الفصل العشرون

أراد أن لا تخرج منها أبداً،  فسوف يحدث وتخرج منها علي تربتها وقام بإلقائها في الأرض، ونزع ملابسها من عليها ونزل عليها بإحدى العصا الذي كانت توجد جانبه، ولم ترحمها توسلتها لها بأن يتركها، وأخذ يضرب فيها دون رحمة، وهو يخبرها أنها لا يحق لها قول شيء، فما يأتي لها هو ما ترتديه  ولا تنظر إلى غيرها.

لم يتركها إلا حين وجدها فقدت الوعي بالفعل، فتركها وأغلق الغرفة وصعد للأعلى كي يتناول طعامه كأنه لم يفعل شيء.

بينما كان يتناول طعامه حضر شهاب، ووداد، وناصر  فسأله شهاب أين توجد منار؟ فنظر له أبيه ولم يرد عليه وأكمل تناول طعامه، فأخبره شهاب بأنه قد قابل زوجها، وعلم منه انه قد أرسلها إلي هنا.

صرخ به أبيه وأخبره بأن لا يكثر من الكلام، فهو مازال يتناول طعامه، ولا يريد ما يعكر مزاجه كي يتذوق الطعام، بينما تحدثت وداد وأخبرته بأنها تريد أن تطمئن فقط على أبنتها، فأخبرها بأن تصمت وإلا سوف تكن بجانبها، دب بداخلها الرعب وعلمت أن أبنتها قد أصابها مكروه.

نظر لها شهاب بأن تصمت حتى ينتهي أبيه من تناول طعامه، وبالفعل بعد تناول الطعام جلس وهو يتلذذ بتناول الفاكهة، ولقد شعره شهاب بالملل فعاد للتحدث مرة أخرى، فأخبره أبيه بأنها بالأسفل في الحجرة، التي سبق وأن توفت بها أختها، نظرت له وداد بصدمة  وصرخت بإسم إبنتها.

فما كان له إلا قام بصفعها على وجهها، بينما أخبر أبنه بأن زوجته تريد أن تتعلم الأدب هي الآخر، فعليه أن يؤدبها، ويكن تأديبها أمامه في نفس اللحظة،  وبالفعل قام شهاب بصفعها علي وجهها قلم واحد يلي الآخر، مما جعلها الدماء تسيل من فمه، وأصبحت غير قادرة على البكاء.

بينما تساءل ناصر بحذر، هل يمكن أن يرى أخته؟ فأعطاه جده مفتاح الغرفة كي ينزل منفرداً، ونزل بالفعل وقام بفتح الغرفة، فصدم عندما وجده أخته عارية أمامه، وجسمها ملطخ  لكنه تذكر أن خالد في مرة قد أخبره أن عمته أميمه تتحدث مع والده من حين لآخر، ولذلك قام بمهاتفت عز .

كان يجلس عز مع عدي يتحدثون في أمر الزواج، وجد عز هاتف يتصاعد بالرنين، وقد تفاجأ بأنه ناصر من يهاتفه وما جعله يشعر بالتعجب، عندما طلب منه أن يعطيه رقم عمته أميمه، فهو يحتاجها في أمر هام.

في بدء الأمر شعر عز بالخوف عليها،  بأن يكن قد نصب لها فخ، ولكن ما جعله يهدأ هو حديث ناصر، فهو بداخله قلق وتوتر، فكان يتحدث سريعاً كأنه في مشكلة ما، طلب منه عز أن يعرف ماذا يريد؟ كي يتواصل هو مع عمته وليس ناصر، فأخبره ناصر بما حدث وطلب منه أن يهاتف عمته على الفور كي يعلم منها ماذا يفعل كي ينقذ اخته؟

بينما كانت أميمه تتحدث مع زوجها، وهي تشعر بالقلق على الفتيات وجدت هاتفها يتصاعد بالرنين ووجدت المتصل هو عز، وعلمت أن هناك أمر ما فأجابته على الفور، فأخبرها عز بما حدث فطلبت منه أن يعطي رقمها إلى ناصر، كي تهاتفه هي بالفعل هاتفته وطلبت منه فتح الكاميرا كي ترى ماذا حدث؟

شهقت من الصدمة على ما رأته، في ذلك الوقت كانت ميرا تسير من خلفها، فظلت في مكانها لا تقوى علي الحركة، من هول ما رأت.

بينما أجابته بأنه يجب عليه أن ينقلها فوراً إلى أحد المستوصفات القريبة منه، ولكن أعلمها ناصر أن ذلك مستحيل، فجده لن يقبل بذلك وهي أدرى الناس به، فأخبرته بأن يأتي بشيء ذات تذوق حلو ويضعها في فمها كي تلتقط أنفاسها، وعليه أن يجاري جده حتى ينقذ اخته، وبالفعل كانت بداخل جيبه إحدى الحلويات، فقام بوضعها في فهم أخته على الفور، وبعد دقائق استعادت وعيها، وأخذت تفتح عينيها ببطئ فوجدته أمامها فتبسمت له وأغمضت عينيها مرة أخري ثم عادت لفتحها.

أخبر ناصر ذلك لعمته فأخبرته أن عند خروج جده للخارج يخبرها، وسوف ترسل له من يعالجها على الفور لكن عليه أن يكن رجلاً يعتمد عليه، فتلك المرأة التي سوف تأتي تكن في حمايته، لحين خروجها من البيت.

فأجابها ناصر بأنه بالفعل سوف يفعل ذلك، لأن عندما يعلم جده بأن هناك من زار بيته دون علمه، سوف يقلب البيت على عقبيه، ولم يفلت أحد من إعصاره.

فأعادت عليه أميمه تأكيد ما قالته، حتى تؤمن لتلك السيدة طريقها، فأخبرها ناصر أن جده بالفعل سوف يذهب إلى بيت عمه مهاب بعد المغرب، وسوف يكون البيت خالي فأنها ترسل ما تريده بعد أذان المغرب.

فأخبرته بأنها سوف تعطي رقمه لتلك السيدة، وعندما تهاتفه بعد صلاه المغرب، يأخذها دون أن يراها أحد، وسوف تفعل ما تراه مفيد، لكن عليه ان يحميها وتخرج كما دخلت البيت دون أن يعلم بها أحد، حتي لا يقعوا في مشاكل.

كانت أميمه تشعر بالقلق، تجاه الفتاتين الذين بدأوا أن يستفيقوا واحدة تلو الأخرى، وقامت بإعطاءهم بعض الأطعمة الصحية حتى يشفوا تماماً، وكان عقلها مشغول بتلك السيدة التي عندما حدثتها شعرت بالسعادة، لكن عندما أخبرتها ما تريد في بدء الأمر رفضت.

ولكن مع إصرار أميمه ووعدها بأن لا أحد يعلم من هي، وأنها سوف تكن بحمايتها لحين عودتها، وافقت وبالفعل جاء الوقت الفاصل، وغادر الجد إلى بيت مهاب، وأخبر ناصر بأن يظل في البيت، حتى لا يقترب أحد من المكان الذي توجد به أخته، ووفقه ناصر على الفور وتذكر ما أخبرته به عمته بأن يجاري الأحداث.

فأخبره بأنه لا أحد يجرأ أن يقترب منها، ويكفي ما فعلته مع زوجها، بالفعل غادر الجد ولم يلاحظ على ناصر أي شيء.

كان ينظر من حين لآخر لهاتفه حتى تأتي تلك السيدة، في بدء الأمر شعر باليأس وأعتقد بأن عمته قد خذلته، ولكن رن هاتفه بالفعل وجاءه صوت أنثوي يخبره أنه بالخارج، بعد أن رأت جده يغادر.

خرج وجلبها من إحدى الأبواب الذي جعلها تقف بجانبها ونزل بها إلى أسفل البيت، وعندما فتح لها الغرفة، صعقت مما رأت فكيف لشخص أن يفعل ذلك بحفيدته، ألا يملك قلباً أم أنه  يملك قالب من الحجارة.

وجدت أن ملامح الفتاة شاحبة علامة، أنها لم تأكل شيئاً، فأخبرته بأن يجلب لها شيئاً سريعاً كي تتناوله، وبالفعل غادر كي يجلب ما طلب منه، وعندما عاد وجد أن تلك السيدة، قامت بوضع بعض الادوية على الجروح، كي تلتئم بالأضافة إلى إعطاؤها شيء كي تشربه، وعندما سألها أخبرته بأنه سوف يفيدها كي تستعيد قوتها مرة أخرى.

أخذت منه ما جلبه وجعلت الفتاة تتناوله، بعد ذلك أعطته كل الأدوية التي استخدمتها، وأخبرته بأن يضعها لها على مكان الجرح يوماً بعد يوم، كذلك يجب عليه أن يأتي لها بشيء، ترتديه حتى لا يتلوث الجرح.

كل ذلك ولم يعلم  ما شكل تلك السيدة فكانت تتوشح بالسواد، نظر ناصر في عينيها وكأنه رآها قبل ذلك، ولكن لا يعلم أين؟  فأخبرته بأن لا يفكر كثيراً، وما جعله يشعر بالحيرة عندما أخبرته أن مفهومها قد تغير وذلك في صالحه، فهي لم تعتقد بأنه في يوم من الأيام، أن يقف بجانب أنثى قد أفقدها الزمن حقها.

وطلبت منه أن تغادر قبل أن يأتي جده، ويحدث ما لا يحمد عقباه، وبالفعل أمن ناصر خروجها حتى خرجت من البيت بأكمله، وعاد وقد تنفس الهواء بعدما كان يشعر بالقلق، بأن يأتي جده في أي وقت.

عاد لأخته كي يخبرها بأن لا تحدث أحدهما حتى والدته بما حدث، هزت منار رأسها وطلبت منه أن يتركها كي تستريح بعض الوقت.

عاد إلى الأعلى كأنه لم يفعل شيئاً، وحضر الجد مع أذان العشاء، وسأل ناصر هل نزل للأسفل لكي يطمئن  عليها، نظر له ناصر بغضب وقال:

- نعم لقد نزلت ولكن كي أراها على قيد الحياة أم لا و قمت بتأديبها حتى فقدت الوعي.

ابتسم له قائلاً:

- الآن أشعر بالراحة، لأنك سوف تحل محلي في يوم من الأيام، فلقد عدت مبكراً كي أعيد تربيتها، ولكنك قد سبقتني، لذلك سوف أتركها للغد.

فأخبره ناصر أن يتركها له، كي يؤدبها فإنه عندما يفعل ذلك يشعر بالراحة تغمر ما بداخله، وصوت بكائها يسعده، بالإضافة إلي منظر الدماء التي تسيل منها.

قام جده بجذبه في أحضانه، وأخبره بأنه يفعل بها ما يريد غداً ثم بعد غد يتركها، حتى تلتئم تلك الجروح، حتي أن أتي زوجها كي يأخذها،  يرى علامات تلك الجروح على جسدها، ويعلم أنها قد تربت بالفعل، ويعلم بأنها لن تقدر على التحدث، ولا مواجهته مرة أخرى.

لقد أتفق معه على أنه سوف يقيم بعض المشاريع، وسوف يكونوا طرفاً فيها، أبتسم له ناصر وأخبر جده بأنه متحمساً لتلك المشاريع.

بعد مرور الوقت صعد الجد إلى الأعلى، وكانت نظراته تلاحقه وهو يشعر بالغضب، فكيف له أن يبيع أخته مرتين، مرة عندما حصل على قطعة أرض مقابل أن تتزوج زوجها، ومقابل مادي قد حصل عليه والده أيضاً، والآن يريد أن يبيعها مرة أخرى في سبيل تلك المشروعات.

ألا يكفي لديه من أموال! وماذا يريد؟ فإنه أصبح على مقربة من الموت، فإن ما حدث لأخته قد هز مشاعره وحرك قلبه، وتذكر ما فعله خالد أيضاً، فإنه كان يريد أن يبيع أخته هو الآخر، مقابل قطعة أرض ولم ينظر إلى ما كان سوف يحدث لأخته، علي عكس ما فعله عز وقته،  فنعم أنه الصغير ولكنه يملك ما لا يملكونه، وهو قلب طيب لين على أخته.

تمنى لسعاد كل خير فهي ذات قلب طيب، لذلك أنقذها الله منه، وكذلك كان متعجب من موقف والدته، التي غادرت وعادت إلى بيتها، فلقد أحزنها ما فعله والده معها، ولم يحزنها أو يشغلها مصير أبنتها، وكذلك والده الذي رحل بعد أن أخبر والده، بأن يفعل ما يريد فيها، فإنها أنثي ويحق للجميع تأديبها.

كان يلعن بداخله ضعف كل أنثي، وعاد بذاكرته إلى وردته التي كانت تقف أمامه بتحدي، لا تعرف الإنكسار، فرغم  أنها نشأت في نفس بيئته، لكنها نشأت علي عادات غير تلك العادات التي نشأ عليها.

كانت أميمه تشعر بالقلق، وجدت هاتفها يعلن عن إتصال، فأجابتها على الفور، وعلمت منها أنها قد فعلت ما أمرت به،  وقد عادت الى منزل أبيها، فشكرتها أميمه على ما فعلت، وأنها لن تنسى لها ذلك الفضل.

أخبرتها بأنها هي من لن تنسى لها ذلك الفضل، فلولاها ما رأت ناصر وقد تحول من شخص إلى شخص أخر ذات قلب فلقد كان متلهفا يشعر بالقلق على أخته، فمهما كان يمر الزمن كانت لم تراه على ذلك الوضع، لذلك قررت بأن تقف بجانبه وليس بضده، فإنه يحمل بداخله قلباً طيباً، ولكنه يريد من يحركه.

بينما كانت أميمه تغلق هاتفها وجدت من يجذب ملابسها، فنظرت خلفها فوجدت الصغيرة تبتسم لها، وتخبرها أنها بخير، فأخذتها أميمه وأجلستها على قدميها، وقالت:

- أليس من الصحيح عندما تأتي لأحد أن تفعلي صوت؟

هزت الصغيرة رأسها وأخبرتها أنها كانت تريد أن تفاجئها، بينما أخبرها معتز أن ميرا ما زالت بغرفتها ولم تنزل حتى الان.

فطلبت من ياسمين أن تجلس مع معتز، لكي تصعد للإطمئنان على ميرا، وعندما صعدت وجدتها تبكي وعينيها منتفختان من الدموع، فتساءلت ماذا حدث؟
أخبرتها ميرا أنها انها قد شاهدت الفيديو الذي كانت تراه، وتتحدث مع إحداهما فيه.

كان مظهر تلك الفتاه مثير للشفقه، فكيف لجدها فعل ذلك، فرغم حديث والدتها والطفلة ولكن لم تتخيل أن يصل الأمر لكل ذلك، هدأتها وأخبرتها بأن تحمد الله، بأنها قد نشأت بين أب وأم متفاهمين، ولم تنشأ في ظل نفس الظروف، وإلا كانت هي الأخرى ستكون في ذات الوضع، وطلبت منها أن تنسى ما رأته.

كانت تجلس أسماء مع سعاد، وقد قاموا بكتابة كل شيء، حتي لا ينسوا شيء، فجاء عز وأخبرهم بما حدث حزن الإثنين معاً، وطلب منهم عز أن يفكروا في حلاً سريعاً، لذلك أخبرته أسماء بأن الحل لديها، ولكن هل تقبل سعاد ذلك الحل؟ دون أن تعلم سعاد بذلك الحل، وافقتها على الفور كي تنقذ منار بذلك.

طلبت أسماء من عمار أن يهاتف والده، ويخبره بأنه يريد أن يهاتف زوج منار؛ كي تحضر لمساعدتهم و تقف بجانب سعاد، فهم لم يستطيعوا على فعل كل شيء مرة واحدة، وأمامهم أشياء كثيرة يفعلونها، وسوف تكون منار سنداً ومعاونة لهما.

وبالفعل هاتف والده الذي في بدء الأمر، أخبره بأنه لن يقدر على التحدث بالليل، فليتركه في الصباح، ولكن مع إصرار عمار وأخباره بأنهم يريدونها بالفعل، أخبره بأنه سوف يرسلها لهم في الصباح.

فأخبر عمار أسماء ما قاله والده، فسعدت لنجاح مخططها.

بينما كان يجلس وجد جده ينزل له مرة أخرى، ويخبره بأن أسماء زوجة عمه وسعاد يريدون أخته، كي تساعدهم في تحضيرات الزفاف، لأن أصبحت الأمور لديهم كثيرة وغير قادرين على فعلها، ولا يريدون غريباً يساعدهم، ولذلك عليك أن تنزل بالأسفل كي تتلذذ بتأديبها لأنها في الصباح سوف تذهب إلى بيت عمها مهاب ولن تعود إلا علي بيت زوجها.

نظر له وعلى وجهه شبح الأبتسامة، وأخبره بأنه بالفعل سوف يفعل ذلك وهو سعيد، وطلب من جده أن يعطيه إحدى العصيان الخاصة به، كي يؤدبها.

وبالفعل أعطاه جده واحدة ونزل بها للأسفل، وأخذ يضرب العصا في الحائط، وهو يشعر بالقهر، فكيف له أن يتبع ذلك السلوك؟ وكيف كان أعمى؟

كان يصرخ وأفاقت منار على صوت أخيها، فأخذت تصرخ خوفاً منه، بينما كان الجد في الأعلى يستمع  لتلك الصرخات، وهو يشعر بالفخر.

أتجه ناصر إلى أخته، واخذها في حضنه، وأخبرها بأنها سوف تكن بخير، وأنه لم يفعل لها شيئاً بل سوف يساعدها، وبالفعل أخذ يضرب بالعصا في الحائط حتى انكسرت، وعاد إلى جده وهو منكس الرأس وأخبره بأن العصا قد انكسرت دون قصد.

ضحك له جده وقال:

- لا يهمك لكنها فعلت الكثير، فصرخاتها وصلت إلى آذاني، كالطبول التي تدق، وأخذ منه العصا وألقاها جانباً وقال له:

- لا تحزن فلدي الكثير من العصيان، ولكنك اليوم جعلتني أطمئن على حالك، فما فعلته في أختك، جعلني أشعر بالراحة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي