الفصل السادس عشر

بينما نظرت له ورد وأخبرته بأنها لا تفضل أن ترتدي كثير من المجوهرات، بل سوف ترتدي شيء بسيط.

فأخبرتها عمتها بأنها يجب أن ترتدي مشغولاتها حتى يعلموا بأنها لديها ما يفوق ما سوف يجلبوه، فإن الفتاه تقدر الآن بما يجلبه العريس حتى تصبح ذات مكانة لديه.

تدخل صقر وأخبرها بأن ما تربت عليه من عادات، بأنها يجب أن تقف بجانب خطيبها أو عريسها لا يفيد مع تلك العائلة التي سوف تنتسب لهم، فعليها أن تطلب وتجد ما تطلبه حتى يصبح لها مكان، وإلا سيصبح مصيرها مثل بقية حريم تلك العائلة، وما سوف تنجبه فيما بعد، سوف يجد نفس ذلك المصير.

أبتسمت له ورد وقد علمت أنهما لا يريدون إلا مصلحتها ومظهرها أمام الاخرين، وأخبرتهم بأنها بالفعل سوف تفعل ما يقولون.

انتهت البنات من شراء مستلزمات الطفلة وعادوا إلى البيت، وهم سعداء بذلك فهم لأول مرة يخرجون لشراء أشياء غير الذي يحتاجونها، فكانت ملابس الطفلة جاذبة لهما، وذات مظهراً وألوان متناسقة.

كما قاموا بشراء بعض العرائس لها متعددة الألوان.

كانت الطفلة قد نامت بالفعل عند عودتهم، فهي لم تلعب ولم تضحك مثل ذلك اليوم، بينما شكرت أميمه بناتها وزوجها على تعويض تلك الفتاة ما رأته.

بينما نظرت ميرا لوالدتها وقالت:

- هل أنت أيضاً كانت لك نفس ذات الطفولة؟

فهزت لها أميمه رأسها وقالت:

- أن حريم تلك العائلة، قد نالت نفس الطفولة القاسية، ولكن لقد كسرت تلك العادات بالزواج من أبيكم، ولذلك رحلت كي أفوز بكم.

قد تجد أن الهروب أحياناً من الظروف ليس ضعف، ولكنها قوة كي تفوز بذاتك.



آذن الفجر وكان الجميع قد نهضوا بالفعل، فالعدلي لن يمر اليوم دون أن يخرج في أحسن صورة لها، وكان جميع رجال البيت معهم، كي ينفذوا ما يأمروا به، بينما ذهبت جميع النساء الى دار مهاب كي يكونوا بجانب سعاد.

كانت منار تتحدث مع والدتها، فلقد سمعت بعض الحديث من عز، وهو يتحدث مع عمه عمار فيما جلب عدي لسعاد، فأخبرتها والدتها بأنها محظوظة، فلديها عريس وشهادة في العلام، بالأضافة بأنه جلب لها مجوهرات كثيرة وملابس أيضاً، عكس ما حدث معها فلقد تزوجت دون أن يجلب لها زوجها أي شيء، وكان عليها أن تصمت حتى لا تنال عقاب من جدها.

أخبرتها منار بأنها لم تتحدث وقتها، ولكن تحدثت فيما بعد مع زوجها الذي نهرها، وأخبرها أن جدها بالفعل قد باعها فلا يحق لها أن تتحدث، ولقد قبض ثمنها.

نظرت لها والدتها وقالت:

- كنت أتمنى أن يرزقك بشاب مثل عدي، فإنه لديه مظهراً جذاب، بالإضافة أنني كنت أتمنى لسعاد ان تتزوج أخاكي حتى أفعل بها ما يفعل بك، انتقاماً من جدك ولكنها قد أفلتت من يدي، لكن لم أترك تلك الزيجة تتم.

بينما أخبرتها منار بأنها قد سمعت حديث جدها مع أبيها، بأنهم قاموا بدعوة آل نعمان، وأخبر ناصر بأن يهدأ حتى ينول المراد، نظرت لها والدتها بصدمة وقالت:

- ماذا تعني؟ هل هناك شيء يدبر له جدك مع والدك؟

هزت رأسها وأخبرتها أنها تعتقد أن هناك خطبة، سوف تتم في القريب العاجل، وتعتقد أن العروس حفيدة النعمان، نظرت لها والدتها وقالت:

- أتعني ورد؟

أبتسمت لها أبنتها إبتسامة سخرية قائلة:

- نعم، هي ما أقصد.

فأخبرتها والدتها أنها لم تهدأ حتى لا تتم تلك الزيجة، فتلك الفتاة مدلله، ولن تقدر على تسخيرها لها، فهي تريد زوجة أبنها فتاة تخضع لها وتكسرها، وليس فتاة تقف لها وجهاً لوجه.

بينما ضحكت منار وقالت:

- لو شاء الله أن تتم تلك الزيجة سوف أنضم لك في فشلها، وأن تعود إلى عائلتها بملابسها التي عليها.

كانوا يتحدثوا وكان هناك من يستمع لحديثهما، وكان يشعر بالذهول فكيف لهؤلاء الشياطين، أن يريدوا أن يفعلوا بغيرهم كما فعل بهم، فمن ذاق الظلم يجب أن لا يطعمه لغيره، ولذلك تراجعت علي أن تخبر أحدهما، ولكن دون أن تظهر في الصورة حتى لا تكن فريسة لهم.

أستيقظت سعاد فوجدت عز أمامها مبتسماً يهنئها بتلك الخطبة السعيدة، ويعطي لها هدية قد جلبها لها، تناولتها سعاد بفرح وقامت بفتحها كي تر ما بداخلها، وبالفعل وجدت أنها تحتوي على فستان ذات لون نبيتي مرصع باللؤلؤ، ويحتوي على مشتملاته.

شكرته على تلك الهدية كما أخبرها أنه سوف يكن معها على إتصال، حتى عندما تريد شيئاً سوف يجلبها لها في الحال.

حضرتك أسماء ووجدت مهاب وخالد بالأسفل، فنظرت لهم بخجل، فأخبرها مهاب أن تصعد للأعلى حيث توجد سعاد، هزت رأسها وصعدت للأعلى، ولم يمر كثيراً حتى حضرت منار ووالدتها، وصعدوا أيضاً إلى الأعلى.

حاولت منار أن تنظر ما يوجد بداخل الحقائب، ولكن سعاد قد جذبتهم وأدخلتهم في خزنتها، وأغلقت عليهم.

نظرت لها منار بغضب وأخبرتها أنها لا تريد أن ترى شيئاً، فلديها كثير من الملابس تتركها بداخل الخزينة لا ترتديهم، فيكفي شغل البيت، وهي بالفعل سوف تفعل ذلك بعد الزواج، فسوف ترعى أهل زوجها وليس لديها من الوقت ما ترتدي كل ذلك.

فأخبرتها أسماء أنها بالفعل سوف تبدأ حياتها، ويجب على الجميع أن يتمنى لها السعادة، وسوف تتهنى بما جلبته بالأضافة إلى أن عدي ليس مثل الرجال الآخرين، الذين يقللون من قيمة المرأة.

نظرت لها وداد وأخبرتها أن جميع الرجال واحد، فجميعهم لديه عنصر التحكم فيما أمامهما.

ظهرت ملامح الحزن على وجه سعاد، فجلبتها أسماء إلى حضنها، وأخبرتها بأنها سوف تكن أسعد عروس، وأن لا تترك أذنيها لأحد، كي يتحكم بها وأن تستبشر خير بتلك الزيجة، فإن الله عند ظن عبده به.

بينما اتجهت لوداد وأخبرتها، بأن كان لديها كلمة حسنة،فلتتحدث بها غير ذلك فلتصمت، وعليهم أن يبدأوا في تنظيم البيت حتى ينتهون سريعاً ويستعدون لأمر الخطبة.

لم تفضل وداد ما قالته أسماء، لكنها نظرت لأبنتها كي يصمتوا بعض الوقت.

أستيقظت ورد وكان سعيدة، فاليوم خطبة صديقتها، فنزلت للأسفل كي تتناول أفطارها على العجل.

بينما كان أحد الخدم قد أعدى قفص الطيور والمواشي، التي سوف يرسلها إلى دار العدلي تحت أنظار فهد.

بينما قال فهد:

- أنا بالفعل قد قمت بتحضير كل شيء، ولكن لن أذهب بها إلى هناك.

وكذلك تحدث صقر فنظر لهم حسن، وأخبرهم بأنه سوف يذهب به وسوف يأخذ ورد معه، كي يوصلها إلى بيت مهاب في طريقه.

نظر النعمان إلى أحفاده، ووجد في عينيهما نظرة التحدي، فأخبرهم بأنه عليهم أن يمروا اليوم دون أن تحدث أي مشاكل، خاصة مع خالد أو ناصر، ولكن كان لفهد رأي آخر، لكن لم يتحدث حتى لا يثير ظنون جدهما، ولكن هذا لم يخفي عليه، وهو أعلم الناس بأحفاده.

لذلك قام بأعطاء كل حفيد مصحف، كي يحلف عليه بأن لا يفعل شيئاً خلال اليوم، في بدء الأمر كان فهد وصقر يرفضون، ولكن مع نظرات جدهما فقاموا بالحلفان على المصحف.

نظرت فريدة لوالدها، وبعد ما رحلوه سألته، هل كانوا يريدون أن يفعلوا شيئاً؟ فأخبرها والدها بأنهم بالفعل كانوا ينوون على كارثة محققة، ولكنها كانوا مخططين لها، لذلك وضعت لهم المصحف كي يحلفون عليه.

بينما كان فهد وصقر يشعرون بالغضب لما فعل جده معهم، فكانوا يريدون أن يعطون ناصر درساً قاسياً مرة أخرى، لكن جدهم قد أفسد ذلك الدرس، فأقسم فهد بأنه لن يتركه.

وصل حسن بورد إلى بيت مهاب، فوجد عز يخرج فهنئه بخطبة أخته، وأخبره بأن ورد تريد أن تصعد لها، وبالفعل أشار لها بمكان حجرتها، وطلب من حسن أن ينتظرها حتى يذهب معه، عندما علم أنه يتجه إلى بيت جده.

بينما كانوا في الطريق يتحدث مع حسن في أمور عديدة، فأخبره حسن بأنه يريد أن يحصل هذا العام على مجموع كبير، كي يلتحق بكلية الطب البيطري، نظر له عز وقال مصححاً له:

- تقصد طب بشري وليس بيطري.

فأخبره أنه يريد ذلك التخصص، كي يفيد جده في مزرعته، فهم سوف يكونوا لديهم جميع التخصصات في العائله.

أعجب عز بتفكير ذلك الشاب، وعلم أنه لا يوجد بداخله كبر، كما يوجد في عائلته فأخيه وناصر يتسمون بالغرور والكبر، وجدهما يمجد فيهما مما جعلهم يزيدون فيما يفعلون.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي