين ذلك.

أبتسمت لها سعاد وأخبرتها بأنها بالفعل سوف تناديها بذلك، فيكفي لها أنها جلبت لها سيد الرجال.

قد تأتيك الضربة من القريب كي يفسد فرحتك، ثم يأتي أحدهما ليعيد لك فرحتك أضعاف مضاعفة، مكافأة على صبرك على ما سبق وأن إبتلاك به.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي